|
معايير مرشح الرئاسة فى المؤتمر الوطنى !!
|
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
*أعلن المؤتمر الوطنى معاييره لمرشحه للرئاسة القادمة ، وفى البدء نؤكد ان من حق المؤتمر الوطنى ان يضع المعايير التى تناسبه َ، ولكن من حقنا ان نقرأ وقائع ربع القرن الماضي وفق هذه المواصفات المعلنة اليوم : فمابين الامس واليوم فى السودان اندثرت الطبقة الوسطى وصار مجتمعنا بضع فى المائة من السودانيين ينعمون بالرفاه ويتطاولون فى البنيان ويكنزون الذهب والمال ، وإن مرضوا فعلاجهم فى اميركا والمانيا واليابان ، ويتزوجون مثنى وثلاث ورباع ، ويسكنون القصور متناسين القبور ، ويعيشون فى سودان غير سودان عامة أهل السودان ولاتجمعهم بنا سوى الأسلاخ السودانية ..
* وقبل ربع قرن كان عندنا وطناً كامل الدسم فقدنا منه ثلث الأرض وثلث الشعب ، وهانحن اليوم نراوح فى نفس المربع الحزين ، من سيادة لغة الرصاص ، وإرتفاع الخطاب العصبوي والجهوى والقبلي ، ونعانى من ازمة الحكم وأزمة الإقتصاد والإفراز الإجتماعي حتى تم تصنيف دولتنا من الدول الفاشلة ، وبعد هذا الزمن الطويل من الحكم المطلق تأتي مواصفات مرشح المؤتمر على النحو الذى يبشرنا به الأستاذ / حامد صديق ..
*( كشف المؤتمر الوطني عن تحدّيده نحو (18) مواصفة ومعياراً، توخى فيها ما أسماه بالضبط الشديد لاختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية والحزب والولاة. وقال المهندس حامد صديق رئيس قطاع الاتصال التنظيمي بالحزب، إن مرشح الوطني لرئاسة الجمهورية ينبغي أن يتسم بصفات القوي الأمين والحفيظ والعليم، وأن يكون ليناً في غير ضعفٍ وقوياً من غير عنفٍ وجواداً في غير إسراف ومقتصداً في غير بخلٍ، وأضاف: (كذلك لا يصانع ولا يضارع ولا يعمل في عمل تجاري)، وشدد على أن مواصفات مرشح الرئاسة تتمثل في أن يأمن الأبرار ويخاف الفجار ولا يغلق بابه دون حاجات الناس، بجانب حُسن الخلق والمؤهل العلمي المناسب والوسطية والاعتدال وسعة الأُفق وقوة البصيرة ومبادرته وخبرته .)
* يا سادة المؤتمر الوطنى : السودانيون لايتوقعون ان يحكمهم انبياء لأنهم يعرفون ان النبوة ختمت ،وكل الصفات التى طرحها المؤتمر الوطنى بدءاً من القوي الأمين وانتهاء باخر المعايير التى اعلنها الحزب الحاكم ظللنا نسمعها ربع قرن وربع قرن يفجعنا المراجع العام بمليارات من الجنيهات المنهوبة من اموال اهل السودان ، وتنحدر القيم ، ويتم تشويه الدين للدرجة التى يعلن رئيس الجمهورية فى خطاب القضارف الشهير بأن ماكانوا يطبقونه (شريعة مدغمسة) فهل المعايير الجديدة نتوقع منها بداية أخرى لشريعة غير مدغمسة ؟! مهما يكن من امر فان هذه المعايير لاتعنينا انما الذى يعنينا هو دولة مؤسسات يسودها حكم القانون ، وفضاءات الديمقراطية والغاء كافة المقيدة للحريات والقوانين الإستثنائية ، وعليه فان اي معايير لاتشمل هذه المطلوبات تكون محاولة لإعادة نفس التجارب المكرورة .. وهذا مالن يحدث .. لأن أي تجربة لاتورث حكمة تكرر نفسها ، ولانظن ان شعبنا مستعد لهذا التكرار الأليم .. وسلام ياااااوطن..
سلام يا
الشهيدة د. سارة عبدالباقي رحمها احسن اليها بقدرما عاشت من العظماء ومضت الى ربها شهيدة وفداء .. بالأمس حسمت محكمة الإستئناف ببحري قضيتها واعادتها الى محكمة الموضوع ، الأمر الذى هدأ ثائرة والدها المكلوم واسرتها المحزونة ، التحية لقضائنا وهو يعيد الأمور الى نصابها .. وسلام يا ..
الجريدة / الخميس 28/8/201
|
|
|
|
|
|