|
الشهيدة د. سارة عبدالباقي :حسرتنا والهوان !!/حيدر احمد خيرالله
|
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
*فى مثل هذا اليوم منذ عام إنطوى كانت الشهيدة / سارة عبدالباقي ملقاة على الارض فى المساحة الواقعة بين منزلها ومنزل خالتها ، مسرعة لتدرك ابن خالتها الذى سقط برصاصة منطلقة بدم بارد صوب الفتى الغض ، ولم يكتف القاتل بذلك ، بل برز قاتل آخر فاصاب د. سارة فى مقتل ، لم تعبأ كثيراً فى موسم الموت الجماعي ، فلما هرع اليها والدها لم تجزع من شئ بل طلبت منه مايطلبه البررة من الأبناء ( أن يعفو عنها ) وذهبت الى ربها مبغياً عليها ومبكياً عليها .. وسجلت اسمها فى سجل الخالدين مع شهداء هبة سبتمبر ، ومهرت بدمها إسمها فى سجل العظماء ووضعتنا كأمة وحكومة وقتلة فى مرابع الحسرة والهوان !!،
* والأب المكلوم يحمل حزنه الكبير ، على دم ابنته المهدر ، محتمياً بالصبر الجميل فى انتظار عدالة فى الارض لم تتحقق بعد مع مطلق الثقة فى ان عدالة السماء آتية لامحالة .. فعندما يجتمع الظلم والغبن والترقب والإنتظار الممض فى نفس يجعل باطن الارض على هذه النفس افضل من ظاهرها ، والصورة رسمتها ابنتى الصغرى مثانى والتى تتلمذت على يد الشهيدة / سارة ، عندما سمعت باستشهادها صرخت وسقطت مغشيّاً عليها !!ولما افاقت سالت : القتلها منو؟ اجابوها : قتلتها الحكومة ، صاحت فينا الحكومة مابتفهم ومابتعرف ماما سارة !! بس شاطرة فى قتل الناس السمحين ؟ لم نحر يومها جواباً ، ونحن نرى الرصاص الحي هو المنطق الحاضر لمواجهة الإعتراض السياسي .. وإمعاناً فى الهوان بدمائنا عزّ على القوم ان يقولوا عن شهدائنا فى سبتمبر إنهم شهداء إنما اطلقوا عليهم صفة الضحايا ، حتى ترحم عليهم السيد / الرئيس فى الأكاديمية العسكرية واعاد اليهم إعتبارهم بانهم شهداء..
*والشاهد ان هذه الدماء الطاهرة التى إفتقدناها فى عامنا ذاك لم تحدث عبر تاريخنا المعاصر ، وحتى اكتوبر 64كانت ثورة بدون دماء ، والإنتفاضة لم يحفل سجلها بدماء فلماذا كانت هبة سبتمبر تمثل هبة حصاد الأرواح للشباب العزل ثم لانجد للجاني هوية او عنوان او مكان ؟! وأهل الشهداء يعانون الم الفقدان ، وإندثار القصاص والإخفاء المتعمد للقتلة ؟!
* ونظل نحن واقفين على الرصيف الآخر من جسر الحسرة والهوان والعجز ، غير عابئين بارواح مضت الى ربها راضية مرضية لتحقق دولة المؤسسات وينبثق على وهج نورها فجر العدالة والكفاية والحقوق .. فهل قمنا بدورنا ؟ أم اننا اكتفينا بالدور المنقوص كشهود غير عدول .. وكأن الدم السودانى بلاوجيع ، تكفينا منه الحسرة والهوان ؟! دعونا الان من الشهداء فقد ذهبوا بشرف وبسالة .. ولنبحث عن حس العدل فينا .. وسلام يااااااوطن ..
سلام يا
قال البروفيسور غندور (ما أوقف التنمية إلا الفرقة والشتات بإسم القبيلة ) ولكنه لم يكمل النص وباسم المؤتمر الوطنى .. وسلام يا..
الجريدة الجمعة 26/9/2014
|
|
|
|
|
|