|
السودان من الأنقاذيين الى الأصلاحيين/بثينة تروس
|
السودان من الأنقاذيين الى الأصلاحيين
(وإذا كانت قلة منا هم الذين يرسمون أية سياسة فانا جميعا قضاة صالحون للحكم على هذه السياسة . وفي رأينا إن أكبر معوق للعمل ، هو نقص المعلومات الوافية – التي تكتسب من النقاش قبل الإقدام – وليس النقاش ذاته) بركليس (خطبة الجنازة 430 ق.م.)
بالرغم من اننا مازلنا فى اجواء شهر أكتوبر المجيد الا أن المتابع لمجريات الساحة السياسية السودانية يتنسم رياح (يونيو)! وذلك بعد أن تبنت ( بعض) فصائل المعارضة والتى هى معول عليها فى التغيير،بل عقدت عليها الآمال ،ليس منة من أحد عليها ولا هى باْمال زائفة وانما كسب نضال مستحق وجهد دؤوب لاكثر من اربعة وعشرين عاما ،منذ ان اطل الأخوان المسلمين فى خارطة الحياة السياسية السودانية ، لكنها اليوم بعد أن تبنت طرح التعاون مع كل من يرغب فى أسقاط النظام ، (الحد الأدنى أسقاط النظام) كحد اتفاقى! تنبت ضمنيا وتصريحا التعاون مع الأصلاحيون .. وهنا الطاْمة الكبرى! أذ من هم الأصلاحيون؟ أقرب أجابة لرجل الشارع العادى،أنهم الأخوان المسلمين الذين كانو قبل ايام قلائل يحكمون بل مازالوا يحكمون،فقط بعضهم فى مواقع (لايشتهيها)، او أستبدلت مواقعهم ، او هم استبدلوا برجال الساعة من المتمكنيين الذين هم يشبهونم وأمثالهم ، وهؤلاء الأصلاحيون هم أنفسهم الذين تلطخت ايديهم بدماء الأبرياء، منذ الدفاع الشعبى وحرب الجنوب ، ومجازر دارفور ،كجبارو الشرق ،وجبال النوبة والنيل الازرق ،وهم المتخمين بتطلع الى مزيد من اموال الشعب المسكين..وهم بجميعهم الأنقاذيون الذين تسلقوا للكراسى بحجة (الأنقاذ)!! وهاهى جماهير الشارع السودانى تضحى بفلذات أكبادها دماءا حاره،لكى يرفع الله عنهم هجير الأنقاذ،ويضيقون الخناق على السلطة، بل أنهم نجحوا فى تعرية النظام وكشفه امام العالم،وخلخلوا هذا النظام المتهالك المتعفن من جذوره، ونتج عن ذلك أن افراد هذا النظام صاروا يقتتلون ويصطرعون بينهم وكل حزب يهدد الآخر، بأن يكشف مؤامرات الاخير للشعب السودانى والمعارضة، على قاعدة (أذا اختلف اللصان)! وهكذا ظهر نجم الأصلاحيون! وقاموا بعرض أنفسهم ونالت الفكرة استحسان من بعض فصائل المعارضة والتى اتمنى ان يكون العمل من وراء ذلك التنازل الواعد، لاستيعابهم فى صفوف الوطنيين، من وراءه حنكة سياسية حقيقية ،تفوق حنكة من هم (يفوقون سؤ الظن العريض)،اذ أن الأخوان المسلمين ،وبكل أسم اسموه لأنفسهم!! لاتعدمهم الحنكة ولا التدابير لاعتلاء السلطة وهم الذين رفعوا شعار (الحرب خدعة وهم طلبة بالجامعات)،وعرفوا كيف يذيقون هذا الشعب العزيز فى سبيل تحقيق أهدافهم المحلية والعالمية، الوانا من الذل والهوان .غير هيابين ولامشفقين، لكنها لعبة الكراسى ،والتى عمادها الدين ،(وأنقاذ) الشعب المسكين، تجعلهم يغازلون المعارضة،حرصا مزيد على السلطة والكراسى. الشاهد أن هؤلاء الأنقاذيون الجدد،فى سبيلذلك لايجدوا حرجا فى مد العون للمعارضة والتى وصموها حتى البارحة بالخيانة واعدوا لها ومازالوا يعدون الجيوش لأبادتها. لكنها لعمرى أن قدر و صارت هذه العلاقة واقعا، فأنها علاقة الى طلاق، بمجرد ان يتم التوكيد على ان لاحل لمستقبل السودان الا (بفصل الدين عن الدولة)،وبالدستور الذى يحترم حق الاقليات الدينية والعرقية والاقليات ..