|
تأملات هنيئاً لك بالإشادة الرئاسية كمال الهدي
|
تأملات
هنيئاً لك بالإشادة الرئاسية
كمال الهدي
[email protected]
· وصلني منذ لحظات إيميل من صديق عزيز يتضمن خبراً عجيباً وغريباً، نشرته صحيفة المجهر السياسي في صفحتها الأخيرة اليوم.
· ولشدة عجب وغرابة الخبر قرأته مرة، ثم فركت عيني جيداً قبل أن أعيد القراءة وأنا بين مصدق ومكذب.
· وبعد أن انتهيت من القراءة الثانية لم أعرف هل على أن أضحك أم أبكي.
· أضحك على مهازل هذا الزمن الأغبر!
· أم أبكي على الوطن الذي ضاع من بين أيدينا وصار كل شيء فيه مقلوباً!
· يقول الخبر أن السيد رئيس الجمهورية أشاد بكتابات الأستاذة فاطمة الصادق عبر زاويتها اليومية وأنه أبلغ الأستاذ مهدي إبراهيم الإعلامي المخضرم رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني بإ بلاغها بثناء قيادة الدولة على أدائها المهني المتميز.. وفي ذات السياق بعث النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان طه بتحاياه وتهانيه للزميلة فاطمة الصادق معتبراً أن مقالاتها تعبر عن الهم الوطني بمسئولية، مؤكداً اهتمام الدولة بالأقلام الشابة الواعية والحريصة على المصلحة العامة..
· ويضيف الخبر: " وعبرت الأستاذة فاطمة عن شكرها وتقديرها لاهتمام قيادة الدولة ممثلة في السيدين الرئيس والنائب الأول بكتاباتها التي تنطلق من ضمير مهني محايد"!!!!!!!!!!!
· هل منكم من يستطيع أن يصدق مثل هذا الكلام من الوهلة الأولى ودون أن يعيد قراءة الخبر ويفرك عينيه جيداً كما فعلت أعزائي القراء؟!
· إشادة رئاسية مرة واحدة لصحفية كانت حتى الأمس تسوق مقالاتها من خلال تحريض هيثم مصطفى للخروج على نظم ولوائح ناديه وتحث مسئولي الدولة على التدخل لطرد البرير من الهلال؟!
· إشادة رئاسية لمجرد أن تاجرة الصحافة أساءت للمتظاهرين في الاحتجاجات الأخيرة ووصفتهم بالمساطيل ومتعاطي ( الشاش) المخدر؟!
· أي حال آل إليه بلدنا؟!
· وأي صور مقلوبة نشاهدها في سودان اليوم؟!
· أيعقل أن تسيء صحفية لمجموعة متفاوتة الأعمار والثقافة والتعليم والوعي من أبناء بلدها وتصفهم بالمساطيل فتكون مكافأتها الإشادة من رأس الدولة ونائبه؟ !
· ألهذه الدرجة تتخبط حكومتنا بعد أن رفعت الدعم عن المحروقات وثار الناس؟!
· فاطمة الصادق يا فخامة الرئيس وسعادة النائب من الأقلام الشابة الواعية التي تعبر عن الهم الوطني بمسئولية ؟!
· هل تابعتما كتاباتها إبان مشكلة هيثم واللبرير ورأيتما كيف كانت تحرض الجماهير وتوقد النيران؟!
· هل طالعتما إساءتها للأستاذ طه على البشير وتشبيهه بـ (الحكامة) يوم أن هنأ جمال الوالي بمولوده الذكر؟ !
· تُرى هل هذا هو الوعي المقصود؟!
· هل هذا هو الحرص على المصلحة العامة؟!
· أهذه هي المسئولية التي تقصدانها؟!
· ومنذ متى كانت فاطمة تكتب في السياسة حتى تحظى بهكذا إشادة من الرئيس ونائبه في وقت واحد؟!
· لكن إذا عُرف السبب بطل العجب.
· فمنذ أيام مشكلة هيثم البرير أدركت أنها تحاول جاهدة منافقة السلطة بندائها للدكتور نافع ونائب الرئيس وغيرهما للتدخل السريع لحل المشكلة بالطريقة التي تروق لها، أي بطرد البرير من الهلال.
· لمثل هذا اليوم عملت فاطمة الصادق.
· فيوم أن كتبت ما كتبت حول المتظاهرين بدأ لي واضحاً أنها تريد أن تصل لما تريده بأي ثمن.
· وها هي تجد المكافأة اللازمة.
· وما يؤسف أكثر أن من نقل إشادة الرئيس لفاطمة هو الإعلامي المخضرم مهدي إبراهيم حسب الخبر.
· وعندما نقول إعلامي مخضرم فلابد أنه يدرك كيف يكون الصحفي مسئولاً وواعياً وحريصاً على وطنه وأبناء شعبه.
· أما المهزلة المضحكة بالجد فهي تعقيب فاطمة وقولها أن كتاباتها تنطلق من ضمير مهني محايد !
· ضمير يا أم ضمير؟!
· هذا الضمير الحي هو الذي جعلك تتحولين من تشجيع المريخ إلى مناصرة الهلال!
· وهو نفس الضمير الذي دفعك وآخرين لتحريض هيثم ودفعه لحرق تاريخه الطويل مع الهلال!
· وهل هو نفس الضمير الذي ساقك إلى تلك النداءات المتكررة للمسئولين واستثارتهم ضد البرير حتى يتم طرده من الهلال لمجرد خلافه معكم؟!
· وهو نفس الضمير الذي هداك لكتابة ذلك المقال القبيح في حق شباب خرجوا للشوارع معبرين عن رفضهم لسياسات الحكومة، كي يرضى عنك أولياء النعمة!
· هنيئاً لك بهذا الضمير وهنيئاً لك بالإشادات.
· ويطيب لي أن أسأل السيد رئيس الجمهورية: ماذا عن الشباب الآخرين الذين يكتبون بمسئولية وحرص على مصلحة الوطن وأهله ، لماذا لا يجدون منكم الإشادة؟!
· وماذا عن أصحاب الأقلام الوطنية الصادقة والمسئولة فعلاً لا قولاً؟!
· أين إشاداتكم بالأستاذ فيصل محمد صالح الذي نال مؤخراً جداً جائزة بيتر ماكلر العالمية المخصصة للصحفيين الجسورين الذين لا يخافون في قول الحق لومة لائم؟!
· أم أن الإشادات في بلدنا قاصرة فقط على كل من يخدر الناس ويطمس الحقائق ويعرف من أين تؤكل الكتف؟!
· آه يا زمن!
· ليتنا وورينا تحت الثرى قبل أن نرى سوداننا في هذا الحال.
|
|
|
|
|
|