|
|
 ما بين النظام الحاكم وعصابات النقرز .... يوميات ثورة سودانية
|
لم أكن اريد ان اتوقف كثيرا على الاحداث المؤسفة التي حدثت بالأمس من بعض المتفلتين والمجرمين (الوصف الحكومي لجميع المتظاهرين) وحقيقتا قد شاهدت كثير من هوؤلاء المتفلتين المسمين بعصابات النقرز وهم ينهبون ويسرقون ويحرقون الممتلكات العامة والخاصة وهذا بالنسبة لي مرفوض جملتا وتفصيلا.
كما رايت المزايدة الشديدة من أعلام المؤتمر الوطني على هذه الاحداث ومحاولتهم تسليط الضوء على حرق المُمتلكات العامة خصوصا في تلفزيون السودان وهو يعرض صور هؤلاء المجرمين وهم يحرقون عربات المارة ويسرقون الاساسات المكتبية المهترئة ولساتك العربات والمواد التموينية الخ ...
كنت اتمنى من الحكومة ان تاخذ هذه النقاط بالإعتبار قبل ان توصف جميع المتظاهرين بالمجرمين وبالعصابات
1) توصيف أعلام المؤتمر الوطني شريحة كبيرة من المجتمع بالمجرمين والعصابات يدلل على النظرة المتعالية والنظرة الدونية لمنسوبي الحكومة لقطاع عريض لأفراد الشعب السوداني.
وهذا الإستعلاء بدا ظاهرا حتى قبل المظاهرات عن طريق تصريحاتهم المستفزة (موية صحة, هوتدوق, بيتزا) او حتى في ممارساتهم العادية او حتى من خلال ممارستهم للشعائرهم ففي مسجد النور وصل درجة الاستعلاء ان وُضع فاصل بين قيادات الحكومة وبقية المصلين وباب خاص غير باب العامة من الشعب...
2) من مشاهدات التي رأيتها في السوق المركزي بالامس بأن قوات الأمن بعد أن عجزت عن تفريق المتظاهرين قامت بأطلاق الاعيرة النارية في الهواء وعندما لم يجدي هذا نفعا بدأت بتوجيه اسلحتها الي المتظاهرين استوقفني ردة فعل احد المتظاهرين الذي قام بتمزيق قميصه وبدأ يشير الي صدره لقوات الأمن وكانهُ يقول لهم وجهوا اسلحتكم لي واصيبنو فانا أُفضل الموت عن الهروب.
ما دعاني ان أذكر هذه الحادثة ما الذي يجعل هذا المُخرب والمجرم والذي تبدوا من ملامحهُ أنه من المناطق المسماة بالمهمشة والذي ايضا يبدوا عليه بأنه لم ينل حظه لا من التعليم او من سُبل العيش الكريم ما الذي يجعل هذا الشخص (الشماسي) أن يقف هذه الوقفة البطولية وكأنه هو واحد من الاشخاص المُشبعين بدوافع ايدولوحية والفكرية والذي قد يقدم حياته ثمنا لهذه الدوافع. ظللت افكر في دافع هذا الشخص كثيرا وأظن ان دافع شخص هو نفس دافع بوعزيزي عندما حرق نفسه. فهذا الشخص الجاهل المجرم يرسل لنا رسالة يقول فيها أفضل أن أموت من العيش في هذه الحياة البائسة. الدافع الذي جعل هذا المجرم ان يقف هذه الوقفة هي حياة الزلة التي عاش وما زال يعيشها فوصل لدرجة اليأس فما عاد هنالك فرق بين الحياة والموت فوصل لدرجة الاإكتراث واليأس.
بالله عليكم كيف تتوفعون ردة فعل فئة من فئات المجتمع لم تجد حظها من التعليم او الصحة او العيش الكريم بل انهم في كثير من الاحيان لم يجدوا حتى المأوى الذي يأويهم او قوت يومهم...
بالله عليكم ما الذي تتوقعونه من فئة من فئات المجتمع إعتادت على الاكل من فضلات الناس فكانت الكوش وأوكار الوساخة والزبالة مصدرهم الرئيسي للغذاء والكساء.
- بالله عليكم ما الذي تتوقعون مني انا إن كان حظي نفس حظ هذا الشخص
- وكيف تحاسبوني على أفعالي والحكومة والمجتمع لم تقدم لي أقل متطلبات الحياة
3) على حسب علمي لا توجد إحصاءات رسمية لعدد القتلى في هذه الاحداث ولكن من خلال مشاهداتي من تعامل القوات النظامية خصوصا الامن أتوقع أن العشرات قد سقطوا ضحايا نتيجة للإستخدام المفرط للقوة....
تبرير الحكومة بان العصابات والمجرمين قاموا بتدمير الممتلكات الخاصة والعامة.
_ السؤال الاول هل تم التفريق بين المظاهرات السلمية والمظاهرات الاخري التي ظهرت فيها مظاهر سالبة ام التعامل كان سواء في كلتا الحالتين.
_ السؤال الثاني هل كان تعامل القوات النظامية متدرجا في درجات استعمال القوة ضد المتظاهرين بمعني هل تم الطلب من المتظاهرين إيقاف مظاهراتهم عن طريق مكبرات الصوت ثم استعمال المياه تم استعمال الغاز المسيل للدموع ام تمً إستعمال القوة مباشرتا..
- السؤال الثالث إذا أفترضنا بأن بعض المتفلتين كانو يمارسون بعض الظواهر السالبة هل هذا يبرر القتل؟ هل قدسية المنشأة توازي قدسية الانسان او قدسية الروح...
4) اليس من المستفز ان يظل تلفزيون السودان يكرر عرض الصور نفسها للمنشئات التي تم تخريبها ويتجاهل الأعداد المقدرة من الارواح التي أُزهقت وكان قدسية المنشاة اهم من قدسية الروح ويتجاهل صور غرف الطوارئ في المستشفيات التي أمتلات حتى ما عاد من مكان شاغر للمصابين ...
5) بكل بجاحة عرض تلفزيون السودان صور لبعض المجرمين يسرقون أساسات مهترئة مثل الكراسي, الترابيظ لساتك مرايات الخ.
- اليس غريبا ان يبدر هذا الفعل من قوم يبلغ متوسط دخلهم 1800 $ على حسب ما تقوله الحكومة....
- اليست هذه فضيحة ان يعرض التلفزيون مواطنين يسرقون اشياء لا قيمة لها
- وهل هذه الصورة تسيئ للمواطن المسكين ام تسيئ للدولة التي يعيش هذا المواطن على كنفها.
عجبي للذين يتحدثون عن شماعة وفزاعة التخريب
مالكم كيف تحكمون
.
.
.
اخر خبر ............. الطوفان القادم
قومو الي صلاتكم
Ammar Makki
|
|
 
|
|
|
|
Ammar Makki
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست