الذكرى الـ 42 : صور شهداء ثورة 19 يوليو 1971 (توجد بعض الصور الجديدة)

Quote: صارت يد الشفيع تنزف بشدة وامتلأت الطاولة دماً هنا قال أبو القاسم : انتظر هناك واشار إلى ركن قصي بالمكتب وأردف قائلاً : جيبو لي جوزيف قرنق .. امتثلنا للأمر بإحضار جوزيف قرنق وعند دخوله شاهد النزيف في يد الشفيع وايضاً الدماء على الطاولة فأدرك أن الشفيع قد تعرض للتعذيب ، لحظة دخول جوزيف المكتب صاح أبو القاسم تعال هنا .. فرد جوزيف ما بجي .. أبو القاسم : تعال هنا قلت ليك .. جوزيف : هوي يا أبو القاسم قلت ما بجي .. انت عايز يعمل شنو ؟! انت عايز يعمل شنو ؟! اوع .. اوع رافعاً سبابته مهدداً ومحذراً من أي تصرف غير لائق ، وفي الحال أمر أبو القاسم بإعادته إلى غرفة الاعتقال .. يواصل الملازم قابل ويقول (عندما يئس أبو القاسم من الشفيع ولما لم يجد منه ما يشفي غليله أخذه إلى الفناء أمام الفرندة وانهال عليه ركلاً ، وأمر الجنود أن يضربوه ويركلوه (بالبوت ) وسقط الشفيع على الأرض .. كنت أشاهد ذلك المشهد مع ملازم آخر في غاية الاندهاش وفجأة سمعنا أبو القاسم يصيح بنا : حضرات الضباط واقفين تتفرجوا .. اشتركوا مع اخوانكم ، واجبنا حاضر سيادتك !! وانصرفنا مسرعين في الاتجاه المعاكس وهنا قال زميلي الملازم : نتخارج بسرعة من الحتة دي .. ابو القاسم داه أهبل ولا شنو !! وفي مساء ذلك اليوم تمت إذاعة خبر تنفيذ حكم الإعدام بسجن كوبر للشهيد الشفيع احمد الشيخ ... " ونواصل انشاء الله "

Quote: ناس عملوا أنقلاب وكتلوا ناس واتحاكموا ونالو جزاء ما فعلو يكونوا شهداء كيف

Quote: يا أبو عزة، ديل شهداء وديلك برضو شهداء وكل من قُتل ظُلماً فهو شهيد يا أبو عزة، الناس دي ما إتحاكمت كانت المحاكمة جائرة يعني عملية تصفية، يا أبو عزة مافي محاكمة عادلة في كل العالم بتم في ظرف ساعات وحتى المحاكمة لم تكن بسبب مجزرة بيت الضيافة، كانت بسبب الإنقلاب على الحكم العسكري، وحتى الذين أعدموا لم يشاركوا في الإنقلاب من بعيد أو قريب.

Quote: إلي كمالا بابكر النور وآخرين كمال كرار هذه القصة الحقيقية مهداة إلي الصديقة كمالا بابكر النور في الذكري ال 42 لحركة 19 يوليو 1971 في يوم من أيام يوليو 1971 ، بعد الردة الدموية ، حين روي الدم الشيوعي ( الدروة) بالشجرة ، والمشنقة في كوبر . وحين كانت الصحف الصفراء تنشر إعلانات القبض علي القادة الشيوعيين بالصور ، خرج زميل من هؤلاء من مكان اختبائه ، بناء علي معلومة تفيد أن المكان ما عاد مأموناً . كان الوقت ظهراً ، فوقف في شارع الجامعة ، واستوقف أول تاكسي ، وركب علي شمال السائق ( فقد كان اتجاه الحركة شمالاً آنذاك ، والدركسون باليمين) ، وانطلق التاكسي به في اتجاه الغرب ناحية البوستة العمومية . بعد هنيهة سأله السائق عن وجهته ، فرد عليه بضيق ( أي حتة ؟). فما كان من السائق إلا أن نظر ملياً في وجهه وسأله ( إنت من الجماعة إياهم ؟ ) فقال له ( أيوة) . هنا غير السائق اتجاه العربة نحو الجنوب ، وانطلق به صامتاً ، فظن زميلنا أن صاحب التاكسي حتماً سيقوده إلي مركز الشرطة أو المدرعات أيام كانت الحراسات تعج بالشيوعيين والديمقراطيين ، فظل رابط الجأش مستعداً لكل الاحتمالات . لم يتوقف التاكسي إلا أمام منزل عادي في حي بجنوب الخرطوم ، فنزل صاحب التاكسي بعد أن قال للراكب ( عن إذنك دقايق ) . وعاد بعد دقائق معدودات ليطلب منه النزول ، ويقوده إلي غرفة بالمنزل قائلاً هذا بيتي وهذه أسرتي وستظل هنا إلي أن تهدأ الأمور ، ونادي أسرته لتحية الضيف ، ثم خرج سائق التاكسي بعد ذلك وعاد بأصناف الأطعمة والفواكه لزوم إكرام ضيفه ، الذي لم يكن يعرفه من قبل . ومكث زميلنا في منزل السوداني الشهم ذاك ، لفترة كافية ، إلي أن ذهب بأمر الحزب لجهة أخري . لأن الحزب الشيوعي يعيش ويمشي بين الناس ويسكن في قلوبهم ، فإنه باق مهما هدرت المقصلة ، ومهما وقفت فرقة عسكرية مرتجفة أمام بطل يتلقي الرصاص بصدره وهو يهتف بحياة الحزب والطبقة العاملة والشعب السوداني . آنذاك كنت في الثانوي العام ( المتوسطة لاحقاً) يا خنساء ، وكنت أنت بنت السبع سنوات ، ولكن الساقية ما زالت تدور ، وتدور معها الدوائر علي السدنة والتنابلة والقتلة وشذاذ الآفاق . الفارس معلّق ولا الموت معلق يا ناس الحصل ، طار بي حبلو حلّق خلي الموت معلق وسط الناس نزل بالحزب الشيوعي وعاشت ذكري 19 يوليو ، وشهدائها العسكريين والمدنيين .