كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: مدرسة الأبيض الثانوية.. ذكريات منقوشة بأحرف من نور .. عمر الفحيل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
بعض من ذكريات الأبيض الثانوية 1969-1973 ذكريات تلك الأيام صادقة ونبيلة كما قال شاعر الأبيض الكبير محمد عوض الكريم القرشي. عندما قبلنا بمدرسة الأبيض الثانوية لم نكد نصدق أننا انتقلنا من المرحلة الوسطي إلى هذا المستوى الكبير. أذكر – وأنا طالب بمدرسة الأبيض الأميرية الوسطى خلال العام الدراسي 1964/1965 – كم كنت سعيدا برؤية طلاب مدرسة الأبيض الثانوية الوليدة بزيهم المدرسي الجميل والشارات التي تزين الجانب الأيسر من صدور قمصانهم البيضاء. كنت أسائل نفسي هل ياترى سيأتي اليوم الذي سأرتدي فيه ذلك الزي وألتحق بذات المدرسة. مضت السنوات سراعا لأجد نفسي طالبا في تلك المدرسة مرتديا ذات الزي الذي كان يرتديه الرواد حيث كنا نتبختر ونحن في طريقنا إلى المدرسة نتعمد التعرج في مسارنا وفقا لتجمعات طالبات مدرسة الأبيض الثانوية للبنات لنكحل أعيننا بروعة جمالهن وحسن أزيائهن وطرحهن. محطات كثيرة يتوقف المرء عندها خلال السنوات الأربع التي أمضيناها بالمدرسة، وهنا يجب أن أشير إلى أن دفعتنا - الدفعة السابعة - كانت آخر الدفع التي أمضت أربع سنوات بالمدرسة حيث أن السلم التعليمي الجديد الذي أقرته وزارة التربية والتعليم إبان تولي الدكتور محي الدين صابر حقيبة التربية والتعليم كان قد طبق في العام الدراسي 1970/1971. هذه السنوات مكنتنا من الاتصال بثلاث دفع قبلنا و دفعتين بعدنا الأمر الذي لم يتح للذين جاءوا بعدنا من الطلاب، فلهذا السبب إن سألتني عن أبناء سنة رابعة أحدثك عن أمين عبد الرحمن أحمد عيسى، إسماعيل على الفحيل، عمر عباس أحمد صالح، حسن كمبال عثمان، عبد القادر عباس ، العاقب أحمد يوسف والفاتح محمد عمر وغيرهم ومن الدفعة التي تليهم فأكاد – رغم مضي السنين – أذكرهم جميعا ، صلاح عبد الدايم الزبير، ميرغني عامر شبور، الفاتح محمود عمر، ، أبوبكر مكي الفحيل والقائمة تطول فليعذرني الإخوة الزملاء عن ذكر أسمائهم ولكني أؤكد لهم وأنا على أبواب الستين أن ذاكرتي – فيما يتعلق بتلك الفترة - لا تزال متقدة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مدرسة الأبيض الثانوية.. ذكريات منقوشة بأحرف من نور .. عمر الفحيل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
بعض المواقف التي لاتنسى ونحن في السنة الثانية في المدرسة ( الأولى بعد السلم التعليمي الجديد) قررت إدارة المدرسة نقل أستاذين هما: سفيان الرفاعى أستاذ اللغة العربية والتريبة الإسلامية وميرغني بابكر الخليفة أستاذ الفنون. رأى الطلاب إقامة حفل وداع يتضمن منافسات رياضية يتبعها حفل شاي ثم حفل ساهر على مسرح المدرسة. نفذ البرنامج حسب ما هو مخطط له ولكن ذلك كان حتى حفل الشاي. ولكن عندما حان موعد الحفل الساهر- وكنا وقتها نحن أعضاء جمعية الموسيقى و المسرح نعد العدة في مسرح المدرسة للترتيب للحفل الساهر- فاجأنا الأستاذ الغالي جديد نائب المدير بأن علينا الإنصراف إلى الفصول لإمضاء فترة المذاكرة الإلزامية وعدم إقامة الحفل الذي يتعارض مع وقتها. هنا ثارت ثائرة الطلاب الذين كانوا قد تهيأوا لحضور الحفل وخرجوا عن بكرة أبيهم كل حاملا كرسيه باتجاه المسرح ولم تثنهم رجاءات السيد نائب المدير المتكررة بالعودة إلى الفصول ... أقيم الحفل حسبما أراد الطلاب الحضور والمشاركين فيه، غير أن النتيجة كانت قرار السيد المدير إبراهيم آدم الدين – طيب الله ثراه – تعطيل الدراسة بالمدرسة ودعوة مجلس الآباء للإنعقاد لإتخاذ قرارات تتناسب مع ذلك التمرد. إجتمع المجلس وانفض ثم اجتمع وأخيرا خرج بقراراته وكانت فرض عقوبة بالجلد خمس جلدات للحضور وعشر جلدات للمشاركين مع إحضار كل طالب لولي أمره ليوقع على تعهد بعدم تكرار ماحدث. وتحضرني طرفة في هذا الأمر كان بطلها أخي وإبن دفعتي أحمد مهدى العوني. ففي اليوم المحدد للعقوبة حضر السيد/ حاج السيد عبد الباقي بصفته ولي أمر أحمد فيما حضر والدي الشيخ مكي الفحيل للتوقيع على الأقرار وحضور العقوبة. كان نصيبي من الجلد عشر جلدات باعتباري أحد المشاركين في الحفل ولكن عندما جاء دور أحمد توقف الجلد عند الخمس جلدات، وقتها ثارت ثائرة الحاج السيد عبد الباقي وألح على أن يتلقى أحمد عشرجلدات أسوة بما وقع علي!! حينها تدخل الأستاذ محمد أحمد أبلس (أبو الفصل) وحاول جاهدا أن يقنع الحاج السيد بأن العقوبات مختلفة وأن نصيب أحمد من الضرب هو الجلدات الخمس التي نالها. وأعتقد أن محاولة الأستاذ لم ترض الحاج إلا أنه قبلها في نهاية الأمر على مضض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مدرسة الأبيض الثانوية.. ذكريات منقوشة بأحرف من نور .. عمر الفحيل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
جولة الأبيض – النهود - بابنوسة – أبوزبد – الرهد – الأبيض من أجمل الرحلات التي قمنا بها في جمعية الموسيقى والمسرح كانت جولة شملت النهود ، بابنوسة، أبو زبد، الرهد لإقامة حفلات وعرض مسرحيات في تلك المحطات الأربع تحت إشراف الأستاذين ميرغني بابكر الخليفة ومحمد الشريف، أستاذي الفنون بالمدرسة. كانت الجولة ناجحة بكل المقاييس ، فنيا وماديا، حيث قدمت الجمعية عرضا مذهلا لمسرحية "الفكي أبو نافورة" تألق خلاله النجم المسرحي اللامع ميرغني عامر شبور. نال العرض إعجاب الحاضرين في سينما النهود التي غصت بالجماهير إضافة إلى الفواصل الغنائية التي شاركت فيها مع بقية عشاق الطرب على رأسهم الزملاء محمد عثمان الشايقي وعبد الرحمن محمد الحسن ( الشهير بتوست). من النهود انتقلنا باللواري إلى بابنوسة عبر الأضية والزهو يغمرنا بنجاح حفلنا الذي أقمناه في النهود، وهكذا توالت العروض في بابنوسة وأبوزبد التي وصلناها بالقطار، ثم الرهد ونحن نزداد ثقة بأنفسنا فيتحسن آداؤنا في كل حفل يلي الذي سبقه. عدنا إلى الأبيض تلفنا سعادة غامرة بما حققناه من نجاح على الصعيدين الفني والمادي حيث امتلأت خزينة الجمعية بالمال مما مكننا من شراء عدد من الآلات الموسيقية (أعواد وكمانات وأكورديون وآلات إيقاعية) ومكبر صوت وستارة للمسرح أضفنا إليها فيما بعد آلات أخرى من ريع رحلات أخرى قمنا بها في أوقات لاحقة. في الختام أتوجه بندائي هذا لكل خريجي المدرسة – خاصة الذين يقيمون خارج الوطن- أن يحاولوا تهيئة ظروفهم ليتمكنوا من الحضور للأبيض للمشاركة في ما سيكون – دون أدنى شك – تظاهرة كبرى ستتيح الفرصة للجميع الإلتقاء واستعادة ذكريات السنين التي خلت.
| |
|
|
|
|
|
|
|