|
المشير عمر البشىر والخليفة عبدالله التعايشى مثالان للحكام الطغآة ـ 4 ـ
|
وفى نظام الحكم انشأ الخليفة عبدالله مجلسا" للشورى يضم اخوه يعقوب والخليفة علي ود حلو والخليفة محمد شريف وقاضي الاسلام ، وكان الرأى والقرار الأخيرله . وتمشيا" مع اليمقراطية أنشأ عمر البشير برلمانا" اسماه المجلس الوطنى وانتخب وعين له انصاره من حزبه والأخوان المسلمين والمجلس بمثابة هيئة تشريعية ، وكل وظيفته هى قول نعم لكل ما تعرضه عليه حكومة المؤتمر الوطنى من قوانين تكفل الحماية لنظامهم ولقوات الأمن من المسآء لة مهما ارتكبت من جرائم ، ومهما تعرضه عليه من قوانين وان كانت ضد مصلحة الشعب كرفع الدعم من السكر والدقيق وزيادة اسعار مواد الوقود من بنزين وغاز ، وتمرير الميزانية المعيبة الكارثة بما فيها من اختلالات واختلاسات ، وعدم محاسبة المختلسين المعتدين على المال العام مما يعرضه عليهم المراجع العام ، بل بلغ الفساد والاستبداد شأوا" بعيدا" برفض بعض الوزارات مراجعة حساباتها من قبل المراجع العام مثل وزارة الدفاع ووزارة السدود والكهربآء التى صارت دولة داخل الدولة ووزيرها اسامة عبد الله ، وتكونت هيئات ومؤسسات تتبع للحكومة ويصرف عليها من خزينة الدولة وبعضها للدفاع عن الحكومة والبشير والتطبيل له مثل هيئة علماء السودان التى تصدر الفتاوى الدينية حسب طلب حكومة المؤتمر الوطنى بينما هم واعضأء المجلس الوطنى مشغولون بتوافه وسفاسف الامور مثل ختان البنات وتغطية شعور النساء وجلدهن اذا لبسن البنطلون أو رأى رجل الامن ان اللباس غير محتشم والاكثار من نكاحهن مثنى وثلاث ورباع . واما الخليفة عبدالله عندما احتل الحبش مدينة القلابات ارسل اليهم حمدان ابوعنجة بجيش حاربهم وانتصر عليهم وعبر الى داخل حدود بلادهم ، ولما مات حمدان خلفه القائد الزاكى طمل وهزم الجيش الحبشي الكثيف العدد بقيادة مليكهم يوحنا وقتله وفر جيشهم وتشتت وطاردهم الانصار داخل بلادهم واحتلوا المدن الحدودية . ومما يبعث على الأسى ان هذا القائد الفذ لقي حتفه على يد الخليفة بطريقة بشعة مأساوية نتيجة لوشاية مغرضة . ولما خشى الخليفة عبد الله من ان يأتيه الخطر من الشمال من مصر التي تعد السودان جزءا" فقدته من ممتلكاتها وتود استرجاعه لحظيرتها ارسل الامير القائد عبد الرحمن النجومى لفتح مصر ، ولعب سوء تقديره دورا" كبيرا" ، فكان فى ذهنه ذكرى ابادتهم لجيش هكس باشا فى شيكان فى الماضى ، ولم يدر شيئا" عن الجيش المصري الجديد الذي دربه الانجليز وزودوه باحدث الاسلحة ، وبعث الخليفة بجيس عدده اربعة ألف مقاتل مسلح ببنادق ومدافع قديمة من التي غنمها من جيش هكس باشا وبالسيوف والحراب ، ويصحب الجيش سبعة الاف من العوايل وتنقصهم جميعا" المؤن ، والذخيرة للجيش . وكما ذكرنا آنفا" ان الخليفة عبدالله يغار على سلطته ويعض عليها بالنواجذ ، وجعل من المهدية أرثا" وان لم يعلن ذلك ، واقتفى أثر معاوية بن ابي سفيان الذى جعل خلافة المسلمين ملكا" عضوضا" وأخذ البيعة لابنه يزيد ليصير امير المؤمنين من بعده ، فان الخليفة عبدالله نصب أبنه شيخ الدين ليخلفه .
