|
المشير عمر البشير والخليفة عبدالله التعايشى مثلان للحكام الطغاة ـ 2 ـ بقلم هلال زاهر الساداتى
|
وقتل الخليفة وأهان بعضهم من الذين نصروا المهدي والمهدية منذ بدآيتها ، واهانهم على ملأ من خاصته فى الجامع ومن هؤلاء الأمير القآئد الكبير وفاتح الخرطوم عبد الرحمن النجومي وسبب النزاع أن الخليفة أرسل مساعد قيدوم من اهله ليكون وكيلا" للنجومي فى الظاهر ورقيبا" عليه فى الباطن فنازعه السلطة ولم يسمح له أن يقطع أمرا" الا بمشورته ، فعظم ذلك على أعز أبكار المهدى وفاتح الخرطوم وقائد السرية المصرية فاستأذن الخليفة وخرج من دنقلا فأتى امدرمان وبسط شكوآه من قيدوم فتصام الخليفة عن سماعها وحبس النجومى عنده مدة قصد تذليله وتعويده علي الرضى بالحال التى يرضآها له . التفت الخليفة الي النجومى فى بعض جلساته فى الجامع وقال : انت يا ولد النجومى ( ماك هين لكن هوين ) أى اسمك كبير ولكن فعلك صغير وكرر ذلك مرارا" ، ثم التفت الى الهادى دفع الله من كبار الحلاوين وقضآة الفتح الأول وقال : ( يا الهادى اذا كان الرئيس هوين لكن مو هين اما يضر الجيش ) ، فقال الهادى : في المثل الساير يا مولآى ( الف ثعلب يقودهم أسد أخير من الف أسد يقودهم ثعلب) وضحك الخليفة حتي استلقى على قفآه وقرب الهادى فجعله قاضيا" من قضاته ، فاغتآظ النجومى من ابتذاله امام الجمهور وقال لاصحابه : لا خير فى العيش بعد هذا فاذا لقيت العدو رميت بنفسي فى نحره ومت موت الشهدآء . ومن هؤلآء القآدة ايضا" الزاكى طمل الذى خلف حمدان ابو عنجة فى الحرب ضد الحبشة وانتصرعلى الجيش الحبشى وقتل مليكهم فى الموقعة وغزا الحبشة فاستدعآه الخليفة الي امدرمان نتيجة وشآية من بعض الامرآء الذين كانوا تحت قيادته حسدا" منهم لأنه عاش بابهة عظيمة وبنى له قصرا" جميلا" فى القضارف ، وقالوا للخليفة انه طامح فى الاستقلال ولأنه اسآء الى الأمرآء الذين بدا عليهم الانحراف عنه، فاستدعآه الخليفة الي امدرمان والقي القبض عليه وزجه فى السجن وكبله بالحديد ومنع عنه الغذآء فمات جوعا" سنة 1893 . المثل الثانى هو قاضى القضاة الشيخ حسين الزهرآء الذى وقف عند حد الشرع فقضى بعدة مسآئل على خلاف ما ارآد الخليفة فاغتاظ منه وحبسه وكبله بالحديد ومنع منه الطعام والمآء الى ان مات قهرا" سنة 1895 م . ومثال آخر هو قتل ود جار النبى الذى كان فارسا" شهيرا" في راية الخليفة ود حلو وابعده هذا بعد ان كان مقربا" منه ، فخرج ود جار النبى من رآيته وانضم الي رآية الامير يعقوب واخذ يذم فى الخليفة ود حلو فرفع امره الى الخليفة فاحال الامر الى القضآة فحكموا بقتل ود جارالنبى النبى وكانوا قد قيدوه وارسلوه الى السجن ، وعند صدور الحكم جاءوا ليأخذوه بالضرب والأهانة الى المشنقة فطلب منهم ان يفكوا القيد من رجليه لان فارس السودان لا يمشى بين الناس راسفا" في القيود واصر علي ذلك ، فرفعوا الأمر على الخليفة فأمر أن يقطعوا كعبى رجليه ويخرجوا القيد منهما بلا فتح ففعلوا كما أمر . وكما نكل الخليفة بالافراد نكل ايضا"بالقبائل التى ناصبته العدآء أو التى لم ىتلتزم باوامره كالكبابيش والشكرية والبطاحين ورفاعة الهوى والجعليين الذين ارسل اليهم جيش محمود ود احمد فقتل زعيمهم عبد الله ود سعد الذى رفض التسليم أو الفرار على نصيحة بعض انصاره الذين رأوا انهم هالكون لامحالة واشاروا عليه بالفرار الى دنقلا ، فقال لهم دعونى من الفرار وعاره فانى كلما ذكرت حادثة المك نمر وفراره من وجه الدفتردار ضاقت علي الارض بما رحبت وتمنيت الموت فلنمت هنا أو نحيا هنا وشرع فى اطلاق النار فتبعه انصاره على الاثر وقتل هو وانصاره وانتشر الجىيش فى البلدة يقتلون ويسبون ويعيثون حتى قتلوا من أهلها 2000 نسمة وبلغ خمس السبى الذي ارسل الى الخليفة 234 جارية و32 حرة أما قبيلة البطاحين لما حدثت مجاعة سنة ستة هجرية فربعض البطاحين من جيش النجومى لشدة ما اصابهم من الجوع الى دنقلا واتوا الى باديتهم شرقى النيل الازرق بين رفاعة والحلفاية ورجعوا الى عادتهم من قطع السابلة ونهب المارة فارسل اليهم التعايشى الامير ود جار النبى من جيش الخليفة على ود حلو بنفر قليل من الانصار يدعوهم الي امدرمان فحاربوه وقتلوا بعض رجاله فجرد عليهم الخليفة جيشا" يزيد على 2500 مقاتل من جهادية وحرابة وخيالة فاوقع فيهم واقعة شديدة وقتل معظم أكاابرهم وساق الباقين الى امدرمان وفيهم 67 رجلا" فجعلهم الخليفه اربع فرق ، فرقة تقتل شنقا" ،وفرقة ضربت أعناقها وأخرى قطعت أيديها اليمنى وأخرى قطعت ايديها وارجلها من خلاف . ه ونواصل هلال زاهر الساداتى المراجع :تاريخ السودان لنعوم شقير تحقيق وتقديم الدكتور محمد ابراهيم ابو سليم كتاب التركية والمهدية فى السودان للاستاذ بابكر احمد موسي
|
|
|
|
|
|