قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2013, 05:14 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية

    قراءة غير محايدة في أم الدلاقين ..


    كثيرة هي النصوص الجميلة، ونادرة هي النصوص المدهشة، تلك التي تكتب بجنون القلب ولوعته.
    هذه النصوص التي لاتملك حين تقرأها إلا أن تتأوه فرحاً وغيرةً، وتقول كيف يمكن كتابة نص كهذا..؟! هذا هو حال المتلقي حين تباغته كلمات إشراقة حامد في (أم الدلاقين). والنص فصل من سيرة ذاتية للكاتبة تحت الإعداد للنشر باسم (أنثى الأنهار) شاء لي الحظ الجميل أن أطلع عليها. بالطبع تعبر الفصول الأخرى على تواريخ ومحطات مهمة ومؤثرة في حياة الكاتبة، شأنها شأن طبيعة كتابة السير الذاتية، والتي يجب أن لا تكون مجرد حوادث فقط إن لم تطرح رؤية صاحبها ووجهه نظره المختلفة تحديداً في الحياة مما يضيف للقارئ شيئاً ما جديداً. إدوارد سعيد مثلاً أراد في سيرته الذاتية أن يقول بأنه فلسطيني قبل أن يكون أمريكياً وهكذا. نكتب موقفنا من الحياة .ماذا أردنا إن نقول بعبورنا السريع على هذه الأرض..؟؟ هذه وظيفة السيرة ككل ولكن الغريب والمدهش أن فصلاً واحدً فعل هذا وباختصار شديد..! نعم أم الدلاقين وحدها قد فعلت ذلك..كيف..؟ هذا هو السؤال وهذه هي الدهشة. فصل واحد فقط هو سيرة ذاتية شديدة التكثيف، سيرة ذاتية كاملة بحد ذاتها . لقد كتبت اشراقة في (أم الدلاقين ) موقفها الشخصي من الآخرين ومن الحياة بالحب والرفض، بالجرأة والتسامح ، بالتصادم والانسحاب. وعليه يمكن الدخول إلى، وفهم طبيعة هذه السيرة - الحياة - باستيعاب ما تطرحه إشراقة في (أم الدلاقين ) حيث يحكي كل سطر حكاية وكل حكاية تحكي موقفاً مختلفاً ومتصادماً مع الحياة، وفي نفس الوقت متصالحاً مع الذات. تقف إشراقة وحدها منتصبة أمام العالم كتمثال حرية، وبيدها وعلى جسدها المعذب كل الدلاقين الممكنة ترفعها كراية لكفاح مرير، ضد السائد والمسكوت عنه، ولكن مع الناس والمكان، ضد القهر والتجاهل، ولكن مع الحب والعشق والحرية.

    الدلاقين ومفردها دلقون أو دلقان وهو القطعة من القماش أو الملابس القديمة المهترئة، ملابس الفقراء وأول ما تقع عليه عيناك حين يقدمون بطاقة التعريف الخاصة بهم، حين يقولون بصمتهم، بصراخهم، بدلاقينهم : نحن المحاربون من أجل البقاء. الدلاقين رمز ينهب المسافة ويختصر الزمن، رمز عبقري جامع مانع يقوم بعبء اللغة وعبء الكتابة، رمز لحوح لا يغادر المخيلة قبل أن يلقى لديك بكومة من الأوجاع والآلام، بكومة من الأسئلة والدموع، لا يملك أن يهرب القارئ من تأثير الدلاقين وهي تطارده من سطر لسطر، ومن فقرة لفقرة حتى يغيب فيها كغريق مستسلم لموته الجميل. "رافقني الدلقون بحنان منذ فجر الذاكرة " الدلقون ليس رمزاً اختارته الكاتبة صدفة، ليس صديقاً أو حبيباً فقط، بل ربما يتحدان كروح واحدة تعبر كل منهما عن الأخرى، أهي الطفلة المنسية في الثوب البالي أم الثوب البالي كراية وعنوان للطفلة التي تشق نسيان الأشياء..؟ يتحد الجسد الذي ذاب إرهاقاً وحباً وشوقاً وسفراً بالثوب المهتريء الذي صار روحاً وصرخة وحكاية. لم نعد نعرف حين نقرأ: "الدلقون الذي بقيت آثاره على يدي .." "دلقون هو ذاكرتي الصاحية بأشواقها .." "الدلقون كان أول من اقتسم معي ليلة خصوبتي الأولى.." "دلقون.. حيث سيطرت علىّ الفكرة القديمة؛ أن انفخ فيه من روحي" اللغة في أم الدلاقين ليست إلا كتابة خاصة، كتابة سكرى لا تعرف السرد التقريري المعروف لكتاب السيرة ، ولا تعرف الرمزية المفرطة والصورة المتخيلة لقصيدة النثر، هي جمالية خاصة ومتفردة، كتابة مجنونة وحالمة، كلوحة لسلفادور دالي، شديدة الالتصاق بالأرض كقدم حافية تنز دم جراحها، وعالية مرفرفة إلى حدود الحلم كضحكة الممثلة المشهورة في التلفاز، مفردات تنقل من خصوصية غارقة في أنهار السودان إلى دهشة العولمة واضطراب الثقافات في شوارع فيينا، من اللون الطوبي لون دم الخصوبة ولون دميتها الأولى ، إلى اخضرار حدائق الحياة في غربة لا تنتهي. من أم لعاب البراءة إلى ختان الوعي مروراً بمزيد من الحب ولانهاية للعذاب.

    فصل متعب ومرهق ينهب القلب ويوجعه، نص ساحر يضيف للكاتبة إضافة كبيرة، ولكنه يسرق الأضواء من باقي السيرة الذاتية، ثقب أسود يهضم ما حوله من كتابة، موناليزا اللوفر، وحلم ليلة صيف لإشراقة حامد. سعيد جداً بقراءته، ومشفق على ما تبقى للكاتبة من سطور.


    ناصر رباح / فلسطين.
                  

