|
|
 مقال رائع جداً ...الدكتور عبدالله الكردى .. المجتمع السوداني الي اين؟
|
المجتمع السوداني ... الي اين ؟
بقلم الدكتور عبدالله الكردى
وحشتني الصحف اليوميه خاصة صحيفة الأخبار والذى انتمى إليها 0وفى اليوم الخامس للعيد صدرت بعضها فرجعت المنزل لمتابعة الأخبار خاصة أخبار الأمطار والسيول التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد وتضررت منها ست ولايات بما فيها الخرطوم. وبالفعل كانت العناوين البارزه عن السيول.
تناولت صحيفة المجهر فجاءت معظم الأخبار عن السيول حيث أشارت في عناوينها إلى
الطوارئ تحذر القاطنين على شريط النيل وغرق 8 بخور شمبات بأم درمان
توقعات باستمرار هطول الامطار . وولاية نهر النيل تعلن ارتفاع الضحايا إلى 36 شهيدا .
وأنا أتابع الأخبار شعرت بقلق شديد لازدياد عدد الضحايا وزادني قلقا بأنه سوف تستمر الأمطار فى الهطول0خاصة ماجاء بالصفحه الثالثه 0
السيول تدمر مناطق واسعه بشرق النيل و24الف اسره بالخرطوم تضررت ضررا كاملا وجزئيا0
وانا اتجول فى صفحات الصحيفه وفى الصفحه الخامسه بالتحديد قرات عنوانين اجفلتني واليكم هذه العناوين0
ممرض يحقن مريضا بماء مقطر.
ام تلقى طفلها فى الشارع والكلاب تنهش جثته .
قتل اخرس بعد خلع اسنانه .
وجاء فى الخبر الاول بان ممرض كان يحقن مريض بماء مقطر بدلا من الحقنه الاصليه والتى ثمنها 65ج حتى يبيع الحقنه مما ادى الى وفاة المريض والادهى والامر انه كان يشتري بثمن الحقنه خمرا0
وجاء بالخبر الثانى ا ن ام رمت بطفلها حديث الولاده بمساعده اخرى والقائه فى قارعة الطريق فنهشت الكلاب جزء منه.
وجاء بالخبر الثالث وجدت حثة رجل اخرس فى بئر بعد ان تم خلع اسنانه.
هذه نماذج لجرائم فظيعه واهم مالاحظنه فى الجرائم الثلاث ان مرتكيبيها تجردوا من الانسانيه وهذه الصفه كانت تميز الشعب السودانى من سائر الشعوب .
بالتاكيد الممرض كان يعرف ان المياه المقطره ستقتل المريض ورغم ذلك وبدون رحمه من اجل ثمن بخس وقام بجريمته بدم بارد فقد وجد فى خماره يشرب الخمر بثمن الحقنه التى باعها .
وتلك المراه والتي حملت سفاحا لم تحركهها مشاعر الامومه والقت به على قارعة الطريق فقط لكى تخفى بانها حملت سفاحا الم تحركها الانسانيه الم تفكر فى هذا الوليد الذى شاركها دمها اين الرحمه.
وذلك الاخرس المسكين والذى كان يعاني من مشاكل نفسيه كيف تجرد قاتله من الرحمه هل بالفعل قتله ليبيع اسنانه هل هذا يعنى ان الاشاعه التى يتداولها الناس عن بيع الاعضاء البشريه حقيقه.
اولا لا نقول ان هذه الجرائم لا تشبه السودانيين .
كل مرتكيبيها سودانيين بل اصبحت مثل هذه الجرائم تحدث يوميا0 علينا الاعتراف بان المجتمع السوداني تغير وان الاخلاق تراجعت وان القيم لم تكن كما كانت وان الرحمه انعدمت فى قلوب الكثير من الناس وان حب الذات والمال والشهوه اصبحت صفه من صفات الكثير وعلى الحكومه ومؤسسات المجتمع المدنى التحرك لدراسة هذه الظواهر 0وعلى علماء النفس دراسة هذا السلوك .
ان الفقر والازمات والسيول وتراجع الاقتصاد لا يخفيني يقدر ما يرعبني تغير السلوك السودانى الذى اصبح فى محك حقيقى .
قد يقول قائل ان هذه الجرائم تحدث بسبب الفقر لكن انظر لهذه الجرائم هل كان سببها التدهور الاقتصادى لقد حدثت جرائم كثيره ومن ناس ميسورى الحال فعندما يقتل صديق صديقه ويقطعه اربا اربا اربا وياخده فى سيارته انظر سيارته ويوزع اعضائه فى المجارى ثم يدخل بيت القتيل ويبحث مع الباحثين وعندما تغتصب الاطفال ويقتلون دافعها الفقر .
تابعت قراءة الجريده عسى ان اجد خبر يخفف علي ما قراته
وفى صفحة 10 من ذات الصحيفه صعقني تحقيق كتبته الزميله هبه محمود عن دار الفتيان فى كوبر وهو الدار الذى يوضع فيه الاطفال دون الثامنه عشر لارتكابهم جرائم .
جاء بالتحقيق ان الجرائم التى ارتكبها الاطفال كالاتى .
32 حالة سرقه و26 اغتصاب و18 قتل 6حالات اذى جسيم و5 مؤئرات عقليه.
كل هذه الجرائم قام بها اطفال احد الاطفال حاول الهروب وعندما قبض عليه قال انه اشتاق لوالدته ويريد ان يهنيها بعيد الام.
نعم المجتمع السودانى الى اين لابد من وقفه من الدوله والاسره والمدراس والاعلام.
انا اسف اذ سببت احباط لبعض القراء لكنها الحقيقه والتى يجب ان نتعامل معها وان النسيج الاجتماعى يحتاج لرتق.
ولكن ليس لتخفيف الام هذا الكلام اقول وبالمقابل هناك سودانيين اوفياء وفى قلوبهم رحمه ويهبون لانقاذ المحتاج وهناك اسر محافظه . نحن قصدنا ان نلفت الانتباه ان المجتمع السودانى لم يعد كسابق عهده ولماذا حدث هذا وهو الذى اعنيه ومن الصعب فى هذه العجاله تحديد الاسباب لكن على المختصين التحرك فورا لايقاف هذا الطوفان.
|
|
 
|
|
|
|
إدريس سليمان الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست