|
لا لإقامة بطولة الايبولا بالسودان
|
تناهى إلى الأسماع مؤخراً خبر سوداني غير سار مفاده أن السودان قد أبدى رغبته في استضافة نهائيات بطولة افريقيا للامم بعد اعتذار المغرب عن تنظيمها بسبب تفشي مرض الايبولا والخوف من أن تؤدي مشاركة فرق غرب أفريقيا إلى تفشي الوباء في أراضيها مع العلم أن عدوى الايبولا تنتقل إلى الانسان بملامسة دم الحيوانات المصابة كالشمبانزي والغوريلا ثم تنتقل حمى الايبولا لاحقاً من الانسان إلى الانسان عبر ملامسة دم الفرد المصاب بها أو ملامسة إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، كما يمكن أن تؤدي ملامسة جثة المتوفى المصاب بالمرض إلى الاصابة بالإيبولا لذلك يرتدي دافنو جثث ضحايا الايبولا بزات طبية واقية تجعلهم أشبه برواد الفضاء. إن الكثيرين قد لا يعرفون أن مرض الايبولا قد ظهر لأول مرة في منطقة انزارا بجنوب السوان في العام 1976م ، وعليه اقترح البعض آنذاك أن يُسمى المرض مرض انزارا إلا أن البروفسير علي أحمد ادريس الشهير ب (باعليب) وبغيرة وطنية سودانية شديدة رفض اطلاق اسم مدينة سودانية على هذا المرض الخطير وربط اسم السودان به وكانت حجة رفضه قوية إذ أقنع منظمة الصحة العالمية بأن الحالة الأولى جاءت وقتها من زائير (الكنغو الديمقراطي) ولذا تم اطلاق اسم ايبولا علي المرض وقد تم أخذ الإسم من نهر ايبولا وهو اسم احد الأنهر في زائير، جدير بالذكر أن البروفسير باعليب ، عليه الرحمة ، هو أول من انشأ قسماً للوبائيات بوزارة الصحة السودانية. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : لماذا يستضيف السودان ، الذي يحتل ذيل التصنيف في كرة القدم ، بطولة الايبولا في أرضه ويخاطر بتعريض حياة شعبه للخطر وهو لا يملك أي مقومات لمكافحة مرض الايبولا الذي لم يُكتشف له أي علاج حتى الآن؟! وكيف يمكن مقارنة موقف السوداني الوطني باعليب الذي رفض مجرد ربط اسم السودان بهذا المرض الخطير وبين الموقف الحالي الذي لا يسعى لربط اسم السودان بالايبولا فحسب بل ينطوي على مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى تفشي الايبولا في السودان بشكل وبائي! أخيراً يجب أن نرفع صوتنا عالياً ونقول: لا لاقامة بطولة الايبولا في السودان فالسودان فيه من الأمراض الوبائية ما يكفيه ، دعونا نقوم بمعالجة مرض الملاريا الذي يفتك الآن بأهلنا البسطاء في الجزيرة فالسودان المحاصر دولياً لا يملك أي إمكانيات لمواجهة مرض الايبولا القاتل السريع الانتشار والذي فشل الأطباء الامريكيون والصينيون في وقف تفشيه السريع والمرعب في ليبيريا وسيراليون! فيصل الدابي/ المحامي
|
|
|
|
|
|