09-03-2013, 05:20 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: Ishraga Mustafa)

    حكاية البت ام دلاقين

    رافقنى الدلقون بحنان منذ فجر الذاكرة و {المعراكة} تعركنى عجنة حزن غريب اعوسه فى صاج الحياة- النار تحرق اصابعى الصغيره والدخان يدمع عيونى و ما علق من عجنة فى الدلقون المعروك اشعل به وجهى- دلكة الفقراء – اللخوخة التى لخت سنوات عمرى فيها- فى دلقون كان الحكاية وبقى كل الحكاية.
    هو نفسه- طويل وشاهق لنرفع به {جرادل} تراب الروح فى سقف حنانى المفقود فى موية مطرة شهدت ماشهدت من الانهمار على سباليق الشجن.
    النقّعاع... دلقون لنقع العكر الذى اصاب الروح من الف عام
    دلقون ضد شوائب الذات
    لاجل صفائها... احب الدلقون..
    احبه يزهو متصوفا فى اجساد الدراويش
    وخلاخل حجول صبرة وجدية وبت هيرون- نساء حلتنا- اللآتى غيب عقلهن الفقر والقهر فهامن فى وجه الدنيا بلا ملاذ... كانن وبقين ملاذى.
    دلقون ربطه ود ابتمرا- تلون فى عيونى الصغيرة زمانئيذ ومازال وهو يدور الفات الفات- ثم يغفو منتشيا- ظنيتها من الجوع وكان يقينه الذى سندنى فى صغرى- ود ابتمرا ودلقون يربطه فى رجليه الحافيات- لم اراه الاّ حافيا ومكسيا بكل غناوى الدلقون حبيبى.
    دلقون جميل كوستى- شلاتيت- تنور فى حفلات الاعراس وهو يهيم الليل- كل الليل ولاتفرهد {شلاتيته} الاّ حين طبل.. ينحشر وسط الدارة والبنات يشحن بوجههن عنه وماكنت {بنتا} حين راقصته يوما على انغام حسن كاروشة ومبروك عليك الليلة يانعومة ومحطة قطارى كانت عيونه- عيون الكاروشة والفساتين التى اشتهيت فكستنى وهو- فنان حلتنا يلبس كاروهات المنى فى خدود البنات وفى شعرى الممشط الدهباية يعلق دلاقين قميصه لحفلة قادمة. كانت حكاية حين راقصت جميل كوستى اب دلاقين {المقطع}- لم يكن مقطعا الاّ فى حشا الرضا- والقناعة التى رافقتنى كدلقون يشدو معى للتصالح وراحة البال.
    الدلقون الذى بقيت اثاره على يدى حين ربطته جدتى من امى بكمون اسود
    وسحنت فيه محلب اشواقى ووضعته فى فمى الصغير لتنهض اسنان تقاوم تكشيرة الدنيا التى استقبلتنى منذ اعلنت لها عن دلاقين روحى.
    دلقون ربطت فيه خالتى آمنة تمرات هن شربوت كفاحها وهى تمشط سيدات المجتمع.
    دلقان {تمرت} به كبابى روحى فلمعت- دلقون من اول قميص فتحت زراته الاولى لتسقط مزن الحبيبة معلقة على فروع نبتت من صدر حبيبى... حبيبى انت فى العالمين
    شديت به عنقريب اشواقى ولعبت به {كمبليتة} الحياة علنى انتصر..
    دلقان.. فرهدّ حين سطوة طلح الانتظار وشاف الرغبة الدفينة..
    وفى يدى نشفت به بخار من شملة الشوق ليلة زلزلت الارض زلزالها واخرجت الروح اثقالها.
    وكان غطائى..الدلقان..
    ظلّ ردائى فى غربتى
    دلقون هو ذاكرتى الصاحية باشواقها لرائحة قميص جبريلى- قميصه الوحيد المعتق بعرقه- اشمه ليلا فتنمو حدائقا للعشاق فى وجهى , الايام والحزن رفيقان- مثلى و{فتلة قميصه}- فتلته وربطت خيوطه لآتيه متى ماشاءت ارادتى.. متى ماشاءت اشواقه التى تتلافحه فيمشى هائما- جبريل هو دلقانى الاول- دلقان روحى التوأم.. اضمه وسادة تحت رأسى واشمّ فيه دهن كركار عّرسى ورمل بلهّ مطر ليلة الجسد الأولى .دلقان بقى من فركة قرمصيص الهطول مثل ام لعابى اعرف ان امارس جنونى لاقصاه وان الحبال التى ربطتها من قميص حبيبى ما استطاعت ان تلجم المهرة حين تركض فى غابة الروح- تقول الشعر وتعزف الكمنجات وتلون عينيه ومن ثمّ ترقص الحقول.
    على سيرة الدلقون سألتنى بدرية التى كانت تكبرنى بثلاثة اعوام- البت كانت تفتيحة - عن بت ام {لعابى} ودعتنى واياها لنلعب لعبة عروس وعريس مع ود ام لعابها.
    حينها لم يكن لىّ بت ام لعاب تخصنى فما اردت صنعها الاّ من دلقون الونه بامنياتى واحلامى الصغيرة- اذ انى اردتها بت دلقون مميزه.
    احمدين عيسى الترزى الوسيم العينين يخيط لنا ماتيسر مما يستر اجسادنا النحيلة بسبب سوء التغذية التى ادركتها لاحقا فى سنوات مابعد غربة الذات.
    فى طريقى للسوق الصغير لمرافقة أمى فى طريق عودتها الى البيت محملة ببضعة قريشات وكسرة قد تبور او يفتقدها طبق سعفته جارتنا البقارية.
    أحمدين وصرة حواجبه الخشنة التى تشبه مقاشيشنا- المقشاشة ليها ايضا حكايات’ – وعينيه التى كانت تأسرنى فالعيون اول ما ابحث عنه فى جسم الانسان. تحييه امى واقف الهو فى شوارع عينيه الكحيلة وكان حين ينادينى لاناوله صعود من جدى استجيب فقد كنت {بنت مطيعة ولحبيبى سميعة {مالعلاقة بين الام والحبيب}.
    بدرية تلحّ علىّ ان تكون لىّ بت ام لعابى..
    القصاصة التى احتوت على بقية الكرمبلين والتريفيرا والدمورية الساده والملونة بالطوبى وبقية من الدبلان وتياب الساكوبيس والزراق الذى لم تعرف نساء حينا سواهم. اخذت ماتيسر من قصاصات واكثرت من الطوبى وعدت ادراجى الى البيت الذى يبعد خطوات من احمدين ابو عيون كحيلة. يتوارى جسمى النحيل وصلاح احمد عيسى يدندن العيون السودا من الراديو الوحيد فى السوق.. { ولغة العيون كاتلنى.. و... شوق الوصال اضنانى} اغنيها الآن.. شوق الوصال اضناااااانى!!
    جلست يوما لاصنعها- بت ام لعابى- خيوط والوان وقصاصات اقمشة ودمورية مصبوغة- بالطوبى- كانت تشبهنى- سألتنى بت البرقاوية جارتنا عن السر فى انى جعلت شفتيها مكتنزة و انفها افطحا وصغيرا- الانف الافطح لابدّ ان يكون كبيرا قالت وكانت ايضا تفتيحة تكبرنا حينها بعشرة اعوام من حلم الانوثة.
    قلت لبدرية حين طلبت بت ام لعابى ولود لعابها بان بنتى لابدّ لها من ان تذهب للمدرسة وان تستحق احمدين وسوف اصنعها بمزاج مجنون وقد فعلت.
    اكتملت يومها انوثة القمرة وشىء لزج احسسته حميما ونديا كانت حكايات الشوق تجوسان فى جسد الليل وسعفة فى يدى ربطتها لىّ امى لتحمينى من العيون السودا- احمدين كان {اول حبيب من دون الاحبة, اظهر لىّ غرامو وبادلنى المحبة}- رائحة الكمون الاسود تفوح كاحاديث البنات اللآتى كن يكبرننى باعوام- فرحات كن على غير تلك الليلة التى جزت فيها السعلوة ثمرة بديعة خوفا من ان يقتسمها {الفقرا}- {بدلقون} ربطت امرأة فخذ البنية حتى لا تصحو مهرات الجسد الفتى وتثور ضد جز الشوق المدفون- كانت نبقة حنينة- وكنت اشتاق ان اعرف اين قبروها وتتبعت خطواتى آثار سعفة دفنت معها ودم أنثى يهدر فى الارض.
    بت ام لعاب ترمقنى بحزن وانا افتقد جزء حميم من طفولتى وبراءتى. ظلت ترافقنى اينما حللت وتحكينى واحكيها- كانت لغتنا {دلقون} حميم هو الاصل فى كل الحكاية.. هو الباقى فى الحكاية, تلك التى شبت دون توقع او انتظار فى روحى – حرقتها وماحرقت الدلقون.
    حين برزن {دومتين}- لا يتنمن لدومة ود حامد بل ينتمن الى البرد والخوف- البرد كان شوقى المكبوت حين اضغط بصدرى على حبال العنقريب الذى رافق عزلة جسدى منذ ختمت السعلوة على صلاحية انوثتى لكل زمان. اما الخوف فقد ظل سيد الموقف فى كل مكان وظلّ دلقون حلمى صامدا مثلى.
    الدلقون كان اول من اقتسم معى ليلة خصوبتى الاولى والنداوة الحميمة التى بللتنى والقمرة. رأيت وجهى فى خرائط سفرى - كان طازجا برائحة الخصوبة ودم طوبى – ماكان ممكنا ان يكون قانيا والفقراء انتمائى.
    ماعدت اكسى بت ام لعابى فساتين اختلقتها من رغبتى فى أن البس فستان {كلوش} مفرور مثل ضحكة سعاد حسنى حين رأيتها فى التلفزيون الوحيد فى الحلة البعيدة- فى بيوت اشلاك البوليس وكنا نعبر تلك الظلمة والبرد يصطك فى خطواتنا.. سعاد حسنى- اشتهيت يومها ان اكور جسدى مثلها وان احول بت ام لعاب الى ود ام لعاب انفث فيه من روحى فيتشكل كما اشتهى فاضغط باصابعى على حبال صوته وجعرة ليلى { الشقى ومجنون}.
    سيطرت علىّ الفكرة منذ ذاك الوقت..
    و {الدلقون} ينتشى كل ثمانية وعشرين يوما- تماما بعدد ضلعات خلقت منها.
    آمنت بالخلق و بالحب مخرجا..مخرجا لبيوت عرشها بقايا دلاقين حرصت حواية وابكر . ميرى واكوى ان {يزينوا} به بيوت النزوح والحروب ونزف الفقد فى أ رواحهم... تسطع عيون ميرى ودلقون من قميص حبيبى يحكى سيرتى وضريرة المعرفة للبنات.
    دلقون وضعته جدتى فى برطمانية شقاها وولعت فيه نار من صاج الحياة وكفتها على {كراضم} و {فلايت} فى ظهر افراسها التى منحتنى لتخرج {قطائع} التعب المجنون.
    ثنائى النغم- و رنين ثالث هو صوتى قبل ان ينخرش بالهزيمة
    { وحيدة وغريبة كنت
    ساهدة وقلبى يبكى
    قال لىّ عن همومه وعن اشجانه يحكى
    عيونى معاهو ساهدة ومن الآمها تبكى..
    تبكى حبيب جفاها وما راعى المحبة}
    وكان الدلقون منديلى مع البنات..
    امسح به دمعاتى ..و عرق تصبب من وجه امى – جففته فاحرق اناملى وبقى وشما ينقع دمى من شوكه..وضعته على ظهر حصانى فانطلق للمدى.. لبلاد بعيدة حرضتنى مثل جبريلى ان اكتب حكاية الدلقون- حكايتى..
    هذه البلاد- غربتى- كما جبريل- فهو منها واليها ينتمى- لكل الارض وجنونى.
    جنون أسئلة ماحمتنى حين اتانى المخاض وحين احسست فداحة الفقد..فقد الدلقون
    كان دلقونى زمانها حنينا ويعرف دروبى
    فى غرفة صغيرة فيها قطن هو حزن تلك البلاد ومن قطفوها ليهنأ به {غرب} العالم وجهتنى الممرضة الرقيقة اليها..
    دلقون غزله طفل هندى- جائعا يهتز جسمه من البرد والفقر ليزهو به اطفال {اوربا}
    اشتاق الى الدلقون الذى مسحت به الام بقايا النزلة المعوية.
    فى فم {غنماية} لهفتى
    او أمين على {قريشات} نسوة الشاى والزنجبيل والقهوة التى تفوح الآن فى غرفتى.
    الدلقان- رفيقى- فى اى مكان مرمى
    فى الصحراء العربية او فى صحراء بيوضة
    فى يد صبيه تداوى او فى يدّ فنان يتصبب من حصار عفاريت الحنين- حنينى لاشك..
    دلقون.. حيث سيطرت علىّ الفكرة القديمة.. ان انفحّ فيه من روحى
    ان يكون لىّ.. اشمه كما لم اشمّ.. اشمه حشائشا خضراء يفور ويمور على اثرها البحر وترقص تلك الانثى المرجانية..
    أخرجت يومها والدنيا شتاء- بت ام لعابى..
    حكيتها رغبتى ان يكون لىّ ود ام لعاب..لا بل دلقون.. دلقان لن يجرؤ قلبى على رميه الاّ فى صحارى بعيدة. هى صحارى روحى العطشى.
    ارميه ويرمى ثماره واشواقه وغربة روحه- روحه توأم روحى
    مجنونة ..
    مجنونة بالدلاقين اين كانت وكيفما سترت الارواح قبل الاجساد..
    وروحى سترتها ضحكته واصابعه حين تصهل فيها الانهار واصهل من نارها
    لابدّ من دلقون.. دلقون بروح هو حبيبى
