|
الكــــرم
|
لا شك إن الكرم قيمة سامية، وهو أن تقدم أو تتبرع بشيء ، أو خدمة لشخص يكون في أمس الحاجة لها، ولا يتوقع الحصول عليها بلا مقابل، أو لا يمكنه الحصول عليها أساساً،
أي أن هذا الشيء أو هذه الخدمة تفقد قيمتها إذا كان الشخص المستهدف بها لا يحتاج إليها..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
ارتبط الكرم عندنا، بتقديم الطعام للضيوف، وقد حفلت ثقافتنا بإرث كبير في هذه الناحية، بل وقد اشتهرت قبائل بعينها وجرى تمجيدها على هذا الأساس، كما حفظ التاريخ عدد لا بأس به من الأفراد في كل أنحاء السودان، ومن الملاحظ إن هذه الخاصية (الكرم) تغطي على كل العيوب الأخرى المرافقة للشخصية الكريمة، مثلاً فلان كريم، لكنه كذاب، فنجد إن عادة الكرم (السامية) تجب عادة ذميمة وهي الكذب ويحترم هذا الشخص بسبب كرمه رغماً عن إنه يتصف بصفة في غاية الخطورة والنذالة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
تستمد عادة الكرم قيمتها السامية من حوجة الشخص المستهدف بها كما ذكرنا، وبالتالي فإن تقديم الطعام والولائم للضيوف تعتبر ليست حاجة ملحة في هذا الوقت. ففي السابق مثلاً يأتي الضيوف لأشخاص معروفين، اشتهروا بالكرم، ويكون هؤلاء الضيوف في غاية الجوع والإنهاك، لأسباب كثيرة منها وسائل السفر البدائية (غالباً الدواب)، والتعرض للظروف الطبيعية التي قد تكون قاسية (حرارة الصيف، برودة الشتاء).. بالتالي فإن تقديم الطعام والمأوى يعتبر معروفاً كبيراً لهم.. بل وذكاء اجتماعي كبير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
ولكن إصرار البعض على تقديم الطعام في كل الظروف يعتبر ضرباً من العبث، فمثلاً يصر بعضهم عليك ويقسم ويحلف بالطلاق حتى تتناول طعامه وأنت في أمس الحاجة للوقت، ألا يجعلك ذلك متضايق ومتوتر حتى وإن كنت جائعاً ؟ فأحياناً يكون الوقت هو أثمن ما تقدمه لضيفك، في هذا الوقت بالذات، وما أهون الوقت عندنا، وقد ابتكرنا عدة عبارات وجمل تساعدنا على تأخير وتعطيل الضيوف مثل: ياخي لاحق لك قطر؟؟ يا زول الدنيا دي فيها شنو؟؟؟ هو نحن لمينا فيك بالساهل عشان نفكك؟؟ ياخي وكتاً ما يسقيك كباية الشاي أريتو طاير في السما.. والويل لك إن دخلت وجلست في الديوان فقد ضاع يومك وربما عملك، وقد مرت بي مثل هذه المواقف كثيراً.. وكثيراً ما تمنيت أن أكون جائعاً، فقد تفاجأ بأحدهم يذبح لك خروفاً وأنت ممتلئ حتى أذنيك، ولا تجد بداً من مجاملته وأكل جزء من وليمته، وخروجك خالي الوفاض منها قد يهدد علاقتك به للأبد.. ويتهمك الآخرون بالبخل وقلة المروءة، وكسر الخاطر.. وفي هذه المناسبة نكتة طريفة، فقد اتفق بعض المسافرين على أن يمروا على قريبهم (العزام) ولكنهم يعرفون إنه سوف يؤخرهم ويحلف بالطلاق ويصر على أن يعزمهم وإن نجح في إدخالهم إلى بيته فقد (حرقت طيارتهم)، علماً بأنه لا مجال لتجاوزه والزوغة منه فهو سيعرف بأنهم قد مروا من أمامه دون أن يكلفوا أنفسهم بإلقاء التحية عليه وهذا إثم عظيم.. المهم .. اتفقوا على أن يقطعوا الطريق أمام تعنته بأن يحلف أحدهم بالطلاق قبله وعندما وصلوه بادره أحدهم بعد التحية: يازول نحن جاهزين تب متغدين وشاربين الشاي والجبنة، ومن دربنا دا ماشين طوالي، وعلى الطلاق ما تحلف علينا لي غداء ولا جبنة ولا حاجة... في البداية كدي تحس إنو الزول دا مرق .. لكن وييين؟؟ (عمك) بعد أن أحس إن هؤلاء الجماعة سوف يتخارجوا منه بدون أن يقدم لهم شيئاً حلف عليهم: حرّم تستحموا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
أما أن يكون مضيفك من العينة التي (تعزم على المافيش) فهذه واحدة من أطرف الحالات، أحد المشهورين في مناطقنا مشهور بأنه (حلاف، ضياف، عزام أو قل لايوق) وإذا جئت ماراً بتلك الديار فإنه سيصطادك ويمرمطك، ومشهور أيضاً برقة الحال، وهو شخصية محبوبة جداً ومحترمة، مشكلته الأساسية إنه يعزمك وقد لا يكون لديه شيء، حتى إن بعض العقلاء كانوا يرفضون دعواه بلباقة ودبلوماسية، (ها زول حرّم البيت بيتنا، وما بندور عزومة تب) )(ها آزول نحن ضيوف؟)، وكان يحس بالألم عندما يفلت منه الضيوف، الطريف إنه كان أحياناً يجلس في الأرض ويضع يديه على رأسه وهو غاضب، ولكن غضبه لا يدوم كثيراً، ولم أجد تفسيراً لإصرار هذا الشيخ على التمسك بأي ضيف يمر بجواره وهو يعلم علم اليقين إنه لا يملك شيء، وقيل إنه ذات مرة تمسك بضيوف كثر ساقهم إليه القدر، وعندما أجلسهم في ديوانه المتواضع اكتشف إنه لا يملك من حطام الدنيا شيء يكرمهم به، لا يملك إلا كسرة وتمراً، كيف يتخارج من هذه الورطة؟؟ خرج إلى الشارع، ومن أقرب زريبة إليه تناول منها خروفاً ضخماً وذبحه وأكرم ضيوفه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
هههههههههه والله كتلتني بالضحك يابدر السما يازول حبابك بجاي واطلق العنان لقلمك الجميل والله يابدر كنت في سيرتك ايام اجازتي الفي السودان الاخيرة مع الزميل عمار (ود الخليفة) لما زرته في مكتبه داخل حرم جامعة الخرطوم وقلت له بعد بدرالدين ده جاء الاونلاين بعد بتشوفوا المتعة .
الشوق بحور ولك التحايا من رباع ولي فوق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
بدر البوادي.... سلام ومعزة كبيرة والتحية عبرك للأخ الكوبي ولكل الكرماء والجميلين وسمحين النَّافلة
ليت كل كرماء بلادي ، يشبهون بجير المازني حين قال: ومستنبحٍ بات يستتيهه الصدّي إلي كل صوتٍ فهو في الرَّحل جالس فقلتُ لأهلي ما بقام مطيّة وسارٍ أستضافته الكلاب النوابِح فقالوا : غريب طوّحت به متون الفيافي والسّنين الطوارح فلم أجثم مكاني ولم تقُم مع النَّفس علاَّت البخيل الفواضِحُ كرم دون تكلّف، وبلا رياء وقومة نفس مع وجه بشوش الجود بالماجود........ بمناسبة الجود يفقر و.... والله الذي لا إله هو عندي شقيقي الأكبر شاهدته يهدي راحلته ويمشي راجلا ورأيته يهدي كل ما يملك من نقود لصاحب حاجة وفي طريق الأربعين الشهير "درب ليبيا –السودان" عبر الصحراء أدركهم العطش هو وصحبه فهلك من هلك ومن تبقي منهم رهطٌ قليل حول العشرة رجال ، فوجدو عينا من الماء عمقها خمسة أمتار تقريبا وبداخلها ثعبانا ضخما تبرَّع عبد الباقي بنفسه علي ان يفدي صحابه إماّ يقتلُ الحيّة ويسقي صحبه أو يفديهم بروحه وقد كان نزل ببطن الجٌبِّ وسقي اصحابه ، وأقسم بالله أنه عندما وصل إلي باطن عين الماء أزاح الحيّة بعصاة، وملأ القرب والسقوة والسِّعون و لم تتحرك الحيّة وخرج سالما ... إقسم إلي الآن هذا العبد الباقي ينفق كل ما يملك اليوم تجده يملك من أبار الذهب الملايين .. ويوم غد ينفقها كلّها علي اصدقاءه وأرحامه ويصبح فقيرا وبالمناسبة لم أجد كريما ########ا ولم أجد ########ا شجاعا محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: عبيد الطيب)
|
