|
بوكو حرام في نيجيريا والسودان!
|
لعل أسوأ خبر سمعته في حياتي هو قيام جماعة بوكو حرام الارهابية المتطرفة باختطاف أكثر من 200 من الفتيات الصغيرات من تلميذات المدارس الابتدائية والتهديد ببيعهن كسبايا وتزويجهن بالقوة حيث ورد في شريط فيديو حصلت عليه وكالة فرانس برس الاثنين قال فيه زعيم الجماعة الارهابية المدعو شيكو "خطفت الفتيات، سابيعهن في السوق وفق شرع الله"! ومن المعلوم أن إسم هذه العصابة الاجرامية يعني : التعليم الغربي حرام وهي تهدف من وراء ارتكاب هذه الجريمة ، التي تعتبر أسوأ جريمة في العصر الحديث ، إلى إرهاب الأهالي وإجبارهم على سحب بناتهم من المدارس التي تتبني أسلوب التعليم الغربي الحديث! من المؤكد أن العالم كله مطالب بالتدخل الفوري لتحرير المختطفات الصغيرات من براثن هذه العصابة الاجرامية الخطيرة التي تشوه سمعة الاسلام والمسلمين وتتصادم مع الواقع الحديث بمفاهيمها الارهابية المتخلفة فالتعليم الغربي الحديث الذي تم تدعيمه بالمناهج والثقافات والديانات المحلية هو أساس النهضة الحديثة في كل الدول الاسلامية ولولا ثمرات التعليم الغربي ما وجد أفراد هذه العصابة السلاح الذي يقاتلون به ولا أجهزة الاتصال التي يخططون بها لارتكاب أبشع الجرائم ضد الانسانية وهم يرفعون راية الاسلام الذي لا علاقة له بأي ممارسة إجرامية من هذا القبيل، فالمحرمات محددة بنصوص قرآنية قاطعة وليس من بينها تحريم تعليم الفتيات على المنهاج العلمية الحديثة التي تخدم الجميع! من السودان ورد خبر لا يقل سوءاً عن خبر بوكو حرام النيجيرية ففي ظل الدعوة للحوار التي طرحتها الحكومة السودانية مؤخراً ، قام مجلس شؤون الأحزاب السياسية في السودان بإصدار قرار سياسي مخالف للقانون ولكل الأسس الديمقراطية المعروفة حين قضى برفض طلب تسجيل الحزب الجمهوري بحجة أن مبادئ الحزب تتعارض مع العقيدة الإسلامية والسلام الإجتماعي والأسس الديمقراطية لممارسة النشاط السياسي لأنه يقوم على أساس طائفي ومذهبي! من المؤكد أن هذا القرار الخطير ، الذي يحرم تسجيل حزب سياسي متذرعاً بحجج سياسية واهية ، قد دق آخر مسمار في نعش الدعوة للحوار والمصالحة الوطنية في السودان فالحركات المعارضة المسلحة والسلمية لن تأتي للحوار في ظل مثل هذه التحريمات البوكوحرامية السودانية مع العلم بأن كل الأحزاب السودانية الموجودة ، بما فيها حزب المؤتمر الوطني ، تقوم على أسس طائفية ومذهبية لا تخفى على عين بل أنه يُمكن القول إنه من المستحيل عملياً قيام أي حزب سياسي في العالم دون أساس طائفي أو مذهبي! فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|