    دلقون لا يهترىء
    كلما قدم تعتق فاحتسيت نبيذ حزنه..
    اشرب {عرقى} الغبائن من دربه
    ليشقنى اذن كما شق دلقون طفلة سهرت الليل تجفف به دمعها وذبد ام غائبة فى وادى الغبينه..
    اريده ..
    دلقانا طوباويا غانى- ظلّ فى ذاكرة الرمل نحيب صبية عافرها حصان مهووس بالرجولة المختصرة همزة وصل لحبيبة ماحسّ المها ونقطتين على سطر جسدها الذى همدّ حين بانت منه ابتسامة صفراء عنوانا لرجولته التى حملها على دلقون يزهو به وسط القبيلة ونسوة مقهورات خرجت منهن زغاريد مشروخة كاليالى الخيبات.
    حدث هذا فى ليلة الدلقون والبدر يستدير وخصوبتى تركتها تبل صهد رمل تلك القرية وبقايا لحصحاص ظل عالقا فى دلاقين امرأة لفتها على ماعون كبير يشبه كفتيرة الشاى ولها خرطوم ابخرته هى دموع النازحات فى اطراف تلك العاصمة. سمعت اهل تلك القرية بالقرب من تلك المدينة فى الاتجاه الغربى للقلب انها منفيه بامر القبيلة اذ انها جاءت نتيجة شهوة مجنونة شهدت عليها رمال تلك القرية وفارت, فارت, فارت كالعرقى الذى يغلى فيها وفى ماعونها الذى وضعته على نار هادئة وفى جخنون سموه كورنيك- ساقتنى لهفتى على الدلاقين- الى قطيتها وزيارتها حرام مؤكد.
    احدى عشر عاما كنت و.. انشرح وجهها حين رأتنى وحضنتنى بامومتها المنتزعة اذ انها فعلت ايضا والعهدة على الرواى العارى بلا دلقان حنين يستره- انها فعلت فعلة امها وفى قرية مجاوره ومازال شجر الخروع يدشر حليبه حين يعود فصل شهوتها من كل عام.. هو دلقون الذاكرة التى تصحو الآن تماما.
    صحت حين وقفت ليلة امس امام المبنى الذى اسكن متأملة صندوق نظيف جمعت فيه بعض من دلاقين الاوربيات والاروبيين رحمة بعوالمنا – لارسالها لاطفال أفريقيا او الهند الذين نسجوها بدلاقين شجونهم ولهف قلوب الامهات تكسيهم محنة وسترة حال. غمغمت باسية ودلقون مرشوش على ظهر زريعة الحلومر الذى طعمت به حياتى الحلومرة.
    دلقون فيه من ازرق فجيعتى
    والوان نواحى البلاد { ويابنى السودان هذا رمزكم}.
    دلاقين جمعها اطفال العراق لشابة اوربية درست الفن التشيكلى وتخصصت فى دلاقين هوايا.. حكتنى تجربتهم والفرحة التى شعت من خيوط هزيمة دجلة فى ليل الفرات.. وحكيتها انتصار النيل فى كرة الشراب- انتصر النيل والاطفال مازالوا عطشى وانا العطش يمشى على دلاقين روحى..
    سالتنى ان درست الفنون..
    درستنى الدلاقين فى دروب الحياة الممتده.. وصهرتنى فى نار بقت حين طقش حجر ليل بعيد حجرالمهرة بقت/اشتعلت/ انهمرت ودلقان حبيبى جائعا لدم ندىّ من بين طواحين المشى التى عركت الدروب
    يوم اكملت مسيرة حزنى فى دائرتها وحلزونية لعنتى نفحت فيه من روحى..
    كان طلاء غرفتى الاخدر الفاقع مرارة الحرمان يلمع جراء جمرات سطعت من الدلقون..
    واللوحة على جدار اصحو على رمل بحرها ووقع اقدام اعرفها كما عشقى للبحر
    وبجانبها طفلة هى حياتى وغدى الاجمل..
    ورساله من رجل مضى قرأتها فلم تقشعر الاّ الاحزان وسيرة الانقلابات.. { لقد تعبت من غيابك}- كتبها ومضى وبقي دلقان بلوزتى الحمراء الوحيدة التى رافقتنى ايام شقيت ظهر المعرفة بشغف قلبى وتنانير عقلى- تنورة اشتقت ان البسها والمس نعومة على ساقىّ جراء لخوخة المعراكة ومابقى منها غطيت به زئير نبض الحريق الذى شب فى اول الشجن ومنتصف فحيح عقرب تمص فى دمى وتنفث سمها والدلقان المربوط يشاركنى نتح الالم ولذة الامل. بنت الدلاقين- بنت بكره- بكرة الدلقان حبيبى.
    ثم.... الدلقون يجفف الآن دمعاتى الهتونة!!
    والخريف يقف على بابى مودعا ويفتح نوافذ روحى للشتاء..
    سيكون شتاء غريبا واسياً وسا فتقد فيه هزات لن يستوعبها الشعراء الاّ بعد العام المليار من الصبابة. وسيأتى صوت اعرفه- اعرفه كما قفرى وشدو ليلى الحزين..صوت {وسط القلوب انا بعرفو ومليون كمنجة بيعزفوا}
    سيكون بردا للاسئلة التى يعود صداها من منتصف الشوق..والمسافة
    عله ينام دون ان يخدش سكونه ضجيجى وجنونى..
    الدلقون- حياة خضراء تسرى فيه.. من قلبى وحرائقه..
    لهب النار اخدر من شهقة اغنيات وطبول شقت ليل فيينا فى شتاء ما
    الدلقون.. صامدا امام حرائقى ونيرانى ولست صامده امام وجه الغائب فى ركائب المدينة وفراغاتها- التى تملؤها سماحته.. جنونه.. و قهوته السادة المدلوقه على اخاديد وجهى وتعرجاته, بلون الذبد صارت, ذبد لم تذهب رغوته الاّ جفوة لا تشبه بساطة الدلقون.
    الدلقون.. فى ايادى البنات يلوحن به لعشاقهن
    وفى يد امرأة انتظرت حبيبها طويلا فجففت به انهماراتها. انهمار هو العشق فى اقصى الريح لتخج فى البحر سفينة غرقت, خشبها شجرا اخضرا غدا فى جوف البحر حبيبى.
    والدلقون فى يدى.. الوح به فى وجهه- انشّ به نحل الاحزان عنه فلا يشيحه عنى- جميل هو فى نزوعه وغضبه وعنفوان صمته..جميل وحلو بيقين { يكوس} رزقه بضراع اشواقه الخضراء.
    دلقون بحياة حقول ملظية بشوقى وسهادى, يهبّ فى ليله.. يغشاه بآمان قلب يسكنه وما باليد حيلة..
    وبالعقل الف حيلة وحيلة واليه المصير.
    ودلقون أخير, هو كفنى .. غربتى كفنى وانا ابحث عن قبر فى بلاد هى حكايتى- حكاية {البت ام دلاقين}.



