|
هل تنقذ السويد قتيلة من قوانين قبيلة ؟!! بقلم حيدر احمد خيرالله
|
سلام يا وطن
* لم تكن المهندسة / اسلام. التى قدمت من نجوع القضارف ، لفضاءات العاصمة ،لتكمل دراستها للهندسة ، تتصور مجرد تصور ان الاقدار ستضعها رهينة قوانين القبيلة ، فحين خرجت من قريتها الوادعة وجمعت متاعها ويممت وجهها شطر العاصمة ، كان خيالها الغض الخصيب يحمل تصورات حالمة للغد الخلاق ، وفي البص السياحي الذي اقلها من القضارف للخرطوم ، اطلقت لخيالها العنان ، وحلمت بانها بعد سنوات خمس ستكون احدى مهندسات السودان ، القت نظرة الوداع للقطاطي المتناثرة بفوضى ، فانها تنصب حيثما اراد لها ساكنها ان تنصب ، فانطلقت تفكر ، فى كيفية ان تكون (زول ليهو قيمة ) *جدت الفتاة واجتهدت فى دراستها وتفوقت ، لم تكن لها من هموم سوى ان تنهي دراستها ، وتتفرغ لنوعين من المعارك: تغيير وتحويل مجتمع بدوي الى حضري لا ليلحق بالعالم بل ليتفوق عليه، وحمل مشاعل التنوير فى مجتمعها ، لتنهض بواقع المرأة فيه وهي ترزح تحت عقابيل الجهل والتخلف والظلم الذى تعاني منه المراة فى تلك الاصقاع ، ولم تطق نفسها منطق ان تظل المراة خاملة القدرات ، مكبلة بالجهل ، مختنقة بالوصاية ..فاقامت الندوات وحرضت البنات على التعليم وتوسعة مداركهن بالمعرفة فكانت نموزجا للمراة المسؤولة التى لم تحتاج لقيود الوصاية .. * ولان الرياح تجري بمالاتشتهي السفن ، فلقد تم عقد قرانها على قريبها لوعد قبلي ترعاه القبيلة ونادرا مايشذ عن القاعدة شاذ !! ففى يوم 3مارس 2013 تم عقد قران اسلام بدون مشاورتها وبدون سؤالها عن رايها ، بل دون الاخذ بمعايير الكفاءة بين مهندسة وراع مع بهائمه فى فلواته ، كل الرابط انها ابنة عمه ، رفضت الفكرة ولم تعد لقريتها ، فالعودة تعني وفق قوانين القبيلة ، الموت ، فالرفض لزواج تختاره القبيلة يتساوى فى اعرافهم وجريمة الشرف ، فاتخذت قرارها وحزمت امرها : بانها لن تتزوج بهذه الطريقة ، ولن تكون كالسائمة تحكمها قوانين قبيلة ، ولن تتزوج ابن عمها .. *واكتشفت القبيلة ان ابنتها المهندسة قد غادرت السودان الى السويد ، تحمل داخلها وطنا تحبه وتعشقه ، وتحياه فى دواخلها ، ورغم ان قوانين القبيلة ثبت لها انها اكبر واعمق من كل المعارف وسطوتها صارت مهددا لبقائها حتى فى عالمها الجديد ، فبلاغ الانتربول جاهز لإستعادتها ، والاقامة السويدية لاتتصور ان فى عالمنا المعاصر يمكن ان توجد مفاهيم تزوج البنت بمفاهيم الغاب ، هى الان تلوك الحيرة ، وتتدثر بدثار الترقب والانتظار ، وحتى الان تعلمها التجربة القاسية ان البون شاسع بين ان تكون كما يريدون لك وبين ان تكون زول ليهو قيمة !! *إسلام وقضيتها ، تؤرق الضمير المعرفي والضمير الانساني ، وتجسد ضرورة تفعيل ثورة سودانية تعمل على إجتثاث كل الاعراف الاجتماعية القائمة على قهر المراة ..وحتى نبدأ هذا المشوار هل ستنقذ السويد قتيلة من قوانين قبيلة؟! وسلام ياااااوطن.. سلام يا الشيخ ازرق طيبة : المهدي سرق مجهوداتي وحولها لنداء السودان .. معليش ياشيخنا فقط قولوا لنا جميعا من سرق السودان ؟! وسلام يا .. الجريدة الاثنين 15/12/2014
|
|
|
|
|
|