على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2013, 01:26 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة..

    على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1):
    أحمد ضحية
    ملفات الفساد وأهداف الثورة


    قابلت أجهزة قمع المؤتمر الوطني الثورة السودانية, التي تفجرت في مدن السودان: مدني, الخرطوم, القضارف, كوستي, سنار, نيالا, عطبرة والدمازين والمدن الأخرى, بعنف وحشي إستخدمت فيه الشرطة وجهاز الأمن, الذي يتكون من منسوبي المؤتمر الوطني, الضرب بالهراوات, والرصاص الحي, الذي ترتب عليه سقوط العشرات من تلاميذ مرحلة الأساس وطلاب الثانوي والجامعات والمواطنين. كما تم إعتقال أعداد كبيرة من الطلاب والمواطنين والناشطين السياسيين, وإقتياد غالبيتهم إلى أماكن غير معلومة, فمع بدء العد التنازلي لسقوط النظام المتهالك, لم يجد لفض الإحتقان السياسي والإقتصادي وسيلة سوى تكثيف القمع الوحشي, والزج بالثوار الشرفاء في بيوت الأشباح, بعد أن فشلت كل محاولات تكميم الأفواه.
    وهنا تجدر الإشارة إلى تقرير "خاص", كانت قد أوردته صحيفة حريات (15 مايو 2011) أن الفساد في جهاز الشرطة قد إشترعته الدفعة (60) كإحدى الثمار المرة لسياسة التمكين, فوفقا لتلك السياسة تمت إعادة صياغة الدولة لصالح المؤتمر الوطني, الذي أدخل دفعة كاملة من الإسلامويين الجامعيين –غالبيتهم من خريجي الهند وباكستان– إلى جهاز الشرطة للسيطرة عليه وتحويله إلى شرطة حزبية. وعند تخريج تلك الدفعة قال المرحوم الزبير محمد صالح مغتبطا:(من هاهنا تبدأ الشرطة) ويعني من ها هنا تبدأ شرطة الإنقاذ! وفعلاً تسلمت هذه الدفعة المفاصل الرئيسية في الشرطة السودانية.
    نواصل
                  

09-26-2013, 03:17 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    وحطم هؤلاء الضبط والربط، فانتماؤهم الحزبي, غض النظر عن رتبهم العسكرية! وجعلهم فوق قيادات الشرطة، فطاحوا فيها وفي مواردها بلا رقيب أو حسيب, وبغطاء من (التمكين الحزبي) (مكنوا) أشخاصهم بالفساد، وكنماذج على ذلك، نقدم بعض ممتلكات البعض من ضباط هذه الدفعة:
    العقيد أكثم السيد السماني: كان ضابطاً في أمن المجتمع، ثم مسئولا في مشتروات الشرطة، ويدير حالياً ما يسمى بوحدة (حماية الأسرة والطفل)، يمتلك عمارة من (6) طوابق في أركويت. حسام الدين السيد: وهو الشخصية الرئيسية في شركة أواب، وهي شركة خاصة للخدمات الأمنية, تابعة لقيادة الشرطة, ويمتلك عمارة من (5) طوابق بأركويت أيضاً. خالد هاشم: وهو مدير مكتب المدير العام السابق للشرطة, ويمتلك فيلا بالطائف قرب منزل الفريق عمر الحضيري. جمال الدين حسن محمد طه: وهو إبن عم علي عثمان محمد طه, والذي تولى مكتب العلاقات البينية، وحين ذاعت أخبار فساده صدر قرار بنقله إلى كردفان, ولكنه رفض تنفيذ القرار، فتم التراجع عن نقله وألحق بجمعية (القران الكريم) بمعنى أن من يتم فضحه منهم, ينقل إلى مناطق الهامش أو إلى جمعية القرآن الكريم؟! وقد تم نقل هذا الضابط بعد ذلك إلى شرطة المرور، التي هي أحد مراتع الفساد. له عمارتان، واحدة في الأزهري، وأخرى في كافوري، التي إنتقل للسكن فيها فيما بعد، في مناخات أقرب إلى مناخات ألف ليلة وليلة.

    (عدل بواسطة احمد ضحية on 09-26-2013, 03:23 AM)

                  

09-26-2013, 03:19 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    محي الدين برير: أنتدب لتأمين البترول وعمل في بترودار حوالي(12) سنة، وتحصل مع آخرين على ضمان إجتماعي بمبلغ (1) مليار و(600) مليون جنيه بمتوسط (160) مليون جنيه للشخص الواحد, ثم عاد إلى الشرطة وألحق بجامعة الرباط كمدير تنفيذي، ومنح عربة (لانسر) فرفضها باعتبارها لا تليق بمقامه الرفيع! وأستخدم بعد ذلك عربة (برادو) تجاوز سعرها الـ (150) مليون جنيه. وبينما ينعم ضباط الدفعة (60) بعماراتهم في الطائف وأركويت وكافوري، وعربات البرادو، رغم أنهم التحقوا بالشرطة في منتصف التسعينات، في المقابل فان ضباط الشرطة الشرفاء، ومنهم من هم أقدم بسنوات، لا يجدون منازل للإيجار في أم بدة والصحافات، ولا تكفي مرتباتهم إقامة أود أسرهم.
    فقد قدم نموذج (التمكين) في الشرطة عينة تمثيلية للتمكين في المهن الأخرى، حيث إنتهى في جميع الحالات إلى (تمكين) فساد الأشخاص. والسبب في ذلك، أنه حين تنعدم الشفافية والرقابة والمساءلة، كنتيجة لمصادرة الديمقراطية وحقوق الإنسان، يتحول الفساد إلى نظام شامل، يعيد صياغة الأفراد على صورته، فيفسدون بغض النظر عن إدعاءاتهم ورغباتهم. وفي مثل هذا الفساد الشامل، فإن قتل الشرطة للمواطنين المسالمين العزل وتلاميذ المدارس وطلاب الثانويات لا يعد أمرا غريبا؟!
    نواصل
                  