    د. اشراقه مصطفى حامد
    فيينا مايو 2009

    (عدل بواسطة Ishraga Mustafa on 09-03-2013, 05:33 PM)

                  

09-03-2013, 05:35 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: Ishraga Mustafa)
                  

09-03-2013, 06:47 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: Ishraga Mustafa)

    دكتورة اشراقة

    زعلان منك شديد للغياب والانقطاع من المنبر
    ان شاء الله دي تكون بداية عودة قوية ,,
                  

09-03-2013, 07:44 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    الله لا جاب الزعل ياعمار
    مشاغل الدنيا ومع ذلك حا ساهم قدر ما اقدر

    اقرأ هنا معى للصديق الكاتب الفلسطينى ناصر رباح, شاعر اللغة والمعانى العميقة

    Quote:
    ناصر رباح
    الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 17:32


    لم تترك لي الحرب غير الذين ماتوا أسميهم الأصدقاء. أموسق ليلاً وأنذر شمعاً كي يعبروني في الحلم كمبضع أو دواء سعال ، لم تترك لي القلب نافذة أعلقها على حائط من بهاء الذكريات، ولا شارعاً كلما لوح الوجد منديلَه هجت طيور وحطت أغاني، فهي لم تنس بعد طعم الرصاص النحاسي، ورائحة الفراق العميقة في القلب . لم تنس أن يداً تنثر الحب كبائع للجرائد على عتبات الصباح صارت تلم أشلائهم كل ليلة تحت الوسائد، وتراصفهم في مكتبات البيوت جوار الأماني القديمة والقبل اليابسة. على من إذن نقرأ الفاتحة.! والذي مات مات، وفي كفه سلة الخضروات ورائحة الفاكهة، مات وفي جيبه تذكرة الباص ووصفة البيتزا الجديدة..! على من إذن نقرأ الوقت، فلم يبق على رصيف الشوق لم يركب الحافلة سواي وركض الصباح؛ حيث لم تترك لنا الحرب غير المسافة بين بائع الورد والمقبرة.




