|
العنف الطلابي : ثمرة الآفات الكبيرة!!
|
سلام يا وطن
حيدر احمد خيرالله
عندما سمع الأستاذ / محمد احمد محجوب آخر رئيس وزراء قبيل ثورة مايو 1969 بخبر ان النميري قام بإعدام الشهيد عبدالخالق محجوب وقيادات عديدة من المدنيين والعسكريين قال : ( هذه نهاية التسامح السياسي فى السودان ) وقد ثبت فى الواقع العملي والشواهد العديدة ان الرجل كان ثاقب النظرة فى قراءة الأحداث .. وكان من ثمراته المؤلمة هذا العنف الطلابي الذى أتى على الأخضر واليابس فى شبابنا وطلابنا ..
*فبالأمس قد فقدنا دم الطالب على ابكر وتم قتله بدم بارد ، وقبلها طلاب جامعة الجزيرة ، واليوم تقتحم المليشيات المدججة بالسيخ والعصي والملوتوف ليمنعوا مخاطبة طلابية مناوئة ، واليوم يضطر مجلس العمداء بتعليق الدراسة بعدد من الكليات والطلاب يطالبون بالتحقيق الشفاف حول إغتيال زميلهم ، وتفريغ مسجد الجامعة من السلاح ..وهذه المطالب المشروعة تفرض سؤالاً نحتاج الإجابة عنه وبإلحاح .. لماذا وصل العنف الطلابي لهذه الدرجة المزعجة ؟!
* على التحقيق ان الإقصاء الذى لازم تجربة جماعة الإسلام السياسي وهم يحكمون هذا البلد الكظيم ، ففى البدء تحت مسمى الجهاد تم إعلاء الخطاب العقائدى ، ومسخ الآخر ووصاية القصر .. وتبنوا المشروع الحضاري بلافهم للشريعة ولا وعي بحاجة العصر .. ولامراعاة لتكوين السودان وتنوعه .. وهؤلاء الفتية الذين توقفت عندهم الحجة ، وغاب عنهم ادب الحوار فاختاروا لغة العنف والتقتيل والإقصاء .. فهل لنا ان نتوقع من هذه العقليات خيراً للاسلام او السودان ؟!
* العنف الطلابي نتاج طبيعي لضعف الفكر الدينى وتعارضه مع تحديات العصر .. والطلاب الذين لم يجدوا قدوة من دعاة ، ولافكرة تواجه مشكلاتهم ، وهم يرون ويسمعون ويقرأون عن الفساد الذى إستشرى والدولة تدعي انها دولة الله .. ويرون نهب المال العام واكل الحرام .. ويشاهدون فى حياتهم اليومية ، المساجد الملأى بالمصلين ويخرجون من صلاتهم للمضاربة فى الدولار وإخفاء السلع وكل مامن شانه إيذاء انسان السودان .. ففى ظل هذا الوضع البائس يترعرع التعصب ، وينمو ويشب عن الطوق وتسود لغة السيخ والمولتوف والقتل ..
* المطلوب الان ليس إغلاق بعض كليات جامعة الخرطوم إنما إغلاق كل العقول الملأى بالهوس .. والإتفاق على برنامج حوار لايقصي احداً ، والإيمان المطلق بأن هذا البلد بكل تنوعه السياسي والثقافي والدينى قادر على ان يسع الجميع .. وهذا التحول يقوم به الشباب وعلى طليعتهم الطلاب .. حتى يجدوا وطناً ديمقراطيا آمناً .. فهذا او الطوفان .. وسلام ياااااااوطن ..
سلام يا
المساجد التى إتسعت حلاقيم أئمتها وهى تهلل لرفض تسجيل الحزب الجمهوري ، نأمل ان نسمع منها تفسيرا للفساد وعنف الطلاب وزنا القيادات فى شهر رمضان المعظم ..وسلام يا..
|
|
|
|
|
|