|
خيال الشعرآء بقلم هلال زاهر الساداتى
|
ما حفزنى ودفعنى الى تسطير هذا المقال ما اطلعت عليه من قدر من اشعار القدامى والمحدثين أرضآء لكلفى بالشعر الجميل الجيد ، فالشعرآء بشر مثلنا من لحم ودم ، ولكن يختلفون عنا بأروآح شفافة وأخيلة جآمحة تنطلق فى عوآلم سحرية من خلقهم ، والمعانى هىى المعانى مبذولة للكافة منذ الأزل وستبقى كذلك الى أن يرث الله الارض وما عليها منذ أن علم ادم الأسمأء كلها ، وربما يشبه المعنى زهرة جميلة بدون رآئحة ولكن الشاعر يسبغ عليها تلك الرآئحة الحلوة الجذآبة التى تسكرنا بعبقها الجذآب فقد ينبت خيال الشاعر شجرا" مورقا" زآهى الخضرة فى الصخر الأصم ، ويصرع الاسد بضربة من قبضته دون سلاح ، وان يطير فى الفضآء بدون جناحين ، ويسبح فى الهوآء ، بما أن المعآنى وآحدة فان الشعرآء يتباينون فى عرضها فى صور جديدة مبتكرة الصياغة ، ولكنها تـأتى جميعا" من صنع الخيال ، ولكن لا يقف الخيال عند الشعرآء فحسب ولكن هناك أيضا" كتاب النثر الذين يجلون لنا عوالما" من الواقع ومن الخيال . فها هو تشيخوف الكاتب العظيم وأب القصة القصيرة يطمح بخياله الى ان تصير حياته كما كتب فى قوله والذى أنقله هنا : أتوق لتشتمل حياتى القصيرة على كل ما هو متاح للرجل، أتوق لأن أتكلم ، لأن أقرأ ، لأن أنجح فى وضع مسمار فى مصنع كبير ، لأكون حارسا" عند البحر ، لأن أحرث ، أريد ان أسير فى شارع نفسكى ، أو فى الحقول المترامية المساحة ،على البحار ، أو حيثما تتسع الأخيلة لاحتوائه . . وبالمثل ورغم الفروق فى كل شئ عدا الخيال المتوثب قول الشاعر محمد على ابو قطاطى فى أغنيته ( سوآة العاصفة ) وسافر بى خياله هناك صنقر فوق سحاب الرى بنيت فى الموج قصور أمأل ومد يت للرهاب أيدى وشديت سرجى فوق الريح عشآن ألقآك بدور أطوى المسآفآت طى يا لها من أخيلة تبلغ حد الروعة ! هلال زاهر الساداتى
|
|
|
|
|
|