الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-13-2013, 10:08 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!..

    ..
    أغاني، أغاني...
    تأمل أثر النغم في الفكر والقلب)
    (الجزء الأول)

    الأغاني في طفولتي!!..

    في طفولتي، كانت الأغاني، تجعلني كائنا آخر، شهما، كريما، حكيما، راضيا، أي حفل في قريتي، لخطوبة بنت خال، أو طهارة قرين، أو عرس، أجلس في عنقريب خشبي، عليه مرتبة قطن، ناعمة، باردة من نسائم النيل الأزرق، أصغي بعيدا عن المغني، أو المغنية، تلفح وجهي أضواء الفانوس أو الرتينة، بين فرجات الراقصين والعارضين، طفل نحيف، أنيس (أثناء الأغنية)، متصالح مع ذاتي، ناسيا ما قد كان، وما سيأتي، أولد من جديد، أجمل ما أكون، بقابلة الأغنية، وخمرها الحلال!.

    تغمرني الأغنية ببركتها، فأغرق في حال من الرضى، عصية الوصف، كأن الأمنيات لم تخلق، ولا جدوى أن تخلق، الأغنية تحقق لي جل ما أريد، غارقا في بركات اللحظة الحاضرة، أم الوقت، أحس إحساسا عميقا بالرضا، والغني، بالمحبة، الشهامة، بالحزن النبيل، أو الفرح المبارك، أصبح بطلا، في حمى الأغنية، شاعرا، وفنانا، مواهب لا تحصى قدت فيَ، لم اشعر من قبل بأنها تكمن فيني، ولدت مع الأغنية، وتموت مع رحيلها عن سمعي، وتترك صدى طيبا، موقتا فيني، يتردد في بالي إلى حين، ويثير في نفسي حنين عظيم، لحث الروح، لتفجير تلكم المواهب الكامنة بداخلي، كمون الشوق في قلب المحب، وإكتشاف أغواري المتصالحة مع الكون وسره، وجوهره، كما كانت عد لحيظات السماع المعتقة، وتبددت أيدي سبا، برحيل آخر نغم من الأغنية، بعد أن تحليت بأعظم الخصال في حياة الأغنية في سمعي، وبين جوانحي...

    أجلس على طرف العنقريب سعيدا، أعجب لوداعة خؤولتي ، ومن أعمامي، وسط الحلقة، شديدي المراس في النهار، وكبد الحقول والعيش، وفي ليل القرية السامر، وقد لينتهم الأغنية، فصارت قلوبهم في رقة لين قلوب الطير، رقصوا، وعرضوا، وأتعجب من وداعة أحد أخوالي، هادئ الطبع، نادر الكلام، قد نفثت فيه أغنية حماسية، يهدر طبلها، روح ألف أسد، فكان يمشي في تراب الحفل هصورا، معتدا بنفسه، وقريته، ودينه، وحلمه، مع زغاريد بنات خالي، فيزيد أعجابي بالأغنية وطلاسمها، وسرها، وسحرها، في فعل كل دلك، وببساطة متناهية، كما يحي الغيث الأرض، عشبا وخضرة، أزداد تعجبنا، وأنا أرى جدي المسن، الذي يتهالك في المشئ يسرى ويمنى، من سلطان السن، وها هو يرتفع عن الأرض مثل صقر، قافزا بعصاه حتى تلامس عمته سقف الشجرة، مختالا، بطلا على الكوكب بأسره، وهو أفقر الناس مالا، وأكثرهم وجدا، ووجدانا، وحين يلطم "مركوبة"، الأرض، عائدا من معراجه السماوي، يكون قد سبر نفسه، المغيبة في دوامات الحياة اليومية، ومتطلبات العيش، وسلطان السن الغشيم...

    حتى، فطين بنت حليمة، الخجولة، حتى في خلوتها، تمشي في الطرقات كأنها عارية، تنسى الناس حولها، وأولاد عمها، وترقص حولهم كما لو أنها وحدها، فيزيد عجبي، وإعجابي لسر الأغاني، أهي خمر مسموعة، تشرب بالأذن، وتصبغ الشجاعة والحلم والشاعرية، والمسرات في كل شارب لها، وتطلق للحلم والرغبة والنشوة عنانها...

    كلتوم بائعة الكارو، تبيع المياة من برميلها الأزرق الشهير خلف الحمار، وصفيحة تتدلى راقصة مؤخرة الكارو، مربوطة بحبل، ترقص صويحبتها، رشيقة، مرحة، معتدة بجسمها، ورقتها، وأنوثتها، مثل بنات الناظر، ومدير المشروع، والتجار، الطين يحنن قدميها، حتى الركبة، أكثرهن دهشا، وفتنة كانت، فأمتن للأغنية، تلكم المساواة الفطرية للذوات البشرية التي قسمتها أنماط المعيشة أيدي سبأ، وحطمت روح الحميمية الأصيلة، القديمة، مند نفخ الروح في الأبدان، وكأن الأغنية قطار شوق يرحل بنا لما قد كان فينا من مكارم الحلم، وإلى ما سيكون فينا، في جنات عدن الطيبة، من فطرة مشتركة، وأخوة حقة..

    أشعر بها تسقي جسدي كله، هدوءا وسكينة عميقة، تزيل غبار عظيم بيني وبين الأشياء حولي، وفيني، فأرى كوب شاي اللبن قربي يرقش بشاعرية، مع ضوء تخلل زجاجه، وهو يجلس بحكمة وأدب وصمت قرب البراد الأخضر، الملئ بالشاي المقنن، وشعب الراكوبة تحمل السقف بطيبة خاطر، كأنهن فتيات رشيقات، في ثياب يسوع خشبي، أسمر، وألمح من بعيد، على ضوء الفانوس ديك ساكن، تترد نبضات قلبه، في حسي، وتوقه لدجاجة، وسواسيو، وغد ملئ بالقمح والبدرة والشعير، وأشعر بأن الركن البعيد في الدار، ركن معبد، عتيق، ملئ بإسرار الحياة, قد أحالت الأغنية الحياة برمتها، إلى حلم صحو.

    أرى فتاة من قرية مجاورة، أرى ظهرها فقط، جميلا، اك########ا ترقص معها، ومع بعضها، ويشقها العمود الفقري، أتعجب من الظهر، يبدو جميلا، كتف يميل وينحسر، وأخر يصعد، ويتلوى العمود الفقر بينهما، يسرى ويمنى، كخيط بخور مع نسيم الموسيقى، يضيق الخصر أكثر، مع يتسع الفستان الضيق للأرداف، ثم ينزلق ضيقا لأقدام ولهى، في هزات طروب، وأتعجب لم قال الناس (وأدار له ظهره) كأنها مذمة، ونعت حزين، فلو قيض لهم رؤية الظهر في حفل رقص، وبركات الأغنية تموج سره، لما قالوا ما قالوا، وشعروا بأن القفي أحلى، وأبهر، مثل سائر الجسم، أم أنه خمر الأغاني؟ تبدو الفتاة جميلة، دون وجه، وأنف وعيون، أو صدر، أو خد، أدارت لنا ظهرها، فنعمنا بجماله الفطري!!..


    يسرح طرفي، في مدد الأغنية الواحدة، تترك آثار نبيلة، متباينة، في خلد كل سامع، في الحفل، تسقي أحدهم هدوءا وسكينة، وعمق، و ترخي سدول الحزن في آخر، وتثير همة ثالث، وتفتح كوة أمل، تجعل الحزن نبيلا، مثل غروب ساحر، لعودة فجر أبهى، وتجعل الموت ميلادا، والحياة خمر، في أناس، وحيها له مقامات في القلوب، والنفوس، كل قد علم مشربه، وتثير في بعض النفوس، كريات الراحلين، فتبكي النفس وهي ترقص، في مزج غريب لطبع الانفعالات الحزينة، والمرحة، في بوتقة القلب الشريف..

    أرى أمي، ووطني، وأبي الغائب في تخوم القبر، وأحلامي الصغيرة، ترعى حولي، خراف من سحر وتخصب حياتي بصورة أعمق وأروع، مثل الشعر، والحلم، حتى أشعر، والمس الحياة داخل الأغنية، تختلف عن خارجها، مثل حياة الحلم واليقظة، الصحو، وتشعر بالفرق حسا، داخل الأغنية، وخارجها، حين يسكت الرباب...
    ..
    وحين تتشبع نفسي مع الأغنية، تجيش عاطفتي، بمحبة حقيقية للعشب حولي، والأشجار، والسحب، كلنا أبناء الله، أبناء الحياة، الطين والجبل والخراف والعطر واللحن، والفرح، والموت، والألم، والمسرات اللطيفة، يباغتني وجوه اناس، عابري طريق، في محطات القطار، جوعى، مرضى، نستهم الدكرى، ولكنهم عادوا بغته في سفينة السماع، وأشعر بتقصيري نحوهم، كأني أبيهم، وامهم، وارضهم، وسمائهم، و(كيف تنظر في عيون أمراة، تعرف انك لا تستطيع حمايتها)، بل إغراقها في محبة، وإيثار، وحنو كلقب ألف يسوع، أي حفل، أحضره، ومن طفولتي المبكرة، كنت كثير البكاء، تنمو عاطفتي تجاه ما حولي، وما حول الكون بأسره، أحس بعمق أحزان الناس، تحلق بي الأغنية في أوجاع بني آدم، وأحلامهم، وأشعر بطيف جميل من الإخاء مع الأحياء والأشياء، حتى أني أحس بأن الأغنية وكلماتها، ولحنها، تتخلل كلماتها الكون كله، فأشعر بها مغموسة فيها، وبه، وله..
    تنمو حميمية صادقة بيني وبين الأحياء والأشياء أجميعن..

    في هدا المقام، يحلو الاعتداد بالنفس، فتاة ترقص وتحدق في جسدها، كانت ولاشئ معها، يالها من غاية مباركة هي الآن، ولو فعلت دلك في مكان غير هدا، ووقت غير هدا، لكانت ملوم، ملامة، ولكنه براح الفن، كل قد غرف من مشربه، وثمل، وأفتضح سره، وسريرته، بلا تعنيف، أو شنف، سوى الصحة النفسية، التي فطرت عليها الجبلة..

    (لا يشاك أحدهم الشوكة)، أو يتنشق عطر، أو يختال فرحا، إلا مسني ما يمسهم، كأن لكل منا هالة سماوية، تشع رحمة عظيمة، في حياة الأغنية، وتضم الكون كله في صدرها الحنون، وقلبها الطيب.

    حتى الصور الذهنية، من حلم، أو خيال أو ذكرى، تتخذ أثناء سماع الاغنية ملامح حياة حقيقية، تؤثر فيك، كما يؤثر فيك النسيم المحيط بك، تصير واقعا أملسا، مشرقا، ووتتسع اللحظة الحاضرة بكرم مضياف لإحتواء ذكرياتك وأحلام الغد، معا، فأي ثراء تضيفه الأغاني على النفس البشرية المجهولة، النفس البشرية قارة قائمة بذاتها، بل كوكب بعيد، قريب، مشع، مجهول الهوية لعظمة بما تأويه من انفعالات عظيمة لا تسبر..


    بارك الله في الأغنيات، الصديقات في مراتع الشباب والطفولة والعشق والأحزان، صديقات في ثياب نغم، يجلون عن النفس صدأ الرتابة والملل، ويحلقن بالنفس في سبحات لا تدرك، سوى بمعراج السماع المبارك، القدسي..

    (أنت الصباح الزاهي، أنت النسيم ال.. العيون السودة، احب سمار في خدوده)... كنت مع امين صديق، في مدينة كسلا، الجميلة، في شارع المسشتفى، قبالته، ونحن في تلكم القهاوي المطلة على الشارع في مدينة السواقي، حين صدح صديقي امين يترنم بها لنفسه، ولي، وللغيم فوقنا، فسرحت روحي، تحوم في ثياب خضر وخضراء للنبي عام، والراشيدة، وقمة الجبال، والسواقي، احوم بلا قيد، من كرسي خيزران صغير أجلس، عليه، ولم أفارقه، ولكنها أجنحة الأغنية، تحلق بك من غير رشيد، في بلدان رب العالمين...

    في صباح غريب، كنت وأخي الأكبر عبدالواحد كرم الله، مقبلين من العسيلات ونزلنا في شارع البلدية، قرب المكتبة السودانية، متجهين غربا، وفي تقاطعة مع شارع عطبرة، سمعنا صوت مصطفى سيد أحمد، ودودا كعادته، يملأ أثير الشارع كله بندى الروح، فأثقل قلب الطريق بأمومة فائقة، كان يغني في (الضواحي وطرف المدائن، يلا ننظر )، عمال الكافتريا ينظفون برندة الكافتريا،، والبخور يتصاعد، الخرطوم هادئة صبحا، احتلاها المغني، دو الشارب الجميل، سرحنا معا، ومضينا بلا شعور لأحد الكراسي، وظلننا صامتين، بلا حراك، وأخي يقول الله الله الله، وأخي من أنصار السنة، فتصور؟ وهو من أصدقاء زملاء مصطفى سيد احمد في مدرسة البحر الاحمر، وحين قابلت مصطفى، سئلني أخوك الموهووووووب عبدالواحد عامل كيف؟ وكان اخي يكتب الشعر، والمسرحية، "فسكت"، ياله من يوم، للآن منظر وتعرج شارع عطبرة الفرعي، عن شارع البلدية، يثير فيني، أسى، وجمال تلك الأغنية، والبخور، وعربات واهنة تمضي قبل الزحام، فكل أغنية أثر في النفس لا يمحى، وحين انتهى مصطفى من الأغنية ههمنا بالوقوف، فإدا به يغني (الأمان الأمان)، فجلسنا، وبدأ لنا الشارع من مدينة عدن، كله، بخور الجاولي يرقص طربا فوقنا، وحولنا، وفينا...

    من بعيد، بعد نهاية الحفل، أراقب الغبار والبخور العالق في الهواء، كأنهن سكروا مثلنا، وعاندوا الجاذبية الأرضية، ذرات غبار صغيرة، تحوم حول الرؤؤس والاشجار بمهارة فائقة، وبخور يتلوى قربها من سطوة موسيقى النسيم، ابتعد قليلا قيلا، ويخفت الصوت بالتدريج، حتى يذوب في السكون، مغنيا بلا لسان، في خاطري، ففي بال الأغنية تقر العين، وتتناغم فيما حولها، وتود لو أن السماع رافقني في كل حياتي، حتى أحلام نومي، وللعباد، أولياء الله، حظ في سماع أغنية الحياة، وموسيقى الوجود، أنى كانوا، تراهم بشوشي الخلق والأخلاق، أساريرهم تسمع أغنية لا تكف، تغني في خلواتهم وصمتهم، وحديثهم، فتعطر سجاياهم، بالكرم والصفاء والفكر، والخدمة ما أجمل تلكم الاغنية التي تتردد بين ضلوعهم، أبد الدهر..

    الأغاني في طفولتي، هكذا سميتها، لأني لا أزال طفلا، في عين قلب الأغنية، وسرها، وبراق لحنها، الذي يحج بي، لميلادي الأول، قبل خلق مملكة الليل، والنهار، وتقلبها في الصور، من أزل، حين كنت روحا، طليقا، كالألحان..


    عبدالغني كرم الله
    نشر بجريدة التغيير الإلكترونية
    http://www.altaghyeer.info/ar/2013/culture/970/

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-13-2013, 11:25 AM)
    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-13-2013, 09:30 PM)
    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-13-2013, 09:36 PM)
    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-13-2013, 09:36 PM)

                  

07-13-2013, 10:15 AM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    سلام يا عبدالغني (وليدا من فتوار)وليك وحشة هنا

    اعطني الناي اغني
    فالغنا سر الوجود
    وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

    اما أنا

    فقد تركت الناي والغيثار في غسق الدجى يبكون ليلاتي وعتق مدامي!!!!
                  

07-13-2013, 11:11 AM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    Quote: وأتعجب لم قال الناس (وأدار له ظهره) كأنها مذمة، ونعت حزين، فلو قيض لهم رؤية الظهر في حفل رقص، وبركات الأغنية تموج سره، لما قالوا ما قالوا، وشعروا بأن القفي أحلى، وأبهر، مثل سائر الجسم، أم أنه خمر الأغاني؟ تبدو الفتاة جميلة، دون وجه، وأنف وعيون، أو صدر، أو خد، أدارت لنا ظهرها، فنعمنا بجماله الفطري!!..

    عجباً يا حبيب ، لهذا الجمال !
    وانت لِمَ أدرت لنا ظهرك كل هذه المدة ، أيها الضنين ؟!! أما هنُّا عليك يا ابن كرم الله الغني ؟!!

    أكاد لا أصدق ! أكاد لا أصدق ! .. و يا لفرحة هذا البوست ... كأنما طاقة من الجنات الوارفات فُتِّحت هنا الآن !


    والله قبل كم يوم كده هميت أفتح بوست طويل وعريض ، للبحث عنك يا عبدالغني



    حقاً رمضان كريم ، وأخضر كمان
                  

07-13-2013, 12:05 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    الحبيب
    مااااامون...
    ما بال الذكرى، تعيد المذكور. أراك أمامي، بذات بسمتك وشوقك الأصيل..
    أي براق بيد الخيال، حين يشد نحو حجره بروق الذاكرة..
    أرى عطر بسمتك، ورنة صوتك، وأن تشجع الريان، وبرشلونه، وتحلل هدف نبيل لميسي..


    شوق لا يحصر، أيها الحبيب،
    ياغول المسافة، ماذا تعني، بمنع الوتر عن الأصابع، والشهيق عن مناقير الفؤاد، ولكن هزمنا، بجسر التذكر، راغم وهنه، حين تعبره قوافل اللقيا الحية، ونشم قميص الغيم من يوسف، فتحيا البصيرة والبصر..

    حوامتنا، معا، طفولتنا، فشلنا في أن نكبر، في عالم يشيخ، جلهنا بأنفسنا، ضحكنا علينا، بوري سيارتك، وانا أطلع لك، من الدار، شراب الشاي في واقف، وونسة بلا ضفاف، في كل شي، تأخذ لبوس الأغاني....

    الحفلات التي نمضي لها معا، الفقرات التي تقرئها لي بالهاتف حين تهزك هزا، كأنك لا تقوى على حمل الجمال وحدك، فما أثقل الجمال لمن يعرفونهم، ولو في طي القبح، ولا قبح، سوى مجازا، فالكل جميل، بعين الأم، بعين الأب، بعين الرب..

    وجهك، المشرق، وأنا أعطيك مسودة، أيها القارئ الأول، ووجهي يحلق وأنا أقرأ لك، كقارئ أول، لميلاد مقال، أو فكرة، أو خاطرة، في دار أمين، هناك قرب السفارة الأمريكية، قرأنا معا، صلاح، وأمين وانا، أول نصوصك الغريبة، النبيلة..

    أتذكر حفل ابوساندار؟ وعمر الشاعر؟ تلكم الحفل، زاخر في البال والكيان..
    حين أحضر لأي فعالية يسألني ود الزين، يسألني محمد عبدالرحمن، يسألني عادل التجاني (تومك وينو)، فأفرح، برحم لسكينة، وحاجة بنت المنى، توحد، في بطن واحد، وقلب واحد، أحد..


    عدت لبلادي، وأعرف ما قررته، وسأكتب نص طويل باسم (هل قلت سأنتحر)؟ ام قلت سأعود لوطني، حين انخلع الغاشي والماشي، بما قلت، صرت أمشي في الجنائز، وأنتظر الحافلة بحرقة، وننام في كراسي الحافلة وهي تتجاه لمايو والأزهري، وقربي فلاتية متعبة، وشايقي مرهق، ننام في أكتاف بعض، من سلطان التعب، وطول الرحلة، في مدينة أهملت، وغشت، وجنى عليها...

    حتى في بركات الفاتحة، والعمم الكبيرة، كنت أجد بركات، عجيبة، أناس تجاوزا الصبر، وحناء الشفق تزين الكراسي، وفكرة الموت النبيل تحلق في الناس، وبهمهم الجماعي، يحيلون الموت حزنا نبيلا، لأناس من مشارب، جمعهم العرس، والرحيل، فتحس بالعريس في قلب الجنة، وبنا في كراسي بسيط، نناقش شئون الموت والحياة، وأتعجب كيف قيض الله لنا الفراغ؟ رغم سعة المدينة، وطول الرحلات؟ وما الفراغ؟ سوى بركة الحياة، التي اغتالته المدينة العصرية..

    سلام مامون، وشوق لا يوصف، أو يحصر..

    حتى القراءة في وطني لها طعم أخر، ونكهة أخرى، تحيط بك بيئة المقروء، كالسوار، اتسكع كثيرا في حي الانقاذ الشعبي، فأرى أجمل للوحة للحياة الفطرية، البسيطة.

    غبت عن سوداانيز، رغم محبتي له، صار متكأ، أحكي مع رجل في فنلندا، وفتاة في البرازيل، وشيخ في عمان، جلسة سمر كونية، وأطلع فيه على الغث والسمين، على من يدعي الفهم، وعلى من يحني رأسه من ثقل جهله، كلهم أجميعن في دولة المنبر العام.. ولكن جار علينا الرقيب السوداني، كعادته، في حرصه على أن تستمر الحكومة، وينام قرير العين، بعد أن صد الأصدقاء في الكوكب في النقاش والمرح والتلاقح، ولكن هيهات..

    سلامي الأغر لأمين وكيف أخباره، ومواهب، وكل الأسرة الجميلة، ونهاد، ومنى، وأحمد،..

    محبتي، وشكري
    الخرطوم.. عصرا...
                  

07-13-2013, 03:02 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    أخي العزيز محمد المرتضى..

    رمضان مبارك...

    للأغاني سطوة، تحن النفس للغناء، وتتسق القوى الفينا، وتهدأ الحروب الداخلية الصغيرة والكبيرة، ويتعاظم الشعور بما حولك، ستارة، أو شباك خشبي، تشعر بحميمة ما..
    صعبة الوصف والتقدير..

    ولاشك للاغاني دور في حلمنا، وسلامنا، ونجاحنا، وصحتنا النفسية، فشكرا لكل لحن، وأغنية، وفنان..
    وشكرا لك، ورمضان سعيد
                  

07-13-2013, 03:02 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    أخي العزيز محمد المرتضى..

    رمضان مبارك...

    للأغاني سطوة، تحن النفس للغناء، وتتسق القوى الفينا، وتهدأ الحروب الداخلية الصغيرة والكبيرة، ويتعاظم الشعور بما حولك، ستارة، أو شباك خشبي، تشعر بحميمة ما..
    صعبة الوصف والتقدير..

    ولاشك للاغاني دور في حلمنا، وسلامنا، ونجاحنا، وصحتنا النفسية، فشكرا لكل لحن، وأغنية، وفنان..
    وشكرا لك، ورمضان سعيد
                  

07-13-2013, 12:08 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    أخي العزيز، محمد الشيخ،
    وأبن القرية المشربة بالنهر والجمال..

    أنها أيام الطفولة، أيام الحلم، وكيف عالمين وسلامي لكل الأهل معك، وفي القرية الطيبة..
    ورمضان كريم لكل الأعمام، وصحة وعافية وصوم مقبول يارب..

    محبتي
    كرم الله
                  

07-13-2013, 12:45 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    الأحبة، أظن البوست نزل مكرر، فعذري، وسأعتبر ده الأصلي
    ورمضان كريم يارب..
                  

07-13-2013, 12:56 PM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    أتمنى لو نقرأ مثل هذه الكتابات هنا..
    وصفك لأثر الأغاني في النفس أيام الطفولة أمر استعصى علي كلما حاولته
    رغم حاجتي الملحة لكنك وفيت عني لخاطري ولا أدري هل استعرت وجداني أم لساني ..
    شكرا يا عبدالغني..
                  

07-13-2013, 01:34 PM

ياسر السر
<aياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: محمد المرتضى حامد)

    انه كلام كما قال شاعرنا الفذ ادريس جماع ( انت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا ) كلام لم اره من قبل هنا وحديث قل ان يجود به الزمان فهو يحكي لسان حالي في ايام الطفولة الاولى وتلك الفترة الجميلة التي لن تعود ابدا كل شي كتبته هنا دار بمخيلتنا وواقعنا الذي كان ,,, ولا اقول ليك إلا ما قاله من سبقوني في التعليق بهذا البوست الجميل ( لماذا ضننت علينا كل هذه الفترة بمثل هذه الاشياء الجميلة )
    على العموم بوست جميل وكلام اجمل وواصل بدون فواصل متعك الله بالصحة والعافية ..

    تحياتي : ياسر العيلفون
                  

07-13-2013, 01:51 PM

محمد عبد الله حرسم
<aمحمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: ياسر السر)

    الزول الجميل عبد الغنى

    ياخ تصوم وتفطر على خير

    ها انت لا زلت كما انت تمارس التوغل فينا


    مشتاقين
    وحمدلله انك بخير
                  

07-13-2013, 03:23 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: محمد عبد الله حرسم)

    المبدع الشاعر، حرسم...


    محبة وشوق

    والله انقطعت عنكم، فزاد الشوق المشوق..
    انقطع بي الدرب، عن أخوتي في سودانيز، ثلاث سنوات، طوال..
    رجعت البلاد، وشغلت، ولكني لم اتوقف عن السيدة الكتابة.. وانزلت اليوم، ثلاث مقالات، هاهاها، مرة واحدة، مقال باسم (الرسول في قريتي)، واخر دونت أول أمس عن (النبي والأدب)..
    وكيف اخباركم والاهل والثغر الحبيب، وشعبنا الجميل، في اصقاع بلادي الصابرة، الأصيلة..

    قلنا نحكي عن الغناوي، وبركاتها في النفس والروح..
                  

07-13-2013, 03:31 PM

حسن الطيب يس
<aحسن الطيب يس
تاريخ التسجيل: 10-09-2005
مجموع المشاركات: 1322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: محمد عبد الله حرسم)

    الاخ عبد الغني
    اود ان اعلق علي هذا الكلام الجميل و لكن كلماتي خجلت من الخروج في زينة
    لتجد مكانها اخر الجميلات في هي هذا البوست الذي هو عرس و طرب رقص
    ذدنا من هذة الكلمات لنقصر يوم رمضان
    فلا تضن علينا من مداد قلمك
    مع مودتي
                  

07-13-2013, 09:16 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: حسن الطيب يس)

    الحبيب، أخي حسن الطيب يسن..

    احب الغناء الصادق، أي بحس بالأغنية احب صوته، حتى لو كان أجش، حتى صوت السر قدور، هاها، كم أحبه حين يغني، بطبقاته العجوز، وعمق تذوقه، لي أخي يغني، صوته غير جميل، صوته جميل، لأنه يحس بما يقول
    دوما يدندن، أصغي له، كفنان كبير، ويحفظ قصائد طوال، وأشعار عتيق، وأشعار سماعين حسن، أغلبها، يحفظها عن ظهر قلب، ويعرف حكاياتها...

    رحم الله عثمان حسين، كم أحبه، ورحم الله وردي، كم أجله، ورحم الله الكاشف، أظنه أعذب صوت سوداني، صوت نقي، كبلور، كنسيم عليل، مجرد صوته أحبه، ونبرته...

    ما أجمل الغناء..
                  

07-13-2013, 03:14 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: ياسر السر)

    العزيز ياسر...
    ابن الجارة المباركة العيلفون، جارة النيل والقرية..

    كان الشعوب الأولى، تعشق الغناء، تسميه وقت الحلم، ففي السماع، أثناء الغناء، يتوالد الحلم ملموسا، وتتبارك الحياة حولهم، وتتلون.. حتى الأعراب، دونت عبر فتاها
    الأصفهاني، أكثر من ثلاثيا مجلدا، وفيهم من قال، حين أطربته جارية مليحة الحسن والصوت (غنت، فلم تبقى مني جارحة، ألا تمنيت أنها أذن)،..

    وللحق بلادي السودان، أنجبت في القرن الفائت، عباقرة، في ظاهرة غريبة، الأمي، عتيق، ودالرضي، سيد عبدالعزيز، وغيرهم، مع ألحان سرور وكرومة، فطافوا بالناس بالترام والغناء في عوالم الله وحده يعرف مداها..

    وفي قريتي كنت أحب الغناء، اسمعه بهدوء، لم أرقص في حياتي، وتمنيت ذلك، ولكن كنت احب السماع وأحلق وأحلم بأفاق الله وحدها اعلم بها..

    محبتي وشكري ورمضان كريم يارب..
                  

07-13-2013, 03:56 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    أديبنا العزيز عبدالغني
    زولنا المتصالح مع نفسو ومع العالمين
    سلامات
    ورمضان كريم وياخ أنشاءالله تصومو وحالك وبالك مغمور بي بركات الأغاني
    والمدايح والدأن والطمبرة والطنابير .
    لك التحية ويديك العافية
    ويازول لا تبعد كتير وأنت عارف المكان عطشان ومهضلم .
                  

07-13-2013, 04:20 PM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: Osman Musa)

    عبد الغني
    وعثمان موسى
    وصديقي محمد المرتضى

    هل انتم ملح هذا البورد ام سكره؟؟؟

    ما السر ان تلتقى عوالم البحار جنوب شرق الجزيرة العربية بالدنيا الجديدة محتضنة ارض النيلين في هذاا الخيط؟؟
    اظنها بشرى وايما بشرى لي شخصا باتكاءة حالمة في هذا الرمضان البارد!
                  

07-14-2013, 06:17 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    أخوي محمد الشيخ...

    طاب صباحك..

    بالحيل، المغاني توحد ما تعجز عنه أيادي الأدلجة، وما تفسده السياسة التكتيكية، وما تفرقه أحوال الزمان..
    بل تحي موات الذكريات، وكامنات الحلم....

    للأغنية، بلحنها، وشعرها، وادائها، بركات كالأكسير، تلمس جروح الحشا، وتطب المستحيل...

    محبتي من البعد، من القرب، كنخيل باوقة، يرقص مع النسيم، وفي الصحن..
                  

07-14-2013, 07:29 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: Osman Musa)

    أخي الحبيب استاذ عثمان موسى..

    رمضان كريم، ويوم أحد مبارك...

    في سماء القرية، الساكنة، وفي ليلها البهيج، وفي الطفولة الحالمة دوما، كنا نسمع مذياع الدار، أو مذياع الجيران، ينقله الأسير، طيبا، رائقا، لن أنسى أغاني عثمان حسين، ولن أنسى ياطير ياطائر، حين تغنى فجرا، في نفحات الصباح والطير يحلق حقيقا
    وليس مجازا، في الأغنية، وفي سماء القرية، طير الرهو الأبيض، يتوكل على الحي القيوم، ويفرد أجنحته في طلب الرزق، ويعبر سماء القرية، أسراب مصفوفة، بريشة فنان، مثلث بلا ضلع ثالث، تقودهن رهوة مجربة، وأظن سنة الحياة أن يكون هناك قائد، حتى في الذرات، تلف الاللكترونات، كدروايش حول نواه.. فنتعتجب من الأغنية التي يحلق في الطير
    والقرية التي يحلق فيها الطير، فندرك بأن القرية هي أغنية سمراء، تسمع، وترى وتحس، ليس إلا... فنسترق السمع للأغنية، ونسترق البصر للأغنية السمراء، وبيوت طين، وخالات يجبن الأزرقة الملتوية بثياب بسيطة، ملونة، كلحن الأغنية.
    ويتشابه الأمر علينا، من يغني؟ وردي؟ أم القرية..

    وحين تنتهي الأغنية، تعود القرية لرتابتها، سوى في أعين الأولياء، حيث الأغاني، لاتكف تنشد في حناياهم، ونبض ضلوعهم..
    طابت حياتكم، كلها بالحب والسعادة
                  

07-13-2013, 09:41 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    رحم الله محمود، كان البرنامج اليوم عنه، مراسم دفنه، كانت شي عجيب، سطرت عنها مقال، سأدرجه، لو مد الله في العمر، لم أكن اعرفه كثير،ولكن حضرت مراسم استقباله في مطار الخرطوم
                  

07-13-2013, 09:56 PM

ذواليد سليمان مصطفى
<aذواليد سليمان مصطفى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 9551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    سرد عميق
    من اعماق القلب
    جسد في معانيها الطفولة
                  

07-13-2013, 11:32 PM

عبدالرحمن الضريس

تاريخ التسجيل: 01-18-2004
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: ذواليد سليمان مصطفى)

    الاخ العزيز عبدالغنى

    كثير التحايا ورمضان كريم

    اتابع ما تكتب من الصالون باعجاب كبير ولكن الان الامر اختلف قليلا حيث كنت فى مكالمة مع اديب مقل وضنين حاول ان يستنطقنى او يستكتبنى اذا جاز التعبير كلمته عنك بعض ما استطيع
    وبعد نهاية المكالمة مباشرة وجدت زوجتى تتصفح هذا الخيط الممتع ليس فى الامر عحب انها الوحدة التى انتظمت هذا الوجود فقد صار قلبى قابلا كل صورة ..محمد مصطفى مبروك هو من حدثته عنك
    ارجو ان يسعدنا الزمان بتواصل .

    مقيم الآن مع اسرتى بولاية اريزونا حيث المهندس بكرى ابوبكر صاحب هذا الموقع.

    غير متابعتى بشقف لادبك الرصين اعرف الكثير عن اسرتك العريقة وقريتك التى تشبه لحد كبير قريتى ريبا الشيخ النور ود عربى.

    باختصار غير مخل , اعرفك عن قرب رغم بعد المسافة وعدم اللقيا.

    ارجو ان تكون هذه فاتحة خير وتواصل .
                  

07-14-2013, 00:35 AM

ABDALLAH ABDALLAH
<aABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 7628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالرحمن الضريس)

    http://www.youtube.com/watch?v=-GbisBsjR1E
    أخى العزيز عبدالغنى كرم الله
    رمضان كريم
    وإليك هذا الإبداع الغنائى
    من الفنان الكبير خلف الله حمد
    يا حبيب منذ أن قرأت لك مرةً عن ما كتبته
    عن عمنا الأستاذ الأديب بخيت الفضل
    وعن ( نبى الله ) إبى خاطر
    إنتابنى تجاهكم إحساس ودى عميق .

    واصل فى الإبداع أعانك الله .
                  

07-14-2013, 01:00 AM

إسحاق بله الأمين
<aإسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: ABDALLAH ABDALLAH)

    الأخ الكريم / الأستاذ عبد الغني كرم الله
    سلام واحترام
    رمضان كريم وكل عام وأنت بخير
    قرأت لك هنا أكثر من مرة
    أعجبتني كتاباتك وأدهشتني لغتك وأفكارك
    أنت واحد من الكتاب الذين نفخر ونفاخر بهم
    حقا أنت مدهش يا ود كرم الله
    البايء يحفظك
                  

07-14-2013, 01:43 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: ABDALLAH ABDALLAH)

    ...

    الحبيب عبدالله...

    طاب صومك، ويومك، وحياتك، كلها..

    ذكرتني جار، عم بخيت فضل، بل الشيخ، ولكنه أب صديقي، ونعم الجار، أبنه مصدق صديقي، ولكن هو صديقي الحقيقي، كنت أجلس معه ساعات طوال، تحت شجرته، هو جار أخي الأكبر، الحيطة بالحيطة، والقلب بالقلب، نفطر رمضان عند بابه الأبيض كلسانه، وقلبه، هادئ الطباع، مسالم، وعالم، حينا يأتي أنصار سنة، ضيوف عابرون، فيقدمهم ويصلي معهم، وهو أقرب منهم لله، والفهم، حديثه خافض، ومؤثر، كل يوم يسرف بغير ملل، في محاسن مسيد امضبان، ويحكي عن أبوبة الشيخ يوسف وحسب لله، لهم، حتى رؤوسنا، في طفولتنا، يمسحونه بالزيت، والحب...

    أصدر كتيب صغير، مفيد، مؤجز، عن شيخه الشيخ حسب الرسول..
    ورسل عننا، وترك أسرته جميلة، حسنة التربية والخلق، مصدق، وأحمد، ومارية، ولبابة، حفظهم الله، وأسعدهم دينا، ودنيا...
    ومن عجب، أن شجرة الدار، التي يجلس عليها، حزنت عليه، حتى أصفرت أوراقها، ورحلت معه..

    كان حسن الخط، جميلة، يكتب على روق الفلسكاب بصورة جميلة، لا يظهر المل، ولا في آخر السطور، كعادة بني آدم، أظن واصلا، ب لاشك، ترك تركة رائعة من المؤلفات، ولكن بلادي لا تعرف سوى قشور الكلام، أما اللبن، فأنها تخاف منه، ويخيفها، ليتنا ننشر كتبه، فله مؤلف جميل، عن المحبة لدى العبيد ودبدر، كما كان غزير الكتابة، في مجلة القوم..

    أهديته كتيب صغير، عن (دفاع عن صوفية السودان)، وفؤجيت اليوم الثاني بأنه أطلع عليه، وبعمق نبيل...
    محبتي، وشكري
                  

07-14-2013, 03:17 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالرحمن الضريس)

    ...


    أخي، استاذ الضريس..

    من البعد، سلام، ومن القرب سلام ووئام..

    ما أكثر الأخوان، هناك من رآهم بصرك، وهناك من رأتهم بصيرتكم، ولم تلتقيهم، نحن أخوان النبي المصطفى، ود لو كان رآنا وكفى، كما قال النابلسي، فالأخوة في دم الفكر والبوح، تخرج من رحم الأرض، فما أسعدني بكم، وكم من أخوة، لم ألتقي بهم، وكم من صويحبات، أكلنا ملح وملاح التلاقح، دون تتحكل العين بهم، ولكن البصيرة، تحكلت، وسعدت، لي صدقة عميقة مع خالد عويس، الجميع يحسبنا أصدقاء جيرة، وزمالة، ولكني لم أراه، سوى فيما يكتب، ويسطر، ويحس، وأظنها الصحبة الأم، وإلا لم كان جيران النبي صحبه، وأخوانه، يفصل بينه وبينهم قرون وأعوام، فطابت حياتكم، ومسرات ضلوعكم، أبد الأوابد..

    جرتني الأغاني، لزمن يرقص في الخيال، ويحلق في الذاكرة، وليوم الناس، تثمل الأغاني حياتي، وبصري، وسمعي، فأحس بالكون يغير جلده، كله، ويصير التراب جلدا، والشباك قلبا، والحياة نبضا، كونيا، وأظنها الحقيقة، ونحن لاهون، عنها، غارقون في قشرتها، وعن لبها فانون..

    وشاكر حسن ظنكم، وشاكر سؤالكم والله، الصادق الصدوق، وسلامي الأتم للمبدع محمد مصطفى مبروك، ورمضان كريم، وجميل..

    وشاكر لقائد أسطول الركب، بكري أبوبكر إعادة كلمة المرور، عبر النبيلة، الأصيلة، نسيبتي، إقبال عثمان الجعلي، وزوجها الحبيب القريب، النسيب، محمد الجزولي،...
    وسلام لكل من معك، في ديار الغربة، الصعبة، الصعبة، رغم أحوال البلاد الجائرة..

    ورمضان كريم وجميل..
                  

07-14-2013, 01:21 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    أخي الحبيب ذواليد سليمان..

    رمضان كريم، ومتعك الله بالصحة والعافية..
    للطفولة قدرة، على فهم الحلم والحياة معا، حتى ربطها السيد المسيح، بالجنة، لن تعودوا تدخلوا الجنة، حتى تعودوا اطفالا، في الدهشة، والبراءة، والحب..

    أيام صوم مباركة بالفكر والذكر والتسبيح، والروح..
    محبتي..
                  

07-14-2013, 03:07 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    فقرات، بترت، خوف التكرار، من المقال:

    (طعم الأغنية في قلبي، مثل طعم الحب في قلب الأم، لحظات سكرى، أصبح شاعرا وحكيما، وبشوشا، في لمح بصر، أحس بجوهر القلوب، التي تنبض حولي، أرى أفضل وأعشق أعمق، وأفكر أصفى، إذ نصبت بطلا، في حياة الأغنية، وأهوى لعاديتي، بعد فنائها في الأثير، ويعتلي الملل ظهر حواسي كلها، أهجو الأثير، لم أغتلتها؟ ليتها تدوم، في حناياك اللطيفة، عطرا مسموعا، ليتها، كي نرى أجمل، وأشمل، وأعمق، كل شئ يحيط بنا، أو فينا..)...

    للمقال، جزء ثاني، وثالث...
                  

07-14-2013, 04:21 PM

مزمل خيرى
<aمزمل خيرى
تاريخ التسجيل: 03-29-2009
مجموع المشاركات: 5652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    حمدلله بالسلامة أستاذنا عبد الغنى كرم الله
    طولنا من كتاباتك الحلوة والطاعمة دى .. رمضان كريم وتصوم وتفطر على خير
                  

07-14-2013, 04:45 PM

محمد حمزة الحسين
<aمحمد حمزة الحسين
تاريخ التسجيل: 04-22-2013
مجموع المشاركات: 1437

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: مزمل خيرى)

    غبد الغنى ود كرم الله الصقروابى
    رمضان كريم وتصوم وتفطر على خير
    وتقبل الله منا ومنكم طيب العمل
    تشرفنا بإمتاع قرائحنا بطيب سردكم الطاعم

    :
    :
    :
    :
    :
    مع التحيات لله الزاكيات
                  

07-15-2013, 08:57 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: محمد حمزة الحسين)

    أخي العزيز..
    محمد حمزة الحسين..

    رمضان كريم..
    في ربوع فتوار، والباوقة أم تفاح أسمر، وبرتقال أسمر، شد منظر الغناوي في الفسحة رحالي، نحو البيوت الكريمة البسيطة، التي تحيط بالفسحة، وبالشباب والصديري الحنون، والعرضة الشهيرة، والصفقة الأقرب من الوريد..

    في هذه الأرض البسيطة، زرع الأهل، وغنوا، ودفنوا أجدادهم، وزويهم، ورقصوا أعلى من النخل، وغرسوا الحب للأرض، أدنى من جذور المانجو، والقريب، شاكر زخرفة أغاني الطفولة، بأغاني النخيل، والنساء والمرؤوة، والطرب المعتق..

    وحليل الباوقة اللذيذ تفاحا...
    وتلك بلاد البساطة والجمال والحنان..

    محبتي الأكيدة.. والكبيرة
                  

07-14-2013, 09:14 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    العزيز، أخي اسحق بلة...


    محبتي وتقديري...
    ورمضان كريم

    قلنا نحاول انصاف الاغاني وهيهات، إلا زول يغني للأغاني ممكن ننصفها حبة، فكم مسحت الدمع عن القلب، وكم فتحت باب أمل
    وكم اشعرتنا بأهمية مكارم الأخلاق
    وكم في حماها شعرنا بعظمة الوطن..
    وكم بكينا على الأم والاخوات والحبيبة..
    وكم شعرنا بقيمة الحب والبطولة، من خمرها الحلال..

    محبتي وشكري..
                  

07-14-2013, 10:13 PM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    انتي كلك زينة

    حسنك أمر
    كانت ملكا مشاعا للجميع ..للاستماع والأستمتاع والدندنة
    أما:

    حرمان عليك ياحبيب تسلاني
    انت يالأبيض ضميرك
    فكنت اعتقد انها صممت خصيصا لطفل في الثامنة والتاسعة كحالي
    وان الطيب عبدالله - امد الله في ايامه- كان أول ماهدهد مشاعر طفولتي ليس في بلاد باص ابورجيلة والمسرح القومي واستاد المريخ
    وانما هناك.... في البلد البعيد الغابر مابين لوري عثمان عكاشة ... خلوة جدي موسى وحكاوي عمنا عثمان ود الدالي
    لا أعرف لماذا ولكنها جاءت هكذا ... مالو ابراهيم سعدية وود الحوري وود السافل؟
    الرادي ذلك الساحر ... اسرني منذ نعومة الأظفار
    حيث كنا ننتظر نهاية الأخبار بفارغ الصبر لكي نستمتع ب:
    سيداتي انساتي وسادتي
    في فاصل غنائي تستمعون الى صلاح بن البادية في اغنية.... من الحانه وكلمات..........
    ومن كلمات والحان وغناء عبد الكريم الكابلي نستمع الى .......
    وهذه أولا الدرب الأخضر لعثمان حسين من كلمات .....

    وننتظر حتى:
    اسبرو احسن صديق
    اسبرو احسن رفيق
    اسبرو يزيل الأوجاع... والصداع... والألام...
    اسبرو اسبرو

    تررم

    يالها من ذكريات
                  

07-15-2013, 05:08 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    الله اخي الحبيب محمد الشيخ..

    لي ذكريات مع اغنية الطير المهاجر، كنت اسمعها في الحوش مرة مرادي الجيران ومرة من رادي البيت او رادي بعيد، وكنا نطير معه، بس منديل حرير ما وقعت لي، أطنها القافية، قرية وبيت صغير ومنديل حرير؟ هاهاها،
    منديل من خيوط عبير، كان ممكن اتخلص من الورطة... الفذ صلاح..
    وبرضو

    وايااام
                  

07-15-2013, 04:29 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    Quote: وان الطيب عبدالله - امد الله في ايامه- كان أول ماهدهد مشاعر طفولتي ليس في بلاد باص ابورجيلة والمسرح القومي واستاد المريخ
    وانما هناك.... في البلد البعيد الغابر مابين لوري عثمان عكاشة ... خلوة جدي موسى وحكاوي عمنا عثمان ود الدالي
    لا أعرف لماذا ولكنها جاءت هكذا ... مالو ابراهيم سعدية وود الحوري وود السافل؟



    الله يالحبيب القريب، محمد الشيخ..

    لا طعم مثل طعم السماع في تلكم التخوم، والنواحي...
    زي المرة الشايقية، الكانت بتبكي عند حديد قبر النبين فقال لها السادن الشطري، هذا حديد هذا حيد،
    فقالت له، قالوووليك في البلد مافي حديد؟؟؟

    فما أكثر الحديد، والنواحي، ولكن ما الحب، إلا للأول...
                  

07-15-2013, 06:00 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ..


    والأغاني، للمعاني، كالمباني، تظهر الأسرار..
    مجرد خواطر، أخرى..

    لاشك، هناك معاني دفينة، رقيقة، عصية القبض، تحوم جزلى في دواخلنا، ولكن حين تغنى، تتجسد عيانا بيانا للفكر والخيال والعاطفة، ويتأثر بها هذا الثالوث حالا، يفكر في حل لغزا للمعنى، ويلطف، ويجيش دمعا، في قرارة العاطفة، ولو كان المعنى كوني، أو ديني، أو وطني..

    للأغاني سر عجيب، أحسها نتف من موسيقى الكون، أو موسيقى الفكر في حنايا الخواطر الصافية، العريقة، تلكم الغريزة من نبع الخاطر، في احشاء القلب والعقل...

    كل الشعوب تغني.. وتبكي، وتفرح وتعتد..

    ....
                  

07-15-2013, 07:18 AM

عبدالرحمن الضريس

تاريخ التسجيل: 01-18-2004
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    بارك الله فيك استاذنا عبد الغني وطيب الله خاطرك استاذي عبد الرحمن وجزا الله الخالة رجاء في الوقوف عند هذا الخيط الجميل، وكأنها قد وقفت واستوقف ولكنها لم تبكي وتستبكي كما فعل الشاعر الجاهلي، بل طربت واستطربت، أما أنا فأقلب ما لدي فلا أجد إلا أضراري لسرقة عبارة لأخي خالد الجزول "خليك من الغنا، بالله شوف الكلام عنه سمح كيف"، وكأني أعيش في غناءك-هذا- أستاذنا عبد الغني صورة مجسدة للحظة أنمحاق جغرافية الآنا وتاريخها "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"، وكأن الحنين ليس للطفولة ولكنه للرجوع إلي لحظة لا يفسدها عقل معاشي بآماله الدنيا ولا عقل معادي (المتوهم) بآماله العليا (كما يظن)،وكأنك (أستاذنا) تلفت الانتباه إلي الغناء كنافذه تطل بنا إلي خارج وجودنا المعتاد، أو تطل بنا من الخارج الي وجودنا المعتاد ولكن بزاوية متفردة، (وفي الحالتين فإن المشهد يستحق الوقوف) لنجد ما لا يجده المنغمس في التفاصيل (أو سمها اللا تفاصيل) التي عبرت عنها (أستاذنا) بالقشرة، بارك الله فيك وفي تصوير تلكم اللحظة والتدقيق في معالمها لدرجة تجعلك وكأنك تجزم جزما قاطعا بأن الطفولة والأغنية هما الوصفة العجيبة للخروج عن الزمان والمكان،حيث يبقى من لا يسعه الزمان ولا المكان، وكأني اسمعك مغنيا (أو منشدا أن كان صوتك لايسمح بالغناء - لا سمح الله):
    دمت طفلا جزلا بأغنيات الوجود
    فرحا بالهوي والسوى والشهود
    غارقا بالرضا كاملا بالسعود
    غاسلا علمه، أمله والعهود
    بالماء والثلج خاتما بالبرود
    حامدا شاكرا ممعنا في السجود.
    وأختم استاذي بعبارتك الوافية (في سطورك للأخ مامون) "وما الفراغ؟ سوى بركة الحياة، التي اغتالته المدينة العصرية"، وكأن الفراغ هو عين الطفل والأغنية، نسأل الله أن يحييه حياة طيبة، ونعوذ بعظمته من أن يغتال ونحن ننظر اليه عاجزين، أو نلهوا عنه غافلين.
    تحيا رمضانية للجميع، وسلام.
    محمد مصطفى (ليس لدي حساب، ولكن جمال مجلسكم - سحبني اليكم عبر نافذة أستاذي "عبد الرحمن الضريس")

    (عدل بواسطة عبدالرحمن الضريس on 07-15-2013, 07:19 AM)
    (عدل بواسطة عبدالرحمن الضريس on 07-15-2013, 07:28 AM)

                  

07-15-2013, 08:04 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالرحمن الضريس)

    Quote: أرى فتاة من قرية مجاورة، أرى ظهرها فقط، جميلا، اك########ا ترقص معها، ومع بعضها، ويشقها العمود الفقري، أتعجب من الظهر، يبدو جميلا، كتف يميل وينحسر، وأخر يصعد، ويتلوى العمود الفقر بينهما، يسرى ويمنى، كخيط بخور مع نسيم الموسيقى، يضيق الخصر أكثر، مع يتسع الفستان الضيق للأرداف، ثم ينزلق ضيقا لأقدام ولهى، في هزات طروب، وأتعجب لم قال الناس (وأدار له ظهره) كأنها مذمة، ونعت حزين، فلو قيض لهم رؤية الظهر في حفل رقص، وبركات الأغنية تموج سره، لما قالوا ما قالوا، وشعروا بأن القفي أحلى، وأبهر، مثل سائر الجسم، أم أنه خمر الأغاني؟ تبدو الفتاة جميلة، دون وجه، وأنف وعيون، أو صدر، أو خد، أدارت لنا ظهرها، فنعمنا بجماله الفطري!!..


    ودالعمدة قالو الليلة عندو طَهُور
    وفي قمرة وخريف عِز الشباب طمبور
    لي الصفقة ام رسيس وقفَنْ بنان الحُور
    ؤ كيف رص القزاز بِتلامَعَنْ في النور
    كفل البرمي سيدو وبي اللِّجام مهجور
    فِيهِن بينة كيف شُوفت المنارة أم سُور
    مرقت مِنَّهِن راخيا القدم في فتور
    وبِتْوازن رزيز الهزَّة والحنجور
    الدّيس جرَّ فوق حِجْلَن رطَنْ معصور
    وشُبَّال ام سماح حرَْمان علي البزُّور
    تِتمايح فِريع بانة وحرير مجرور
    وتتفدَّع تقول دابي وصديرها نفور "دكتور جمعة البري" في وصف أفراح الريف

    الأستاذ كرم الله
    لك التحيات الزاكيات
    شكرا لك ان اهديتنا أجمل شُبَّال في رمضان
    واحلي زغرودة فرح وبشارة عيد

    محبتي ودمت سمحا واصل الكتابة الطاعمة ورزينة
                  

07-16-2013, 09:08 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبيد الطيب)

    أخي العزيز
    عبيد الطيب..


    صباحك منور بالفرح والصحة وراحة البال، والرضى..

    في حفلات القرية البسيطة، الغنية ، أو المدن، أو بين الخيام في قلب الصحراء، يتجلى الجمال الأحلى، للمرأة، والبنات، حتى الصغار، ويظهر السر الكامن، بين الجسد والموسيقى، كلاهما لحن، مرئي ومسموع، وقد يتداخلان معا
    حتى على زرقاء يمامة البصيرة، تبهم عليها الأمور، ما الموسيقى، وما الجسد، كلاهما يظهر مفاتن الآخر، حتى تسحب بان جسد المرأة كله، قفى وصدر، يسبي ويسرق، ويظهر مفاتنه وجمالياته، وسره..

    Quote: تِتمايح فِريع بانة وحرير مجرور


    ما أبلغه...
    ثم هذا..
    Quote: فِيهِن بينة كيف شُوفت المنارة أم سُور
    مرقت مِنَّهِن راخيا القدم في فتور
    وبِتْوازن رزيز الهزَّة والحنجور
    الدّيس جرَّ فوق حِجْلَن رطَنْ معصور
    وشُبَّال ام سماح حرَْمان علي البزُّور


    لقد أوجز أفراح الريح، في كل البلاد، والعالم..


    محبتي ورمضان كريم..
                  

07-15-2013, 08:12 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالرحمن الضريس)

    ...

    أخي الحبيب محمد مصطفى..

    ما أبلغ رسالتك، أصغيت لها كأغنية، ملحنة بصفاء الذهن، ومرتله بالأدب، وجماع الأدب الأصغاء الآن لصوت الوجود، صوت المغني الأوحد، المتكلم، وسعدت بأن أغاني الطفولة، وهي ذات أحلامها، وهي ذات الجنة فينا، لن ندخلها (حتى نعود أطفالا)، في حجر الرب، والأب، فما الطفل سوى حوجة دخيله لأب ورب، على يقين فطري، ويرى أباه، وأمه أجمل ما يكون..

    بارك الله في سعة العالم، والأخوة، وشاكر أخي الضريس، أن لم أمشاج حب، نعرف بعضنا، دون لقيا، ولكل نظير، توق لنظير، ولو جهله، فهو معلوم للروح، ويقال في التصوف، وعلم النفس (أن أنفسنا في الأحلام، تضحك من جهلنا في اليقظة)، بأمور وأهل، وصحب نزورهم في النوم، وحين نصحو لا نجد لهم أثرا، ولكن يحس الحدس فينا بتوق ما، موارب في خفايا الخواطر، فشكرا اخي محمد، وشكرا اخي الضريب وشكرا العزيزة وفاء، فالأغاني، (تظهر الأسرار)، وما السر، سوى أن الكون مخلوق من ذبذبة محبة..

    سعدت والله، في صبح هذا اليوم، بهذه الرسالة المشرقة، المعادية بالفرح والفهم والجمال،
    طبت سعيدا، وشاااااكر للعزيز النبيل، الضريس وصل الحب بالحب،
    فشكرا لك أخي محمد، والضريس ووفاء، ورمضان مبارك، أستاتذتي واخوتي في الحب والصفاء..

    عبدالغني
    الخرطوم، الأزهري
                  

07-15-2013, 08:42 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...
    أخي العزيز
    مزمل خيري..

    شاكر على سؤالكم، بالحيل غاب الحس، ولكن الروح معكم، فقد عدت للبلاد، بعد غياب طويل، سأحكي عنه، لو مد الله في العمر، والعودة للبلاد، بأحابيل الحنين كثيرة، ولكن حالي، وللحمد لله، لم يكن مثل حال بطل ماركيز، في احدى رواياته، حين استدرجة الحنين، من باريس، إلى كولمبيا، وحين اوشكت السفينة ان ترسو، رأى من بعيد كآبة مدينة، والطيور تحلق فوق أسقف متسخة، وأدخنة وغبار عالق في سماء المدينة،وأناس أنهكم الحكم والهم، فحن للرجوع، إلي باريس، حيث الحسان، وصفوف المسرح، والحدائق حين تتلفت وتحن..

    فشلغت عدة شهور، كما أن الموقع كان محظورا، كعادة دول العالم الثالث، والتي سيقرأها احفادنا أضحوكة عصر الأخوان، لاشك..

    ولكن عدنا، لأخوة نقرأ لهم، ونتلاقح الفكر والمحبة، والتواصل، وكل عام وانتم بخير وصحة وعافية، أسطر في مقال عن عودتي (هل قلت سأنتحر؟)، أم قلت أني عائد لوطن مجروح، ومهزوم، وعظيم..

    محبتي وتقديري..
                  

07-15-2013, 08:35 PM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    الأيقاع ...هو الهيكل العظمي للغناء اذن فهو هيكل آخر للحياة
    اسرني في بواكر الأيام
    ولا فرصة للممارسته الا من خلال تربيزة المكوى الحمراء التي نجرها صديق ود حاج ابشر. يحدث هذا بعد العودة من المدرسة.
    ولكن الحياة وكل شيء يتطور
    كان هناك جردل بلاستيك صغير باللون البمبي تبع الوالدة
    وكان للخالة ام حسين جردل آخر باللون" الظهري"

    كنت اجمعهما معا وأمارس ايقاعي في برندة ناس ام حسين التي كانت تدعوني للعزف في منزلها لأن "امك لاتتحمل مثل هذه الخذعبلات"
                  

07-16-2013, 09:35 AM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    يا عبدالغني،شكرا لهذا الفضاء الملئ بالبركات اذ اتاح لي سانحة لاحييك،والمجد للانسان سر الاسرار اذ يبدع سحرا يتيح لي ان اشم عبيرك الفواح في هذه الحديقة البهيجة.
    وان كنت لست بذي باع في الكتابة،ولكني تواق لصيد الخواطر الذكية،واحصنت اشواقي مسرجة دوما تبحث عن اهل الضئ والنضار،وها انا شديد الامتنان بما اجد عندكم بهذا البراح الجميل,
    رايتك تسال عن حاج الكسرة،دلني عليه الاستاذ محمود،لاكتشف وياللعجب انه رحيمي ومن قريتي،سيرته عند ابائنا ندية ،عطرة،ولي تام الكمال ،واذا كانت لك سعة من الوقت لاوصلتك بابن اخيه،محمد حسب الرسول من نفس شجرة الخير،واهل المحبة،اشكرك اذ افسحت لي حيزا لاحييك،وما اجمل ماتكتب.
                  

07-16-2013, 10:00 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالعزيز عثمان)

    الحبيب عبدالعزيز ود عثمان..

    محبتي وشكري..

    ومن عجب، بحثت هسي في بوست أخي الحبيب استاذ عبدالله عثمان وجدت النور يسطر عنه، وبرضو من عجب "نوه لأخيك بسراره معه، قد تكون روحية، ولم لا)، فالكون عجيب
    أليك ما سطره النور

    Quote: أستأذنت د. النور حمد في نشر هذه السيفمونية في التعريف بشيخ الكسرة (بلا تصرف) فاذن لي بلا تحفظ

    الكسرة" شيخ الدراويش، محب الأستاذ والجمهوريين. وأحب هنا أن أحكي، أو أن أعيد حكاية قصة، يبدو لي أنني حكيتها من قبل. ذات صباح أغر في مطلع السبعينات كنت على متن بص متجه من منطقة ودالترابي تجاه الخرطوم. خرجت من حلة حمد قاصدا الأستاذ، وكان ذلك قبل إلتزامي. خرجت قاصدا الأستاذ كمن أتاه أمر عاجل بالقدوم. ضاقت بي حلة حمد بما رحبت، وكان كل شيء فيها يدفعني دفعا للذهاب إلى الخرطوم ورؤية الأستاذ. فقد أذن في مؤذن بالحج العاجل، وكان أمرا لا يقبل التسويف.
    قال شاعرهم الذي افتتحت به خيطك هذا:

    قالوا الحجيج قطع
    قاصد نور البقع
    أنا قلبي زاد وجع
    حماني القيد منع

    أما شاعرنا نحن فيقول:

    أهيم بهائم بي قد دعاني، فكيف يصح يا قوم اصطباري
    وفي الأنفاس لي منه حديثٌ، بأسباب الرضا والوصل جاري
    رعيتك لم يكن لك ثمَّ ذكرٌ، فكيف وأنت مذكورٌ تماري!؟
    كانت بداية السبعينات فترة عصيبة في فترات حياتي. فقد جري سوقي فيها بالجلال في غالب الحال. والجلال ونار بداياته المحرقة هما مفتاح أودية الجمال والكمال الوريفة الوريقة. قال الشيخ الأكبر:

    وببهجة وجه جلال، جمال، كمال صفاتك، أبتهجُ
    ما القوم سوى قوم عرفوك، وغيرهم، همجٌ، همجُ
    شربوا بكؤوس تفكرهم، من صرف هواك، وما مزجوا
    يا مدعيا لطريقهم، قوِّمْ نظراً، بك ينعوجُ
    سار بي البص صوب الخرطوم، وظللت كحالي في تلكم الأيام، مستغرقا وغارقا في دواخلي. تصلني أصوات الخارج، من فرط انحصاري، وكأنها تأتيني من مكان سحيق. وعند قرية النوبة أو المسعودية، ركب معنا شيخ منور الوجه صبيحه. له لحية بيضا تحيط بوجهه المنور. وقد كان ذلك الشيخ حاسر الرأس، وذلك على خلاف الرجال المسافرين ممن هم في سنه. دخل ذلك الرجل إلى البص فجلس عن يساري، ثم حدجني بنظرة سريعة، استبشرت بها خيرا، ثم انصرف ليقرأ في كتيب أصفر صغير كان يحمله معه، ولعله كان كتاب أدعية. أعجبني حال الرجل، لحظة أن رأيته، فتمنيت حاله ذاك. وتفاءلت بركوبه للبص معي، خاصة وأنا في طريقي إلى الأستاذ مصفدا و"مشعبا". في تلك الأيام كنت أقرأ كل حدث قراءة روحية، وقد قرأت ركوب ذلك الرجل معي في البص وأنا في إحرامي في تلك الحجة قراءة روحية. ومن غرابة تلك التجربة العابرة أن صورة ذلك الرجل قد انطبعت في ذهني بوضوح مدهش، وظلت عالقة به حتى هذا اليوم.

    مرت السنوات ووردت سيرة شيخ الكسرة في أحاديث قدامى الإخوان. ثم كان أن رأيت صورة للأستاذ مع بعض الإخوان، فدهشت لوجود الشيخ ذي اللحية البيضاء والرأس الحاسر ضمن من كانوا فيها. ثم جاءت قرينة أخرى لتؤكد لي أن رجل البص هو ذات الرجل الذي رايته في الصورة مع الأستاذ والإخوان. فقد عرفت من الإخوان أن شيخ الكسرة من قرية النوبة، أو المسعودية، لا أذكر بالضبط، أو لعله متزوج من قرية النوبة أو المسعودية. أيضا عرفت أنه من أبكار الخليفة حسب الرسول خليفة الشيخ محمد ود بدر، وأنه على صلة بالأستاذ والجمهوريين.

    الذي أتى بذكر شيخ الكسرة هنا، قصة طريفة، أظنني رويتها قبل فترة هنا في الصالون. وقد سمعت أحد الإخوان يرويها ضمن المروي من طرائفه. ومفاد تلك القصة أن زوجة شيخ الكسرة أرسلته ذات مرة إلى الدكان ليحضر ربع رطل سكر، بعد أن وضعت إناء الشاي على النار، واكتشفت أنه لا يوجد في البيت سكر. وحين خرج إلى الدكان وجد لوريا واقفا ومساعده يصيح، سنار، سنار، أو مكوار، مكوار. فما كان من شيخ الكسرة إلا أن صعد على ذلك اللوري. وغاب أشهرا تجول فيها في بقاع صوفية مختلفة، وحين عاد إلى القرية تذكر أن زوجته قد أرسلته لإحضار ربع رطل سكر، فغشي دكان القرية وأخذ ربع رطل السكر وتوجه إلى داره. وحين فتح الباب تلقته زوجته فقدم لها ربع رطل السكر. فقالت له: (مالك جيت قوَّام كدي؟).

    أرجو ألا تكون قد رأيت لوريا في الدوحة، ومساعده يصيح: سنار سنار، أو مكوار مكوار!!

    أبهجتني كتابة عبد الغني، كما أبهجت أخي وصديقي العوض مصطفى. ولابد أنها قد أبهجت الكثيرين أيضا. وبما أن الحديث قد أتي بشيخ الكسرة وبذكر المسعودية والنوبة، فلا بد أن تكون هناك صلة روحية بين عبدالغني كرم الله، وشيخ الكسرة، وذلك بقرينة العسيلات. فمنطقة النوبة والمسعودية والجدائد، غرب النيل الأزرق، وما يقابها من قرى العسيلات شرق النيل الأزرق منطقة تسودها قبيلة العسيلات. كما أنها أيضا منطقة تقاسم التأثير الروحي عليها كل من الشيخ إدريس ود الأرباب، والشيخ محمد ودبدر على الفارق الزمني الكبير بينهما.



    وياريت نزوره، معا... فما أكرم الولي، حين يرفع عنه ججاب البشرية..

    ورمضان كريم، ومحبتي..
                  

07-16-2013, 09:21 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ما خليت يا (غني) للشعراء،
    نقرأك فتصعد بنا
    لنحلق على أجنحة الكلمات
    بسماوات شاعريتها التي تؤلف بوداد


    ما أجمل سردك الشاعري
    وشعرك المسرود فينا
    ولا يمل
    يتجدد
    يتجدد
    كلما خطوت بأفكارك المتجانسة باتجاه الإيصال
    وأنت بالغ مراداتك فينا
    والأثر








    ....
                  

07-16-2013, 03:21 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: بله محمد الفاضل)

    أخي العزيز بلة

    كيفنكم، طول غياب، جرى بيد الأيام، والاقدار..

    يارب صحة وعافية..
    مقال جرى، عن الغناء والطفولة، وأيام غراء، ولا نزال في عيون الاغاني، كالأجنة، ألف حبل سري غريب تلحمه في سره القلب، وتنفث فيه خمر، وخمور، وعلوم، وأفاق، حتى تحسبها هي من يرينا أنفسنا، كما هي، وليس كما يتراءى..

    تسلم ويوم مبارك، لشهر مبارك
                  

08-03-2013, 05:13 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: بله محمد الفاضل)

    تأمل أثر النغم في الفكر والقلب
    (الجزء الثاني)

    الأغاني في طفولتي!!..

    بقلم: عبدالغني كرم الله

    أخرج من البيت، وأنا ابن عشرة سنين، زيد عليها خمس، وأنقص شهرا، عابس الوجه، مهموما، حزنا لا أعرف له سبب، أو عله، أفكر في حالي، لم أنا حزين؟ متوتر؟ لم أكن مريضا، ولا جائعا، كما أني لم أسرق اليوم من صحن "طلس" حبوبتي، تحت سريرها بعض بلحات لينة، معطونة في ماء، كي يوبخني ضميري كعادته، ولا أدري أين كان "ضميري"، حين اعترتني حمى التوق للبلح؟ فأنحشرت تحت السرير، وبلعت معها "جقمة"، من ماء كاد أن يتخمر، في بطن الصحن، يصحو "ضميري" من نومه، مجرد أن أبلع البلحات في جوفي، ويوبخني (لم؟ أن فم حبوبتك كفم طفل وليد، لا أثر لأسنان في لثتيه، فالجنين يرضع بلا مضغ، وحبوبتك كيف تأكل بلحا جافا؟ فأمضي لشوال البلح، في ركن "التكل"، وأقبض حفنة من تمر جاف، أسرع لصحن الطلس الملون، أغمرها فيه، تروادني نفسي، حين أرى بلحة مورمة من نعومة الماء، فأسرق ما راق لي، دوما، فتنز طعمها في لساني، وأنا اسمع حبوبتي من وراء الحجرات (الجنى ده، الله يهدي، مشاركني في بلحاتي، ان شاء الله أشاركو عرسو وجديدو).

    أقلب طرفي في الحزن، وأنا في طرق، تتلوى دروبها مثل بخور، كما أني لا أعشق فتاة في الفريق، (يولد الحزن، من رحم الحب أعمق ما يكون، دونما سبب، أظنه ثمار الفرح، بين الضلوع، حين تخاف ظمأ الجفاء) أحس بأني مقهور، حين يباغتني الحب، أو ينزل الحزن، في مضارب نفسي، بلا حول مني، أو قوة، ما أعجب القدر، حتى مجاري الحزن، لم يعجبي وصف، كما عجبني الإعرابي، الذي قال (عرفته بنقض العزائم)، أي الله، فاللهم أعنى على حزني البهيم!


    حزن غريب، يملأ ضلوعي النحيفة، لم أدرك العلة، أهو قدر؟ أن يكون الحزن رفيقي، هذه الليلة؟ أقتلت نملة؟ أو أهلكت عشب؟ تلكم الكائنات التي نغتالها ولا نبالي، بها، وهي تلفظ نفائيس أرواحها الكريمة، وتموت تحت أرجلنا، ولكن الروح المنفوخ فينا، كالخمر الاسمر، يشعر ويحس، ويؤنب، ويشعل الحزن فينا، كي نصحو من ثبات الصحو الكاذب، ونرى الأمر كما هو، وليس من خلال عين تحدق ولا ترى سوى يبس المظهر، دون نبض الجوهر، في كل شئ تلحظه، وترمقه، وتراه.

    أتكون جروح حيوات آخرى، اقترفتها آثما بلا وعي مني؟ قبل ميلادي الحسي، حين تقلبت في أصلاب، حملوني كشعلة الأولمب، من جيل لجيل، أو أثناء نومي، أو حتى صحوي المزيف، ما أقدمنا في علم الإله، كذوات قديمة، فلم تكن ولادتي، على يد الداية ست النفور، فجر الأحد، هي انبثاقي الأول، رغم زغاريد خالتي، وهي تحلمني مورم العينين، باك، إلى صحن طلس كبير، ملون، أول رحم حديدي، بعد رحم أمي الدافئ، غسلتني برقة وحبور، وقطعت حبلي السري، فصنعت، دون قصد، حبال أخرى، أكثر وأنضر، مع أمي، وخالاتي، واعمامي، والنهر والحقول، والديدان الملونة، والسماء، بديلا لحبل وحيد، في بطن، صار لي ألف حبل سري جميل، ومنها حبل السماع، والإصغاء، أحسبها غريزة، أن تسمع، وتعي بركة الصوت، ويقشعر ضرع الحب، بلبن اللحن، فترضع الروح من ثدي الغناء، كل فطرة مسالمة، وعاطفة سامية، تنير كنهه الحياة، في حياتها القصيرة، أي الأغنية....

    يسرح طرفي، في عوالم لا أذكرها، لوح محفوظ، في حنايا ذاكرتي، لا يغادر كبيرة، ولا صغيرة، إلا أحصاها، يقال بأن الانفعالات كلها، التي جرت لك، ومن أقدم العصور، حتى انبثاقك الأخير، تمسك بيد الأخرى، كف في كف، فتؤثر فيك الآن، تحن للخلود مثلك، الكون غامض، تحج النفس في الأحلام، وفي اليقظة، إلى أفاق، لا اقدر على سبرها، طواها النسيان، في قاع قلبي، وهاهي تفطو، لمحا، من أيقظها؟ أتكون أوجاع روحي، هي من صرخ بلا لسان، في تلكم الوادي المقدس في الحنايا، فأيقظ عاطفة غريبة، حزينة، تتداعى لها سائر جسدي، بالصمت، والعبوس، أمضت روحي، تحت جنح سلطان النوم، أو الصحو، ورأت فردوسا بهيا، حرمني النسيان من العيش فيه؟، فطردت من جنته، لنار الحزن، ولم تجد فيني عزما، أم عرجت نفسي، فاقترفت ذنبا كبيرا، هاأنذا أجني ثمار خطئي، حزنا يملأ صدري كله، بركة حزن بين ضلوعي، ولا أعرف سببه، فما أعجب النفس، وهي بين الضلوع، تفرز الحياة، الحياة، وماهي الحياة؟ اسأل بصدق، ماهي؟..

    سبحانه، من يضع سره في أضعف خلقه، إنه النغم، الألحان، الأغاني، كائن رخو، يسبح كبخور في الأثير، حينا كالعطر في الأثير، أو كضوء مسموع، ثم يعرج للقلب عن طريق طبله الأذن، تحسبه هينا، وهو في القلب عظيم، يروض شراسة النفس، يأنسن توحشها، في لمح، تغدو خراف مسالمة، ترعى في حقول الجمال، والصفاء، وتصبح في خلق جديد.

    أمر بدكان خالي "دفع الله"، يضع المذياع على في أحد رفوفه الخشبية العالية، مغطي بقطعة قماش بيضاء، ذات بقع زرقاء، ويرقد خالي في عنقريب بسيط، مخدته يديه، المعقوفات تحت رأسه الأصلع، سوى شويبات قرب الأذن، يصدح إبراهيم الكاشف، تغمر الأغنية، بضوئها المسموع، الراكوبة والحوش والشارع، (رحلة بين طيات السحاب)، لا أدري، كيف تعرف هذه الأغنية سبب حزني؟ وسبب حزن خالي معا؟ وكلانا له هم مختلف؟ وحزن خاص، تشخصه، كداء، وتعالجني بدواء في لمح بصر، كأنها كف ولي، أتفهمني أكثر من نفسي؟ أأنا لحن؟ ولا أعلم بذلك؟ أجهل نفسي؟ ويفهمني شاعر الأغنية، وملحنها؟، أحس بعجب الفن، وسره، ورقة قلبه، وقدراته السحرية، دون من أو سلوى..

    أشكر من قلبي جدي (سيد عبدالعزيز، وعمي إبراهيم الكاشف)، خالق النص، وصانع اللحن، كيف عرفا سر أبنهما، وحزنه، ومدا له يد العون، أتقى فراسة الفنان، فإنه يرى بنور الله، يعرفون الغد، وحلمه، يعيشون في المستقبل، وأجسادهم في باطن القبور، فتأمل؟.. تسبق أنوارهم، أذكارهم، ما أعجب الشعراء، والمغنين، بلى ما أعجبهم، شهداء العاطفة، لا تحسبهم أموات، فعند سماع الأغنية (تنهض بابلهم من جديد)، أروع ما يكون.

    يرتفع صوت الكيمياء، في حسي، ويهمس بلسان علم فصيح، (بأن الأجساد مجرد ذرات، تلف وتدور، لا شئ ثابت)، سوى في وهم الحواس، الجميع يرقص ويحوقل، بل نحن طاقة تقسم الفيزياء، هي الأخرى، نحن مجرد ذبدبة مثل الضوء، ومويجيات الجاذبية الأرضية، والقوى الكهرومغناطسية، لسنا أجساد، سوى في وهم الحواس الخمس، وخداعها، نحن أرق من خيط بخور، ولا نعرف سرنا، هدا، سوى في وقت الأغنية، نمر مر السحاب، وتلف هالتنا بحنو خلاق الكون كله، نصير أدكي، وأشعر، وأعمق، أحس بنمو شعري، وأظافري، ما يجري في أصغر ثاينة، بل أصغر ألف مرة منها، أحسه، كثافة وعي، يبرق في حناياك، فيشكف علاقتك بالكون بأسره، وما يمور من فيه حيوات، علاقة صداقة نبيلة بالكل، أتعجب أكثر، (أتعرف الأغنية سري، وحزني، وبأناملها البارعة، الخفية تضمد جروحي القديمة، أيكون هناك جرح غائر، نسيته، في سالف حياتي، أو مقبلها، هو الذي يدمي قلبي، وينكئه؟ هي تعرف بخبرتها، الأغاني كهل عجوز، حكيم، بيديه الأكسير، وخاتم المنى، وهي شاب، ملئ بالحيوية، والعنفوان الطيب، وهي طفل غرير، وقد غفرت لي، ما تقدم، من جهلي، وما تأخر ذنوبي وعيوبي، وفقر حسي!! ...

    يا لسر صوت الكاشف (هل سمعتم بكلمة العذوبة)، وعجزتم عن فهم معناها، أنه صوت الكاشف، أحلق أنا، بين طيات السحاب، يبلل الغيم قدمي، واشرب منه، وأحدق تحتي القرية، ودورها، والنهر يلمع كالفضة، أنا سنبر، وحمائم، ونوارس رحالة، ألف جناح نبت فيني، غرسه دفء اللحن، بين جوانحي، فحلقت في لا مكان، ولا زمان، وسوى سر المطلق، واللحن..

    ***

    فيك صور المحاسن ظهرت لي عيان
    موسيقى حديثك مع سحر البيان
    وإذا مال قوامك يازين الحسان
    روحي تسيل عواطفي، وقلبي يذوب حنان
    أنا كيف ما أخافك، ومما طرفي شافك، ما حبيت خلافك
    حبك منيتي، فرضتي وسنتي، ناااري وجنتي

    ***

    كيف عرفني جدي محمد بشير عتيق؟ ودون حالي، في بيت قصائده، وهو يسكن أمدر، بعيدا عن قريتي، القمر يضي لجدي مصلاته، ولأمي ضرع الماعز، ولنا وجه حبوبتي، وهي تحكي لنا "قدح قديح، وأخدر عزار"، لم أكن أعلم بأن الشعراء أكرم وأجمل من القمر، يكتبون لكل فرد على حدة، وللجميع معا، أناملهم تربت كفي بصدق، وحنو، وتمسح دمعي، وتحس بخلجات صدري، كأنهم أمي، وأبي، وحبوبتي، معا، قمر مضي أسمر، هو جدي عتيق، تشرق قصائده في سماء دواخلي، هلال من سر، وطيبة، شفوق، أكثر من قلب أم، وأعجب للحن، كيف عصر أبي الكاشف حنجرته، كي نشرب نخبها خمرا حلال، فأشفى من داء الحزن، بلا دواء مر، أو فصد، (وروحي تسيل عواطف، وقلبي يذوب حنان)....

    همد الحزن، واضاءت ضلوعي بروق الحياة، والتوق، والفضول، سعيدا مضيت لخالتي، بوجه بشوش كالشعر، عدت للحياة، من موت الحزن، بنفخ روح اللحن، والريحان.

    لمسرح المغاني، في القرية، تتزين الحسان، ويتعطر القلب، وتزدهي الملابس، كل الحواس، من عين، وفم ولسان، وحس، تتزيأ بالجميل، في حضرة الفن، كي تشرب خمر الأذن، فتروى من مباهج الانفعالات المشرقة، التي تبنع من الغناء، وعزفه، فتجلو صدأ النفس، ويظهر بريق الجدة، والنضارة، في تجاعيد الكبد، والرتابة، يخرج الحي من الميت، ذلكم هو النغم الأصيل، تخضر الحنايا، بألف نبت وزهر، وتمور الحياة الراكدة، ويتجدد النبع، ولادة بعد ولادة، لألف حس جديد، وعاطفة جياشة تغمر الحوارح، بكل جميل، وبهي!!( أعطني الناي، وغني، فالغناء سر الوجود)!!..

    من العصر، تكنس النسوة، والفتيات الحوش، وما أوسعه، ويفرش بالرمل الأحمر، المجلوب من خور الدفيسة بالكارو، ويرش بماء النهر الطيب، تفوح رائحة الرمل والطمي معا، تعميد لارض أنجبتنا جميعا، أمنا الأولى، حتى الحيوانات التي تدب فيها، يجلب الناس الأسرة والعناقريب من الجيران، كلهم خيلان وأعمام، تفرش البروش لرقص النساء والفتيان، وعلى حبال الغسيل، في القرية كلها، ترقص الثياب الجميلة، والسروايل، والاقمصة، والفساتين، في أنتظار المساء النبيل، مساء السكر الجماعي الحلال، حفل رقص، أو حنة، أو عرس، لا صوت يعلو، فوق صوت اللحن، والطرب اليوم، طقوس فرح، أشبه بالوضوء الدي يسبق الصلاة، النية والصدق فيه، من واجبات السماع المبارك، وإلا بطل السماع، كالضوء، فللسماع طقوس، وأركان، وأكرم محدثك بالإصغاء إليه، فمن يسمع القلب، وليس الأذن، يا غافل البال.

