|
أسرع طريقة للتخلص من الخصم!
|
تكاد حياة البشر لا تخلو من خصومات بسبب اختلاف المصالح والميول، ولعل كل إنسان يحتفظ بقائمة سرية لخصومه ويعاني من التصادم الفعلي معهم أو حتى من مجرد رؤيتهم، والمؤكد أن اختراع الريموت كنترول قد ساهم كثيراً في تمكين الإنسان العادي من التخلص من أعدائه الافتراضيين ، الذين قد يكون من بينهم فنانين وممثلين ورؤساء جمهوريات ، فهو يستطيع إجبارهم على الاختفاء السريع من شاشة التلفاز بضغطة زر واحدة! وهناك خصومات سياسية ودينية ومذهبية بين الدول والشعوب والطوائف تتسبب في نشوب الحروب وسقوط الضحايا ولا يُمكن التخلص من تداعياتها بأي ريموت كنترول! فما هي أسرع طريقة للتخلص من الخصوم؟ الأسلوب الأول، هو أسلوب الهروب السريع من الخصم وعدم مواجهته، هذا الأسلوب يتسم بالجبن الشديد لأنه يتبع تكتيك الهروب واستراتيجية إخلاء المسرح لطغيان الخصم لكن بعض الناس يفضلونه ويقولون : يجب أن نبعد عن الشر ونغني له ويعشق هؤلاء مقولة: (الخواف ربى عيالو) وغني عن القول إن أصحاب النفوس الأبية يرفضون هذا الأسلوب الانهزامي جملةً وتفصيلا! الأسلوب الثاني ، هو أسلوب رد الاعتداء بالمثل أي العين بالعين والسن بالسن وهو يعني ممارسة حق الدفاع الشرعي الذي تقره جميع الأديان والقوانين ويؤيده علم النفس الوضعي الذي يدعوك لممارسة الحرية الانفعالية ضد خصمك ، فإذا أساء إليك خصمك أمام الناس ، فيجب أن ترد الإساءة بمثلها على الفور وإلا فسوف تسقط في نظر الآخرين وتتعرض لمشاكل نفسية خطيرة، هذا الأسلوب يبدو منطقياً لأنه يتبع تكتيك الرد المماثل واستراتيجية التصدي المتوازن للخصم ولكن مشكلته أنه لا يُوجد ميزان دقيق لقياس تماثل الرد مع الاعتداء علماً بأن تجاوز حق الدفاع الشرعي يُعتبر جريمة يُعاقب عليها القانون! الأسلوب الثالث هو أسلوب رد الصاع صاعين فالعين بالعينين والسن بكل أسنان الفكين ، أصحاب هذا الأسلوب يدعونك إلى أن تكون أشرس من عدوك بكثير ويؤكدون أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ويزعمون أن هذا الأسلوب العدواني هو الأفضل لأنه يؤدي لتصفية الخصم وردع الخصوم الآخرين ، هذا الأسلوب يتبع تكتيك الهجوم الساحق واستراتيجية تحطيم الخصم لكن من المؤكد أن هذا الأسلوب الأرعن قد يورط صاحبه في جرائم خطيرة وقد يُشكل خطراً صحياً كبيراً على حياته فقد أثبت أحد البحوث الطبية الأمريكية أن 99% من المصابين بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب قد جنوا على أنفسهم بسبب اندفاعهم الأعمى في طريق الانتقام وأن معظمهم قد أصيبوا بذبحات صدرية وسكتات دماغية بسبب نوبات غضب شديدة انتابتهم أثناء مواجهة خصومهم وأدت لارتفاع ضغط دمهم بصورة كارثية علماً بأن مشاعر الغضب تخفي تحتها مشاعر الضعف والخوف وانعدام الثقة! الأسلوب الرابع والأخير، هو أسلوب كبح جماح الغضب ، كظم الغيظ ، الإعراض والتجاهل الذكي ، العفو عند المقدرة ومقابلة السيئة بالحسنة ، من المؤكد أن هذا الأسلوب ، الذي يدعو إليه الأدب القرآني العظيم ، هو الأفضل من الناحية العملية لأنه يتبع تكتيك ضبط النفس القائم على القوة والشجاعة والثقة واستراتيجية كسب الخصم فهو يدعو لمواجهة الخصم بهدوء وذكاء وتفنيد حجته بلباقة ويحذر بشدة من الغضب لأنه الشرارة الصغرى التي تشتعل منها أكبر الحرائق ويدعو للتسامح المشرف ورد الفعل الإيجابي ، وغني عن القول إن هذا الأسلوب الحكيم يؤدي في نهاية المطاف إلى تفادي المخاطر القانونية والصحية المهلكة وربما ينجح في تحويل عدوك اللدود إلى صديق حميم! فيصل الدابي/ المحامي
|
|
|
|
|
|