|
(مسامرة) المبدع عفيف اسماعيل الي تلميذة ( أرق المهووسين )!!/بثينة تروس
|
قدر لنا ان نعيش ببلدان تهبك كل ما عندها ان وهبتها جهد صدقك وكل جدك ، وفي نفس الوقت لافكاك من مجابهة المسئوليات فيها بصمامة المحارب الذي راحته عناء .يبدأ يومك وينتهي بذات الانتباه ، ومن ذلك ممارسة ان تحتمل تبعات سعي ساعي البريد في سبيل رزقه انه يرزقك بالمزيد من تلك المهام، من فواتير ودين مستحق، لكنه يصبح رسول إسعاد حين يأتيك بخبر، ان هنالك في طرف قصي من أطراف الارض التي تنأي باثقالها في انتظار فرج الميلاد،من هو يعباء بقدر انسانيتك فيهاديك أطيب ماعنده، حرفا مقدس إلتحف وتدثرفي ترحاله بأغلفة ثلاث من الكتب ،التي تشكل مع بقية اعمال عفيف اسماعيل الشعرية والمسرحية ،إسهاما حقيقيا في الثورة الثقافية وتدفع بالوعي الإنساني الي باحات فكرية أرحب. وكم هو عظيم قدر ذلك التهادي اذ هو جلالة الكائن المسمي بالكتاب .ويامرحي وياسعدي بها من ( مسامرة من وراء المحيط) ..للشاعر من عشق (حصحيصته )، المتطلعة الي العالم بعيونه، وهي باحضان قارة افريقيا ، تلك القارة التي اجتهد في تعريفها المجدون ، وعني قد حفظت لها تعريفاً منذ ان كنت صبية،وأتوق ان اري ذلك التعريف بكتاب مطالعة مدرسية في بلادي،وبالرغم من تباعد الأزمان لكن حتي الان ما انقطع عشمي بل تنامي :(( السودان يقع من أفريقيا موقع القلب.. وهو بشكله يمثل شكل القلب.. وافريقيا هي القارة التي، كانت ولا تزال تسمى بالقارة المظلمة.. فهي في مؤخرة القارات، ولكنها أخذت اليوم تتحرك حركة دائبة، نشطة، بها تتحرر شعوبها كل حين. افريقيا هي الموطن الأول للإنسان، فيها ظهرت حياته، في البدء، وفيها ستتحقق حريته في النهاية.. والسودان من افريقيا حيث قد ذكرنا) ( محمود محمد طه ). من تلك القارة كريمة السواد، آلتي أنجبت ذلك الفنان كان كرمه العفيف ( مطردا) بريديا الي بلاد رعاة البقر وأريج أنفاس الروكي ، والأنفاس هي الأنفاس المضخمة بعشق الأماكن والحلم بيوم غد الآتي بكل جمال، ووحشة الترحال واشتهاءات الأمكنة المزدحمة باحبة تفرقت بهم السبل وجمعتهم في آن (( الاعمال الشعرية))!! (( بإضافات خافته علي المكان )) ،،لكل من هام بواد زي زرع او نضب، قفر..وجادت عليه السموات بوحي الشراكة مع الأنبياء في ترجمة عصي الرؤي والاحلام، الي مشاريع وأحلام إنسانية ممكنة ،املاً لمتعبين الارض وملتحفي السماء حنينا مضني .. والذي ميز تلك (( الاعمال الشعرية)) للشاعر عفيف اسماعيل انها صارت ((ممر الي رائحة الخفاء))! والوفاء ، اذ طالعني فيها ذلك الزخم الثوري من الإهداءات الحميمة لجميل النساء والرجال ، ، فيه يترقب كل ( عفيف) مبدع، يستل من جراب الكلم حبا ووجعا يتشاطره مع بني الانسان أين كان فيسطرها (( منمنمات حكائية))، تصير خبزاً وملحاً وأدام، لوصل الأرحام الإبداعية معا أينما كانت وكيفما كان إبداعها .. كما انها تفصل وتشير الي ( أوثان)!! كثيره صنعنا جلها بأنفسنا !!ثم حملناه الأحلام والأماني وعندما يستعصي ذلك بأجمعه ناكل أوثاننا تباعا، تارة بإصرار المواصلة واخري بإهمال اللاوعي والمكابرة، ويتسائل العفيف حيرة في متن ( أوثان) : (( وطني وثني كفني أني جائع أأكلك؟!! أم ككل مرة ستأكلني؟!!.)) ومعك ننادي يا حيرتي يا موطني متي يسمع صوت المنادي،فتتلاشي أوثاننا من كثافة الغفلة الي لطف المعرفة ويتنزل الكمال، وينشئ عرشه في قلب مطلق إنسان فيزهر القلب امانا وسلام.. وتنتهي غرباتنا المتراكمات، ويسود العدل الإنساني فيعم الجمال... وهكذا وسط كل هذا الزحام !! وصلت تمائمكم القيمة الي تلميذة، الذي أنتج حرفكم له توصيفا بليغا شفيفاً :(( أرق المهووسين)) : (( وأرسم وجها لرجل قال : لا سجونه قال : لا عذبوه قال : لا قايضوه ان يشتري روحه بدمه قال : لا ان يبيع روحه ليربح دمه قال : لا أوثقوه : مشي عصبو عينيه، ابصر شنقوه : انتصر وأكمل رسم وجه رجل طيب يدعي محمود نبيا في وردة التكوين أوحت له الارض بالعشق : فسما )) ووجدتني في مفرق الطرق بين استفزازكم المحرض علي الكتابة ردا للجميل وصمت الامتنان،فاخترت ان أرد إليكم ( ماعونكم) !!ممتلئ بشئ من يقين عشت عليه و ما غادرته لظن ماعند الناس،وايضاً بمشترك جمالي بيننا لايقبل قبح التهوس وإظلام الجهالات أهديك من رحل سيدي، هذا القبس : ( اننا نبشر بعالم جديد، وندعوا إلى سبيل تحققه، ونزعم اننا نعرف ذلك السبيل معرفة عملية. أما ذلك العالم الجديد، فهو عالم يسكنه رجال، ونساء أحرار قد برئت صدورهم من الغل والحقد، وسمت عقولهم من السخف والخرافات فهم في جميع أقطار هذا الكوكب ،متآخون، متحابون، متسالمون، قد وظفوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم وفيما حولهم من الأشياء، فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب تسمو بهم الحياة فيه سمتاً فوق سمت، حتى تصبح وكأنها الروض المونق، تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر، وجديد من الثمر).. بثينة تِرْوِس
|
|
|
|
|
|