|
حوار ام زواج مسيار؟!
|
شذى .. ولظى حيدر احمد خيرالله
مامن شك ان الحوار فى معناه الأشمل هو ضالتنا جميعًا ، بل هو مطلوب اللحظة الحاضرة فى هذا الليل السودانى المحلولك ظلامه ، فأن يدعو النظام للحوار بعد ربع قرن من التجريب الأليم فهذه قد نقبلها من زاوية واحدة ألا وهي أن باب ( التوبة لايوصد) .. لكن هل ماتم ليلة البارحة يمكن ان يكون خطوة نحو الحوار ؟! نشك فى انه كذلك ، لانه بدأ كحوار لاتستقيم له مقدمات النجاح ..للاسباب التالية : *لايستقيم ابداً ان يتقدم الصفوف لحل الازمة من كانوا هم الازمة نفسها . *والرئيس الذى قالها صراحة كإقرار بالفشل ( كفاية) اليست كافية لنرى عرض أكتاف هذه الجماعة عن مشهدنا السياسي ؟ وإذ اكتشف سيادته ضرورة اشاعة الحريات العامة واطلاق سراح المعتقلين السياسيين لتهيئة المناخ المعافى للحوار فكيف تناسى ان هذه الخطوة لها لوازمها من المساءلة عما ترتب عليه القهر والإقصاء الذى اورد بلادنا موارد الهلاك وعلى مدى ربع قرن ؟ *والذى يدعو لهذا الحوار لم يتحدث ولو بكلمة خجولة عن ارتال الشهداء من الدماء الزكية التى فقدناها منذ بداية هذا العهد مروراً بشهداء هبة سبتمبر وحتى الطالب الشهيد على ابكر موسى .! *والدعوة للحوار جاءت بخطاب بائس لأحزاب لاتملك ماتقدمه لهذا الشعب فهى بلا برامج ولافلسفة حكم ولامذهبية رشيدة .. والمتحدثون مضوا فى خطابهم نحو الرئيس الذى دعاهم وجميعهم تركوا هذا الشعب الصابر مغيباً تماماً .. والأنكى وأمّر ان الدعوة نفسها كانت دعوة إنتقائية فحزب (الإصلاح الان ) الذى يتزعمه الدكتور / غازي صلاح الدين وهو حزب تحت التاسيس تلقى الدعوة وتحدث زعيمه فى مساحة وافية من الوقت ، بينما الحزب الجمهوري وهو حزب تحت التاسيس ايضاً لم يكلف القائمين على امر الحوار انفسهم لتقديم الدعوة اليه ناهيك عن منحهم فرصة للحديث فماهو المسوِّغ القانونى والأخلاقي الذى يميز بين حزب وحزب؟ الإجابة عندنا واضحة جداً : وهى ان النظام الذى ظل يمارس الإقصاء فى فكره وممارسته طيلة هذه المدة من السذاجة ان نتصور انه قادر على تقبل الاخر ناهيك عن إقامة حوار فى تضاريس هذا المنعرج السودانى الحاد .. والنظام والاحزاب المتحاورة فى تغييبهم المتعمد للشعب ، لم يلاحظوا جحافل الفقر التى نهشها الجوع ، ولا انشغلوا بالمواطن الذى لايجد مرفقا صحياً يتداوى فيه .. ولا لفت نظرهم النسب المرعبة لامراض سوء التغذية الى تنهش فى اطفالنا .. ولم يحرك فيهم ساكناً طالبات الداخليات وهن يصعب عليهن شراء طبق البوش عوزاً وحاجة..واجتمعوا - قاتلهم الله- ناعموا الملمس .. ضخام الاجسام .. معسولوا الكلام .. فى حضرة المعطي غاية فى الادب وعن حضرة رب المعطي غافلين او متغافلين ، والسودانيون ينظرون اليهم بعبقرية الصبر ولسان حالهم يقول ( اها النشوف آخرتا نحنا صابرين) ..الذى جرى بالامس ليس حواراً انما زواج مسيار بين الحركة الاسلامية والطائفية والذين فى قلوبهم طمعاً تنادوا ثانية لإعادة انتاج الازمة وإرجاع عقارب ساعة الإستغفال ..وهيهات..
|
|
|
|
|
|