قبل أن يسطو على بلادنا هؤلاء الذين لا أريد أن أسميهم ونحن في العشر الأواخر من رمضان والدنا قبايل عيد كان في السودان جامعات قليلة ولكنها جليلة بقيمتها لا بعددها والجميع كانوا ينظرون لها بعين الفخر وهي تحتل أسمى المقامات وسط العالم وكان من لا يدخلها يكفيه ويرضيه وحسبه أن بعض أهله تحرج منها ... والذين لم يدخلوها كانت الشهادة السودانية تكفي لتوفر له وظيفة توفر له العيش الكريم وكان من يدخل هذه الجامعات بعد أن يكون قد بذل من الجهد الشي الكثير ثم كان له من الحظ ما جعل جهده يثمر فلم يكن الجهد وحده كافي ليدخل لواحدة من تلك الجامعات ...فإذا ما دخل لا يطلب منه غير اليسير من الرسوم التي تدفع سنوياَ يتفاوت مقدارها بحسب مقدار دخل ولي أمر الطالب والبعض كان يعفى قبل سنة 89 ومنذ 89 صار الحد الأدنى أقل من قيمة الإعانة الشهرية للجامعات التي تدفع إعانة والتي لا تدفع إعانة كجامعة الخرطوم توفر الإعاشة بشكل مثالي ولو نسبياَ ومع الإعاشة أو الإعانة الشهرية يكون السكن مع لوازمه من فرش وإثاث ... والذي يتخرج من هذه الجامعات يجد وظيفة تحقق له عيش كريم ووضع مميز ثم دار الزمان دورته فجاء هؤلاء وسمى لنا هيجة رعناء بمسمى ثورة للأبناء ثورة للبناء ثورة للتعاليم العالي فلم يتركوا حايط صامد متين لمبنى حكومي لمدرسة من المدارس حتى وضعوا علية لوحة للجامعة الفلانية واستغلوا الفائض من القاعات في الجامعات بالخرطوم وغيرها فأجلسوا فيها طلاب تلك الجامعات المشادة حديثاَ ثم ما لبثنا حتى صارت ثورة التعليم العالي ثروة التعليم الغالي
سوف لا أتحدث عن المآسي والمعناة التي عاناها الطلاب والطالبات بعد الغاء السكن والإعاشة ومتروك لغيري من الزملاء أن يتناولوها هي أو غيرها إن ارادوا مشكورين.. ولكن ما يدعو للعجب هو أن الجامعات بعد أن كان في السابق الدخول لها يالرقم الذي تحصل علية أو نسبة الشهادة أو البوكسن ....أما الأن صار قسم من الجامعات تقدم كتيبات التقديم لها كما تقدم كتيبات الجوبات في الفنادق أو كبار المطاعم الكلية الفلانية بكذا ألف والأخرى بالمبلغ الفلاني وهكذا فبعد ما كان الهم يحمله الطالب يجده واجتهاده ...صار يحمله الأب بماله وجيبه المستهدف من كل صوب . .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
منتصر عبد الباسط
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست