|
النفي والنفي المضاد : حسرتنا!!
|
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
*الصحف في الخرطوم أوردت ( أن البشير يرفض مقابلة الإمام الصادق المهدى بالقاهرة ) ومكتب الإمام ينفي الخبر وسفير السودان بالقاهرة يعلن أنه تلقى ثلاث مكالمات من الإمام برغبته فى لقاء الرئيس بالقاهرة الا ان الرئيس اعتذر عن اللقاء إلا اذا تبرأ الامام من اعلان باريس او تجري محاكمته بالخرطوم ، حسب مانسبته اخبار اليوم للفريق / طه عثمان مدير مكتب الرئيس ، ومن جهته نفى مكتب الامام هذا الخبر موضحاً انه عار عن الصحة تماما وذكر ان مسؤل من السفارة عرف نفسه بانه المسؤول الإعلامى اتصل ثلاث مرات طالبا مقابلة الامام للرئيس وكان ردنا ان باب الحبيب الامام مفتوح لبحث القضية الوطنية مع الجميع لكنه لن يلبي الدعوة للقاء البشير ) .
*الشاهد فى الأمر ان الطرفين قد وقفا موقفاً مؤسفاً وكأنهما يتنازعان على حواشة وليس على قضايا وطن آيل للسقوط .. فالرئيس الذى طرح حوار الوثبة ونادى له كل الوان الطيف السياسي كما زعمت الحكومة ، فحوارالوثبة الذى شارك فيه السيد الإمام ثم لم يلبث ان اعطاه ظهره ، فمالذى يضير الرئيس لوانه اتصل شخصياً بالامام والتقيا معا من اجل الوطن؟ هذا اذا صحت رواية اعتذار السيد الرئيس عن مقابلة الإمام !! فكان من اليسر بمكان تجاوز التبرؤ من اعلان باريس ، خاصة ان مايجمع بين الإمام والنظام أكثر مما يفرق , والإمام الذى سقطت من ذاكرته بالتقادم انه قد انتزعت منه السلطة ، فليس من الصعب على الرئيس ان يتجاوز عن إشتراطاته لعودة الإمام ..الم يلتقيا في جيبوتى ؟ الم يتفقا على فكرة التراضي الوطنى او التراضي الشخصي ؟!
*أما الغريب فى توضيح مكتب الإمام قوله (وكان ردنا ان باب الحبيب الامام مفتوح لبحث القضية الوطنية مع الجميع لكنه لن يلبي الدعوة للقاء البشير ) حقيقة لم نفهم هذه العبارة بأي وجه أدرناها !! فاذا كان الباب مفتوحاً للقضية الوطنية فهذا الذى يرفض الإمام تلبية دعوته هو رئيس المؤتمر الوطنى صاحب النصيب الاكبر فى إشكال (القضية الوطنية) فلمصلحة من هذا التعسف فى الموقف ؟!
*ظهر جلياً تعنت الطرفين فى المواقف المتمثلة في النفي والنفي المضاد ، هذا متمسك بالتبرؤ من اعلان باريس ، وذاك متمسك بكبرياء شخصي لايخدم قضية الذين يحصدهم رصاص الإحتراب ، وأتت نيران الإختلاف على اخضر ويابس بلادهم . فلو انهما تذكرا اطفال المعسكرات الذين حرمتهم السياسات الخرقاء من كل مقومات الحياة بل من حقهم فى الحياة لما قاما بهذه العنجهية السياسية ، ولو انهما نظرا نظرة جادة لواقعنا الحياتى وخلل بلادنا الإقتصادى وادركا معنى ان تستنزف الحرب اربعة مليون دولار كل صباح جديد لأسرعا الخطى نحو التسوية السياسية ، بلا وسطاء ولاإعلان ولا مجتمع دولي ولا حتى شهود ، لكن ماذا نقول : لاشئ غير ان ناكل حسرتنا فى هذا البلد المنكوب .. وسلام يااااااوطن..
سلام يا
(قالت النائبة البرلمانية د. سعاد الفاتح لانريد نساء ضعيفات فى البرلمان بل قويات ولايخشين شيئاً) إذن فليظل رجال البرلمان على ماهو عليه الان .. وسلام يا ..
الجريدة الثلاثاء 21/10/2014
|
|
|
|
|
|