لذلك تجدهم يرفعون شعار (فلنرجي نقاش الدين الى حين)!!!! وكيف يتسنى لعاقل خبر الاخوان المسلمين والعقلية الطائفية طوال هذه السنين وهم يتناوبون على كراسى الحكم فى ان ترجى هكذا معضلة وهى الآن من ويلاتها يعانى انسان السودان!! وكيف يكون من بين فصائل المعارضة من ينادى بالقصاص واخر يصافح المطلوب لهذا القصاص؟؟ام هى فتنة موقوتة مرجأة الى حين أيضا؟ أما اذا كنا نعول على نظام ديموقراطى وبرلمان، باغلبية طائفية وأصلاحيون أنقاذيون سابقون،وأقليات من الهامش ،ومقاعد أسمية للمرأة ومقاعد نسبيه شكلية للشباب وقوى التغيير الشبابية الحديثة، فليستبق الجمهور المسكين ويحجز لنفسه مقاعد أمامية للفرجة على الفوضى وتكرار المهازل السياسية.. وهل حل الحزب الشيوعى ببعيد عن الأذهان؟!ومابالها قوانيين سبتمبر والتى عجزت الحكومة الديموقراطية من حلها والغائها بل نجد للاسف بمر السنيين ، أنها (تدغمست)، وتلونت من 1991 الى ان صارت قوانين نظام عام يجلدن به حرائر السودان كل صباح يوم جديد..والذين عجزوا من الغائها البارحة قد خرجوا فى عهد الاخوان المسلمين مستنكرين ظلمها وبشاعتها.. الحقيقة لايختلف أثنان فى أن كل سودانى عزيز، فى اى شبر من أرض الوطن او خارجه الا ويتمنى ان ينزاح هذا الكابوس الذي يجثم على صدر وطن عزيز واهله كرام ، بعد أن أذله وحبسه فى ظلامات الجب، لسنوات أفرزت ظلما و تخلفا لم يكن يخطر ببال انسان السودان البتة، لذلك الكل يتمنى، وكل فيه يعمل على شاكلته، لكى يسقط النظام اليوم قبل غدا بل الآن قبل الثانية المقبلة..لكن ماهى الفائدة فى ان تستبدل المعارضة الحكومة بنفس شخوصها، والذين لم يكلفوا انفسهم حتى عناء البحث عن مسميات أخرى لكى يقدموا بها أنفسهم من جديد ،واضح ان الأمر عندهم لايستحق عناء الجهد من الأنقاذ الى الأنقاذ! لكن الا يستحق هذا الشعب السودانى الأكرام !! بلى ،انه يستحق ،لأنه أهله.وحقنا عليه ان لاتمتد ايادينا مهما كانت الأسباب لمصاحفة تلك الايدى الملطخة بالأجرام فى حق وطن أصيل وناسه عزاز.. فلندعهم فهم يحفرون لبعضهم البعض قبورا الآن .وهم الى زوال قريب وهم بذلك أنفسهم يوقنون.. ولم يتبقى غير نداء للمعارضة وقيادتها المخلصين الحادبين على خلاص الوطن،والتضحية من أجل أنسانه، الذى عقد عليها الامال وهى حقيقة وجديرة بالتغييروأولى بريادة هذا الشعب وقيادته من غيرها، بعد سنوات من النضال والتشريد والأقصاء،،فأنتم أولى بالنصر الكريم من النصر (المدغمس) ومن دون (أصلاحيون)!!. من شواهد التاريخ بالرغم من الأستاذ محمود محمد طه كان اول سجين سياسيى فى سجون المستعمر وناضل وأعتقل لسنوات فى سبيل جلاء المستعمر التام بعيدا عن مصر او التاج البريطانى ، الا ان له عباره ،فى سياق يشابه الحال التى نحن فيها الآن ، (فقد يخرج الانجليز غدا ، ثم لانجد أنفسنا أحرارا ، ولا مستقلين ، وانما متخبطين في فوضى مالها من قرار)..
بثينة تروس
|
|
|
|
|
|