|
حكاية بنت سودانية ، وصلت السويد،ووالدها يعمل على استردادها بقلم حيدر احمد خيرالله
|
الخرطوم / حيدر احمد خيرالله يوم 3مارس 2013 كان احد منازل القضارف يضج بالحركة، فالبنت الكبرى والتي تخرجت من احدى الجامعات العريقة ومن كلية مرموقة، لم تشأ ان تنصاع لموروثات القبيلة. حيث يختار الكبار فلان زوجا لفلانة، ضاربين بالكفاءة عرض الحائط، متناسين عن عمد ان فلانة لم تعد فلانة ،فهي قد تعلمت وشاركت اثناء دراستها في اركان النقاش، ونمت بداخلها جرثومة الثورة، ورفضت احابيل وقوانين المجتمع الذكوري الذى راته يهضم الكثير من حقوقها، لم يستطع الاب احتمال ثورة ابنته وهي في ظنه. بنت وان صارت مهندسة، وان عليها ان تتزوج من العبيد ود الصادق، لانه اعطى كلمته لشقيقه الاكبر في ان وحيدته هي زوجة العبيد، رغم ان ابنة العم تجوب المنابر وتحمل مشاعل التنوير. وتحرض النساء على الثورة وترفض كل صور الاستسلام. والعبيد ماهو الا مزارع بسيط يهتم بحقوله وابقاره ، ويستعمل عود الاراك لسواكه، ويطالب برقية الفكي ادم اذا مرض، ويكتفي بخيمة تظله وكلب صيد يتبعه ، لايعرف ولايهتم بان يعرف من الحياة الا مايجري في محيطه الصغير.. وكان كل همه ان يتم زواجه من ابنة عمه التي تقرأ بالخرطوم في كلية الهندسة وينتظرها لتعود الى ديارها لتعد له طعامه وتشيعه لخارج الخيمة وهو في فجره الباكر يستعد للتوجه لحقوله وابقاره ..لم يكن خياله يتصور ان محبوبته ستكسر كلما درجت عليه القبيلة وترفض زواجه ، وكانت هي تخطط مع من احبته واختارته شريكا لمسيرتها ، بعيدا من قبيلتها قريبا من قلبها ، ووقفت كل الاعراف والتقاليد ، ضد هذا الزواج قررت ان تستمر في معركتها وتتحدى كل شئ ، وتضرب بكل المتوارث من العادات الذميمة عرض الحائط ، وكان والدها واعمامها يدافعون عن المؤسسة التليدة وان هزيمتهم اليوم ستبقى هزيمة الى الابد وعار الابد ، فعجلوا باحضار المازون وتم عقد الزواج .. لم تتردد في الاختفاء عن الانظار وهي ترتب اجراءات هجرتها النهائية من الوطن كله ، واتتهم الاخبار ان ابنتهم قد هربت ولم تترك الاهل والقبيلة. فحسب انما الوطن كله ، والاب العنيد يحمل غضبه الكبير ، يفتح بلاغ باختفاء ابنته وهروبها للسويد ، يقدم طلبا لاحضارها بالانتربول ..يطرق كل الابواب ترى هل هو يريد استرداد الابنة ام يريد استرداد الاعراف التي لازالت في اطوار بدائيتها..؟
|
|
|
|
|
|