|
هل حآن الوقت للقبض على المجرمين ؟ بقلم هلال زاهر الساداتى
|
انعقد فى لندن فى بدايآت شهر يونيو الحالى أكبر مؤتمر دولى فى تاريخ العالم ليقرر وضع حد لوقف العنف ضد النسآء بكل اشكاله فى مناطق الصراعات فى العالم واستغرق اربعة ايام بحضور 120 دولة و48 وزير خارجية ومنظمات المجتمع المدنى وخبرآء المؤسسات القضآئية ووسآئل الأعلام العالمية وضحايا هذه الجرآئم البشعة برعاية وزير الخارجية البريطانى وشاركت المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للامم المتحدة لشئون اللاجئين الممثلة انجلينا جولى ، وكانت أهداف المؤتمر هى : 1ـ انهآء ثقافة الافلات عن العقاب من خلال تعزيز الملاحقات القضائية بتهمة الاغتصاب اثنآء النزاعات . 2ـ اطلاق بروتوكول جديد يتضمن معايير دولية للتوثيق والتحقق فى العنف الجنسى فى مناطق النزاعات وامداد الناجين بالمزيد من المساعدة . 3ـ عزم الدول الى أنهآء الاغتصاب فى الصراعات حول العالم . 4ـ محاسبة مرتكبى هذه الجرائم أو المسؤولين عنها بكافة السبل المتاحة ، واصدر المؤتمر فى ختامه بيانا" يدعو كل شخص الى تحمل المسئولية الاخلاقية بتغيير نظرة العالم لهذه الجرائم واستجابته لدى وقوعها لانهآء واحدة من اكثر انواع الجرآئم ظلما" فى زمننا ، وارسل البيان رسائل مهمة من اهمها رسالة الى ضحايا هذه الجرائم ان المجتمع لم ينسهم ، والى مرتكبى هذه الجرائم البشعة انهم لن يفروا من العقاب . وقد بلغت الاعداد المخيفة لضحايا الاغتصاب من النسآء منذ عام 1998 حسب الامم المتحدة بانه تغتصب 36 امرأة وفتاة فى الكنغو الديمقراطية يوميا" وباكثر من 200 ألف فى الجملة ، وفى رواندا من 200 الى 250 ألف و60 ألف فى النزاع فى سيراليون، و20 ألف فى البوسنة فى مطلع السبعينات . وقد وقع على البيان رؤسآء الوفود المشاركة ومن ضمنها المملكة العربية السعودية . ونحن فى السودان ارتكب الجيش والمرتزقة الجنجويد التابعين لحكومة المؤتمر الوطنى من الاخوان المسلمين هذه الجريمة النكرأء البشعة وراح ضحيتها المئات من النسآء ، وقد استخدموا الاغتصاب كسلاح فى الحرب لالحاق العار بالثوار وما دروا بان عار الابد لحق بهم هم وجللهم الجبن والخور فقد عجزوا من مواجهة الرجال الثوار وافرغوا سخيمتهم وعجزهم فى النسآء والأطفال . ويحدثنا تاريخ السودان بأن من لجأ الى هذه الطريقة الإنسان رخيصة هو جيش محمود ود احمد فى المهدية الذى ارسله الخليفة عبدالله الى المتمة لارغام وتأديب عبدالله سعد امير الجعليين عندما انكشفت خطته السرية ومعه ثلثمائة من الجعليين لقتل الخليفة عبد الله ، وقد ارتكب ذلك الجيش من المنكرات ما تقشعر منه الابدان واظهر نسآء المتمة من الحصانة والعفاف ما يخلد لهن الذكر الجميل ما ذكر السودان حتى ان بعضهن ألقين بانفسهن فى النيل وفضلن الموت على حياة الفضيحة والعار، وبلغ خمس السبى الذى ارسل الى الخليفة خاصة 234 جارية و32 حرة . ( تاريخ السودان لنعوم شقيرصفحة 880 ) ، وكانت هذه الواقعة المخزية فى 1 يوليو 1897م ، وفى القرن الواحد وعشرين ارسل المشير عمر البشير رئيس الجمهورية جيشه وقوات الدفاع الشعبى ومليشيات الجنجويد المرتزقة الى دارفور فارتكبوا من الفظائع ما يقصر عن الوصف ولا تزال ترتكب فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق . ولكن الزمان غير الزمان ومهما طال الزمن أو قصر فانهم لن يفلتوا من الحسآب والعقآب ، وانه أقرب مما يظنون . هلال زاهر الساداتى
|
|
|
|
|
|