|
الخدمة المدنية صمام الامان الذي اردتة الحركة الاسلامية قتيلا (3/3) بقلم نعماء فيصل المهدي
|
فى مكتبة الوالد حفظة الله وسط الكتب التى جارت عليها عوامل الزمان والهجرة والترحال من مكاناً الى اخر وعدم الاستقرار، يوجد مجلدين بغلافً اخضراً باهت تعتليه اثار الغبار وبعض القدم، باسم دليل الخدمة المدنية السودانية بقلم اربعة مؤلفين من رعيل موظفى الخدمة المدنية الاول واضعين بالمجلدات خطة العمل المدنى الاستراتجية الخماسية للعام and#1633;and#1641;and#1638;and#1639; تتبعها هيكلة لوظائف الدولة المبنية على استراتجية العمل المدنى الموضوعة، مع وضع خطة شاملة، متكاملة للتدريب والتاهيل والتسلسل الوظيفى والهيكلى مع وضع متطلبات عمل الوزارات من بحوث و تحلليات بالتزامل مع اقسام البحوث ذات الصلة فى جامعة الخرطوم. فى ركن اخر فى مكتبة الوالد، ولقد كان موظفاً فى قسم الاحصاء فى وزارة الزراعة، توجد مجلدات للبحوث الزراعية تٍصدر مرحلياً، كل ثلاثة اشهر لتغطية دراسات حول مساحات الاراضى الزراعية الصالحة للزراعة ونسبة نجاح او فشل زراعة المحاصيل وانواع المحاصيل ونسبة تواجدها فى الاسواق وغيره مما له علاقه بالانتاج الزراعي . مجلدات بحوث تُصدر باسم وزارة الزراعة وجامعة الخرطوم تساهم فى توفير المعلموات للعاملين والراغبين فى مجالات الزراعة الشتى وبدقة عالية للغاية. كانت مجلدات البحوث الزراعية الممتازة هذه تحمل تواريخ الاعوام من and#1633;and#1641;and#1640;and#1635; وand#1633;and#1641;and#1640;and#1634; الوالد بعد ذلك ولظروف الوالد الصحيه تقاعد الى المعاش الاضطراري . المشروع الاسلاموى الذى حطم الخدمة المدنية بالخصخصة عوضاً عن اصلاحها، وتوسيعها بل بتقليصها لدرجة العدم، فتح الابواب للهجوم المركب على انسان السودان ، فهو هجوم طحن واقع اقتصادى من جهة وافقار مقدراته ومؤهلاتة من جهة اخرى من اغراقه باللوم والشتيمة والتقبيح، مع ان الخدمة المدنية هى صمام امان الشعوب. على سبيل المثال كان جدى لامى الحاج عبدالمنطلب محمد الحسين، متعهدا لتوفير خدمات بوفيه الطعام فى المعهد العلمى، بالسودان، ولذلك كان عمله موسمياً ومتقعطاً نسبياً، ولكن فى تلك الظروف من المتوقع ان تدخل اسرته فى ضائقة اقتصادية موسمية تتطلب منه زيادة ساعات عمله، او الادخار الشرس، لتغطية منصرفات فترة انقطاعه عن العمل، والتى تدوم ما يفوق الثلاثه اشهر وهى فترة عطلة الصيف السنوية لمتلقى الدراسة فى المعهد العلمى، وغيرها من عطل التعليم العالى، تجعل حصيلة انقطاعة عن العمل المستدام ما يفوق الاربع اشهر سنوياً. وكان ذلك يولد نوعاً من عدم الاستقرارلبعض الاسر. ولكن وجود خدمة علاج ممتازة للغاية و مجانية ومتوفرة، حينما يحتاجها المرء أو أي من افراد اسرته سهلت الامور كثيرا ، ووجود خدمات تعليم ممتازة للغاية و مجانية ومتوفرة حينما يحتاجها وقتما يحتاجها، يعيد بناء فجوة عدم الاستقرار هذه، بوجود دولة توفر شبكة امان للمواطن واسرته. بل تحكى امى بانهن كطالبات فى الداخليات المدرسية كن يتلقين وجبة طعام كاملة الدسم مجانية، استمرت تقدمها الحكومة مع مصروف شهري حتى تخرجت هى وأقرانها وقريناتها من التعليم الجامعي، ليلتحقوا أو يلتحقن للعمل فى الخدمة المدنية. ان توفير الخدمة المدنية لمقومات النجاح للنشء، يعد ويُعتبر افضل استثمار تقوم به الدولة، فثروات الدولة تكمن فى نسبة تأهيل ومقدرات انسانها وليس فيما يخرج من باطنها من معادن، فتلك الى زوال وانسان الوطن باقى ما بقى الوطن. اما اليوم فالدولة تحارب المواطن فى قوت يومه وقوت اطفاله بالاسعار الباهظة والجبايات الغير منقطعة وبتوفير اللا شئ من حقوقه فى التعليم والعلاج والامان. بل هى -دولة السودان لم تشهر سلاحها الا لحصد ارواح مواطنيها و لقتلهم و لترويعهم و لزعزعة استقررارهم وامنهم وامانهم. والسلاح فى يد الجبان قوة. بعد ان حطمت (الانقاذ) مشروعات ضخمة كالسكة الحديد والنقل النهري ومشروع الجزيرة ومصانع النسيج راحت تحمل معاول هدمها والتي لم تنجوا منها مصانه النسيج ومطاحن الغلال والمحالج والمدبغه الحكوميه وشركات المواصلات والهيئه المركزيه للكهرباء والمياه , لاشك ان تلك السياسات والتي هي في حقيقتها (صالح خاص) حولت عشؤات الالاف ممن كانوا ينتمون الى تلك المؤسسات الى جيوش من العطاله هم وأسرهم فضربوا في فجاج الارض بحثا عن لقمة عيش شريفه فيهم من وجدوها وفيهم من انحرفوا عن جادة الطريق وفيهم من امتطى صهوة جواد الانقاذ الاعرج الاحوص, فترزق لبعض الوقت قبل ان يلفظ كالنواة بعد أن استنفذ اغراضه. ونتج عن ذلك بائعات الكسرة والشاي والزلابيه حتى يتمكنوا من سد رمق اسرهم والتي فقد كثيرون منهم الاتصال بأولياء امورهن وامورهم. بل لم يكتفوا بذلك بل طاردوا رهوط من النسوة في ارزاقهن وعرضوهن لللاذلال والمهانه بالضرب في المحاكم والحكم عليهن بالغرامات الماليه والسجن كل ذلك في سبيل كسر شوكتهن ليركعن للمؤتمر اللاوطني.
|
|
|
|
|
|