09-26-2013, 03:20 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    نظام المؤتمر الوطني إكتسب خبرة عريقة في التعذيب و القتل الممنهج في حربه مع الجنوب قبل الإنفصال ودارفور والمناطق المهمشة الأخرى. فهو النظام الوحيد في العالم الذي يسخر 77% من ميزانية الدولة للدفاع والأمن ضد الشعب؟! فبطبيعته كنظام إسلاموي قمعي وفاسد و متوحش, لم يتورع عن إطلاق الرصاص الحي على تلاميذ مرحلة الأساس وطلاب الثانوي؟! الذين مثلو وقودا لهذه الثورة العارمة, التي فجرتها إجراءات زيادة أسعار المحروقات, وما ترتب عليها من إرتفاع جنوني في الأسعار بعامة, وأسعار السلع الأساسية بخاصة. فالإجراءات الأخيرة حكمت على الشعب بالإعدام, وهو الذي لا يجد قوت يومه أساسا, فكيف لا يخرج (شاهرا) حنجرته بالهتاف ضد نظام التآمر, الذي شيد على الإقصاء والتمييز والتجويع وتكميم الأفواه والإعتقال التعسفي والتعذيب والقتل خارج إطار القضاء بل والإبادة؟
    نواصل
                  

09-26-2013, 03:28 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    إن الكارثة الإقتصادية الراهنة التي تنذر بثورة عارمة, ليست هي مجرد ثورة ضد التردي والإنهيار المدوي للإقتصاد بعد أن فقد السودان 75% من دخله القومي, بسبب إنفصال الجنوب. فهي كأزمة ترتبط بالأزمة السياسية, بل أن الأزمة السياسية هي ما فرخ لنا الكارثة الإقتصادية الحالية. التي وبإعتراف وزير المالية نفسه أن نسبة الفقر قد بلغت 46% بل هي في تصاعد مستمر؟! وفقا لوزارة الرعاية الإجتماعية. وكشف آخر مسح للفقر في عام 2009 قبل انفصال الجنوب (سودان تربيون 25يوليو2013) أن 47% من سكان الشمال تحت خط الفقر 57.6% من سكان الريف. وكانت وزارة الرعاية الإجتماعية قد أوردت أن هناك مليوني عائلة فقيرة في السودان بينها 300 ألف عائلة معدمة ولاتجد قوت يومها! وبطبيعة الحال لا يمكننا الوثوق في الأرقام والإحصاءات الرسمية, لكونها عودتنا دائما محاولة التقليل من خطورة الأوضاع, بإخفاء الأرقام الحقيقية والتصريح بأرقام هي أقل بكثير من الأرقام الحقيقية؟! على أيه حال تزامن المسح مع أزمة إقتصادية خانقة, حيث توقع محللون إقتصاديون, تزايد معدلات الفقر بشكل لافت في السودان.
    نواصل
                  

09-26-2013, 03:33 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    وهنا يشير حسن ساتي إلى إحتمال تجاوز معدلات الفقر لحاجز 95% في العام 2013 بسبب تراجع الزراعة, وزحف سكان الريف إلى المدن, وتوسع نطاق النزاعات المسلحة. وقد كشف التقرير الصادر عن البنك الدولي في مايو 2012 أن السودان قد سجل أعلي معدل للتضخم, علي مستوي العالم حيث بلغ 46% خلال العام الماضي. السودان جاء علي رأس لائحة الدول النامية العشر التي سجلت أعلي معدلات التضخم في العالم لعام 2012م. وكانت تقارير رسمية قد أشارت إلى أن نسبة العطالة في السودان لهذا العام (صحيفة التغيير رهان على الشعب 28أغسطس2013) قد بلغت 18.8% من مجمل السكان وتتركز بصفة خاصه في وسط الفئة الشبابية, بينما وصل عدد العاملين فى البلاد الى 9.3 ملايين ينحصر 53% منهم فى القطاع غير الحكومي, وأغلبهم من الذكور مقارنة ب 5.3 ملايين عام 1990 وكانت وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل إشراقة سيد محمود, قد إستعرضت في مؤتمر صحفي تقرير (مسح سوق العمل بالسودان) كاشفة تدنى القوة العاملة في القطاع الزراعي من 60% عام 1990 (بينما كان الجنوب لا يزال جزء من السودان)إلى %47 الآن (بعد أن إنفصل الجنوب).
    نواصل
                  

