يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول !

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 09:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2013, 04:59 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول !

    الإهداء


    عزيزتي السجارة الخضراء :


    صهيلُ الخاطرة الهاربة يشي بانبعاجِ الدخيلة بحيث لا يُمكن لهواريت ومواريت السكوت أن يفرٍّقوا – أبداً – بين لحظة الصمت وزوجها البوح !







    ADELVANDAM074.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-01-2013, 05:14 AM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

                  

04-01-2013, 06:19 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    اصطباحيَّة !
    عقدت ُ صُلحاً – بطرف لساني – بين إثنتين من ورق البرنسيس أو قُل – كما نُطلق عليهما- كرتين أبيضين أقرنين أملحين ، فما أسهل أن تؤاخي بين هذين الكرتين الشفيفين ،سيما إذا كانا من صنف الماركة المسجلة الممتاز المُهيَّأ سلفاً للقيام بهذا الدور (دور اللَّف والدوران) .. والذي ليس له نظيرٌ في العالم من حيث الجودةِ والنكهةِ اللذيذة .. الخالي من الغِش ، النقيِّ البياض .. الناعمِ الطاعم .. المرِن ..الهيِّن الليِّن .. الذي لا يُطفئ السيجارة .. أمَّا طريقةُ تخريمِه تلك التي تساعد في عمليةِ فصله من مَنبتِه فقد تمَّتْ بأحدث ما وصل إليه العلم الحديث ! فتمتَّع – عزيزي المسطول – بسيجارة لا تُحَل لفَّتُها ولو خبطتَ بها عرضَ الحائط أو ركلْتَها كحارس مَرْمَى مهزوم يلعب في الزمن بدل الضائع .! ولكن حاذر التقليد .. أو هكذا تقرِّظه دعايته للمدخِّنين عامَّةً و للمساطيل بصفةٍ خاصَّة الذين يُريدون المحافظة على صحَّتهم وصدورهم وأسنانهم ، فقط !





    جايي
                  

04-01-2013, 12:33 PM

اسامة عثمان السيد
<aاسامة عثمان السيد
تاريخ التسجيل: 01-09-2013
مجموع المشاركات: 342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    هههههههههههههههههههلا


    دي بربع كرت

    كل ريع وانت طيب
                  

04-01-2013, 03:44 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: اسامة عثمان السيد)

    أولمْ تكُنْ هاتان الورقتان الحاملتان لهذه المواصفات جديرتين بمداعبة أصابعي الماهرة في عمليَّة لفِّ وبرْم السيجارة ؟! طرحتُ الورقتين الملتصقتين على كفٍّ بيضاء لا سوء فيها ..أخرجتُ سيجارتين من علبة البرنجي السوداني ، وبطريقة نمطيَّة يلعب فيها طرف اللسان وطرَفَيْ القاطعين ؛ الأعلى والأسفل دوراً رئيساً ، شققتُ السيجارتين من رأسيهما إلى عقبيْهما أو قُل عرَّيْتُهما كما يتعرَّى زوجان شبقان وهما يُزيحان عن جسديْهما ما التفَّ بهما .. ثم نثرتُ محتوياتهما على (الكرتين) لأحثو عليهما (البنقو السوداني) تفعيلاً لدور المُنتَج المحلي وإعلاءً لقيمة الشعار القائل : ( نسطُل ممَّا نزرع ونزرع ممَّا نسطُل) .. وزَّعتُ عليهما البنقو (الشديد) متوخِّياً العدْل والقسطاس ليشملَ سائر أجزاءَ السيجارة دونما تحامُلٍ أو تهميشٍ لمؤخِّرتها المسلوبة ، أو محاباةٍ لرأسها البيضاء الكبيرة ، واضعاً نُصبَ عينيَّ الصغيرتين خيارَ النشوة الجاذبة عبر اقتسام (السَّطْلة) بين مركز المُخ وهوامش المخيخ !
    استنفرتُ اصابعي العشرة لعمليَّة (اللف والبرم ) ولكن أعطيتُ الإمارة للقويِّ الأمين (الإبهام) جاعلاً من أخيه (السبَّابة) وزيراً له يشدُد من أزْرِه ويُشْركْه في أمره ، وذلك في كلٍّ من الكفَّين الراجفتين شوْقاً وتوْقاً لولوج عالم النشوة الوشيك ..طفق الإبهامان والسبَّابتان يسوِّيان الأمر بكلِّ همَّةٍ وشفافيةٍ في تداوُلٍ سِلميٍّ بل وتكافُليٍّ لإجراء عملية (لفٍّ) حُرَّةٍ سليمةٍ ومنزَّهةٍ من النَّفَس ، خاليةٍ من النتوءات والانبعاجات والثغرات التي يُمكن أن تُؤتَى منها السيجارة جرَّاء بذور البنقو البُنيَّة أو أعواده الخضراء الصغيرة أو شُذَّاذ آفاقٍ يابِسي الوجوه من المُندسِّين بين حشْوِ التَّبْغِ وقد فلتوا من عملية الفرْز الأولى لإقصاءِ النشاز ، أو الحيلولة بينهم وبين المشاركة في مكوِّنات السيجارة الطويلة العريضة عبر آليات التنقية من الشوائب وذلك بِبِلَّةٍ سريعةٍ لطرَف البنان من طرف اللسان قُبيْل كلِّ حالة إقصاء ! لا شئ من ذلك سيحدث – عزيزي المسطول – ما دامت أصابعي تعزف بمهارةٍ لحن ( الاصطباح ) والسجارة تتلَّوى شبِقةً وتتحوَّر حتى تنتصب ممشوقةً ضامرةَ الحَشا بيضاء مسلَّمةً لا شِيَةَ فيها !



    جايي
                  

04-01-2013, 03:47 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    تحسَّسْتُها بعد أنْ أحكمتُ وِثاقَها برِيقِ الصباح ..قضمتُ مَفْرِقَها ثم ثفلْتُه تجاه (المعروضات) الكائنة أمامي ..ألبسْتُها سروالاً خارجيَّاً ؛ فصَّلتُه لها من قميصِ إحدى سيجارتَي البرنجي الخليعتين سالفَتَيْ الذِّكْر ..تركتها مُنبطحةً على المنضدة كنعْشٍ ينتظر فراغ (المنظِّراتية) من وضع اللمسات الأخيرة لإعداد اللَّحْد ريثما تخلَّصتُ أنا بكاملِ قُواى العقليَّة والجسديَّة من سائر (المعروضات) المكوَّنة من : ( عَقْبَي البرنجيَّتين الإسْفنْجيين اللذين لا يبدو عليهما – بالطبع- أثر الدُخان والحريق أو الحنَّاء و (الكبريت) مما يشي باحتمال وجود عملية لف وبالتالي – استناداً على جبيلة سوء الظنِّ - ترجيح فكرة أنها سيجارة بنقو لا سمح الله ! بالإضافة إلى ما تبقَّى من قميصَىْ البرنجيَّتين وبعض بذور وأعواد صغيرة تمَّ إقصاؤها مُسبقا !
    أعدمتُ - بدمٍ باردٍ - هذه المصائبَ طُرَّاً قبل أنْ أحفظ ما بقي من (الصنف الممتاز) في مكانٍ آمنٍ بعيداً عن مُتناول عيْنِ أيِّ كائنٍ إنسيَّاً كان أم شيطان ! ثم عدتُ - وأنا أدندنُ - إلى المنبطحة فوق المنضدة بشوق السنين .. قذفتُ بها أمام عينيَّ والتقطتها مثل قطٍّ يُفرغ طاقةً شبعةَ ، ألا ما أجملك يا صبوحي ! هتف هاتفٌ : أشعلها و (تمخْمَخ ) أحرقها ولا تُبالي ؛ فقد أحرق نيرون روما ولم يرْمش له جفْن !
    كنتُ أشفطُ أنفاسَها الدافئة والصُبح لمَّا يتنفَّس بعد وذؤابات الفجر تنثال خصلةً خصلةً على جبين الفجرِ الندي نداوة سجارة في ريعان اشتعالها ..البدرُ المخمور يجرجرُ أوْبتَه من حاناتِ أواخر الليل مُنشياً ، بينه وبين اشمس الوشيكة البزوغ مسافةقبل أن يتوارى بقليل .. النُسيْمات الكاسيات العاريات يعابثْن بعضهنَّ بعضاً ..يوسْوِسْن والهدوءُ يسْترِق السمْع .. يُوشْوِشن و أصوات الحياة تتمطَّى كعرسانٍ يُعربون عن مُتعة ليلليم الأُوَل .. يطُفْن حولي متلصِّصاتٍ .. ينشقن مثنى وثُلاث ورُباع .. يُقاسِمْنَنِي (السطلة ) .. يُغازلْنَنِي ..يحملن أنفاسي التي تحمل أنفاسَ السجارة النضَّاحة بِسرِّ البنقو السوداني العظيم ! يتغامزن ..يتقافزن مُتسلِّقاتٍ الجُدُر وأسقُف المنازل .. يطِرْن بأجنحة الوشاية المجبولات عليها سيّما في الصباح الباكر !



    جاييي
                  

04-01-2013, 03:51 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    وبينما تتسكَّع (السطْلة) بين أزِقَّةِ روحي ؛ تدبُّ ضوضاءُ الانبعاث الحياتي رُويْداً رُويْداً عبر شقشقة (ود ابرق) و (عاشة بِت كدِّي ) الرتيبة الخالية تماماً من التطريب وإن حاولت اعتماد أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي خَبَباً وسَبَباً ووَتَداً وعِللاً وزحافات ! أهزوجة القمرية الخالدة الباعثة على العشق السرمدي والتقشُّف الغنِي واحتلاب السعادة من ضروع الذوات ، لا اجتلابها من الخارج أو استدْرارها من غوث الآخر أو شفَقَة الدخيل .. وفي الخارج أبواقُ باعةِ اللبن المتجوِّلين ونهيقُ حُمُرِهم المُتْخَمِ بجُمُوحِ النزوات اللا مُبالي بآذان الآخرين أو أذانهم ..صراخُ الأطفال المفزوعين ربَّما ، أو المُعْلنين عن صحوهم لا غير ..مناغاةُ الأمومة ، سُعالُ الأُبُّوة .. نُباحُ كلابِ الحيِّ والأحياء المجاورة وهي تُسلمُ وردية السهر مع كامل العُهد المستديمة لوردية للنوم ..أزيزُ العربات الذي يؤذِّن بالغُدُوِّ .. كدتُ أميز بوق عربة ترحيلنا و زئير دوَّسة وقودها تحت أقدام سائقها الجزوع دوماً وسْط هذا الكرنفال الصباحي الساحر لولا تناوم عزيزتي السجارة الذي يُشبه إلى حدٍّ ما محاولة إعلان مواتها احتجاجاً على طولِ هجرِها في مضجعِها على حافَّةِ طفَّاية السجائر .. التقطتُها ..جذبتُ منها نفَساً عميقاً تمخَّضتْ عنه زفرةٌ حرَّى في هيئةِ سحابةٍ داكنةٍ من الدُّخان تراءت أمام عينيّ المُصْغرَّتين بُرهةً ريثما تخطَّفتها النُسيْمات (الشمْشارات) ..أعقبْتُه بنَفَس طوييييل حتى انفجرتْ على إثْرِه إحدى بذورَ البنقو البنيَّة عند خاصرة السجارة ، كان صوت الانفجار أضعافاً مُضاعفةً لحجمه الطبيعي ، الأمر الذي أخرجني من عُزلتي الساهمة في بيادر الخريف وأنا أهُشُّ أمامي معيز إبليس ..انتزعني من مطالعة نجم سعْدي الخافت البعيد ، أنجُم الضُّحى أكثر بريقاً و لمعاناً لمَن يرَها .. الله .. انفجار انتحاري آخر من بذرةٍ يبدو أنَّها فتيَّةٌ سقطتْ جرَّاءه السحارةُ من يدي .. رفعتُها في حُنُوٍّ وتؤدةٍ .. نفختُ جمرتَها .. واصلتُ عذابَها بأنفاسي الطويلة وزفراتي ذات السُحب الداكنة ..تقزَّمتْ كثيراً ولكنها لا زالت تُعطي وهي تنتقل بين السبَّابة والوسطى حيناً ، وبين الغبهام والسبَّابة حيناً آخراً حتى تلين عريكتُها فأمنحها فرصةَ أن تستجمع قُواها وتلتقط أنفاسها مستكينةً على حافةِ الطفَّاية التي بدأت تبعد وتدنو منِّي مثل مدٍّ وجزرٍ مسطولين يعابثان شخصاً غير مسطول يُراقبْهما عند شطّ الآل الوارف البهيج !
    وإنْ شئتَ الدِّقَّة فقد اختلَّ تقديري للمسافة التي تفصل بيننا ،في الوقتِ الذي احمرَّتْ فيه عيناي واصْغرَّتا .. جفَّ حلقي وشفتاى ..انفتحفي أعماق نفسي ألفُ بابٍ تسلَّلتْ من خلاله آلافُ الخواطر الوافدو من اللامكتن عبر الطُرُق الشرعية والغير شرعيَّة ..تلاقحتْ الأفكار المُنْبتَّة لتَنْجبَ جيلاً كاملاً من المعاني المشوَّهة والخيالات الفاسدة والمفردات التائهة في حلْقةٍ مُفْرغةٍ لتضيقَ بها دورُ لُقطاء الحديث الصامت ! تشكَّلتْ داخلى وأمامي وخلفي ومن بين يديَّ لوحةٌ سرياليَّةٌ من حقيقةٍ وهميَّة أو وهمٍ حقيقي يضجُّ بكُلِّ شئٍ ولاشئ ..يبحثُ عن أيِّ شئٍ ولا شئ ..تعربدُ داخل إطارها أو خارجه صورٌ ناطقةٌ أو نُطقٌ مصوَّرٌ .. قهقهةُ فيَلَة .. صراخُ قرود ..حمْحمةُ ضمائر ..غُنْجُ أُتُن ..فرفرةُ موتى ..زغاريدُ رِجال ..هدير ُنســاء ..نوبة – نحاس – دلّوكة – دِليب – كِرَنْقْ .. اشتباكُ أجِنَّةٍ في أرحامها ..جعْجعةُ جوعى ..نُباحُ تُخمة ..تهليلٌ ، تكبيرٌ ..شخيرٌ ، نخيرٌ ..ظلامٌ مُشرقٌ ، نهارٌ دامسٌ ..غروبٌ هاربٌ ..ظلالٌ يابسةٌ .. يستدرُّ التداخلُ السريع بين فصول اللوحة السريالية المتحركة ضحكةً تسقط سهْواً من كنانةِ أفقٍ ساطعٍ على حاشيةِ نُدْبةٍ سادتْ ردْحاً من الزمان ولا زالت ..! أنت وحدكَ مَنْ يُبرِّرُ دواعيهــا !



