|
الإنفتاح وبقايا الجراح ..
|
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
القرار الرئاسي رقم ( 158) والذى أتاح حراك الندوات العامة فقد حققت ندوتي شمبات و ميدان الأهلية رسالتان : إحداهما للحكومة انها اثبتت لها وبما لايدع مجالا للشك ان القيود على الحريات العامة التى ظلت تضربها على القوى السياسية والمؤامرات التى ادمنتها وهى تعمل على وقف التطور الطبيعي للأحزاب بل واكثر من ذلك عملت بشكل منظم على إختراق الأحزاب وشقها وتقسيمها شعوباً وقبائل ، فان تلكم الأساليب لم تطيل عمر النظام .. ولم تخدم انسان السودان .. ولم تنفي وجود الأحزاب على ضعفها وهوانها .. والأوجع من ذلك ان صوت الرصاص ظل ينتاش كل جهات السودان ، وماذلك الا لأحادية النظرة وإقصائية الآخرين فلم يترك النظام للبعض من سبيل سوى حمل السلاح عندما تم إخراس صوت الحوار .. والمشهد البديع الذى ظهر فى الندوات تمثل فى الحرص التام على استباب الأمن من الجموع الغفيرة التى حضرت لهذه الندوات ، فان مستوى التنظيم كان كبيراً ومسئولاً ، واليوم إذ تنفتح الساحات ليخرج كل الهواء الساخن من الصدور التى ظلت تحتمل الخنق ربع قرن ، تبرز الرسالة الثانية من عمق هذا المناخ للمعارضة بالدرجة الاولى : فمسئولية الحضور ينبغي ان تقابلها مسئولية الطرح .. فالخطاب الحماسي والهتافي لم يعد هو ضالة الحاضرين ، ففساد الحكومة وفشلها لايحتاج لندوات ، واسلوب المكايدات المتبادلة بين المعارضة والحكومة لن يخلق مناخاً منتجاً للخروج من عنق الزجاجة الرهيب الذى تعيش تحت إساره بلادنا .. اقتصادنا فى مشكلة .. وأزمتنا السياسية تعلن عن نفسها بجلاء .. ازمة الحكم والافتقار الشديد لفلسفة حكم ، وإنعدام المذهبية الرشيدة .. فهل تملك الاحزاب ماتقدمه لهذه الجموع المتعطشة للحل؟! والتى اكتفت تماماً من مضارب التيه التى يعيشها اهل السودان وهم يرون بلادهم تتفلت من بين ايديهم تشرذماً وفقراً وهواناً على انفسنا وعلى الآخرين ..هذا التحدى الكبير الذى فرضه الواقع الجديد وضع الحكومة والمعارضة فى اختبار صعب .. فالشباب الذى كان الاكثر وجوداً فى كل الندوات ولسان حاله يقول : لقد هلكتنا البطالة والعطالة ، وحرب المخدرات وافرازات العنوسة ، وإضمحلال القيم .. فى دولة صنفت من الدول الفاشلة مع سبق الاصرار.. فشل الحكم وخطل التطبيق للدين .. تشويه شاب كل منشط من مناشط حياتنا العامة .. وصارت غاية الاحلام عقد عمل يرمى بزهرة شبابنا فى المنافى ، بحثاً عن ( العلف) وايجاد مقومات حياة كريمة حرمتها لهم النخبة السياسية ، وهى تحيل السودان الى سودانين .. سودان لعامة اهل السودان ، وسودانيون يعيشون فى سودان غير سودان كل السودانيين ، واسلاخهم سودانية .. ياتى الواقع الجديد .. وشباب امتنا ينتظر من هذا المناخ ان يجيب على الاسئلة المستعصية ، وبرنامجاً يتم التوافق عليه .. ودستور يعبر عن كل اهل السودان .. ووطن يولد من جديد فى حيز جديد .. هل هذا المطلب كبير؟؟! وسلام يااااااوطن..
سلام يا
حملت الاخبار : ادخال (3)ملايين فقير تحت مظلة التامين الصحى المجانى ، انتو ياجماعة الانتخابات بدت ولا شنو؟ أها وباقي ال27مليون سودانى يدخلو المقابر.. وسلام يا ..
الجريدة الثلاثاء 22/4/2014
|
|
|
|
|
|