    Quote: تسافرُِ الأشياءُ وتبقى وحدهَا حبةُ برتقالٍ تثيرُ أوجاعَ المكانِ برائحةِ العائلةِ، تقطعُ القلبَ نصفينِ كلما عبرتهُ نافذةُ متربةٌ، أو مرَ بهِ جنديٌ تائهٌ من بقايا الخصامِ. بالذي يكسرُ العطرَ بين المحبينَ كمنجاتٍ وشجرٍ، بالذي يرفعُ الوقتَ على أكتافِنا نهرينَ من بكاءٍ وصلاةٍ، خذي قلقي وارمِهِ للسماءِ كقطعةِ سكر..كي تؤجِلَ الحربَ ساعة.ً.!!
    وحدهَا حبةُ برتقالٍ، وحدَها تضيءُ وحشة َالمكانِ، تقشرُ القلبَ صورةً .. صورةً، وغائبينَ..غائبين. لا امرأةَ تعودُ إلى ذهبِ صفائها، ولا ندى يعودُ للشباكِ إلا ومستهُ رعشةُ الرصاصِ. لا أحدَ يلمُ ثرثرةَ التلاميذِ بعدما تفرغُ المدرسةُ, ولا يبعثرُ في المقهى الخالي من جلوسِنا صخبَ الكراسي . بالذي يدلُ المسافاتِ على خطاي جيئةً ومضي ,
    بالذي يُهدي إلى الشمعِ مَسائي بعدَ آخرِ شمسٍ متاحةْ .
    خذي قلبي وارمِهِ للسماءِ كحفنةٍ من رماد , كي تؤجلَ الحربَ ساعةْ ..
                  

09-04-2013, 08:11 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: Ishraga Mustafa)

    معطونةٌ روحي يا أختها
    في عزفك البهيج وإن رافقته
    الأوجاعُ
    والأدمعُ...
    معطونةٌ
    ولا وهن يعتريها
    لكنما لكل اكتمال أوانه
    ولربما حملته الأطيابُ أو الأطيارُ إليك
    عما قريب
    ربما


    ف
    سلامٌ لروحك الوارفة
    واشتياقي و
    محبتي
                  

09-04-2013, 10:27 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: بله محمد الفاضل)

    العزيزة إشراقة

    تحية وتقدير ..وشكرا لك أن جملتي هذا المكان بإشراقتك البهية

    شكرا ليك أن لم تبخلي بعصير برتقالة روحك ...

    وأهنئك على استخداماتك الرمزية العالية للمفردات الحياتية البسيطة في فلسفتها العملية...إلا أنها فارهة في معانيها الفلسفية
    وهذه الإستخدامات ، تكاد تكون حصرية على نصوصك الباذخة - حد إطلاعي المتواضع - أو لنقل تكاد تكون متميزة بصورة حصرية في تناولك الرصين

    وأسعدني أن يجد الدلقان هذه النظرة الفلسفية المتأملة ...والإستصحاب الحاذق لمبنى ومعنى الدلقان ..عبر مسيرة حياة مليئة بالتأملات ...

    شكرا ليك ..وعودا حميداً ..
                  

09-05-2013, 09:17 AM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: وأسعدني أن يجد الدلقان هذه النظرة الفلسفية المتأملة ...والإستصحاب الحاذق لمبنى ومعنى الدلقان ..عبر مسيرة حياة مليئة بالتأملات ...



    يا ابراهيم الف شكر والدلقان يجد عندك وقتا لمتابعة مسيرته

    واعترف بان اسهاماتك الجادة والثرة هنا محفزا لى للمشاركة من حين لآخر

    ويظل فى الخاطر ان اهديك كتابة مازالت على ورق الذاكرة تحتاج زمنا لينتفض غبار التكاسل عنها ولك منها هذا المقطع وهى كتابة تنتمى الى مشروع مخطوطة كتاب اطلقت عليه حتى الآن: وللاشياء روح


    (( حبل الولادة/
    حبل الغسيل/
    حبل العنقريب/
    حبل القارب/
    حبل الدلو/
    الحبل السرى/
    حبل النط/
    حبل الوتد/
    حبال الشرك/
    حبل المشنفة/
    شد الحبل/
    حبل المودة/
    حبل العصمة
    حبل الموده
    حبل الصبر
    رمى الحبل
    حبل الكذب
    حبل المسد
    وحبال......... وحبال فى الذاكرة))

    فمن قال ان الاشياء بلاروح.... هى تحمل ارواحنا... ذكرياتنا.... تفاصيلنا اليومية..... وحبل متدلى من تحت عنقريب مفقر وجد جرو صغير ضالتة تحته... فلعب ثم نام برضاء
    صورة هذا الجرو فجر كل هذه الحبال ذات يوم فييناوى بارد ومليان بالشجن والحزن المفجر للطاقات الايجابية

    _______________________
    الصورة من قوقل
                  

09-04-2013, 04:29 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: بله محمد الفاضل)

    يا بله يا شاعر المعانى , الشاعر الانسان الجميل

    لك التحايا والاشواق

    ثم ان قراءة ناصر وقراءات اخرى جاءت ردا على مسودة (أنثى الانهار) ولعلك تعرف تفاصيلها وانت تراجعها وتضبطها نحويا والا كان الكسر مكان الضرب والرفع مكان السكون وكل ذلك ينتمى الى حالات تمرد تخصنى لم اعد فى حقيقة الامر قادرة عليه

    ضمن الذين قرأو ا المسوده صديق عزيز جمعتنى به ايام بعيدة ولكنها فى الذاكرة تضج وتنضج على خطى تلك الدروب... لك لها فاقرأها و..... وكم احسست بالفرح ولكن بالخجل ايضا وبالبكاء اكثر.....زبورطة الاسئلة: متى ترى انثى الانهار النور؟ وهل انتهت من عتمتها؟


