|
الجنقو مسامير الارض
|
PDF
إهداء (إلى روح الجميلة، النظيفة،النقية، الشفيفة، مريم بت أبو جبرين، أمي) ( الجَنْقُو مَسَامِيرُ الأرَضْ ) مقولة لمجهولين وَدْ أَمْوُنَةَ السِجِنُ والسَجّانُ هذا ما تحصلتُ عليه مِنْ عدة حُكاة ورواة، من بينهم حَبيبتي ألمْ قِشْي، و الأُم، مُختار علي، الصافية وود أمُونة نفسه،مع بعض التدخل و قليل من التأويل و التحوير و الإلتفاف و التقويم و الإفساد أحياناً؛ لحكاية ود أمونة في السجن. قرر بينه وبين نفسه ألا يغسل الأطباق بعد اليوم ولو أنهم نفذوا تهديدهم ورموا به في الشارع، لا يهم يستطيع أن يبقى خارج السجن ويمكنه النوم تحت الجدار الذي يقابل غرفة أمه، وسوف يأكل ما ترميه أمه له من أعلى السور، وهو أيضاً يعرف كيف يصطاد الطيور والفئران ويشويها، عن طريق المهارات القتالية التي اكتسبها من والدته، يستطيع أن يحارب الأشرار، قد لا يعرفهم الآن ولكنه سينتصر عليهم بمجرد أن يشرعوا في مهاجمته. كانت أمه أمونة تقول له دائماً: ( كَاَنْ جُوُكْ عِشْرين أو مِيَّة، إنت أَمْسِكْ وَاحْد بَسْ، وإن شاء الله تعضيهُ بسنونك، إن شاء الله تخربشهُ بأظافرك، إن شاء الله تَدَخِلْ يدينك في عينهُ، لكن ما تخلي حَقكْ ولا تبكي ولا تجري. الدُنيا دِي مَا بِيَنَفَعْ فِيها الضَعِيفْ.) قطعت حبل تفكيره أنامل الشامة على رأسه. تعال عليك الله فليني يا ود أمونة. - هو لا يحب الشامة، بالذات: ( عندها ريحة في فمها أعفن من البول، رأسها كله قمل، ووساخة، وقالوا كتلت راجلها.) قالت له الشامة - أُمُك الليلة طلعوها خدمة في بيت المأمور، أنا ما عارفة المأمور دا عايز منها شنو ما عايز يخليها في حالها. (ما حأغسل الصُحانة.) قال ود أمونة مُصدراً أمراً لنفسه. طباخ السجن النحيف صاحب الأصابع الطويلة واليدين الممسكتين دائماً بالكمُشَةَ أو المِفْرَاكَة، كان يرى في ود أمونة مستقبل طباخ ماهر. ( ود أمُونة يشبهني في أشياء كثيرة عندما كنت طفلاً كنت مثله وسيماً وسميناً وكسولاً وكثير الشجار مع الأطفال ولكني أيضاً كنت أحب أن أكون في صحبة النساء مثله تماماً) >>>>>>> ديسمبر2004 إلى 12- يناير- 2009 خشم القربة عبد العزيز بركة ساكن روائي سوداني [email protected]
|
|
|
|
|
|