|
كلمة رئيس حركة العدل و المساواة السودانية بمناسبة عيد الفطر المبارك ل
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة رئيس حركة العدل و المساواة السودانية بمناسبة عيد الفطر المبارك لعام 1434هـ
أهلي الكرام في معسكرات النزوح و اللجوء
أحبابنا الجرحى و المعاقين و اليتامى و الثكالى و الأرامل من أسر شهدائنا الأبرار
أسرانا الأعزاء في غياهب سجون النظام
بناتنا و أبنائنا من الطلاب و الشباب أخواتنا و إخوتنا من العمال و الزراع المدرسين و المهندسين و الأطباء والموظفين و رجال القوات النظامية
أهلي الكادحين و المهمشين الطييبين في كل شبر من أرض سوداننا الحبيبة و المشردين في الشتات
يسعدني أن أزف إليكم جميعاً، باسم حركة العدل و المساواة السودانية، و الجبهة الثورية السودانية، و باسم ثواركم الأشاوس القابضين على الزناد، التهنئة الخالصة بحلول عيد الفطر المبارك للعام 1434 هجرية سائلاً المولى عزّ و جلّ أن يكون قد تقبل منا و منكم الصيام و القيام، و غفر لنا ذنوبنا، و عتق رقابنا من النار. أقبل العيد هذا العام على كثير من أهلنا في العاصمة و الأقاليم و قد جرفت السيول كل ما يملكون، و تركتهم في العراء دون مأكل أو مأوى، و دون أن يجدوا ما يستحقون من المؤآزرة و الرعاية من النظام الذي انشغل عن إغاثة المتضررين برحلات رئاسية مربوكة واجفة، مرّغت شرف أهل السودان و كرامتهم في التراب، و أفسدت عليهم طعم عيدهم، و جلبت عليهم السخرية و الشماتة من شعوب العالم. عاد علينا العيد و قد صار معيشة شعبنا ضنكاً، و استفحلت معاناته بعد أن تفلت التضخم من عقاله، و اتجهت أسعار السلع و الخدمات صوب الثريا بسرعة البرق، بسبب فشل النظام في إدارة الاقتصاد، و تسخير جُلّ موارد البلاد في سفك دماء المواطنين و تهجيرهم قسراً إلى معسكرات النزوح و اللجوء، فتعطل الانتاج، و هلك الزرع و الضرع، و ازداد الفقراء فقراً و ازداد الأغنياء و نهّابو قوت الشعب غنى و تخمة من مال السحت و الفساد و الجشع. أقبل علينا العيد هذا العام، و أهلنا في دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق تائهون في الصحاري و الوهاد و الكهوف و الأدغال حفاة، جوعى يبحثون عمّا يقيهم حمم طائرات النظام التي لا يرعى في مواطني هذه الأقاليم إلاً و لا ذمّة، و لا يعرف لدماء أطفالهم و نسائهم و شيوخهم حرمة، و يُصرّ على الحيلولة دون وصول ما يجود به ذوو الضمائر الحية في مجتمعنا الإنساني من إغاثة و دواء. عاد علينا العيد أيها الأحباب و الطغمة العنصرية الحاكمة سادرة في غيّها في إقصاء الآخر، و في اتباع التدابير الأمنية و العسكرية في التعاطي مع قضايا الوطن السياسية، و عازمة على هتك نسيجنا الاجتماعي باعمال معاول الهدم و التفتيت فيه ليل نهار، متناسية أن المكر السيئ كثيراً ما يحيق بأهله، و ما أخبار التصدّع الكبير في صفوفها إلا بشائر بقرب ارتداد الكيد في نحر العصابة و تجرعها من ذات كأس الفتنة المر. الأهل و الأحباب الشرفاء في كل شبر من أرضنا الحبيبة: أخاطبكم في هذه المناسبة الكريمة المباركة لأطمئنكم بأن ليل الظلم و الطغيان و التشرّد و المسغبة البهيم الذي استطال لن يدوم طويلاً بإذن الله، و أنكم على موعد قريب مع نصر عزيز و فجر جديد و غد مشرق و سودان يعتز به جميع أهله. أخاطبكم لأوكد لكم أننا في حركة العدل و المساواة السودانية و في الجبهة الثورية السودانية منكم و إليكم. يسوؤنا ما يسوؤكم، و تنفرج أساريرنا لما يفرحكم؛ و أن الذين يخيفون بعض شرائح الشعب من مقدمنا إلى العاصمة القومية، إنما يستجيرون بهم لإبقائهم على كراسي الحكم، و لضمان جعلها دُولة بين فئة محددة دون سائر أبناء الشعب. و لكننا على ثقة بأن شعبنا أوعى من أن يستخف به هؤلاء، أو أن ينطلي عليه مكرهم. و هنا أُوجّه الدعوة إلى نخب الوسط للاطلاع بدورهم الوطني الجامع بدلاً من الركون إلى رؤية الطاغية و من شايعه من الذين يقولون بأن السواد الأعظم من أهل البلد لا “يشبهون الحكم”!! كما أقول لإخواني و أبنائي في القوات النظامية، أننا لسنا ضد المؤسسات الوطنية العريقة، و ما اخترنا قتال أبنائنا و إخواننا و لكن اضطرتنا عليه العصابة الحاكمة اضطراراً و نحن له كارهون، و نداؤنا العاجل الصادق لكم، أن فارقوا صفوف الطاغية و انحازوا لصفّ شعبكم حتى نحقن دماءنا جميعاً و نصون مقدرات شعبنا لخيره و رفاهيته. و أخيراً و ليس آخراً، أدعو القوى السياسية الوطنية، و كل قطاعات شعبنا الفاعلة من الطلاب و الشباب و النساء و العمال و الموظفين و المهنيين، إلى رصّ صفوفهم و توحيد كلمتهم لمواجهة هذا العصابة الحاكمة بثورة شعبية عارمة تقتلعهم من جذورهم و توقفهم بين يدي العدالة الوطنية و الدولية ليذوقوا وبال أمرهم و جزاء ما كسبت أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء كما اعترف كبيرهم أخيراً، و عهدنا لشعبنا الثائر أننا معكم لحظة بلحظة حماة لثورتكم و عضداً قوياً لها بإذن الله. وكل عام و بلدنا في أمن و استقرار و رخاء.
د.جبريل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل و المساواة السودانية نائب رئيس الجبهة الثورية السودانية غرة شوال سنة 1434 هجرية الموافق للثامن من شهر أغسطس 2013م
|
|
|
|
|
|