|
لماذا لا يرغب المغتربون في العودة للسودان؟!
|
منظر عادي جداً أن تشاهد مغتربين سودانيين في السبعينات والثمانينات من العمر وهم يتجولون ببطء في شوارع الدوحة، الرياض ، دبي ، المنامة ومسقط بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في الاغتراب ومع ذلك فهم لا يخططون أبداً للعودة إلى السودان ، فأغلبهم استقروا مع عائلاتهم في الخليج ووظفوا أبنائهم في بلاد الغربة الأمر الذي يعني أن غربتهم قد أصبحت غربة مؤبدة ، أغلب الكهول والشباب السودانيين من المغتربين يستقرون نهائياً في دول الخليج ولسان حالهم يقول بعناد سوداني شديد: والله البلد دي إلا يطردونا منها! وهؤلاء القوم ليس لديهم أي خطط للعودة للسودان وإذا سألت أحدهم : هل تفكر في العودة إلى السودان ؟ يجيبك بزهج شديد : ياخي السودان فيهو شنو عشان نرجع ليهو تاني؟ الأسعار نار ، الحصار نار ، الحكومة نار ، الحرب نار ، الجو نار والملاريا نار! ياخي السودان دا زي ما قال الحلفاوي محتاج لي حبة تصليحات حتى يصلح لأن يكون جهنم! البرجعنا للسودان تاني شنو بعد الله مرقنا منو! ثم يدير لك ظهره ويختفي في أقرب زقاق خليجي ولسان حاله يغني: البلد الكان بلدي ما بمشي ليهو! البلد الكان بلدي انا مالي بيهو!! بتعدي مواسم وتروح والغربة بتصبح أبدية!! وقد يحكي لك أحد المغتربين السودانيين نكتة ﻭﺻﯿﺔ ﻣﻦ حلفاوي (ﻣﻐﺘﺮﺏ ﺳﺎﺑﻖ) التي قال فيها: ﺍﻭﻋﻚ ﺍﻭﻋﻚ ﺍﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻋﻚ ﺗﺴﻤﻊ ﮐﻼﻡ همد ﺍﻟﺮﯾﺢ ﻟﻤﺎ ﯾﻘﻮﻝ: "ﺩﯾﺎﺭﻙ ﺣﻠﻮﻩ أﺭﺟﻊ ﻟﯿﻬﺎ ... ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﺑﻪ ﻣﺎ ﺑﺘﺮﺣﻢ"!!! ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺗﺸﯿﻠﻚ الهاشمية ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺧﺮﻭﺝ ﻧﻬﺎﺋﻲ!!!... ﮐﻼﻣﻮ ﺩﻩ ﻗﺎﺻﺪ ﺑﯿﻪ ﻃﯿﺮ ﺍﻟﺮﻫﻮ ... فهمت ﻓﻤﺎ ﺗﮑﻮﻥ ﻃﯿﺮ ﺭﻫﻮ ﺳﺎﮐﺖ... وتروه راجع!! إسمع كلامي أنا إهسلك .... السودان يا هبيبي يا هبيبي ﻧﻬﺮﻳﻦ ﻭﻣﻮﻳﻪ ﻣﺎﻑ ! ﻭﺳﺪﻳﻦ ﻭﻛﻬﺮﺑﺎ ﻣﺎﻑ! ﻭشريهتين ﻭﺷﺒﻜﺔ ﻣﺎﻑ! ﻭﻋﺮﺑﻴﺘﻴﻦ ... ﻭﺑﻨﺰﻳﻦ ﻣﺎﻑ! ﻭﺷﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ... ﻭﺷﻐﻞ ﻣﺎﻑ! ﻭﻣﺮﺗﻴﻦ ﻭﻭﻟﺪ ماف! ﺣﻜﻮﻣﻪ 25 ﺳﻨﻪ ﻣﺎﺷﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺭﻛﺐ ...ﻧﺸﻮﻑ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻛﺒﺘﻴﻦ ﺩﻱ البيهصل إيه!
فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|