09-26-2013, 03:36 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    فمنذ أن أعلنت الحكومة الإنقلابية في فبراير 1992 بداية تطبيق سياسات التحرير الإقتصادي والمالي, التي لازمها ما سمي بالإستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002م). وإقتصاد البلاد في تدهور مستمر,فقد تم – خاصة بعد دخول نفط الجنوب في معادلات الإقتصاد السوداني – تدمير الثروة الحيوانية والغابية بالحروب في الهامش, الذي تحول لأراض محروقة وقاحلة وطاردة, تخلو من كل شروط الحياة الإنسانية, التي قضت تماما على الزراعة في دارفور, ومشاريع البستنة الصغيرة, إلى جانب تدمير مشاريع: الجزيرة, دلتا القاش وطوكر, مشاريع الإعاشة, الرهد, حلفا الجديدة والشمالية والمشاريع خارج التخطيط, وزراعة الإكتفاء الذاتي في القرى والحلالات.
    رافق هذه السياسات رفع للدعم عن السلع الأساسية, والخدمات الإجتماعية, والتي تشمل الخبز (القمح) والسكر والمحروقات (البنزين والجازولين) والتعليم والصحة, وقد تأثر بذلك الفقراء وذوي الدخول المحدودة. ولم يكتف النظام بذلك إذ قام بتعويم سعرصرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية, ما أدى إلى تدهور سعر الصرف نتيجة الطلب المتزايد على النقد الأجنبي, وضعف عائدات الصادرات (المتحصلات).
    كما قام النظام بتقليص حجم النشاط الإقتصادي الحكومي, عن طريق خصخصة المرافق الحكومية أو شبه الحكومية, والتي تتشابه مع الأنشطة الخاصة وتحويلها إلى ملكية خاصة لمحسوبيه (بالبيع الصوري) أو أيلولتها إلى جهات أخرى محسوبة عليه, وعندئذ تكون الدولة راعية وموجهة للنشاط الإقتصادي وليس منتجة. ولذلك مثلت الخصخصة قاعدة للفساد الذي إستشرى في كل مفاصل الدولة, فأصبحنا نرى الزيادات غير المبررة للضرائب, بل وإبتداع نمط غريب من الإقتصاد (الريعي) يقوم على فرض الجبايات والمكوس ورسوم الإنتاج والجمارك ورسوم الأرض, بل وزيادة مدخلات الإنتاج بصورة عامة, مع عدم توفير الأسمدة والتقاوي والمياه أو أي معينات للزراعة, ومع ذلك وضع رسوم وضرائب وجبايات ومكوس على عوائد الإنتاج؟! الأمر الذي ترتب عليه, المشاكل الإقتصادية التي واجهت الدولة, وأكتوى بنارها المواطن المغلوب على أمره, فقد أفرزت هذه السياسات إفرازات سالبة لم تقف عند حدود إرتفاع معدلات التضخم وتدهور سعر صرف العملة وزيادة معدلات البطالة فحسب, بل إرتفاع معد الجريمة والتفكك الأسري والتفسخ الإجتماعي وإنتشار المخدرات؟! نتيجة لسياسات الإفقار والتجويع وتكميم الأفواه بإسم الدين
    نواصل
                  

09-26-2013, 03:37 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    فمنذ أن أعلنت الحكومة الإنقلابية في فبراير 1992 بداية تطبيق سياسات التحرير الإقتصادي والمالي, التي لازمها ما سمي بالإستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002م). وإقتصاد البلاد في تدهور مستمر,فقد تم – خاصة بعد دخول نفط الجنوب في معادلات الإقتصاد السوداني – تدمير الثروة الحيوانية والغابية بالحروب في الهامش, الذي تحول لأراض محروقة وقاحلة وطاردة, تخلو من كل شروط الحياة الإنسانية, التي قضت تماما على الزراعة في دارفور, ومشاريع البستنة الصغيرة, إلى جانب تدمير مشاريع: الجزيرة, دلتا القاش وطوكر, مشاريع الإعاشة, الرهد, حلفا الجديدة والشمالية والمشاريع خارج التخطيط, وزراعة الإكتفاء الذاتي في القرى والحلالات.
    رافق هذه السياسات رفع للدعم عن السلع الأساسية, والخدمات الإجتماعية, والتي تشمل الخبز (القمح) والسكر والمحروقات (البنزين والجازولين) والتعليم والصحة, وقد تأثر بذلك الفقراء وذوي الدخول المحدودة. ولم يكتف النظام بذلك إذ قام بتعويم سعرصرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية, ما أدى إلى تدهور سعر الصرف نتيجة الطلب المتزايد على النقد الأجنبي, وضعف عائدات الصادرات (المتحصلات).
    كما قام النظام بتقليص حجم النشاط الإقتصادي الحكومي, عن طريق خصخصة المرافق الحكومية أو شبه الحكومية, والتي تتشابه مع الأنشطة الخاصة وتحويلها إلى ملكية خاصة لمحسوبيه (بالبيع الصوري) أو أيلولتها إلى جهات أخرى محسوبة عليه, وعندئذ تكون الدولة راعية وموجهة للنشاط الإقتصادي وليس منتجة. ولذلك مثلت الخصخصة قاعدة للفساد الذي إستشرى في كل مفاصل الدولة, فأصبحنا نرى الزيادات غير المبررة للضرائب, بل وإبتداع نمط غريب من الإقتصاد (الريعي) يقوم على فرض الجبايات والمكوس ورسوم الإنتاج والجمارك ورسوم الأرض, بل وزيادة مدخلات الإنتاج بصورة عامة, مع عدم توفير الأسمدة والتقاوي والمياه أو أي معينات للزراعة, ومع ذلك وضع رسوم وضرائب وجبايات ومكوس على عوائد الإنتاج؟! الأمر الذي ترتب عليه, المشاكل الإقتصادية التي واجهت الدولة, وأكتوى بنارها المواطن المغلوب على أمره, فقد أفرزت هذه السياسات إفرازات سالبة لم تقف عند حدود إرتفاع معدلات التضخم وتدهور سعر صرف العملة وزيادة معدلات البطالة فحسب, بل إرتفاع معد الجريمة والتفكك الأسري والتفسخ الإجتماعي وإنتشار المخدرات؟! نتيجة لسياسات الإفقار والتجويع وتكميم الأفواه بإسم الدين.
    نواصل

