|
كليهما مُذلين قانون النظام العام وقانون الخفاض الفرعوني/بثينة تروس
|
كليهما مُذلين قانون النظام العام وقانون الخفاض الفرعوني
مثلما شغل رجال الدين والإخوان المسلمين بصلاة الأستاذ محمود محمد طه عن سواها ، ونتج عن ذلك تشويهًاحال بين السودانيين وفكر الأستاذ محمود، حتي الساعة ! نجد ايضا قد شغل المثقفين بقضية الخفاض الفرعوني وفهمهم المغاير لثورة رفاعة، عن سواها، بالصورة التي باعدت بين ((بعض)) المستنيرات من نساء السودان وبين ما أدخره لهن الاستاذ محمود من حقوق الكرامة والأنسانية من داخل الدين.. والحالة الاولي تشبه الأخري ولا تشبهها.اذ ان الاستاذ محمود حارب رجال الدين وتجاره من الإسلاميين باختلاف مسمياتهم ، اخوان مسلمين او الطائفية .. وبنفس الوقت عول علي المثقفين في التغيير وإنهم قادة الوعي المرتقب في السودان. ومقالي هذا به رجاء ان يحرك ساكن الغدير، ليجدد ما انقطع من وصل فكري،، لنا فيه نصيب كبير من التقصير،كما أنني لست بصدد الدعوه لكن لكي تكن( أخوات جمهوريات) ، فالجمهوريين شعارهم علي الدوام ( الحرية لنا ولسوانا) وقد كان الحزب الذي لم تكن له ارانيك عضوية او رسوم او تزكية او انتمائات طائفية،وكانت ندواته تقام في الميادين العامه وأركان نقاشه وسط السودانيين أينما كانوا ،لقد طاف الجمهوريين أخوان وأخوات، القري والأرياف قبل المدن والحضر، ببضاعة أيقنوا ان بها حل مشاكل الناس وفك للتعارض البادي بين الدين وبين وقتهم المعاصر فأنها لعمري ،حرية الفكر والمعتقد،فلقد تعلمنا منها، ان الأديان جاءت فقط من أجل أسعاد الأنسان ، لذلك فهي كتابة بسبيل المواددة الفكرية بدعوة النساء مظنة التغيير والوعي في بلادي ان لا يتركن ميدان الدين خالياً منهن للرجال.. فيفصلون لهن من داخل الدين من القوانين التي تغلف بالإرهاب ، ما يحول بينهم وبين الدين نفسه، فيزهدن فيه ويصرفن عن ان يجدن حاجتهن فيه .. ويضرب عليهن حجاب الجهل به ويتم احتكار ميدانه لرجال الدين والفقهاء ، ثم يجدن أنفسهن غير آمنات،وان مصائرهن في أيدي جاهله عاطلة عن الفكر تنتزع حقوقهن مزيد ..حتي وان قدر واستظلينا بدولة أستطاعة ان تفصل بين الدين والدولة!!لأن تلك الدولة المأمولة سوحها السودان ، والذي بالرغم من تجربة ربع قرن من حكم الاخوان المسلمين والمتاجرة بأسم الدين والذل والهوان ، الا انه شعب مفطور بحب الدين صاحب أرث صوفي سمح ، لذلك يمكن في غياب الوعي الديني الرشيد ،يمكن لرجل دين واحد ،جاهل به بحي فقير ،يملك كتابا اصفراً ونصوص يعوزها الفهم السليم، ومايكرفون، ان يؤجج مشاعر المئات من المتباكين من اجل الدين الذي (ضاع) !! في عهد الدولة ( العلمانية) ! والعاقل من يتدبر سْير دول الربيع العربي، والحكومات بالشرق الأوسط.. والحق نحن النساء شهود أستضعاف متوارث،ومستحكم ،مابين فهم الهوس الديني وبين البيئات المجتمعية المتخلفة والأعراف التي يغلب عليها التسلط الذكوري الجاهل . ولنتكئ علي نموذجين كشاهدين للتاريخ المعاصر في بلدنا.. في عام and#1633;and#1641;and#1636;and#1638; سنت حكومة الحكم الثنائي قانون الخفاض الفرعوني وجاء في القانون(كل من يسبب طوعاً أذي لأعضاء المرأة التناسلية الخارجية يكون قد أجري عملية خفاض غير مشروعة ماعدا في الأحوال المستثناة فيما يلي : أستثناء : لاتعد مخالفة تحت هذه المادة أزالة الجزء السائب الناتئ من البظر فقط.كل من يجري عملية خفاض غير مشروع يعاقب بالحبس لمدة يجوز امتدادها لمدة خمس سنوات أو بالغرامة او بالعقوبتين معا..، لقد ناهض الاستاذ محمود قانون الخفاض ودخل السجن لمدة عامين بسبب أشعاله لثورة رفاعة والتي اندلعت مناهضة لقانون الخفاض الفرعوني، وقد أنبني فهم الأستاذ لقضية الخفاض ، من حرص علي كرامة المرأة السودانية وصون لعفتها،وتأكيد ودراية بمخططات المستعمر والذي لايهمه أمر نساء السودان بقدر ما يهمه إطالة عمر حكمة فيه، وذلك بأظهار جهل وتخلف السودانيين كما أقام الاستاذ محمود علي ذلك الأسانيد، بما لا يتسع له المجال في المقال ، لكنه أكد علي ان الخفاض الفرعوني لاتتم محاربته الا بالوعي والتعليم وورش العمل المنظم والجهد المخلص المتواصل لسنوات حتي يتم التغيير المنشود والملحوظ في المجتمعات السودانية علي اختلاف امكنتها.. والشاهد ان التاريخ أثبت صواب ذلك الرأي اذ بالرغم من الجهد والعمل المنظم وتضافر جهود المنظمات والعمل النسوي الطوعي المخلص الدؤوب والتي احدثت نتائج إيجابية ، الا اننا نجد ان عادة الخفاض ماتزال تمارس حتي يومنا هذا ، بل حتي تمارس في (بعض )الفتيات المولدات ببلدان الغرب والمهجر عند العودة للموطن!! والذي يربط قانون المستعمر للخفاض الفرعوني وبين قانون الاخوان المسلمين للنظام العام، أستخدام النساء وأستغلالهن ،اذ في كلا الحالتين السلطة هي مطلب كليهما والمرأة وسيلتهم لتك الغاية.. والملاحظ ان قانون النظام العام والذي هو في الأصل ابنا شرعياً لقوانين سبتمبر والتي حاربها الاستاذ محمود واغتيل بسببها ...من منشور هذا او الطوفان (وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. ) انتهي (… أما الهوس الديني ، والتفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، والحرب الأهلية ..) ...انتهي ..وقد كان ... وبالرغم من الانتفاضة الشعبية قامت لتأكيد ازالة قوانين سبتمبر الا ان ارتباطها ( بالدين) جعل لها قداسة ارهبة الحكومات المتعاقبة من إلغائها ، ثم جاء الأخوان المسلمين والذين هم اصدروا تلك القوانين، واستولدوا منها المادة and#1633;and#1637;and#1634; من قانون النظام العام كرباجا جديدا، تخصص في ذلة الرجال بذلة نسائهم ، وقهرهن بتحديد زيهن وتعريف مايخل بالأداب والأعراف بمفهومه . وهكذا تساوي قانون المستعمر وقانون الهوس الديني في أذلال النساء واستخدامهن لأغراض الحكم والسلطة.. قولا واحد اننا بجميعنا معشر النساء نحتاج ان نتسلح بالعلم والمعرفة وان ننهض بحججنا من داخل الدين لسنا بمتهيبات ولاوجلات حتي لا نُستغل ولاتنتقص حقوقنا او انسانيتنا بأسمه.. فأن الله اصطفانا بوعده العزيز (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) وماذلك علي الله بعزيز. بثينة تروس
|
|
|
|
|
|