وشآء الله أن يكون عمر البشير عقيما" ، ولو كان لديه ولد لالغى الدستور وجعل من ابنه خلفا" له من بعده ، فهو الان قد ضرب بالحآئط دستور البلاد ودستور حزبه المؤتمر الوطنى ودستور الحركة الاسلامية التى تنص على أن لا يترشح لاكثر من فترتين ، وهذا ما كتبه بايراد المواد التى تنص على ذلك في الدساتير المذكورة الدكتور الطيب زين العابدين وهو من ابرز المؤسسين للحركة الاسلامية فى السودان ، ثم تخلى عنها لما اختبرها عن كثب وانها حاد ت عن طريق الحق والعدل وتعاليم ديننا الاسلامية السمحة ، وأوتى من الشجاعة لقول كلمة الحق عند سلطان جآئر ، وكتب عن تجاوزات حكم الانقاذ فى الصحف الالكترونية ، وليت كل قارئ سودانى قادر على ان يطلع عليه . ولم اجد أصدق وأخلص من مخاطبته لعمر البشير لان لا يترشح مرة ثانية وقوله له بالنص : ( ليس هناك من مبرر لمخالفة دستور الحزب ودستور البلاد الا أن يكون الرئيس قد استمرأ السلطة ويريد البقآء فيها ما وسعه ذلك وان شعار هى لله هي لله لا للسلطة ولا للجآه هوشعار فارغ المحتوى من أجل الأستهلاك الرخيص فى أوساط العامة بقصد التدجيل والتضليل ) ، .ولقد نشر المقال فى صحيفة سودنايل الالكترونية . ورحم الله الشيخ ياسين عمر الامام والذى كان من اقطاب الاخوان المسلمين ونائبا" للترابى ، وهو القائل فى أخريات أيامه انه لم يخف عندما أجرى عمليتين جراحيتين فى قلبه ولكنه الان خائف أشد الخوف من حساب الله وانه يخجل من احفاده ان يقول لهم انه كان من الاخوان المسلمين ومما ارتكبوه فى حق الناس . وبعد ، هذه سيرة مختصرة لاقوال وافعال اثنين من الحكام الطغاة اللذين حكما السودان احدهما مات وحسابه على الله واثانى,لايزال يحكم الى الان وهو عمر البشىر . ومما يحمد ويسجل للخليفة عبدالله التعايشى انه قد استشهد فى سبيل وطنه فى ام دبيكرات غير هياب ولاخائف من الموت هو والخليفة على ود حلو والامير ابقائد ابراهيم الخليل وعدد من الامرآء وكل منهم جالس علي فروته مستقبلا" القبلة . ويسجل ويحمد للخليفة ايضا" انه أبقي علي السودان كيانا" واحد" موحدا" لم ينفصل منه أى جزء ولم يحتل أحد شبرا"من ترابه كما حصل فى عهد المشير عمر البشير ، فقد احتلت حلايب والفشقة وانفصل جنوب السودان وصار دولة أخرى . وان اراد المشير عمر البشير السلامة لروحه فليسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى لانها لا تحكم بالاعدام ، بل بالسجن فقط ، وان لم يفعل فسيكون مصيره مثل مصير القذافى بواسطة الشعب ، أو الاعدام بواسطة القضآء السودانى الحر المستقل بعد زوال حكمه بثورة عارمة . . هلال زاهر الساداتى 7112014 المراجع : ـ كتاب تاريخ السودان لنعوم شقير تحقيق وتقديم الدكتور محمد ابراهيم ابو سليم كتاب التركية والمهدية فى السودان للاستاذ بابكر احمد موسى مقال للدكتور الطيب زين العابدين في صحيفة سودنايل الالكترونية كتابات توثيقية من تاريخنا المعاصرللاستاذ بكرى الصايغ فى صحف الراكوبة وحريات الالكترونية
|
|
|
|
|
|