|
أرضي .. أمي .. روح أبي
|
في مثل هذا التاريخ من العام 13/07/1990م .. انتقلت روح والدي حسن الشيخ العالم الى بارئها .. هنا أعيد ما كتبت عنه لعل ذلك يوفيه بعض حقه .. ولكن هيهات.
أرضي .. أمي .. روح أبي ***************
ما بيني والوطنُ الضاحكُ في مرحِ الأطفالْ آلافُ الأميالْ تقطعُ خاصرةَ الوجدِ إليه وتغوصُ تفتشُ عن ذاكرتي التَعْبَى من حزني عليه ذاك الممتدُ جسوراً للخيرِ وللألقِ وللأفراح وطيوري تصدحُ عند جبينِ النورِ تسائلني يا عنوانَ الريحِ متى ترتاح؟ العالمُ يشدو عند بزوغِ البسمةِ في حلوِ ثناياك ضميني .. فهناك القبرُ يضم أبي إنسلَّ من ضيقِ الدنيا كالعطرِ خيوطاً من عينيك يا جسداً يقرأُ أفكارَ الوردِ ويومضُ كالنجمِ ويضحك ملءَ وَدَاعَتِهِ ويجيءُ إليك أفراحاً عبر مسامِ الأرضِ ربيع أفراحاً لتضوعَ النَفسُ شذىً لا أحلى من طعمِ البِشْرِ الساطعِ من وجهِ أبي أمي تتلألأُ دفقةَ ضوءٍ .. صمتَ صلاةٍ وخشوع ومعانٍ فيها بشاشتها كصفاءِ الينبوع أمي أغنيةٌ عذراء تتموسق وتطوِّق عنقي بالدعوات وتنادي .. الأرض لكم فدعوها تخْضَر مشروعُ الفرحةِ في عينيك جميل مشروعُ الفرحةِ أخضر لن تسقط من هذا الوجهُ الآسرِ روعته وتنادي من صوبِ نشيدٍ غضْ يا إبني إحفظْ ربَّكْ مات أبيك وأنت السندُ الباقي يا إبني حمَّلتُك كل الشوقِ وما أكثر أشواقي سَهَمتُ .. تجلَّت في أكواني المرأةَ أمي بدموعٍ من ماءِ البلورِ بكته وأنا والغصةُ صنوانٌ في تلك الساعة يا سعدَ العينِ تعال أحمل عني غرسك هذا وتذكَّر الأرضُ لكم فدعوها تخضر وطفقتُ أقبِّل صورته إنسانٌ وضع الصدقَ رضيعاً في قلبي بذر العشقَ ربيعاً في دربي بسط الكفَ بكلِ البسطِ ولم يندمْ ما أحلى الذكرِ إذا ما بالذكرِ ترنَّمْ .. رجلٌ في موقفه .. نارٌ من فوقِ عَلَمْ .. وعزائي إني لم أبكِ هذا الفقدُ أنا وحدي ولم تتوقف دمعاتي عندي الأطفال .. المارة .. والطرقاتْ .. يكفيني أن لديَّ وافر إرثٍ من ضحكاتْ فيا أبتي باقٍ باقٍ مثلك من مات فتوسد ذِكْرَك وحديثَ الناسِ كريمٌ أنتْ فتوسد ذِكْرَك ودعائي والقومُ معي أتظن حروفي قنعتْ مما كتبتْ عنك والآن نداؤك من حُجُبٍ يطربُ أذني يا إبني .. لا تجعل أكبر همَّك في الدنيا ولا تبحر مشدوهاً في لججِ التيهِ ولا تغضب إلا للحق .. لن أغضب .. لأن حروفي أوبةُ شاكٍ نحو الرب .. دمعةُ باكٍ ولهٍ صب .. بيت أماني وخفق جناحْ وسؤالٌ يرتدُّ متى ترتاح؟ أرتاحُ حين تظل الغبطةُ مرسالك بين الخَلْق وحين تشع كترتيلِ الفجرِ دعاءَ يقين وأراك ضياءً في كل فضاءاتِ الكون أفراحٌ تهطِلُ في وجهِ الأفراح هذي أرضي .. أمي .. روح أبي أفراحٌ رغم الفقدِ وديمومةِ شأن الموت ؟ أفراحٌ إذ إرتحلتْ روحُ الطهرِ لديه إلى العلياءِ .. إلى الملكوت حيث الوعدُ الحقِ عوالمُ خُلد .. حيث هنالك معشوقك يا عاشقَ حُسنِ نَبِيكَ أيا (حسن الشيخ العالم) .. أشهدُ أنَّك عاشقه .. وإنَّ فؤادك من عشقٍ يغمره الإيمان وعليه صلاتك لا يحصيها قولُ لسان وإنَّ رفيقك منشرحاً كان القرآنْ وإنَّك كنت الغيمَ الإنسانْ .. لذا فالفرحُ لدينا أكبرُ من سعةِ الأحزان فلتتخطفك الحورُ وتغشاك شآبيبُ الغفرانْ ويبقى وجهُكَ صبحاً ومعالم ومقامَ تسامٍ .. ومسبحةً تُورِدُ في همسٍ حالم قلبي ينشدك الذكرى ويقاوم .. دمعاً هَتِناً موَّارْ .. وأظلُ أغني .. ما بيني والوطنُ الضاحكُ في مرحِ الأطفالْ كلماتٌ حَرَّى وحروفٌ تعشقُ ضوءَ الشمسِ وتثقلها الآمال تثقلها الآمال.[/B]
محمد حسن الشيخ كراتشي 7/92
|
|
|
|
|
|