|
تأملات انجدنا يا غازي كمال الهِدي
|
تأملات
انجدنا يا غازي
كمال الهِدي
[email protected]
· لم يبق لنا إلا أن نقول " انجدنا يا غازي صلاح الدين".
· فمنذ أيام لم يعد لغالبيتنا أي هم سوى مذكرة الإصلاحيين في حزب المؤتمر الوطني.
· الإصلاحيون قاموا.. الإصلاحيون قعدوا.. الإصلاحيون رفضوا.. الإصلاحيون قالوا.. الإصلاحيون أكدوا..
· نتابعهم في حركتهم ونومهم وصحوهم وكأننا نتوقع حلاً فورياً لمشاكل البلد بمجرد انشقاق هذه المجموعة.
· ننتظر انتقادهم لرفاقهم السابقين بشغف وكأن ما انكشف من سوءات هذا النظام لا تكفي كمبررات للتغيير.
· يظن بعضنا أن ما يجري من شأنه أن يضعف الحزب الحاكم، لكنني أرى أن تركيزنا المبالغ فيه على مثل هذه المذكرة يضعف المعارضين أكثر من إضعافه للحاكمين.
· ففي مثل هذه التغطية المبالغ فيها هزيمة معنوية كبيرة لو ندرك.
· وهي تأكيد على أننا فقدنا القدرة على إيجاد الحلول وننتظرها من غيرنا.
· علينا أن ندرك حقيقة أن الدكتور غازي ورزق وفضل الله وبقية رفاقهم ظلوا يشكلون جزءاً أصيلاً من الحزب الحاكم على مدى أربع وعشرين سنة كاملة.
· ربما نتفق أن غازي صلاح الدين لم يفسد مالياً وهذا هو ما فوت عليهم فرصة أن يمسكوا عليه ذلة تمكنهم من الدخول معه في أي صفقات.
· لكن غازي وبقية الموقعين على المذكرة شاركوا في كل الأخطاء السياسية والمشاكل والحروب التي أشعلها المؤتمر الوطني على مدي السنوات الطويلة الماضية.
· كل من أطلق عليهم مؤخراً " الإصلاحيون" عرفوا منذ السنة الأولى أن حكومة حزبهم ماضية نحو التمكين ورفض الآخر، بل وقتل وتدمير هذا الآخر، فلماذا لم يعبروا عن رفضهم لما ظل يجري منذ ذلك الحين؟!
· وطالما أنهم سكتوا عن الحق طوال هذه السنوات، فلا يجدر بنا أن نعطي تحركهم الحالي أكثر مما يستحق.
· هو حزب واحد سواء اختلف رجاله حول أمر أو أمور أم لم يختلفوا.
· هذا أمر لا يفترض أن نشغل به بالنا كثيراً.
· أذاقونا مرارة لم نتذوقها من قبل وإن لم تكن لدينا القدرة على هزيمتهم ورد كرامتنا، فالأفضل لنا أن نلزم الصمت.
· مخجل جداً أن ننتظر هزيمتهم من الداخل ونعول على انقساماتهم.
· فمن قبل انقسم حزبهم إلى وطني وشعبي، فماذا كانت النتيجة؟ وما الذي جناه محمد أحمد المسكين من ذلك الانقسام؟!
· شخصياً أرى أن كل ما جنيناه من ذلك الانقسام هو المزيد من التسويف وإضاعة الوقت، حيث عول بعضنا على عراب الإنقاذ وحادي ركبها كمعارض جاد بإمكانه المساعدة في إعادة الديمقراطية التي انقض عليها هو وحزبه في ليل بهيم.
· الترابي الذي ذكر بعضمة لسانه " قلت للبشير اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً" انتظرناه طويلاً لكي يعين معارضتنا الهشة الضعيفة في إنهاء حكم تلاميذه.. ألا نستحق لقب " الشعب الساذج" وبجدارة كمان؟!
· والآن بعد أن أضعنا كل تلك السنوات وراء سراب الترابي والسيدين الميرغني والصادق، ها نحن نهدر المزيد من الوقت في التعويل على تحركات الإصلاحيين.
· يبدو أننا شعب أدمن الفشل ويتلذذ بوجود المشكلة لكي نكثر من التنظير حولها دون أن نتحرك بجدية لإيجاد الحل.
· فمنذ أن فتحت أعيننا على الدنيا ظللنا نسمع الناس يؤكدون على فشل الحزبين التقليديين الكبيرين.
· ننتقدهما ونقول في رموزهما ما لم يقله مالك في الخمر، لكننا لم ننتج أحزاباً بديلة تنتشل البلاد من وهدتها.
· ولا زلنا على ذات الحال مع اختلاف الظروف والشخوص.
· الآن بعد أن بدأت التظاهرات الرافضة لسياسات الحكومة وغطرسة مسئوليها يبدو واضحاً أننا لم نستطع المواصلة وتنظيم تحركاتنا بالصورة التي تتيح لنا فرض إرادتنا.
· وما أن سمعنا بأن بعض من سموا أنفسهم بالإصلاحيين قدموا مذكرة لرئيس الجمهورية تلقفنا القفاز ظناً منا أنه سوف ينقذنا مما نحن فيه.
· صرنا تماماً مثل الغريق الذي يتمسك بالقشة.
· نصبح في كل يوم على أمل أن ينسلخ غازي ومجموعته ويشكلون حزباً جديداً.
· ويكتفي بعضنا بالدعاء بأن يجعل الله كيدهم في نحرهم دون أن نساهم بصورة فعالة في تحقيق ما نحلم به.
· هب أن غازي ورفاقه تغلبوا على الحكومة وانقلبوا عليها تماماً وصاروا هم الحكومة، فما الذي سنجنيه نحن كرافضين لسياسات المؤتمر الوطني؟!
· لا شيء بكل تأكيد.
· أم أننا نصدق حديثهم عن الحزب الجديد الذي سينفتح على الآخرين ويضع مصلحة البلاد نصب عينيه!
· إن كان هذا هو حالنا فعلى انتفاضتنا السلام.
· وعلى بلدنا السلام.
· وعلى مستقبل أولادنا ألف سلام.
· ويفترض أن يبحث كل واحد منا منذ اللحظة عن وطن بديل.
· فالأوطان لا تصنع بالأمنيات والعبارات الرنانة وإضاعة الوقت فيما لا طائل منه وتبادل الاتهامات وتخوين الآخرين.
· بل تصنع هذه الأوطان بالعمل الجاد والتضحيات والفكر الثاقب والنظرة المتعمقة وإيجاد البدائل والحلول لكل مشكلة.
|
|
|
|
|
|