|
القلم ومايكتبون
|
<<عندما أمروا بإغلاق الأنبوب كانت هنالك طائرة تهبط في مدرج مطار جوبا تحمل في جوفها الرجل الثاني في دولة الجنوب .. وكان الهاتف يهتز ويرن بعنف هنا في الخرطوم حيث الغرفة ذات الطلاء الأخضر لينقل سر تلك الحقيبة الدبلوماسية التي يحملها المسؤول الثاني في دولة الجنوب و محتوياتها من ملفات و وثائق نفط الجنوب وقرارات إغلاق البلف وبعض من أجندة الإجتماع التي تم كتابتها هنالك في تل أبيب ليتم مناقشتها في كاودا داخل قطية تُسرب بعض قطرات المطر والقطة التي إحتكت بقدم ياسر عرمان اليسرى سرب أجندة الإجتماع إلى المكتب ذات الطلاء الأخضر الكائن في قلب الخرطوم>>. عفوا أيها القارئ الكريم سوف أخيب ظنت في الأفكار التي بدأت تشكلها في عقلك الآن بعد قراءة الحروف أعلاها وأقول لك أن ماسبق ليس سوى محض إهتراءات نسجتها من مخيلتي لأوضح لك إلى أي مدي ينسج البعض حروفه ليتلاعب بعقولنا وعواطفنا ويبيعون لنا بخس الحديث المُشفر الذي لا يُقدِم ولا يُؤخِر. ما سبق هو حروف نسجتها على منوال مايكتبه إسحق فضل الله .. هو حديث آخر الليل الذي يمحوه النهار .. هي طريقة إسحق (نيوتن آخر الليل) فضل الله في نسج حروف ملغمة ما أن تقراءها حتى تنفجر في رأسك الآف الشكوك والتساؤلات .. الشكوك التي لا تكرس لإجابات منطقية وحقيقية وإنما تلك الشكوك التي تجرنا لعدم التصالح وقبول الآخر .. ليست الشكوك التي توصلنا إلى اليقين و إنما شكوك توصلنا إلى مرحلة شك الأكبر.. هي طريقة للكتابة بحيث تجذب من يطلع عليها فتأثره وتقتاده كالمسحور ولكن دون أن يخرج منها بفائدة تنفعه (يعني كلام والسلام .. خارم بارم كما يقول أهلنا عن مالا فائدة فيه). نحن بحاجة إلى الكاتب الذي يضمد بقلمه جراح هذا الوطن وليس الكاتب الذي يجعل قلمه كالمدية يكرسها لزبح الوطن ومن ثم يقسمه .. نحن بحاجة إلى الكاتب الذي الذي يزرع الوعي في عقولنا لنعي ما لنا وما علينا .. ولسنا بحاجة إلى الكاتب الذي يزرع ألغام الشكوك في عقولنا ليتم التلاعب بنا بعد ذلك.. إذا سقطت التفاحة على رؤوس الجائعين فإنهم لن يتوانوا في إلتهامها ليجاوبوا بصورة عملية عن السؤال الذي يسد رمق جاذبية الجوع، من الواضح أن إسحق نيوتن عندما إكتشف الجاذبية الأرضية من سقوط التفاحة كان وقتها شبعان تماماً وإلا لكان إلتهمها لأن الجوع يعطل التفكير و أنه يؤدي إلى إنهيار القيم.
|
|
|
|
|
|