Quote: والله الذي لا إله هو عندي شقيقي الأكبر شاهدته يهدي راحلته ويمشي راجلا ورأيته يهدي كل ما يملك من نقود لصاحب حاجة وفي طريق الأربعين الشهير "درب ليبيا –السودان" عبر الصحراء أدركهم العطش هو وصحبه فهلك من هلك ومن تبقي منهم رهطٌ قليل حول العشرة رجال ، فوجدو عينا من الماء عمقها خمسة أمتار تقريبا وبداخلها ثعبانا ضخما تبرَّع عبد الباقي بنفسه علي ان يفدي صحابه إماّ يقتلُ الحيّة ويسقي صحبه أو يفديهم بروحه وقد كان نزل ببطن الجٌبِّ وسقي اصحابه ، وأقسم بالله أنه عندما وصل إلي باطن عين الماء أزاح الحيّة بعصاة، وملأ القرب والسقوة والسِّعون و لم تتحرك الحيّة وخرج سالما ... إقسم إلي الآن هذا العبد الباقي ينفق كل ما يملك |
الى الآن يا عبيد القليلين العرفتهم من عربكن قاطعين النفس وقد كنت أقول دائماً إن الكرم عندنا (كرم حاااااف) دهب خالص، ما فيه أي شوائب .. باستثناء بعض الحالات الخاصة يعطي المرء ما يملك (متل عبدالباقي دا) وبعدين الله كريم كان ما أخاف اللوم أقول ليك الكرم عندنا أشبه بالمرض النفسي
تحياتي مثنى وثلاث ورباع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
Quote: والأكثر إيلاماً هو أن تجد إن بعض الأغنياء يتبارون في تقديم الهدايا القيمة والمنح العظيمة لشخص ما في مناسبة وبدون مناسبة، وتكتشف إن هذا الشخص لا يحتاج لها، كأن يكون مثلاً غنياً مثلهم، أو مسئولاً كبيراً، بعض التجار الكبار يقدمون سيارة فخمة لابن هذا المسئول أو الغني في عيد ميلاده، أو عند احتفاله بدخول الجامعة مثلاً أو هدية مبالغ فيها لابنته في زواجها، أو أن يتبرع الفنان المشهور بإقامة حفل الزفاف لهذا الوجيه بدون مقابل، ولكن هؤلاء الأغنياء الكرماء لا يستطيعون تقديم وجبة لأسر فقيرة تسكن بجوار قصورهم أو تعمل لديهم، لا يمنح هؤلاء الوجهاء سيارة للعتالي الذي يكدح في مخازنهم ليل ونهار ليوفر لقمة العيش لابنائه، أو يتبرعون بعلاجه أو يتكفلون بتعليم ابنائه إن سقط مريضاً أو عجز عن العمل.. |
عّبر بدر الدين عن إنسانيته فعّبر بإنسانيةٍ جميله إحترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
.
سلامات يابدر الدين
ذكرتني قصة الراجل الضايع في الخرطوم، مع المغارب اكرمو واحد أخو آخوان من اولاد الخرطوم ساقو البيت وجيهو وتاني يوم قطع ليهو التذكرة واشترى ليهو الزوادة ومصاريف الطريق ..الخ الراجل بعد رجع البلد وحكى لاهله قصة الخرطومي الضكران والكريم ده، جماعتو قالو ليهو لازم تمشي تجيبو عشان نكرمو ..!
ياخي باقي القصة أظنك عارفو
قلنا نسلم عليك ونرحب
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكــــرم (Re: سيف اليزل الماحي)
|
سلامات يا سيف إنت دابك داير ترحب بي؟؟ أها أقولك حاجة كمان أنا زولاً رحب بي في المنبر دا غيرك إنت مافي إذا استثنينا صاحبي حمزة الكوبي ودا زولاً لي من زمناً بعيد شفت الهوان دا ؟؟؟
تم القصة ياخ ما عارفا والله، لكن شكلو طلعو عينو وندموهو
تعرف إن أغرب عادات الكرم عندنا إن هناك قوم يضعون لك الطعام ويجلسوا ليراقبوك ما بياكلو معاك ولا بجاملوك يقعدوا يعاينوا ليك لامن تشبع وتشبع دي يحددوها هم مش إنت وبالمناسبة لو الظروف ودتك أي ريموت إيريا في السودان حقو يكون عندك ثقافة وإلمام تام بعادات الكرم في تلك الإيريا يعني في ناس مثلاً يجيبوا ليك 16 براد شاي لبن من الصباح ولازم تشرب من كل البراريد دي كباية لو ما عارف المعلومة دي ممكن تطرشق عادي زيك زي أي كفر لكن لو عارفا ممكن تكب من كل براد كاس (يعني ربع كباية) وتنتظر باقي الكبابي
تحياتي مثنى وثلاث ورباع
| |
|
|
|
|
|
|
|