    Quote:
    أمرأة من نور ومصابيح
    الكتابة عن الاشخاص صعبة جدا وتزداد صعوبة حين تكون عن شخص نعرفه وعايشناه، لذلك نلجأ ككتاب إلي التحايل علي الصعوبات بالكتابة عن الشخص في سياقه العام في حركته وسط الناس وتفاعله معهم وتفاعلهم معه فذلك يهون كثيرا من الصعوبات... مسرح الاحداث الذي عرفت فيه المؤلفةالدكتورة اشراقة مصطفي كان مسرحا مضطربا عامرا بالاحداث المتلاحقة، كان الزمان مطلع الثمانينات والمكان الأول مدينة ودمدني في وسط السودان وكان حكم النميري يلفظ انفاسه الاخيرة ويمارس جبروت آخر اللحظات في المسرح السياسي في السودان....كنا صغارا نوشك علي انهاء الدراسة الثانوية وولوج الجامعات وكانت مدينة مدني عروسا للثقافة والفكر تموج بحركة سياسية وثقافية في قمة عنفوانها وضجيجها برغم الاجواء السياسية الخانقة، كانت بالمدينة رابطة ثقافية قوية هي رابطة الجزيرة للاداب والفنون يمتد نشاطها داخل وخارج المدينة ويشمل كل فئات المجتمع بما في ذلك صغار الطلاب مثلنا فقد كان لنا نصيب كبير في أنشطة الرابطة وكنا حضورا دائما يجد محبة وحفاوة من الجميع في تلك الاجواء ظهرت اشراقة في المدينة أول مرة وانتشرت في مجالسها وبيوتها الصغيرة المفتوحة علي الادب والثقافة والسياسة والشعر خصوصا... عرفتها فتاة صاحبة حضور قوي وملامح مميزة وشخصية تنطبع بالذاكرة بقوة بذلك الألق الإنساني الظاهر فيها ، هو ألق من يشعر بأنه مسؤول عن الكون كله. وهو ألق اظنه كان حاضرا في كل مسيرتها اللاحقة وهو السر في ذلك القبول الذي حظيت به أينما حلت وكيفما حلت، شئ ما يودعه الله في بعض عباده ، شئ يجعل أفئدة الناس تهوي اليهم وتجعلهم دوما أكثر شفافية وعمقا وأحساسا بالاخرين.... شئ ما في كيمياء الروح لاتبهته الجروح ولاتذهب بريقه السنين...


    لعلني وانا اكتب هذا يستعيد كل من يقرأه ممن يعرف اشراقة ذكرياته معها فيجد ذلك الشئ السحري فيها وفي روحها حاضرا بقوة مستدعيا امطارا من المحبة والمحنة والتواصل والقدرة علي الاحتواء بلطف وخلق حوار حميم شفاف يجعل كل التفاصيل الصغيرة متوهجة عميقة وساحرة.... المهم أنقضت ايام مدني السريعة الخاطفةبفاجعة أليمة حين قتل صديقنا طه يوسف عبيد الرسام الصغير الحالم بمستقبل أفضل للوطن برصاص جنود النميري في مظاهرة من مظاهرات المدينة ضد نظام النميري في يناير 1982 ، سال دم طه الطاهر فوق ملابسنا المدرسيةلنفيق علي مرأي الدم وندرك أن لعبة الحرية التي لعبناها صغارا شعرا ورسما ومسرحا ومظاهرات برئية هي لعبة باهظة الثمن و هي ليست لعبة بقدر ماهي اختياربهذا الوعي ولجنا الجامعات وانغمسنا في حربنا الشخصية والوطنية مع النظام الذي أغتال طفولتنا مجسدة في طه يوسف عبيد، وفي مسيرة الكفاح الطلابي كانت الجامعات مشتعلة بالغضب والثورة والاحداث المتلاحقات وكنا نلتقي بين حدث وآخر بشكل عفوي
    ثم التقيت باشراقة مصطفيفي مدرسة لتعليم الخطابة للكوادر الطلابية للجبهة الديمقراطية في الجامعات كنا محموعة مختارة من جامعات مختلفة كانت هي طالبة بالجامعة الاسلامية كلية البنات التي كنا نطلق عليها سخرية كلية النبات لانها الكلية الجامعية الوحيدة القائمة علي الفصل بين الجنسين،كنت أدرس بجامعة أخري هي جامعة القاهرة الفرع وكان علينا ان نتعلم ان الخطابة ليست كلاما مرسلا وجدلا بل هي علم يجب ان نتعلمه بصبرواتذكرها ..كثيرة الاسئلةعفوية التعبيرلاتخفي انبهارها بما تسمع.....ثم افترقنا في دروب الحياة كنت اتابع أخبارها من علي البعدفيسعدني ان ذلك الشئ الساحر فيها لم يموت أبداوأنه ظل يتوهج دوماويجعلهاأمرأةمن نورومصابيح تماما كما اراد أبوها حينأسماها أشراقة.
    صلاح الدين سر الختم علي
    سبتمبر 2011-
                  

09-05-2013, 10:11 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: Ishraga Mustafa)

    Quote: وحبل متدلى من تحت عنقريب مفقر وجد جرو صغير ضالتة تحته... فلعب ثم نام برضاء
    صورة هذا الجرو فجر كل هذه الحبال ذات يوم فييناوى بارد ومليان بالشجن والحزن المفجر للطاقات الايجابية


    أنتظر تداعياتك " الحبلية " ...ولا أشك في براعتها وعمق تأملاتها ...

    واشكرك يا إشراقة ..على روحنة الأشياء ...أو على حد قول صديقي كبر في أحد مفترعاته " أنسنة الأشياء " ..

    ما أشد حوجتنا إلى تلمس أرواح الأشياء ، وفي ذلك جهد عظيم .. مآله ترميم أرواحنا المتخشبة
    وصيانة إنسانيتنا المتهتكة ..ونحن نعيش في عصر " شيئنة الإنسان " ..أم هي " حيونة " ...أم هي " شيطنة " ..؟؟


    أتابع إشراق اسمك عبر المفترعات ..وأنا ضامن لتحليق المزاج ...( أو متاخمته ، على نحت ..بلة )
    شاكر كلماتك الطيبات ...



