|
مرحباً بالمصالحة الوطنية الفلسطينية
|
أوردت صحيفة الراية القطرية خبراً مفاده أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قد استقبل فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين الشقيقة، والسيد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة وهنأ سمو الأمير المفدى فخامة الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل على اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه في غزة واستعرض معهما آخر مستجدات القضية الفلسطينية ، مؤكدًا سموه، موقف دولة قطر الداعم لكل جهود إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني وتهيئة الأجواء المناسبة لإتمام المصالحة بما يحقق مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق ومن جانبهما، أعرب الرئيس عباس والسيد مشعل لسمو الأمير عن شكرهما وتقديرهما لموقف دولة قطر الداعم والمساند للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. من المؤكد أن المصالحة الوطنية الفلسطينية بين منظمتي فتح وحماس تستحق الترحيب من كل دعاة السلام في العالم وأن دعم الحكومة القطرية لهذه المصالحة وسعيها الدؤوب لضمان تنفيذها بصورة ناجحة على أرض الواقع هو مجهود دبلوماسي كبير يستحق الاشادة والتقدير لأن توحيد الصف الفلسطيني سيكون مقدمة طبيعية لتوحيد الموقف النضالي والموقف التفاوضي مع إسرائيل علماً بأن الأمم المتحدة قد أعلنت دعمها الكامل للمصالحة الفلسطينية بشرط أن تحترم الالتزامات السابقة التي قطعتها منظمة التحرير الفلسطينية بشأن الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف. فيما مضى كان الاسرائيليون يقولون : الاسرائيليون هم الأفضل لأن لديهم أراء متعددة لكن لديهم مدفع واحد بينما يملك الفلسطينيون رأياً واحداً لكن لديهم مدافع متعددة! وكانوا يعنون بذلك أن الانقسام الفلسطيني الفلسطيني المسلح هو أكبر صديق لاسرائيل لأنه يؤدي عملياً إلى بعثرة الجهود النضالية الفلسطينية وتجميد محادثات السلام إلى الأبد واتاحة الفرصة الذهبية لبناء المزيد من المستوطنات الاسرائيلية التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى ابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، ولعل هذا التصور الأناني الضيق الأفق هو الذي يُفسر الجنون السياسي الحاد الذي أصاب إسرائيل عند سماعها بأخبار المصالحة الفلسطينية وجعلها تطلق التهديدات في جميع الاتجاهات! من المؤكد أن الطريق إلى إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة لا يمر إلا عبر المصالحة الوطنية الفلسطينية ويجب على حركتي حماس وفتح أن تتجنبا الصراع على السلطة الذي أفشل كل المصالحات الفلسطينية السابقة ويجب عليهما الاستناد إلى دعم الحكومات العربية والاسلامية وعدم الالتفات للتهديدات الاسرائيلية التي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية مثل قرار تعليق محادثات السلام ، التلويح بفرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية، المراهنة على فشل المصالحة الفلسطينية، تكثيف الاستيطان ، التهديد باصدار قانون يجرم الاتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية على أساس أنها أصبحت متحالفة مع منظمات إرهابية، وانتقاد الأمم المتحدة لترحيبها بالمصالحة الفلسطينية ، وغني عن القول إن موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي أكد أنه سيتم تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية بعد توقيع اتفاق المصالحة مع حماس، وأن الحكومة المرتقبة ستعترف بإسرائيل وبالاتفاقات الدولية وتنبذ العنف ولكن لن يتم الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، هو موقف سياسي صحيح ويستحق الاحترام والتأييد فلا يُعقل أن تدمغ إسرائيل بعض المنظمات الفلسطينية بالارهاب لأنها ترفع شعار الاسلام ثم تطلب منها الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية! فليس هناك دين أفضل من دين وليس هناك شعب أفضل من شعب ، وعلى إسرائيل إذا أرادت السلام أن تعود لرشدها السياسي وتقبل بالأمر الواقع الذي ستفرضه المصالحة الوطنية الفلسطينية لأنه يشكل الضمان الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|