    لا تخذلهم الأغنية، كل الحضور، تنصف الذوات السامعة، لا يشغلها امرء عن آخر، عدالة فطرية، مبثوثة في طوايا لحنها، ترى القلوب كلها، في عتمة الظلام، أو ضح ما يكون، لا تخطئ باب نفس، من النفوس، تطرقه بهون، وبأناملها اللامرئية ألف مفتاح سري، يفتح العصي، والصدئي، والمغلق، ثم تعرج لصحن الدار، فتكنسه، وترتبه، وترويه، أسرع من رجل بلقيس، حتى الصور الشعرية في القصيدة، الملحنة، تصبح واقعا، يدخله السامع، كما يدخل داره، ويلقى عصى رحله وهمه، ويخلع نعل سعيه في فجاج الأرض، فالقوت بين الضلوع، ويسكن المرء في حلم الأغنية، ومعانيها اللطاف، ويعرج اللحن به، إلى سموات فيه، لا يطالها حكي، أو شعر، أو نور، حيث الحياة، في عرشها الأول، وتخلقها امشاجا وشعور، حتى يسكن حقيقة، وليس مجازا، الحلم المجسم في القصيدة، وقد سقاه خمر اللحن، والأداء الطروب، خمر الإيجاد والإمداد، فطبت، أيتها الأغنية، رسولة للحلم المعاش، كالواقع، بل أعمق، ويخرج المرء من الحلم، أكثر حكمة، وبركة، ورهافة، كي يواجه ضرواة الحياة، وكبدها اليوم، (ليس بالخبز وحده يحي الإنسان)، خبز الأغاني، ألذ، وأفيد...

    ***

    زيدني في هجراني
    في هواك يا جميل العذاب سراني
    على عفافك دوم
    سيبني في نيراني

    ***

    عند معرج الطريق، يقود للمشروع الزراعي، وإلى القرية، والنهر، نجلس، معي صديقي الحاج ود كلتوم، هجرته حبيبته، وهو سعيد، معلمة في المدرسة، يحبها ويخاف منها، ويرهبها، حلو القلب، مترع بالرهافة، يحس بسعادة الألم، يحبها وهي بعيدة، أو قريبة، كما أحب أدريس جماع السماء (دنت له، وأستعصمت بالبعد عنه)، كان يحكي عن تعنتها، بحزن نبيل، وطرب أصيل (بربكم كيف يلتقيان، سوى في معجزة الغناء، وقال لي حين اسمع (زيدني في هجراني)، أتعجب كيف كتبها جدنا عبدالرحمن الريح، وأنا بطلها (والعذاب سراني)، أيسر العذاب؟ قد نعجب، ولكن أليس الحب عجب؟ وهل الحبيب بعيدا عنا؟ ألم يقول الصوفي الوله (لا تصلح المحبة بين أثنين، حتى يقول إحداهما للآخر يا "أنا"، فساعدته، ولو بعيدا عنك، سعادتك "أليس هو "أناك"، وللحب، في زمن الإغاني، عجائب...

    (أدر دكر من أهوى، ولو بملام، فإن أحاديث الحبيب مدامي)، النابلسي، عبدالرحمن الريح يعرفون ود كلتوم، صديقي أكثر، وأعمق مني، ونحن نجلس في خور رملي، الشاعر راعي، مسئول عن الأحياء والموتى، والأحفاد في بطون الغد، شعاع القصيدة الأصيلة، كالشمس، يضي قبة الماضي والحاضر والمستقبل، مقتبسه من نبض الحياة القصيدة الأصيلة، الأغنية الأصيلة، للقصيدة الأصيلة معجزة، مثل معجزات الرسل والأولياء، تخرق العادة، وتلمس الفؤاد، وتشعل الحب في الغدد المعضلة للجسم البشري، الغريب المبهم، تضئ مراسم فعله، فيبدو غارقا في النشوة، والتفاؤل، كأنه يسبر سر الوجود في وقت السماع، بلى.. بلي..

    لم تكن مزامير دؤاد، سوى دواء شاف، يطبب به توحش الملك، يهرع الناس لداؤد، عليه السلام في مرعاه، حين يهيج الملك، وحين ينفخ مزماره، تسكن حنايا الملك، وتصفو خواطره ويعود ملكا وديعا، مسالما، عادلا، شفوقا، طيبا، (فأعطني الناي وغني)!!..

    كان اسماعيل، يحمل ربابته، ويمضي في دروب الأبيض، وبارا، ينقر على أوتاره، من شعر ذيل الحصان، فتركض النغمات النواعم، كالشعر، لمخالب الأسد، وشرود المجانين، وقلب الصخور، فتستأنس الحيوانات، ويعقل المجنون، وتندى جلود الصخر، عزف مبارك، تضمد جروح المكان والزمان، بسر الحب، في لبوس أنغام وأهازيج، ومدائح، ..

    (هل تحممت بعطر، وتنشفت بنور؟ وشربت الحب كأس من أثير؟، بلى سيد جبران، شربنا خمر الأثير، خمر الصوت والطبل والنغم، في حيواتنا، إنها حالة السماع، حال تجعلك، تفهم، مغزى قوله ابن العربي (أني لا أعجب لسعادة الإنسان، ولكني أعجب لشقاوته)، فقلبه المغني دوما، بالفهم والعرفان، جعله يرى جمال الكون، من حكمة المكون، ويتعجب لم يشقى الإنسان، وحوله كرنفال فكر وشعور، يرتل أنشودة ما نسميها "حياة"، وما أغربها، وما أعجبها، أي نملة تحبو تحتك، تقسرك على غموض الحياة، فهي تسعى، وتتعب، وتكد، بغريزة الحياة الأعجب من الشعر والخيال (وكلاهما في جلبابها البهي، ورحمها الوسيع)..

    ما رأيت في الكون ياحبيبي أجمل منك، في جمالك وتهيك وفي صغارة سنك، أحس بأني أحب، وتلك هي حببيتي، فتاة ذات ضفائر، تحمل الماء على رأسها، وينزلق الماء، ويلتصق عليها كالفستان، كيف عرف عبدالرحمن الريح، وصف حبييتي، ورسم مشاعري، هل الشعراء كهنة؟ وكيف تغنى الكاشف بلحن، يرسل الأنوار للطوايا، والبقايا من النفس، في شطح السماع؟...

    الأغاني تعرف سر الحياة، وجوهر الوجود، وحين نسمعها تلامسنا مهارة الصانع، في صنعه، فشكر الصنعة، شكرا للصانع، وما الكون، سوى تجليات المكون، وفي السماع نشعر بتلكم الهيبة والتوقير للوجود بأثره، حيث تتفتح حواسنا كلها، في قمة نشاطها، وصفائها، وعمقها، وعاطفتها، فنرى الجمال والعمق، يحيط بنا، كما يحيط الجلد بالجسم..

    يا مداعب الغصن الرطيب
    في بنانك، ازدهت الزهور
    زاد جمال ونضار وطيب
    يالمنظرك للعين يطيب
    وتبدل الظلمات بنور
    وتبدل الأحزان سرور

    أقسم بأنها قيلت عن فتاة في قريتي، وعن فتاة مسيحية داعبت زهرة، وعن فتاة أمدرمانية، ما أجمل حياة الأغنية، في حياتها الصغيرة، والتي قد لا تتجاوز خسمة دقائق، تجعلك تعيش الدهر كله، ما كان، وما سيكون، بتنشيط الداكرة والخيال فيك، وقوى الإحساس، هل يغني الكون كله، ونحن لا نسمعه؟ قالها إفلاطون، ليتنا نصغي له، فالكون ملئ بالأسرار، التي ارهقت العلماء والفنانين والرسل والمفكرين..

    أنه أغنية، على يقين، ولكن كيف أصغي لها؟ أعني الكون برمته، كما أصغى له افلاطون، والحلاج، الذي كان يهمس لبيك لبيك، حين يسمع تغريدا، أو وشيشا، او هفيفا، (كان الله، ولاشئ معه، وهو على ما كان عليه)، الفاعل للجمال، وأن خفى، هو وحده، في لحظيات السماع، ترى الخراف، وهي عناصر الكون كله، الأحياء والجمدات، تسعى على حداء فكر، وحنب، لسوح المراعي الخضراء في الغد الزاهر، والحاضر الأزهر..

    طعم الأغنية في قلبي، مثل طعم الحب في قلب الأم، لحظات سكرى، أصير شاعرا وحكيما، وبشوشا، في لمح بصر، أحس بجوهر القلوب، التي تنبض حولي، أرى أفضل وأعشق أعمق، وأفكر أصفى، إذ نصبت بطلا، في حياة الأغنية، وأهوي لعاديتي، بعد فنائها في الأثير، ويعتلي الملل ظهر حواسي كلها، أهجو الأثير، لم أغتلتها؟ ليتها تدوم، في حناياك اللطيفة، عطرا مسموعا، ليتها، كي نرى أجمل، وأشمل، وأعمق، كل شئ يحيط بنا، أو فينا.

    لا أدري، قد أسطر، الجزء الثالث، من الأغاني، وقد لا، بيدها الأمر، أي مسرات الأغاني، وأنا راضي عنها، وما اسدته لي، في تاريخ طفولتي وحياتي برمتها، ومن لا يشكر الشعراء، والألحان، لا يشكر الله..

    شكرا أيتها الأغاني، عبر نوافذك، رأينا حقيقة الكون، وجماله، ومع غيابك، تصلصل الرياح، ويثار الغبار، وتتبلد الحياة، وتنبهم الرؤية.

    الفكر أغنية، والحب أغنية، والأم أغنية، وأوسع الأغاني، بلادي، الحبيبة.

    نشر في جريدة التغيير الإلكترونية

    http://www.altaghyeer.info/ar/2013/culture/1002/

    .....
                  

08-03-2013, 09:47 PM

ABDALLAH ABDALLAH
<aABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 7628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote: ومفاد تلك القصة أن زوجة شيخ الكسرة أرسلته ذات مرة إلى الدكان ليحضر ربع رطل سكر، بعد أن وضعت إناء الشاي على النار، واكتشفت أنه لا يوجد في البيت سكر. وحين خرج إلى الدكان وجد لوريا واقفا ومساعده يصيح، سنار، سنار، أو مكوار، مكوار. فما كان من شيخ الكسرة إلا أن صعد على ذلك اللوري. وغاب أشهرا تجول فيها في بقاع صوفية مختلفة، وحين عاد إلى القرية تذكر أن زوجته قد أرسلته لإحضار ربع رطل سكر، فغشي دكان القرية وأخذ ربع رطل السكر وتوجه إلى داره. وحين فتح الباب تلقته زوجته فقدم لها ربع رطل السكر. فقالت له: (مالك جيت قوَّام كدي؟).

    أعجبتنى هذه الحكايه اللطيفه .
    وقلت فى نفسى :-
    ماهم الغرقانين دائماً بعملوا كدا
    وقلت فى نفسى كذلك
    عليك ببوستات المبدعين , ففي بواطنها غوص لتكتشف الدرر .

    مرةً أخرى التحيه لك أخى عبدالغنى ولضيوفك الكرام .

    (عدل بواسطة ABDALLAH ABDALLAH on 08-03-2013, 09:53 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de