    جايي
                  

04-01-2013, 03:56 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    ليستْ الضحكةُ في كلِّ حالٍ استجابةً لقولٍ أوفعلٍ خارج قرارةِ النَّفْسِ البشريَّة ..ربَّما كانت نتيجةً لمونولوج داخلي بين شخصٍ وذاته أو ذاتٍ وأيِّ طرَفٍ آخر وإنْ كان افتراضيَّاً ! او ربما كانت كائناً قائماً بذاته لا يستند إلاَّ على سعادة بحبوحة مكتسبة أو منتزَعَة أو مُتخيَّلَة ، ألم ترَ أنَّ الذين لم تعْمِهِم (السَّطْلة ) ما فتأوا يضحكون حتى تبين نواجذهم ويقهْقهون حتى يسيل لعابُهم في حضرةِ أيِّ نُكتةٍ تحلُّ ببلادهم الواغواغيَّة في قارةِ الوهْم الغائيَّة وشعوبهم الداجنة المسبيَّة، بل يُمارسون الرَّقْص والنقزان على الجماجم المُتبسِّمة والأمعاء الممزَّقة بفعل الضحك وهم يتهلَّلون نشوةً ويتلمَّظون تلذُّذاً ، ويضاجعون قاصرات الطرْف الكواعبَ الأترابا في وضح النهارات البنفسجيَّة أو البمبيَّة داخل الغُرَف الفخيمة ذات الأرائك الوثيرة والزرابي المبثوثة بل في عرض الشوارع العامَّة – إنْ شاؤوا – وأمام المارَّة (المبسوطين ) ! لا غرو في ذلك – أخي المسطول – إنما يعبِّرون فقط عن غبطتهم بالحياة ، ولا يعني ذلك بالضرورة جُرْماً أو قدْحاً في رسالتهم القاصدة إلى سموات المزاج العالي ، ولو تنافى ذلك مع رؤية بعض المساطيل أبناء المساطيل !
    ضحكتُ من ذاتي عندما خرجتُ من قصْرها المُنيف - كما خرج أبَوَانا من جنان النعيم -جائعاً مُيمِّماً وجهيَ شطْرَ الثلاجة .. كانت طحنيَّة سعيد تجلس سعيدةً على الرَّفِّ العُلْويِّ إلى جوارِ جبنة البقرة الضاحكة ..ضحكتُ في سرِّي أو جهري – لستُ متيقِّناً – وقلت : يــا للسعادة ! أكلتُ – دفعةً واحدةً – ثلاثَ قطعٍ من اللبشْكري (جبنة البقرة الضاحكة ) دون أن أكلِّف نفسي عناءَ تجريدهنَّ من فساتينهنَّ التي تزينها صورة البقرة الضاحكة أو قُل : (البقرة الميتة من الضحك ) ..وعندما هممتُ بأكلِ البقرة الرابعة ؛ ارتفع صوتُ الصورةِ إلى قهقهةٍ خُواريَّةٍ ماجنة ! قلتُ لها :
    - تضحكي يا ام قلباً مكفي ؟ !! انتي المفروض تبكي وتِتْمخَّتي وتِتْدرْدقي في الـــواطــة دي وتقولي وووب عَلَي ، سجم خشمي ..وااااااااااااي الحقوني ياناس الحلَّة ..إنما أكْلتُ يوم أُكلتْ البقرةُ الحمراء !!
    شهقتْ بقرتي اللبشكريَّة في تمثيلٍ فجٍّ و وتكلَّفٍ ممجوجٍ وهي تغالب نوباتها المتلاحقة لتقول بغُنجٍ بقريِّ الإثارة :
    - الحمراء والاَّ الخضراء !!
    ضحكتُ – وأنا آكلها – حتى سالت دموعي ..فما فتأتُ أضحك وآكل وأمسحُ شاربي (حدوة الحصان ) وتتوالى النوبات ، وتُبايع القهقهةُ القهقهات، حتى قضيتُ على كلِّ محتويات الثلاجة التي هرستُها في صحنٍ المونيوم مثل مركب نهريٍّ عتيق ٍ ؛ الجبنة – الطحنيَّة – الفاصوليا – الموز – الملوخيَّة – الكسرة – الرغيف ..ألخ وبين النوبةِ العشرين والإحدى وعشرين وآخر حبَّة فاصوليا استعصتْ عَلىَّ أمرها كانت قد طلبتْ حقَّ اللجوء السياسي تحت مقبض باب الثلاجة ؛ رنَّ جرس سعيد بن جبير الخاصة بنات أو قُل – عزيزي المسطول – انبعaث الرنين من داخل مطبخ جارنا سابقاً ومكتب الأساتذة الحالي !
    توقَّفتُ عن الضحك تُخمةً ..مسحتُ دموعي بطَرَف كُمِّي وأنا أنظر إلى ظلِّ الضُّحى كصيدٍ ثمين ..عبث سبَّابتي بأرنفةِ أنفي ..نشقتُها بتلذُّذ ..استلقيتُ على ظهريمخاطباً نفسي سراً أو جهراً – لستُ متيقِّناً – ثم صحتُ باحثاً عن خيطِ فكرةٍ تُعيدني إليَّ كظمآن اسْتَنْيَل َ الآل :
    - بسم الله ..ناس المدرسة ديل مساطيل والاَّ شنو ؟!في دراسة يوم الجمعة كمـــان ؟؟!!



    وبس
                  

04-01-2013, 03:59 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    حبــــــــــــــابكـ إبراهيم وشكراً على اللايكـ الــ بي تلاتة كروت ده ...هاهااااااااااااااااي
                  

04-01-2013, 04:08 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    هـــلا أسامة ..أبداً ..دي اصطباحية ..هَيْ ..أ أ أقصد افتتاحية للربع الجديد!!!شكري
                  

04-01-2013, 04:24 PM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    Quote: ضحكتُ من ذاتي عندما خرجتُ من قصْرها المُنيف - كما خرج أبَوَانا من جنان النعيم -جائعاً مُيمِّماً وجهيَ شطْرَ الثلاجة .. كانت طحنيَّة سعيد تجلس سعيدةً على الرَّفِّ العُلْويِّ إلى جوارِ جبنة البقرة الضاحكة ..ضحكتُ في سرِّي أو جهري – لستُ متيقِّناً – وقلت : يــا للسعادة ! أكلتُ – دفعةً واحدةً – ثلاثَ قطعٍ من اللبشْكري (جبنة البقرة الضاحكة ) دون أن أكلِّف نفسي عناءَ تجريدهنَّ من فساتينهنَّ التي تزينها صورة البقرة الضاحكة أو قُل : (البقرة الميتة من الضحك ) ..وعندما هممتُ بأكلِ البقرة الرابعة ؛ ارتفع صوتُ الصورةِ إلى قهقهةٍ خُواريَّةٍ ماجنة ! قلتُ لها :
    - تضحكي يا ام قلباً مكفي ؟ !! انتي المفروض تبكي وتِتْمخَّتي وتِتْدرْدقي في الـــواطــة دي وتقولي وووب عَلَي ، سجم خشمي ..وااااااااااااي الحقوني ياناس الحلَّة ..إنما أكْلتُ يوم أُكلتْ البقرةُ الحمراء !!
    شهقتْ بقرتي اللبشكريَّة في تمثيلٍ فجٍّ و وتكلَّفٍ ممجوجٍ وهي تغالب نوباتها المتلاحقة لتقول بغُنجٍ بقريِّ الإثارة :
    - الحمراء والاَّ الخضراء !!
    ضحكتُ – وأنا آكلها – حتى سالت دموعي ..فما فتأتُ أضحك وآكل وأمسحُ شاربي (حدوة الحصان ) وتتوالى النوبات ، وتُبايع القهقهةُ القهقهات، حتى قضيتُ على كلِّ محتويات الثلاجة التي هرستُها في صحنٍ المونيوم مثل مركب نهريٍّ عتيق ٍ ؛ الجبنة – الطحنيَّة – الفاصوليا – الموز – الملوخيَّة – الكسرة – الرغيف ..ألخ وبين النوبةِ العشرين والإحدى وعشرين وآخر حبَّة فاصوليا استعصتْ عَلىَّ أمرها كانت قد طلبتْ حقَّ اللجوء السياسي تحت مقبض باب الثلاجة







    ياخ متعتني متعه السنوات

    بعد ان بدأت في التفكك وهي في ساعتها الخامسه بعد ميلادها ..

    سطورك دي ربطتها لي ربطه بت ستين ###### ..

    يااااااخ واصل ..

    النبي ما تقول بس ..

    واصل ..





    فكًها ياااااااااااااااااااخ ..
                  

04-01-2013, 04:40 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    Quote: ياخ متعتني متعه السنوات

    بعد ان بدأت في التفكك وهي في ساعتها الخامسه بعد ميلادها ..

    سطورك دي ربطتها لي ربطه بت ستين ###### ..

    يااااااخ واصل ..

    النبي ما تقول بس ..

    واصل ..





    فكًها ياااااااااااااااااااخ ..




    الحمد لله انكـ حبسْتها ياحبه وما شملها عفو رئاسي !!!الزمن العينا ده كان فكَّتْ تستحق أن يُقام عليها مأتماً وعويلا !!!! سنواصل إنشاء الله ..(بس) دي للاصطباحية بس !!أ أقصد اليومية بس ! شكري ممدوداً ومعه ما طلبت !!!هاهاااااااي
                  

04-01-2013, 05:05 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    اكسجينة مرقت لافحــة لي توب المطر ....دقّت شبابيك الرئة .... ما شافت الباب العريض..... أتجاهلت أنو ساعة أتنفــسا ...و أمد الشهيق أتحسـسا...
    بطلع زفير الآهـة برحل ما بعود ..... و أنقـُر براي طار الحنين.....
    أقرمش كسرة التذكار وأجيك علي صهوة أنفاس السجارات المبرطعة في زقاقات الدماغ...! وكديسـة الكيف كانت تخربشُ في دهاليز
    الرؤوس الفارغات الفاضيات.... ماطاردت فأر المطابخِ بالمخالبِ والأظافر
    شفناها في معبد مزاجنا تشعل براكين البخائر .... ماكافرة لمّن رددت..: اللاتِ يا هذا السجائر .... العُزّى يا هذا السجـائر!!!.
    نقطة نفس جديد...!!؟؟
    تصاب الأنفاس بالحمى .... ونشيِّد من الخزعبلاتِ مدينةٌ فاضلة!
    ثم طلع الكـيفُ علينا من ثنيـّاتِ الدماغ ...!!
    وأنقشعت غيمة بليدة كانت تغطي حقل ألغام النخاع .... ترجـّلت عن ظهر السما
    و أمطرت في صحراء عيوني .. مثلها مثل أكسجــينة مرقت لافحة لي توب المطر ....دقّت شبابــيك الرئة !!
    شان تبدأ ترتيب البهدلة ... تهري العيون بالزغللة ... تدرس جوانب المسألة!

    منتهى السجارة !!!!
    تلك التي تعيدك إلى نقطة الصفــر و درجة الصفـر ... ثم تحشي دماغك بخط الإستواء....!!
    كانت في غاية الأدب معي حين حاولت امتصاص شفتاها ... فقبلتني في أمومةٍ . كانت ترفض نزق الرجال ... ولكنها تستسلم لشقاوة الأطفال.....
    لا أريدها أن تفطمني منذ الولعة الأولى !!!
    ففصالهُ في عامين.... أقصد في نفسين !
    والدماغ يحتشـِد ....و النخاعُ يتّقــِد ... والمسامُ تتّحد ... والعيونُ تنفقـِد .....
    والأنفاس تتعاور مع أدخنة البخور العدني .... انا أول أنا أول
    أنا أول ...!!! يا جماعة براحة.. بي الدّور عليكم الله ... أصلو دة راس واللا كلومبيـا؟؟؟!
    one love one love
    بوب يعسكر في خياشيمي .... ويمنحها Yستثنائـية أنيقة .....
    كديسـة الكيف تخربشني في نعومةٍ ... وتناوشني في إلفة وعدوانية!
    وتوجعني بروح الشعراء المساطيل ... وتهدّ حيلي بطاقة الإنفعال...!