    (عدل بواسطة احمد ضحية on 09-26-2013, 03:38 AM)

                  

09-26-2013, 03:40 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    ووفقا لصحيفة الراكوبة (24/9/ 2013) أنه مع تصاعد وتائر المد الجماهيري الثوري الآن في العاصمة والأقاليم, وبحسب المراقبين لوحظت حركة دؤوبة من قبل قيادات المؤتمر الوطني, تهدف إلى تجميع أكبر قدر من العملات الحرة, تمهيدا للهرب بها خارج السودان في لحظة سقوط النظام, كما بدأوا في مغادرة مساكنهم الفخمة لمساكن بديلة, فضلا عن ما شهده مطار الخرطوم من زحام أسر كبار المسئولين لمغادرة السودان إلى الخليج, حيث توجد بعض ممتلكاتهم التي نهبوها من موارد شعب السودان.
    كذلك لوحظ أن العديد من السفارات والبعثات الدولية, قامت بإلغاء زياراتها وأعمالها الرسمية مع المكاتب والوزارات الحكومية. في الأثناء نفسها تتداول الأوساط الجماهيرية, على خلفية الثورة السودانية إحتمالات حدوث إنقلاب (شبيه بإنقلابات القصر) حيث يتخوف البعض من تكرار تجربة الحكومة الإنتقالية بقيادة سوار الدهب,إثر إنتفاضة مارس أبريل 1985 المجيدة, والتي عملت على إمتصاص غضب الحركة الجماهيرية المنتفضة, وفي الوقت نفسه حماية رموز وممتلكات نظام نميري, التي في الواقع إمتلكوها من نهب موارد الشعب. إلى جانب أن الحكومة الإنتقالية لم تكن جادة في محاكمة رموز النظام وسدنته وحلفاءه, الأمر الذي جعل منهم خوازيقا وقنابلا موقوتة مزروعة في جسد النظام الديموقراطي, سرعان ما تفجرت بعد سنوات قليلة وأطاحت بالتجربة الديموقراطية, وجاءت بإنقلاب 30 يونيو 1989 التآمري الإسلاموي الفاسد.
    نواصل

    (عدل بواسطة احمد ضحية on 09-26-2013, 03:43 AM)

                  

09-26-2013, 04:01 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    وهنا نميل للتأشير إلى حقائق مهمة أولها أن سودان نميري الذي أطاحت به إنتفاضة مارس أبريل المجيدة في 1985 ليس هو سودان الترابي والبشير الذي جاء به إنقلاب 30 يونيو 1989, فمع دخول الحركات المسلحة (الجبهة الثورية) كلاعب أساسي في معادلات المسرح السياسي السوداني, يصبح من الصعب التلاعب مرة أخرى, بإرادة شعب السودان.. على الأقل في المناطق المهمشة, فالتلاعب ببساطة عند سقوط النظام يعني تمزيق السودان, فصدق النوايا والعمل في حل المشكل السوداني, لم يعد خيارا بل ضرورة لا مناص منها إذا أردنا سودانا موحدا خالي من التهميش والإستعلاء.
    نواصل
                  

09-26-2013, 04:03 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    أيضا يتم تداول المخاوف في الحركة الجماهيرية, من تدجين التغيير القادم من قبل حلفاء النظام, بإنقلاب قصر على خلفية أحداث مصر مؤخرا –ثورة 30 يونيو أو إنقلاب 3يوليو أوأيا كان إسمها- لكن في كل الأحوال, أن ما حدث في مصر هو ثورة تحت غطاء شعبي لا يستهان به –بصرف النظر عن مفهوم الدولة العميقة- التي ظلت تحكم شعب مصر لعقود طويلة, لأن ما حدث في مصر ليس ثورة ضد مؤسسات الدولة كمؤسسات بحد ذاتها, ولكن ضد صياغتها آيديولوجيا لصالح الحزب الواحد أو "أخونتها" بإعادة إنتاج تجربة الحزب الواحد, بإستغلال الديموقراطية نفسها التي جاءت بمرسي؟! بالتالي هي مؤسسات الشعب ومن حقه إعادة صياغتها وفقا لطموحاته وتطلعاته كشعب. بالتالي هي ثورة ضد سلب الحزب الواحد أو جماعة الأخوان المسلمين أو الجيش لإرادة الشعب المصري. وهذا هو الفرق الجوهري بين الإنقلاب والثورة, فالثورة تهدف إلى تحرير الناس، أما الانقلاب فيهدف إلى حكمهم.. الثورة يقودها الشعب فيتبعه الجيش، والانقلاب يقوده الجيش فيتبعه الشعب.. الثورة تغيير لقواعد بناء السلطة لتكون الكلمة الأخيرة للشعب، أما الانقلاب فهو تغيير لأشخاص الحكام, مع بقاء القوة معيارا للحكم.
    نواصل
                  

