|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
Quote: وأتعجب لم قال الناس (وأدار له ظهره) كأنها مذمة، ونعت حزين، فلو قيض لهم رؤية الظهر في حفل رقص، وبركات الأغنية تموج سره، لما قالوا ما قالوا، وشعروا بأن القفي أحلى، وأبهر، مثل سائر الجسم، أم أنه خمر الأغاني؟ تبدو الفتاة جميلة، دون وجه، وأنف وعيون، أو صدر، أو خد، أدارت لنا ظهرها، فنعمنا بجماله الفطري!!.. |
عجباً يا حبيب ، لهذا الجمال ! وانت لِمَ أدرت لنا ظهرك كل هذه المدة ، أيها الضنين ؟!! أما هنُّا عليك يا ابن كرم الله الغني ؟!!
أكاد لا أصدق ! أكاد لا أصدق ! .. و يا لفرحة هذا البوست ... كأنما طاقة من الجنات الوارفات فُتِّحت هنا الآن !
والله قبل كم يوم كده هميت أفتح بوست طويل وعريض ، للبحث عنك يا عبدالغني
حقاً رمضان كريم ، وأخضر كمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
الحبيب مااااامون... ما بال الذكرى، تعيد المذكور. أراك أمامي، بذات بسمتك وشوقك الأصيل.. أي براق بيد الخيال، حين يشد نحو حجره بروق الذاكرة.. أرى عطر بسمتك، ورنة صوتك، وأن تشجع الريان، وبرشلونه، وتحلل هدف نبيل لميسي..
شوق لا يحصر، أيها الحبيب، ياغول المسافة، ماذا تعني، بمنع الوتر عن الأصابع، والشهيق عن مناقير الفؤاد، ولكن هزمنا، بجسر التذكر، راغم وهنه، حين تعبره قوافل اللقيا الحية، ونشم قميص الغيم من يوسف، فتحيا البصيرة والبصر..
حوامتنا، معا، طفولتنا، فشلنا في أن نكبر، في عالم يشيخ، جلهنا بأنفسنا، ضحكنا علينا، بوري سيارتك، وانا أطلع لك، من الدار، شراب الشاي في واقف، وونسة بلا ضفاف، في كل شي، تأخذ لبوس الأغاني....
الحفلات التي نمضي لها معا، الفقرات التي تقرئها لي بالهاتف حين تهزك هزا، كأنك لا تقوى على حمل الجمال وحدك، فما أثقل الجمال لمن يعرفونهم، ولو في طي القبح، ولا قبح، سوى مجازا، فالكل جميل، بعين الأم، بعين الأب، بعين الرب..
وجهك، المشرق، وأنا أعطيك مسودة، أيها القارئ الأول، ووجهي يحلق وأنا أقرأ لك، كقارئ أول، لميلاد مقال، أو فكرة، أو خاطرة، في دار أمين، هناك قرب السفارة الأمريكية، قرأنا معا، صلاح، وأمين وانا، أول نصوصك الغريبة، النبيلة..
أتذكر حفل ابوساندار؟ وعمر الشاعر؟ تلكم الحفل، زاخر في البال والكيان.. حين أحضر لأي فعالية يسألني ود الزين، يسألني محمد عبدالرحمن، يسألني عادل التجاني (تومك وينو)، فأفرح، برحم لسكينة، وحاجة بنت المنى، توحد، في بطن واحد، وقلب واحد، أحد..
عدت لبلادي، وأعرف ما قررته، وسأكتب نص طويل باسم (هل قلت سأنتحر)؟ ام قلت سأعود لوطني، حين انخلع الغاشي والماشي، بما قلت، صرت أمشي في الجنائز، وأنتظر الحافلة بحرقة، وننام في كراسي الحافلة وهي تتجاه لمايو والأزهري، وقربي فلاتية متعبة، وشايقي مرهق، ننام في أكتاف بعض، من سلطان التعب، وطول الرحلة، في مدينة أهملت، وغشت، وجنى عليها...
حتى في بركات الفاتحة، والعمم الكبيرة، كنت أجد بركات، عجيبة، أناس تجاوزا الصبر، وحناء الشفق تزين الكراسي، وفكرة الموت النبيل تحلق في الناس، وبهمهم الجماعي، يحيلون الموت حزنا نبيلا، لأناس من مشارب، جمعهم العرس، والرحيل، فتحس بالعريس في قلب الجنة، وبنا في كراسي بسيط، نناقش شئون الموت والحياة، وأتعجب كيف قيض الله لنا الفراغ؟ رغم سعة المدينة، وطول الرحلات؟ وما الفراغ؟ سوى بركة الحياة، التي اغتالته المدينة العصرية..
سلام مامون، وشوق لا يوصف، أو يحصر..
حتى القراءة في وطني لها طعم أخر، ونكهة أخرى، تحيط بك بيئة المقروء، كالسوار، اتسكع كثيرا في حي الانقاذ الشعبي، فأرى أجمل للوحة للحياة الفطرية، البسيطة.
غبت عن سوداانيز، رغم محبتي له، صار متكأ، أحكي مع رجل في فنلندا، وفتاة في البرازيل، وشيخ في عمان، جلسة سمر كونية، وأطلع فيه على الغث والسمين، على من يدعي الفهم، وعلى من يحني رأسه من ثقل جهله، كلهم أجميعن في دولة المنبر العام.. ولكن جار علينا الرقيب السوداني، كعادته، في حرصه على أن تستمر الحكومة، وينام قرير العين، بعد أن صد الأصدقاء في الكوكب في النقاش والمرح والتلاقح، ولكن هيهات..
سلامي الأغر لأمين وكيف أخباره، ومواهب، وكل الأسرة الجميلة، ونهاد، ومنى، وأحمد،..
محبتي، وشكري الخرطوم.. عصرا...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
أخي العزيز محمد المرتضى..
رمضان مبارك...
للأغاني سطوة، تحن النفس للغناء، وتتسق القوى الفينا، وتهدأ الحروب الداخلية الصغيرة والكبيرة، ويتعاظم الشعور بما حولك، ستارة، أو شباك خشبي، تشعر بحميمة ما.. صعبة الوصف والتقدير..
ولاشك للاغاني دور في حلمنا، وسلامنا، ونجاحنا، وصحتنا النفسية، فشكرا لكل لحن، وأغنية، وفنان.. وشكرا لك، ورمضان سعيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
أخي العزيز محمد المرتضى..
رمضان مبارك...
للأغاني سطوة، تحن النفس للغناء، وتتسق القوى الفينا، وتهدأ الحروب الداخلية الصغيرة والكبيرة، ويتعاظم الشعور بما حولك، ستارة، أو شباك خشبي، تشعر بحميمة ما.. صعبة الوصف والتقدير..
ولاشك للاغاني دور في حلمنا، وسلامنا، ونجاحنا، وصحتنا النفسية، فشكرا لكل لحن، وأغنية، وفنان.. وشكرا لك، ورمضان سعيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: محمد المرتضى حامد)
|
انه كلام كما قال شاعرنا الفذ ادريس جماع ( انت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا ) كلام لم اره من قبل هنا وحديث قل ان يجود به الزمان فهو يحكي لسان حالي في ايام الطفولة الاولى وتلك الفترة الجميلة التي لن تعود ابدا كل شي كتبته هنا دار بمخيلتنا وواقعنا الذي كان ,,, ولا اقول ليك إلا ما قاله من سبقوني في التعليق بهذا البوست الجميل ( لماذا ضننت علينا كل هذه الفترة بمثل هذه الاشياء الجميلة ) على العموم بوست جميل وكلام اجمل وواصل بدون فواصل متعك الله بالصحة والعافية ..
تحياتي : ياسر العيلفون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: محمد عبد الله حرسم)
|
المبدع الشاعر، حرسم...
محبة وشوق
والله انقطعت عنكم، فزاد الشوق المشوق.. انقطع بي الدرب، عن أخوتي في سودانيز، ثلاث سنوات، طوال.. رجعت البلاد، وشغلت، ولكني لم اتوقف عن السيدة الكتابة.. وانزلت اليوم، ثلاث مقالات، هاهاها، مرة واحدة، مقال باسم (الرسول في قريتي)، واخر دونت أول أمس عن (النبي والأدب).. وكيف اخباركم والاهل والثغر الحبيب، وشعبنا الجميل، في اصقاع بلادي الصابرة، الأصيلة..
قلنا نحكي عن الغناوي، وبركاتها في النفس والروح..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: حسن الطيب يس)
|
الحبيب، أخي حسن الطيب يسن..
احب الغناء الصادق، أي بحس بالأغنية احب صوته، حتى لو كان أجش، حتى صوت السر قدور، هاها، كم أحبه حين يغني، بطبقاته العجوز، وعمق تذوقه، لي أخي يغني، صوته غير جميل، صوته جميل، لأنه يحس بما يقول دوما يدندن، أصغي له، كفنان كبير، ويحفظ قصائد طوال، وأشعار عتيق، وأشعار سماعين حسن، أغلبها، يحفظها عن ظهر قلب، ويعرف حكاياتها...
رحم الله عثمان حسين، كم أحبه، ورحم الله وردي، كم أجله، ورحم الله الكاشف، أظنه أعذب صوت سوداني، صوت نقي، كبلور، كنسيم عليل، مجرد صوته أحبه، ونبرته...
ما أجمل الغناء..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: ياسر السر)
|
العزيز ياسر... ابن الجارة المباركة العيلفون، جارة النيل والقرية..
كان الشعوب الأولى، تعشق الغناء، تسميه وقت الحلم، ففي السماع، أثناء الغناء، يتوالد الحلم ملموسا، وتتبارك الحياة حولهم، وتتلون.. حتى الأعراب، دونت عبر فتاها الأصفهاني، أكثر من ثلاثيا مجلدا، وفيهم من قال، حين أطربته جارية مليحة الحسن والصوت (غنت، فلم تبقى مني جارحة، ألا تمنيت أنها أذن)،..
وللحق بلادي السودان، أنجبت في القرن الفائت، عباقرة، في ظاهرة غريبة، الأمي، عتيق، ودالرضي، سيد عبدالعزيز، وغيرهم، مع ألحان سرور وكرومة، فطافوا بالناس بالترام والغناء في عوالم الله وحده يعرف مداها..
وفي قريتي كنت أحب الغناء، اسمعه بهدوء، لم أرقص في حياتي، وتمنيت ذلك، ولكن كنت احب السماع وأحلق وأحلم بأفاق الله وحدها اعلم بها..
محبتي وشكري ورمضان كريم يارب..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
أديبنا العزيز عبدالغني زولنا المتصالح مع نفسو ومع العالمين سلامات ورمضان كريم وياخ أنشاءالله تصومو وحالك وبالك مغمور بي بركات الأغاني والمدايح والدأن والطمبرة والطنابير . لك التحية ويديك العافية ويازول لا تبعد كتير وأنت عارف المكان عطشان ومهضلم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: Osman Musa)
|
عبد الغني وعثمان موسى وصديقي محمد المرتضى
هل انتم ملح هذا البورد ام سكره؟؟؟
ما السر ان تلتقى عوالم البحار جنوب شرق الجزيرة العربية بالدنيا الجديدة محتضنة ارض النيلين في هذاا الخيط؟؟ اظنها بشرى وايما بشرى لي شخصا باتكاءة حالمة في هذا الرمضان البارد!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
أخوي محمد الشيخ...
طاب صباحك..
بالحيل، المغاني توحد ما تعجز عنه أيادي الأدلجة، وما تفسده السياسة التكتيكية، وما تفرقه أحوال الزمان.. بل تحي موات الذكريات، وكامنات الحلم....
للأغنية، بلحنها، وشعرها، وادائها، بركات كالأكسير، تلمس جروح الحشا، وتطب المستحيل...
محبتي من البعد، من القرب، كنخيل باوقة، يرقص مع النسيم، وفي الصحن..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ألأغاني في طفولتي (أغاني، أغاني)!.. (Re: Osman Musa)
|
أخي الحبيب استاذ عثمان موسى..
رمضان كريم، ويوم أحد مبارك...
في سماء القرية، الساكنة، وفي ليلها البهيج، وفي الطفولة الحالمة دوما، كنا نسمع مذياع الدار، أو مذياع الجيران، ينقله الأسير، طيبا، رائقا، لن أنسى أغاني عثمان حسين، ولن أنسى ياطير ياطائر، حين تغنى فجرا، في نفحات الصباح والطير يحلق حقيقا وليس مجازا، في الأغنية، وفي سماء القرية، طير الرهو الأبيض، يتوكل على الحي القيوم، ويفرد أجنحته في طلب الرزق، ويعبر سماء القرية، أسراب مصفوفة، بريشة فنان، مثلث بلا ضلع ثالث، تقودهن رهوة مجربة، وأظن سنة الحياة أن يكون هناك قائد، حتى في الذرات، تلف الاللكترونات، كدروايش حول نواه.. فنتعتجب من الأغنية التي يحلق في الطير والقرية التي يحلق فيها الطير، فندرك بأن القرية هي أغنية سمراء، تسمع، وترى وتحس، ليس إلا... فنسترق السمع للأغنية، ونسترق البصر للأغنية السمراء، وبيوت طين، وخالات يجبن الأزرقة الملتوية بثياب بسيطة، ملونة، كلحن الأغنية. ويتشابه الأمر علينا، من يغني؟ وردي؟ أم القرية..
وحين تنتهي الأغنية، تعود القرية لرتابتها، سوى في أعين الأولياء، حيث الأغاني، لاتكف تنشد في حناياهم، ونبض ضلوعهم.. طابت حياتكم، كلها بالحب والسعادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: ذواليد سليمان مصطفى)
|
الاخ العزيز عبدالغنى
كثير التحايا ورمضان كريم
اتابع ما تكتب من الصالون باعجاب كبير ولكن الان الامر اختلف قليلا حيث كنت فى مكالمة مع اديب مقل وضنين حاول ان يستنطقنى او يستكتبنى اذا جاز التعبير كلمته عنك بعض ما استطيع وبعد نهاية المكالمة مباشرة وجدت زوجتى تتصفح هذا الخيط الممتع ليس فى الامر عحب انها الوحدة التى انتظمت هذا الوجود فقد صار قلبى قابلا كل صورة ..محمد مصطفى مبروك هو من حدثته عنك ارجو ان يسعدنا الزمان بتواصل .
مقيم الآن مع اسرتى بولاية اريزونا حيث المهندس بكرى ابوبكر صاحب هذا الموقع.
غير متابعتى بشقف لادبك الرصين اعرف الكثير عن اسرتك العريقة وقريتك التى تشبه لحد كبير قريتى ريبا الشيخ النور ود عربى.
باختصار غير مخل , اعرفك عن قرب رغم بعد المسافة وعدم اللقيا.
ارجو ان تكون هذه فاتحة خير وتواصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
...
الحبيب عبدالله...
طاب صومك، ويومك، وحياتك، كلها..
ذكرتني جار، عم بخيت فضل، بل الشيخ، ولكنه أب صديقي، ونعم الجار، أبنه مصدق صديقي، ولكن هو صديقي الحقيقي، كنت أجلس معه ساعات طوال، تحت شجرته، هو جار أخي الأكبر، الحيطة بالحيطة، والقلب بالقلب، نفطر رمضان عند بابه الأبيض كلسانه، وقلبه، هادئ الطباع، مسالم، وعالم، حينا يأتي أنصار سنة، ضيوف عابرون، فيقدمهم ويصلي معهم، وهو أقرب منهم لله، والفهم، حديثه خافض، ومؤثر، كل يوم يسرف بغير ملل، في محاسن مسيد امضبان، ويحكي عن أبوبة الشيخ يوسف وحسب لله، لهم، حتى رؤوسنا، في طفولتنا، يمسحونه بالزيت، والحب...
أصدر كتيب صغير، مفيد، مؤجز، عن شيخه الشيخ حسب الرسول.. ورسل عننا، وترك أسرته جميلة، حسنة التربية والخلق، مصدق، وأحمد، ومارية، ولبابة، حفظهم الله، وأسعدهم دينا، ودنيا... ومن عجب، أن شجرة الدار، التي يجلس عليها، حزنت عليه، حتى أصفرت أوراقها، ورحلت معه..
كان حسن الخط، جميلة، يكتب على روق الفلسكاب بصورة جميلة، لا يظهر المل، ولا في آخر السطور، كعادة بني آدم، أظن واصلا، ب لاشك، ترك تركة رائعة من المؤلفات، ولكن بلادي لا تعرف سوى قشور الكلام، أما اللبن، فأنها تخاف منه، ويخيفها، ليتنا ننشر كتبه، فله مؤلف جميل، عن المحبة لدى العبيد ودبدر، كما كان غزير الكتابة، في مجلة القوم..
أهديته كتيب صغير، عن (دفاع عن صوفية السودان)، وفؤجيت اليوم الثاني بأنه أطلع عليه، وبعمق نبيل... محبتي، وشكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالرحمن الضريس)
|
...
أخي، استاذ الضريس..
من البعد، سلام، ومن القرب سلام ووئام..
ما أكثر الأخوان، هناك من رآهم بصرك، وهناك من رأتهم بصيرتكم، ولم تلتقيهم، نحن أخوان النبي المصطفى، ود لو كان رآنا وكفى، كما قال النابلسي، فالأخوة في دم الفكر والبوح، تخرج من رحم الأرض، فما أسعدني بكم، وكم من أخوة، لم ألتقي بهم، وكم من صويحبات، أكلنا ملح وملاح التلاقح، دون تتحكل العين بهم، ولكن البصيرة، تحكلت، وسعدت، لي صدقة عميقة مع خالد عويس، الجميع يحسبنا أصدقاء جيرة، وزمالة، ولكني لم أراه، سوى فيما يكتب، ويسطر، ويحس، وأظنها الصحبة الأم، وإلا لم كان جيران النبي صحبه، وأخوانه، يفصل بينه وبينهم قرون وأعوام، فطابت حياتكم، ومسرات ضلوعكم، أبد الأوابد..
جرتني الأغاني، لزمن يرقص في الخيال، ويحلق في الذاكرة، وليوم الناس، تثمل الأغاني حياتي، وبصري، وسمعي، فأحس بالكون يغير جلده، كله، ويصير التراب جلدا، والشباك قلبا، والحياة نبضا، كونيا، وأظنها الحقيقة، ونحن لاهون، عنها، غارقون في قشرتها، وعن لبها فانون..
وشاكر حسن ظنكم، وشاكر سؤالكم والله، الصادق الصدوق، وسلامي الأتم للمبدع محمد مصطفى مبروك، ورمضان كريم، وجميل..
وشاكر لقائد أسطول الركب، بكري أبوبكر إعادة كلمة المرور، عبر النبيلة، الأصيلة، نسيبتي، إقبال عثمان الجعلي، وزوجها الحبيب القريب، النسيب، محمد الجزولي،... وسلام لكل من معك، في ديار الغربة، الصعبة، الصعبة، رغم أحوال البلاد الجائرة..
ورمضان كريم وجميل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
أخي الحبيب ذواليد سليمان..
رمضان كريم، ومتعك الله بالصحة والعافية.. للطفولة قدرة، على فهم الحلم والحياة معا، حتى ربطها السيد المسيح، بالجنة، لن تعودوا تدخلوا الجنة، حتى تعودوا اطفالا، في الدهشة، والبراءة، والحب..
أيام صوم مباركة بالفكر والذكر والتسبيح، والروح.. محبتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
فقرات، بترت، خوف التكرار، من المقال:
(طعم الأغنية في قلبي، مثل طعم الحب في قلب الأم، لحظات سكرى، أصبح شاعرا وحكيما، وبشوشا، في لمح بصر، أحس بجوهر القلوب، التي تنبض حولي، أرى أفضل وأعشق أعمق، وأفكر أصفى، إذ نصبت بطلا، في حياة الأغنية، وأهوى لعاديتي، بعد فنائها في الأثير، ويعتلي الملل ظهر حواسي كلها، أهجو الأثير، لم أغتلتها؟ ليتها تدوم، في حناياك اللطيفة، عطرا مسموعا، ليتها، كي نرى أجمل، وأشمل، وأعمق، كل شئ يحيط بنا، أو فينا..)...
للمقال، جزء ثاني، وثالث...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: محمد حمزة الحسين)
|
أخي العزيز.. محمد حمزة الحسين..
رمضان كريم.. في ربوع فتوار، والباوقة أم تفاح أسمر، وبرتقال أسمر، شد منظر الغناوي في الفسحة رحالي، نحو البيوت الكريمة البسيطة، التي تحيط بالفسحة، وبالشباب والصديري الحنون، والعرضة الشهيرة، والصفقة الأقرب من الوريد..
في هذه الأرض البسيطة، زرع الأهل، وغنوا، ودفنوا أجدادهم، وزويهم، ورقصوا أعلى من النخل، وغرسوا الحب للأرض، أدنى من جذور المانجو، والقريب، شاكر زخرفة أغاني الطفولة، بأغاني النخيل، والنساء والمرؤوة، والطرب المعتق..
وحليل الباوقة اللذيذ تفاحا... وتلك بلاد البساطة والجمال والحنان..
محبتي الأكيدة.. والكبيرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
العزيز، أخي اسحق بلة...
محبتي وتقديري... ورمضان كريم
قلنا نحاول انصاف الاغاني وهيهات، إلا زول يغني للأغاني ممكن ننصفها حبة، فكم مسحت الدمع عن القلب، وكم فتحت باب أمل وكم اشعرتنا بأهمية مكارم الأخلاق وكم في حماها شعرنا بعظمة الوطن.. وكم بكينا على الأم والاخوات والحبيبة.. وكم شعرنا بقيمة الحب والبطولة، من خمرها الحلال..
محبتي وشكري..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
انتي كلك زينة
حسنك أمر كانت ملكا مشاعا للجميع ..للاستماع والأستمتاع والدندنة أما:
حرمان عليك ياحبيب تسلاني انت يالأبيض ضميرك فكنت اعتقد انها صممت خصيصا لطفل في الثامنة والتاسعة كحالي وان الطيب عبدالله - امد الله في ايامه- كان أول ماهدهد مشاعر طفولتي ليس في بلاد باص ابورجيلة والمسرح القومي واستاد المريخ وانما هناك.... في البلد البعيد الغابر مابين لوري عثمان عكاشة ... خلوة جدي موسى وحكاوي عمنا عثمان ود الدالي لا أعرف لماذا ولكنها جاءت هكذا ... مالو ابراهيم سعدية وود الحوري وود السافل؟ الرادي ذلك الساحر ... اسرني منذ نعومة الأظفار حيث كنا ننتظر نهاية الأخبار بفارغ الصبر لكي نستمتع ب: سيداتي انساتي وسادتي في فاصل غنائي تستمعون الى صلاح بن البادية في اغنية.... من الحانه وكلمات.......... ومن كلمات والحان وغناء عبد الكريم الكابلي نستمع الى ....... وهذه أولا الدرب الأخضر لعثمان حسين من كلمات .....
وننتظر حتى: اسبرو احسن صديق اسبرو احسن رفيق اسبرو يزيل الأوجاع... والصداع... والألام... اسبرو اسبرو
تررم
يالها من ذكريات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
الله اخي الحبيب محمد الشيخ..
لي ذكريات مع اغنية الطير المهاجر، كنت اسمعها في الحوش مرة مرادي الجيران ومرة من رادي البيت او رادي بعيد، وكنا نطير معه، بس منديل حرير ما وقعت لي، أطنها القافية، قرية وبيت صغير ومنديل حرير؟ هاهاها، منديل من خيوط عبير، كان ممكن اتخلص من الورطة... الفذ صلاح.. وبرضو
وايااام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
Quote: وان الطيب عبدالله - امد الله في ايامه- كان أول ماهدهد مشاعر طفولتي ليس في بلاد باص ابورجيلة والمسرح القومي واستاد المريخ وانما هناك.... في البلد البعيد الغابر مابين لوري عثمان عكاشة ... خلوة جدي موسى وحكاوي عمنا عثمان ود الدالي لا أعرف لماذا ولكنها جاءت هكذا ... مالو ابراهيم سعدية وود الحوري وود السافل؟ |
الله يالحبيب القريب، محمد الشيخ..
لا طعم مثل طعم السماع في تلكم التخوم، والنواحي... زي المرة الشايقية، الكانت بتبكي عند حديد قبر النبين فقال لها السادن الشطري، هذا حديد هذا حيد، فقالت له، قالوووليك في البلد مافي حديد؟؟؟
فما أكثر الحديد، والنواحي، ولكن ما الحب، إلا للأول...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
..
والأغاني، للمعاني، كالمباني، تظهر الأسرار.. مجرد خواطر، أخرى..
لاشك، هناك معاني دفينة، رقيقة، عصية القبض، تحوم جزلى في دواخلنا، ولكن حين تغنى، تتجسد عيانا بيانا للفكر والخيال والعاطفة، ويتأثر بها هذا الثالوث حالا، يفكر في حل لغزا للمعنى، ويلطف، ويجيش دمعا، في قرارة العاطفة، ولو كان المعنى كوني، أو ديني، أو وطني..
للأغاني سر عجيب، أحسها نتف من موسيقى الكون، أو موسيقى الفكر في حنايا الخواطر الصافية، العريقة، تلكم الغريزة من نبع الخاطر، في احشاء القلب والعقل...
كل الشعوب تغني.. وتبكي، وتفرح وتعتد..
....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالرحمن الضريس)
|
Quote: أرى فتاة من قرية مجاورة، أرى ظهرها فقط، جميلا، اك########ا ترقص معها، ومع بعضها، ويشقها العمود الفقري، أتعجب من الظهر، يبدو جميلا، كتف يميل وينحسر، وأخر يصعد، ويتلوى العمود الفقر بينهما، يسرى ويمنى، كخيط بخور مع نسيم الموسيقى، يضيق الخصر أكثر، مع يتسع الفستان الضيق للأرداف، ثم ينزلق ضيقا لأقدام ولهى، في هزات طروب، وأتعجب لم قال الناس (وأدار له ظهره) كأنها مذمة، ونعت حزين، فلو قيض لهم رؤية الظهر في حفل رقص، وبركات الأغنية تموج سره، لما قالوا ما قالوا، وشعروا بأن القفي أحلى، وأبهر، مثل سائر الجسم، أم أنه خمر الأغاني؟ تبدو الفتاة جميلة، دون وجه، وأنف وعيون، أو صدر، أو خد، أدارت لنا ظهرها، فنعمنا بجماله الفطري!!.. |
ودالعمدة قالو الليلة عندو طَهُور وفي قمرة وخريف عِز الشباب طمبور لي الصفقة ام رسيس وقفَنْ بنان الحُور ؤ كيف رص القزاز بِتلامَعَنْ في النور كفل البرمي سيدو وبي اللِّجام مهجور فِيهِن بينة كيف شُوفت المنارة أم سُور مرقت مِنَّهِن راخيا القدم في فتور وبِتْوازن رزيز الهزَّة والحنجور الدّيس جرَّ فوق حِجْلَن رطَنْ معصور وشُبَّال ام سماح حرَْمان علي البزُّور تِتمايح فِريع بانة وحرير مجرور وتتفدَّع تقول دابي وصديرها نفور "دكتور جمعة البري" في وصف أفراح الريف
الأستاذ كرم الله لك التحيات الزاكيات شكرا لك ان اهديتنا أجمل شُبَّال في رمضان واحلي زغرودة فرح وبشارة عيد
محبتي ودمت سمحا واصل الكتابة الطاعمة ورزينة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبيد الطيب)
|
أخي العزيز عبيد الطيب..
صباحك منور بالفرح والصحة وراحة البال، والرضى..
في حفلات القرية البسيطة، الغنية ، أو المدن، أو بين الخيام في قلب الصحراء، يتجلى الجمال الأحلى، للمرأة، والبنات، حتى الصغار، ويظهر السر الكامن، بين الجسد والموسيقى، كلاهما لحن، مرئي ومسموع، وقد يتداخلان معا حتى على زرقاء يمامة البصيرة، تبهم عليها الأمور، ما الموسيقى، وما الجسد، كلاهما يظهر مفاتن الآخر، حتى تسحب بان جسد المرأة كله، قفى وصدر، يسبي ويسرق، ويظهر مفاتنه وجمالياته، وسره..
Quote: تِتمايح فِريع بانة وحرير مجرور |
ما أبلغه... ثم هذا..
Quote: فِيهِن بينة كيف شُوفت المنارة أم سُور مرقت مِنَّهِن راخيا القدم في فتور وبِتْوازن رزيز الهزَّة والحنجور الدّيس جرَّ فوق حِجْلَن رطَنْ معصور وشُبَّال ام سماح حرَْمان علي البزُّور |
لقد أوجز أفراح الريح، في كل البلاد، والعالم..
محبتي ورمضان كريم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالرحمن الضريس)
|
...
أخي الحبيب محمد مصطفى..
ما أبلغ رسالتك، أصغيت لها كأغنية، ملحنة بصفاء الذهن، ومرتله بالأدب، وجماع الأدب الأصغاء الآن لصوت الوجود، صوت المغني الأوحد، المتكلم، وسعدت بأن أغاني الطفولة، وهي ذات أحلامها، وهي ذات الجنة فينا، لن ندخلها (حتى نعود أطفالا)، في حجر الرب، والأب، فما الطفل سوى حوجة دخيله لأب ورب، على يقين فطري، ويرى أباه، وأمه أجمل ما يكون..
بارك الله في سعة العالم، والأخوة، وشاكر أخي الضريس، أن لم أمشاج حب، نعرف بعضنا، دون لقيا، ولكل نظير، توق لنظير، ولو جهله، فهو معلوم للروح، ويقال في التصوف، وعلم النفس (أن أنفسنا في الأحلام، تضحك من جهلنا في اليقظة)، بأمور وأهل، وصحب نزورهم في النوم، وحين نصحو لا نجد لهم أثرا، ولكن يحس الحدس فينا بتوق ما، موارب في خفايا الخواطر، فشكرا اخي محمد، وشكرا اخي الضريب وشكرا العزيزة وفاء، فالأغاني، (تظهر الأسرار)، وما السر، سوى أن الكون مخلوق من ذبذبة محبة..
سعدت والله، في صبح هذا اليوم، بهذه الرسالة المشرقة، المعادية بالفرح والفهم والجمال، طبت سعيدا، وشاااااكر للعزيز النبيل، الضريس وصل الحب بالحب، فشكرا لك أخي محمد، والضريس ووفاء، ورمضان مبارك، أستاتذتي واخوتي في الحب والصفاء..
عبدالغني الخرطوم، الأزهري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
... أخي العزيز مزمل خيري..
شاكر على سؤالكم، بالحيل غاب الحس، ولكن الروح معكم، فقد عدت للبلاد، بعد غياب طويل، سأحكي عنه، لو مد الله في العمر، والعودة للبلاد، بأحابيل الحنين كثيرة، ولكن حالي، وللحمد لله، لم يكن مثل حال بطل ماركيز، في احدى رواياته، حين استدرجة الحنين، من باريس، إلى كولمبيا، وحين اوشكت السفينة ان ترسو، رأى من بعيد كآبة مدينة، والطيور تحلق فوق أسقف متسخة، وأدخنة وغبار عالق في سماء المدينة،وأناس أنهكم الحكم والهم، فحن للرجوع، إلي باريس، حيث الحسان، وصفوف المسرح، والحدائق حين تتلفت وتحن..
فشلغت عدة شهور، كما أن الموقع كان محظورا، كعادة دول العالم الثالث، والتي سيقرأها احفادنا أضحوكة عصر الأخوان، لاشك..
ولكن عدنا، لأخوة نقرأ لهم، ونتلاقح الفكر والمحبة، والتواصل، وكل عام وانتم بخير وصحة وعافية، أسطر في مقال عن عودتي (هل قلت سأنتحر؟)، أم قلت أني عائد لوطن مجروح، ومهزوم، وعظيم..
محبتي وتقديري..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
الأيقاع ...هو الهيكل العظمي للغناء اذن فهو هيكل آخر للحياة اسرني في بواكر الأيام ولا فرصة للممارسته الا من خلال تربيزة المكوى الحمراء التي نجرها صديق ود حاج ابشر. يحدث هذا بعد العودة من المدرسة. ولكن الحياة وكل شيء يتطور كان هناك جردل بلاستيك صغير باللون البمبي تبع الوالدة وكان للخالة ام حسين جردل آخر باللون" الظهري"
كنت اجمعهما معا وأمارس ايقاعي في برندة ناس ام حسين التي كانت تدعوني للعزف في منزلها لأن "امك لاتتحمل مثل هذه الخذعبلات"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
يا عبدالغني،شكرا لهذا الفضاء الملئ بالبركات اذ اتاح لي سانحة لاحييك،والمجد للانسان سر الاسرار اذ يبدع سحرا يتيح لي ان اشم عبيرك الفواح في هذه الحديقة البهيجة. وان كنت لست بذي باع في الكتابة،ولكني تواق لصيد الخواطر الذكية،واحصنت اشواقي مسرجة دوما تبحث عن اهل الضئ والنضار،وها انا شديد الامتنان بما اجد عندكم بهذا البراح الجميل, رايتك تسال عن حاج الكسرة،دلني عليه الاستاذ محمود،لاكتشف وياللعجب انه رحيمي ومن قريتي،سيرته عند ابائنا ندية ،عطرة،ولي تام الكمال ،واذا كانت لك سعة من الوقت لاوصلتك بابن اخيه،محمد حسب الرسول من نفس شجرة الخير،واهل المحبة،اشكرك اذ افسحت لي حيزا لاحييك،وما اجمل ماتكتب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
الحبيب عبدالعزيز ود عثمان..
محبتي وشكري..
ومن عجب، بحثت هسي في بوست أخي الحبيب استاذ عبدالله عثمان وجدت النور يسطر عنه، وبرضو من عجب "نوه لأخيك بسراره معه، قد تكون روحية، ولم لا)، فالكون عجيب أليك ما سطره النور
Quote: أستأذنت د. النور حمد في نشر هذه السيفمونية في التعريف بشيخ الكسرة (بلا تصرف) فاذن لي بلا تحفظ
الكسرة" شيخ الدراويش، محب الأستاذ والجمهوريين. وأحب هنا أن أحكي، أو أن أعيد حكاية قصة، يبدو لي أنني حكيتها من قبل. ذات صباح أغر في مطلع السبعينات كنت على متن بص متجه من منطقة ودالترابي تجاه الخرطوم. خرجت من حلة حمد قاصدا الأستاذ، وكان ذلك قبل إلتزامي. خرجت قاصدا الأستاذ كمن أتاه أمر عاجل بالقدوم. ضاقت بي حلة حمد بما رحبت، وكان كل شيء فيها يدفعني دفعا للذهاب إلى الخرطوم ورؤية الأستاذ. فقد أذن في مؤذن بالحج العاجل، وكان أمرا لا يقبل التسويف. قال شاعرهم الذي افتتحت به خيطك هذا:
قالوا الحجيج قطع قاصد نور البقع أنا قلبي زاد وجع حماني القيد منع
أما شاعرنا نحن فيقول:
أهيم بهائم بي قد دعاني، فكيف يصح يا قوم اصطباري وفي الأنفاس لي منه حديثٌ، بأسباب الرضا والوصل جاري رعيتك لم يكن لك ثمَّ ذكرٌ، فكيف وأنت مذكورٌ تماري!؟ كانت بداية السبعينات فترة عصيبة في فترات حياتي. فقد جري سوقي فيها بالجلال في غالب الحال. والجلال ونار بداياته المحرقة هما مفتاح أودية الجمال والكمال الوريفة الوريقة. قال الشيخ الأكبر:
وببهجة وجه جلال، جمال، كمال صفاتك، أبتهجُ ما القوم سوى قوم عرفوك، وغيرهم، همجٌ، همجُ شربوا بكؤوس تفكرهم، من صرف هواك، وما مزجوا يا مدعيا لطريقهم، قوِّمْ نظراً، بك ينعوجُ سار بي البص صوب الخرطوم، وظللت كحالي في تلكم الأيام، مستغرقا وغارقا في دواخلي. تصلني أصوات الخارج، من فرط انحصاري، وكأنها تأتيني من مكان سحيق. وعند قرية النوبة أو المسعودية، ركب معنا شيخ منور الوجه صبيحه. له لحية بيضا تحيط بوجهه المنور. وقد كان ذلك الشيخ حاسر الرأس، وذلك على خلاف الرجال المسافرين ممن هم في سنه. دخل ذلك الرجل إلى البص فجلس عن يساري، ثم حدجني بنظرة سريعة، استبشرت بها خيرا، ثم انصرف ليقرأ في كتيب أصفر صغير كان يحمله معه، ولعله كان كتاب أدعية. أعجبني حال الرجل، لحظة أن رأيته، فتمنيت حاله ذاك. وتفاءلت بركوبه للبص معي، خاصة وأنا في طريقي إلى الأستاذ مصفدا و"مشعبا". في تلك الأيام كنت أقرأ كل حدث قراءة روحية، وقد قرأت ركوب ذلك الرجل معي في البص وأنا في إحرامي في تلك الحجة قراءة روحية. ومن غرابة تلك التجربة العابرة أن صورة ذلك الرجل قد انطبعت في ذهني بوضوح مدهش، وظلت عالقة به حتى هذا اليوم.
مرت السنوات ووردت سيرة شيخ الكسرة في أحاديث قدامى الإخوان. ثم كان أن رأيت صورة للأستاذ مع بعض الإخوان، فدهشت لوجود الشيخ ذي اللحية البيضاء والرأس الحاسر ضمن من كانوا فيها. ثم جاءت قرينة أخرى لتؤكد لي أن رجل البص هو ذات الرجل الذي رايته في الصورة مع الأستاذ والإخوان. فقد عرفت من الإخوان أن شيخ الكسرة من قرية النوبة، أو المسعودية، لا أذكر بالضبط، أو لعله متزوج من قرية النوبة أو المسعودية. أيضا عرفت أنه من أبكار الخليفة حسب الرسول خليفة الشيخ محمد ود بدر، وأنه على صلة بالأستاذ والجمهوريين.
الذي أتى بذكر شيخ الكسرة هنا، قصة طريفة، أظنني رويتها قبل فترة هنا في الصالون. وقد سمعت أحد الإخوان يرويها ضمن المروي من طرائفه. ومفاد تلك القصة أن زوجة شيخ الكسرة أرسلته ذات مرة إلى الدكان ليحضر ربع رطل سكر، بعد أن وضعت إناء الشاي على النار، واكتشفت أنه لا يوجد في البيت سكر. وحين خرج إلى الدكان وجد لوريا واقفا ومساعده يصيح، سنار، سنار، أو مكوار، مكوار. فما كان من شيخ الكسرة إلا أن صعد على ذلك اللوري. وغاب أشهرا تجول فيها في بقاع صوفية مختلفة، وحين عاد إلى القرية تذكر أن زوجته قد أرسلته لإحضار ربع رطل سكر، فغشي دكان القرية وأخذ ربع رطل السكر وتوجه إلى داره. وحين فتح الباب تلقته زوجته فقدم لها ربع رطل السكر. فقالت له: (مالك جيت قوَّام كدي؟).
أرجو ألا تكون قد رأيت لوريا في الدوحة، ومساعده يصيح: سنار سنار، أو مكوار مكوار!!
أبهجتني كتابة عبد الغني، كما أبهجت أخي وصديقي العوض مصطفى. ولابد أنها قد أبهجت الكثيرين أيضا. وبما أن الحديث قد أتي بشيخ الكسرة وبذكر المسعودية والنوبة، فلا بد أن تكون هناك صلة روحية بين عبدالغني كرم الله، وشيخ الكسرة، وذلك بقرينة العسيلات. فمنطقة النوبة والمسعودية والجدائد، غرب النيل الأزرق، وما يقابها من قرى العسيلات شرق النيل الأزرق منطقة تسودها قبيلة العسيلات. كما أنها أيضا منطقة تقاسم التأثير الروحي عليها كل من الشيخ إدريس ود الأرباب، والشيخ محمد ودبدر على الفارق الزمني الكبير بينهما. |
وياريت نزوره، معا... فما أكرم الولي، حين يرفع عنه ججاب البشرية..
ورمضان كريم، ومحبتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: بله محمد الفاضل)
|
أخي العزيز بلة
كيفنكم، طول غياب، جرى بيد الأيام، والاقدار..
يارب صحة وعافية.. مقال جرى، عن الغناء والطفولة، وأيام غراء، ولا نزال في عيون الاغاني، كالأجنة، ألف حبل سري غريب تلحمه في سره القلب، وتنفث فيه خمر، وخمور، وعلوم، وأفاق، حتى تحسبها هي من يرينا أنفسنا، كما هي، وليس كما يتراءى..
تسلم ويوم مبارك، لشهر مبارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأغاني في طفولتي، (أغاني، أغاني)!.. (Re: بله محمد الفاضل)
|
تأمل أثر النغم في الفكر والقلب (الجزء الثاني)
الأغاني في طفولتي!!..
بقلم: عبدالغني كرم الله
أخرج من البيت، وأنا ابن عشرة سنين، زيد عليها خمس، وأنقص شهرا، عابس الوجه، مهموما، حزنا لا أعرف له سبب، أو عله، أفكر في حالي، لم أنا حزين؟ متوتر؟ لم أكن مريضا، ولا جائعا، كما أني لم أسرق اليوم من صحن "طلس" حبوبتي، تحت سريرها بعض بلحات لينة، معطونة في ماء، كي يوبخني ضميري كعادته، ولا أدري أين كان "ضميري"، حين اعترتني حمى التوق للبلح؟ فأنحشرت تحت السرير، وبلعت معها "جقمة"، من ماء كاد أن يتخمر، في بطن الصحن، يصحو "ضميري" من نومه، مجرد أن أبلع البلحات في جوفي، ويوبخني (لم؟ أن فم حبوبتك كفم طفل وليد، لا أثر لأسنان في لثتيه، فالجنين يرضع بلا مضغ، وحبوبتك كيف تأكل بلحا جافا؟ فأمضي لشوال البلح، في ركن "التكل"، وأقبض حفنة من تمر جاف، أسرع لصحن الطلس الملون، أغمرها فيه، تروادني نفسي، حين أرى بلحة مورمة من نعومة الماء، فأسرق ما راق لي، دوما، فتنز طعمها في لساني، وأنا اسمع حبوبتي من وراء الحجرات (الجنى ده، الله يهدي، مشاركني في بلحاتي، ان شاء الله أشاركو عرسو وجديدو).
أقلب طرفي في الحزن، وأنا في طرق، تتلوى دروبها مثل بخور، كما أني لا أعشق فتاة في الفريق، (يولد الحزن، من رحم الحب أعمق ما يكون، دونما سبب، أظنه ثمار الفرح، بين الضلوع، حين تخاف ظمأ الجفاء) أحس بأني مقهور، حين يباغتني الحب، أو ينزل الحزن، في مضارب نفسي، بلا حول مني، أو قوة، ما أعجب القدر، حتى مجاري الحزن، لم يعجبي وصف، كما عجبني الإعرابي، الذي قال (عرفته بنقض العزائم)، أي الله، فاللهم أعنى على حزني البهيم!
حزن غريب، يملأ ضلوعي النحيفة، لم أدرك العلة، أهو قدر؟ أن يكون الحزن رفيقي، هذه الليلة؟ أقتلت نملة؟ أو أهلكت عشب؟ تلكم الكائنات التي نغتالها ولا نبالي، بها، وهي تلفظ نفائيس أرواحها الكريمة، وتموت تحت أرجلنا، ولكن الروح المنفوخ فينا، كالخمر الاسمر، يشعر ويحس، ويؤنب، ويشعل الحزن فينا، كي نصحو من ثبات الصحو الكاذب، ونرى الأمر كما هو، وليس من خلال عين تحدق ولا ترى سوى يبس المظهر، دون نبض الجوهر، في كل شئ تلحظه، وترمقه، وتراه.
أتكون جروح حيوات آخرى، اقترفتها آثما بلا وعي مني؟ قبل ميلادي الحسي، حين تقلبت في أصلاب، حملوني كشعلة الأولمب، من جيل لجيل، أو أثناء نومي، أو حتى صحوي المزيف، ما أقدمنا في علم الإله، كذوات قديمة، فلم تكن ولادتي، على يد الداية ست النفور، فجر الأحد، هي انبثاقي الأول، رغم زغاريد خالتي، وهي تحلمني مورم العينين، باك، إلى صحن طلس كبير، ملون، أول رحم حديدي، بعد رحم أمي الدافئ، غسلتني برقة وحبور، وقطعت حبلي السري، فصنعت، دون قصد، حبال أخرى، أكثر وأنضر، مع أمي، وخالاتي، واعمامي، والنهر والحقول، والديدان الملونة، والسماء، بديلا لحبل وحيد، في بطن، صار لي ألف حبل سري جميل، ومنها حبل السماع، والإصغاء، أحسبها غريزة، أن تسمع، وتعي بركة الصوت، ويقشعر ضرع الحب، بلبن اللحن، فترضع الروح من ثدي الغناء، كل فطرة مسالمة، وعاطفة سامية، تنير كنهه الحياة، في حياتها القصيرة، أي الأغنية....
يسرح طرفي، في عوالم لا أذكرها، لوح محفوظ، في حنايا ذاكرتي، لا يغادر كبيرة، ولا صغيرة، إلا أحصاها، يقال بأن الانفعالات كلها، التي جرت لك، ومن أقدم العصور، حتى انبثاقك الأخير، تمسك بيد الأخرى، كف في كف، فتؤثر فيك الآن، تحن للخلود مثلك، الكون غامض، تحج النفس في الأحلام، وفي اليقظة، إلى أفاق، لا اقدر على سبرها، طواها النسيان، في قاع قلبي، وهاهي تفطو، لمحا، من أيقظها؟ أتكون أوجاع روحي، هي من صرخ بلا لسان، في تلكم الوادي المقدس في الحنايا، فأيقظ عاطفة غريبة، حزينة، تتداعى لها سائر جسدي، بالصمت، والعبوس، أمضت روحي، تحت جنح سلطان النوم، أو الصحو، ورأت فردوسا بهيا، حرمني النسيان من العيش فيه؟، فطردت من جنته، لنار الحزن، ولم تجد فيني عزما، أم عرجت نفسي، فاقترفت ذنبا كبيرا، هاأنذا أجني ثمار خطئي، حزنا يملأ صدري كله، بركة حزن بين ضلوعي، ولا أعرف سببه، فما أعجب النفس، وهي بين الضلوع، تفرز الحياة، الحياة، وماهي الحياة؟ اسأل بصدق، ماهي؟..
سبحانه، من يضع سره في أضعف خلقه، إنه النغم، الألحان، الأغاني، كائن رخو، يسبح كبخور في الأثير، حينا كالعطر في الأثير، أو كضوء مسموع، ثم يعرج للقلب عن طريق طبله الأذن، تحسبه هينا، وهو في القلب عظيم، يروض شراسة النفس، يأنسن توحشها، في لمح، تغدو خراف مسالمة، ترعى في حقول الجمال، والصفاء، وتصبح في خلق جديد.
أمر بدكان خالي "دفع الله"، يضع المذياع على في أحد رفوفه الخشبية العالية، مغطي بقطعة قماش بيضاء، ذات بقع زرقاء، ويرقد خالي في عنقريب بسيط، مخدته يديه، المعقوفات تحت رأسه الأصلع، سوى شويبات قرب الأذن، يصدح إبراهيم الكاشف، تغمر الأغنية، بضوئها المسموع، الراكوبة والحوش والشارع، (رحلة بين طيات السحاب)، لا أدري، كيف تعرف هذه الأغنية سبب حزني؟ وسبب حزن خالي معا؟ وكلانا له هم مختلف؟ وحزن خاص، تشخصه، كداء، وتعالجني بدواء في لمح بصر، كأنها كف ولي، أتفهمني أكثر من نفسي؟ أأنا لحن؟ ولا أعلم بذلك؟ أجهل نفسي؟ ويفهمني شاعر الأغنية، وملحنها؟، أحس بعجب الفن، وسره، ورقة قلبه، وقدراته السحرية، دون من أو سلوى..