                  

09-05-2013, 10:16 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: Ishraga Mustafa)

    Quote: كثيرة هي النصوص الجميلة، ونادرة هي النصوص المدهشة، تلك التي تكتب بجنون القلب ولوعته.
    هذه النصوص التي لاتملك حين تقرأها إلا أن تتأوه فرحاً وغيرةً، وتقول كيف يمكن كتابة نص كهذا..؟! هذا هو حال المتلقي حين تباغته كلمات إشراقة حامد في (أم الدلاقين). والنص فصل من سيرة ذاتية للكاتبة تحت الإعداد للنشر باسم (أنثى الأنهار)

    اشراقتنا
    لك الود القديم ومازال
    تابعت في العيد على قناة امدرمان برنامج عن كوستى شاركت فيه قريبتى دكتورة سلمى الطيب على طه وهى دفعتك على ما اعتقد
    وحين اتى الحديث عن بنات كوستى صاحبات المراكز العلمية المتفوقات تمت الاشارة لدكتورة اشراقة مصطفى وسرنى ذلك كثيرا
                  

09-05-2013, 09:25 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: بدر الدين الأمير)

    يابدر يا صديقى العزيز

    من اكن لولا كوستى وبنات كوستى وانسانها؟

    قدر مايفرحنى الاطراء قدر ما احس بانه يورطنى
    نحتاجة لانه يشد من ازرنا ولم اتصور ان السيرة الذاتية اثارت كل هذه المشاعر وكتابات مختلغه من صديقات واصدقاء لهم ولهن مكانتهم/ن عندى
    اجمل ردة فعل افرحتنى هى كتابة صديقى الشاعر جابر حسين له المودة وعليه السلام اينما وكيفما كان.... تقرأها وتصل الى نتيجة مفادها ان النص يتجاوزنى كا اشراقه ويغمرنى فى محبة الحركات النسائية السودانية


    لك:

    Quote:
    .لأشراقة ، بائعة السندوتشات ، حالة كونها رائدة !


    .أشراقة

    يا أمرأة النضج كفاح الفاقة !

    هل من الممكن أن نوقظ ما نام

    ببطن الجوع يوما في الوطن ؟

    يا سماء ...

    كيف تحتملين كل هذا البؤس يصعد

    من عيون المتعبين

    وفي الوطن ؟

    أقذفي في وجهنا - في هذه البرهة السجينة – كل

    الحكايا والمواويل الحزينة والسير

    سير الفجيعة والدموع ...

    وكل أطياف البشر

    والنساء ، إذ ينهضن في الفقر المرواغ ...

    يسرفن في طلب الحياة بجمرها الوقاد

    في ظل الشجر !

    فخذي من نهرهم زيتا

    وأسرجي القنديل ...

    أسرجيه رغم العاصفة !

    رغم البذاءات الصفيقة

    والقلوب الظالمة !

    لا تبالي ... يابنت أمي ، لسياطهم

    وبضوئك الوهاج

    مزقي حجب الظلام!

    خذي من حيرة الجلاد غيظا

    وأسكبي في الدمع ماءا

    للتفاؤل !

    ودعي صباحك يهمس بالندي

    في رئات المتعبين

    وتنفسي الصعداء ...

    ملء قلبك ياحبيبة

    يامن لاتزالين أقتراحا للحزاني الصامدين

    ودعي عزائمك الوسيعة

    تبتدر هذا السكون

    بجولة من فيض ضوئك

    ينكأ حيرة الجلاد جمرا

    ليقوم في الناس الشجر !

    ورشي الملح فوق الجرح

    كي يتواصل الأحساس فينا

    بالوجع !

    وأسألي الوطن المشظي ،

    هل يرضي المزابل تكون مأوي للبشر ؟

    " ها هو التنين يرسل

    من لهيب القهر قسطا

    في وجوه المتعبين

    أسطورة التنين ماتت ...

    من سينعي في وجوه القوم

    تنين التضخم

    والجبايات التوتر

    والملاريا ... ؟"0

    أشراقه

    يا أيها الوجه المبلل بالندي ...

    المعفر بالتعب

    أكتبي ...

    ملء الدفاتر والورق ،

    ما أحتملت من التوجس والحنين

    ماذا يضيرك ...

    أن رفضت الموت

    أرسيت السواعد للنضال

    وللنساء المجد

    في سنن القتال ؟

    وها قد بدأت تمنحين الوقت جهرا

    بعضا من شرارات الحريق

    وبساعديك ،

    تعبدين دربا باسما ...

    للوسيمات المحيا

    أخوات التوهج والبريق



    جابر حسين
    اغسطس 2011

    !
                  

09-07-2013, 05:55 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة من فلسطين عن دلاقين سودانية (Re: Ishraga Mustafa)

    Quote: Nana Fathi Kashif
    الدكتورة الاديبة إشراقة، بعد التحية.إن المدهش حقا هو قرائتى لتعليق الكاتب الفلسطنى المنصف لكاتبة سودانية ! فلقد تعودنا على نظرتهم الدونية والعنصرية ضد كل ما هو سودانى وخصوصا النجاح فى دول الخليج والغرب سواء رغم ان اكثر من حارب وساند قضيتهم نحن والدولة العربية الوحيدة التى تمنح الجنسية السودانية للفلسطنين هى السودان ! ولقد آلمنى الكثير منهم بأنهم يفضلون البقاء بدون جنسية وبدون وطن على ان يحوزوا على الجنسية السودانية ! شكرا للكاتب ناصر رباح لكسر القاعدة وغرز بذرة أمل بأنه ما زال هنالك بعض الجميلين.


    شكرا يانانا
    ناصر رباح مختلف لان تجربته الجامعية ارتبطت بالسودانيين دون غيره
    اذكر اول مرة ارسل لى رسالة لطيفه على الفيسبوك بدأها بمفردات سودانية
    حكى لى عن وردى ومصطفى سيد احمد
    ويعرف تفاصيل قد لا يعرفها بعض السودانيين
    وشاءت الصدف ان توطدت علاقتى به واتعرف اسفيريا على اسرته, زوجته الجميلة
    ابنائه وهم يتابعون عبره مرات ما انشر من فيديوهات من اليوتوب لمارسيل ودرويش


    ومع ذلك ملاحظاتك سليمة ولا ترتبط فقط بالفلسطنين بل بالعرب عموما والنظرة الدونية لغيرهم من الشعوب الافريقية
    ولكن يبقى الامل فى التواصل والحوارات بمحبة
    سوف يتغيير العالم حتما

    لك معزتى يا ستى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de