09-26-2013, 04:05 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    الفهم المعاصر والأكثر حداثةً, يتمثل في أن الثورة تغييريحدثه الشعب من خلال أدواته "كالقوات المسلحة" أو من خلال شخصيات تاريخية, لتحقيق طموحاته بتغيير نظام الحكم العاجزعن تلبية هذه الطموحات, ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الإعتيادية. والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة هو الإنتفاض ضد الحكم الظالم. وهي نقيض للإنقلاب العسكري, الذي يعتمد على قيام أحد العسكريين بالوثوب على السلطة من خلال قلب نظام الحكم, بغية الاستئثار بالسلطة والحصول على مكاسب شخصية من كرسي الحكم له ولمحسوبيه سواء كانوا جماعة أو حزب.
    لذلك الثورة الراهنة التي نتطلع إليها, أن تكون هي الثورة الحاسمة في تاريخ السودان بأن تتعدى مجرد إسقاط النظام إلى رد الإعتبار السليب لهذا الشعب, وأن تكون لأجل إسترداد كرامته الإنسانية المهدرة و المنتهكة, وحقوقه المسلوبة.. ثورة لتسخير موارد الدولة لإعادة رتق النسيج الإجتماعي الممزق وإعادة بناء ما تهتك من مفاهيم وقيم أصيلة في الوجدان الثقافي لأهل السودان, هي قيم التعايش وإحترام الإختلافات الثقافية التي تشمل حتى الدين واللغة.. ثورة لإحلال قيم التسامح والإخاء والمساواة والعدالة الإجتماعية.. ثورة ضد الإستعلاء والعنجهية الفارغة والعنصرية البغيضة.. ثورة لأجل توظيف موارد الدولة وإمكاناتها لا في إدارة الحروب والصراعات ضد الشعب, بل لأجل تنمية الإنسان فهو الإستثمار الحقيقي للدول التي ترغب أن تجد لها موقعا في التاريخ الإنساني.
    25/9/2013

    برينسس آن - ميريلاند
                  

09-26-2013, 02:56 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    قبل أن نواصل هوامشنا حول الثوره السودانية وأهدافها وملفات الفساد,
    أرجو السماح لي هنا بإعادة نشر مقال يتصل بالموضوع نفسه,
    كنت قد نشرته سابقا في الشبكة العربية العالمية بتاريخ 8أبريل 2011
    بعنولن:
    ثورة السودان المرتقبة: نظرة في مصادر الإلهام

    (عدل بواسطة احمد ضحية on 09-26-2013, 04:22 PM)

                  

09-26-2013, 04:26 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    كتب أحمد ضحية :
    لا يمكننا – في ظني الخاص- الحديث عن :"ثورة السودان المرتقبة" , دون التعرض لمصدر إلهام أساسي للثورات السودانية, كالمصدر الذي مثلته ثورة علي عبد اللطيف ورفاقه , الموسومة ب: اللواء الأبيض أو ثورة 1924,أي بعد ثورة سعد زغلول في مصرعام 1919بخمسة سنوات فقط!.
    وهنا في سيرة مصر ,لابد من الإشارة إلى شعار وحدة وادي النيل, في سياق الحديث العام – الذي سيأتي لاحقا -عن ثورة اللواء الأبيض , إستنادا لرؤية دكتور محمد سعيد القدال في كتابه : "تاريخ السودان الحديث".
    لكن – إبتداء تجدر الإشارة هنا إلى ما أسترعى إنتباه - دكتورة يوشيكو كوريتا وهي تتوقف طويلا أمام دلالة اللون الأبيض, وما تمثله بالنسبة لحركة اللواء الأبيض ,التي أتخذته شعارا لها, بما يمثله من إلتباس وتعقيد, لا يقل عن إلتباس وتعقيد شعار"وحدة وادي النيل" .
    في السياق نفسه نؤشر على دراسة أخرى مفيدة , هي دراسة دكتور الباقر العفيف:"متاهة قوم سود في ثقافة بيضاء",والتي إهتمت في أحد جوانبها ,بالبحث في النظام الدلالي العربي ,حيث ركز العفيف على دلالتي أبيض وأسود, لفهم - في التحليل النهائي - طريقة عمل العقل السوداني بمعنى (مجموعة تيارات الفكر والثقافة الأساسية وروافدها) .
    فثورة اللواء الأبيض بهذا المعنى, هي محاولة للتخلص من أزمة الهوية الوطنية , كما هي الجذر العميق لثورة أكتوبر 1964وأبريل 1985 , بل ولا نبالغ إذا زعمنا أنها تتصل بظروف السودان الحالية ,التي أفضت إلى إنفصال الجنوب, لذلك يبقى الحديث عن أي ثورة مرتقبة , رهين إستيعاب متناقضات هذا التاريخ الممتد من 1924 حتى الآن , والإجابة عن تساؤل: هل تجاوزنا فعلا كسودانيين متناقضاتنا المتعلقة بالهوية,أم بعد لازلنا نراوح مكاننا؟!.
                  

09-26-2013, 04:29 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    فهذا هو الأفق الإستشرافي العام – حسب فهمي - ,لما أشارت إليه الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا في كتابها :"علي عبد اللطيف وثورة 1924- بحث في مصادر الثورة السودانية- مركز الدراسات السودانية ,القاهرة,1997". وهو أفق إستشرافي ,لم يغب عن ورقة الأستاذ عبد العزيز حسين الصاوي "الإنتفاضة المصرية وعيوب معارضتينا القديمة والجديدة" رغم إختلاف المنطلقات ..
    إذن أشارت كوريتا في هذا الكتاب إلى ثلاثة قضايا : 1- مفهوم الوطنية عند علي عبد اللطيف.2- دور العناصر الزنجية المنبتة قبلياً ,في المجتمع السوداني بين عشرينات وأربعينات القرن العشرين .3- حياة علي عبد اللطيف نفسه.
    ويشير هنا دكتور محمد سعيد القدال في تقديمه لكتاب يوشيكو كوريتا إلى أنه :" يجب أن نبدأ من إدراك تناقض الحركة الوطنية,وليس فقط بتمجيدها, إذا أردنا التفكير بجدية, في مسألة الوطنية".
    وتشير كوريتا والقدال, أن عناصر حركة اللواء الأبيض , بإعتبارهم: ينحدرون من العناصر الزنجية.. أولئك الذين تحرروا من الرق، والذين تعود جذورهم إلى قبائل جنوب السودان وجبال النوبة – وربما هوامش السودان الأخرى- و استقروا في مجتمع شمال السودان ,بعد أن فقدوا جذورهم القبلية الأصلية ,من طول إغترابهم في الشمال، فلا روابط قبلية, ولا تقاليد ولا مهن يركنون إليها.. تكوّن لديهم حس قومي , ولذلك عندما أحس البريطانيون أن جرثومة القومية السودانية ,موجودة بين تلك العناصر، بينما الإنتماء القبلي بين أهل الشمال يصطدم بشكل مباشر, مع المشاعر القومية، ويقف حجر عثرة, أمام إنصهار أهل السودان في بوتقة الأمة. فأتخذوا على هذه الخلفية - الإنجليز - الكثير من الإجراءات ,التي عقدت مشكل الهوية في السودان,فيما بعد.
    يحاول القدال أيضا لفت الإنتباه :إلى ما أثار إهتمام الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا ,بعلي عبد اللطيف ورفاقه. مشيرا إلى ممارسات الإحتلال البريطاني , الذي كان يعاقب بالجلد كل من "يكتب في شهادة ميلاده أنه "سوداني" ,ومع ذلك لعبت تلك العناصر ذات الأصل الزنجي, دوراً قيادياً وبطولياً في أحداث 1924م، مثل علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وزين العابدين عبد التام".
    نواصل
                  

09-27-2013, 04:14 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    تقصت كوريتا إذن دور هؤلاء "المنبتين", في المجتمع السوداني ,وصولا إلى ظهور الكتلة السوداء ,فى أربعينيات القرن العشرين، وتواصل جهدها إلى إنفجار مشكلة السودان في الجنوب ,بشكلها الدرامي المأساوي!.ليعاد إنتاج نفس المشكلة السودانية في دارفور,لاحقا!
    تكمن أهمية بحث يوشيكو كوريتا في ثورة 1924 في كونها" أخرجت القضية (قضية الزنوج السودانيين,هؤلاء الذين يعج بهم الهامش)من هامشيتها الإجتماعية , الى مركز الصراع الاجتماعي. وكما يشير القدال أنه ليس بالإمكان, أن ينصهر السودان ليصبح أمة، ما لم يتلاش الحاجز ,الذي يطل من فوق أبراجه العالية, أهل الشمال على العناصر الزنجية, بإعتبارهم عبيداً، بينما العبودية عبر التاريخ في مفهومها :"وضع اقتصادي اجتماعي وليست صفة عرقية ملازمة للعناصر الزنجية".هذا الفهم الإجتماعي الشمالي – بالطبع دون تعميم - المتخلف .هو ما دعا أحد قادة الإسلام السياسي في الخرطوم يقول ما معناه :أنه من الشرف للغرابية أن يغتصبها جعلي – هذا ليس إغتصاب.. عندما أتهمت الحركات المسلحة في دارفور , جيش شمال السودان بإغتصاب النساء , فمرجعية الرجل هنا : ما ملكت إيمانكم ,التي تضرب بجذورها في الوجدان الثقافي العربي, و التي إنبنت على السلب والنهب والغزو,كسلوكيات إجتماعية سابقة للإسلام)
    تحدثت الباحثة يوشيكو كوريتا أيضا ,عن بروز تيارين بين دعاة الوطنية السودانية الأول : بقيادة الزعماء الدينيين وزعماء القبائل، وهم الذين قوّى البريطانيون من شوكتهم، فملكوا الأرض وارتبطوا بمشاريع القطن، وقالوا بتفويض السودانيين للبريطانيين للتحدث بإسم السودان.
    نواصل
                  

09-27-2013, 08:43 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    وقادت جمعية اللواء الأبيض التيار الثاني. ومن أجل فهم هذا التيار، ترى الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا ضرورة تحليل العلاقة بين جمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الأبيض. وناقشت في هذا السياق, الأسباب التي أدت إلى إنقسام جمعية الإتحاد السوداني، وبروز جمعية اللواء الأبيض، وإختلاف وجهة نظر الجمعيتين بشأن وحدة وادي النيل. وخرجت من تناولها عن ما كان سائداً حول ذلك الخلاف.