    سجارتي لم أهدِر دمهــا ... ولكني أردت لها الخلود... فتسلقت رئتي مثل أكسجينة أفريقية بطعم الصندل والقرنفل .... وروح الأبنوس في محرقة البخور
    العدني.... لم أكن يائس من الحياة .... فالحالة مسطولة والحمد لله !!!
    فقط أحب ان أعبئ جميع الرؤوس الفارغة بصراخي !! و أغمد خنجري في قلب هذا الضجيج .........!
    حتي أنت يا بروتس ؟؟؟؟؟
    حتي انا يا بوب مارلي !
    فمن حقي انا أعيش حياتي مسطولاً ...طالما كان الوعي يتأرجح من شدة السكـر!
    من حقي ان أختار وقت الغيبوبة ... وشكل الغيبوبة .... ودرجة التخدير .... أذا كان العالم كله يرقد في غرفة العناية المركزة !!
    وانا أخترت أن تكون حبيبتي ....... أكسجينـة تولد في رحم سجارة بنت حرام!!!!!!.... أزفـّها في القفص الصدري ... ويحتويها النخاع و يشتهيا الدماغ
    و تمرق لافحة لي توب المطر... تدق شبابيك الرئة... منتظرة تأشيرة دخول .
    مجنونة ياالأصلك حريق ... يا واسعة لما الناس تضيق.....يا شينة لما خلاس أفيـق.....!

    شوشاوة :
    يا أكسجينة لكن ما طلعتي بت لزيـنة!!!
                  

04-01-2013, 05:08 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: حبيب نورة)

    نسيت أن ألقي عليك التحية يا حبيب، وما أنسانيها إلا الحشيش :)

    بوست عجيب يا سوبر ديب
                  

04-01-2013, 05:13 PM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: حبيب نورة)








                  

04-01-2013, 06:24 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    فنان يا شاذلي والله
    اذا كان انت اتنسطل مما تشرب ( بناءا على النص ونحن نعلم حاشاك)

    فنحن ننسطل ما تكتب

    ففكت منك وربطت معانا
                  

04-03-2013, 02:31 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    تعـــــــــــال
                  

04-03-2013, 02:37 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    شَوْشَوَة !

    اسمي بكري عمر عبد الرحيم ، ولكنك إن لمْ تقُلْ (شَوْشَوَة) لا أحد سيدلّك عليَّ ، فقد نسخَ اللقبُ الاسمَ فلم يعُد له وجودٌ إلاَّ في سِجِلِّ الرقم الوطني ..ولأنَّ لكلِّ شخصٍ نصيبٌ من اسمه ؛ فقد التصق بي هذا اللقبُ التصاقَ رُقعةِ النار بأنبوب الإطار ! وذلك لعشقي الخُرافي لأنفاسِ السجارة الأخيرة وشغفي المجنون بعَقْبِها ..أيةُ سجارةٍ لا تنْدِي مؤخِّرتُها ويسيل عسلُها بين سبَّابتي وإبهامي ليستْ مني في شئ ..أيةُ سجارةٍ لا تلفظ أنفاسَها الأخيرة بين شَفَتَيَّ الغليظتين ؛ لن أُشيِّعَها إلى مثواها الأخير بلعنةٍ واحدة ، لن أُواري سوءَتها بعقْبِ حذائي وأحثو عليها حفنةَ سِبابٍ فاترةٍ ، لن أُعدِّدَ محاسنَها من أصالة مَنْبَتٍ وجودةِ صنفٍ وقوَّةِ أثرٍ وإنْ كانت مثل زَبَد البحر !
    فأنا – عزيزي المسطول – لا أفضِّل (قعَر السجارة ) اعتباطاً إنَّما لأنِّي على يقينٍ تامٍ بأنَّ (السطْلةَ) كلَّ السطلةِ تكمنُ في النَّفَسِ الأخير .. وبما أني ماهرٌ في عمليةِ اللَّف ؛ استغفلُ شريكي أو شُركائي من المساطيل إنْ وُجدوا لأُكثِّفَ البنقو في منطقة المؤخِّرة لعلمي أنَّها ستدور وتدور وتدور إلى أنْ تؤوب إليَّ في آخر المطاف حتى تحتضر بين يديَّ وأنا أُلْهِبُها بأنفاسٍ حارقةٍ تسمع لها صفيراً وهي تحترق وتتعذَّب وتؤول إلى تلاشٍ بين سبَّابتي وإبهامي اللذيَن يغوصان بها بين شَفَتيَّ الجافَّتين فأغدوا في وضعيَّة إمرأةٍ تُرسلُ زغرودة (بطن كُباريَّة ) تلقفُ سائر الزغاريد والحمْحمة والهدير ورزيم الدلاليك !
    أيقظني في ذلك الصباح الباكر طبلٌ أفريقيٌّ مُتنكِّراً في زِيٍّ درويش لا بُدَّ أنَّه قفز في غمرةِ انعتاقه الروحيِّ من حلْقةِ دماغي الحُبلى بالضجيج ..كان أبي يجلس عند رأسي – كمَنْ يُريد أن يُغمضَ عَيْنَيْ ميِّت - ويداه تجوسان تحت وسادتي ..أُمِّي تنقِّب تحت اللِّحاف ..أُختي تنبش محتويات جيب قميصي الملقي بجانب السري ..أخي الصغير يحبو صوبَ عقب سجارة يشِي رمادُها بأنَّها كانت من نصيب الهواء إلاَّ قليلاً ..أزحتُ عني الغطاء بهدوء .. تمطَّيتُ وأ،ا أُحصي فرقعات عظام ظهري ..أدخلتُ يدي في حذائي ..أخرجتُ علبة برنجي منبعجة الجانبين بصورةٍ تكشفُ أنها تجمل فوق ما في وُسْعِها ..تبسَّم أبي وقال :اصْنع !! .. ضحكتْ أُمِّي وقالتْ : يابن الجنيَّة !! كابرتْ أُختي وقالت : كنتُ سأجدها لو أنَّك لم تَصْحُ !





    جايي
                  

04-03-2013, 02:45 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    وهكذا أخذتْ تدور ممشوقة القوام .. أبي ..أُمِّي ..أُختي ..أنا .. وهي على هذا المنوال بلا شكٍّ ستصيرُ مؤخِّرتُها عندي ..ولكن عندما أصبحتْ في طور (الشوْشوة ) رفعتْ جارتُنا اللعينة رأسها فوق الحائط ..كشفتْ عن قربتين تدلَّت إحداهما ناحيتي بينما بقيتْ الأخرى في فمِ ذلك العفريت الصغير وهو يمجُّها مجَّ (الوَرَل) ! قالت غامزةً بعينها اليُسرى : لا بُدَّ أنَّها من الصنف الممتاز ..أكيد (غربية) ..دعْني آخذ نفَساً واحداً يا (شوْشوة) ..ناولتُها إيَّاها على مضض لأقول : (زغرودة واحدة بَس )! شفطتْ المرأةُ شفطةً طقْطَقتْ على إثرها السجارة ..نفثتْ دُخانها في وجه الرضيع ..ضحك حتى بانتْ نواجذه ( بما فيها ضُرس العقل) ..أدخل إصبعيه في فمه أرسل صافرةً طويلةَ المدى ..ضحكتْ المرأةُ حتى قلتُ ليتها سكتتْ ..آيس الطفلُ من انقطاع طمْث ضحكتها المسطولة ..فتح فمه باكياً إذا به أدْرداً كما كان وكما ينبغي أن يكون ..نام على كتفها حتى نبَتَ شاربُه ولحيتُه وهي لا تزال تحدِّقُ في البعيد !





    جايي
                  

04-03-2013, 03:25 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    Quote: سجارتي لم أهدِر دمهــا ... ولكني أردت لها الخلود... فتسلقت رئتي مثل أكسجينة أفريقية بطعم الصندل والقرنفل .... وروح الأبنوس في محرقة البخور
    العدني.... لم أكن يائس من الحياة .... فالحالة مسطولة والحمد لله !!!
    فقط أحب ان أعبئ جميع الرؤوس الفارغة بصراخي !! و أغمد خنجري في قلب هذا الضجيج .........!


    هلا بالحبيب حبيب نورا ..ما أجملك وأنت تجمِّل هـــذا البراح الإسفيري بأحرف من ألق يرفرفن بأجنحة من خيال ..سعدتُ أيما سعادة بجلستك هنــا
    وأنت ترفد البوست من وحي (شوشواتك ) زغاريد جنيِّات في ساحة جرتق الإلهام و (تبرم) حبال التواصل بهذا المزاج المشتعل والقريحة الوقَّادة ..تعال
    يا صديقي نشيد من (السجارات) راكوبة في هجير الصمت (القمريتو تقوقي ) ! تُشكر يا جميل
                  

04-03-2013, 03:32 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    Quote: فنان يا شاذلي والله
    اذا كان انت اتنسطل مما تشرب ( بناءا على النص ونحن نعلم حاشاك)

    فنحن ننسطل ما تكتب

    ففكت منك وربطت معانا



    حبابك بلا عدد درديري

    أسعدني استحسانك لهذا الدُخان الهارب بلا ظلال !
    أرجو ألاَّ تفك منك كما ربطت معي يا صدبقي
    شكراً نميراً
                  

04-03-2013, 03:58 PM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


    مجنون وحاتكـ يا شاذلي

    أسوء ما قد يحدث حين تقرأ نصاً للشاذلي وانت في صهوة الفيل ذو الخمسة خراطيم

    انكـ عادي تطش مع السرحة حتى ترى ضرس عقل الشافع

    وحات ستي الشوشوة ..

    تكمل وما تقيف







    -----

    اها النوريكـ خليت الجماعه وبقيت براي بلف سجارتي على حروف نصكـ
                  

04-03-2013, 04:13 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    خرجتُ دون هدىً ..الغسَّال والبقَّال يتشاطران سجارةً تخالط رائحتَها رائحةُ النَّد المٌنبعث من دكَّان الغسَّال ..سائق الحافلة والكمساري يتبادلان سجارةً وهما (يباصران) تشغيل ماكينة الحافلة (المعصلجة ) ..بائع اللبن عند منعطف الزقاق ناول سجارته – على سبيل الكرم – لإحدى زبوناته ريثما غشَّها اللبن ..عمَّال مخبز (معليش للعيش البلدي) يتناوبون عُراة المناكب والصدور على غرَّاء ممشوقة القوام ، لا بُدَّ أنَّها صُنعتْ (بي تلاتة كروت) ..إحدى بائعات الشاي تجلس أمام راكوبتها بين الأواني والمنقد وجركانة الماء - المكتوب عليها بالاحمر القاني(أنسى بَس ْ) – كاشفةً عن فخذها الأيسر لتفركَ عليه سجارةً طولى كإجراءٍ حتميٍّ يسبق شروعها في إعداد الشاي يومياً ..شارع الأسفلت الرئيس يبدو أمامي مثل الصراط المستقيم ..العربات التي تسلكه من الاتجاهين كطابور نمل يجئ ويروح بين جحره ووليمةٍ أسَريَّةٍ ما ..لم أكُنْ أدري أنَّ وقفتي قد طالتْ وأنا أهمُّ بعبور الشارع لولا ذبابتين لم تجدا - على امتداد المليون ميل مربَّع إلاَّ ثُلثاً – مكاناً تتعاشران فيه سوى أرنبة أنفي .. سحقاً ..فعندما هَشَشْتُهما حانقاً ؛ (تَهَقْنَبَتْ ) علىَّ إحداهما بصوتٍ أُنثويٍّ حرير :
    - هيــــــا بنات أُمِّي شوفو الراجل صارِّي وشّو كيف !إمكن يكون قايل نَخَرْتو دي شقَّة مفروشة ؟!!!!



    جايي
                  

04-03-2013, 04:24 PM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)
















                  

04-03-2013, 05:17 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    هنــا أطلقتُ ضحكةً احتشم على إثرها فخذ بائعة الشاي وهي تنتفض كملدوغة فزعاً لتحاول أن تجمع شتات سطلتها متبسملة ومتحوقلة من هذا المسطول (البضحك براهو ده ) (هجمْتني ..يهجْمك القاهر ونبي الله الطاهر ) .. كما لا يُخالجني شك في أنَّ هذه الضحكة عبرتْ إلى الضفة الأخرى إذْ نمتْ إلى سمْعي بعض الهمْهمات والهسْهسات ! ولكن من حسن الطالع أنَّ الحافلة التي توقَّفتْ أمامي قد أنقذتْ الموقف بأقل الخسائر ! قفز الكمساري من الحافلة ..فتح جفنيهِ بسبَّابته وإبهامه كأنه يُهئ عينه لتلقِّي قطرة طبيَّة كي يتمكَّن من رؤيتي ثم قال بصوتٍ غليظٍ : بي شارع الهوا يا عمَّك !!
    عند باب الحافلة نفحتني رائحةُ البنقو النفَّاذة .. أصمَّ أُذني صوتُ المسجِّل الصاخب بأغنيةٍ راقصةٍ يردِّدها خلفه سائر الركَّاب :
    أنا أنا يا الكَبَنْقه
    ديمة تجدْني ساطل
    أنا أنا بالبرنسيس
    ديمة تجدْني لافِّي
    ألفْلِفْ في السجارة
    بالعشرة الأصاااابع !
    وعند نهاية كلِّ مقطعٍ تنتابهم نوبة ضحك تهتزَّ على إثْرها المقاعد المتهالكة ، الأمر الذي جعل السائق يوقف الحافلة على جانب الطريق ليخاطبهم :
    - يا جماعة المقاعد دي كسَّرتوها ..اضْحكوا بالرَّاحة يـــاخ ! ديل شنو ديــل !!



    جايي
                  

04-03-2013, 05:20 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    فتتواصل الرحلة والغناء وتبادل السجارات والمقاعد إذا لزم الأمر ،كأن يترك أحدهم لَمن استبدَّت به السطْلة المقعد المجاور للشبَّاك (لزوم الاسترخاء وكده ) بدلا من مقعد النص ..وعند التقاطع الرئيسي لشارع الهواء مع شارع الفيل ؛ يسدّ أمامنا الطريقَ طابورٌ عسكريٌّ يمارس حصّضة الجري الصباحية (التربية ) ..الأرجل تضرب الأرض ؛ رَتْ رَتْ رَتْ ..والحناجر تهدر بالجلالة فارضةً سطوتها على كلِّ الأصوات :
    جَوْجَوة ..الليـــلة ووب عليـنـــــا
    شَوْشَوة ..البنقــو جيبو ليـنــــا
    لَوْلوة.. الليـــلة سَكْرة طينـــــة
    رَوْرَوة.. الليـــلة لَبْشة شينة !!
    أرُرُرُرُوووووك ..يَيْ
    تخذت الحافلة طريقها في شارع الهواء سرَباً إلى أنْ غسلت وجوهنا أنسام النهر الباردة ورائحة الجروف والطمي ..عبور الجسر الذي يسطل الخرمان وينعش المسطول ..هنا شفط السائق آخر نفس من السجارة السجينة التي لم يناولْها أحداً إلى أنْ لفظتْ أنفاسَها بين يديه قبل أن يُلقي بها خارجاً ويشيِّعها بلعنْةٍ مشفوعةٍ ببصاقٍ جافٍ كالدقيق ..ولمَّا لم يشف غليلُه ؛ قذفها بحذائه ثم اتفت علينا نحن الركَّاب صائحا ً : أقلبهــــا ؟
    تحسَّستْ مسطولةٌ صدرها كأن تبحث عن سِرٍّ عظيم ..ثم خاطبت جارها المسطول وهي تتحدَّث بيديها وكلِّ وسائل توصيل المعلومة بصورةٍ تشي بأنَّها معلِّمة قديييييييمة :
    - هووى آ ولد أوعى تقْلب السبورة دي !!!
    أصلح أحدهم من شأن رابطة عنقه وكان يجلس وسط الحافلة ليقول بلغة صفويَّةٍ يُحاول ايصالها للجميع : سئمنا هذه الانقلابات وحكم العسكر .. ما نُريد هو التحوَّل الديمقراطي والتبادل السلمي للسطْلة !!
    صرختْ إحداهنَّ كمن ركبها عفريتٌ من الجنِّ الأحمر وقد فعل بها البنقو ما فعل .. ثم انحنتْ حتى لامست شفتاها أو كادت أرضية العربة ثم أخذتْ تهزّ ردفيها المترجْرجين : قلبا بي ..قلبا بي ..قلبا بي !
    وفي ظل هذا الهرْج والمرْج ؛ ترك السائق المقود وقال لهم بصوتٍ متهدِّجٍ غليظ : الهوبة يــا بجم ، الهوووووبة !
    كان الماءُ بارداً والفقاعات تتخلَّق وتتلاشى بمتوالية مزاجية عالية على سطح ماء حوض السباحة البديع ..شقشقة أطيار الزينة المتناغة مع صوت الموسيقى الرومانسيَّة الحالمة والخضرة الناعمة التي تزين باحة القصر المُنيف ..عبرتُ الحوض جيئةً وذهاباً أربعة وعشرين شوطاً سباحةً وغوصاً ..تلقَّفتْني الخادمة الفاتنة عند خروجي وأنا مؤتزرٌ صباحي بشكيرَ نشوةٍ وأمل ٍوحبور .. قالت وعيناها الساحرتان تخترقان الإزار :
    - المدام منتظراك بالفطور !!





    وبس
                  

04-03-2013, 05:30 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    Quote: مجنون وحاتكـ يا شاذلي

    أسوء ما قد يحدث حين تقرأ نصاً للشاذلي وانت في صهوة الفيل ذو الخمسة خراطيم

    انكـ عادي تطش مع السرحة حتى ترى ضرس عقل الشافع

    وحات ستي الشوشوة ..

    تكمل وما تقيف







    -----

    اها النوريكـ خليت الجماعه وبقيت براي بلف سجارتي على حروف نصكـ




    يُسعدني أنك تستفردبالقراءة في خلوةٍ غير شرعية ثالثكما شيطان التعاطي الأحادي !!!ولكن يُسعدني أكثر لو بعثت لي على صهوة أحد الفيلة (أصحاب الخطوة) بي كرت فرِد ويحيد !!!!هاهاااي شكري الجزيل
                  

04-03-2013, 06:34 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    تحية...

    قبل ان نلتحق بك (هوائيا) رجعنا الي بروفايلك...لم نري غير (امدرمان) فتذكرنا صديقنا القديم (الجان)..وكان ياما كان..(لله در عصابة نادمتهم يوما بجلق في الزمان الاوحد)..

    ولعلاقتي الوثيقة باصدقاء (بيت المال) في زمان معطر ظننت انك علي مقربة من تعريشة ( صلاح مرحوم) وهي تتكئ علي ذلك الجرف ميممة وجهها شطر شمبات.. وعلي يميني سيف ود عم يوسف...وعلي ابوسكينة...وتوني قبل ان اغادرهم التحاقا بصديقنا الراحل عبد الهادي الصديق في فضاء الادب بعيدا عن براحات الانفاس...

    لك العطر ...واصل

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 04-03-2013, 06:36 PM)

                  

04-03-2013, 11:28 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    Quote:




















    يا زول ها ابراهيم دا حا يعملك مروج بالطريقة دي وتروح فيها .. لانه دي في قص راس عدييل كدا مش اقامات ..

    خليك في لفك ما تشتغل بيه ..
                  

04-03-2013, 11:42 PM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: درديري كباشي)

    Quote: يا زول ها ابراهيم دا حا يعملك مروج بالطريقة دي وتروح فيها .. لانه دي في قص راس عدييل كدا مش اقامات ..

    خليك في لفك ما تشتغل بيه ..


    ابو الدر يااا ..

    مالك داير تهرش الراجل وبعدين المرواجه دي دايرة ليها الصورة

    الناس دي يبغباهم العربي ؟؟ الادانه حايمه وجاثمه على صدر الشاذلي

    ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
                  

04-06-2013, 07:41 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    صبـــاح الدُّوكــــــــــــــــو !
                  

04-06-2013, 07:47 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    هبـــــــــــــــــــــــــــــاب !


    عَتَبَة (ما مهمَّة شديد )!

    تردَّد القلم كثيراً قبل أن يُشهرَ وُجهتَه الفكرة العزلاء .. قبل أن يدلقَ زرقتَه الغامضة على بياض الورقة البريئة وقبل أن يزدرد غصَّةَ مدادِه المُراق على نطع الحقيقة .لكنَّه لملم أطرافه – أخيراً – ثم توسَّط أبطاله ، ثم أجال فيهم النظر والعبر والشفقة والألم ..أولئك الذين رمحتهم الأقاليم بحافر جدبها ، كما لفظتهم العاصمة بطرف لسانِها اليابس بعد أن ضاقت بهم ذرعا وضاقوا بها مستجيرين من الرمضاءِ بالنار !

    ***** ***** *****

    هناك فى أقصى أطراف (كرشة الفيل) تململت الظهيرةُ قليلاً ؛ بل أخذت ترفع قدماً وتضع الأخرى – مثل كُركىٍّ حائرٍ – من هجير انتظارها الحارق.. الأصيل موعدنا .. إذاً نحن على موعدٍ بالبهجة والنشوة والأنس والسَّمَر ، الليل دثارنا والنجوم قياننا والبدر الجميلُ أبجورةُ سهرتِنا العجيبة !
    الحكاية اتظبَّطت .. الجماعة خلاص قالوا جايين ! -
    هكذا قالها (هيثم شلاقة) بعد أن قبَّل هاتفَه وصفق بيديه واستدار حول نفسه وألقى بنفسه على السرير ..لم تلبث غرفة الضيافة أن انتفضت متخلِّصةً من فوضاها ؛ أعقاب سجائرعذراوات .. أعقاب ند حمراء مغروسة فى زوايا الغرفة وبين فرجات الشبابيك .. قصاصات ورق صغيرة بيضاء ..قوارير من زجاج وبلاستيك ..علب برنجى فارغة وقول ولورد متناثرة هنا وهناك ..رماد وحُبيْبات بيضاء وبُنيَّة ..صُحف رياضية واجتماعية، تنفَّستْ أرضية الغرفة بعبق الطين الممزوج بالجاولى والند واللبان ..رفرفت الستائر البيضاء ..احمَّرت الملاءات ..اخضرَّت الإضاءة ..اقترن التلفاز بالسى دى ..تعرَّت مجموعة من السيديهات .. صُلبتْ منحوتةُ زنجيَّةٍ نهداء ردفاء على أيقونةٍ بيضاء ملساء .. اصطفَّت الفناجين بين زاويتَى المنضدة من خِلاف .. ..جلستْ الجَبَنة القرفصاء على وقايتها (بى مزااااج) تُراقب وتترقَّب .. وعلى حافة المنضدة تستلقى سبع ودعات ينتظرن أنامل (عبّودى) العرَّاف،تُرى هل ينال تذكير المهنة من خصوصيَّتها إذا أطلقنا عليه (سيد الودِع) على غرار (ست الودع)؟ تهيَّأت الغرفة لاستقبال القادمين على أيدى هيثم شلاقة وعثمان كيس،وبينما كانا يضعان لمساتهما الأخيرة على وجه الغرفة الذى تماثل للقَبول ؛ كان سامى - القادم من الخليج فى أجازة سنوية –ومعه أحمد كِشِّيف يجترعان (ضُواقة ) عشوشه ويستزيدانها قبل أن تعبئ لهما العرقى الكافر ..ثم توجَّها بعد ذلك إلى منزل ودَّ الخاله (بيت الخانه) الذى دخلاه من نفَّاج خَرابة تُجاوره ثم دلفا إلى غرفة نومه حيث زوجته النفساء تهدهد رضيعها المتناوم بترانيم الأمنيات الشجيَّة والأشواق القصيَّة لا يهمها إنْ كان التغنِّى والتمنِّى على شفا جُرُفٍ من (ال######اش) !
    الرضيع يغالب النُعاس والتثاؤب والرَّهَق والخَدر الكسول ..يبتسم للملائكة فى سكينةٍ ودعة ؛ وهل للشايطين إليه من سبيل ؟ وهو المولودُ على الفطرة ؛ المجبولُ على تعاطى الحياة ..هو لم يُطلق صافرةً طويلةً ومتهدِّجةً من بين إصبعيه لحظةَ مولده ؛ لكنه صرخ فى وجه الحياة مثل الآخرين !
    الغرفة صغيرةٌ وقصيرة .. حلَّت جوَّالات البلاستيك والكراتين محل الشبابيك بينما انسدلت ستارةٌ عُقدت من خصرها على مدخل الغرفة .. بوب مارلى يمُدُّ لسانَه نحو لفافته الطويلة ليحكم وثاقها ..شيخ البرعى من الناحية الأخرى مستغرقٌ فى تأمَّلاته العميقة ..أندر تيكَر وقد استنمرت عيناه ظَفَراً وبَطَراً .. هيفاء وهبى تُشهر مفتَرق ثدييْها أمام ود الخاله وزوجته النفساء ..الراديو على المنضدة يُطلق عقيرتَه للحب الحلال ..البخور يملأ الغرفة ولكن سجارة ودَّ الخالة النفَّاذة تتحدَّى البخور.. الطفل يتثاءب مسترخياً.ترنَّح شبحا أحمد كِشِّف وسامى – المحتَفى به من قِبَل أصدقائه أو قُلْ امحتفى بهم – خلف سحاب الدُّخان الكثيفة وهما يُلقيان بالتحيَّة :
    - كيف يا أصلى ؟ شنو ؟
    يقول ودَّ الخاله بصوته (التخين) :)
    ..! زيت -
    فيمنحانه ورقتين نقديتين وبحركة سريعة ادَّعى خلالها أنَّه يلاعب صغيره أخرج من أحشاء المهد صُرَّةً انتقى منها صنفاً عالى الجودة ليقتطع منه لزبائنه الكرام غير المعلوم..أشهر مُديته تلفَّت يُمنةً ويُسرةً ولكن زوجته الخبيرة (زوجة المعلِّم معلِّمة ) دفعت إليه بحذائها- (السفنجة اللبنية ) التى تحتفظ بأثر قدم الزوجة متآمرةً مع دخان الطلح - وذلك لأنَّ (السفنجة أم نخرة الواحدة دى )هى خير سطح أو قُل نطع يُمكن أن يُذح عليه رأس بنقو ! .. وقبل أن يتوارى شبحا سامى وأحمد كِشِّيف أعاد ودَّ الخاله صُرَّته إلى أحشاء مهدِ الرضيع ثم رفع سجارته المصبَّنة (المخبَّأة) تحت البنبر. يعلم ودَّ الخاله أنَّ فى أىِّ لحظةٍ يُمكن أن تداهمه الرقابة ، وتوثقه البيِّنة فتطاله يدُ القانون الذى يُطلق عليه:(الكحومة أو الطَّارة) ! ولكن أيدرى الرضيعُ أنَّه ينام على تأبيدة ؟؟



    جايي
                  

04-06-2013, 08:11 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    Quote: تحية...