أشكر من قلبي جدي (سيد عبدالعزيز، وعمي إبراهيم الكاشف)، خالق النص، وصانع اللحن، كيف عرفا سر أبنهما، وحزنه، ومدا له يد العون، أتقى فراسة الفنان، فإنه يرى بنور الله، يعرفون الغد، وحلمه، يعيشون في المستقبل، وأجسادهم في باطن القبور، فتأمل؟.. تسبق أنوارهم، أذكارهم، ما أعجب الشعراء، والمغنين، بلى ما أعجبهم، شهداء العاطفة، لا تحسبهم أموات، فعند سماع الأغنية (تنهض بابلهم من جديد)، أروع ما يكون.
يرتفع صوت الكيمياء، في حسي، ويهمس بلسان علم فصيح، (بأن الأجساد مجرد ذرات، تلف وتدور، لا شئ ثابت)، سوى في وهم الحواس، الجميع يرقص ويحوقل، بل نحن طاقة تقسم الفيزياء، هي الأخرى، نحن مجرد ذبدبة مثل الضوء، ومويجيات الجاذبية الأرضية، والقوى الكهرومغناطسية، لسنا أجساد، سوى في وهم الحواس الخمس، وخداعها، نحن أرق من خيط بخور، ولا نعرف سرنا، هدا، سوى في وقت الأغنية، نمر مر السحاب، وتلف هالتنا بحنو خلاق الكون كله، نصير أدكي، وأشعر، وأعمق، أحس بنمو شعري، وأظافري، ما يجري في أصغر ثاينة، بل أصغر ألف مرة منها، أحسه، كثافة وعي، يبرق في حناياك، فيشكف علاقتك بالكون بأسره، وما يمور من فيه حيوات، علاقة صداقة نبيلة بالكل، أتعجب أكثر، (أتعرف الأغنية سري، وحزني، وبأناملها البارعة، الخفية تضمد جروحي القديمة، أيكون هناك جرح غائر، نسيته، في سالف حياتي، أو مقبلها، هو الذي يدمي قلبي، وينكئه؟ هي تعرف بخبرتها، الأغاني كهل عجوز، حكيم، بيديه الأكسير، وخاتم المنى، وهي شاب، ملئ بالحيوية، والعنفوان الطيب، وهي طفل غرير، وقد غفرت لي، ما تقدم، من جهلي، وما تأخر ذنوبي وعيوبي، وفقر حسي!! ...
يا لسر صوت الكاشف (هل سمعتم بكلمة العذوبة)، وعجزتم عن فهم معناها، أنه صوت الكاشف، أحلق أنا، بين طيات السحاب، يبلل الغيم قدمي، واشرب منه، وأحدق تحتي القرية، ودورها، والنهر يلمع كالفضة، أنا سنبر، وحمائم، ونوارس رحالة، ألف جناح نبت فيني، غرسه دفء اللحن، بين جوانحي، فحلقت في لا مكان، ولا زمان، وسوى سر المطلق، واللحن..
***
فيك صور المحاسن ظهرت لي عيان موسيقى حديثك مع سحر البيان وإذا مال قوامك يازين الحسان روحي تسيل عواطفي، وقلبي يذوب حنان أنا كيف ما أخافك، ومما طرفي شافك، ما حبيت خلافك حبك منيتي، فرضتي وسنتي، ناااري وجنتي
***
كيف عرفني جدي محمد بشير عتيق؟ ودون حالي، في بيت قصائده، وهو يسكن أمدر، بعيدا عن قريتي، القمر يضي لجدي مصلاته، ولأمي ضرع الماعز، ولنا وجه حبوبتي، وهي تحكي لنا "قدح قديح، وأخدر عزار"، لم أكن أعلم بأن الشعراء أكرم وأجمل من القمر، يكتبون لكل فرد على حدة، وللجميع معا، أناملهم تربت كفي بصدق، وحنو، وتمسح دمعي، وتحس بخلجات صدري، كأنهم أمي، وأبي، وحبوبتي، معا، قمر مضي أسمر، هو جدي عتيق، تشرق قصائده في سماء دواخلي، هلال من سر، وطيبة، شفوق، أكثر من قلب أم، وأعجب للحن، كيف عصر أبي الكاشف حنجرته، كي نشرب نخبها خمرا حلال، فأشفى من داء الحزن، بلا دواء مر، أو فصد، (وروحي تسيل عواطف، وقلبي يذوب حنان)....
همد الحزن، واضاءت ضلوعي بروق الحياة، والتوق، والفضول، سعيدا مضيت لخالتي، بوجه بشوش كالشعر، عدت للحياة، من موت الحزن، بنفخ روح اللحن، والريحان.
لمسرح المغاني، في القرية، تتزين الحسان، ويتعطر القلب، وتزدهي الملابس، كل الحواس، من عين، وفم ولسان، وحس، تتزيأ بالجميل، في حضرة الفن، كي تشرب خمر الأذن، فتروى من مباهج الانفعالات المشرقة، التي تبنع من الغناء، وعزفه، فتجلو صدأ النفس، ويظهر بريق الجدة، والنضارة، في تجاعيد الكبد، والرتابة، يخرج الحي من الميت، ذلكم هو النغم الأصيل، تخضر الحنايا، بألف نبت وزهر، وتمور الحياة الراكدة، ويتجدد النبع، ولادة بعد ولادة، لألف حس جديد، وعاطفة جياشة تغمر الحوارح، بكل جميل، وبهي!!( أعطني الناي، وغني، فالغناء سر الوجود)!!..
من العصر، تكنس النسوة، والفتيات الحوش، وما أوسعه، ويفرش بالرمل الأحمر، المجلوب من خور الدفيسة بالكارو، ويرش بماء النهر الطيب، تفوح رائحة الرمل والطمي معا، تعميد لارض أنجبتنا جميعا، أمنا الأولى، حتى الحيوانات التي تدب فيها، يجلب الناس الأسرة والعناقريب من الجيران، كلهم خيلان وأعمام، تفرش البروش لرقص النساء والفتيان، وعلى حبال الغسيل، في القرية كلها، ترقص الثياب الجميلة، والسروايل، والاقمصة، والفساتين، في أنتظار المساء النبيل، مساء السكر الجماعي الحلال، حفل رقص، أو حنة، أو عرس، لا صوت يعلو، فوق صوت اللحن، والطرب اليوم، طقوس فرح، أشبه بالوضوء الدي يسبق الصلاة، النية والصدق فيه، من واجبات السماع المبارك، وإلا بطل السماع، كالضوء، فللسماع طقوس، وأركان، وأكرم محدثك بالإصغاء إليه، فمن يسمع القلب، وليس الأذن، يا غافل البال.
لا تخذلهم الأغنية، كل الحضور، تنصف الذوات السامعة، لا يشغلها امرء عن آخر، عدالة فطرية، مبثوثة في طوايا لحنها، ترى القلوب كلها، في عتمة الظلام، أو ضح ما يكون، لا تخطئ باب نفس، من النفوس، تطرقه بهون، وبأناملها اللامرئية ألف مفتاح سري، يفتح العصي، والصدئي، والمغلق، ثم تعرج لصحن الدار، فتكنسه، وترتبه، وترويه، أسرع من رجل بلقيس، حتى الصور الشعرية في القصيدة، الملحنة، تصبح واقعا، يدخله السامع، كما يدخل داره، ويلقى عصى رحله وهمه، ويخلع نعل سعيه في فجاج الأرض، فالقوت بين الضلوع، ويسكن المرء في حلم الأغنية، ومعانيها اللطاف، ويعرج اللحن به، إلى سموات فيه، لا يطالها حكي، أو شعر، أو نور، حيث الحياة، في عرشها الأول، وتخلقها امشاجا وشعور، حتى يسكن حقيقة، وليس مجازا، الحلم المجسم في القصيدة، وقد سقاه خمر اللحن، والأداء الطروب، خمر الإيجاد والإمداد، فطبت، أيتها الأغنية، رسولة للحلم المعاش، كالواقع، بل أعمق، ويخرج المرء من الحلم، أكثر حكمة، وبركة، ورهافة، كي يواجه ضرواة الحياة، وكبدها اليوم، (ليس بالخبز وحده يحي الإنسان)، خبز الأغاني، ألذ، وأفيد...
***
زيدني في هجراني في هواك يا جميل العذاب سراني على عفافك دوم سيبني في نيراني
***
عند معرج الطريق، يقود للمشروع الزراعي، وإلى القرية، والنهر، نجلس، معي صديقي الحاج ود كلتوم، هجرته حبيبته، وهو سعيد، معلمة في المدرسة، يحبها ويخاف منها، ويرهبها، حلو القلب، مترع بالرهافة، يحس بسعادة الألم، يحبها وهي بعيدة، أو قريبة، كما أحب أدريس جماع السماء (دنت له، وأستعصمت بالبعد عنه)، كان يحكي عن تعنتها، بحزن نبيل، وطرب أصيل (بربكم كيف يلتقيان، سوى في معجزة الغناء، وقال لي حين اسمع (زيدني في هجراني)، أتعجب كيف كتبها جدنا عبدالرحمن الريح، وأنا بطلها (والعذاب سراني)، أيسر العذاب؟ قد نعجب، ولكن أليس الحب عجب؟ وهل الحبيب بعيدا عنا؟ ألم يقول الصوفي الوله (لا تصلح المحبة بين أثنين، حتى يقول إحداهما للآخر يا "أنا"، فساعدته، ولو بعيدا عنك، سعادتك "أليس هو "أناك"، وللحب، في زمن الإغاني، عجائب...
(أدر دكر من أهوى، ولو بملام، فإن أحاديث الحبيب مدامي)، النابلسي، عبدالرحمن الريح يعرفون ود كلتوم، صديقي أكثر، وأعمق مني، ونحن نجلس في خور رملي، الشاعر راعي، مسئول عن الأحياء والموتى، والأحفاد في بطون الغد، شعاع القصيدة الأصيلة، كالشمس، يضي قبة الماضي والحاضر والمستقبل، مقتبسه من نبض الحياة القصيدة الأصيلة، الأغنية الأصيلة، للقصيدة الأصيلة معجزة، مثل معجزات الرسل والأولياء، تخرق العادة، وتلمس الفؤاد، وتشعل الحب في الغدد المعضلة للجسم البشري، الغريب المبهم، تضئ مراسم فعله، فيبدو غارقا في النشوة، والتفاؤل، كأنه يسبر سر الوجود في وقت السماع، بلى.. بلي..
لم تكن مزامير دؤاد، سوى دواء شاف، يطبب به توحش الملك، يهرع الناس لداؤد، عليه السلام في مرعاه، حين يهيج الملك، وحين ينفخ مزماره، تسكن حنايا الملك، وتصفو خواطره ويعود ملكا وديعا، مسالما، عادلا، شفوقا، طيبا، (فأعطني الناي وغني)!!..
كان اسماعيل، يحمل ربابته، ويمضي في دروب الأبيض، وبارا، ينقر على أوتاره، من شعر ذيل الحصان، فتركض النغمات النواعم، كالشعر، لمخالب الأسد، وشرود المجانين، وقلب الصخور، فتستأنس الحيوانات، ويعقل المجنون، وتندى جلود الصخر، عزف مبارك، تضمد جروح المكان والزمان، بسر الحب، في لبوس أنغام وأهازيج، ومدائح، ..
(هل تحممت بعطر، وتنشفت بنور؟ وشربت الحب كأس من أثير؟، بلى سيد جبران، شربنا خمر الأثير، خمر الصوت والطبل والنغم، في حيواتنا، إنها حالة السماع، حال تجعلك، تفهم، مغزى قوله ابن العربي (أني لا أعجب لسعادة الإنسان، ولكني أعجب لشقاوته)، فقلبه المغني دوما، بالفهم والعرفان، جعله يرى جمال الكون، من حكمة المكون، ويتعجب لم يشقى الإنسان، وحوله كرنفال فكر وشعور، يرتل أنشودة ما نسميها "حياة"، وما أغربها، وما أعجبها، أي نملة تحبو تحتك، تقسرك على غموض الحياة، فهي تسعى، وتتعب، وتكد، بغريزة الحياة الأعجب من الشعر والخيال (وكلاهما في جلبابها البهي، ورحمها الوسيع)..
ما رأيت في الكون ياحبيبي أجمل منك، في جمالك وتهيك وفي صغارة سنك، أحس بأني أحب، وتلك هي حببيتي، فتاة ذات ضفائر، تحمل الماء على رأسها، وينزلق الماء، ويلتصق عليها كالفستان، كيف عرف عبدالرحمن الريح، وصف حبييتي، ورسم مشاعري، هل الشعراء كهنة؟ وكيف تغنى الكاشف بلحن، يرسل الأنوار للطوايا، والبقايا من النفس، في شطح السماع؟...
الأغاني تعرف سر الحياة، وجوهر الوجود، وحين نسمعها تلامسنا مهارة الصانع، في صنعه، فشكر الصنعة، شكرا للصانع، وما الكون، سوى تجليات المكون، وفي السماع نشعر بتلكم الهيبة والتوقير للوجود بأثره، حيث تتفتح حواسنا كلها، في قمة نشاطها، وصفائها، وعمقها، وعاطفتها، فنرى الجمال والعمق، يحيط بنا، كما يحيط الجلد بالجسم..
يا مداعب الغصن الرطيب في بنانك، ازدهت الزهور زاد جمال ونضار وطيب يالمنظرك للعين يطيب وتبدل الظلمات بنور وتبدل الأحزان سرور
أقسم بأنها قيلت عن فتاة في قريتي، وعن فتاة مسيحية داعبت زهرة، وعن فتاة أمدرمانية، ما أجمل حياة الأغنية، في حياتها الصغيرة، والتي قد لا تتجاوز خسمة دقائق، تجعلك تعيش الدهر كله، ما كان، وما سيكون، بتنشيط الداكرة والخيال فيك، وقوى الإحساس، هل يغني الكون كله، ونحن لا نسمعه؟ قالها إفلاطون، ليتنا نصغي له، فالكون ملئ بالأسرار، التي ارهقت العلماء والفنانين والرسل والمفكرين..
أنه أغنية، على يقين، ولكن كيف أصغي لها؟ أعني الكون برمته، كما أصغى له افلاطون، والحلاج، الذي كان يهمس لبيك لبيك، حين يسمع تغريدا، أو وشيشا، او هفيفا، (كان الله، ولاشئ معه، وهو على ما كان عليه)، الفاعل للجمال، وأن خفى، هو وحده، في لحظيات السماع، ترى الخراف، وهي عناصر الكون كله، الأحياء والجمدات، تسعى على حداء فكر، وحنب، لسوح المراعي الخضراء في الغد الزاهر، والحاضر الأزهر..
طعم الأغنية في قلبي، مثل طعم الحب في قلب الأم، لحظات سكرى، أصير شاعرا وحكيما، وبشوشا، في لمح بصر، أحس بجوهر القلوب، التي تنبض حولي، أرى أفضل وأعشق أعمق، وأفكر أصفى، إذ نصبت بطلا، في حياة الأغنية، وأهوي لعاديتي، بعد فنائها في الأثير، ويعتلي الملل ظهر حواسي كلها، أهجو الأثير، لم أغتلتها؟ ليتها تدوم، في حناياك اللطيفة، عطرا مسموعا، ليتها، كي نرى أجمل، وأشمل، وأعمق، كل شئ يحيط بنا، أو فينا.
لا أدري، قد أسطر، الجزء الثالث، من الأغاني، وقد لا، بيدها الأمر، أي مسرات الأغاني، وأنا راضي عنها، وما اسدته لي، في تاريخ طفولتي وحياتي برمتها، ومن لا يشكر الشعراء، والألحان، لا يشكر الله..
شكرا أيتها الأغاني، عبر نوافذك، رأينا حقيقة الكون، وجماله، ومع غيابك، تصلصل الرياح، ويثار الغبار، وتتبلد الحياة، وتنبهم الرؤية.
الفكر أغنية، والحب أغنية، والأم أغنية، وأوسع الأغاني، بلادي، الحبيبة.
نشر في جريدة التغيير الإلكترونية
http://www.altaghyeer.info/ar/2013/culture/1002/
.....
| |
|
|
|
|
|
|
|