    ثم تناولت مفهوم الوطنية عند علي عبد اللطيف. ولأنه من أصل غير شمالي، فقد كان حريصاً على أن تكون الأمة السودانية موحدة, تضم أهل الشمال والجنوب. وترى أن هذا الفهم يطرح سؤالاً حول قبول علي عبد اللطيف في جمعية الاتحاد السوداني, التي يقودها عبيد حاج الأمين كممثل لتيار عروبة السودان وتوحيده مع مصر,بشكل من الأشكال.
    وقبيل استقلال السودان وجد التعبير السياسي ,لتلك العناصر آخر مظهر له, في جمعية الوحدة السودانية (1942)، ثم خلفتها الكتلة السوداء (1948) وتحولت تلك العناصر بعد ذلك, لتصبح جزءاً من الطبقة الوسطى في المدن.
    ومنذ بداية الخمسينات من القرن العشرين، إنتهى دورهم كقوة مؤثرة سياسياً، وتحوَّل الصراع إلى صراع بين الشمال والجنوب. وتواصل بروز هذه الكتلة السوداء ,خلال الأنيانيا , وغيرها من القوى الجنوبية, وصولا إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان.. كما برز أيضا هذا التواصل خلال الحركات الدارفورية : سوني,اللهيب الأحمر ونهضة دارفور, وصولا للحركات الدارفورية الراهنة.. مثلما تواصل مع حركات جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق,إلخ..
    ثورة اللواء الأبيض إذن: تمثل وعيا جنينيا بالهوية الوطنية والقومية السودانية , التي تطلعت إلى ما فشلت فيه المهدية, كثورة دينية تتسم بضيق الأفق بسبب دعاويها , فبعد إنتصارات الثورة المهدية تحول الجهادية السود, الذين كان قد إسترقهم الأتراك والمصريون, وكونوا منهم قوة عسكرية , إنضم هؤلاء الى الصفوف المقاتلة للثورة المهدية , ولعبوا دوراً حاسماً في حروبها الداخلية والخارجية. لكن مع ذلك ظلت علاقة المهدية بالقبائل الزنجية غائمة ,وتأرجحت بين ما سماه دكتور محمد سعيد القدال : «الإنتماء والإغتراب». (في دراسته عن علاقة الدولة المهدية بجنوب السودان في كتاب "الإنتماء والإغتراب".
    نلاحظ هنا أن تناقض المهدية, تمت إعادة إنتاجه في العلاقات الداخلية للحركة الإسلامية – مثلما تمت إعادة إنتاجه من قبل في العلاقة ما بين كيان الأنصار وحزب الأمة ,او الختمية والحزب الإتحادي , من جهة الطائفة وكذلك داخل الحزب بأشكال مختلفة – لكن ما يهمنا هو الموقف المعاد إنتاجه في الحركة الإسلامية .. أعني موقف الشماليين داخلها من الدارفوريين ,الذين لعبوا دورا حاسما في حربها ضد الجنوب ,والتمكين لأركان المشروع الحضاري, ومع ذلك ظلت علاقة الشماليين داخل التنظيم وفي أجهزة الدولة, علاقة مرضية يشوبها الكثير من الإستعلاء والتهميش والصلف ,ما ترتب عليه بالنتيجة المفاصلة الشهيرة و قرارات 4 رمضان. ونهوض عدد من الحركات المسلحة في دارفور, التي لأول مرة بعد الحرب الأهلية في ثمانينيات القرن الماضي تجترح أفقا ثوريا جديدا يتجاوز أفكار الأهلية والقبلية والإسلام السياسي , كما هو الحال في حركة داؤود يحى بولاد التي إرتبطت بالحركة الشعبية . كحركة دارفورية ذات وعي مبكر ,يتجاوز أسوار العنصرية والقبلية والإستعلاء,مرورا – لاحقا - بحركة عبد الواحد محمد نور, فخليل إبراهيم .
    نواصل
                  

09-28-2013, 00:00 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)

    ونلاحظ هنا أن تجربتي بولاد وخليل , إنتقلت من خانة الحركة الإسلامية,إلى خانة الحركات المسلحة, إنتقال علي عبد اللطيف من الإتحاد السوداني ,وهي تجارب تتقاطع بدورها مع تجربة الزعيم قرنق ,فهؤلاء جميعهم يشتركون في أفريقيتهم السوداء,المنبنية على الحقيقة والمصالحة,والمشاركة في وطن واحد موحد,تحكمه المواطنة التي تجمع فسيفساء تنوعه , وتعدده , وتباينه في إطار واحد .
    خلاصة القول هنا , يتمثل في أن أي ثورة مرتقبة, مالم تصلب تناقضاتها الذاتية كمشروع ثوري ,يتجاوز سجون القبلية والعرقية والطائفية والمذهبية والإسلام السياسي والحزبية, هي ليست ثورة بقدر ما هي إعادة إنتاج ,لأزمات السودان , في الوقت الذي يتجاوز فيه المجال الثقافي العربي - الذي ينتمي إليه جزء مقدر من شعبنا السوداني - الآن هزائمه التاريخية , ليتمخض عن روح ثورته العربية القديمة !..
    في تقديري لو أعدنا قراءة تاريخنا منذ ثورة 1924 حتى الآن, ربما سيكون بإمكاننا إنجاز ثورة لا تشوبها أمراض ثوراتنا السابقة , التي كما يؤكد الصاوي نفسه , أن صناعها - اي صناع أكتوبر وأبريل , وازيد هنا صناع الإستقلال نفسهم - هم من إنقلب على معني الإستقلال ومعنى الثورة .
    ثورتي: أكتوبر 1964- أبريل1985:
    ثورة أكتوبر لا تختلف كثيرا عن ثورة أبريل, في الأسباب والمآلات أوالمصائر , فالأولى منذ نشوبها حتى الآن ,ظلت مصدر خلاف كبير في تقييمها , بسبب الإنجازات الإقتصادية للفريق عبود ,وهي إنجازات ينطبق مثلها على حكم النميري , في الوقت الذي تفتقر فيه الحكومات التي ترتبت على ثورة أبريل ,لأي نوع من الإنجازات,بل ساهم خطلها وتآمراتها ومنافساتها, في تعقيد أزمات السودان!..
    وكلتا الثورتين: أكتوبر وأبريل كانتا"حركتين سياسييتين ضد نظامي 17 نوفمبر 1964العسكري الإستبدادي الذي حكمه إبراهيم عبود,و ونظام 25 مايو 1969 العسكري الغاشم الذي حكمه نميري, الفرق بين أكتوبر وأبريل أنه في أكتوبر سلم الفريق إبراهيم عبود سلطاته لجبهة الهيئات.. لكن في أبريل خلع الشعب الرئيس نميري, الذي كان مسافرا .ولو كان موجودا- لأن المصريون نصحوه بالبقاء في مصر , رغم إصرار الرجل على الرجوع - لطارد نميري الشعب زنقة زنقة,كما سيفعل البشير لاحقا, فأمثال نميري والبشير وعلي عبد الله صالح والقذافي, الذين إما تربوا على أيدي عبد الناصر,أو تأثروا بتجربته لا يتنحون! .. وكلتا الثورتين رفعتا شعارات : الإضراب السياسي-العصيان المدني-الإنتفاضة الشعبية الشاملة.
    نتج عن ثورة أكتوبر إذن ,قيام حكومة قومية برئاسة سر الختم الخليفة ,قوامها الأحزاب السياسية والنقابات والهيئات, التي أشعلت الثورة ,التي ترتب على نجاحها (ثورة اكتوبر)قيام إنتخابات عامة في البلاد بعد أشهر قليلة,أفضت هذه الإنتخابات إلى فوز القوى الطائفية(الإتحادي والأمة) بشكل رئيسى, ودخل الشيوعيون والأخوان المسلمين البرلمان!.
    وهو الأمر نفسه الذي حدث ,بعد أن سلم المجلس الإنتقالي لسوار الذهب,السلطة للأحزاب ,بعد نجاح ثورة أبريل 1985, إذ ترتب على إنتخابات 1986 فوز القوى الطائفية مرة أخرى, إلى جانب الجبهة الإسلامية القومية , وإنحسار نفوذ اليسار بصورة مريعة,إذ دخل البرلمان على إستحياء!. وهكذا بدأ واضحا للمرة الثانية ,أن شعارات أبريل الثورية التي تدعو للتغيير, ستلحق أمات طه , وأمات طه هن شعارات أكتوبر المجيدة.
    فالطائفية وقوى الإسلام السياسي ,في كلتا الثورتين(أكتوبر وأبريل) تمكنت من إجهاض روح الثورة , إذ لم تتمكن لا حكومة أكتوبر أو أبريل ,من حل مشكلة الجنوب .فالتمرد الذي كانت ضراوته قد خفت بعد مؤتمر المائدة المستديرة إبان أكتوبر ,عاد من جديد أشد ضراوة ,حيث لم تستطع القوي السياسية ,التي إستمرت بلجنة الإثني عشر ,أن تضع نهاية سعيدة لمشكلة الجنوب ,رغم تطورها للجنة تضم كل الأحزاب, فاللجنة القومية للدستور,التي وضعت مشروع دستور 1968 إلى أن جاء انقلاب 25 مايو1969,وقلب نميري الطاولة ,على رؤوس – الأشهاد - الجميع بدء باليسار مرورا بالطائفية وقوى الإسلام السياسي, وهكذا تم وضع حد ,للتطور السياسي والدستوري السلمى ,مرة أخرى ,فدخلت البلاد من جديد ,فى دوامات أشد تعقيدا من العنف والعنف المضاد,الذي لم يهدأ إلا قليلا إثر إتفاق أديس أبابا 1972, لتفجره قوى الإسلام السياسي والنميري في 1983,مرة أخرى ,وهكذا أصبح من الواضح (بالتكرار) أن السودان يدور في حلقة مفرغة من ديموقراطية إلى إنقلاب, أو ما أسماه المفكر السياسي الراحل الخاتم عدلان ب"الحلقة الجهنمية" أو "الشريرة" .

    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de