    قبل ان نلتحق بك (هوائيا) رجعنا الي بروفايلك...لم نري غير (امدرمان) فتذكرنا صديقنا القديم (الجان)..وكان ياما كان..(لله در عصابة نادمتهم يوما بجلق في الزمان الاوحد)..
    ولعلاقتي الوثيقة باصدقاء (بيت المال) في زمان معطر ظننت انك علي مقربة من تعريشة ( صلاح مرحوم) وهي تتكئ علي ذلك الجرف ميممة وجهها شطر شمبات.. وعلي يميني سيف ود عم يوسف...وعلي ابوسكينة...وتوني قبل ان اغادرهم التحاقا بصديقنا الراحل عبد الهادي الصديق في فضاء الادب بعيدا عن براحات الانفاس...

    لك العطر ...واصل



    أهلاً ويا ألف مرحى محمد عبد الماجد
    لك من التحايا ما مُزجتْ بعبق أمدرمان االعتيق ؛ ولأهل التعريشة الممزوجة أنفاسهم بأنفاس(ست الاسم )وطيب الجروف والطمي وعطن الصفصاف أينما كانوا ..
    بما أنك زاوجت- يا صديقي - بين ظلال (الفيلة) وفضاءات الأدب الرحبة ؛ نرجو مدَّنا بما تيسَّر من تلافيف الذاكرة ورؤياك التي لم تقصُصْها على أحد ! سنسعد بلا شك
    مع فائق الشكر والتخديـــــــــــــــــر
                  

04-06-2013, 09:01 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    استقبل حسن شلاقة الثنائى ؛ أحمد كِشِّيف وسامى عند مدخل البيت بلهفةٍ جعلته يجسّ الممنوعات دون أن يُغلق البابَ وراءَهم ، ثم أوكل لأنفه اللعين مهمَّة اختيار الصنف الجيِّد ؛ كما أحلَّ لجوفه جرعةً من السيوبر الكافر وهو يقرِّظ نتاج عشوشة ويُثنى على يديها وبنتها الردفاء وبنت جيرانهم الكاعب والنبيذ المنبوذ متى ما عُصرَ وأينما وُجد ..!
    صوتُ العربة بالخارج وصوت إغلاق أبوابها يُعلن عن وصول (الجماعة) .. القهقهات الثملى والصراخ الأنثوى الماجن ..الخُرَّد الحسان ربيبات الفتنة الهوجاء يقتحمن البابَ الموارب كأنَّهن يعُدن إلى أدراجهنَّ ..يقفلن إلى أوكارهنَّ ، ليس فى قاموسهنَّ شيئاً من التأنِّى او التريُّث أو تحفُّظ اللقاء الأول ؛ فليكن مايكن مَن ينتظرهنَّ بالداخل ، إنَّها ليلةٌ حمراء مدفوعة القيمة وكفى . تُبودلت التحايا بالعناق والقُبَل والأشواق المجترَحة واالمزاح المرتَجَل والغزل الصريح المبتذَل .تخاصر الغريبُ والغريب ..تقارب البعيد والبعيد ..وفى رمشة عين ذابت الحواجز ورُفعت الكُلفة أمام أسماء سقطت كيفما اتَّفق (هدى – سلمى – سعاد ) فاهتزَّت المناكب العارية عندما دخل (رقيب) فى أجازة مفتوحة إذْ دسَّ قلمه فى غِمْده وهو يطالع (عتيد) وقد أشهر يراعه مسابقاً الخطايا المندفعة المتدافعة !
    ثلاث فاتنات كاسيات عاريات يُثرن دهشةَ الغرفة – المنتظِرة على أحرَّ من الجمر – وغريزتها ..أربعة سيوفٍ يقْطُرنَ رغبةً أمام ثلاثة أغمادٍ طالما تغلغلت فى أحشاءهن سيوف (الجن والغزال)؛ صارمُها ونابيها ، مستقيمها ومعْوجُّها ، لامعها وصدئها..! ..فحص النظر المجرَّد ..محاولات الاستمالة وتغيير مواقع الجلوس ، أترى تتضارب الرغبات وتتقاطع الخيارات بين السيوف وأغمادها أم تقطع جُهيزةُ قولَ خطيبهم ؟
    صوت (عبودى) العرَّاف الناعم فى الخارج وهو(يتكِّل) و(يدرِّج)إحداهن ريثما تمدَّدت على أقرب سرير فى الحوش وهو يربِّت على صدرها :
    ! نومى ياختى ..أُخدى راحتك للآخر ..عادى زىَّ الـ فى بيتكم -
    ثم دخل الغرفة وهو يلهث فى غنجٍ نكير :
    -أحىّ يا أمى ، نفسى انقطع !
    عقَّبتْ إحداهن :
    - هى ذاتها الـ قال ليها اشربى قدر ده منو؟
    خلع (عبودى) قميصه ثم ثم جلس على البنبر خلف تربيزة الجَبَنة وهو يتأمَّل الودعات اللائى ينتظرن خزعبلاته ..أخرجت (سلمى) من صدرها ورقة نقدية من الفئة الصغيرة وهى تقول :
    - عليك الله عبودى قبل ما يبدأ البرنامج رمية واحدة بس عشانى أنا !
    جمع عبودى الودع ثم نثره وبعد إطراقةٍ صغيرة وكفه على خدِّه مسح الحضور بنظرة عابرة ثم سدَّد نظرةً خبيثةً إلى هدى الشهيرة بـ (هدى باسُنْده) الشاخصة الساهمة المحدِّقة فى البعيد :
    - محمِّدك انتِ يا باسُنْده !
    - خير (بى خلعة) بياضك حاضر يا حلو .
    - ده منو الـ يدِّيك خمسة مرَّة واحدة ده؟بختك ياختى إنتى الزَّمبرتى ..أجُرْدى خيرِك!
    - خمسة سنة فى كوبر يا واطـــى !


    جايي
                  

04-06-2013, 10:07 AM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    حضور يا شاذلي على مسرحك البهي
    ولغتك المشبوبة بألوان قوس قزح

    ورجائي عليك أن تفرد لهذا الفن موقع خاص على الشبكة
    أو حتى بلوغ أو صفحة في منتدى أو ما شابه
    فهو جدير بالإطلاع والحفظ

    عشقنا قلمك منذ حضورك الأول
    وستظل الأعين تلاحق اسمك أينما حل في هذا المنبر الفسيح
                  

04-06-2013, 10:33 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: جعفر محي الدين)

    وقبل أن تنداح دائرة الضحك ؛ دخل عليهم المعلم ود سليمة (قائد المجموعة) فى أناقته المعهودة وهو يتأبَّطُ قمراً أبلجاً كان قد أبطأ إدخاله عمداً متذرعاً بإجراء مكالمات هاتفية داخل السيَّارة .. بنطلون الجينز يتعهَّد برسم فتنة النصف الأسفل .. البلوزة - عارية المنكبين والثديين إلاَّ قليلاً - تغضُّ الطرف عن الفاصل المدارى ما بينها وبين الجينز .. الشعر المُرسل إلى الوراء .. العينين الغاويتين ..الشفتين الداعرتين ..العطر الأنثوى المثير ، كلُ هذا الجمال الساحر الآسر أفلته (ود سليمة) داخل الغرفة كأنَّه (فرس رهان) يجزم على كسبه..كأنَّه طعم صيَّاد لا يخيب رجاءُه ..كأنَّه بيت القصيد ..كأنَّه زبدة النَّص وما الثلاث الأخريات سوى مقدِّمات للمتنِ أو مقبِّلات لفتح الشهيَّة ! جمالٌ يركل الأخلاق والفضيلة لصالح القبحِ والبغاء غير آبهٍ بالمآلِ والصيرورة، ولكنه على أية حال جمالٌ يسحر الألباب وليس فى ذلك من شك !
    زغللتْ عينا حسن شلاقة وانتفض كالملدوغ :
    . الواطــة أصبحت ..الشمس طلعت ..أهلاً بالصباح -
    ولكنَّ الشمس لم تعرْه أدنى اهتمام بقدر ما ركَّزت على ترنُّحها المصطنع لتفسح لقامتها الممشوقة بالتثنى – عرْضاً وإبرازاً – لفتنتها المغرورة وهى تقول بصوتٍ جعلته مخموراً حتى الثمالة :
    - معليش يا شباب ،مساء الخير .. بصراحة كده الويسكى عامل عمايلو.. وانا تعبانه و و و
    ونهض (عثمان كيس) متذاكياً :
    ! راحتك بى جاى يا قمر .. تعال عشان الغيوم دى ما تحجبك عننا -
    ولكنَّ القمر هزَّ رأسَه فى صلف وعناد :
    - خلِّيك مكانك ياخوى .. مِن الآخر كده أنا ما عندى كتاب معاك ولا مع التانى، أنا كتابى مع مع اسمو منو ؟
    سامى بس !
    انتهز (احمد كِشِّيف )فرصة (انغماس) و(بحلقة) الرفاق فى تفاصيل جسد المسرحية وهمس فى أُذن سعاد التى تتململ على غَيْرة ملتهبة :
    - العبارة شنو؟
    دى (هديل) أم لساناً طويل فرس الرهان بتاعة معلمنا (ود سليمة) ..عاملة فيها ستَّنا ! كضَّابه ساكت ..تبلعكم الأربعة وتقُش خشُما ! من برَّه هلاَّ هلاَّ ومن جوَّه يعلم الله !
    تثاقل سامى (سيد الثمينة) قليلاً ، كيف لا وهو المموِّل الحقيقى للسهرة .. ثم وقف واثقاً من نفسه :
    . هَلا والله بالحلوبن ..تعال يا جميل -
    أسلمته يدها فانقادت ملبِّيةً بحركةٍ راقصةٍ أفضت بها إلى حضنه ، ثم بعد ذلك أجلسها على حجره قطَّةً وديعةً حلَّت محل المهرة الجموحة !
    بدت علامات الرضا على وجه (ود سليمة) وهو يرى مهرته تقوم بدورها خير قيام ..أيشعر الرجُل حقاً بالرِّض وهو يُسلمُ إمراةً لرجلٍ مثله ؟! أيشعر (عبودى) حقاً بالرضا وهو فى هذا المقام؟
    القهوة بالزنجبيل على يد عبودى بكل سخاء وأرْيحية ونكتة حاضرة (ولسان متبرِّى منو) وتنصُّل من جنسه لا يُحسد أبداً ..الكؤوس المترعة تدور على يد أحمد كِشيف الذى لا ينقص من كأسٍ قطرةً أو يزيد على حساب كأسٍ أُخرى.. أمَّا صناعة المزاج فتتولَّى أمرها الفاتنة الماهرة (هدى باسُنْده ) و (عثمان كيس)..
    سامى (المرطِّب) أو (الرهينة) كما هو في نظر (الشلَّة ) أشاد بخدمة (ود سليمة) ونظام عمله الذى شبَّهه – على حدِّ قوله - إلى حدٍّ ما بنظام الخليج، حيث تداخلت معهما (سعاد ) و(سلمى ) بالوقوف على تجاربهما فى عالم البغاء عبر بعض المدن العربية ، وكيف أنَّ هذا البلد بقدرة قادر أصبح على هذه الحال! وكيف استشرت فيه بؤر الفساد والانحطاط فى شتى مناحى الحياة فى محاولة لتبرير أفعالهن أو تخدير آلامهن أو تلمُّس أسباب انزلاقهن قبل سقوطهن فى الدرك الأسفل من الضياع !
    يعرب (ود سليمة) لسامى عن رغبته فى المغادرة بعد أن يدسَّ صُرَّة ثمينةً من النقود داخل جيب صداره،
    استلمها من سامى على أنَّه سيرجع لأخذ بناته بعد أن يُقضَى بهنَّ وطرا !ً
    هدى باسنده لا تولى شيئاً اهتمامها سوى المزاج .. تبلُّ طرف سبَّابتها بطرف لسانها لتنتقد الحُبيبات الصغيرة من داخل (السُكريَّة) التى هُرس بها الهباب ..عثمان كيس يبلُّ سجارة البرنجى بطرف لسانه ثم يمرِّرها برفقٍ على خدِّ هدى النادى ليُفرغَ محتوياتها على ورق البرنسيس الأميركى اللاصق الذى يحتاج للمسةٍ صغيرة من طرف اللسان أيضاً .. هذا بعد أن تشمِّر هدى عن فخذيها (إلى خط ستة) لعملية (برم) السجارة التى تصلح بسهولة لسقف لسقف (حمَّام أو تُكُل (صغيِّر ).. أىُّ دورٍ كبيرٍ يلعبه طرف اللسان فى مهمِّة هدى باسُنْده وعثمان كيس؟!
    من أىِّ زاوية نظرت إلى عينَى هدى ضلَّت عيناك فى عوالم السحر والغموض ..كبا حدسُكَ فى غياهب الماضى البهيم ..كلما ارتخى جفناها – بفعل التعاطى – صرخت أنثاها وعرَّس فكرُكَ فى هزيع الصبرِ الأخير ..قال عثمان كيس وهو يُشعل (الصاروخ) المنتصب بين شفتيها سُمكاً وطولا :
    - (عيناك غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحَرْ
    أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمرْ )
    جذبت نفساً عميقاً ثم أطلقت مع دخانه زفرةً حرَّى حمَّلتها كلَّ مالا يُمكن أن يُقال ..ثم نظرت إليه بعينيها
    الكسولتين كأنَّها لم تره من قبل ؛ كان ذلك ردّها ولا غرو ، فالهدوء أنيسها ، وزهدها فى الكلام ديدنها ..قال عثمان كيس محاولاً استنطاقها وإخراجها من عزلتها :
    - قولى لى بربِّك يا باسنده ما الذى دفع بك إلى هذه الطرق المحفوفة بالمخاطر والجنون؟
    قالت وهى توجِّه الصاروخ إلى يمينها :
    - (ألقاه فى اليَمِّ مكتوفاً وقال له
    إيَّاكَ إيَّاكَ أنْ تبتلَّ بالماءِ )!
    قال :
    - ولكن جميع مَن في المجلس يسبحون بين العشرينيات والثلاثينيات والمفروض ...
    قالت بحزم رقيق وهى تلمس حلمةَ أذنه بطرف سبَّابتها :
    - يا حبَّه ..حضِّر لينا الكفن الأمريكانى للبنقو السودانى عشان نشيِّع مرحوم تانى !!




    جايي
                  

04-06-2013, 10:44 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    Quote: حضور يا شاذلي على مسرحك البهي
    ولغتك المشبوبة بألوان قوس قزح

    ورجائي عليك أن تفرد لهذا الفن موقع خاص على الشبكة
    أو حتى بلوغ أو صفحة في منتدى أو ما شابه
    فهو جدير بالإطلاع والحفظ

    عشقنا قلمك منذ حضورك الأول
    وستظل الأعين تلاحق اسمك أينما حل في هذا المنبر الفسيح



    ما أسعدني بحضورك الأخ جعفر محي الدين ..أجدني مديناً لك وأنت تستحسن وتتابع عن كثَب ما أحاول نثره هنـــا عبر زمان بعيد ومن خلال بوستات متنوعة الطرح..

    يكفيني شرفاً - يا صديقي - أن أكون في حضرتكم ندور ونجوس حول (تقَّابات) الحرف في هذا المسيد الفسيح ..لك ولأصدقائي كافَّة خلاصات الروح وعصارات القلب وأفانين البوح الشفيف ..شكري
                  

04-06-2013, 10:55 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    هديل أم لساناً طويل قالت مخاطبةً كِشِّيف مغتابةً :
    ! ديل شنو قلبوها لينا شعر تقول نحن فى عُكاظ -
    ثم أردفت غامزة على طريقة (المغرزة) :
    - يلاَّ يا ود أُمى هيييييى ..
    !(لا تسْقِنى إلاَّ دهاقاً إنِّنى أُسقَى بكأسٍ فى الهمومِ دِهاقِ)
    - أها لقيتنى كيف ؟
    ابتلع أحمد كِشِّيف محتويات كأسِه بصعوبة ثم قال :
    - يا جماعة أنا شايف سعاد لا بتجدِّع ولا بتجيب الحجار .
    تنحنح (سامى ) بعد أن عذَّب سجارته (عذاب الله أكبر) و (وشوْشَوَتْ ) طرفَىْ إبهامه وسبَّابته وشفتيه الجافتين ثم قال بصوتٍ ثقيل :
    - شنو يا سعّوده إنتى لا تشجِّعى (النيل ) ولا تشجِّعى (الزهرة) ..بينسون بس ؟
    بينما كانت تقسم (سعاد ) ابتسامتها بين كشِّيف وسامى ؛ هجم عليها حسن شلاقة ووخذها بإصبعه على خاصرتها فقفزت حتى شهقت ثم قرصتها هدى باسنده على خدِّها بحميميَّةٍ حقيقة وهى تقول :
    - سعاد حبيبتى بلا هم بلا غم ..أدِّيها شلّوت وكوز مويه ..أأأقصد (جك) ..أنسى حبيبتى ..أنسى ..نحن شعارنا أنسى ..مش؟
    فقالت سعاد :
    - أنا بطَّلت هباب ووقَّفت شراب ..لكن ح أقعد جنب الولد العسّولى ده يقرأ لى حظى شويَّة ، نشوف الحاصل علينا شنو؟ يلا يا عبّودى .. عبودى دائماً على أُهبة الاستعداد ..دلق قليلاً من القهوة على الأرض (لزوم أولاد ماما وكده) ثم صبَّ لنفسه فنجاناً وآخر مثله لسعاد ثم نثر الودع وقال :
    - الودع محمِّدكم يا شباب ..شكلو مابيكم من قبيل عشان ما رميتو البياض !
    أخرج سامى ورقة نقدية خضراء من الفئة الكبيرة وهو يستنطق عبودى (المتمحِّن) ويستحثه على القراءة ..قال عبودى وهو يخلِّل شعره :
    - إدريس الجاييكم ده منو ؟
    ! إدريس؟إدريس ؟ مابنعرف زول اسمو ادريس -
    رفع عبودى حاجبيه وكتفيه مغتاظاً وهو يقول :
    ! هييى وتانى هيييى والتالتة للجيران ..أنا ودعى مابكضِّب ! والله كان طرتو للسما إدريس جاييكم جاييكم -
    لملم ودعه ثم نثره مرَّةً أُخرى ..هزَّ رأسه ومصمص شفتيه وعقد حاجبيه وهو يقول :
    - الشى ده محمِّد اللبوة المستشهدة برَّه دييك ..عندها سفرة قريييبة ..زول ح يودِّعها مافى لكن ح يعملوا ليها حفل استقبال هناك ..إنَّما إييه !
    استرخت هدى باسنده تماماً ..همهمت وغمغمت وهى تتأمَّل عينيها الفاتنتين من خلال مرآة صغيرة أخرجتها من حقيبتها ..ضحكت حتى أدمعت عيناها .. أجهشت بالبكاء ..تلك كانت هى القمِّة المنعقدة بين الوعى واللاوعى فى إطار التصالح مع الذات المتناحطة مع ذواتها المستنسخات والتجرُّد والمكاشفة والشفافية ..ثم قالت موجِّهةً أساها إلى هديل أم لساناً طويل :
    - تدمِّرونى ..تحطِّموا حياتى وشبابى وجمالى ..! ده شنو العملتيهو فينى ده يمَّه ؟انتو ليه ما نصحتونى من أوَّل ؟
    عبودى كعادته جاهزاً للمبادرة :
    - شوفى يا باسنده الفات خلِّيهو.. حسى الكلام البتعملى فوقو ده غلط عيب حرام ..من محلِّك ده ..استوب ..قو باك ..أها نصحتك والاَّ ما نصحتك ؟ (قال ذلك وكفَّاه على خاصرتيه )! لكن هديل أم لساناً طويل أشارت إليه أنْ اصمت بوضع اصبعها على شفتيها ثم قالت :
    - هدى دى كفاها استوت خلاص !
    فرك سامى عينيه ..ثم عبث إبهامه بأنفه وهو يتأمَّل صدر هديل :
    ! فِكَّ السجينة يا حبَّه .. صبَّ النبيذ المنبوذ -
    غيَّرت سلمى موقع جلستها إلى يمين كشيف فاستقبلها بكأس مترعة ..تمطَّت تثاءبت ثم أصلحت من شأن شدَّاد صدرها ثم أمسكت الكأس المترعة لتعبث بها بين اصابعها وهى تقول فيما يشبه السخرية من هدى باسنده :

    - يا جماعة ما تدمِّرونى .. ما تسكِّرونى .. أنا من الله ما خلقنى ما شربت خمرة!
    انبرى لها أحمد كِشِّيف مع لبعة على الضهر :
    - عليك الله هسه مسْكتِكْ ليهو دى دى مسْكة أوَّل مرَّة ؟
    قال حسن شلاقة :
    - قولى بسم الله واشربى ..الحبَّه ما بسوّيها ليك !
    لكن سلمى قالت بعد أن اكترعت كأسها :
    - أنا عويرة أقول بسم الله كان لقيتو مافى!
    هديل أم لساناً طويل عبرتْ من خلال مناسبة البسملة إلى النكتة وقالت :
    - واحد شايقى أقنع الشواطين إنو يخش معاهم جمعية (صندوق) ..قام شال الصرفة الأولى وقال بسم الله !
    ضحكوا جميعاً إلاَّ هدى باسنده وعثمان كيس ..كانت هدى ترعى غنم ابليس وعثمان يرعى صدر هدى .. حاولا أن يمسكا بذيل الضحكة ومناسبتها ولكنهما فشلا ، فضحك المجلس عليهما ..قال عثمان كيس محاولاً فعل أى شئ :
    - شكلك كده فيك دم حبش يا هديل ..صاح ؟
    نهضت هديل وهى تهز ردفها :
    - مالك على يا ودمى ؟ شايف صُلبى ناصل والاَّ ناصل ؟!
    نوبات الضحك الهستيرية لا تكاد تتوقَّف حتى تندلع من جديد ..فما يُضحك المتعاطى لا يُضحك الشخص العادى لأنَّ المتعاطى دائماً (على الهبشه) ..أصحيحٌ أنَّ الضحك يُمكن أن يُشترى ؟ والبكاء والعطش و(الشحْتفه) والنوم والجنس والموت و...و ألخ ؟...
    قال عثمان كيس :
    - الليلة سجارة ودَّ الخالة مبالغة عدييييييل كده ..
    قال كشِّيف :
    - دى ياتو نوع ؟
    قال عثمان :
    - تضحِّكك ما تسكِّتك !
    هدى باسندة عبَّرت عن عطشها ونشاف ريقها .. قال حسن شلاقة :
    - تعطِّشك ما ترويك !
    حاولت سلمى أن تفتح الثلاجة الصغيرة بجانبها حتى تسقى هدى ولكنها تهاوت فتلقَّفها كشِّيف بنزوة بائنة قالت سعــاد :
    - تلحِّقك أمَّــات طه !
    قالت هديل فى شفقة وحب حقيقين وهى تُشير إلى سلمى :
    - لو سمحتو تانى مافى زول يدّيها حاجه !
    قرَّرت هدى أن تشرب بنفسها ..وقوفها بعد طول جلوسٍ وإسرافها فى التعاطى والاحتساء أدخل سفورها مرحلةَ التعرِّى الفاضح ، لكنها استطاعت أن تفتح التلاجة وتروى عطشها ثم ضحكت لوحدها وقالت :
    - ده كلو عرفناهو ..صندوق (الواقى ) ده دخَّلتوه فى التلاجه ليه ؟
    مدَّ عبودى يده ليصفعها على ردفها المترجرج وهو يقول فى مياعة :
    - عشان يبقى ساااااقط !
    - ساقط يا ساقط ..
    سامى فلت منه خيط قصة كان يرويها ..صمت برهةً فلم يتذكر شيئاً ..حاول استدراك الموقف ففشل ..قالت هديل فى وجهه وهى تمسح على صدره :
    - أحىَّ انا ..تنسِّيك قصَّتك !
    هتفتْ سعاد وسط الضحك الهستيرى وهى (تمغرز) أحدهم :
    - شنو يا جماعة ما عندكم واحدة (تحيِّرك فى سُسْتَتَكْ )؟!
    صرخت باسنده :
    - هَىْ سُسْتَتًى ضربت !
    قال عثمان كيس وهو يزدرد ريقه :
    - دى آخر سجارة اسمها الشروع فى الزنا!
    هتفت سعاد :
    - يعيش يعيش يعيش


    جايي
                  

04-06-2013, 11:00 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    أرسل السى دى موسيقاه الصاخبة ..ترنَّحت الغرفة ..تحرَّكت ذيول شياطين الرقص ..سقط حسن شلاقة على (عدَّة) الجَبَنة لكنه وقف سريعاً كحارس مرمى (كيشه) ..اهتزَّت الأرداف وتطايرت الأثداء ..أعلنتْ الغرفة أقصى حالات فوضاها صخباً وضجيجاً وضوضاء ..تعرَّت سعاد كما ولدتها امها تماماً ثم توسَّطت الحلقة ..انشَّلت حركة الرقص ..هدَّأ السى دى من موسيقاه ..همس ..تأوَّه ..صرخ .. خاصر حسن شلاقة سعاد ثم أدخلها فى غرفة مجاورة ..مهارتها هناك تبزُّ مهارتها فى الرقص ..وبعد أن أدخلته فى غيبوبتها أفهمته أنها(عندها حساسية ضد (العواليق) ده ،فهى حُرَّة وتحب الممارسة الحرة ، إن شاء فبها وإلاَّ استبدلته برجلٍ آخر ..سال لعابه على عجيزة النزوة متآمرةً مع هباب ودَّ الخالة وسيوبر عشوشه، ضارباً بالعاقبةِ والمآل عرضَ الحائط .. فى الغرفة الأخرى على مقربة منها غار (سامى ) وأحمد كِشِّيف فى جحيمهما الصارخ العاوى كما شاء لهما الشيطان .
    بينما فضَّل عثمان كيس وهدى باسنده(الهمبريب) الهواء الطلق فى الحوش الكبير متحرِّرَين من الحيطة والحذر لحافهما الأرض وغطاءُهم النسيم.. أحمد كشيف وسامية رغم أنف (الحِللْ ) و (الكبابى ) و(الصوانى) قضوا على الأخضر واليابس من شهوتَيْهما داخل المطبخ
    عبّودى لا زال يُغازل ودعاته السبع بتلذُّذٍ خبيث وهو يردِّد :
    الحمد لله .. أنا لا دخلت ولا مرقت !! كُرْ كُرْ ..أضانى طرشه يا يمَّه -
    الله ..ده شنو كمان ؟!
    الله الله الله .. الله أكبر ، الله أكبر
    وفوق كلِّ ذى خطيئةٍ حسيب .. الله الله .. والفجرُ آت .. وصوتُ الحقِّ يبعثُ فى نفوس الخيِّرين سكينةً ؛ نشوان ينبع من فيوضِ الطيبِ نهراً للقناعة لا يغورْ .. والسطحُ يرقص فوقه قدحُ الحلال .. هذا شرابٌ سلسبيلْ .. هذا صراطٌ مستقيمْ !
    حىَّ على الصلاةِ وصوتُ العربةِ بالخارج .. حىَّ على الفلاحِ ورنين الهاتف السيَّار .. ألله أكبر (عثمان كيس) يسمع صوت ود سليمة واضحاً مع محدِّثه :
    - سعاد نفسيَّاتها بدت ترجع رغم إنها (مفنَّشه) بسبب الإصابة وكده ..ولأنَّو الفيروس فى أطوارو الأولى ؛ نزلت معانا شغُل عادى !
    - اللبوة حالتها متدهورة جداً وصيَّتها الوحيدة (إنها ما تموت فى الكرنتينه وما تلاقى الموت وهى واعية ) !
    - أيوه أيوه ..هسه أنا عاوز أسوقهم !
    - أكيد أكيد أكيد ..
    عثمان كيس يقفز كالمجنون .. الهرج والمرج والصراخ الهستيرى يحتلَّ المنزل ..خبط الحائط بالرؤوس ..البكاء الطفولى .. لعن ودَّ الخاله وعشوشه ود سليمه .. الندم حين لا يجدى الندم !!!

    ود سليمة بخبرته أدرك خطأه بسحب بناته بأسرع فرصة ممكنة ..عبودى وهو يهرول تجاه الباب :
    - طيِّب يا جماعة ..أها أجُرْدو خيركم !
    حسن شلاقة رغم انهياره هو أول مَن اكتشف جثَّة اللبوة (المنكمشة ) على السرير فى الحوش الكبير متتبِّعاً طابور النمل المنتظم من العينين مروراً بالأنف والفم وحتى كراع السرير..ثم صرخ بأعلى صوته ثم ضحك ملءَ شدقيه ثم صفق بيديه وهو يقلِّد (عبّودى) :
    أها أجُرْدو خيركم
    أها أجُرْدو خيركم
    أها أجُرْدو خيركم !!!!





    وبس
                  

04-06-2013, 11:14 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    ابراهيم والدرديري

    شكراً يافرَد وانتو تعدوا العدَّة من صواريخ طويلة المدى ..لاجتياز هذه الفيافي ..
                  

04-10-2013, 09:28 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    تعال
                  

04-10-2013, 09:39 AM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    جــيتكـ ....
                  

04-10-2013, 09:52 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    فضاءٌ آيلٌ للغروب !


    مثل أن تُعطي حاسوبك أمراً لإنجاز عملٍ معيِّنٍ ثم تنصرف لأمرٍ آخر ؛ كنتُ قد فتحتُ ما تبقَّى من مياه الجدول المنسابة بقوةِ دفعها الذاتية بعد ايقاف طلمبة المياه ( البابور اللَّسْتَرْ ) في آخر حوض من أحواض الشمار الأخضر في مزرعتي الصغيرة الكائنة على ضفَّة النيل الحالمة ، ثم قذفتُ بالطوريَّة ناحية حشائش غزيزةٍ لتنامَ بأمان قبل أن أرحل على صهوةِ رُباعية في ذلك الأصيل الشتوي الحالم :
    يــا المَبرومْ حشـــاك واصْلوا الغزال جِفِّيــــــــــلْ
    كُـــــلْ مـــا تْفِكِّي بَصْنع بي سجـــارة قِفيــــــــلْ
    الخـــلاَّني ســـاطِلْ وديمــة راكْـــب الفيــــــــلْ
    في شــرْق الرســـول حــُمْ ما لقيتْ لي كَفيـــــل !
    لم يكن صوتي جميلاً وأنا أمطُّه مُنغمَّاً ومذَّيلاً بحمْحمةٍ أشبه بالأنين المتصنَّع مردِّداً البيت الأخير بتلذُّذٍ حزينٍ أقرب منه طروب ، ولكنَّه كان مُنعتِقاً عابراً لحدود الذات غير آبهٍ بحدودِ الآخرين لدرجةِ أن لوَّحتْ لي طوريَّةٌ في زرْعٍ مُجاورٍ ، ثم صاح رافعها صيحةً بقيتْ بُرهةً في ذلك الفضاء الآيل للغروب ، قبل أن تتبدَّد في الخضرةِ المتماهية مع أشعةِ الشمس الذهبية ..تُصْدرُ مياهُ الجدول - وهي تنحسر رويداً رويداً – خريراً خفيتاً يُحاكي تدريجيَّة انسحاب الشمس إلى خلف كواليس الليل الشتوي الذي دون شكٍّ سيكون بهيماً .. كنتُ أسيرُ خفيفاً كخيوطِ دُخانٍ تنثرها أسامُ الشاطئ ذات اللياقة البدنيَّة العالية.. اتلمَّسُ طريقاً أعرفها جيِّداً بين الحقول ..تلامس ساقيَّ العاريتين أوارقُها النديَّة وأنا في طريقي إلى شجرةٍ السدرة المُلْتفَّةِ خُضرةً وشباباً ونضاراً وحميميَّةً لتمثِّلَ غرفةَ استراحةٍ بالنسبة لي ؛ فيها أخلع ملابس لارتدي زِيَّ العمل المصنوع من قماش الدموريَّة والمكوَّن من سروال يتوقَّف حدُّه عند الركبتين وقميصٍ أشبه بقمصان المساجين ، مزوَّدٍ بجيبٍ كبيرٍ مثل حلقوم الصقر العاشق للحم البشري المعروف بــ (أب خريتة ) ..معفَّران بالطينِ ، ملطَّخان بزيت وشحم البابور اللَّسْتَرْ ..لا يخلوان من شروخٍ هنا وهناك جرَّاء مكابدة العيش وسْط هذه الحشائش والأغصان الشائكة والآلات الزراعية والماء العكر والطين اللازب !






    جايي
                  

04-11-2013, 09:13 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    إذن هي استراحتي التي أقضي بها قيلولاتي الهادئة بعد جهدٍ وكدٍّ ونصَبٍ .. يُلامسُ فيها وجهي أو يكاد أديمَ الأرض الخصيبة.. مُتكِّأً على جوَّال من الخيش ، متوسِّداً ذراعي اليُسرى غالباً .. لديها أبدِّدُ كلَّ أوجاع الزمن ..أُجفِّف العرَق ..وبين يديها أُفرغُ شحنات الصَّخب الزراعي ..احتسي الشاي بنكهة ألياف النخيل (الإشميقْ) وبعر البقر والحمير وأعواد السنط وقصب أب سبعين ..أشوي قناديل الذرة الشاميَّة (العيش الرِّيف ) وعناقيد (الحنيطير ) الشهيَّة !
    أترجَّل عن صهوة الرباعية ..انحني قليلاً متفادياً أغصان السدرة الشائكة ..آخذ من بين غصنين متعانقين لُفافةً ؛ هي عرَّاقي وسروال أبيضان ..أتأبَّطهما بعد أن أجسَّ – من الخارج – ما بداخل الجيب جيِّداً ..انطلق نخو النهر والحقول بجانبي تنضحُ نشوةً واشتهاء ، تُكاتفني حيناً وتخاصرني حيناً ، وتبلِّل ساقيَّ بالندى حيناً آخراً !
    الشمسُ تغذُّ حثيثاً نحو غيابها الشاحب مُشيَّعاً بتضاحك صبايا يحتطبن خلف تلك الأجمة مرصوداً بدوره بسُعال نساءٍ يقطفن اللوبيا والبامية والورق (السبَروق) ..صياح (الترابلة)الأغبر الذي يشي بنهاية اليوم الكادح ..شقشقة الأطيار الآيبة إلى أوكارها راضيةً مرضيَّة ..الثغاء ، الخُوار ، النهيق ..الصفير ..غناء الأنسام الذي بدأ يجفُّ ويخْشوْشن .. أو قُل إعلان حالة البرْد القُصوى وأنا نصفُ عارٍ أطلبُ ودَّ الضفَّة مثل كلِّ يومٍ ، تزفُّني رائحةُ الكسبراء والحلبة والبصل والفول المصري والفاصوليا ، الشمار الأخضر ..القرض ، النبق ، البرم ، الحُنْبُك ، الطين ، الطرفاء وعطر النهر الخالد !





    جايي

    (عدل بواسطة shazaly gafar on 04-11-2013, 09:18 AM)

                  

04-11-2013, 09:23 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    حبــــــــــــــــابكـ إبراهيم ..استلم موقعكـ
                  

04-15-2013, 07:20 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    إحـــِمْ ..إحـــِمْ
                  

04-15-2013, 08:33 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    خلعتُ نعلي .. شهقتُ عندما لامستْ قدميَّ الماءَ للوهلة الأولى ، وعلى مسيرة أربع خطواتٍ داخل النهر ؛ جلستُ على صخرتي الأثيرة كجِلسة خليل مطران الهائمة على صخرته الصمَّاء .. البردُ يبسط نفوذَه متواطئاً مع غبَش المغارب واصطفاقِ الأمواج والرذاذ .زفرتُ وأنا استلُّها ممشوقةً بيضاء ، كانت أطول من علبة البرنجي بحيث لا يُمكن قفلها ..أشعتُها ثم هِمتُ في ملكوتِ الله ..تنحْنحَ النهرُ ليُقدِّم مرافعتَه الليلية في فضاءِ الصمتِ المُهيب ..يرتفعُ هديرُه حيناً مثل محامٍ مفوَّهٍ ذرب اللسان .. ويغلظ صوتُه حيناً آخراً ويتبعثر كمسطولٍ انقطع حبلُ أفكاره وتاهتْ عنه مناسبةُ الحديث فاجترح مقاماً بيزنطيَّاً ليس له قرار ..يُغنِّي فرِحاً كمراهقٍ يعود بغنيمةِ قُبْلتِه الأولى تارةً ، يُغمْغم ويطنْطِن تارةً أُخرى مثل جنيَّاتٍ يُقِمْن وليمةَ غواية !
    تطقطقُ سجارتي مثل سُنبلةٍ على الجمرِ ..تُندي مؤخِّرتها المعسولة تدليلاً على كرمِ أصلِها وجودةِ صنفها ..تتثنَّى كأُنثى على مشارف أن تؤتي إغراءاتُها أُكُلَهــا ..عندما أحسُّ بسخونةِ أنفاسِها وتسري بين مفاصلي حُمَّى السطلة النهريَة ؛ اتركُها منبطحةً على الصخرة لأقفزَ داخل النهر مثل قطعة زلابية تغطس داخل الزيت المغلي (تشششششششش) ..اسبح مسافةَ حيث يكون بإمكاني العودة إلى الصخرة وأنا بكامل لياقتي وسطلتي لمواصلة ما انقطع من أنفاس ..كلَّما صغُرتْ السجارة ؛ كبُرتْ السطلة .. وعندما توشك على نهايتها ؛ تتلاحق أنفاسها وتسمع لها صفيراً وهي تحترق وتحرق طَرَفيْ السبَّابة والإبهام حتى يستنجدان – لتخفيف الحريق – باللسان الذي جفّ أو كاد ! تتقارب الأنفاس وتتقاصر ويزداد الحرص والتركيز – رغم الخدَر - في هذه المرحلة المتأخِّرة (خالِسْ خالِسْ) والموسومة اسماً على مُسمَّى بـ (الشوْشَوَة ) ! سأدفنُ عقْبَها – إن بقي فيه من شئٍ – دفناً نهريَّاً ، واترحَّم على روحها الطاهرة التي صعدتْ إلى رأسيَ غير مأسوفٍ عليها ، قبل أن أجرجرَ خطوي سادراً إلى القرية المُلْتفَّةِ بغُلالةِ الغروب مثل إمرأةٍ تجلس على نار طلْحٍ هادئةٍ استعداداً لحميميَّة الليل الجميل !
    عند مشارف البيوت ؛ تستقبلني رائحة اللبن المحروق ومناغاة الشياه وبُهمها ..سعال الرجال ..صراخ الأطفال ..هدْهدات النساء المنغَّمة .. ولكن سُرعان ما تتبدَّد هذه السكينة إلى جلبَةٍ في قريةٍ تظلُّ دائماً متحفِّزةً ، بل على أُهْبةِ الاستعداد لتلبيةِ أيِّ نداءٍ أينما كان قبل أن يُغادر شَفَتيْ صاحبِه !
    من بين الضوضاء تبيَّنتُ صراخَ فتاةٍ لا بُدَّ أن تكون لدغتها عقربٌ في غَبَش المغارب .. أو ضربها أخوها لتأخيرها إعداد شاي المغرب بسبب إحضارها حطب الوقود ..أو ( يطهِّروا ) فيها أو أيِّ مصيبة زمان ! مالي وللتُرَّهات والأمور الفارغة أو غير الفارغة التي ليس لها أوَّلٌ ولا آخر ، فأهلُ قريتنا دائماً يحبّون أن يخلقوا لأنفسهم برامج ترفيهيَّة أوغير ترفيهيَّة ؛ أية برامج لتزجية الوقت فقط ، من شئٍ أو لا شئ !
    عند الزقاق الضيِّق المعروف بـ (المخينِقْ) في مدخل القرية ؛ اصطدمتْ بي إمرأةٌ راكضةٌ كأنَّ بها مسٌ من الشيطان ..قفزتُ فازعاً :
    - يا مَرَة فكِّيتي الـ في راسنــا دي ..الله يفِكْ جُبارتِك شحتَ ربِّي عليكـ ..طايرة وين انتي ..الحاصل شنـــو ؟
    قالتْ بأنفاسٍ متقطِّعة :
    - الدَّمْبلو ادّوهـــــا عين !
    - ويــــــــن ؟
    ولكن المرأة كانت أسرع من أ ن تُجيب ..قلت وأنا استجمع سطلتي : هه ..سحقاً ..وأعرف ألاّ سبيل للتراجع عن مواصلة السير في هذا الزقاق اللعين ما دام هو المدخل الوحيد الذي يُفضي إلى الدكَّان الوحيد ، وما أحوجني في تلك اللحظة لسجارة برنجي أحاول أن استعين بها على سطلتي التي هربتْ أو كادت بسبب – المرأة الشوشارة – إلى حظيرة رأسي !
    أمام الدكان قالت مرأةٌ يبدو أنها سترجع سريعاً إلى دارها لتعودَ سريعاً أيضاً إلى مكان الأنس ..عفواُ ..أ أ قصد إلى حيث البنت المُصابة بالعين ؛ قالت :
    - أقسم بشيخ (النجيِّض ) أنَّ العينَ التي أصابتْ (الدَّمْبلو ) عينٌ كافرةٌ وفاتكة ..فالبنت تشنَّجتْ وابْيضَّتْ عيناها ..تحمَّمتْ بالعرَق ، وأربعة من الرجال لم يستطيعوا أن (يهجروها ) على العنقريب !
    وقعَّتْ أُخرى شهادتَها قائلة بوجهٍ ارتسمتْ علىه علامات الشفقة والتهويل :
    - مسكينة لقد تملَّكتْها قوةٌ خارقةٌ واعوجَّ لسانها .. اتمكنتْ شقية الحال ..لسانها بقى أغلف عدييييل كدي ، شي عربي مبوجَنْ وشي رطانة مَجلْفَغة وشي صراخ زي صرخ القطط عند السفاد يا الله هيييييي بجيك وبتسألني !
    قال رجلٌ مسنٌّ يحبُّ أن يصول ويجول في مثل هذه المقامات :
    - ها زول اركب الحمارة دي ..قَرَبة ساااكتْ لاعِنْ شيخ (النجيَّضْ) ، جيب لَكْ منّو بخرة وتعال ..انكرب آ زول ، أمِشْ لا قدَّام قوَّام قوَّام ..البنيَّة اتمكنتْ قالوا !



    جايي
                  

04-15-2013, 08:41 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    سُحُقاً .. كيف يُمكن للسطلة أن تستقرَّ في رأسي يا هؤلاء ، ولكن لا مناص أيتها الأتان البدينة ..تظاهرتُ بالسرعة في اللحظة التي (يتبجَّح ) فيها الرجل بأنَّه أرسلَ مَن يأتي بـ (البخْرة ) على وجه السرعة ! ابتعدتُ قليلاً عن البيوت ..أوقفتُ الأتانَ عند خور (السنط) ..ترجَّلتُ عنها ..جلستُ على الرمال أصنع سجارةً أخرى وأنا أقدِّر الزمن الذي كان ينبغي أن احتاجه لقطع خمسة أو ستة كيلو مترات على متن الأتان إلى حيث يُقيم شيخ (النِجيِّضْ) !
    كانت الرمالُ باردةً وفحيحُ الشمْألِ الجاف يدعو إلى التقوقُعِ داخل المنازل والتدثُّر ببطاطين الصوف وإشعال المناقد للتدفئة ، غير أنِّي كنتُ مستمتعاً جداً بالإتِّكاءِ على هذه الرمال وأمامي بدْرُ ديسمبر يتمطَّى فوق الجبل العملاق مُعلناً عن سِحْره الذي لا ينعم به الكثيرون في مثل هذا البرد القارس ! شُجيرات الطُنْدب والسَّلَم تُراقصُ ظلالَها مثل مساطيل يُراقصون صورهم أمام مَرائي أوهامهم ..السكون الخاشع يجلب غمغمات القرية كإذاعتين مشتركتين على موجةٍ واحدةٍ ..نوباتُ االنُباح المتداخلة فيما بينها والنهيق ..ورائحة الجروف حينما يستبدُّ بها الشوقُ تأبى نفسُها إلاَّ أن تلحق بنـــا في ديارنا ليلاً !
    جعلتُ من شجرة الطُندبْ الصغيرة درعاً من رياح الشمال حتى لا تنثر محتويات سجارتي مثل حظِّ إدريس جمَّاع .. ثم طفقتُ ألفّها وأبرمها ..أُكمِّمُ فمَها ..أداعب مؤخِّرتَها ..والأتانُ تنظرُ إلىَّ في فضولٍ فارغ المحتوى ، ثم تحوِّل ناظريْها مُنتصِبةَ الأذنين إلى الأمام مثل قرنين استشعار لحظة اكتشاف الخطر ، إلى مَنبتِ الشجرة ..ماذا رأتْ هذه اللعينة ؟ لا شئ تحت الشجرة سوى نبْتةٍ كريهة الرائحة لا تأكلها البهائم ، لا تضرَّ الإنسان ولا تنفعه ، نُطلقُ عليها (نار الشيطان ) ..هه دعْها وشأنها ..ربَّما رأتْ فيها مارداً ضخم الأعضاء أو جنيَّة ممشوقة القوام مثل هذه السجارة ..أشعلتها وأنا استمتع بهذه الخلوة قي حضرة هذه العشيَّة الساحرة ..أقبِّل سجارتي مثنى وثُلاث ثم أتركها تستريح على الرمال ريثما خلَّلتُ شَعري وداعبتْ سبَّابتي أرنبةَ أنفي وبحثتُ حثيثاً عن ذرَّات رمال ناعمة داخل عيني دون أن أجد لها من أثر ..الْتقطها لأفعل بها العجائب وهي تطقْطق مثل مثل نار القصب ..تلين عريكتها بين يديَّ لتمْنحني كلَّ ما عندها ، والأتانُ تقترب وهي تنشق يدي المُمْسكة بالسجارة ..تُرسل بصرها إلى منبت شجرة الطندب حيث (نار الشيطان) وتُعيده إلى يدي حيث السجارة لتنشق بتلذُّذٍ ملحوظٍ ، وعندما ضقتُ بها ذرعاً ؛ خبطتها على أذنها الطويلة قائلاً : هيي ألِفَّ ليك واحدة ؟! ضحكتْ الأتان حتى بان (ضرس عقلِها) ثم فغرتْ فاهها ..أغْلَقتْه..فَتَحَتْه ..أغْلَقَتْه ..طفقتْ تمضغ الهواء – وأذناها نائمتان إلى عنقها – مثل عاهرةٍ تستعرض غنجها بابتذال سبعينيَّات القرن الماضي ..السجارة تلفظ أنفاسها الأخيرة والأتان توليني دُبُرَها رافعةً ذيلها في عنان السماء ! تُرى هل أحالني الماردُ إلى بغلٍ في نظر هذه الأتان اللعينة البغي ؟!خبطتها بالحبل على ظهرها حتَّى أنَّتْ لتعود ببصرها خائبة الرجاء إلى منبت الطندبة وهي تقول : أُفْفففففففففف على طريقتها الخاصة !



    جايي
                  

04-15-2013, 08:53 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    أودعتُ السجارة رأسي ثم حبسْتُها مستعيناً بسجارة برنجي حتى لا تخرج السطلة بفعل ضوضاء القرية هذه الليلة ..سحقاً لقد تأخرتُ ..لا بُدَّ أنَّ البنت المعيونة فقدتْ صوتُها بفعل الصراخ ، بل ربما فقدتْ سوائل بفعل التعرُّق ! ولكن لا بأس ما دام داوءها على يدي !
    أخرجتُ دفتر البرنسيس ، خلعتُ سترته الخارجية ..كتبتُ داخلها (يا شيخ البرنسيس .. البنيَّة عايزة عريس )! ..رحتُ أُثنِّيها بعناية حتى استحالت من مستطيل إلى مربَّع متوازي الأضلاع ..غلَّفتُها بورقة برنسيس ناصعة البياض ..اسْتللْتُ من (بَرْدعة) الأتان خيطاً رفيعاً أحكمتُ وثاق اللُّفافة ..وضعتها داخل جيبي ثم قفزتُ على ظهر الأتان ..!
    تهلَّلتْ أسارير النساء وأنا أمدُّ (البخرة) مشفوعةً بطمأنة شيخ (النجيِّضْ) :(الكَمْدة بالرمْدة ) ! وُضعتْ (البخرة) في المبخرة ..تولَّى رهطٌ من الرجال الأقوياء عمليةَ ثتبيت البنت بمعاونة بعض النساء القاهرات المتخصِّصات في مثل هذه الأمور ! حشروا رأسها والمبخرةَ داخل بطانيَّتين من الصوف ليُمسكوا بها على هذه الحال حتى تنشق دُخان اللُّفافة إلى آخره ليس آبهين بصراخها الملهوف وأنفاسها المكتومة ! تردِّد إحدى النساء : إخرُج .. إخرُج .. إخرُج ..البنتُ تُشارف على الهلاك والرجال يبلون حسناً !
    وعندما همدتْ البنت واستحال الصراخ إلى شهيقٍ متقطِّعٍ والورَق إلى رماد ؛ صمت الجميع واجمين مترقِّبين شيئاً يجمِّلون به وجه اللمسة الأخيرة ..قالت إمرأةٌ : خرَج ..خَرج .. قالت أُخرى (شمشارة ) تريد أن تحدِّد هويَّة َ الجاني : انت منو ..انت منو ؟ هنــا شهقتْ البنت منفلتةً من بين غابات الأيادي ، أزاحت خُصلتها الجامحة عن وجهها المتعرِّق النديان ثم ضحكتْ حتى بان عقد أسنانها الصقيلة في ضوء الفانوس الخامل.. ضحكتْ وضحكتْ كما ينبغي (لمسطولة ) ثم قالت بصوتٍ عربيٍّ مبينٍ : أنــا (البلولة ) !!!!




    بس
                  

04-15-2013, 08:54 AM

معتصم محمد عبدالرحمن
<aمعتصم محمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 04-14-2013
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    يا شا شا ... ياخى انت مبالغة ... تدخل الزول في حتات كده كأنوا كان فيها واحضرها .... تعرف انت عاوز ليك واحد يجيك بى ورا كده ويقوووول ليك هااااااااااااااااااااااااع ...

    مبــــــــــــــدع ..... واصل وواصل وفكها عنها ما فكت زاتوووو....

    الفساتين ... الفساتين يا مان محتاجين ليها.. لانو الترزى جارنا اتلحس
                  

04-15-2013, 10:54 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: معتصم محمد عبدالرحمن)

    Quote: يا شا شا ... ياخى انت مبالغة ... تدخل الزول في حتات كده كأنوا كان فيها واحضرها .... تعرف انت عاوز ليك واحد يجيك بى ورا كده ويقوووول ليك هااااااااااااااااااااااااع ...

    مبــــــــــــــدع ..... واصل وواصل وفكها عنها ما فكت زاتوووو....

    الفساتين ... الفساتين يا مان محتاجين ليها.. لانو الترزى جارنا اتلحس


    هلا معتصم ..شابفكـ طوالي جيت قعدت يمين !!!ما خايف الناس ديـل يصنِّفوكـ ؟!
    إنشاء الله يطيب ليكـ المقام منبريَّاً ؛ تفيد وتستفيد ..حبابك ألف مع فائق شكري وتخديري !
                  

04-15-2013, 11:12 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميَّــــــــات مسطـــــــــــول ! (Re: shazaly gafar)

    استراحة قصيرة ومن ثم نواصل اللَّف :



    Quote: نُوَّارة



    نُوَّارة

    شاذلى جعفر شقَّاق




    نُوَّارة بِكْرة أُمَّها

    فوَّاحه طيَّب كُمَّها

    شاريانى بى نَفَس الصباح

    شارَّانى فى شفق الأصيل

    شافتنى ضاق بيها البراح

    أدَّيتها سِرَّ الليل دليل

    قبل الفجُر من فيها فاح

    كيف ينكتم والجو عليل ؟

    ما لُمتها أدَّيتها السماح

    سالت ندى والخد أسيل


    نُوَّارة بِكْرة أُمَّها

    فوَّاحه طيَّب كُمَّها

    النادرة أغلى من الضمير

    مغروسه فى قلب التَّرا

    دسَّيتها من عين الخفير

    أدَّيتها فى عينىْ ضَرَا

    شِرْبتْ من الأحزان غدير

    فاحت شِعِر بالليل سَرَى

    فتَّشتَ فى الصبح الغرير

    نُوَّارة فاتت عنبرا

    نُوَّارة بِكْرة أُمَّها

    فوَّاحه طيَّب كُمَّها

    سايبانى ليه دستورى فيك

    والروح تدُق طبل الجوى

    ليه قلبى يِتْشَلهَتْ عليك

    يِتوطَّا فى جمر النوى ؟

    ناقِز وراك حالِف يجيك

    ضِهْبَت خطاهو مع الصُّوى

    شاف السَّراب حلماً وشيك

    آخر نَفَس شربو الهوى


    نُوَّارة بِكْرة أُمَّها

    فوَّاحه طيَّب كُمَّها









    https://hidedoor.com/servlet/redirect.srv/sruj/snxtxactivftxpo/suvw/p1/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msgandboard=307andmsg=1240449409andrn=1
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de