يقصد بالتسويق الشبكى قيام شركة أجنبية باجتذاب مشترى سوداني لشراء المنتج (وليكن ساعة معينة) بسعر عالٍ جداً، وتعده بأنه سيحصل على نسبة من كل مشترٍ يقوم بشراء ذات المنتج من خلاله، أى أنه حفز مشترٍ سوداني آخر لشراء ذات المنتج، وهكذا تتشكل سلسلة أو شبكة من عمليات الشراء، بحيث يحقق أرباح طائلة نتيجة نجاحه فى اجتذاب وليكن 100 سوداني. أما بالنسبة للأجنبى منتج تلك الساعة، فكل ما يفعله أنه يجلس فى بيته فى سويسرا أو غيرها، ويضع قدم على قدم (رِجل على رِجل) والأموال تتدفق إلى حسابه. فالسودانيين – وبدافع الربح تحولوا إلى خدم لهذا الأجنبى اللص.
ثانياً: ما الضرر من هذه المعاملة، ألا يستفيد المشترين بمنتج جيد وفوق هذا يحققون أرباح طائلة. فكل ما فعله أنه اشترى الساعة وحفز آخر على شرائها، ما الضرر إذاً؟ الضرر واضح للغاية، وهو وإن لم يكن ضرراً خاصاً بالنسبة لمشترى هذا المنتج، ولكنه ضرر عام وخراب كبير!
حتى بالنسبة للأشخاص الذين فطنوا إلى هذه التجارة الرخيصة، تحولوا إلى عبيد للمال وتركوا وظائفهم المنتجة سواءً فى المصنع أو الشركة وتفرغ لعملية التسويق الشبكى. توسع هذه المعاملة البغيضة سيحول شريحة كبيرة من أفراد المجتمع إلى متسلقين وباحثين عن الربح الطائل دون أى إنتاج أو إضافة حقيقية للاقتصاد الوطنى.
أما بالنسبة للضرر على الاقتصاد الوطنى فحدث ولا حرج. لك أن تتخيل أن نسبة كبيرة من أبناء السودان تركوا وظائفهم وتفرغوا للعمل بهذه التجارة المظلمة، ما هى انعكاسات هذا التحول على الناتج المحلى؟ ما هى انعكاسات اعتماد الناس على منتجات أجنبية يتبارى شبابنا لترويجها على إنتاجنا من السلع المختلفة.
لا شك أن نجاح البعض فى تحقيق مكاسب طائلة يلهب شهية البعض الآخر وربما يدفعهم إلى ترك وظائفهم والتفرغ للتسويق الشبكى المربح. فقد رأى صديقه الكحيان تحول بين عشية وضحاها إلى ثرى يركب أفخم السيارات ويسكن فى أبهى المنازل؟! إنه خلل اقتصادى واجتماعى خطير ينبغى التصدى له.
ثالثاً: الأمر الخطير هنا والذى ربما لا يدركه البعض، هو أن الدولة تقتطع ضريبة من راتب الموظف الغلبان، كما أنها تفرض ضريبة على ع النجار صاحب الورشة الذى يحصل بالكاد ما يكفى لقوت يومه، ولكنها تعجز عن محاسبة المتواكلين والعاملين بالتسويق الشبكى، والذين يحققون سنوياً مبالغ طائلة؟! هل فيما يحدث شىء من العدالة، وإلى أين سيقودنا.
رابعاً: موقف أهل الدين، فقد صدرت أكثر من فتوى من دار الإفتاء ومن مجمع البحوث الإسلامية بتحريم هذه المعاملة المسماة بالتسويق الشبكى، لأن فى شيوعها إشاعة لثقافة التواكل والبحث عن الربح السريع والابتعاد عن العمل المنتج، هذا فضلاً عن الإضرار الكبير بالاقتصاد الوطنى. فكان أولى بهؤلاء الداعين لهذه التجارة الظالمة أن يشجعوا الإنتاج المحلى وأن يحفزوا الناس على العمل المنتج الحلال. فالمصلحة العامة هنا مقدمة على المصلحة الخاصة، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
أين إعلامنا مما يشهده السودان من مشكلات حقيقية، أجدر بها أن تحظى بوقت إعلامنا الثمين؟! أين هم من توعية الناس من مخاطر شيوع مثل تلك الأنشطة الهدامة، التى تحولنا وتحول شبابنا من خلالها إلى مجرد خدام للصوص الشرق والغرب؟! أين هم من رجال الدين والاقتصاد لتوعية الناس بمخاطر شيوع تلك الأنشطة التى هى أشبه بالمقامرات، سواءً على الفرد نفسه أو على الاقتصاد ككل؟!
أين المؤسسات والهيئات الرقابية مما يجرى، هى تلاحق صاحب محل الفول أو الورشة، ولكنها تترك هؤلاء - رغم نشاطهم المعلن والجلى لكل ذى بصيرة – فهل يحركون ساكناً وينقذوا البلاد والعباد من تلك الأنشطة الهدامة؟ أم أنهم غير قادرين على التخلص من روث الماضى، حيث أثقلتهم البيروقراطية والفساد الإدارى؟! اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
ماتطرقت اليه قضيه كبيره يتتداخل فيها اكل الناس بالباطل وتخريب الاقتصاد لكن حكوماتنا ومسئولي الاقتصاد عاملين أضان حامل وللأسف بعض الشركات وأخص إحداهم مقرها في المنشيه أتى بها الى السودان وزير اقتصاد سابق توفى الى رحمة مولاه
التسوق الشبكي ممنوع في معظم الدول إسلاميه وغيرها وعلى سبيل المثال
في السعوديه
كما أن هناك شركة تعمل في نفس المجال، تسمى سكاي بز skybiz.com ، وهي تشبه الشركات العامله في السودان من حيث نوعية المنتجات وآلية التسويق ونظام العمولات، مقرها الولايات المتحدة ولها فروع عبر العالم. هذه الشركة رفعت وزارة التجارة الأمريكية ضدها قضية تتهمها فيها بالغش والاحتيال على الجمهور، وصدر قرار المحكمة بولاية أوكلاهوما في 6/6/2001م بإيقاف عمليات الشركة وتجميد أصولها تمهيداً لإعادة أموال العملاء الذين انضموا إليها
08-07-2013, 01:16 AM
مهدي صلاح
مهدي صلاح
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 5092
كل من كان يدعوني للـ (انخراط) في التسويق الشبكي اول كلمة يقولها لترغيبي وتشجيعي على الاشتراك هو : عندنا سوداني كل فترة بيجيهوا شيك بالمبلغ الفلاني ثم يضيف ان الاغلبية في تجمعاتهم الدورية هي للسودانيين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة