فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشروعهم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 03:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-11-2013, 08:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشروعهم

    ترجمة النص الكامل لشهادة الدكتور حسن عبد الله الترابي أمام الكونجرس الأمريكي بتاريخ 5 ـ مايو ـ 1992

    د. الترابي:

    السيد: الرئيس السادة: أعضاء الكونغرس المحترمين

    بدأت العمل الإسلامي منذ الحياة الطلابية وانتقلت لبريطانيا ثم فرنسا. وقد ساعدتني الدراسة في أوربا في فهم وإدراك الهوية الإسلامية بصورة واسعة. وعندما التزمت بالعمل الإسلامي شاركت مع إخوتي وعدد من الأحزاب السياسية والهيئات بالدعوة لتطبيق الشريعة والدستور الإسلامي. ومن أجل هذا اعتقلت لمدة سبع سنوات في عهد النميري. وعندما ظهرت حركة المد الشعبي الإسلامي حاول النميري مسايرة الصحوة الإسلامية وتبنيها سياسياً وبذا أصبحت وزيراً للعدل.


    لم يسمح النميري لي بتطبيق البرنامج الإسلامي التدريجي وأسلمة القوانين والمؤسسات العامة، ثم اختلفنا وغدر النميري بنا وتم اعتقالي مرة أخرى .وعدت مرة أخرى وأصبحت أكثر نشاطاً في الحياة العامة وخلال العهد الحزبي وعند الحكومة الإئتلافية أعددنا القانون الجنائي الإسلامي. وعندما فشلت الديمقراطية في استقرار الحياة قام الجيش باستلام السلطة ووضعت تحت الاعتقال التحفظي لفترة قصيرة .لم آت لأمريكا بصفة رسمية ولكن حضرت للإدلاء بشهادة والحديث عن الأصولية الإسلامية التي أصبحت ظاهرة عامة. كما حضرت بهدف شرح ظاهرة الصحوة الإسلامية التي عمت أفريقيا والعالم الإسلامي. تقوم الصحوة الإسلامية على نقيض المجتمع الإسلامي التقليدي الهاجع الذي يحصر الدين في العبادة الشخصية.



    تتمثل الصحوة الإسلامية، والبعث الإيماني وإعادة صياغة السلوك الجماعي والفردي والتحرر الفكري وتكثيف النشاط الإجتماعي والسياسي لسد الفجوة الماثلة الآن بين المجتمع الإسلامي التقليدي والقيم الإسلامية العليا. بالرغم من ظهور الحركة الإسلامية في أفريقيا لكن من الأفضل فهم وإدراك الحركة الإسلامية بصورة شاملة خاصة بأبعادها العالمية، كما يجب النظر إليها كحركة متكاملة لتغيير كل المجتمع وليس مجرد حركة فردية أو حركة تغيير سياسي. ومن الأحسن الحكم عليها في إطار الصحوة الإسلامية التي نشأت منذ 40 عاماً ولكن العالم نظر إليها أخيراً .لقد شهدت معظم الدول الأفريقية وكل العالم الإسلامي حركات وطنية قادت الشعوب لنيل الاستقلال الوطني ولكنها اتجهت وجهة اشتراكية وعندما سقطت الشيوعية وفشلت في الوفاء بشعاراتها حدث اتجاه عام من المثقفين وعامة الشعب نحو الإسلام كمنهج حياة وطريق وحيد للتقدم والرخاء. ولعل الكثير من القطاعات السياسية والمدنية والعسكرية قد شملتها الصحوة الإسلامية الحديثة خاصة أن هذه الصحوة بدأت في وادي النيل مبكراً وبذا بدأ الإسلام في الظهور مرة أخرى .وحدث اتجاه في الحياة العامة لإحداث التأثير على الحياة السياسية وقد قوبل هذا الإتجاه برد فعل مضاد ولذلك اتجهت الحركة الاسلامية للقطاع الحديث المثقف الذي يعتبر أكثر إستجابة لروح التجديد وأكثر مناعة من وسائل الضغط .لقد بدأ التطور الطبيعي للصحوة الاسلامية فكرياً ونظرياً وفي نفس الوقت حدث تجديد للفقه التقليدي وظهر في هذا الجو فقه مثمر وكتاب وظهرت مجموعة صغيرة منظمة تعمل للإسلام . وعندما نضجت الحركة الاسلامية اتسعت شعبيتها وخلال فترة السبعينات أصبحت ظاهرة شعبية عمت كل أفريقيا ومن ثم امتدت للعالم الإسلامي .كما ساعدت وسائل الاتصال الحديثة في قوتها ولكن أضحت أكثر وضوحاً في الانتخابات الحرة .



    وخلال الفترة الأخيرة أدى اهتمام وسائل الاعلام العالمية بالاسلام لتطور حركة البعث الاسلامي .الآن مازالت الحركة الاسلامية في غرب أفريقيا في مرحلتها الأولى. وتطورت في وادي النيل ونضجت لأنها نشأت منذ وقت طويل. في المغرب العربي والجزائر خاصة ظهرت الحركة الاسلامية كحركة شعبية والآن تمر بنفس التطور والنمو الذي ذكرته من قبل .بالرغم من أن الحركة الاسلامية معروفة ومنتشرة وذات ملامح عامة ومعروفة للعالم لكن هنالك ملامح ومميزات خاصة بكل حركة إسلامية على حدة ويعتمد ذلك على وضعها الخاص، وكلما كانت الحركة الاسلامية منظمة تظهر عليها الحداثة والعصرية والتطور التدريجي البطيء. الحركة الاسلامية مرفوضة دائماً من العلمانية التي تنادي برفض الوجود الاسلامي وقد أدى هذا لتماسك الحركة الاسلامية وتقويتها. ويمكن أن نقارن بين حالة المغرب العربي عندما أتاح فرصة للاسلام للتعبير عن نفسه أصبح الدين الرسمي في سياسة الدولة.



    وعندما حاولت الحركة الاشتراكية القومية جعل تونس بلداً علمانياً زاد ذلك من نشاط الحركة الاسلامية التونسية وعندما تقوى التقليدية فهي بصورة أو أخرى تعوق تقدم وتطور الحركة التجديدية ولكن الشيوعية والاشتراكية فرضت نفسها بالقوة وقد مهدت التقليدية الطريق لتطور الحركة الاسلامية. ونجد الآن الاسلام في عيون الجماهير وبدون منافس وعندما أعطيت الحركة الاسلامية الحرية تقدمت بطرح متقدم ومتفاعل مع الرأي العام ووجدت استجابة كبيرة للطرح الاسلامي وتبنت تطبيق الشريعة الاسلامية بصورة تدريجية حتى لا يحدث عدم استقرار في المجتمع ونستطيع بذلك تقديم نموذج مثالي للإسلام .


    وقد التزمنا التقيد الشديد باللعبة الديمقراطية. ولكن عندما كبتت وكبحت الحركة الإسلامية ولم تعط الزمن الكافي للتفاعل مع الرأي العام أدى هذا لظهور الفكر التجديدي ولأن تصبح حركة عاطفية تدافع عن قواعد الدين بدون برامج أو خطط. وعند الكبت والإضطهاد تنقسم الحركة الاسلامية لمجموعات صغيرة تسيطر عليها الروح الثورية توجد ملامح مشتركة بكل الحركات الاسلامية فهي في مجموعها حركات حديثة لأن قيادتها من الصفوة المثقفة المتعلمة ذات التفكير المتحرر وفي بعض المناطق نجد عامل التفكير التقليدي للاسلام وهذا في المجتمعات الملكية بينما نجد الحركات الاسلامية ذات تنظيم ديمقراطي ولاتتبع لقيادة روحية أو عدد من الاتباع بل ذات حرية ديمقراطية في تنظيمها الداخلي الذي يحاط بدرجة عالية من السرية حتى تحمي نفسها ضد القمع والاضطهاد .والحركات الاسلامية ذات تفكير عالمي في روحها وهذا بوعي قيادتها ونظرتها الشاملة للحياة .نجد في غرب أفريقية الحركة الاسلامية أكثر عالمية ونجدها أكثر وطنية ومنغلقة على نفسها في الجزء الغربي من شمال أفريقيا . لايوجد مركزية أو تنظيم عام مشترك لإدارة الحركات الاسلامية ولكنها تتصل مع بعضها عبر المؤتمرات وتبادل الفقه .

    وتعتبر الحركات الاسلامية التي سمح لها بتطبيق برامجها أكثر تطور وقد أدى هذا لتطور الطرح الإقتصادي الذي يستند على العدالة الإجتماعية والمساواة والحرية العامة. ولانجد اتجاه نحو الاشتراكية والتأميم والسيطرة على الأسعار والطرح الاشتراكي على العموم. وفي الحقيقة النشاط الفكري قام كرد فعل ضد الشيوعية وأدى لتطوير النشاط السياسي وفرصة للتعبير عن رأي الحركة الاسلامية ويوجد اعتقاد راسخ في القانون الالهي والقانون الاسلامي والشريعة الاسلامية وليس هذا لاختبار قوة وهيبة الدولة إنما بمثابة الحد الأدنى الذي يجب التقيد به من جانب الدولة والحرية الفردية ليست رخصة بل هي التزام لكل الأفراد من عند اللل للتعبير عن استقلالية الفرد والمشاركة الفعالة بالرأي وعلى الدولة إعطاؤهم مزيد من الحرية والاستقلالية وللمجتمع في القيم الاسلامية ـ منفصلا ومستقلا عن الدولة ـ القيام بمهام عامة متعددة ماعدا التي تتمتع بها الدولة .


    وقد أكدت الممارسة السياسية بشدة على الالتزام الاخلاقي لمنع الفساد في إدارة الدولة خاصة في الانتخابات، والإسلام يقبل رأي الاغلبية في اتخاذ القرار عبر الإقتراع والمنافسة ولكن بفضل روح الإجماع ولو اختلف واحد فقط على الجماعة فهو يؤثر في الإستقرار السياسي للدولة بعيد عن الخلاف لأنه يمثل نظام جديد للتغيير الإجتماعي وفي أغلب الأحيان يخلق هذا مجتمع متسامح يرعى مصالح الاسلام ولايهدد استقرار الإفراد واحتمال النشأة الروحية للحركات الاسلامية ساعدت كثير في دورها المقدر في الحياة العامة وقد يأتي الوقت المناسب لكثير من الحركات الاسلامية في غرب أفريقيا للتأثير على الحياة العامة أو الحياة السياسية التي تحدثت عنها . أما بخصوص احترام الأقليات الأخرى التي لا تدين بالإسلام فلا توجد مشكلة إطلاق بين الحركات الإسلامية وبين الأقليات الأخرى. في الحقيقة عدم تطبيق الإسلام وغياب المجتمعات المسلمة خلق بعض المشاكل أو المخاوف لأن الإسلام أصبح طرح نظري بل ويقارن مع الديانات الأخرى بعيد عن التعاليم والقيم الاسلامية وهذا هو الذي يفرق بين المسلمين وغير المسلمين خاصة المسيحية والحركات الاسلامية، قامت بإعطاء مزيد من الحرية للأقليات وإذا رجعنا لسيرة وتأريخ الاسلام نجد أن هنالك حرية العبادة وممارسة الشعائر التعبدية كانت مكفولة بل أيض الحرية الثقافية وبصورة مقننة وشرعية. وفي هذا السياق وبلا مركزية قوانين الشريعة الاسلامية توجد استجابة لاختلاف الاقليات في مناطق مختلفة داخل القطر الواحد .

    الاسلام علمنا ليس تسامح الاقليات فحسب بل هنالك علاقة إيجابية ترتكز على العدالة والنزعة نحو الخير. تؤيد الحركات الاسلامية الانفتاح نحو العالم والاسلام دائم منفتح وقد تفاعل مع الثقافة الاغريقية والتقاليد الرومانية، والمسلمين المعاصرين تعلموا في الغرب وعلى إستعداد للتعامل والتعايش مع كل الثقافات العالمية وتوحيد كل الحضارات المختلفة والمنفذ أن المسلمين هم الوحيدون الذين يملكون هذه الروح الوسطية والحركات الاسلامية منفتحة سياسي نحو العالم وهي ليست قومية ضارة أو متعصبة لوطنها وربما يكون مرد ذلك لأن الاسلام لم يؤكد على الحدود الوطنية المغلقة بين الدول بل اعتبر كل المناطق التي يعيش فيها المسلمون هي عبارة عن رقعة واحدة مفتوحة للجميع ولهم حرية التنقل والحركة وتبادل المعلومات والتجارة .


    والاسلام لا يؤمن بهذه الحدود التي لم يرسمها المسلمون في يوم من الايام حتى تكون هنالك علاقات حميدة بين الأديان الأخرى ولا يكون هنالك تفريق بين المجتمعات بسبب الدين . الاسلاميون ينظرون للغرب كقوة مهددة لهم ونموذج منافس لهم ولكن هنالك قيم إيجابية عديدة في الاسلام وقد تطورت هذه القيم في الغرب كالحرية والمشاركة والحكومة الاستشارية وحقوق الانسان وحرية الملكية وعلى هذا السياق توجد أشياء مشتركة .حقاً كان في البداية النظر للغرب على اعتبار أنه قوة امبريالية تعمل على تطبيع الشريعة الاسلامية وأصبح هذا جوهر البعث والصحوة الاسلامية وبقدومها تطور الفكر والصحوة الاسلامية والقيم العليا الآن تعكف للنظر في إيجاد وتوجيه المجتمعات نحو المثل الاسلامية العليا وفي هذا الجانب السياسة الغربية مماثلة وتؤيد الأنظمة التي تكبت وتضطهد المسلمين وكما ينظر الغرب للديمقراطية بمكيالين خاصة عند تقدم الإسلام للأمام داخل الدول الاسلامية وينقلب الموقف من الحرية للكبت ولايسمح للحركات الاسلامية بحرية العمل في العملية الديمقراطية. الحركات الاسلامية تناصر كل الأصوات الاسلامية بالعالم وهي تأثرت نوعاً بالثورة الاسلامية الايرانية النموذج والثورة الشعبية السلمية بايران ولكن لم تتأثر بالنتائج الايجابية التي حققتها إيران وقد يصعب على إيران نقل نموذجها للدول الأخرى. علاوة على ذلك ايران لا تتمتع بنفوذ في أفريقيا مثل العرب ولكن مازالوا حاصرين أنفسهم في المؤسسات التقليدية كالمساجد والمدارس ولكنهم يقومون بتمويل الحركات الاسلامية بصورة أو أخرى، الحركات الاسلامية اهتمت بالقضية الأفغانية والتطور الذي حدث في دول آسيا الوسطى واعتبروا الاتحاد السوفيتي دولة امبريالية واهتموا كثير بانبعاث دول آسيا الوسطى من جديد .

    تهتم الحركات الاسلامية بقضية فلسطين وتعتبر بيت المقدس مركزاً من مراكز العبادة وهو بهذا يشكل هماً من هموم الاسلام. الآن يشهد المجتمع الفلسطيني صحوة إسلامية كبيرة وذلك نتيجة لفشل الحركة القومية الفلسطينية والعالم العربي في ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية .

    الاسلاميون أكثر ادراكاً ووعياً بالشئون الدولية والحياة العامة. وإذا نظرنا في العصر الحالي نجد القليل من الصحوة الاسلامية قد أخذت شكل الدولة الاسلامية مثلا ايران لم تكتمل التجربة بعد والسودان مثال آخر في افريقيا والسودان يحاول الآن تطبيق الشريعة الاسلامية على كل أوجه الحياة المؤسسات الديمقراطية ولكن ليس بنقل النموذج الغربي الذي انهار أكثر من مرة اثر فشله في تمثيل مصالح الشعب وتحقيق قيم المجتمع الاقتصادية . والدين هو مبعث رخاء وتقدم بالدولة لتكون أكثر مقدرة لتحقيق القيم الاجتماعية لتكون أقرب للقيم الدينية والسودان الآن يحاول أن يقدم نموذج للتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين . مشكلة الجنوب تشكل هاجساً مزعجاً للسودان وهي غير مرتبطة بالاسلام وقد تفجرت منذ عهد طويل نتيجة للتنمية غير المتوازنة بين الشمال والجنوب ونتيجة لأغلاق الجنوب لفترة طويلة جداً والآن عملية السلام مستمرة والأجندة المطروحة هي الفيدرالية واللامركزية السياسية والثقافية والقانونية والسودان عندما يستقر سوف يفجر طاقاته الضخمة .السودان بحكم الصحوة الاسلامية فهو مرتبط كثيراً بدول الجوار سواء في القرن الافريقي أو غرب أفريقيا أو وسط أفريقيا وقد قدم نموذجاً متطوراً للإسلام. وجذب انتباه كل العالم الاسلامي والمسلمين
    سيدي الرئيس :


    هذا هو الاطار العام للصحوة الاسلامية المعاصرة أو الأصولية الاسلامية لمن يريد أن يسميها ذلك .

    ديمالي: أشكرك د. الترابي ماهي الأصولية الاسلامية؟


    د. الترابي: في الحقيقة أن هذه الكلمة ليس لها مرادف في اللغة العربية والاسلامية، بل استخدمت لوصف ظاهرة المسيحية هنا بعد الحرب والرغبة في الالتحاق بالمقدسات أما هذه الحركة فيمكن مقابلتها بالنهضة الأوربية إذ أنه يجب ترجمة التجديد الفكري في صياغة المجتمع بصورته النشطة مما كان فيه من ركون واسترجاع معتقدات المجتمع المندثرة. لذلك لم تأخذ الكلمة مفهومها الصحيح الشاخص إلى الامام ولاهي متزمتة ولا رجعية .

    ديمالي: هل للحركة الاسلامية مبدأ سياسي للاستيلاء على الحكومات أو المشاركة في كل الحركات الديمقراطية في أفريقيا أو في أي مكان آخر في العالم؟

    د. الترابي: نعم طالما يتيح النظام قدرا من الحريات للتعبير والتنظيم فالاسلام يؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاسلام، ولما كان المبدأ دينيا فهو لابد أن يأتي عن طريق الاستمالة والاقتناع ولما كان نموذج النظام الاسلامي لم يكن له سابق فاحتاج لبعض الوقت ليتطور النظام لذلك ترغب الحركات في العمل في جو سالم وديمقراطي للاسلام وتطبيق متدرج يقيم الاسلام .

    وعندما يكون الأمر غير ذلك تأتي المشاركة الفكرية الاسلامية غير ايجابية وذلك يؤدي لصور من الثورات. وفي كثير من الأحيان فضلت الحركات الاسلامية الصبر على المكاره ولم تجنح لإرهاب .

    ديمالي: هناك العديد من الادعاءات من دول شمال وغرب إفريقيا المجاورة لكم تشير لتعاون ايران معكم في مجالات التدريب العسكري والتمويل هل هذه التقارير صحيحة؟ وإذا كانت كذلك فما هى علاقة شمال افريقيا مع الحركة في ايران؟

    د. الترابي: جميل، لم تكن ايران في تاريخها قريبة من دول شمال افريقيا بصورة عامة ولما انفتحت ايران في علاقاتها الخارجية تعثرت علاقتها مع المملكة العربية السعودية، كما أنها انحازت للمغرب في قضية (البوليساريو) وفي هذا الاطار تقاربت ايران والسودان ـ ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس الايراني أعطت العلاقة بعدا أكبر . وبعض الدول التي تغير وتنافس ايران على أمن الخليج شعرت بأن هذه العلاقة تهدد وجودها لذلك هي تشيع هذه الإفتراءات. وفي الحقيقة لم تبد البروتوكول السوداني الايراني في التعامل التجاري والصناعي والبترول واستيراد المواد الغذائية .وليس هناك وجود لأي اتفاق عسكري لافي شكل خبراء ولاعناصر أدنى ولا دعم مادي للسودان كما يدعون. ولادعم للبنك المركزي ـ لكن يمكن أن يكون هناك اعتمادات في مجال التعاون السابق الذكر . وحتى في المجالات الثقافية فهى ضعيفة إذ أنه يوجد طلاب سودانيون بالباكستان والهند بأعداد تفوق أعداد الطلبة السودانيين بايران. لذلك العلاقات بين السودان وايران تجارية محضة .

    رونالد باين: السيد في نفس المحور هناك ادعاء بأن ايران تدرب عسكريين سودانيين، وأنا أعلم أنك لا تمثل الحكومة إلا أن الأدعاء يقول كذلك فكيف بدأت هذه الاشاعة ولاسيما أنك تنفي ذلك؟

    د. الترابي: لعل هذه الادعاءات جاءت من شمال السودان ذلك أن ايران تدرب قوات الدفاع الشعبي. وهذا الدفاع الشعبي ماهو إلا كالحرس الوطني عندكم هاهنا وبرنامج الدفاع الشعبي لإعادة صياغة الخدمة المدنية من الانضباط ولتطوير وترقية الاداء. وهي مسألة بدائية وأولية لا أكثر ولا أقل وأنا على ثقة أن السودان لايسعى وراء هذه الخبرة ولا ايران تمد السودان بسلاح وحقيقة أن السودان ليس في حاجة للتدريب على كيفية استخدام هذا السلاح .

    وأعتقد أن هذه الادعاءات هي جزء من الخلاف بين دول الخليج مع ايران فيما يختص بالأمن في الخليج ، إذ أن دول الخليج ترهب أن تقوم ايران بتنظيم أمن المنطقة مع جيرانها من الدول الأخرى. وطبع هناك من الدول العريقة التي نحن نرى أنها الآمن والأقدر على حماية الخليج ودويلاتها. وعلى هذه الشاكلة اتسعت دائرة تلك الاشاعات .

    رونالد باين: أشكرك. كذلك أفهم أن هنالك توتر في الخرطوم شمال وسط المسيحين الاقباط والكاثوليك ومجموعات أخرى على ماأفهم أنهم يقعون تحت طائلة التشريعات الاسلامية في المسائل الجنائية .

    د. الترابي: جميل، فيما يختص بالقوانين لم يتخذ القانون العام الدين كعامل تفرقة وطبع هناك مسيحيون بالعاصمة وفي المجلس الأعلى ومجلس الوزراء ودواوين الخدمة العامة والسلك الدبلوماسي، أما القانون الخاص هو الذي يؤسس على الدين ولكل مجتمع معتقداته وأعرافه التي يحكم بها . والقانون الجنائي اقليمي بمعنى أينما وجدت أكثرية مسلمة فالقانون اسلامي. وغير ذلك للمناطق التي فيها غير المسلمين أغلبية وإن كان بينهم مسلمون ولم يعرف السودان توتر بين الأديان قط بالرغم من أن المسيحين يأتون للشمال هرب من الحرب بالملايين وليس في اتجاه الخرطوم فقط بل إلى كافة أنحاء السودان. وكذلك هناك من يذهب إلى المناطق الأخرى هرب من الجفاف، وكل مايمكن أن ينشأ من توتر فهو في الغالب بسبب التداخل في المراعي بين القبائل الرعوية عدا ذلك فلايوجد أي توتر في المدن .

    رونالد باين: أخير ، هنالك عدد من المسيحين الذين يرغبون ويهاجرون لاستراليا وانجلترا ولاماكن أخرى ـ وكذلك أسأل عن السمعة السئية لسجون السودان، وأن هناك مسجونين بغير محاكمة وهناك مايسمى بسجون الأشباح التي تعتبر غير رسمية؟

    د. الترابي: نعم هناك عديد من السودانين يتركون مناطقهم نسبة للحروب ويلجأون لدول الجوار وغيرها وبعضهم إلى داخل السودان ولايجدون عداوة في ذلك اطلاقا . وأن السجن التحفظي في السودان نسبة للحفاظ على الأمن ومجابهة المشاكل الاقتصادية، وهو مسلك تسلكه كل الدول الأوربية آسيوية وأفريقية، وقد كان هذا النظام معمولا به على مر مختلف أنواع الحكم في السودان العسكري وحتى الديمقراطي. وذلك لمجابهة الأوضاع الطارئة، وبالمقارنة مع دول الجوار فوضع السودان أخف وطأة منها في هذا الشأن ولعل تلك الدول تتفوق على السودان بصغر حجمها وتناغمها القبلي أغلب على السودان كذلك . كماأنها لم تترك سدى بل تحملها التنظيم القانوني أذ أنه في قانون السودان لايجوز الحجز التحفظي فوق ثلاث شهور بعدها يؤخذ المتهم للمحاكمة كحد أقصى. وإذا حكم عليه تحسب له الفترة التي قضاها من قبل ثم يقتاد لسجن كوبر، ولايوجد الآن سوى عدد زهيد وقد سجنت أنا نفسي في هذا السجن عدة مرات والمعاملة فيه إنسانية للغاية .والبعثات الدبلوماسية متاح لها تفقد المحتجزين، ولما مر السودان بالتواترات السياسية وأدخل عدد منهم السجن المركزي بكوبر أشيع عن سوء معاملتهم .وكما ذكرت الآن من حق أي مسجون أن يسأل عن سبب احتجازه أمام القضاء وهم كفيلون بانصافه، ومن حقه الإستئناف أمام القضاء أيض ويمكن أن يفعل ذلك خلال الثلاث شهور .

    مستر هاوارد ولبي: السيد ... أشرت لمسألة الحجز التحفظي وقلت أنها نتيجة وليست سبب المشاكل التي حدثت في السودان . د. الترابي من المعروف أنك القوة المحركة من خلف البشير في السودان، وملف السودان من أسوأ ملفات حقوق الانسان في أفريقيا وبالتالي العالم وحسب علمي أنك اعتمدت في مصادرك على عمل قمت به أنت، لذلك أود أن أسمع منك استيضاحاً لماذا منظمات حقوق الانسان ( ) مازالت تقاريرها تشير لوجود سجون سرية والتي أشار إليها البعض الآن بانها (سجون الاشباح) وأن كثير من مرتادي هذه السجون قد ماتوا. إذن كيف يتسنى لك الدفاع عن سجل حقوق الإنسان في ظل حكومتك الحالية.؟

    د. الترابي: مع احترامي فيما يتعلق بموقعي الشخصيي عضو الكونجرس المحترم أولا لا أصف نفسي كقوة محركة من خلف عمر البشير إلا أنني شخصية إسلامية وهناك حكومة قائمة ..

    ولبي: (مقاطعاً) أسمح لي لا أريد المقاطعة بل أريدك أن تعلق على الموضوع وشخصيتك ليست الموضوع إنما الموضوع هو سجل حقوق الإنسان .

    د. الترابي: نعم هذا صحيح سأعود لصلب الموضوع فمهما يكن من أمر فسجل حقوق الإنسان في السودان لايمكن مقارنته 20 ـ 30 سجين سياسي في السودان مع 000 . 50 وأكثر في أي دولة من دول شمال أفريقيا من ذلك أقصد أنه لا يمكن أن يكون أسوأ سجل في حقوق الإنسان إطلاقاً هذه واحدة .

    ولبي: (مقاطعاً) هذا يعني أنكم تخرقون حقوق الإنسان لأن غيركم يفعل ذلك؟ هل هذا ماتقصده؟

    د. الترابي: السيد العضو المحترم أنت تقول عندنا أسوأ سجل لحقوق الإنسان وأنا أعقد لكم مقارنة .

    ولبي: إنني كثير الرغبة لتفسيرك حول التعذيب والقتل والفصل من الخدمة المدنية والعسكرية بالآلاف وذنبهم أنهم لا ينتمون لكم (الجبهة القومية الاسلامية) وفي تصوري أن هذه التصرفات في حقوق الانسان والديمقراطية لا تغتفر للسودان كيف تفسر ذلك؟

    د. الترابي: فلننتقل لنقطة أخرى طالما اقتنعتم أن سجلنا في حقوق الانسان ليس هو الأسوأ .

    ولبي: إنني لم أقتنع بذلك .

    د. الترابي: آسف لأنك أشرت الى أنه الأسوأ وكنت أنا أحاول عقد مقارنة لكن لابأس دعني أسلط الضوء دون مقارنة .

    الآن السودان يستضيف حوالى مليون لاجيء وأكثرهم غير مسلمين ولو كان هناك أي عداء ديني لظهر ذلك جلياً ومن النادر أن تجد بين الدول اليوم من يستضيف مثل هذه الاعداد من اللاجئين، وهذه كلها يجب أن تحفظ في سجلنا لحقوق الإنسان .

    حقيقة يوجد هناك تطهير من الخدمة المدنية الذين يربو عددهم على الخمسمائة الى سبعمائة وخمسين ألف شخص، ثم تطهير حوالي ألف من كل هذه الأعداد، ولعلها ظاهرة مألوفة بمجيء أي نظام جديد لوضع رجالاته في الوظائف الحساسة ومع ذلك هذا البرنامج التطهيري، والجميع الآن يتمتع بحق التوظيف في القضاء والخدمة المدنية..الخ .

    ولبي: هل تحاول أن تفهمنا الآن وبصدق أنكم لا تبذلون جهدا لفرض توجه اسلامي على السودانيين عامة وهل هذا ماتريد أن تقوله لهذه اللجنة؟

    د. الترابي إذا كنت تقصد الاسلام كقيمة دينية فإن الإسلام لايعترف ولايولد العنف والإرهاب، لذلك الإسلام لايقبل أن يفرض على الناس بالقوة .

    ولبي: ألم يكن هناك جهد لتأهيل المجتمع السوداني لتطبيق القوانين الاسلامية في السودان ؟

    د. الترابي: بل كان بالطبع.. وهناك منظمتان خاصتان تعملان في السودان بين 15 ـ 20 كنيسة في السودان هذا يعني أن السودان قطر مفتوح لكل الديانات بما في ذلك الكنائس التابعة لأمريكا .

    ولبي: لذلك كل هذه المنظمات وحكومتنا الأمريكية لم تصب الحقيقة فيما يخص حقوق الإنسان في السودان ولم يتم تعذيب الناس، ولم تقس حكومتهم عليهم لسبب ديني أو سياسي، والمواطنون في السودان أحرار في حركتهم دون وجل من أفراد حزبك السياسي؟ هل هذا ماتحاول أن تخبرنا به؟ وكل هذه التقارير من فراغ؟

    د. الترابي: كل الدول التي اختارت أن ترسل مبعوثيها من أفراد البرلمان البريطاني والأوربي وأتوا بأنفسهم ليروا ويتحققوا من هذه الاشاعات وهى أصلا للتحفيز السياسي قد خرجوا من السودان بفكرة مختلفة تماماً عن ما أشيع وانطباعاتهم المسجلة تشير لذلك .

    كما أتيحت فرصة لأفراد من البرلمان الأوربي لمقابلة السياسيين المعارضين الذين هم أحرار في السودان يقابلون الصحفيين والاذاعات العالمية ـ وكذلك بعثة البرلمان البريطاني التي زارت السودان خرجت بفكرة مغايرة لكل الاشاعات التي تطلق وهذا ماأخبروني به بأنفسهم

    ولبي: قلت في مركز الدراسات العالمية الاستراتيجي بواشنطن أنه لم تقم أي مظاهرة شعبية منذ تولي البشير السلطة الاسلامية في السودان .

    فهل يمكن توضح لنا ظاهرة حظر التجول ـ إغلاق الجامعات عدة مرات والمحاولات الانقلابية لأكثر من مرتين منذ تولي البشير الحكم، والتقارير السيئة لحقوق الانسان المستمر في السودان؟

    د. الترابي: حسناً هناك سياسات اقتصادية جديدة فرضت لذلك كان لزاماً على الحكومة تنفيذ هذه الاصلاحات بالقانون، ولم يكن هناك سوى التشريعات لتغيير القطاع العام للخاص. وكان أيضاً لابد من السيطرة على الأسعار وهذا يحتاج لبعض القوانين وتحرير الاقتصاد، وأشرت إلى أنه لم تكن هناك أي حركة شعبية نسبة لتقبل الناس لهذه الإجراءات .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعات عدة مرات ولماذا حظر التجول؟

    د. الترابي: حسناً الجامعات في العالم الثالث .

    ولبي: (مقاطعاً) أنا لا أتحدث عن جامعات العالم الثالث بل عن السودان؟

    د. الترابي: أنا كنت طالباً بفرنسا والطلبة هناك كانوا يقودون أعمالاً مماثلة وتغلق الجامعة لمثل هذه المظاهرات وصدام مع البوليس عدة مرات .

    ولبي: إذا كل شيء يدعم نظامك إذن كان الطلبة يتظاهرون تأييداً لسياساتك؟ هل هذا ما تريد أن تخبرنا به؟

    د. الترابي: أنت محق في ذلك ظل طلاب الجامعات إسلاميين منذ بداية السبعينات، وكل الاتحادات كانت إسلامية والتصويت في صالح الإسلاميين دوماً .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعة إن هي كذلك؟
    د. الترابي: سأجيب إذا سمح لي عضو الكونغرس المحترم بدقيقة. رأت الحكومة أن نظام الجامعات في السودان محدود إذ أنه لا يمكن أن تبعث الحكومة بالطلبة إلى الخارج وهى قد أنشأت العديد من الجامعات، وكذلك كانت جامعة الخرطوم بالذات تأوي كل الطلبة حتى الذين يسكنون الخرطوم. لذلك غيرت الحكومة هذه السياسة والآن تمنح الطلبة المحتاجين لذلك فقط دون سائر الطلبة، ولم يرض بعض الطلبة أن يحرموا من تلك الإمتيازات التي اعتادوا عليها طيلة هذه السنين، وكان من الأجدى إنشاء جامعات أخرى لعدد آخر من الطلبة عوضاً عن الصرف على جامعة واحدة، تلك هي أسباب إغلاق الجامعة .

    فيما يختص باللاجئين السياسيين، فهذه ظاهرة لازمت حتى الفترة الديمقراطية والعديد من الجنوبيين رفضوا المشاركة في الحكم الديمقراطي وظلوا خارج السودان، ويعلنون عن اتجاهات مختلفة لحل مشاكل السودان، وهذه ظاهرة عند كل دول العالم .

    واليوم في السودان رئيس الوزراء السابق وزعيم الأغلبية في البرلمان السابق يتمتعون بكامل حريتهم في السودان ويقابلون الصحفيين والإذاعيين العالميين وتذاع مقابلاتهم وتنشر مقالاتهم. وكذلك رئيس الحزب الشيوعي .

    ولبي: بالرغم من أنني استنفدت وقتي إلا أنني أود أن أشكر السيد المدير وأن يسمح لي بثلاث أسئلة مباشرة .

    منذ يناير تعمدت حكومتكم ترحيل نصف مليون من الخرطوم لأقصى المناطق الصحراوية بالقوة حيث لا بنيات أساسية للإعاشة بينما سمحتم للإسلاميين فقط للعمل في وظائف المبعدين فما هي ملاحظاتك عن هذه السياسة؟

    د. الترابي: تحدثت عن من هجروا إلى أواسط الصحراء هذه طبعاً دعوى غير واقعية إنما رحلوهم للمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري .

    ولبي: لا يوجد فيها البنيات الأساسية للإعاشة .

    د. الترابي: جيد، الآن نتناول هذا الأمر بعد أن استجلينا أمر أواسط الصحراء! أولا .

    ثانياً ليست هناك بنيات أساسية كما في مكانهم الأسبق لا إمداد ماء ولا كهرباء. أما المنطقة الجديدة فهى شاسعة ويمكن أن يبنوا فيها منازلهم ثم يصلهم إمداد المياه والمدارس وهو لا شك أفضل من مكانهم ذي قبل .

    ولبي: لقد سمعنا هذا الحديث قريب في ..

    د. الترابي: نعم سأجيب على سؤالك. فيما يختص بتخصيص المنظمات الإسلامية بالعمل فهذه ليست حقيقة أيها العضو المحترم، ولعل مجلس الكنائس السوداني هو أحد هذه الأربعة والأخرى الهلال الأحمر المقابلة للصليب الأحمر في بعض الدول الأخرى وهي وكالة غوث حكومية وهذه المنظمات ليست لها علاقة بالعمل الإسلامي ولا المسيحي، وهناك وكالات غوث أفريقية وللحقيقة هذه المنظمات تدار بواسطة مسلمين إلا أنها وكالات غوث وليست بعثة تبشيرية، وهناك بعثات مشابهة لبعثات وجمعيات الكنيسة وهي ليست تجمع جمعيات تبشيرية سودانية مثل مجلس الكنائس السوداني . هذه هي الوكالات الأربعة المعتمدة لدى الناس بالاغاثة .

    ولبي: حديثك الآن يختلف تماماً عما وردنا في بعض التقارير الدولية التي لا تطابق أقوالك .

    عندي سؤالان آخران السيد المدير لو أمكن وبعدها ساغادر وستخلص منى ...

    ديملي: أنا لا أريد أن أتخلص منك بل أريدك أن تجلس وتستمع

    ولبي: أشكرك، قلت في مركز الدراسات الإستراتيجية والدوليه هنا في واشنطن أنه في تصوراتك أن المرأة السودانية مكرمة في ظل نظام عمر البشير. إنني أبدي أستغرابي كيف توفق بين حقيقة أن (إتحاد المرأة السودانية) كأكبر تنظيم نسائي قد حل والعديد من النساء حرمن من مغادرة البلاد بدون محرم وكذلك منعت المرأة من الخدمة المدنية ؟

    د. الترابي: حسن، فيما يختص بشأن المرأة في السودان، أولا غير صحيح أن المرأة منعت من الخدمة المدنية، فهن مازلن مديرات، وزيرات، عضوات برلمان .

    ولبي: السيد رئيس الجلسة معذرة أدري أنني أخذت الكثير من الوقت الإضافي وجاءت أسئلتي منفعلة لأنني أعلم أن هناك الكثير والمحزن في السودان والحكومة السودانية التي يقف وراءها هذا الرجل .

    كما أنني وجل أن يأخذ الناس بشهادة هذا الرجل خصوصاً للذين ليست لديهم خلفية عن السودان وحكومته المتورطة في الإرهاب داخل وخارج السودان والتي لاتراعي للإنسان حقوقاً والتي تمنع غوث المدنيين في جنوب السودان الذين تشن عليهم الحكومة الحرب .

    وهذه الحكومة ليس لدى الولايات المتحدة ما تفعله حيالها، أشكرك أيها الرئيس .

    (تصفيق من بعض الحضور).

    ديملي: يجب أن يعلم أن النظم هنا تمنع أي إزعاج للشاهد، ولو استمر هذا الإزعاج يجب علي الضيوف مغادرة القاعة نرجو الالتزام .

    د. الترابي: أود أن أقدم دعوة لكل من يهتم بالسودان لزيارة السودان بصورة رسمية أو بصفة شخصية ليقف على هذه المعلومات من مصادرها الأولى بدلا من مصادر أخرى مغلوطة في معظم الأحيان. (أشكرك أيها الرئيس).

    ديملي: أبدي أسفي وأمتعاضي لمغادرة العضو السابق بعد ما استطال في أسئلته وكان من المفروض أن يسمع لبقية أسئلته وربما هناك من يختلف معه في الرأي .

    أتاح الرئيس الفرصة للسيد قلمان

    قلمان: أشكرك السيد ديملي لتنظيمك هذه الجلسة حتي نستطيع فهم مشاكل شمال أفريقيا كما أنني أود أن أرحب بدكتور الترابي مرة أخرى وكان لنا شرف اللقاء في الأيام القلائل السابقة. ونرحب بك مرة أخرى في هذا الإجتماع، د. الترابي وضعك (أصولي) هل ذلك حقيقة، وأنك حقيقة صانع السياسة السودانية اليوم بوصفك رئيس المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لم أدخل في مضمار صناعة القرار السياسي اليوم في السودان، إنما أنا مفكر إسلامي وكتاباتي وأفكاري الإسلامية تلبي طموحاتهم لتجسيد الإسلام في حياتهم الخاصة والعامة بصورة عامة، وتأثيرنا بالطبع يمتد في أفريقيا والشرق الأوسط وهى منطقة انتمائنا .

    قيلمان: ماهو دورك في المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لا أعلم شيئاً عن هذا المجلس الأربعيني، بل هناك برلمان تشريعي، ومجلس وزراء السلطة التنفيذية ومجلس قيادة الثورة الذي يرعى ترتيباتها الدستورية. هناك ادعاء بوجود مجلس أربعيني سري وهي دعوة غير حقيقية حسب علمي .

    قيلمان: بالطبع ستدعي أنه لايوجد مايسمى بالمجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: ربما يوجد مجلس أربعيني إلا أنني لا أدرى عنه شيئاً ، إلا أنني لا أعلم عن ذلك شيئاً وبكل ثقة .

    قيلمان: هل لك يد في صنع القرار في السودان .

    د. الترابي: لا ولا في الحياة العامة، إلا أننا نتابع الأوضاع بحكم أن كل القادة السياسيين عليهم المشاركة في هذا النظام حتي يتم الاستقرار في السودان وتذويب كل الخلافات السياسية .

    قيلمان: أنت مصنف في بعض الأحيان أنك المعبر عن الصحوة الإسلامية التي تعم شمال أفريقيا هل هذه حقيقة ووصف منطبق عليك ؟

    د. الترابي: بحكم انتمائي لتلك المنطقة العربية و الأفريقية الإسلامية وبحكم أنني عامل ومفكر لدين الإسلام فأنا رقم فيها .

    قليمان: هل يتلقى رئيس السودان أي توجيه أو نصح منك ؟

    د. الترابي: لا أفعل ذلك لإنني لا أملك أن أتقدم له بذلك .

    قيلمان: هل لك علم بالعلاقات العسكرية بين الحكومة السودانية وإيران ؟

    د. الترابي: من السهولة أن يعلم الإنسان عن شىء من هذا القبيل لأن المجتمع السوداني متفتح، بل ومن الصعوبة أن تحافظ الحكومة على سر كهذا، ولا أحد في السودان يعلم عن هذا الاتفاق العسكري بالتأكيد، ولم ير أي شخص أي وجود لخبراء عسكريين أو أسلحة إيرانية في السودان لأنها تمر عبر الأراضي السودانية من الميناء خلال ترحيلها .

    قيلمان: ماذا عن إمداد السودان بالاسلحة الإيرانية، هل تعلم عن ذلك شيئاً ؟

    د. الترابي: أنا لا أعلم عن ذلك شيئاً وحسب ما عرفت أن السودان لايشتري أسلحة من إيران إنما من الصين وبعض الدول العربية .

    قيلمان: أمامي الآن دورية أسبوعية ( ) للتحليل العسكري حول الإمدادات في العالم الصادرة بتاريخ 9/5/1992م والتي تقول (ولقد تم تسليح الجيش الحكومي الجديد من الممول الجديد بالسلاح للسودان وهو إيران. تقول مصادر في القاهرة أن سفن محملة بآلاف الأطنان من السلاح بدأت تصل السودان منذ أغسطس واستمرت حتى سبتمبر وقد جلبت خمس طائرات مقاتلة طراز F -6 الصيني لسلاح الطيران السوداني وقد دعم الجيش السوداني بأسلحة خفيفة تكفي لتسليح ثلاث وحدات مشاه خصصت لحرب جنوب السودان. وفي أواخر العام السابق وصلت شحنة أخرى وكلها من إيران بالإضافة لشحنة منتصف ديسمبر كمية غير محددة من الأسلحة الخفيفة الصينية وذخيرة بسفن إيرانية لبورتسودان وكذلك 159 طن شحنة ذخيرة في نوفمبر السنة السابقة وأخيراً رفضت الصين مد السودان بالمزيد لأن السودان لم يستطع أن يدفع ما عليه من نقود .

    دعمت ايران هذه الصفقات ورفعت قيمة الدعم إلى400 مليون في ديسمبر الماضي كما ستمد ايران السودان ب 000ر100 طن من البترول شهري لاعتماد قدره 300 مليون دولار. وصف هذا الدعم أنه دعم طويل المدى. كما أن حوالى 1000 -2000 من الحرس الثوري الإيراني لتدريب الجيش السوداني في حين أن طهران تقلل من أعداد الحرس الثوري الإيراني في لبنان .

    هل لك علم بكل هذا؟

    د. الترابي: طالما هذا التقرير من القاهرة فهو غير مدهش ولعل هذه التواريخ كلها قبل زيارة رفسنجاني ولم يكن بين السودان وإيران أى تعاون للمساعدات ولا بروتوكولات .

    فيما يختص بالسفن الإيرانية فهذه ليست غريبة لأن السفن الإيرانية نشيطة في منطقة المحيط الهندي. وليس هناك بترول إيراني يصل السودان وكل هذا البترول فهو من ليبيا على أساس تجاري محض، ولم يصلنا من إيران حتى ولو طن واحد من إيران حتى الآن. لم يسمع أحد في السودان عن كل هذا الدعم المادي من إيران ـ ولاسيما لم يكن قد عقد أي بروتوكول تجاري من قبل زيارة رفسنجاني .

    فيما يختص بتواجد 1000 - 2000 من قوات الحرس الوطني الإيراني وإذا كان الأمر كذلك لسمع ورأي الناس ذلك ومازالت معسكرات التدريب مفتوحة لاستقبال أي زائر ومعظمها حول الخرطوم خصوصاً قوات الدفاع الشعبي وكل شخص يمكنه زيارتهم. وكما تعلم السيد عضو الكونغرس المحترم أن إيران أنهكت لدرجة ويمكن ملاحظة ذلك ببساطة ...

    قيلمان: (مقاطعاً الترابي) أقاطعك .. لأن وقتي يمر بسرعة تقول أنه ليست هناك سفن إيرانية جلبت سلاح للسودان ؟

    د. الترابي: نعم .

    قيلمان: وليس هناك تدريب إيراني عسكري للقوات السودانية، هل هذا ما تقوله لنا؟

    د. الترابي: هذا صحيح .

    قليمان: أريد أن أسأل سؤالا أو اثنين و أنا آسف أنني سأترك القاعة لأنني..

    ديملي: ملاحظة، أنا عضو كونغرس من 21 سنة ولم أعرف من يعطي فرصة للتعبير عن الآراء أكثر مني للأعضاء .

    قيلمان: أشكرك السيد الرئيس إلا أنني .....

    ديملي: وأرجو أن يعرف كل عضو انتقد د. الترابي قد أتيحت له الفرصة الكافية لذلك وكان الحديث حراً كذلك .

    قيلمان: أشكرك أرجو أن أشير إلى أنني لم أنتقد د. الترابي بل نريد أن نعرف بعض المعلومات والمشاكل السودانية .

    أفهم يا دكتور الترابي وأشكرك السيد الرئيس على هذه الفرصة ـ أن حكومة البشير قدمت دعوة لمنظمة أبونضال ومنظمة الجهاد الفلسطيني للسودان هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا بالطبع يخالف كل ما يعرفه السودانيون وأن هذه هى المنظمة الوحيدة التي لم تدع للسودان ولا وجود لها مطلقاً .

    هناك بضع مئات من الفلسطينيين وكل السودانيين يعرفون انتماءاتهم ـ معظمهم ينتمون لمنظمة التحرير وحماس، أما أبونضال فهو ليس إسلامياً وهذا معروف لدى العالم أجمع، وسياسة حكومتهم أن لا يدخلوا السودان . ولعل الفلسطينيين الذين تنتهي فترة إقامتهم في الخليج ولا تسمح لهم الإجراءات الرسمية أن تدخلهم أي بلد آخر فالسودان يسمح لهم بالدخول لأرض السودان، وهناك بضع مئات منهم ..

    قيلمان: هناك بعض الأقوال أنهم يتدربون داخل الأراضي السودانية. هل لديك أي معلومات عن ذلك، الفلسطينيين ومجموعة أبونضال .

    د. الترابي: كل غير سوداني تدرب في السودان يمكن أن يعرف، وهذا ادعاء ليس له أي أساس ..

    قيلمان: هل استخدمت حكومة السودان أو مجموعتك العنف والإرهاب لإسقاط أي حكومة وبالتالي السيطرة على الدولة؟

    د. الترابي: الإرهابي مجرم في قيم الإسلام وقد استلهمت هذه الحركات مبادئها من المعتقدات الإسلامية. ومعظم الحركات الإسلامية اتخذت أهداف كبرى كإعادة صياغة المجتمع كما أنهم يعلمون أن الإرهاب لا يخدم هذه الأهداف وأن استهداف الأشخاص ليس من صميم هذه الهموم، ومعظم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا معروفة لدى العالم بأسره سواء كانت إسلامية أو يسارية وإن كانت لهذه المجموعات أي علاقات دولية فلها علاقات مع مثيلاتها في دول الغرب الأوربي أيضاً ولا أعلم عن أي حركة إسلامية لها مثل هذه الأنشطة .

    قيلمان: د. الترابي هل جماعتك أو الحكومة أيدت أي تأييد لاعتداء صدام حسين على الكويت في أغسطس 1990؟
    د. الترابي: لم تعبر الحركات الإسلامية في العالم عن نفسها بصورة تلقائية عفوية إلا أنه كانت هناك حركة للقادة الإسلاميين بين جدة ـ بغداد وطهران ثم جدة في محاولة لإيجاد الحل السلمي لهذا الحدث وقد رفضت ضم الكويت للعراق بوضوح وكان يجب إعطاء فرصة للمحاولات العربية والإسلامية لحل المشكلة دون اللجوء للحل بالقوة والحرب. هذا هو موقف كل الحركات الإسلامية وأعلن ذلك في بيروت وكنت أنا المتحدث باسم هذه المجموعات في الأردن .

    قيلمان: د. الترابي في ديسمبر السابق خاطبت المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي وقلت الآتي (كل من لا يقتنع بالقرآن سيقتنع بالقوة) (وأن المواجهة لا مناص منها ويجب أن نستعد للنضال) هل يمكنك أن تشرح لنا ماذا كنت تقصد؟

    د. الترابي: هذا تغيير كلي في النص الذي قلته .

    قيلمان: إذن أعطنا النص الصحيح .

    د. الترابي: حقيقة هذا الحديث لم يرد بتاتاً وهذه معلومة خاطئة، ففي هذا المؤتمر انتخبت فيه أميناً عاماً ، وقد وفد إليه الكثير من الممثلين الدبلوماسيين والإعلاميين من كل الدول العربية، واعتبر مؤتمراً جامعاً للتشاور لذلك لم تكن هناك أي عبارات عدائية تجاه أي كائن كان عربي افريقي أو مسلم ولا تجاه أي قوى عالمية شرقية أو غربية، بل كانت هناك توصيات، على أن يحدث تنسيق بين الإتجاهات المختلفة في العالم العربي ـ القوميين الإسلاميين وبين الحكومات والمعارضة وبين العراق ودول الخليج، هذه هى توصيات المؤتمر وأهدافه، وكانت هذه هى روح المؤتمر من أجل ذلك.

    قيلمان: في ذلك المؤتمر التوفيقي

    ديملي: السيد المحترم وقتك انتهى .

    قيلمان: متابعة لما سبق السيد الرئيس تعلم أن هناك فرص لدول غير اسلامية ودول إسلامية في هذا الجزء من العالم هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا من صميم المباديء الإسلامية، وعلى مدى التاريخ الإسلامي رسخت هذه المباديء والوجود الإسلامي وغير الإسلامي في المجتمع المسلم، وهذه هى حقيقة الإسلام أن يتعايش إيجابياً مع غير المسلمين في المجتمع المسلم، وهذا هو سبب تطوير المسلمين للقانون الدولي لتنظيم العلاقة بين غير المسلمين _والمسلمين قبل أن يعرف العالم القانون الدولي بمئات السنين .

    قيلمان: وهل هذا ينطبق على المسيحيين والدولة اليهودية على السواء؟

    د. الترابي: المسيحيين واليهود وحتى من ليست لهم أديان كلهم يعاملوا على السواء .

    قيلمان: أشكرك .

    د. الترابي: أشكرك جداً

    ديملي: د. الترابي أشكرك على هذه الشهادة انتهت الأسئلة وإذا كانت لديك أي تعليقات اضافية يمكنك تسجيلها على الشريط ولك جزيل الشكر .

    انتهت الشهادة



    للتواصل مع بوست سابق

    انقر هنا


    فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012



    نتواصل للتوثيق
                  

07-11-2013, 08:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)



    أصدر قراراً قضى بوقف الدعوى وشطب البلاغ ضد قوش وصلاح الدين.
    07-11-2013 08:22 AM
    الخرطوم(smc)

    أصدر وزير العدل مولانا محمد بشارة دوسة قراراً قضى بوقف الدعوى وشطب البلاغ رقم (4317) لسنة 2013 نهائياً في مواجهة المتهمين الفريق أول أمن صلاح قوش واللواء معاش أمن صلاح الدين أحمد التوم.
    وقال مولانا عمر أحمد محمد المدعي العام لجمهورية السودان في مؤتمر صحفي رصدته (smc) إن محامي المتهمين قدم طلباً لوزير العدل وفقاً لسلطاته تحت المادة (58) من قانون الإجراءات الجنائية بوقف الدعوى الجنائية أو بإعمال سلطة رئيس الجمهورية تحت المادة 2011 من قانون الإجراءات الجنائية والتي تتم بموجبها إعفاء عام.
    وأضاف أن المتهمين قدموا خدمة للوطن وأنهم كانوا يعملون في جهاز حساس لذلك قرر وزير العدل وفقاً لسلطاته تحت المادة (58) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991 العفو على المتهمين ووقف الدعوى نهائياً في مواجهة صلاح قوش وأحمد عبد الله التوم.
    وأبان المدعي العام أن هذا القرار جاء بعد مشاورات مع قيادات نافذة في الدولة وذلك لجمع الصف الوطني وللتحديات التي تواجه البلاد وفي سبيل تحقيق السلطة العليا للبلاد..

    -------

    قوش يجهش بالبكاء ويقول : أنا ممتن للبشير..!!


    الإدعاء أسقط الاتهامات الموجهة لي لعدم كفاية الادلة
    07-11-2013 05:36 AM


    الخرطوم - اطلقت السلطات السودانية الاربعاء كل من مدير جهاز الامن والمخابرات السابق الفريق صلاح قوش واللواء صلاح احمد عبدالله المتهمين بالتخطيط لمحاولة انقلابية قالت الاجهزة الامنية انها احبطتها قبل نحو ثمانية اشهر.

    واجهش قوش بالبكاء لحظة وصوله منزله والتقاءه اسرته التى بادلته الدموع وقال للصحفيين انه لازال (ابن الانقاذ منها وليها وفيها ولم تتغير مبادئه وانه لازال ابن الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني )معلنا نيته العودة للبرلمان ممثلا لدائرته مروى.

    وقال قوش لرويترز أثناء حفل استقبال أقامه في منزله الفخم إن الإدعاء أسقط الاتهامات الموجهة له لنقص الأدلة وأضاف أن بعض الناس قاموا أيضا بوساطة لصالحه مضيفا أنه ممتن للبشير للإفراج عنه.

    وقالت مصادر مطلعة ان الرئيس عمر البشير استجاب لوساطة قادتها عدة جهات فى الحزب الحاكم والحركة الاسلامية اضافة الى اسرة قوش وذويه بمنطقة مروى بشمال السودان .

    وكان رئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر ومجموعة من النافذين التقوا البشير ليل الثلاثاء ليلتمسوا منه العفو عن قوش واكدت المصادر ان الرئيس تجاوب مع النداءات وامر باخلاء سبيل قوش ومدير مكتبه اللواء امن صلاح احمد عبدالله .

    واصدر وزير العدل قرارا بوقف الدعوة الجنائية رقم 1743 في مواجهة الرجلين ، وامر باطلاق سراحهما فورا وبرر الوزير قرار وقف الدعوى الجنائية ضد المتهمان انهما عملا ردها من الزمان في خدمة الوطن ولتحقيق المصلحة العليا للبلاد وفي اطار السعي لجمع الصف الوطني ولمواجهة التحديات التي تواجه البلاد وان القرار جاء بعد التشاور مع القيادة العليا للبلاد .

    وقال قوش ان قرار وقف الدعوى ضده كان تطبيقا لنص المادة 58 من قانون الاجراءت الجنائية لعدم كفاية الادلة كما اشار الي القرار صادر من وزارة العدل ولفت الى انه كان علي علم بمحاولات الاهل مع الرئيس الجمهورية للعفو عنه .

    وكان صلاج قوش ومجموعة المتهمين المدنين والعسكرين اوقفوا في فبراير الماضي بتهم تتعلق بالتخطيط لمحاولة انقلابية على نظام الحكم بالبلاد واطلق سراح العسكريين ومنتسبى جهاز الامن تباعا بعد عفو رئاسى .

    وكونت وزارة العدل لجنة للتحقيق في المحاولة الانقلابية بقيادة المستشار العام كمال الدين صالح وابقت علي علي قوش واللواء صلاح احمد بعد ان وجهت لجنة التحري تهما لهما بتفويض النظام الدستوري والدعوة الي معارضة النظام بالقوة بالاضافة الي تهم تتعلق بالارهاب وهى تهم تصل عقوباته الي الاعدام .

    و جددت محكمة الخرطوم وسط حبس قوش ومرافقه عدة مرات لاستكمال التحري .وبعد توجيه التهم من لجنة التحري تقدمت هيئة الدفاع عن المتهمين باستئناف ضد التهم الموجهة من لجنة التحري.


    ويحكم البشير السودان منذ 24 عاما وصمد في وجه حركات تمرد وعقوبات أمريكية تجارية مفروضة منذ سنوات وأمر اعتقال أصدرته المحكمة الجنائية الدولية وفقدان معظم ثروة البلاد النفطية بانفصال جنوب السودان.

    وأدى ارتفاع أسعار الغذاء الناجم عن فقدان النفط كمصدر للعملة الصعبة المستخدمة في استيراد الغذاء إلى عدد من الاحتجاجات ضد البشير منذ انفصال جنوب السودان في يوليو 2011 .

    ويشكو بعض الإسلاميين داخل الجيش وفي حزب المؤتمر الوطني الحاكم من أن البشير وكبار القادة الآخرين تخلوا عن القيم الإسلامية لانقلاب 1989 ويشكون ايضا من تركيز اتخاذ القرارات في أيدي عدد قليل من الأشخاص ، لكن السودان لم يشهد الاضطرابات والاحتجاجات الحاشدة التي أطاحت بحكام في دول عربية مثل مصر وليبيا وتونس.

    وقال شاهد إن صلاح قوش استقبل بحماسة لدى عودته إلى بيته حيث كان عدد كبير من أقاربه متجمعين، مشيرا إلى «تجمع عدد كبير من الناس يحتفلون. وذبحت عدداً من الخرفان إحتفالاً بالمناسبة» .

    وارتدى قوش الجلباب الأبيض التقليدي والعمامة، وعانق مستقبليه بحرارة بالغة وهرع عدد كبير من رموز المجتمع السوداني لتهنئة الرجل .

    وقال العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم»، والذي أفرج عنه في وقت سابق بعد اتهامه بالتورط في قيادة ذات المحاولة الانقلابية بمنزل قوش، الذي جاءه مهنئا: «نحن نقود شأنا يختص بالإصلاح داخل المؤتمر الوطني، وليس هناك ما يمكن إخفاؤه، ولا يمكن إنكار قيادتنا لخط إصلاحي فيه».

    ويحسب قوش من بين رجال حكم الإسلاميين الأقوياء، لكن هذا لم يشفع له في صراعات الطاقم الحاكم الطاحنة، وأقيل من منصبه في جهاز الأمن بطريقة «دراماتيكية»، ثم إطيح به لاحقا بذات الطريقة من مستشارية الأمن التابعة لرئاسة الجمهورية بسبب صراعات بينه وبين أطراف في الحكم، أشهرهم مساعد الرئيس د. نافع علي نافع.

    وتقول تحليلات إن الرجل خرج من جهاز الأمن، لكنه يحتفظ بداخله بعلاقات وثيقة ومتشابكة و«مخيفة»، وتكمن خطورته من هذه العلاقات التي كونها في جهاز .

    ويحتفظ الرجل أيضا، بعلاقات وثيقة مع دوائر وأجهزة استخبارات إقليمية ودولية ، وبعلاقة وثيقة مع الاستخبارات الغربية، ولا سيما جهاز المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، التي تعاون معها جهاز الأمن السوداني في مجالات مكافحة الإرهاب إبان إدارته له.

    وترأس قوش المخابرات السودانية لعقد حتى 2009 ثم عين مستشارا رئاسيا قبل إقالته من مهامه بداية 2011.

    ووصفت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية اعتقال مجموعة المحاولة التخريبية بانه أكبر تصدع في جسد الطاقم الحاكم في الخرطوم منذ إبعاد مجموعة د. حسن الترابي.
    سودانتريبون



    -----------------


    أخي.. د. نافع..!!
    July 10, 2013
    عثمان ميرغني


    قرأت الحوار الصحفي الذي أجراه الأخ الصحفي الهمام فتح الرحمن شبارقة مع الدكتور نافع على نافع خلال زيارته للصين.. الأسئلة كانت صريحة مباشرة .. واجابات الدكتور نافع كانت أكثر صراحة ومباشرة.

    ولكن..! ليت د. نافع –بدون حساسيات- يرد على ملاحظاتي هذه التي سأذكرها في السياق..
    أخي د. نافع.. وأنتم تجوبون الصين وتبهركم النهضة الهائلة.. والقفزة الكبرى في الإقتصاد والتكنلوجيا و العمران والزراعة وكل مجالات الحضارة الإنسانية.. ألم يلفت نظركم ملاحظة مهمة للغاية.

    الصين هذه.. دولة شيوعية.. لا يحكمها دين.. وهي ليست مجرد دولة ديكتاتورية بالقياس الدولي.. بل دستورها نفسه يقر بذلك، فالبند الثاني من الدستور الصيني ينص (طبيعة الدولة هي الديكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي يقودها طبقة العمال والتي تتخذ تحالف العمال والفلاحين قاعدة لها).

    ولأنها دولة (ديكتاتورية) نصاً وروحاً.. فلا مجال لمقارنة الحريات التي نتمتع بها في السودان.. مع الحريات التي (لا) يتمتع بها شعب الصين.. ومع ذلك.. تبقى الملاحظة الأهم..

    بكل هذه الدكتاتورية.. وبكل الـ(لا) دين.. الذي يحكم الصين.. مع ذلك.. سيدي د. نافع.. قد يكون لفت نظركم خلال هذه الزيارة وسابقاتها.. أنكم في كل مرة تزورون الصين تلتقون بقيادة جديدة..!!

    إذا كانت زيارتكم الأولى للصين.. بعد توليكم الحكم مباشرة في يونيو 1989.. فإن زيارتكم الأخيرة هذه.. شهدت (الجيل الرابع) من القيادات الصينية.. أي أن قيادات الحزب الشيوعي الصيني والدولة.. تغيرت أربع مرات.. خلال هذه الفترة.. بكل الديكتاتورية (الدستورية) .. والحكم الـ(لا) دين فيه..

    سألكم شبارقة (بعد 24 سنة من حكم الإنقاذ، ألا ترى أن هذه الفترة طويلة جداً وأكثر من كافية وربما عليكم أن تفسحوا المجال لغيركم حتى يقودوا البلاد؟) إجابتكم انتهت بهذه الجملة (أما الحديث عن تغيير الأفراد في هذا الإطار فأنا معه جداً، مع أن نبرز في كل مرة قيادات جديدة بروح جديدة).. واصل شبارقة سؤاله (هل لديك القدرة على أن تقدم مثالاً في هذا الأمر وتبتعد عن القيادة في المؤتمر الوطني والدولة؟) فأجبتم عليه (هذا لا يحتاج مني إلى قدرة، فهذا هو هوى نفسي ورغبتي الحقيقية).

    سيدي د. نافع.. ألم يلفت نظركم الفارق.. في الصين.. تجديد القيادة هناك أمر حتمي بنص الدستور الصيني.. وبينما هنا في السودان.. الأمر موكول إلى (هوي نفسي ورغبتي الحقيقية).. لماذا يتغير نظيركم – أخي نافع- في الصين (الشيوعية الديكتاتورية) أربع مرات.. وتظل أنت هنا في السودان (24) عاماً.. مقيداً بـ(هوى نفسي ورغبتي الحقيقية).. بدلاً من اللوائح والقانون والدستور.. فدستور الصين (الشيوعية!!) ينص على حد أقصى للمناصب العليا.. دورتان كل واحدة منها خمس سنوات فقط.. بعدها يخرج من المنصب مهما كان ناجحاً.. فالأمر ليس متروكاً لـ(هوى نفسي ورغبتي الحقيقية).

    ليت الدكتور نافع يمدد صراحته في الحوار.. للإجابة على تلك الملاحظة..!!


    -------------


    طبيب يعتدي بالضرب على مأمون حميدة
    July 10, 2013
    ( حميده عبدالغني – الصحافة)
    تعرض وزير الصحة ولاية الخرطوم،البروفيسور مأمون حميدة، لاعتداء بالضرب من قبل طبيب داخل مكتبه بالوزارة .
    وكشف مصدر موثوق من داخل الوزارة لـ«الصحافة » بان حميدة تعرض لهجوم من قبل طبيب مبتعث للزمالة المصرية ،موضحاً ان الطبيب تهجم علي الوزير بسب خلاف حول عقد الابتعاث ، وقال ان الطبيب ظل يراجع الوزارة باستمرار على مدى اكثر من «14» شهراً .
    واضاف المصدر ان الطبيب قضى زمنا جيئة وذهابا ، دون ان تحل قضيته ، وكشف ان المشكلة ترجع لعقد الابتعاث الذي كان يخلو من الرسوم الدراسية والاعاشة التي تمنحها وزارة الصحة لكل طبيب مبتعث ،مبيناً ان الطبيب علم بان الوزارة قامت بابتعاث عدد من الاطباء في الفترة الماضية ووفرت لهم الرسوم والاعاشة، وان الطبيب حضر لمقابلة الوزير لمناقشته في الامر.
    واضاف المصدر ان الوزير رد على الطبيب قائلا له « اركب اعلى ما في خيلك » ، وانفعل الطبيب وسدد ضربات بـ«علاقة مفاتيح » كان يحملها في يده ، ووفقا لمصدر بوزارة الصحة فان وزير الصحة اصيب بجروح سطحية على مقربة من الكلى ، واكد القبض على الطبيب وتدوين بلاغ ضده بالقسم الشمالي .
                  

07-15-2013, 06:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    5192010112752AM1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    انقطعت انفاسهم ... والهجوم المضاد يبدأ

    نشر بتاريخ الأحد, 14 تموز/يوليو 2013 08:07
    > وأضلاع المثلث تكتمل
    > والضلع الأول
    > ما بين البشير وحتى آخر من يشغل منصباً دستورياً يذهب بعد أيام..
    > وزير المالية والعدل والزراعة والتعليم العالي والخارجية.... كلٌّ منهم يخرج «قريباً جداً»
    > ...
    > والضلع الثاني من المثلث هو
    > سلفا كير الذي يقيل تعبان «حاكم ولاية الوحدة» ويقيل مدير مخابراته ... ويعتقل باقان «في الإقامة الجبرية» يفعل ما يفعل وهو ينظر من فوق كتفه إلى الخرطوم.
    «وأنا ما بفسر.. وانت ما تقصر»
    > ومشار في الخرطوم تدهشه الطريقة التي تستقبله بها الخرطوم «لأول مرة.. لا يبتسم له إلا الصادق المهدي».. وبعد الاجتماعات يفهم السبب
    > مشار في اللقاء الأول والأخير يسمع الخرطوم تقول بهمس صارم: تفضل
    > وتفضل لم تكن دعوة للحديث أو الطعام
    > «تفضل» كانت دعوة للمشاهدة.
    > وعلى الشاشة الضخمة أمامه مشار يجد تسجيلاً كاملاً « للدعم السري الضخم الذي يقدِّمه مشار للتمرد.
    > والمسؤول الذي يجلس إلى مشار يقول ما لا تقوله الشاشة.
    ..
    قال.. في الثالث عشر من أبريل في منطقة كذا قدم السيد مشار كذا من العربات والمدفعية والذخائر للتمرد
    > في الثالث والعشرين من أبريل قدم مشار للتمرد كذا وكذا
    > وفي الخامس من مايو وفي الخامس عشر و... و...
    > ومشار حين يقدِّم الوعود بإيقاف كل هذا يستمع إليه صاحب الخرطوم ثم يقول
    : في يوم كذا وعدتم بكذا .. ولم .. وفي يوم كذا وعدتم بكذا... ولم .. ولم.. ولم
    > الصوت البارد يقول بصرامة
    : نصدق وعدكم الآن حين يقوم جيش الجنوب بشيء واحد
    > ضرب ما يسمى بالجبهة الثورية... وتحت عيون مراقبين منا
    «3»
    > وسلفا كير .. الذي نحدِّث هنا الشهر الماضي أنه يطلب دعم الخرطوم «ويقدم الوعود الغادرة» ينظر إلى ما لقيه مشار.. وإلى الخزينة الفارغة.. وإلى أيديه الفارغة التي عاد بها من اليابان «آخر جهة يطلب منها المال»
    > سلفا ينظر إلى هذا ويشعر بالخطر.. وينطلق لإنقاذ عنقه
    > يوم نحدِّث عن وفد المخابرات السودانية الذي يلقى سلفا كير ليسأله عن حشود في منطقة هناك «ذات الحشود التي أنكرها سلفا كير والتي هاجمت أبو «كرشولا»» كنا نصف مكان جلوس كل واحد من الوفدين المجتمعين.
    > وهناك نشير إلى مجوك «مدير مخابرات سلفا» الذي كان يجلس في الصف الأخير من اليسار.. ونقول إنه هو الذي يعمل لصالح باقان ويدير الحرب كلها.
    > وسلفا كير يطرد مدير مخابراته هذا، الأسبوع الماضي.. ويقيل تعبان دينق.. والي الوحدة والداعم الأول للتمرد.. من منصبه.. ويجعل مدير مكتبه هو مديراً للمخابرات ويعتقل باقان و... و...
    > الضلع الثاني من المثلث يكتمل
    > والضلع الثالث هو ضلع «سوف».. يحدث
    > طيور الوقواق.. التي كانت تحتمي بفلان وفلان والتي وفجأة الآن.. «تجد نفسها في الصقيعة» تبدأ الجري.
    > نحدِّث عنها..
    > وعن أضلاع منها.. أن تعيينات لم يجف حبر التوقيع عليها سوف يُعاد النظر فيها.
    > انقطعت أنفاسهم ... والهجوم المضاد يبدأ

    ------------


    برلمان حزب البشير يرحب بعـودة (صلاح قوش) في كل المؤسسات الوطنية

    07-14-2013 08:44 AM


    رحب المجلس الوطني بعودة الفريق صلاح عبد الله (قوش) مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق، ونائب دائرة مروي بالبرلمان، ومباشرة مهامه عقب إطلاق سراحه أخيراً.


    وقالت سامية أحمد محمد نائب رئيس المجلس الوطني لـ(شبكة المواطن الإخبارية) ، إن صلاح (قوش) سيعود لمباشرة مهامه الدستورية في البرلمان حسب اللوائح والقوانين، ونفت وجود عوائق تمنع عودته.
    وقالت إنّ البرلمان يرحب بعودته وفي كل المؤسسات الوطنية.

    الراي العام

    ----------

    تسكين الصراع داخل المؤتمر الوطنى :

    ابرز نتائجه تسوية ملف (الانقلابية)
    July 13, 2013
    (أحمد يوسف التاي – الانتباهة)


    بإلقاء نظرة فاحصة وقراءة متعمقة للطريقة التي تمت بها تسوية ملف ما يسمى بـ «الانقلابية» والتي كان آخر سيناريوهاتها الإفراج عن مدير جهاز الأمن السابق الفريق صلاح عبد الله عن طريق «الجودية» وإلباس العملية عباءة القانون، يدرك المراقب السياسي أن فهم هذه الأحداث وسبر أغوارها لا بد أن يمر عبر محطات أخرى أهمها صراع مراكز القوة، والأجنحة والتيارات داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، خاصة أن الحزب الآن لم يعد ذلك الحزب السياسي المنضبط بالمؤسسية والملتزم بمبادئ التنظيم ومرجعيته الأولى التي أعلن عنها، إذ بدا «الكيان الجامع» في الوقت الراهن عبارة عن تكتلات تربط بينها مصالح مختلفة منها الجهوية والقبلية وتيارات سياسية وأجنحة متصارعة ومتقاطعة، وأن ما تم من تسويات لملف الانقلابية كان في إطار تسوية الصراع وتهدئته إلى حين، وأن ما حدث في نظر كثير من المراقبين ما هو إلا عملية تسكين لصداع مزمن، أو محاولات لتغطية ألسنة النيران بـ «العويش»… هذا الصراع الذي سبقت الإشارة إليه أفرز عددًا من النتائج على أرض الواقع، أبرزها على الإطلاق: المحاولة الإنقلابية نفسها، والطريقة التي تمت بها عملية تسوية هذا الملف.. إذن الحديث عن إطلاق سراح صلاح «قوش» لا بد أن يُنظر إليه من خلال عملية تسوية ملف الانقلابية والطريقة التي تمت بها تسوية الملف منذ إطلاق سراح منفذي المحاولة الانقلابية الإسلاميين الـ «13» و كلهم ينتمون إلى الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم «المؤتمر الوطني»، والضغوط التي مارسها تنظيم شباب الحكومة الناقمين عليها «سائحون» لتسوية الملف ولعل هذا ما يؤكد خطورة الصراع داخل البيت الإنقاذي، والحديث عن معالجة هذا الملف لا بد أن يتطرق إلى اتجاهات صراع النفوذ والأجنحة والتيارات داخل المؤتمر الوطني..
    الصراع المكتوم
    الناظر إلى تطورات الصراع السياسي داخل حكومة الإنقاذ يدرك بوضوح تام أن القاسم المشترك لانفجار الصراع عادة ما يبدأ بالخلاف حول الحريات والانفتاح على الآخر ولعل كثيرًا من الشواهد والمعطيات وقرائن الأحوال تعزز هذه الفرضية، وتشير إلى أن هناك مجموعتين الأولى ترى ضرورة الانفتاح على الآخر وتوسيع هامش الحريات، ومجموعة أخرى ترى ضرورة أن تستمر القبضة الحديدية، والعقلية الأمنية في إدارة البلاد، ولعلَّ الحالات التي تصاعد فيها الخلاف داخل حزب الحكومة كان التنازع حول توسيع الحريات والكبت حاضرًا في كل جولات الصراع واتجاهاته ونتائجه… فعندما كان الترابي ممسكًا بمقاليد الأمور، حاول تقليص القبضة الأمنية الحديدية والتحول نحو الدولة المدنية، فانفجر الصراع المكتوم بين المدنيين والعسكر وتمكن الترابي وتلاميذه من الإطاحة بالعسكر وطبقًا لذلك أجبر الكثيرون منهم على خلع البزة العسكرية وأُحيلوا إلى المعاش ولم يبق من مجلس الثورة العسكرية سوى الرئيس البشير والفريق بكري حسن صالح، وكان ذلك أول بروز لمعالم الصراع داخل الإنقاذ بشكل فعلي ومشهود وهو صراع ما كان له أن يطفو إلى السطح لولا الحاجة للتحول والانفتاح على الطريقة التي أرادها الترابي ومعاونوه…
    إقصاء الترابي
    أما المرحلة الثانية من مراحل تطور الصراع السياسي داخل المؤتمر الوطني فكانت أبلغ أثرًا، وذلك عندما حاول الدكتور الترابي تقليم أظافر العسكريين إلى الأبد والمضي خطوات كبيرة نحو الانفتاح والحريات بانتخاب الولاة مباشرة والإطاحة بالرئيس البشير، فكانت النتيجة قرارات الرابع من رمضان التي أطاحت الترابي وأقصته تمامًا من مراكز صناعة القرار، ولهذا انشق الحزب الحاكم إلى شطرين «وطني وشعبي» وأخذ الصراع هنا شكلاً آخر إذ بدا الترابي في المرحلة التي تلت إطاحته كأنما تحركه دوافع الانتقام والشعور بالمرارات ويظهر ذلك من خلال انقلابه على مبادئه وقناعاته السابقة حول الجهاد في الجنوب، وقبول القوات الدولية، وموقفه من المحكمة الجنائية الأمر الذي يعزز آراء القائلين بأن الصراع بين الإسلاميين صراع حول السلطة.
    إقصاء قوش
    في نهاية العام «2004» والعام «2005» انفتح مدير جهاز الأمن الوطني الفريق صلاح قوش على القوى السياسية فكان يقيم الإفطارات الرمضانية الفخمة ويدعو لها كل رموز القوى السياسية، مما اعتبره البعض وقتها نقطة تحول كبرى في إستراتيجية جهاز الأمن والمخابرات وانقلابًا على المفاهيم القديمة ومحاولة لتحسين صورة الجهاز في أذهان الناس، وفي تلك الأثناء كان الفريق صلاح قوش يمد خطوط التواصل مع المعارضين وبدأ يتردد بقوة أن الرجل هو من أغلق في عهده ما كان يسمى «بيوت الأشباح» التي عُرفت خلال السنوات الأولى لثورة الإنقاذ، كمكان لتعذيب المعارضين، لكن وفي خطوة مفاجئة أقال الرئيس عمر البشير، الفريق صلاح عبد الله قوش، الذي يُعتبر وقتها الرجل القوي في النظام، وعينه مستشارًا له في منصب «مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية» فيما عين نائب مدير الجهاز، الفريق محمد عطا المولى عباس، مديرًا لجهاز المخابرات في مكان قوش، في مرسوم جمهوري خلا آنذاك من أي حيثيات. وتباينت ردود الفعل وقتها في وصف الخطوة،

    ففيما اعتبرتها جهات أنها إجراء احترازي في إطار الصراع داخل المؤتمر الوطني الحاكم، رأت أخرى أن الخطوة تأتي في سياق التصالح مع الغرب وقوى الداخل وذلك بإسناد مهمة الحوار معها إلى الفريق صلاح قوش.. وبالفعل انخرط الأخير في الحوار مع القوى السياسية، ومضى خطوات متقدمة التقى في تلك الفترة قيادات الأحزاب ورموزها السياسية، وأصبح حوار المستشارية مع القوى السياسية من العناوين البارزة في المسرح السياسي، لكن بدا واضحًا أن قيادات متنفذة داخل المؤتمر الوطني لم ترغب في استمرار هذا الحوار، وربما تعتبره خروجًا من إستراتيجيتها ولعل ذلك بدا واضحًا من خلال تصريح للدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب للشؤون التنظيمية أشار من خلاله إلى أن «الحوار» الذي يجريه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية مع القوى السياسية لم يجد قبولاً من غالبية الأحزاب وأنه لا يمثل حزبه، و بدا نافع مقللاً من أهمية ذلك الحوار الذي كان يعوّل عليه «قوش» لتحقيق كثير من الأهداف السياسية والإستراتيجية.. وفي أول رد فعل قوي وسريع من جانب الفريق قوش الذي عقد مؤتمرًا صحافيًا غداة تصريحات نافع وجه انتقادات واضحة لحديث نافع وأشار إلى أن مثل هذا الحديث يشكك في الحوار، ويجعل القوى السياسية تنفض عنه، وأكد رعاية الرئيس عمر البشير للحوار بمتابعة نائبه علي عثمان طه، وقال قوش وقتها: «إن حديث نافع «ضار» وهو أمر يخصه وأنه متمسك بالمضي قدماً في هذا الاتجاه. كما أكد أنه لا يحق لأي شخص أياً كان التدخل في عمله طالما أنه تم بتكليف من الرئيس عمر أحمد البشير، ولن يتوقف إلا بأمر منه».
    وفي تطور سريع ومتلاحق للأحداث أصدر رئيس الجمهورية في «26» أبريل من العام «2011» مرسوماً جمهورياً أعفى بموجبه الفريق صلاح عبد الله من منصبه مستشاراً لرئيس الجمهورية، ومما يجدر ذكره هنا أيضًا أنه فى فبراير من ذات العام كان قوش قد اصدر قرارًا بإقالة الأمين العام لمستشارية الأمن القومي اللواء حسب الله عمر بعد تصريحات أدلى بها الأخير قال فيها بأن المستشارية التي تدير حوارًا مع الأحزاب السودانية ستتنازل عن طرح الشريعة الإسلامية ضمن أجندة الحوار في حال أجمعت الأحزاب على ذلك..
    إبعاد غازي صلاح الدين
    إذا كانت الظروف التي أدت إلى إطاحة الترابي تختلف عن تلك التي قادت إلى إبعاد قوش وإقصائه إلا أن القاسم المشترك بين هذه وتلك يظل هو محاولات البعض تفكيك سياج الهيمنة والقبضة الحديدية والانفتاح على الآخر وتوسيع هامش الحريات بالقدر الذي يمُكِّن القوى المعارضة التي تشكو حالة الاختناق من التنفس بقدر يحفظ انسياب الحياة السياسية وجعلها على قدر من الحيوية المطلوبة لأي لعبة ديمقراطية، غير أن حالة الدكتور غازي صلاح الدين الذي يعاني في الوقت الراهن من العزلة داخل حزبه بسبب أفكاره الإصلاحية التي تناهض الهيمنة و«الكنكشة» بعد أن جرت محاولة إقالته من المنصب الوحيد الذي تبقى له، تظل تلك حالة مختلفة عن سابقاتها، لكنها تلتقي معهن في أن صلاح الدين أيضًا يدعو للانفتاح الحقيقي مع القوى السياسية، ولعلَّ ما يؤكد ذلك هو آخر تصريح له بقناة النيل الأزرق عندما كان ضيفًا في برنامج «حتى تكتمل الصورة» الأسبوع الماضي، حيث ألمح أن المخرج من الأزمة هو الاستحقاق الانتخابي لكن بشرط ألا يكون الحزب الحاكم هو الذي يدير الانتخابات وهو في سدة الحكم أي يتمتع بوضع دون الأحزاب الأخرى.
    وفي منحنى آخر أبان غازي صلاح الدين أن جلوسه مع المجموعات الشابة الإصلاحية «كالسائحون» وغيرهم أقنعه كثيرًا بمقدراتهم، وقال: «أنا مع الشباب تمامًا»، وأضاف: «لهم إرادة عالية والتزام وطني فضلاً عن أنهم مؤهلون لتولي الأمور» قائلاً: «أدعم ذلك بشدة». جاء ذلك في وقت انتقد فيه المتحدث باسم مجموعة سائحون تصريحات للدكتور نافع علي نافع وأشار إلى أنه يريد أن يفرض وصايا ويمارس بابوية على التنظيم مشيرًا إلى أن المجموعة عصية على الاستقطاب من كل أطراف الطيف السياسي في السودان لأن المؤمنين بها لهم خبرات وتصورات ورؤى لحل مشكلات السودان، وأضاف: «لا سبيل لاستقطابهم من أي حزب سياسي مهما عظم أمره وعلا شأنه».
    ومن زاوية أخرى أعلن غازي ترحيبه بالخطوات التي تعمل على جمع الصف الوطني، شريطة ألا تكون مجرد شعارات من الحكومة، طالبًا إقرار تبعات ذلك بتهيئة المناخ للحوار، واعترف بأن الفترة القادمة تحتاج لأكبر قدر من الإجماع الوطني، وتابع: «في ذهننا الصورة التي تنظر بها الأحزاب لمثل هذه الدعوات، ليس كافيًا أن نعلن أننا سندير حوارًا فقط، بل يجب اتباع إجراءات لتهيئة المناخ، ودعا لإجراء مراجعات لبعض الإجراءات التي تمت كإغلاق الصحف ومزاعم للمعارضة بوجود تضييق للحريات. وقال: «أي إجراء خارج الدستور لا بد أن يصحَّح، مؤكدًا بطلان أي إجراء لا يستند إلى الدستور، وأعلن تأييده لأي مطالب لإطلاق الحريات تستند إلى القانون والدستور.
    خلاصة القول
    وبناء على ما سبقت الإشارة إليه يتبين بشكل أو بآخر أن اتجاهات الصراع داخل حزب المؤتمر الوطني تكشف عن وجود تيارات وأجنحة مختلفة وتكتلات سياسية متعددة تدير الصراع داخل حزب الحكومة، وتلتقي هذه التكتلات في اتجاهين متناقضين يحاول كل اتجاه استقطاب أكبر قدر من العناصر… والاتجاه الأول يرغب في الاستمرار في الحكم وإدارة البلاد بالعقلية الأمنية النافية للآخر حتى لو كان هذا الآخر من بني جلدتهم ويحمل ذات التوجهات الإسلامية ويرفع ذات الشعارات مما يشير إلى أن توجهات هذا التيار ليست لمصلحة المشروع الإسلامي كما يزعمون بل المزيد من الهيمنة والتحكم في إدارة أمور البلاد بالعقلية الأمنية.. والاتجاه الثاني هو تيار عريض يدعو للانفتاح على القوى السياسية عن طريق الحوار ويرى هذا التيار أن وجود معارضة قوية أفضل بكثير من وجود معارضة هشة وضعيفة ومستقطبة من الخارج، وهذا التيار يؤمن بتوسيع هامش الحرية على نحو يُكسب الحياة السياسية في البلاد قدرًا من الحيوية، لكن الواقع يشير إلى أن هذا التيار ضعيف نسبيًا لا يستطيع الوقوف أمام معسكر الصقور الذي كان في جولة أو مرحلة من مراحل الصراع ينتصر ويضع منافسيه على الرف
                  

07-18-2013, 10:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    شبه ما حدث له بما حدث للنبي يوسف..

    صلاح قوش يهاجم إخوانه ويعتبر إتهامه مسرحية سيئة الاخراج مضحكة ومبكية في نفس الوقت.



    قال : لمن يظن انهم يد الانقاذ القوية وسيوف نصرتها وانصار حقها واعوان عدلها عليهم التريث.

    07-18-2013 05:22 AM

    الخرطوم - طارق عثمان

    وصف مدير الامن والمخابرات السوداني السابق الفريق صلاح قوش، في أول تعليق صريح له منذ اتهامه بالتدبير للإطاحة بحكم الرئيس السوداني عمر البشير، ما حدث له بـ«المسرحية سيئة الاخراج مضحكة ومبكية في نفس الوقت»، فيما هاجم من وصفهم بالمتآمرين الذين لفقوا التقارير ضده ونقلوها للبشير.

    وقال إن هؤلاء وقعوا في مستنقع الانحطاط في القيم وذبحوا لحمة الاخاء فيما بينه وبينهم.

    وأضاف قوش الذي خاطب حشودا من ابناء قبيلته «الشايقية» ودائرته الانتخابية بمدينة مروي شمال السودان امس باللغة العربية الفصحى مستعينا في خطابه بالشعر الجاهلي انه «رغم وضوح الرؤية الا ان المؤامرة ضده مضت بتلفيق التقارير بعد ان تقمص بعض اخوته في الحكومة شيطان الفتنة وسعى بينهم سعي الضلال وسعوا بالنميمة الى الحكام، وتعجلوا في اصدار الاحكام دون تثبت».

    وتابع: «تعجلوا كعادتهم، فإن قومي الذين اعرفهم دائما تسبق سيولهم امطارهم وتسبق سيوفهم عدلهم وكانت الحكمة تقتضي التريث والتثبت، خاصة لمن يظن انهم يد الانقاذ القوية واركان دعوتها وسيوف نصرتها وانصار حقها واعوان عدلها مما يستوجب التريث»، وشكا قوش إلى أهله وقبيلته ما حدث له من ظلم.

    وشبه قوش الذي افرج عنه الاسبوع الماضي بعد سبعة اشهر قضاها في الحبس على خلفية اتهامه بالضلوع في التخطيط لمحاولة انقلابية تستهدف الاستيلاء على السلطة في نوفمبر الماضي ما حدث له من اعتقال وسجن بما حدث للنبي يوسف بعد ان تآمر عليه اخوته داعياً الرئيس السوداني بالا يستمع لأقوال الكاذبين ضده على حد قوله.
    البيان




    -------------------------

    مثلث الفشل في كردفان..

    وقيع الله حمودة شطة


    التفاصيل نشر بتاريخ الأحد, 14 تموز/يوليو 2013 08:07



    المرسوم الرئاسي الذي أصدره السيد رئيس الجمهورية بناء على قرار المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الذي رشح الأخوان أحمد هرون والياً مكلفاً على ولاية شمال كردفان، وأحمد خميس والياً مكلفاً على ولاية غرب كردفان، وآدم الفكي والياً مكلفاً على ولاية جنوب كردفان، وبالطبع هنا غاب كالعادة السابقة الجزء الأهم في كردفان وهو شرق كردفان الذي ظل «خادماً» بموارده الهائلة للأجزاء الثلاثة مع ممارسة الإقصاء الدستوري والتمثيل على مستوى الولاية والمركز وتغيب أيضاً شرق كردفان أو المنطقة الشرقية» من دائرة التنمية والخدمات حيث تؤخذ مواردها الهائلة دون تغذية راجعة ويُقصى بنوها من المشاركة بالرغم من وجود عقول وكوادر مقتدرة بها!.


    التكاليف الجديدة للولاة الثلاثة جاءت ملبية لحاجة المؤتمر الوطني كحزب يستعد لخوض الانتخابات المقبلة ولم تستصحب قرارات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني المصلحة العامة والحاجة الملحة للإصلاح الإداري والسياسي خاصة فيما يلي ولايتي جنوب كردفان التي تعاني الحرب والفوضى والنزوح والفساد والتفكك الاجتماعي، وولاية غرب كردفان العائدة مجدداً وهي الأخرى أمام تحدٍ كبير جداً بالنظر إلى أزمة أبيي وصراع الحدود مع دولة جنوب السودان التي صارت في موقع العدو الأول للسودان ــ يضاف إلى ذلك الاقتتال القبلي الذي تشهده الولاية بصورة صارت شبه مستمرة، وقد اخفق السيّد أحمد هرون في معالجة هذا الوضع وتلك التوترات لأسباب كثيرة منها، أنه لم يكن مرحَّباً به أصلاً في تلك الأنحاء ولم يكن مقبولاً لدى غالب جماهيرها.

    إن قرار المكتب القيادي للمؤتمر الوطني لم يأتِ بجديد يُذكر بل زاد المعاناة والتحديات ونشَّط دوائر الغبن الكامنة، حينما قام بفك مثلث «أحمد هرون وأحمد خميس وآدم الفكي» الذي كان محصوراً في جنوب كردفان ليتم توزيعه ليشمل كردفان الكبرى شمالاً وغرباً وجنوباً، وهو فشل يتمثل في سوء التخطيط والاستبداد السياسي وغياب الشورى وتغييب الآخر وتضليل المركز بمعلومات خاصة. إن هذه الهيكلة الجديدة لولايات كردفان الكبرى قُصد منها «هرونة» كردفان ليصبح السيِّد أحمد هرون هو الوصي وصاحب الخطاب الفصل في شأن كردفان الكبرى وهو بهذا القرار سيكون الوالي الحقيقي لشمال وغرب وجنوب كردفان، الأمر الذي يزيد الطين بلة ويذهب بكردفان الكبرى إلى الجحيم، لأنَّ قيادة المؤتمر الوطني على مستوى المركز لا تنظر إلى الأمور هناك إلاّ من خلال «ثقب إبرة» ولا تسمع إلاّ «لفتات» معلومات وانطباعات شخصية موغلة في الذاتية والـ«أنا».. إن الحرب الدائرة اليوم في كردفان لم تعد محصورة في «أرض الأزمة» الأولى إنما تعدت آثارها وجراحاتها إلى غرب كردفان حيث يتابع الناس بصورة دائمة جنون الصراع والاقتتال القبلي والاستقطاب الحاد هناك، ورأى الناس وتابعوا أيضاً آثار احتلال أبوكرشولا والموريب والريف الجنوبي الغربي من العباسية تقلي في المنطقة الشرقية كيف انعكس سلباً على الأوضاع الصحية والإنسانية والأمنية والتعليمية على شمال كردفان في مدينة الرهد وأم روابة ومحلية جنوب الرهد ومنطقة «سدرة»؟.


    إن ما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال والجبهة الثورية سوف يصعدان أعمالهما التخريبية والتدميرية ــ التي فشل في مواجهتها السيّد أحمد هرون ــ أكثر من أي وقت مضى مع وجود قيادة جديدة «هشة» وغير «مقبولة» لدى الأوساط في جنوب كردفان، قيادة فشلت أن تدير محلية «كالوقي» الصغيرة فمن أين لها القدرة والإرادة والكفاءة لإدارة شؤون ولاية كاملة، وأي ولاية؟ ولاية جنوب كردفان التي تعاني من الفساد الإداري والمالي والفساد السياسي وغياب المؤسسية ومجلس تشريعي مدجَّن وفاشل ومغيَّب؟!


    إن المسرحية سيئة الإخراج التي ظل يمارسها المؤتمر الوطني في الإقصاء والانصراف عن تفهم مطالب الجماهير وممارسة التمكين للفاسدين سوف تنكشف عورتها في الانتخابات المقبلة على كل مستوياتها، ولن تفيد وقتها شعارات الخداع ودغدغة المشاعر فكفى بصناديق الاقتراع فاصلاً وحاسماً..


    نحن ضد أي عمل مسلح أو تخريبي وضد ممارسات الحركة الشعبية والجبهة الثورية في كردفان بصورة عامة ومواقفنا منذ سنوات تشهد بذلك، ولكن بإصرار المؤتمر الوطني على تولي القيادات الخلافية والهشَّة والعاجزة يقدم للحركة الشعبية هدية على طبق من ذهب، وقد فشلت آلياته من قبل في كبح جماح التمرد في جنوب كردفان التي لن تستقر في ظل الأوضاع الجديدة والحال ما ترون وغداً لناظره قريب
                  

07-20-2013, 01:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    الترابي للبشير : الشعب سيعطيكم الأمان على ألا يحاكمكم على الانقلاب إن ذهبتم بالحسنى.


    الترابي للبشير : الشعب سيعطيكم الأمان على ألا يحاكمكم على الانقلاب إن ذهبتم بالحسنى.




    قال : نريد أن نتهيأ لأننا ندرك أنهم في مصر لم يتهيؤوا لزوال نظام حسني مبارك

    07-20-2013 06:47 AM
    خير الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي نظام الرئيس السوداني عمر البشير بين ما وصفه بالذهاب بالحسنى بما يوفر كثيرا من دماء السودانيين وخيار الثورة الشعبية بتبعاتها المختلفة.

    ونصح الترابي في كلمته أمام اجتماع لقادة حزبه امس الجمعة نظام البشير بالذهاب بالحسنى لتوفير كثير من التكاليف وتجنب ما يمكن أن يقع من صراعات مسلحة تؤدي إلى نزعات انفصالية تمزق البلاد.

    وانتقد الترابي بشدة ما أسماه التضييق على الحريات ومنع الأحزاب من إقامة ندواتها ومنع ومصادرة الصحف.

    وقال موجها رسالة للحكومة إن الشعب سيعطيكم الأمان على ألا يحاكمكم على الانقلاب مثل تجربة الرئيس الأسبق إبراهيم عبود 1964، "ولكن أي واحد منكم أكل المال الحرام أو اعتدى على أحد فلا بد من محاسبته".

    وأضاف الترابي أن من الخير لهم أن يذهبوا هكذا، "لأن الخيار الثاني عندنا كلنا هو خيار الثورة الشعبية التي تتعبأ بالمظاهرات والإضراب العام"، مذكرا بقدرة الشعب على قلب نظام الحكم كما حدث في مرتين سابقتين عامي 1964 و1985.

    الثورة المصرية

    ودعا الأحزاب السياسية السودانية للاتعاظ من تداعيات ثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك "دون أن تضع ترتيبات لمرحلة ما بعد إسقاط النظام والاتفاق على وضع دستور للبلاد وكيفية حكمها".

    وقال "نريد أن نتهيأ لأننا ندرك أنهم في مصر لم يتهيؤوا لزوال نظام حسني مبارك وأن جميع الأحزاب المصرية لم تكن تتوقع أن يسقط مبارك ورأته كالهرم في السلطة".

    وأضاف أن قضية الشعب السوداني أصعب من قضيتهم في مصر، "لأن لديهم تاريخا لقرون ووطنهم موحد".

    وأكد الترابي قناعة كل الأحزاب السياسية السودانية بقيمة الحريات والإيمان بأنها هي الأصل "وأن نتراضى على من يأتي به الشعب كائنا من كان حتى لا نكرر أخطاء الماضي".

    وتوقع الترابي ، اتحاد شمال وجنوب السودان مجددا في ظل نظام ديمقراطي، وأعرب عن استغرابه من الذين يقولون إنه لا يمكن للسودان الجنوبي أن يتحد مع الشمال، مشيرا إلى أن الحدود الحالية بين البلدين أنشط من أي حدود، كما أنها ليست ثابتة.
    وقال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، إن علاقات الحزب مع السلطة الحاكمة في الجنوب، أقرب وأوثق من علاقته بالسلطة في الشمال، وقال "إنهم لا يريدون أن تنقطع العلاقة ولا الزيارات مع الجنوب".

    وهاجم الترابي، مجلس الأحزاب، وقال إنه مجرد جسم تابع للسطان وأعلن رفضه لفكرة تسجيل الاحزاب، وقال نحن لا نؤمن أن تخضع الأحزاب أو الصحف لتسجيل. وأشار إلى مجموعة من حالات التضييق التي تعرض لها حزبه منذ تسجيله لدى مسجل الأحزاب.

    وكالات

    -----------------

    قوش ... الحقيقة خلف شباك العنكبوت


    قوش ... الحقيقة خلف شباك العنكبوت


    07-20-2013 09:31 AM


    تقرير: فاطمة رابح : خيوط رفيعة متشابكة كما شبكة العنكبوت تتوارى خلفها حقيقة بدأت تتكشف رويدا رويدا بالنسبة الي قضية شغلت الرأي العام مايقارب السبعة اشهر ، وعلي غير المتوقع فاجأ رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني محمد الحسن الأمين الرأي العام امس حينما اعلن علي الملأ براءة صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات الاسبق الذي فكته يد النائب العام في عفو رئاسي في اول ايام رمضان من قيود الاعتقال بسجن الهدي وهو الذي كان متهما بتدبير محاولة انقلابية ضد النظام.
    هل يكمن إطلاق سراح قوش ورفيقه في الاعتقال صلاح يكمن سره في تحاشي الوقوع في صراع المحاكم حسبما نوه إليه ممثل هيئة الدفاع عن المتهمين نبيل أديب أم أن المسألة تأتي في إطار المصلحة العامة وتوحيدا للصف الوطني كما أعرب عنه المدعي العام عمر احمد؟ والاخير ذاع بنفسه خبر تحرير المتهمين من قيود السجن ، ومهما اختلفت أو اختفت الحقيقة عن مسرح المشاهد تظل ثقة البعض راسخة في أن الرئيس البشير يمنح العفو العام متى ما لجأ إليه كما تظل المادة(58)عالقة وحاضره في أذهان عامة الناس.

    في شهر نوفمبر الماضي قالت الأجهزة الأمنية إنها أحبطت محاوله انقلابية واعتقلت عقبها مدير جهاز المخابرات السابق الفريق صلاح قوش وزميله صلاح احمد الي جانب مجموعة من العسكريين المحسوبين علي القوات الأمنية، وقد أوقفت المتهمين علي ذمة التحقيق باتهامات قد تصل عقوبتها حد الإعدام علي خلفية اتهامهما بالاشتراك في تدبير محاولة لتقويض النظام الدستوري والإرهاب ،ووضعت السلطات القضية أمام محكمة جنايات الخرطوم وسط برئاسة مولانا القاضي أسامة احمد عبدا لله للفصل فيها وقد جرت أولي جلسات المحكمة فعليا وسط إجراءات أمنية مشددة في منتصف يونيو

    لم تصمت بعض فئات المجتمع السوداني من أهل المقبوضين او المتعاطفين معه واصدقائه داخل تنظيم الحركة الإسلامية وقتها من قيادة حراك واسع للدفاع عن قوش في قضيته والتمس اقرباؤه من الرئيس البشير العفو العام عن ابنهم.
    ما أن أشرقت شمس اليوم الأول من رمضان ليسرع الخطي رئيس لجنة التحقيق مع المتهمين في المحاولة الانقلابية المستشار كمال الدين اتجه مسرعا كسرعة البراق قاصدا سجن الهدي للسماح لمدير لجهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح قوش واللواء المتقاعد صلاح أحمد بالخروج من السجن ،وفي البدء قام كمال الدين بتسليم سلطات السجن قرار المدعي العام وفقا للمادة (58) من قانون الإجراءات الجنائية والمتعلقة بوقف الدعوى الجنائية بحقهما.

    يقال إن قوش كان مهيئا لخروجه من السجن وهو عالم بما يدور من حوله في الخارج والمساعي الجارية من أبناء منطقته للعفو عنه بينما كان أكثر ثقة في أن الرئيس سيستجيب لتلك الجهود لكن اللافت في الأمر هو أشارة قوش عقب خروجه من السجن و أثناء فرحته بلقاء أهله وأحبابه إلي أن احد أسباب إطلاق سراحه عدم كفاية الادلة في مواجهته وفي نفس الوقت نفت وزارة العدل أن يكون ضعف أو عدم وجود البينات وراء إطلاق سراحهما وأوضحت أن قرار الإفراج عنهما جاء تقديرا للمصلحة العامة وتوحيدا للصف الوطني لمواجهة التحديات التي توجب التسامي عن كل خطأ أو فعل ارتكب مخالفة للقوانين في الحق العام.
    وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان محمد الحسن الأمين أن قوش افرج عنه بعد شطب وزارة العدل الدعوى الموجهة ضده ، وانه خرج بريئاً من التهم الموجهة له ، إلا أنه سرعان ما استدرك قوله( صحيح أن قوش كانت له اتصالات مع جهات محلية معادية للإنقاذ ولكن ليس لها علاقة بمجموعة ود إبراهيم ) والمعلوم ان ود ابراهيم اعتقل ايضا بتهمت قيادة انقلاب ضد النظام.
    بحسب الخبير القانوني غازي سليمان فإن المادة (58) من قانون الاجراءات الجنائية لسنة 1991م في القانون السوداني أنهت الدعوى المرفوعة ضد قوش وزميله وقال انها تجيز لوزير العدل في وقت بعد اكتمال التحري وقبل صدور الحكم الابتدائي في الدعوى الجنائية أن يتخذ قرارا مسببا بتوقيعه وقف الدعوى الجنائية ضد أي متهم ويكون قراره نهائيا ولايجوز الطعن فيه، وعلي المحكمة عندئذ ان توقف الإجراءات وتصدر الأوامر اللازمة لإنهاء الدعوى الجنائية.

    بيد ان الأستاذ نبيل اديب ممثل هيئة الدفاع عن الرجلين قوش وصلاح في حديثه لـ(الصحافة) يقول ان هيئة الدفاع قامت بتقديم استئناف تبرهن بالا دلة القانونية أن البينات ضعيفة وقال إن المحاكمة لا تأتي خطوات سيرها في صالح النظام العام أو الدولة لافتا إلي أن الدولة نفسها لا تريد الاستمرار أو المضي قدما في الاجراءت خاصة إذا ما جاءت في غير صالح الدولة مما يقود في نهاية المطاف إلي صراع المحاكم وفي وقت سابق قال أديب إن القانون لا يتيح للدفاع الاطلاع على يومية التحري، لكنهم ومن خلال لقائهم المتهمين، قدروا أن البينات ضدهم «ضعيفة»، ورجح أن تطلق المحكمة سراحهم حال استمرار ذات الاتهامات والبينات ورأي أديب الذي كان يتحدث للصحافة عبر الهاتف أن وزير العدل من حقه إيقاف الدعوى الجنائية وفقا لنص المادة(58)
    ويقول الخبير القانوني غازي سليمان انه وفي علم الجميع أن الإجراءات ضد الفريق قوش وزميله قد تمت تحت محكمة الخرطوم الجنايات وسط برئاسة مولانا أسامه وعند استلام المحكمة للقرار الصادر من وزير العدل أمرت بالإفراج عنهما فورا، وامتدح غازي كلا من مولانا أسامه ووزير العدل كثيرا وقال انه لحسن الطالع ان وزير العدل يعرف كيف يتعامل مع مثل هذه المسائل ويرى أن الأسباب التي دفع بها الوزير لإطلاق سراح المتهمين كانت وجيهة وأمن علي انه ليست من المصلحة العامة في مثل هذه الظروف الاستمرار في محاكمة المتهمين، وقال إن القرار يأتي في إطار تحقيق الوحدة. وابدي غازي تعجبه في أن منزل قوش الكائن بحي المجاهدين حينما ذهب إليه وجد الدولة تهنئ ممثلة في العديد من رموز وقيادات المؤتمر الوطني وتساءل غازي إذا كانت الدولة تهنئ بهذا التمثيل العالي فالانقلاب كان ضد من؟ لكنه قال إن المسألة منذ بداياتها كانت مجرد خميرة عكننة لافتا إلي نقطة قانونية تعتبر في غاية الاهمية تتمثل في ان الدعوى المرفوعة ضد قوش وزميله لم يتم سماعها بعد وبالتالي يصبح الحديث عن وجود أدلة أو غيره سابقا لأوانه، وان وزير العدل سحب الدعوى قبل الشروع في سماعها.

    الصحافة

    -----------------


    د.غازي صلاح الدين : تغيير الوزراء دون منهج لن يحقق الإصلاح المطلوب وسيكون محض تغيير اشخاص.



    د.غازي صلاح الدين : تغيير الوزراء دون منهج لن يحقق الإصلاح المطلوب وسيكون محض تغيير اشخاص.


    د.غازي صلاح الدين : تغيير الوزراء دون منهج لن يحقق الإصلاح المطلوب وسيكون محض تغيير اشخاص.




    ود إبراهيم : ماضون في درب الشهداء السابقين من اجل رفعة البلد - صور لافطار مجموعة السائحون

    07-20-2013 01:13 PM
    الخرطوم:التقي محمد عثمان: قلل القيادي في المؤتمر الوطني،الدكتور غازي صلاح الدين، من جدوى التغييرات التي تعتزم الحكومة اجرائها في طاقم الحكم، وقال ان الاصلاح يجب ان يكون في المنهج وليس في الأشخاص.

    ودعا صلاح الدين في تصريحات محدودة، قادة الحكم الى التصويب على المنهج الذي يستعيد الثقة ويقترح حلولا حقيقية، مشددا على ان الاصلاح اذا لم تصاحبه رؤية وبرنامج سيكون محض تغيير اشخاص.

    وقال ان تغيير الطاقم دون تغيير المنهج لن يحقق الاصلاح المطلوب.

    على صعيد آخر، جدد العميد معاش محمد عبد الجليل ود ابراهيم ، تمسكهم بمسيرة الاصلاح التي ابتدروها، وقال انهم يمضون في خطى ثابتة نحو اصلاح تجتمع فيه كل اطياف الشعب السوداني، ويشارك فيه الجميع للوصول الى سودان آمن مستقر عزيز كريم.

    وقال ود ابراهيم ،في الافطار السنوي لكتيبة عمرو بن الجموح، بمنزله امس، انهم ماضون في درب الشهداء الذين سبقوهم من اجل رفعة البلد وحتى يكون المسؤول خادماً للشعب لا سيداً عليه.

    الصحافة
                  

07-20-2013, 01:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    هل يلوي صقور المؤتمرالوطني ذراع (سائحون) ويُجبرونهم على التراجع ؟!

    July 20, 2013

    00015(أحمد يوسف التاي)

    النيران الثقيلة تهدد معاقل (الإصلاحيين)

    (أحمد يوسف التاي – الانتباهة)

    هل يلوي صقور الوطني ذراع (سائحون) ويُجبرونهم على التراجع؟..الطريق الثالث في مبادرة «الإصلاح»، أمام عقبة تحالف السلطة والمال!

    بات جلياً أن مجموعة «سائحون» التي تتبنى مشروع الإصلاح في السودان ومعالجة أوجه الخلل، ومحاربة الفساد داخل أجهزة الحكومة وحزبها الحاكم (المؤتمر الوطني) أصبحت تشكل «بعبعاً» مخيفاً للتيار المتشدد داخل الحزب الحاكم، خاصة بعد أن توسعت قاعدتها وانضم إليها عدد من شباب الأحزاب الأخرى سيما شباب حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، في وقت وجدت فيه مبادرتها للإصلاح استجابة فورية من قيادات ذات وزن سياسي وفكري داخل حزب المؤتمر الوطني أمثال الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، والفريق صلاح قوش، والدكتور قطبي المهدي، والبروفيسور حسن مكي. ويرى بعض المراقبين أن هؤلاء الأربعة الظاهرين قد دفعوا ثمن تأييدهم الظاهر لمجموعة «سائحون» ومبادرتهم لإصلاح النظام، وأن هناك آخرين يتوقع أن تخرج مؤازرتهم للمجموعة إلى العلن، بينما يتردد الكثيرون داخل المؤتمر الوطني حول تأييد المجموعة وينتظرون بترقب يشوبه الحذر مصير العتباني وصحبه.

    القيادات التي ظلت تقاوم الإصلاح داخل حزب المؤتمر الوطني وأجهزة الحكومة، عمدت في باديء الأمر إلى إحتواء المجموعة من خلال شعارات التغيير التي رفعتها الحكومة عقب ظهورحالة الملل في أوساط شباب الحزب، ووعددت بالدفع بدماء جديدة إلى الجهاز التنفيذي وذلك من خلال التشكيل الوزاري الذي تم خلال العامين 2011 و2012م، إلا أن التغيير جاء باهتاً ومخيباً لآمال شباب الحزب الحاكم، الأمر الذي بدا لدعاة الإصلاح بأنه محاولة لتخديرالشباب المندفعين نحو التغيير بغرض إثنائهم عن خطوات الإصلاح، غير أن المجموعة عملت على توسيع قاعدتها ودخلت في حوار عميق مع القوى السياسية دون استثناء والتقت قيادات الأحزاب المعارضة أمثال الصادق المهدي والخطيب والترابي وغيرهم، وفي هذه الأثناء تصاعد الحديث عن طريق ثالث للإصلاح بدلاً عن ترميم النظام الحالي وإصلاحه، وهي أمور تبدو كافية لإثارة مخاوف النظام خاصة إذا أضفنا إليها لقاء المجموعة بالترابي وانضمام مجموعة كبيرة من شباب حزبه إليها في ظل اندفاع المبادرة تجاه الطريق الثالث الذي يعني بالضررة تفكيك مؤسسات الإنقاذ الحالية وأجهزة الحزب الحاكم، ومن هنا اختلفت نظرة مراكز القوة داخل النظام إلى هذه المجموعة خاصة التيار المتشدد الذي يفضل إدارة البلاد بالعقلية الأمنية.

    مخاوف رسمية

    هذه المخاوف الواردة أعلاه والتي انتابت قيادات المؤتمر الوطني إزاء مبادرة «السائحون»، قد عبر عنها مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع أثناء لقائه بالجالية السودانية بالصين في زيارته الأخيرة لبكين وذلك بقوله: «إن «سائحون» جلها، إن لم يكن غالبيتها، من شباب حزب المؤتمر الوطني، الذين ارتفعت أشواقهم بعد انفصال الجنوب، بأن المشكلات انخفضت، وبالتالي لا بد من إسراع الخطى في تنفيذ مشروع الإنقاذ»، وأشار نافع إلى أن أحزاباً تبنّت في بادئ الأمر نظرة سالبة لـ «سائحون»، واعتبرتها مشروعاً مفتعلاً من الوطني لاستقطاب شبابها، خاصة بعد انضمام مجموعة كبيرة من شباب أحد الأحزاب لهذه المجموعة.

    وقال نافع: «ومع مرور الوقت رأى ذلك الحزب أنه لا يستطيع إيقاف تدافع شبابه نحو «سائحون»، ولا يستطيع ضم المجموعة إليه، لذلك دفع بكوادر منه للمجموعة، للانحراف بمسارها بما يخدم مصالحه، وحاولت تلك الكوادر الحديث بأن «الوطني» لا يمكن الإصلاح من داخله، ولابد من طريق ثالث».

    وأردف نافع: «هذه المشاعر نفسها، والانحراف بمسار «سائحون»، وقعت في هوى بعض عضوية الوطني، التي رأت أن لديها رؤى للإصلاح، ليست متوافرة لغيرها، لتصب في نهاية الأمر في محاولة لاختطاف مبادرة «سائحون»، والخروج بها من مقصدها، بأن تكون داخل الصف، تحاول، وتدفع بالإصلاح».

    ردة فعل غاضبة

    ولكن جاء الرد سريعاً لتصريحات الدكتور نافع علي نافع قبل أن يعود من بكين حيث نفت مجموعة «سائحون» أن يكون غالبية أعضائها ينتمون إلى المؤتمر الوطني، وقالت إن المجموعة لا تمثل تياراً بعينه، وإنما هي مجموعة قامت لإصلاح حال الوطن، وقطعت بأن عضوية «سائحون» هم أكثر أهل السودان شقاء بانفصال الجنوب لكونهم قدموا أرتالاً من الشهداء والجرحى في سبيل وحدة الوطن.

    وقال علي عثمان المتحدث باسم المجموعة وقتها إن «سائحون» عصية على الاستقطاب من كل أطراف الطيف السياسي في السودان لأن المؤمنين بها لهم خبرات وتصورات ورؤى لحل مشكلات السودان، وأضاف قائلاً: «لا سبيل لاستقطابهم من أي حزب سياسي مهما عظم أمره وعلا شأنه».

    أشواك في الطريق

    وبالنظر إلى تصريحات الدكتور نافع بشأن المجموعة يدرك المراقب السياسي أن الطريق إلى الإصلاح من خلال التفاوض والحوار قد سُد تماماً، وأن المجموعة الآن وجدت نفسها قد انتقلت من مربع الإصلاح إلى خانة الاتهام بتنفيذ أجندة حزبية سياسية معادية هدفها إسقاط النظام وليس إصلاحه طالما أن الأمر توقف عند الطريق الثالث الذي هو بالضرورة يحتم استئصال الأورام السرطانية التي لا يرجى البراء منها، وبدا كذلك من حديث نافع أن شكوكاً كبيرة قد أحاطت بمبادرة المجموعة، وأن الحكومة تتهم حزب الترابي باستغلالها أو باختراقه لها، ويظهر ذلك في قوله: «خاصة بعد انضمام مجموعة كبيرة من شباب أحد الأحزاب لهذه المجموعة ومع مرور الوقت رأى ذلك الحزب أنه لا يستطيع إيقاف تدافع شبابه نحو «سائحون»، ولا يستطيع ضم المجموعة إليه، لذلك دفع بكوادر منه للمجموعة، للانحراف بمسارها بما يخدم مصالحه، وحاولت تلك الكوادر الحديث بأن «الوطني» لا يمكن الإصلاح من داخله، ولابد من طريق ثالث»، وما يجعل التفاعل والإستجابة مع مبادرة «سائحون» أمراً صعباً داخل المؤتمر الوطني هو ربط برنامج المجموعة الإصلاحي بأجندة معادية هدفها إسقاط النظام، ولعل في ذلك صافرة إنذار للذين هفت قلوبهم وتاقت نفوسهم لبرنامج المجموعة الإصلاحي من أمثال غازي صلاح الدين وزملائه الإصلاحيين، ولعل في ذلك أيضاً محاولة لعزلها.

    مخاوف ومحاذير

    إذن وبناء على ما سبق يمكن القول إن أمام المبادرة مصاعب جمَّة ومتاريس كثيرة تتمثل في «شكوك» المؤتمر الوطني إزاء هذه المبادرة والتحركات باسم الإصلاح، ربما أن هذه المحاذير التي يخشاها متشددو «الوطني» هي مخاوف حقيقية وموضوعية ولها ما يبررها بسبب المرارة التي يحتفظ بها زعيم الؤتمر الشعبي، ورغبته الملحة في الانتقام من تلاميذه الذين أطاحوا به قبل أن يحقق أحلام مشروعه «الحضاري الإسلامي» في السودان، أو ربما أن هذه المخاوف والمحاذير مفتعلة للإجهاز على مبادرة الإصلاح، لأن مبادرات كهذه داخل حزب المؤتمر الوطني عادة ما تموت بين أضابير مؤسسات الحزب، ويذهب أصحابها إلى الرف ليواجهوا مستقبلاً قاتماً ما بين الإقصاء والاغتيال المعنوي أو هكذا تبدو الصورة من بعض أوجهها، وليس مستبعداً أن يفتعل «الوطني» سيناريوهات كهذه ليقطع الطريق أمام تحركات هذه المجموعة، وذلك بإيجاد مبررات كافية لمحاصرتها في دائرة الاتهام وتجريم تحركاتها خاصة وأن هناك من قرائن الأحوال ما يجعل إجراء كهذا في منتهى السهولة، وهل من دليل أكثر من اتهام بعض منسوبي المجموعة بالضلوع في ما يسمى بـ «المحاولة الانقلابية» والإفراج عنهم تحت ضغط زملائهم.

    صواريخ من العمق

    المؤتمر الوطني الآن ليس كتلة صماء وليس على قلب رجل واحد فهناك من يؤيد مبادرة «سائحون» داخل المؤتمر الوطني ويعلن ذلك بوضوح تام رغم محاولات البعض تعطيل تحركاتهم نحو الإصلاح وإلباسها ثوب «الخيانة» وتجريم مساعيهم، والمثال الحي لذلك الدكتور غازي صلاح الدين الذي أعلن أكثر من مرة تأييده ودعمه اللا محدود، وهناك من يقلل من شأن المجموعة ويسخر منها بشكل واضح وصريح ومثال لذلك وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين الذي أشار في آخر تصريح له بمنزله أثناء حفل إفطار رمضاني الأسبوع الماضي حيث قال: «إنه لا يعرف شيئاً اسمه السائحون وأن المجموعة ليست ذات تأثير».. هذه التصريحات الغاضبة دفعت ممثلي المجموعة للخروج من دار الوزير غاضبين، كما أوردت بعض الصحف! وليس بعيداً عن تصريحات وزير الدفاع تلك، التصريحات التي أدلى بها وزير الدولة برئاسة الجمهورية الدكتور أمين حسن عمر الذي وصف المجموعة في حديث سابق: «أنها مجرد صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ــ فيس بوك»… ليس هذا فحسب فقد هدد المؤتمر الوطني غداة دفع المجموعة بمذكرة إصلاح لرئيس الجمهورية بمحاسبة المجموعة ومعاقبتها، وتعالت الأصوات بضرورة العقاب باعتبارها مجموعة متفلتة وخارجة عن المؤسسية، الأمر الذي يؤكد بجلاء تام أن محاولات محاصرة المجموعة وتحجيم تحركاتها قد بدأت قبل لقاءاتها مع الترابي والمهدي وبقية قادة الأحزاب الأخرى، خاصة وأن المجموعة بدأت أكثر اندفاعاً وحماساً لمكافحة الفساد ومحاربته بشكل عملي وهو أمر حوته مذكرة «الألف أخ» بشكل أكثر وضوحاً.

    تفادي الرصاص

    بعد إطلاق النيران الكثيفة من مدفعية «الوطني» تجاه مجموعة «سائحون» ومحاولات اغتيالهم معنوياً بالتقليل من شأنهم، واتهامهم بخدمة أجندة حزبية واختراقهم بواسطة «الشعبي»، بدا واضحا أن المجموعة قد تأثرت بأسلوب الحصار الرسمي مما دفع بعض المتحدثين باسمها للوقوع في التناقض الخطير، حيث أعلن الدكتور أسامة توفيق وهو أبرز قيادات المجموعة: «أنه لا اتجاه للحوار مع الصادق المهدي ولا سبيل للانضمام إلى المعارضة وأن الإنقاذ حقتنا ولا أحد يستطيع المزايدة على ذلك»، قال ذلك بعد أن كانت المجموعة تنفي صلتها بحزب المؤتمر الوطني وبأي حزب آخر، وتقول على لسان ناطقها الرسمي لا أحد يستطيع استقطابها مهما علا شأنه.. هذا التناقض في لسان المجموعة يعكس حالة الضغط الشديد الذي تعرضت له، ولا يدري أحد على وجه الدقة ما إذا كان ذلك تكتيكاً سياسياً أم أن الرجل كان يعبر عن موقف حقيقي، ولكن الحقيقة أن الأمين العام الجديد للمجموعة «فتح العليم عبد الحي» من أعضاء المؤتمر الوطني ولكنه عرف بالاستقلالية والنزاهة المالية حسبما أفادت عناصر نافذة في التنظيم.. ومهما يكن من أمر، فإن كثيراً من المشفقين يخشون أن يلوي صقور المؤتمر الوطني ذراع المجموعة ويُرغموها على لحس الكوع إذا ما كثّفوا نيران مدفعيتهم الثقيلة على مجموعة «الإصلاحيين» العزّل..

    الحاجة للإصلاح

    ثم يبقى القول إن الناظر إلى حال الحزب الحاكم بعد المفاصلة الشهيرة بين معسكري القصر والمنشية، بدت صورة مختلفة للحزب الحاكم… وكنتاج طبيعي انزوت قيادات أصيلة في الحركة الإسلامية ذات تاريخ وكسب سياسي تعبيرًا عن عدم الرضاء للأشكال التي اتخذها الصراع حول السلطة والمواقع، والبون الشاسع بين المثال والواقع، وطبقاً لذلك تراجع أداء مؤسسات الشورى والشعارات الإسلامية، وانتشر الفساد في مؤسات الدولة وأجهزتها بصورة لم يسبق لها مثيل، وتم إقصاء وإبعاد قيادات متنفذة من المسرح السياسي بسبب الممانعة والإمعان في المناصحة بصوت جهير دون الالتزام بتقديم النصح من خلال مؤسسات المناصحة والشورى، لشعورهم بأن هذه المؤسسات أصبحت صورية وهياكل بلا مضامين.. ولهذا، انضم كثير من رجال الأعمال إلى حزب المؤتمر الوطني ربما استقطبهم الحزب في إطار الإمعان في سياسة التحالف والتزاوج بين السلطة والمال… وهذه واحدة من الأسباب التي ضاعفت من الشعور بالملل لدى إصلاحيي الحزب الحاكم.
                  

07-22-2013, 11:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)




    حزب البشير يرفض خيارات (الترابي) ويعتبر اقتلاعه عبر ثورة شعبية من المستحيلات


    حزب البشير يرفض خيارات (الترابي) ويعتبر اقتلاعه عبر ثورة شعبية من المستحيلات



    خوفاً من صراع بين الإسلاميين على خلافته..البشير يعّد لخلافته تدريجياً بتعديل يأتي بـ «جيل جديد».


    خوفاً من صراع بين الإسلاميين على خلافته..البشير يعّد لخلافته تدريجياً بتعديل يأتي بـ «جيل جديد».




    سيناريو التغيير ..البشير آخر المغادرين بدلاً من أن يكون أولهم،

    07-22-2013 07:12 AM
    الخرطوم - النور أحمد النور

    كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أنه يعتزم اجراء تعديل حكومي كبير يطاول الوجوه والسياسات والأفكار التي تدار بها الدولة، ورجح إعلان ذلك عقب عطلة عيد الفطر. وعلمت «الحياة» أن الرئيس السوداني عمر البشير طلب من أعضاء المكتب القيادي لحزبه في اجتماعه الأخير ترشيح وزراء للحقائب الحالية على ألا يزيد عمر المرشح عن 50 سنة بهدف تصعيد «جيل جديد» من القيادات، ووزع عليهم ورقة بيضاء لكتابة مرشحيهم، كما أبلغ مساعديه أنه يعتزم اجراء تعديل وزاري كبير.

    وقال عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم رئيس جهاز المخابرات السابق، قطبي المهدي، إن البشير سيعلن الوزارة الجديدة عقب عطلة عيد الفطر، مؤكداً أنه سيكون تعديلاً كبيراً. وأشار إلى أن الباب مفتوح أمام الأحزاب المعارضة للمشاركة في السلطة إذا رغبت في ذلك. كما قال المسؤول السياسي للحزب الحاكم في ولاية الخرطوم، نزار محجوب، إن التغييرات الوزارية ستشمل السياسات والوجوه والأفكار، مشيراً إلى وجود رغبة كبيرة من قيادة الدولة في إحداث تغيير كبير في أسلوب الحكم وشكله.

    وكان رئيس «لجنة الأمن والدفاع» في البرلمان، محمد الحسن الأمين، قال قبل يومين أن التعديل الحكومي سيشمل مستويات الحكم كافة، بينما ترددت شائعات عن أن النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه سيغادر موقعه إلى رئاسة البرلمان أو الرجل الثاني في الحزب. ومن المتوقع أيضاً أن يكون من أبرز المغادرين رئيس البرلمان، أحمد إبراهيم الطاهر ووزراء الدفاع الفريق عبد الرحيم حسين ووزير الخارجية علي كرتي والداخلية إبراهيم محمود، والمالية علي محمود والطاقة عوض الجاز. وغالبية هؤلاء أمضوا في المواقع الوزارية المختلفة أكثر من عقدين.

    وقال الكاتب الصحافي محمد لطيف المقرب من الرئاسة وتربطه بالرئيس علاقة نسب، إن البشير يسعى إلى تغيير كبير، لكنه عدّل في سيناريو التغيير بحيث يكون هو آخر المغادرين بدلاً من أن يكون أولهم، وهو يرتب لخلافته وأن التعديل الحكومي المقبل يعتبر تمهيداً لذلك، خوفاً من وقوع أي صراع بين الإسلاميين على خلافته.

    دار الحياة

    ------------------

    نيالا.. قتل وجرح وحرق ونهب الممتلكات.. من المسؤول؟
    طباعة
    البريد الإلكتروني
    التفاصيلنشر بتاريخ الأحد, 07 تموز/يوليو 2013 09:23
    تقرير: حسن حامد
    صورة قاتمة رسمتها الأحداث التي شهدتها مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور بسبب الاشتباكات بين منسوبين للقوات النظامية غيرت مسار كل شييء خاصة بمحلية نيالا شمال وأودت تلك الاشتبكات بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء بالطلق الطائشة بجانب إصابة أكثر من (40) مواطناً آخرون طبقاً لمصادر طبية وخلقت الأحداث فوضى شملت بعض الأحياء والأسواق وسلب المواطنين بالشوارع وتعود تفاصيل أحداث الخميس الدامية إلى وقوع مواجهة بين أفراد من القوات النظامية وشريحة من قوة الترتيبات الأمنية بالقرب من بورصة نيالا أمام مباني جهاز الأمن ليلة الأربعاء سمع اثرها المواطنون إطلاق نار كثيف أدخل الرعب في نفوسهم ولم ينام عدد منهم حتى صباح اليوم التالي الذي بدأت فيه معالم القصة تتضح للعيان بمقتل أحد أفراد الجهاز ملازم أول عمار النور ومساعد بالاحتياطي محمد عبد الله شرارة الشهير بتكروم، بحسب بيان لجنة الأمن بالولاية. وبعدها توجه الجميع إلى مقار عملهم بالمؤسسات المختلفة والطلاب إلى المدارس وعند الحادية عشرة صباحاً بدأت الاشتباكات بصورة عنيفة بين مجموعة (تكروم) وجهاز الأمن تحولت بعدها نيالا وخاصة شمال المدينة لحالة أشبه بمسرح العمليات وعندها بدأ مستشفى نيالا التعليمي يستقبل جرحى تلك المعارك التي بدأت بموظف وزارة الصحة خالد أزرق الذي أُصيب بطلق ناري في يده اليسرى وهو داخل فناء الوزارة وبعدها توافد الجرحى للمستشفى وأُغلقت الأسواق وانذوى الموظفون داخل مكاتبهم بالمؤسسات القريبة من مواقع الاشتباك حتى بعد الدوام تمكنوا من الخروج نحو منازلهم مترجلين لعدم وجود المواصلات ولم تورد حكومة الولاية عدد الإصابات والقتلى وسط المواطنين والأطراف المشتبكة لكن مصادر أشارت إلى مقتل حوالى (6) أشخاص وإصابة أكثر من (30) مواطناً وتأثرت عدد من المواقع جراء الاشتباك من بينها (جهاز الأمن والمخابرات مباني الجهاز القضائي، فندق كورال، دار المؤتمر الوطني والمجلس التشريعي بالولاية) وأصدرت لجنة أمن الولاية بياناً أشارت فيه إلى أنه ونتيجة لبعض التصرفات التي نشبت بين أفراد من الأجهزة الأمنية أدت إلى استشهاد كل من الملازم أول أمن عمار النور الحاج والمساعد شرطة محمد عبد الله شرارة الشهير بـ (تكروم) ونتج عنها بعض الاختلالات الأمنية داخل محليتي نيالا جنوب وشمال، وقد تحملت لجنة أمن الولاية مسؤوليتها لمنع المتربصين بأمن واستقرار المواطنين باتخاذ عدة إجراءات وتدابير تمثلت في: تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، إعلان حظر التجوال داخل المدينة اعتبارًا من أمس الخميس (4/7/2013م) من السابعة والنصف مساءً وحتى السابعة من صبيحة اليوم التالي، ودعا البيان المواطنين بعدم الالتفات للشائعات والتبليغ عن أي اختلالات أو ظواهر سالبة للأجهزة المختصة وستراقب لجنة أمن الولاية عن كثب كل تحركات المتربصين بأمن واستقرار المدينة وفرض هيبة الدولة انتهى البيان الذي عززه والي الولاية اللواء ركن آدم محمود جار النبي بإصدار مرسوم بأمر طوارئ رقم (1) جاء نصه (عملاً بأحكام المادة (29) ب من الدستور الولائي الانتقالي لسنة (2012م) أعمالاً للائحة الطوارئ لسنة «1999م» أنا اللواء ركن آدم محمود جار النبي والي جنوب دارفور أصدر أمر حظر التجوال داخل مدينة نيالا من السابعة والنصف مساءً وحتى السابعة صباحاً إلا للأطواف والخدمات الأمنية الرسمية التي تنظمها الجهات الأمنية وعلى جميع المواطنين التقيد التام بهذا الأمر حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، الحالات الإنسانية والإسعافات التي تقع أثناء ساعات الحظر تتم معالجتها بالاتصال بشرطة النجدة انتهى الأمر، وأكد الوالي في حديثه لإذاعة نيالا عودة الهدوء بالمدينة وقال إن ماحدث خلافات بين أفراد فردية واستغلها ضعاف النفوس لتحقيق مآربهم لمن يريد أن ينهب ومن يريد أن يعطي الموضوع أكبر من حجمه، وقال يجب على الناس أن لا تسمع للشائعات التي تنطلق من مكان لآخر وتابع (الآن المدينة الأمن فيها مستتب عدا من المتفلتين الذين يطلقون بعض الشائعات التي لا أساس لها من الحقائق والأمر مسيطر عليه تماماً لكن المسائل صيغت بصورة أكبر من حجمها وقواتنا الأمنية تبسط سيطرتها على المدينة (ورغم حظر التجوال الذي صدر وطبق ليلة الحادث أمس الخميس وتصريحات الوالي بالسيطرة على الوضع بالمدينة تعرضت أسواق الملجة والمواشي بمحلية نيالا شمال لحالات نهب في المحال التجارية لم تشهدها نيالا من قبل في غياب تام للأجهزة الأمنية وحرقت أكثر من (10) محال تجارية بسوق الملجة الأمر الذي جعل عدد من التجار يصبون جام غضبهم على حكومة الولاية والمحلية التي عجزت عن تأمين متاجرهم في ظل قرارها بحظر التجوال داخل نيالا، وقال أحد التجار المنكوبين بالملجة فضّل حجب اسمه لـ (الإنتباهة) إن حظر التجوال كأنما قصد منه المواقع القريبة من السوق الكبير ومنزل الوالي والمعتمد وبعض الأحياء الجنوبية للمدينة ولم يقصد منه نيالا شمال التي عاشت ليلة مظلمة بالتوترات الأمنية ونهب المتاجر، وقال إن متاجرهم رغم نهبها وحرقها بالليل إلا أن الحكومة حتى الحادية عشرة من صباح الجمعة لم تقف عليها وتساءل التاجر عن دور حكومة محلية نيالا شمال ورئيس لجنة أمنها د. مبارك الشريف من مواطني محليته وحمّل الصحيفة الأمانة بتوصيل رسالته كما طلبها ووقفت (الإنتباهة) على حجم الاعتداء على المحال التجارية بأسواق الملجة والمواشي وقام عدد من التجار الذين سلمت متاجرهم من النهب باستئجار عربات لنقل بضائعهم إلى منازلهم خوفاً من تكرار عمليات النهب وسمعت لأحاديث المواطنين الذين أشار بعضهم إلى الغياب التام للحكومة بأحياء وأسواق نيالا شمال ومنهم من قال مافي حكومة ومنهم من طالب الوالي بتحمل المسؤولية الكاملة تجاه الأضرار التي لحقت بمتاجرهم وممتلكاتهم. فيما تناولت عدد من خطب الجمعة بمساجد نيالا شمال أمس حادثة الخميس وأشار بعضهم إلى قصور حكومة الولاية في تأمين سوقي الملجة والمواشي ليلة أمس وحمّلوا الحكومة مسؤولية حماية وتأمين المواطنين.


    ------------------


    07-22-2013 09:03 AM
    الخرطوم: بكري خضر :

    رفض المؤتمر الوطني الخيارات التي دفع بها زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي بالتخلي عن الحكم او انتظار الثورة الشعبية، مؤكداً استحالة رحيل النظام عبر الثورة بإعتبار انه حزب يستند على الشعب السوداني مشيراً إلى أن تحالف المعارضة فشل في احداث التواصل المطلوب مع الجماهير للاستجابة لدعواتهم المتكررة لاسقاط النظام.

    وجدد عمار عبد الرحمن باشري أمين أمانة العمل الطوعي بالحزب مطالبة الوطني للمعارضة بالاحتكام لقواعد اللعبة الديمقراطية والاعداد للانتخابات التي قال ان التحالف ينادي بها صباح مساء موضحاً أن الانقاذ ماضية في برامجها ومشروعاتها التنموية من أجل إحداث النهضة والبناء الوطني مبيناً أنهم لن يكترثوا لدعوات المعارضة التي قال إنها لا تعدو مجرد قرع للطبول لإيجاد غطاء سياسي للحركات المسلحة بالخرطوم.

    اخر لحظة
                  

07-23-2013, 08:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    تحسر على الدماء التى أُريقت في دارفور وأقر بوجود ظلم في البلاد..البشير: كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟


    قال : نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف.
    07-23-2013 06:41 AM



    الخرطوم - إعترف الرئيس عمر البشير بان حكمه شهد ظلماً خيم على البلاد ، تسبب في في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وبدى الرئيس نادماً للمرة الأولى وهو يتحدث عن الدماء التى اريقت في دارفور وقال: نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، ودماء بعضنا البعض؟.

    وتجمع مساء الاحد عشرات المسئولين النافذين في الحكومة على مائدة رمضانية دعا لها رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي بمنزله الفخيم في ضاحية كافوري ، تقدمهم الرئيس عمر البشير، وشارك في الافطار عدد كبير من اعيان اقليم دارفور.

    وقال البشير- الذى ابتدر كلمته بمداعبة للسيسي بأنه أستاذه ودرسه- أننا جميعاً نسعى للعتق من النار في هذا الشهر، ونسأل الله أن يستجيب دعاءنا.

    غير انه سرعان ما استدرك قائلاً: كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض،ونحن اعلم بأن زوال الكعبة اهون عند الله من قتل النفس.

    وزاد بأنه بحث ووجد أن كل شيء له عقوبة في الدنيا، ماعدا قتل النفس المؤمنة فإن عقوبته في الآخرة.

    ثم عرج البشير ليقول أن هناك ظلماً مخيماً على البلاد تسبب في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وتساءل كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟ .

    واتهم الرئيس ما اسماها باليد الثالثة بالتورط في الاقتتال القبلي في دارفور، وطالب الحاضرين من أبناء دارفور بالتواثق ورفع أيديهم وأداء القسم.

    ودعاهم للترديد خلفه "كتاب الله جاكم أقسموا وقولوا نحن مع السلام وضد الحرب"، وأضاف: (ما عايزين زول من برا ينصحنا بنحل مشاكلنا برانا).

    ودعا البشير أهل دارفور بأن يصدقوا النوايا، وقال: (هل نحن صادقين عندما نسلم على بعضنا البعض أم أننا ننافق بعضنا)؟.

    ووعد البشير بأن يقدم مؤتمر التعايش السلمي المزمع عقده في دارفور خلال الفترة المقبلة حلولاً ، مشددا على انه (سيكون مؤتمرا حقيقيا ونحن نقسم بأن نعمل كتيم واحد).

    وقال البشير إن الدماء التي اريقت في دارفور أسبابها لا تستحق ذبح الخروف ناهيك عن قتل النفس، داعيا أبناء دارفور للتواثق بصدق والعمل من أجل السلام والاستقرار".

    وأضاف نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، وأعتبر السودان بوتقة أفريقيا بالتسماح، وقال إن الصراعات القبلية فيها عنصر ثالث مخرب يثير النعرات" داعياً إلى مراجعة الذات في شهر رمضان.

    من ناحيته ركز رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي في كلمته على ضرورة إيقاف إزهاق الأرواح في القتال القبلي في دارفور.

    وقدم السيسي سردا تاريخيا لبداية الاقتتال معيبا على بعض أبناء دارفور استخدام القبيلة في تحقيق مصالح ذاتية وشخصية.

    وقال على الجميع بمن فيهم أنا أن يبتعدوا عن ذلك، وزاد إن كثيراً من الدماء تسيل من أجل تحقيق مكاسب شخصية كالاستوزار والتوظيف، محذراً من خطورة استخدام القبيلة في الصراعات السياسية.

    واعرب السيسي عن تفاؤله بأن أبناء دارفور قادرون على رتق النسيج الاجتماعي، داعيا إلى التوحد ونبذ القبلية، التي اعتبرها مهددا لكل السودان وليس دارفور فقط.

    و أقر السيسي بأن دارفور تمر بأزمة وتواجه تحديات أهمها الصراعات القبلية، وقال إنها تصاعدت وخلفت المئات من القتلى وأعتبرها مدعاة للوقوف .

    ووصف الصراعات القبلية باللعينة وقال إن الصراع بدأ في كتم ومليط وامتد إلى منطقة جبل عامر، مشدداً على ضرورة حسمها واحتوائها.

    وأكد عزم السلطة على عقد مؤتمر قبلي بإجراء المشاورات، وأعتبر الصراعات القبلية الممتدة أخرت مسيرة المؤتمر.

    وقال ما إن يخمد صراع إلا ونشب صراع آخر، وأكد أن الصراعات القبلية تختلف عن الصراعات المسلحة.

    ورهن نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم، الحرب برغبة أو رفض الإدارة الأهلية في إيقافها، وأضاف يمكن للسلطات المحلية والإدارة الأهلية إيقاف الحرب القبلية.

    وقال إن ملف دارفور أصبح في يد الرئيس شخصياً، منادياً الرئيس بدعم السلطة المحلية والولائية.

    ودعا من اسماهم بالعاجزين عن القيام بدورهم الاستقالة، وتعهد بوضع يده في يد رئيس السلطة الإقليمية لإنهاء الصراعات القبلية.

    مؤكداً جاهزية الأجهزة التشريعية والتنفيذية لبسط الأمن في دارفور، وطالب السلطات الولائية بالقيام بدورها، وقال ينبغي لكل مستوى من السلطة أن يقوم بمسئوليته.


    سودانتريبون

    ----------------


    حزب الترابي يعلن شروعه في انفاذ خطة سرية للاطاحة بالنظام


    07-23-2013 05:59 AM


    الخرطوم - شرع حزب المؤتمر الشعبي الذى يتزعمه د.حسن عبد الله الترابي فى تنفيذ خطة استراتيجية سرية لإسقاط النظام ، فى وقت قطع مسؤول نافذ بتحالف المعارضة بعدم فشل خطة المائة يوم التى اعلن عنها فى وقت سابق كخطوة ممهدة للاطاحة بحكومة الرئيس عمر البشير.

    واعلن الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر فى مؤتمر صحفي الاثنين عن اتجاه لتقييم خطة المائة يوم عقب شهر رمضان تمهيدا لتحديد يوم للخروج فى الثورة الشعبية .

    وطالب المؤتمر الوطني بالقبول بالوضع الإنتقالي الكامل ، مشددا على أنه الاتجاه الامثل للتغيير لكنه لن يكون وسيلة للإفلات من العقاب ، قال عمر ان إجتماع هيئة القيادة لحزبه الذي أنهي أعماله السبت الماضي أمن بصورة كاملة على إسقاط النظام عبر ثورة شعبية تجتاح كل الولايات بجانب أن الحزب آمن على العلاقة الإستراتيجية مع تحالف المعارضة .

    مبينا أن أعضاء قيادة الحزب جددوا الثقة بالاجماع فى حسن الترابي أمينا عاما للحزب لحين إنعقاد المؤتمر العام للحزب.واكد عمر ان حزبه يعتزم بدء خطة سرية للاطاحة بالنظام الحاكم في السودان قائلا انها ستكون اكثر احكاما.

    وقال ان الخطة اجيزت بواسطة اجتماع هيئة القيادة الاخير وصدرت تكليفات الى الولايات والخرطوم للشروع في انفاذ الخطة وتفعيل لجان التبعئة وقال ان الصلاة جهر وسر وان التعامل مع النظام يجب ان يكون فيه شيئا من الكتمان .

    وكشف عبد السلام عن انتخاب هيئة القيادة الامين العام حسن الترابي امينا عاما للفترة المقبلة الى حين انعقاد المؤتمر العام لحزبه ونفى بشدة وجود تململ داخل صفوف حزبه وقال ان الاجتماع شدد على ضرورة بناء علاقات متنية مع تحالف قوى الاجماع الوطني والجبهة الثورية .

    الى ذلك نفى عضو القيادة القطرية لحزب البعث القيادى فى تحالف المعارضة على الريح السنهورى فشل خطة المائة يوم وشدد على انها ليست محددة لاسقاط النظام وانما العمل على ازالة ما اسماه بالعشوائية والعصبية فى عمل التحالف .

    واعلن السنهورى طبقا لصحيفة "الراى العام" الصادرة الاثنين ، عن اعداد برنامج اخر قبل نهاية تلك الفترة لمائة يوم اخرى يكثف خلالها تعبئة الحماهير من خلال ندوات فى العاصمة والولايات منوها الى ان التوقيتات المحددة لتصعيد العمل الجماهيرى اما سقوط النظام فليس مرتبطا بالخطط التنظيمية واضاف ( اذا كان النظام يعتبر قوى الاجماع غير فعالة فلماذا يمنع ندواتها ).

    وفى المقابل اكد المتحدث باسم المؤتمر الوطنى ياسر يوسف فشل خطط المعارضة للاطاحة بالنظام وقال ان كل ما اعلنه لم ينتج شيئا وكان مصيره الفشل وقال ان المعارضة نفسها شيعت خطة المائة يوم منوها فى تصريحات لذات الصحيفة الى ان الخطة لم تكن مدروسة منذ البداية ولا اتفاق عليها وقال ان على المعارضة الاستعداد للانتخابات المقبلة .

    سودانتريبون


    --------------

    تخيير «الترابي» للحكومة وجالون البنزين.

    .خالد حسن كسلا
    التفاصيل
    نشر بتاريخ الأحد, 21 تموز/يوليو 2013

    08:00
    إذا كان حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي خيَّر الحكومة بين الذهاب بالحسنى أو مواجهة الثورة الشعبية، فإن هذه الحكومة هي الآن في وضع لا يضطرها للالتفات إلى تخيير الترابي، لكن إذا نجح هو في تحريك الشارع كما فعلت جبهة الهيئات عام «1964م» أو النقابات عام «1985م»، يمكن بعد ذلك أن يكون لتخييره قيمة سياسية. لكن الآن الأوضاع السياسية داخل ولاية الخرطوم مستقرة جداً ولا بأس بها، لذلك ليس هناك ما يدعو لمثل هذا التخيير الذي أطلقه الترابي.


    وهو بهذا التخيير يذكِّر بطرفة تقول بأن شخصاً غير سوي اشترى جالون بنزين وعلاّقة مفتاح، وقال الحمد لله لقد بقيت السيارة فقط. وها هو الترابي في مناخ استقرار سياسي جيد جداً يخيِّر الحكومة بين الذهاب بالحسنى بما يوفر كثيراً من دماء السودانيين أو مواجهة الثورة الشعبية. إن هذا التخيير هو جالون البنزلين وعلاّقة المفتاح. لكن السؤال المهم هنا هو: إذا لم يذهب النظام بالحسنى تاركاً خلفه الديمقراطية الرابعة التي شارك في انتخاباتها المؤتمر الشعبي وقدم عبد الله دينق نيال مرشحاً لرئاسة الجمهورية وآدم الطاهر حمدون مرشحاً لمنصب والي الخرطوم ودخل بعض أعضائه البرلمان، إذا لم يذهب بالحسنى فلماذا لا ينصح الترابي الناس بالصبر عليه بدلاً من أن يتحدّث عن إسالة دماء السودانيين؟!


    إن الدماء الآن تسيل في دارفور وجنوب كردفان بسبب أنشطة حركات التمرد، وحينما أطلق سراح الترابي ذات مرة قال عقب ذلك «أشكروا لإخوانكم في دارفور فإن الحريات لا تأتي إلا بحمل السلاح». انتهى. وقلنا إن التمرد في دارفور لم يكن بسبب الحريات، ولا الترابي ولا قادة التمرد الذين يدعو لشكرهم مؤهلون للحديث عن الحريات، وهذه الحقيقة لا تحتاج إلى شرح، فكل شيء واضح جداً دون تفاصيل مُملة. وإذا كان الترابي ينظر إلى الثورات الشعبية في بعض الدول العربية مثل مصر، فهي لم تندلع في السودان حتى الآن حتى تضع الحكومة أمام خيارين هما الذهاب بالحسنى أو الثورة.


    وإذا قرأ الترابي الساحة السياسية جيداً في السودان فسيجد أن ناخبي الرئيس البشير يمكن أن يقاوموا أي تحرّك ضد حكومة مرشحهم بطريقة ميدان رابعة العدوية، فالرجل له أنصاره الذين يمكن أن يعيدوه إلى الحكم بطريقة عودة نميري في 22/7/1971م، أو بطريقة عودة الإسلاميين إلى الحكم في تركيا بعد التآمر عليهم من قبل الجيش العلماني الأتاتوركي. وفي السودان يبدو أن الذي قرأ الساحة السياسية جيداً هو السيد الصادق المهدي، فهو كان رئيس وزراء منتخب نعم لكنه بعد النجاح الانتخابي الذي حققه فشل في حماية هذا النجاح الكبير وأفلتت من يده الديمقراطية الثالثة كما أفلتت من يد إسماعيل الأزهري الديمقراطية الثانية وخبرة الصادق السياسية بالتراكمات جعلته ينبذ العنف بعد مضي قرابة العقدين على خروجه متخفياً يوم عقد قران ابنته في عملية تهتدون المعروفة. ثم «أفلح» وعاد في عملية «تفلحون» . فهو لم يحافظ على ديمقراطية انتزعها الشارع من أخطر رئيس وأهيب هو جعفر نميري. لكن الترابي وهو في يأسه القديم لا يريد أن يقرأ الساحة من زاوية واقعية يريد أن يكيد بالتصريحات غير الواقعية فهو غاضب
                  

07-23-2013, 11:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    الترابي في ثياب الواعظينا... يهدي ويسب الماكرينا


    ساخن بارد


    محمد وداعة:


    تقدمة و ملاحظة عابرة لهذا المقال أن كل الصحف التي نقلت حديث الدكتور الترابي أمام مؤتمر حزبه أفادت بأن الدكتور قال إن السودان وجنوب السودان ممكن أن يتوحدا مرة أخرى في ظل حكم ديمقراطي ، عدا صحيفة الانتباهة والتي أوردت أن الترابي قال إن السودان وجنوب السودان لايمكن أن يتوحدا مرة أخرى ، والحديث الذى جرى يتعدى الرسائل السياسية ليبحث في منهج الفكرة وتطورها و اتعاظها ان كان قد حدث ، وربما يحتوي على انتهازية سياسية موغلة في استغفال من يخاطبهم الرجل سواء كانوا من رهطه وأهله أو القوى السياسية المعارضة أو الحكومة . كذلك احتوى الجزء الاكبر من الخطاب على رسائل عابرة للحدود وعلى الارجح لن تجد الاهتمام الكافى بها في هذا الوقت بالذات، حيث ان الدوائر المهتمة بالسودان تركز على الاوضاع الداخلية و تأثيرات ما يحدث في الجوار على الداخل، و نحن لن ننسى اذا نسى الدكتور الترابي انه كان صاحب الكلمة العليا ، كان الآمر الناهي لمدة عشر سنوات منذ 1989م وحتى 1999م ، كان يطاع قبل ان يأمر ، وكانت لديه الفرصة والامكانيات لعمل ماينادي به اليوم من موقع ادنى ،ولكنه بدلا من ذلك كان و دون هوادة يشن حربا جهادية في الجنوب وكانت الحريات و حقوق الانسان في أسوأ احوالها، و امتلأت السجون و المعتقلات في العاصمة و الاقاليم بالمعتقلين، و انني ان نسيت لن انسى ذلك المجند الشيخ الذي ارسلوه لي ليدخلني الاسلام و ليردني لجادة الصواب بعد ان تكون قد انهكتني قسوة الحبس وما يصاحبها ... ، ومتى كان الاصل هو الحرية يا شيخنا ؟ ففي تلك السنوات التي مثلت اقسى فترات حكم الانقاذ، اعتقالات و مصادرات لممتلكات الاحزاب ، في تلك الايام كان من يقومون بالانقلابات يعدمون في نهار رمضان ( في ايامنا هذه يحاكم الانقلابيون بأحكام خفيفة ويتم العفو عنهم ) و قد حدث هذا فلماذا لم يكن الاصل هو الحرية قبل بضع سنوات ؟ افكار جديدة مثيرة للجدل والاختلاف احتوى عليها خطاب الدكتور الترابي أمام شورى حزبه، فهو يقول إن التغيير اما سيكون (بالاحسان ) او بالانتفاضة، وان المحاسبة ستطال الذين أعتدوا على المال العام ، متجاهلا وضع حقوق الانسان والظلامات التي حدثت في هذه الفترة التي كان هو من يحكمنا، مشيرا لمنحهم العفو الا " من بغى على المال العام " ،و ليس لدينا علم بأن احدا من قوى الاجماع الوطني فوضه لتقديم مثل هذا العرض السخي ، وهو يقول إنهم جماعة ثقافية وفكرية في محاولة غير ذات جدوى بالرجوع للاصل ولفكرة الجماعة، وهو يقول بعالمية الفكرة وعبورها للحدود في أول أقتراب ملموس ومعلن من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين وربما كانت الرسالة تأخرت كثيرا بسبب ما آلت إليه أحوال الجماعة في مصر وأنقلاب الامور عليها بعد أن أضاعت أكبر فرصة لتسنم حركة اخوانية لمقاليد حكم أكبر دولة عربية بحجم وموقع ودور مصر ، ويقول الدكتور الترابي بعدم تسجيل الاحزاب وتصديق الصحف أصلا ،ناسيا أن كل القوانين المقيدة للحريات بما فيها قوانين التوالي السياسي وقانون الصحافة قد تمت اجازتها والعمل بها والدكتور الترابي رئيسا للبرلمان وفعليا كان هو من يدير خيوط حركة النظام وفي كل الاتجاهات، وهو يقول ان المؤتمر الشعبى عبارة عن جماعة ثفافية تنتج فكرا متجددا في كل العالم وشركة في الاقتصاد والمعاش وحزب سياسي،

    وقال نحن دفعة عالمية مواطنون من أهل السودان " ويزيد "علاقتنا عالمية ولاتعرف فصلا بين السودان والجنوب وتشاد وافريقيا الوسطى. بربكم هل ينطلي هذا على احد ؟ وهل تنتج الجماعة الثقافية انقلابات ؟ وماذا يعنينا نحن اهل السودان في هذا التوجه العابر للحدود؟. الترابي حاول ان يقدم صورة بريئة و زاهية لنفسه و ايهام الجميع انه اتعظ و استخلص دروس الماضي من تجربته ، ذلك بأن يحذر من الانقلاب العسكري ، وان كان هذا صحيحا فليس للترابي الا ان يتقدم بإدانة واضحة و صريحة لا تقبل التأويل لانقلاب 30 يونيو 1989 م ، وعليه ان يكشف عن التجاوزات التى تمت امام ناظريه او بتوجيهاته او التي سكت عليها ، و لكنه لن يفعل فمن شب على شئ شاب عليه. المحزن هو حال احزاب الاجماع الوطني فهي قد انخدعت ( لسحره ) ونسيت جبروته و طغيانه و سخريته منها عندما كان مالكا للسلطان و مهيمنا على ثروة السودان. ان ما يحدث في السودان قد اسس له الترابي في السنين العشر الاوائل من حكم الانقاذ ، و هو يتحمل كل اوزار الانقاذ و خطاياها ، و عليه ان يكف عن انتقادها فهو من بناها ومكن لها و قنن و شرع لها القوانين التى ظلت سارية حتى يومنا هذا. رسائل الترابي التي ارسلها من منصة حزبه واضحة كالشمس ، انه يريد السلطة و يتصرف على هذا الاساس،و على الاخرين من قوى الاجماع الوطني ان يتصرفوا على هذا الاساس
                  

07-24-2013, 11:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    طالع أهم وثيقة إصلاحية أعدَّها التيار الإصلاحي بحزب البشير


    طالع أهم وثيقة إصلاحية أعدَّها التيار الإصلاحي بحزب البشير


    07-24-2013 12:43 PM
    تيار بالوطني يطرح وثيقة تأسيسية للإصلاح

    يجب عدم تعطيل العدل لأجل التمكين السياسي لفئة وجماعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم، واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين «116» وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) «117» هود
    «الأسس و المبادئ»
    > منذ أن نال السودان استقلاله وبدأ مسيرته دولة ناشئة، وحتى اليوم، لا يزال يسعى جاهدًا لإحداث الانتقال من حال الضعف إلى حال القوة، متجاوزًا معيقات تقدمه، ما ورثها من الاستعمار وما كانت كامنة فيه، يسعى لبناء دولته الحديثة، ليحقق التنمية والرفاه، ويستوفي استقلال الأمة وسيادتها. وإن كان السودان قد كسب تحدي وجوده كدولة قائمة بإعلان الاستقلال، فإنه قد خسر تحدي استقراره السياسي، وأقعدته الخطوب عن القيام بواجبات النهوض والتنمية. بل إنه ليكاد في هذه اللحظة التاريخية يعود كرة أخرى ليواجه تحدي وجوده الذي يُفترض أنه قد تجاوزه.
    > لقد تضافرت عوامل عدة منذ الاستقلال لتورث نظامنا السياسي علله الراهنة. أولها، علل الدولة التي اضمحلت على مر الأيام كفاءتها وحيدتها وهيبتها؛ وانحازت إلى وظيفة التنفيذ على حساب وظائف التشريع والرقابة؛ وإلى هموم الحكومات ومن يمسكون بها على حساب هموم المجتمع وسواد الناس. وقد غدت مؤسسات الدولة بلا إستراتيجيات هادية، وضعف التزامها بحقوق المواطن وحرياته، وفي مقدمتها حرية التعبير وحرية التجمع والتنظيم؛ واختل نظام العدالة، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية؛ وأعدى داء الفساد المالي والإداري الذي أضحي مسلكاً لا يرتكبه بعض الأفراد فحسب بل نهجًا تسير به مؤسسات وهيئات باسم القانون والإجراءات الاستثنائية.

    * ولقد تناصرت تلك العلل، مع علل أخرى لتورث البلاد ضائقة اقتصادية هي خليط من ضعف البنية الاقتصادية واضطراب السياسات. ونتج عن ذلك تراجع التنمية ومعاناة جميع فئات المجتمع خاصة الفقيرة، سوى قلة قليلة، مما أدى إلى اتساع الفروق الاجتماعية، ثم تضاعفت مهددات الدولة بنشوء الحركات المسلحة لانتزاع مطالبها بالمغالبة، فانضاف بذلك عبء الحرب المثقل إلى الأعباء الأخرى.
    * وإن أزمات السودان قد أصابت علاقاته الخارجية، حتى أصبح دولة استجابة لا مبادرة، بينما موقعه وتاريخه، كلاهما، يرشحانه لأن يقود المبادرات الإقليمية التي تعيد تشكيل المنطقة وعلاقاتها.


    * لكن أخطر التهديدات التي يواجهها السودان اليوم جراء استخدام القبيلة أداة للتمكين السياسي المرحلي على حساب الوطن هي تفكك نسيجه الاجتماعي، وخطر أن يتحول التنوع فيه إلى وقود للاحتراب الأهلي عوضًا عن أن يكون مصدر ثراء، وأن يصبح الفضاء السياسي ساحة للصراعات القبلية وللممارسات العنصرية والإقصائية.
    * صحيح أن كثيرًا من علل السودان وأزماته عمَّقها وعقَّدها التدخل الخارجي والتضييق على السودان واستهداف وحدته منذ الاستقلال، لكن ذلك لا يكفي مبررًا وحيدًا لرفع الملام عن أخطاء السياسة وعبء المسؤولية الذي يتحمله الحكم الوطني، إذ ما كان لكيد الخارج أن يحقق أهدافه لولا ضعف الثقة في المجتمع وتفكك عناصر المقاومة الداخلية.
    * ومن ثم فإن المسؤولية الأخلاقية توجب النقد والمراجعة، دون خوف أو مواربة، ليس على صعيد الممارسة العملية فقط، بل على صعيد الأطروحات الفكرية والسياسية، حتى ينطلق مشروع إصلاحي حقيقي، يملك من الضمانات ما يكفي لعدم إعادة انتاج التاريخ.
    * إن مما يعقد التحديات والمخاطر التي يواجهها السودان هو غياب الرؤية الإستراتيجية تجاه الأوضاع الراهنة، وضعف المبادرات السياسية لحلها. لذلك فإن على القوى السياسية أن تنتقل من الشعارات والأهداف العريضة إلى اتخاذ مواقف جديدة تحمل معالجات عملية للتحديات والمخاطر. وهذه ليست مهمة لحزب واحد أو للحكومة وحدها، بل ينبغي النظر إليها ومقاربتها باعتبارها عبئاً وطنيًا مشتركًا ووظيفة عامة يتداعى إليها جميع السودانيين، فهذه الأوضاع ليست نتاج اللحظة الراهنة وحدها، بل هي نتاج تراكم تاريخي متصل. وليس الهدف من المبادرة تبرئة الذات وإلقاء المسؤولية على أفراد أو جماعة أو فئة، بل هي تنطلق من إحساس عميق بالهمّ المشترك والمسؤولية التضامنية.
    * إن المبادرة التي يطرحها هذا النداء ليست منبتة عن أصل ولا هي وليدة لحظة مفردة، بقدر ما هي امتداد لدعوات سبقت، وحوارات داخلية نقدية عميقة لتجربة الانقاذ وللتجربة السياسية السودانية عامة. فهي بذلك محاولة للنظر والاقتباس من تلك المبادرات، بما في ذلك أدبيات القوى السياسية المختلفة، تطرح مساهمة في معالجة التحديات التي يواجهها السودان.
    * ولا يصدر هذا النداء عن دعوى بامتلاك ناصية الحقيقة والاستئثار بجوهر الحكمة، لكنها تنطلق من إيمان بقدرة المجتمع على الفعل، وبأهلية الإنسان وإمكاناته لأن يمتلك مصيره برغم ما يحيط به من أسباب القنوط. ما تطمح إليه هذه المبادرة هو أن تبعث حراكاً إصلاحياً في أوصال السياسة وقواها المختلفة، حراكاً يتوسل إلى غاياته بتجميع صف السودانيين على الحدود الدنيا المتفق عليها لتكوين «جبهة سودانية متحدة» تقود التصدي لأهم واجبات المرحلة بالبناء على كل ما هو متفق عليه وتأجيل المختلف فيه إلى حين قيام انتخابات يرتضيها الجميع. حراكاً يؤسس لإقامة مجتمع مؤمن، وشعب حر، ودولة عادلة، وسلام مستدام، ووطن متحد، يستمد نهجه من سبل التدافع السلمي وتنظيم الإرادة الجماهيرية ودفعها وفق الدستور والقانون والأطر المدنية.
    * وليس الحراك الإصلاحي ممارسة يحتكرها تيار أو فئة، بل هو فاعلية نقدية بنّاءة ومتجددة للتاريخ وواقع الممارسة السياسية في السودان، هدفه الأقصى بلورة مشروع سياسي تنموي شامل لتجاوز خيار الوهن والاحتقان السياسي والاجتماعي والتراجع الاقتصادي. ويرتكز هذا المشروع على المرجعية الإسلامية والقِيم الحضارية التي أشار إليها الدستور عندما أكد أن الأديان «مصدر قوة وتوافق وإلهام». مرجعية تستمد قوتها ومضاءها من هدي الدين المؤكد لمبادئ الحرية والعدل وكرامة الإنسان، المعلي لمفهوم المسؤولية الفردية والجماعية، والصارم في إمضاء مبدأ المحاسبة وإزالة جميع أشكال الفساد والزيغ عن الاستقامة.
    * إن الحراك الإصلاحي ليس بدءاً جديدًا بالكلية، وإنما هو جهد يستند في أدبياته ومرجعياته إلى الحكم المستخَصة من التجربة السياسية السودانية متمثلة في دستوري السودان لسنتي 1998 و 2005 اللذين قعد بهما سوء التطبيق أكثر مما أضرت بهما علل المضامين. ويعمل الحراك الإصلاحي على تحقيق أهدافه استناداً إلى قوة الحجة والحوار وتفعيل الأطر السياسية التشريعية والتنفيذية والشعبية، وفق ما يكفله الدستور والقانون وما تجيزه اللوائح والنظم وأعراف الممارسة، وذلك وفق المرجعيات التالية:
    الإنسان


    المبدأ الأول هو محورية الإنسان السوداني في رؤية الحراك الإصلاحي، الذي يهدف في جوهره إلى صيانة أمن الإنسان واحترام كرامته وحفظ دينه وحماية حريته وتحقيق رفاهه، وذلك بالانصياع التام لمقتضى تكريم الخالق للإنسان وبإطلاق طاقاته وممكناته على نحو معزِّز لمبادرة الفرد في مجتمعه، ومؤكِّد لدور المجتمع في توجيه الدولة ونظمها. إن حرية الضمير والتفكير والتعبير، وعدالة النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهي الأساس الذي ينهض عليه المجتمع المتآلف والفاعل؛ ولا يجوز بأي حال التضحية بالحرية من أجل الأمن، أو تعطيل العدل من أجل التمكين السياسي أو الاقتصادي لفئة أو جماعة.
    الوطن ووحدته
    الوطن بسلامه ووحدته في مقدمة الأولويات. لأن الوطن هو موضع التكليف وهو الفضاء الذي تتحقق فيه الهوية والكرامة ومعنى الانتماء، فالحفاظ على وحدته وسلامه الاجتماعي ونموه الاقتصادي والثقافي هدف أسمى للحراك الإصلاحي. ولكي ما يتحقق ذلك لا بد من تحكيم مبادئ الدولة الحديثة والابتعاد عن النماذج التي تتخذ الدولة وسيلة لتغذية نزعات جهوية، أو مصالح طائفية، أو طموحات إيديولوجية على حساب المصلحة العامة ومقتضيات الشراكة الحقة في الوطن، إذ أن أولى لبنات مشروع البناء الإصلاحي هو تعميق مفهوم الشراكة والتكافؤ في الوطن واعتماد الحوار طريقاً أنجع لصياغة التوافق الوطني الشامل والدائم، وذلك وفق الآتي:
    الحرية والعدل هما أساس البناء الوطني الراسخ والناهض. فبسطهما وصيانتهما هو غاية الحراك الإصلاحي ومدار فعله.
    «ب» المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات
    «ج» تأكيد قومية أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وكفاءتها، بوضع الأسس والضوابط التي تمنع من جعل الدولة ملكية لفئة متغلبة، تستغلها وتسخرها لخدمة أهدافها والاستقواء بها إزاء شركائها في الوطن.
    «د» إنفاذ الإرادة الشعبية في تكوين أجهزة الدولة ومحاسبتها، وذلك من خلال ترسيخ ثقافة الشورى وتبني الإجراءات الديمقراطية الصارمة لضمان شروط العدالة وتكافؤ الفرص.
    «ح» اعتماد مبدأ التوازن واللا مركزية الإيجابية في السياسات الاقتصادية والتمثيل السياسي لترسيخ العدالة الاجتماعية ولمعالجة خلل التوازن في الفرص.
    التنوع الثقافي والفكري والهوية الوطنية
    الاحتفاء بالتنوع والتعددية التي يزخر بها السودان، باعتبارها آية ومنة من الله الخالق، وأنها مصدر ثراءٍ وقوةٍ جديرة بأن تُحمى وتُعزَّز في مناخ حُر وصحي يدفع بالحوار الإيجابي والتفاعل الواعي. فللسودان هوية متميزة هي نتاج طبيعي لعمق تاريخه وثراء ثقافته وتنوع مكوناته البشرية والطبيعية، والهوية هي بالضرورة مجموع لمتعدد، ينبغي أن تحترم مكوناته وألا تستخدم كأساس للإقصاء أو الصراع أو تهديد روابط الإخاء والتعايش السلمي المشترك. ويستوجب احترام التنوع والإيمان بمبدأ الحوار البناء بين الأديان عطفاً على الأخوه في الوطن والإنسانية وعملاً بواجب التعامل بالقسط والتعاون على البر والإحسان التي حضت عليها الشرائع السماوية، واجتناب المسالك التي تسعر الصراع الديني.
    السلام
    لئن كان السلام الدائم تحرسه القوة فإن الطريق إليه لا يتأتى إلا وفق بنية سياسية مستقرة يتراضى عليها الجميع، يؤمنون بها ويعملون على حمايتها وتطويرها. والتراضي الوطني شرطه إقامة العدل وتنفيذ حكم القانون وإزالة دواعي الغبن والاحتقان الاجتماعي والحيف الاقتصادي.
    التوافق الوطني
    الأوطان خاصة في مراحل النمو والتشكل تحتاج لبنية سياسية لا مغالبة فيها ولا إقصاء. لذا، فالتوافق الوطني شرط لازم لبناء الدولة الوطنية الحديثة وليس خيارًا تحتمه أو تلغية توازنات السياسة المحضة. وللوصول لهذا التوافق الوطني لا بد من ترسيخ ذهنية الانفتاح والتواصل، التي تعد الترياق الناجع ضد التعصب القبلي والجهوي والأيديولوجي الذي يهدد وجود السودان ويعوق فرص نموه وتطوره.
    المصلحة والتعاون مع المحيط الإقليمي والعالمي
    إن علاقات السودان الخارجية، الإستراتيجية منها والمرحلية، يجب أن تستند إلى أسس هي مزيج من المبادئ والمصالح الوطنية بما يؤدي إلى ترسيخ مفاهيم التعاون على البر وتحقيق المنافع المشروعة وفق المبادئ المشتركة والاحترام المتبادل بين السودان ومحيطه الإسلامي والإفريقي والعربي وبقية القوى والمنظومات الدولية. ويجب أن يكون السودان متعاونًا مع كل القوى الخيرة من أجل دعم السلم والعدالة الدولية واحترام خيارات الشعوب.
    التنمية والتحديث
    من أهم أهداف الحراك الإصلاحي هو إحداث التنمية الشاملة في أبعادها الثقافية والاقتصادية والتقنية. والتحديث يعني التعاطي الواعي مع الحضارة الكونية بما يحفظ هوية الفرد و المجتمع، ويؤسس لمنظور نقدي مقارن بين الخصوصية والعولمة يسمح بإبداع أصيل للأفكار وإنتاج المعارف وإرساء دعائم النهضة.
    > ملحوظة: تتوقف هذه الوثيقة عند حدود الحجج التأسيسية للإصلاح، وتحجم عن تقديم صيغ ومقترحات عملية للإصلاح إلى وقت آخر قريب. ومع ذلك تظل هذه الورقة التأسيسية مفتوحة للجدل والإضافة والاستدراك من قبل المطلعين عليها، عملاً بمبدأ الشورى المفتوحة التي تهدف للتجويد والتكميل.

    الانتباهة

    -------------------

    المحكمة تواصل النظر في قضية وزير الأوقاف السابق


    المحكمة تواصل النظر في قضية وزير الأوقاف السابق






    07-24-2013 12:36 PM

    الخرطوم:عزالدين ارباب:


    استمعت محكمة الخرطوم شمال امس الى متحري نيابة الثراء الحرام والمشبوه في القضية التي يواجه فيها وزير الارشاد والاوقاف السابق ازهري التجاني و2 من الموظفين تهما تتعلق بتبديد المال العام كما استجوبت المتهم.
    وقدم المتحري مستند اتهام عبارة عن عقد بين المتهم الاول الامين العام للاوقاف بالداخل الطيب مختار و المتهم الثاني الامين العام بالخارج براتب شهري 20 مليون جنيه، وقال المتحري ان العقد بين المتهم الاول والثاني مخالف للقرار الوزاري 485 لسنة 2002 بالاضافة الي القرار رقم 26 لسنة 2008 الصادرين من وزارة مجلس الوزراء القاضيين بتحديد مخصصات الخبراء الوطنيين والمستشارين، وان تحديد مبلغ 20 الف جنيه راتبا للامين العام يوقع الاطراف تحت قانون الاثراء الحرام.
    واستجوبت هيئة الدفاع والتي يقودها وزير العدل السابق سبدرات، المتحري وافاد بأن القرار الوزاري المذكور يستند على المادة 24 من لائحة قانون الخدمة العامة وردت هيئة الدفاع ان اللوائح التي استند عليها العقد جاءت بموجب لوائح من قوانين خاصة، وهي تختلف عن لائحة قانون الخدمة العامة.
    وحدد قاضي المحكمة يوم 19 من اغسطس لسماع الشاكي في البلاغ وهو موظف بديوان الاوقاف.

    الصحافة

    ----------------

    الأمين العام للحركة الإسلامية " جناح حزب البشير " يدعو إلى توحيد أهل القبلة بالسودان


    الأمين العام للحركة الإسلامية


    07-24-2013 08:52 AM

    دعا الأمين العام للحركة الإسلامية "الزبير أحمد الحسن" إلى وحدة أهل القبلة لتفويت الفرصة لأعداء الإسلام ومواجهة التحديات التي تعترى مسيرة الأمة الإسلامية في السودان، وطالب "الزبير" خلال مخاطبته الإفطار السنوي لهيئة علماء السودان الذي أقيم أمس الأول بمقر الهيئة بالخرطوم، طالب علماء السودان للإطلاع بدورهم بتحقيق ذلك. من جهته أكد بروفيسور "محمد عثمان صالح" رئيس هيئة علماء السودان خلال مخاطبته لضيوف الهيئة عزم علماء السودان على المضي قدماً على ذات الدرب والنهج النبوي الشريف والسلف الصالح في نشر الدعوة إلى الله وتحقيق قيم التواصل والتعاضد والتراحم لتحقيق الوحدة الوطنية بين كل مكونات الأمة السودانية مسلمين وغيرهم، إلى ذلك طرح الأمين العام للهيئة دكتور "إبراهيم الكاروري" خلال مخاطبته برنامج أعمال الهيئة للفترة القادمة والذي سيتم تنفيذه عبر أمانات الولايات تحت اشراف الأمانة العامة وحوى البرنامج موجهات عامة تمثل الأهداف الكلية للهيئة في المرحلة المقبلة والتي وصفها بأنها دقيقة وتتطلب الصبر والمصابرة لإخراج الأمة من الضيق والتشرزم.
    من جهته وصف عضو هيئة علماء السودان "كندة غبوش الإمام" إفطار الهيئة بأنه بمثابة مؤتمر إسلامي جامع ضم كل ألوان الطيف الإسلامي. وأضاف في تصريحاتٍ صحفية على أن الإفطار قد شهد حضوراً نوعياً لقيادات الحركة الإسلامية بقيادة أمينها العام "الزبير" ورئيس شورى الحركة الإسلامية "مهدي إبراهيم" بجانب أمين الحركة بولاية الخرطوم "عبد القادر محمد زين" وآخرين إضافة لممثلي الطرق الصوفية وهيئة شؤون الأنصار وجبهة الدستور الإسلامي والجماعات السلفية. وأشاد "كندة غبوش" بجهود الأمين العام السابق للحركة الإسلامية علي عثمان محمد طه لدعمه الكبير والمقدر لمسلمي جبال النوبة خلال توليه الأمانة العامة للحركة الإسلامية، فقد أسهم بدور كبير في تثبيت مسيرة الدعوة بالمنطقة وقيادات مسلمي جبال النوبة وعدم انضمامهم إلى صفوف الحركة الشعبية مطالباً الأمين العام الجديد "الزبير أحمد الحسن" بالسير على ذات النهج استكمالاً لما بدأه سلفه طه دعماً لمسيرة الدعوة والمسلمين في جبال النوبة.

    المجهر
                  

07-26-2013, 06:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    د.غازي صلاح الدين يكتب : نداء الإصلاح الأسس والمبادئ


    د.غازي صلاح الدين يكتب : نداء الإصلاح الأسس والمبادئ






    07-26-2013 07:59 AM

    غازي صلاح الدين


    * منذ أن نال السودان استقلاله وبدأ مسيرته دولة ناشئة، وحتى اليوم، لا يزال يسعى جاهدا لإحداث الانتقال من حال الضعف إلى حال القوة، متجاوزا معيقات تقدمه، ما ورثها من الاستعمار وما كانت كامنة فيه، يسعى لبناء دولته الحديثة، ليحقق التنمية والرفاهة، ويستوفي استقلال الأمة وسيادتها. وإن كان السودان قد كسب تحدي وجوده كدولة قائمة بإعلان الاستقلال، فإنه قد خسر تحدي استقراره السياسي، وأقعدته الخطوب عن القيام بواجبات النهوض والتنمية، بل إنه ليكاد في هذه اللحظة التاريخية يعود كرة أخرى ليواجه تحدي وجوده – الذي يفترض أنه قد تجاوزه.

    * لقد تضافرت عوامل عدة منذ الاستقلال لتورث نظامنا السياسي علله الراهنة. أولها، علل الدولة التي اضمحلت على مر الأيام كفاءتها وحيدتها وهيبتها، وانحازت إلى وظيفة التنفيذ على حساب وظائف التشريع والرقابة، وإلى هموم الحكومات ومن يمسكون بها على حساب هموم المجتمع وسواد الناس. وقد غدت مؤسسات الدولة بلا استراتيجيات هادية، وضعف التزامها بحقوق المواطن وحرياته، وفي مقدمتها حرية التعبير وحرية التجمع والتنظيم، واختل نظام العدالة، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية، وازداد داء الفساد المالي والإداري الذي أضحي مسلكاً لا يرتكبه بعض الأفراد فحسب بل نهج تسير به مؤسسات وهيئات باسم القانون والإجراءات الاستثنائية.

    * ولقد تناصرت تلك العلل، مع علل أخرى لتورث البلاد ضائقة اقتصادية هي خليط من ضعف البنية الاقتصادية واضطراب السياسات. ونتج عن ذلك تراجع التنمية ومعاناة جميع فئات المجتمع خاصة الفقيرة، سوى قلة قليلة، مما أدى إلى اتساع الفروق الاجتماعية، ثم تضاعفت مهددات الدولة بنشوء الحركات المسلحة لانتزاع مطالبها بالمغالبة، فازداد بذلك عبء الحرب المثقل إلى الأعباء الأخرى.

    * وإن أزمات السودان قد أصابت علاقاته الخارجية، حتى أصبح دولة استجابة لا مبادرة، بينما موقعه وتاريخه، كلاهما، يرشحانه لأن يقود المبادرات الإقليمية التي تعيد تشكيل المنطقة وعلاقاتها.

    إن أخطر التهديدات التي يواجهها السودان اليوم جراء استخدام القبيلة أداة للتمكين السياسي المرحلي على حساب الوطن هي تفكك نسيجه الاجتماعي، وخطر أن يتحول التنوع فيه إلى وقود للاحتراب الأهلي عوضا عن أن يكون مصدر ثراء، وأن يصبح الفضاء السياسي ساحة للصراعات القبلية وللممارسات العنصرية والإقصائية.

    * صحيح أن كثيرا من علل السودان وأزماته عمقها وعقدها التدخل الخارجي والتضييق على السودان واستهداف وحدته منذ الاستقلال، لكن ذلك لا يكفي مبررا وحيدا لرفع الملام عن أخطاء السياسة وعبء المسؤولية الذي يتحمله الحكم الوطني، إذ ما كان لكيد الخارج أن يحقق أهدافه لولا ضعف الثقة في المجتمع وتفكك عناصر المقاومة الداخلية.

    * ومن ثم فإن المسؤولية الأخلاقية توجب النقد والمراجعة، دون خوف أو مواربة، ليس على صعيد الممارسة العملية فقط، بل على صعيد الأطروحات الفكرية والسياسية، حتى ينطلق مشروع إصلاحي حقيقي، يملك من الضمانات ما يكفي لعدم إعادة إنتاج التاريخ.

    * إن مما يعقد التحديات والمخاطر التي يواجهها السودان هو غياب الرؤية الإستراتيجية تجاه الأوضاع الراهنة، وضعف المبادرات السياسية لحلها. لذلك فإن على القوى السياسية أن تنتقل من الشعارات والأهداف العريضة إلى اتخاذ مواقف جديدة تحمل معالجات عملية للتحديات والمخاطر. وهذه ليست مهمة لحزب واحد أو للحكومة وحدها، بل ينبغي النظر إليها ومقاربتها باعتبارها عبئاً وطنيا مشتركا ووظيفة عامة يتداعى إليها جميع السودانيين، فهذه الأوضاع ليست نتاج اللحظة الراهنة وحدها، بل هي نتاج تراكم تاريخي متصل. وليس الهدف من المبادرة تبرئة الذات وإلقاء المسؤولية على أفراد أو جماعة أو فئة، بل هي تنطلق من إحساس عميق ببالهم المشترك والمسؤولية التضامنية.

    * إن المبادرة التي يطرحها هذا النداء ليست منبتة عن أصل ولا هي وليدة لحظة مفردة، بقدر ما هي امتداد لدعوات سبقت، وحوارات داخلية نقدية عميقة لتجربة الإنقاذ وللتجربة السياسية السودانية عامة. فهي بذلك محاولة للنظر والاقتباس من تلك المبادرات، بما في ذلك أدبيات القوى السياسية المختلفة، تطرح مساهمة في معالجة التحديات التي يواجهها السودان.

    * ولا يصدر هذا النداء عن دعوى بامتلاك ناصية الحقيقة والاستئثار بجوهر الحكمة، لكنها تنطلق من إيمان بقدرة المجتمع على الفعل، وبأهلية الإنسان وإمكاناته لأن يمتلك مصيره برغم ما يحيط به من أسباب القنوط. ما تطمح إليه هذه المبادرة هو أن تبعث حراكاً إصلاحياً في أوصال السياسة وقواها المختلفة، حراكاً يتوسل إلى غاياته بتجميع صف السودانيين على الحدود الدنيا المتفق عليها لتكوين "جبهة سودانية متحدة" تقود التصدي لأهم واجبات المرحلة بالبناء على كل ما هو متفق عليه وتأجيل المختلف فيه إلى حين قيام انتخابات يرتضيها الجميع. حراكاً يؤسس لإقامة مجتمع مؤمن، وشعب حر، ودولة عادلة، وسلام مستدام، ووطن متحد، يستمد نهجه من سبل التدافع السلمي وتنظيم الإرادة الجماهيرية ودفعها وفق الدستور والقانون والأطر المدنية.

    * وليس الحراك الإصلاحي ممارسة يحتكرها تيار أو فئة، بل هو فاعلية نقدية بنّاءة ومتجددة للتاريخ وواقع الممارسة السياسية في السودان، هدفه الأقصى بلورة مشروع سياسي تنموي شامل لتجاوز خيار الوهن والاحتقان السياسي والاجتماعي والتراجع الاقتصادي. ويرتكز هذا المشروع على المرجعية الإسلامية والقيم الحضارية التي أشار إليها الدستور عندما أكد أن الأديان "مصدر قوة وتوافق وإلهام". مرجعية تستمد قوتها ومضاءها من هدي الدين المؤكد لمبادئ الحرية والعدل وكرامة الإنسان، المعلي لمفهوم المسؤولية الفردية والجماعية، والصارم في إمضاء مبدأ المحاسبة وإزالة جميع أشكال الفساد والزيغ عن الاستقامة.

    * إن الحراك الإصلاحي ليس بدءاً جديدا بالكلية، وإنما هو جهد يستند في أدبياته ومرجعياته على الحكم المستخلصة من التجربة السياسية السودانية متمثلة في دستوري السودان لسنتي 1998 و2005 اللذين قعد بهما سوء التطبيق أكثر مما أضرت بهما علل المضامين. ويعمل الحراك الإصلاحي على تحقيق أهدافه استناداً على قوة الحجة والحوار وتفعيل الأطر السياسية التشريعية والتنفيذية والشعبية، وفق ما يكفله الدستور والقانون وما تجيزه اللوائح والنظم وأعراف الممارسة، وذلك وفق المرجعيات التالية:

    الإنسان

    المبدأ الأول هو محورية الإنسان السوداني في رؤية الحراك الإصلاحي، الذي يهدف في جوهره إلى صيانة أمن الإنسان واحترام كرامته وحفظ دينه وحماية حريته وتحقيق رفاهة، وذلك بالانصياع التام لمقتضى تكريم الخالق للإنسان وبإطلاق طاقاته وممكناته على نحو معزز لمبادرة الفرد في مجتمعه، ومؤكد لدور المجتمع في توجيه الدولة ونظمها. إن حرية الضمير والتفكير والتعبير، وعدالة النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهي الأساس الذي ينهض عليه المجتمع المتآلف والفاعل، ولا يجوز بأي حال التضحية بالحرية من أجل الأمن، أو تعطيل العدل من أجل التمكين السياسي أو الاقتصادي لفئة أو جماعة.

    الوطن ووحدته

    الوطن بسلامه ووحدته في مقدمة الأولويات، لأن الوطن هو موضع التكليف وهو الفضاء الذي تتحقق فيه الهوية والكرامة ومعنى الانتماء، فالحفاظ على وحدته وسلامه الاجتماعي ونموه الاقتصادي والثقافي هدف أسمى للحراك الإصلاحي. ولكي ما يتحقق ذلك لابد من تحكيم مبادئ الدولة الحديثة والابتعاد عن النماذج التي تتخذ الدولة وسيلة لتغذية نزعات جهوية، أو مصالح طائفية، أو طموحات إيديولوجية على حساب المصلحة العامة ومقتضيات الشراكة الحقة في الوطن، إذ إن أولى لبنات مشروع البناء الإصلاحي هو تعميق مفهوم الشراكة والتكافؤ في الوطن واعتماد الحوار كطريق أنجع لصياغة التوافق الوطني الشامل والدائم، وذلك وفق الآتي:

    الحرية والعدل هما أساس البناء الوطني الراسخ والناهض. فبسطهما وصيانتهما هو غاية الحراك الإصلاحي ومدار فعله.

    (ب) المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات.

    (ج) تأكيد قومية أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وكفاءتها، بوضع الأسس والضوابط التي تمنع من جعل الدولة ملكية لفئة متغلبة، تستغلها وتسخرها لخدمة أهدافها والاستقواء بها إزاء شركائها في الوطن.

    (د) إنفاذ الإرادة الشعبية في تكوين أجهزة الدولة ومحاسبتها، وذلك من خلال ترسيخ ثقافة الشورى وتبني الإجراءات الديمقراطية الصارمة لضمان شروط العدالة وتكافؤ الفرص.

    (ح) اعتماد مبدأ التوازن والمركزية الإيجابية في السياسات الاقتصادية والتمثيل السياسي لترسيخ العدالة الاجتماعية ولمعالجة خلل التوازن في الفرص.

    التنوع الثقافي والفكري والهوية الوطنية

    الاحتفاء بالتنوع والتعددية التي يذخر بها السودان، باعتبارها آية ومنة من الله الخالق، وأنها مصدر ثراء وقوة جديرة بأن تحمى وتعزز في مناخ حر وصحي يدفع بالحوار الإيجابي والتفاعل الواعي. فللسودان هوية متميزة هي نتاج طبيعي لعمق تاريخه وثراء ثقافته وتنوع مكوناته البشرية والطبيعية، والهوية هي بالضرورة مجموع لمتعدد، ينبغي أن تحترم مكوناته وألا تستخدم كأساس للإقصاء أو الصراع أو تهديد روابط الإخاء والتعايش السلمي المشترك. ويستوجب احترام التنوع والإيمان بمبدأ الحوار البناء بين الأديان عطفاً على الأخوة في الوطن والإنسانية وعملا بواجب التعامل بالقسط والتعاون على البر والإحسان التي حضت عليها الشرائع السماوية، واجتناب المسالك التي تسعر الصراع الديني.

    السلام

    لئن كان السلام الدائم تحرسه القوة فإن الطريق إليه لا يتأتى إلا وفق بنية سياسية مستقرة يتراضى عليها الجميع، يؤمنون بها ويعملون على حمايتها وتطويرها. والتراضي الوطني شرطه إقامة العدل وتنفيذ حكم القانون وإزالة دواعي الغبن والاحتقان الاجتماعي والحيف الاقتصادي.

    التوافق الوطني

    الأوطان خاصة في مراحل النمو والتشكل تحتاج لبنية سياسية لا مغالبة فيها ولا إقصاء. لذا، فالتوافق الوطني شرط لازم لبناء الدولة الوطنية الحديثة وليس خيار تحتمه أو تلغية توازنات السياسة المحضة. وللوصول لهذا التوافق الوطني لابد من ترسيخ ذهنية الانفتاح والتواصل، التي تعد الترياق الناجع ضد التعصب القبلي والجهوي والأيديولوجي الذي يهدد وجود السودان ويعوق فرص نموه وتطوره.

    المصلحة والتعاون مع المحيط الإقليمي والعالمي

    إن علاقات السودان الخارجية، الإستراتيجية منها والمرحلية، يجب أن تستند إلى أسس هي مزيج من المبادئ والمصالح الوطنية بما يؤدي إلى ترسيخ مفاهيم التعاون على البر وتحقيق المنافع المشروعة وفق المبادئ المشتركة والاحترام المتبادل بين السودان ومحيطه الإسلامي والإفريقي والعربي وبقية القوى والمنظومات الدولية، ويجب أن يكون السودان متعاونا مع كل القوى الخيرة من أجل دعم السلم والعدالة الدولية واحترام خيارات الشعوب.

    التنمية والتحديث

    من أهم أهداف الحراك الإصلاحي هو إحداث التنمية الشاملة في أبعادها الثقافية والاقتصادية والتقنية. والتحديث يعني التعاطي الواعي مع الحضارة الكونية بما يحفظ هوية الفرد والمجتمع، ويؤسس لمنظور نقدي مقارن بين الخصوصية والعولمة يسمح بإبداع أصيل للأفكار وإنتاج المعارف وإرساء دعائم النهضة.

    ملحوظة: تتوقف هذه الوثيقة عند حدود الحجج التأسيسية للإصلاح، وتحجم عن تقديم صيغ ومقترحات عملية للإصلاح إلى وقت آخر قريب. ومع ذلك تظل هذه الورقة التأسيسية مفتوحة للجدل والإضافة والاستدراك من قبل المطلعين عليها، عملا بمبدأ الشورى المفتوحة التي تهدف للتجويد والتكميل.


    الشرق


    -----------------

    اجتماعات مغلقة بين عمر البشير وغازى صلاح الدين

    July 26, 2013

    65881(حريات)

    كشف عضو بمجموعة (سائحون) عن اجتماعات مغلقة بين المشير عمر البشير وغازى صلاح الدين .

    وكتب عضو المجموعة الملقب بسيد الكارو فى صفحة (سائحون) : ( فيما يتعلق بالتعديل الوزاري القادم الشي المؤكد بالنسبة لي ان البشير ظل يجتمع ولمدة اربعة ايام كاملة بغازي صلاح الدين لوحدهم في بيته من بعد صلاة التراويح وحتي بعد منتصف الليل ، وكان من المقرر ان يسافر غازي لاداء العمرة مع اسرته الا انهم غادرو امس الاول من دونه. الجدير بالذكر ان غازي انقطعت علاقته بالبشير من قبل مؤتمر الحركة الاسلامية العام الماضي بل وجري التحقيق معه في موضوع انقلاب ود ابراهيم كما لم يحضر اي اجتماع للمكتب القيادي غير مرة او مرتين طيلة التسعة اشهر الماضية. تقول بعض المصادر ان التاخير في اعلان التعديل مرتبط بدورة البرلمان التي تبدأ بعد العيد والتي مطلوب منها تعديل الدستور وتعيين رئيس وزراء يجهز للانتخابات وانتخاب رئيس جديد للمجلس في الغالب سيكون النائب الاول علي عثمان ، غازي في حواره مع البشير حمل مطالب التيار الاصلاحي التي تطالب بفصل الحزب عن جهاز الدولة واطلاق الحريات الصحفية كخطوة ضرورية لمحاربة الفساد والطلب الاصعب اخراج الحاشية الفاسدة المحيطة بالرئيس … ).

    هذا ويعتبر ما يسمى باصلاحىى المؤتمر الوطنى غازى صلاح الدين قائدهم الاول ، وقد صرح اكثر من مرة ان المطلوب حالياً خلاف تغيير اشخاص الحاكمين تغيير المناخ العام ومناهج الحكم وبرامجه ، ويأخذ مراقبون عديديون على غازى عدم استعداده لمواجهة المجموعة المتنفذة وتحمل ما تتطلبه هذه المواجهة من اكلاف فضلاً عن ان مواقفه تتغير بتغير مواقعه


    ---------------
    علي الطريقة السودانية (المديدة حرقتني) : القطبي يؤجج الصراع بين (الصقور) وقوش!!

    July 26, 2013

    بكري الصائغ

    [email protected]

    and#1633;-
    بث موقع (الراكوبة) الموقر بتاريخ يوم الأربعاء 15- مايو 2013، خبرآ جاء تحت عنوان:
    ( حزب البشير: تغييرات وشيكة في الحزب والدولة لمصلحة الشباب)،

    وجاء في سياق الخبر:
    (ان المؤتمر الوطني قد كشف عن تغييرات وشيكة داخل أجهزة الحزب والدولة لصالح قطاعات الشباب، وأماط الحزب اللثام عن رغبة رئيسه عمر البشير في إحداث تغيير لصالح الشباب في المرحلة القادمة. ودعا الشباب لتحمل المسؤولية والاستعداد للمرحلة المقبلة، وطالب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د. الحاج ادم يوسف، في مؤتمر صحفي عقب لقاء له مع أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني «كل الذين تقدم بهم العمر في اجهزة الحزب والدولة بإفساح المجال للشباب اينما كانوا، وقال «ان الشباب هم الطاقة التي تصنع التغيير في الحاضر والمستقبل، ونعول عليهم ان يكونوا قادة البلاد علي جميع المستويات»).

    and#1634;-
    ولكن هذا التصريح لم يجد اي ردود فعل عليه من قبل الاعضاء الكبار والصغار في الحزب ، رغم انه تصريح حزبي هام وصدر من شخصية هامة بالمؤتمر الوطني، وجاء التجاهل علي اعتبار انه تصريح لم يصدر من رئيس المؤتمر الوطني شخصيآ- ، وان اي تصريحآ لا يصدر منه لا يكون محل اهتمام او تعليق.

    ومر الخبر وقتها – قبل and#1639;and#1632; يومآ مضت – مرور الكرام، وطواه النسيان، واعتبر اعضاء الحزب ان تصريح رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د. الحاج ادم يوسف، واعلن فيه رغبة الحزب في إحداث تغيير لصالح الشباب في المرحلة القادمة هي “نكتة سخيفة” ماكان يجب ان تقال وتصدر منه ، خصوصآ وان الحاج ادم يوسف الذي يطالب بازاحة الشيوخ، هو نفسه واحدآ من الذين اكل عليهم الدهر وشرب.

    and#1635;-
    وجاءت الأخبار الاخيرة -وقبل ايام قليلة مضت- في هذا الشهر الحالي وتفيد، بان رئيس لجنة الأمن والشؤون الخارجية بالمجلس الوطني محمد الحسن الأمين، ، قد اعلن عن تغييرات واسعة ستجريها الحكومة على مختلف مستويات الحكم، لاستيعاب الأجيال الجديدة. وأبان أن تلك التغييرات تجئ ضمن جملة من التدابير لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية.

    and#1636;-
    ولكن… ويالغرابة مايجري داخل حزب المؤتمر الوطني من غرائب وسكوت وصمت، فهذه المرة ايضآ لم يعلق احدآ من اعضاء الحزب علي ما ادلي به رئيس لجنة الأمن والشؤون الخارجية بالمجلس الوطني محمد الحسن الأمين في يوم and#1633;and#1640; يوليو الحالي، بخصوص هذه التغييرات الجذرية الهامة!!

    and#1637;-
    لم يبدي احدآ من كبار اعضاء المؤتمر الوطني عن رأيه علي عزم الحزب الحاكم الاطاحة بالشيوخ، وبالشخصيات السياسية التي امضت اكثر من عشرين عامآ وهي تتنقل من وزارة لاخري، ومن موقع سيادي لأخر بلا توقف!!،

    and#1638;-
    ظاهرة غريبة لمسناها كلنا خلال الايام السابقة، ان كل اعضاء الحزب، رجالآ كانوا او نساءآ، وما همس احدآ منهم بتعليق او نقدآ -سلبآ كان او ايجابآ- حول عزم البشير علي احلال الشباب محلهم لكي يقودوا البلاد بصورة مغايرة!!.

    and#1639;-
    ومانطق احدآ من اصحاب الوظائف الكبيرة بالمؤتمر الوطني بحرفآ ، معترضآ او مؤيدآ تصريح البشير باجراء تغييرات مرتقبة ستطال كهنة الحزب!!

    and#1640;-
    وسكتت اجهزة الحزب الحاكم الرسمية كلها تمامآ عن ابداء اي رأي او تعليق لحين الاعلان النهائي عن التغييرات في الشهر القادم بعد عيد الفطر…

    وسكتت الصحف المحلية ايضآ ومعها باقي الاجهزة الاعلامية – المسيسة والحرة – عن بث او نشر اي اخبار اوتعليقات حول التغييرات المرتقبة، وان كانت بعض المقالات القليلة العدد قد قامت الصحف بنشرها الا انها ماجاءت بجديد.

    and#1641;-
    وفي ظل هذا السكون المبهم الذي خيم علي الحزب الحاكم خلافآ للعادة، والاجواء الضبابية والقلق النفسي والتوترات- خاصة عند غالبية اعضاء الحزب- الذين دارت حولهم علامات استفهام وان كانوا هم اول المغادرين…. راح الدكتور قطبي المهدي وبخباثة شديدة ويصرح بانه لم يستبعد:

    ( ان يضم التعديل الوزاري المرتقب وجوه التيار الاصلاحي بحزب المؤتمر الوطني الذي يقوده غازي صلاح الدين و صلاح قوش والعميد محمد ابراهيم الشهير بـود ابراهيم ،رغم انه لم يرَ ما يقتضي ذلك، معتبرا ان سياسات التغيير تعني ان تضع الشخص المناسب في المكان المناسب،وليس فرض شخصيات بعينها)!!.

    and#1633;and#1632;-
    ان من يقرأ بعناية شديدة تصريح القطبي ويتمعن مابين السطور، يجد انه تصريح استفزازي صريح وواضح بلا لف ولادوران معنون ومباشرة ل(صقور) الحزب الذين اغلبهم عجايز!!،

    and#1633;and#1633;-
    ان تصريح القطبي هدفه وان تصل رسالته الشامتة لكل (الصقور) ومعهم ايضآ (الحمائم)، بان قوش والعميد محمد ابراهيم واخرين ( من المغضوبيين عليهم من قبل الصقور)، هم القادمون الجدد بشدة لداخل الحزب…. و(توووش) …معتدل مارش ياجنرالات لاحتلال مناصب القصر الدستورية…والوزارات السيادية في الحكومة!!.. .

    and#1633;and#1634;-
    تصريح القطبي بمثابة العادة السودانية ( المديدة حرقتني) وتاجيج الصراع بين الخصمان!!… فمن ياتري سيكون المبادر ب(كشح) التراب في وجه الاخر: (الصقور) ام قوش وجماعته ?!!…..

    ولا افهم لماذا لم سمح جهاز الأمن بنشر الخبر، وهو الجهاز الذي تعمد وحجب اي اخبار او مواضيع عن قوش والعميد محمد ابراهيم …الا اذا كان هذا الجهاز يريد ان يزيد من حدة (الـكعة)?!!

    and#1633;and#1635;-
    واخيرآ، الشعب السوداني لا يهمه بقليل او كثير التغييرات الحزبية القادمة، فهي امور تخص الحزب الفاسد..ولايهمنا ان يروح علي عثمان ويأتي بدلآ عنه (جاهل صغير في السن)!! من ابناء او احفاد اعضاء المؤتمر..او ان يطير النافع ويحل محله ابن الميرغني الثاني او بنت الصادق، فالشعب المكتول كمد لايهمه الا التغيير الجذري القادم قريبآ باذن الله تعالي.


    ---------------

    البنك المركزي يلغي حظر شركات قوش


    البنك المركزي يلغي حظر شركات قوش


    07-26-2013 02:44 PM
    الغى بنك السودان الحظر عن ارصدة شركات مدير جهاز أمن حزب البشير السابق صلاح قوش وكان بنك السودان قد حظر ارصدة الشركات الثلاث وهي المقرة للحلول المتكاملة والفريق الطبية ونبتة عقب القبض عليه بتهمة القيام بمحاولة انقلابية قبل سبعة اشهر.



                  

07-27-2013, 09:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)


    أسئلة للدكتور غازي صلاح الدين

    July 27, 2013

    شريفة شرف الدين

    [email protected]

    استحلف الدكتور غازي صلاح الدين وهو صائم رمضان أن يرد .. أليس مشروعكم الاسلاموي كله فاشل؟ لماذا تتكلم الآن بعد ثلاثة و عشرين سنة من الصمت؟ من الذي تخاطبه بمقالك؟ ألا ترى أن الشعب السوداني قد فقد الثقة فيكم و أن مجرد ظهوركم على أجهزة الإعلام يجعله يستعيذ بالله و يرجوه الخلاص منكم؟

    يتفق كثيرون على أن الدكتور غازي صلاح الدين العتباني رجل متعمق ثقافة و فكرا و أنه – ظاهرا- من أهدأ سيئي الإنقاذ حين يتعلق الأمر بالشأن الكلامي و الخطابي و لنتفق على أنه لا يتعامل بردود الأفعال شأن أقرانه الذين يزبدون و يرعدون لأيما قضية سيما تلك التي تمسهم على نحو شخصي. أمسك الدكتور غازي ملف نيفاشا منذ بدايته فلما كادت القدر تنضج بما فيها قفز على عثمان محمد طه و نسب الاتفاقية و ما آلت إليها إلى نفسه بينما انزوى غازي صامتا و لم تسعفه حتى حكمة الدجاجة الحمراء التي أعلنتها صراحة أن الفول فولها زرعته وحدها و حصدته وحدها و تأكله وحدها.

    في آخر مقال له نشرته الراكوبة من الشرق تحت عنوان .. نداء الإصلاح الأسس و المبادئ كتب كعادة الانقاذيين كلاما فضفاضا هلاميا ظل الشعب السوداني يسمعه على مدى عقدين كاد نصفهما يكتمل دون أن يرى من أثر كل ذلك الكلام إلا تدهورا في كافة الأصعدة بدءا بالإنسان الذي كرمه الله من فوق سبع سموات و انتهاء بالاقتصاد الذي دمره الإنقاذييون حتى تركوه هباء صفصفا و الأسوأ على الإطلاق أن الإنقاذ قد رصفت الطريق المستقبلي لصراعات قبلية و جهوية تغذيها سموم الفتنة التي حقنوا بها شريان الإنسان السوداني المتسامح.

    إن الدفوعات الكلامية التي تقدم بها الدكتور غازي و أطلق عليها نداء الإصلاح دلالة قاطعة على أن هناك فسادا هائلا خلفه الإنقاذييون بمن فيهم غازي صلاح الدين .. ثم أردف نداء الإصلاح بكلمتي الأسس و المبادئ و لكن مهما نمق الدكتور غازي الكلام و ألبسه ثوب المنطق فإنه لم يأتي بجديد غفل عنه الدستور المعطل عن التنفيذ .. تكلم عن الإنسان حقوقه و واجباته و الاعتراف به و لكن هذا الإنسان قد طحنه حجرا رحى الإنقاذ بسياسات لا نقول عشوائية و لكنها منهجية تبنتها أعلى مؤسسات الدولة و خصصوا لتنفيذ ذلك نخب أولي مكر شديد. ثم تكلم عن الوطن و ضرورة الإبقاء على وحدته تكلم عن مقتضيات الشراكة الحقة في الوطن و ألا يكون غرضا لأسباب أيدلوجية و هدفا لأسباب جهوية طائفية و لكن يا أيها الغازي إن كل ما ذكرته عن الوطن و ما ينبغي أن يكون عليه هو الآن على نقيضه و لعلك تقول لأجل ذلك أطلقت النداء و لكني أقول لك إني ادخر لك أسئلتي في نهاية المقال. ثم تكلمت عن الحرية المذبوحة في عهدكم من الوريد للوريد مذ جئتم على ظهر دبابة و قلبتم حكما شرعيا توافق الناس عليه و كممتم الأفواه و أغلقتم الصحف و زججتم بأصحابها في السجون و ما أبقيتم إلا على من خافكم أو واطأكم على ما تريدون .. تتكلم عن الحرية و جل ميزانية الدولة مخصصة للأمن المتخصص في التتبع و تكميم الأفواه و التخويف و الترهيب. ثم تكلمت عن المواطنة باعتبارها أساس الحقوق والواجبات. و ذهبت إلى تأكيد قومية أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وكفاءتها و تطرقت إلى إنفاذ الإرادة الشعبية في تكوين أجهزة الدولة ومحاسبتها، و اعتماد التنوع الثقافي والفكري والهوية الوطنية ثم تكلمت عن السلام و التوافق الوطني. كلام من مبتدأه إلى منتهاه منطقي بل و عملي إن عمل به قطعا سيخرج السودان من النفق الذي حشرتموه فيه. و لكن ..

    كم هي تلك عدد المرات التي شكلتم بها حكومة جديدة؟ و لا جديد .. كم سنة صبر عليكم الشعب السوداني؟ أربعة و عشرين سنة و لا جديد .. كم هي تلك الأموال التي استفردتم بها دون وجه حق؟ لا تحصى و لا تعد .. كم هم أولئك الذين طالهم ظلمكم من قتل و تقتيل و تعذيب و تشريد؟ لن نستثني بيتا سودانيا .. و القائمة بجرائمكم غير نهائية و لكن أريدك أن تجيب على أسئلتي التالية

    لماذا لزمت الصمت طوال تلك السنوات عن بنات أفكارك هذه و لم تنطق بها إلا بعدما أصبحت ظاهرا خارج النظام؟

    أين مشروعكم الإسلامي الغائب المغيب تطبيقا في كل الأصعدة و نخص العقوبات؟

    قلها صراحة إن مجيئكم لم يكن خطأ كبيرا و أن انتخاباتكم الأخيرة كانت نزيهة أرضت الله و الشعب السوداني
    قلها صراحا أن البشير و نائبيه و وزراءه و مستشاريه و ولاته من الصلاح بحيث توكل لهم أمور الدولة بعد كل ما أجرموه.

    لماذا لا تقولها صريحة إن الإنقاذ جميعه مشروع فاشل و بالتالي يجب محاكمة المفسدين منكم بدءا بالبشير و انتهاء بالخفير؟

    الحل ليس في النداء بالإصلاح أو بناء ركائز و مبادئ .. الحل في تنحكيم بلا استثناء .. الحل رد المظالم سواء إن كان للشعب أو كان للدولة .. الحل هو أن ترفعوا أيديكم عن القضاء و تفكوا عنه العصابة التي أعمته عن رؤيتكم و التوافق على أن المجرم و إن علت مكانته و ارتفع شأنه يجب أن تطاله يد العدالة و أن المظلوم و إن قل شأنه ينال حقه كاملا غير ناقص .. لا نريده كلاما سواء منا أو منكم و لكنا نريده عملا ينزل أرض الواقع و إن اللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال إن قرأته فإن هناك الآلاف من السودانيين يئنون بين سندان و مطرقة حكمكم غير الرشيد

    -----------------
    مجالس الفتن!!


    يوسف عبد المنان


    { ما هلك دارفور إلا مجالس شورى القبائل التي يمتطي ظهرها السياسيون من طلاب المناصب والباحثون عن دور سياسي لهم على حساب أمن أهلهم وعشيرتهم.. قبل الحرب التي اندلعت في دارفور شهدنا (موضة) مجالس الشورى القبلية ما بين مجلس شورى الفور والزغاوة والبرتي والرزيقات والهبانية والبني حسين.. تحت سقف تلك المجالس عرف الناس لأول مرة أن أذكى وأمهر أطباء النساء والتوليد بروفيسور "محمد أحمد الشيخ" من الزغاوة، واكتشف الناس أن مدير الطيران المدني الأسبق والوزير الجنرال "صافي النور" من الرزيقات، وأن "الحاج آدم يوسف" من البني هلبة، ود. "علي الحاج" من البرنو، و"مالك الزاكي" من الفلاتة، و"علي محمود" من التعايشة، وآخر من القمر وخزام والمراريت والمساليت.. ودخلت دارفور تحت بصر السلطة - ورعايتها أحياناً - القبليّة والعصبيّة المقيتة. ثم انتشر السلاح.. أنا وقبيلتي وأنت وقبيلتك!! وكان حصاد تلك السياسات الخرقاء والجهوية المنبوذة والقبلية النتنة الموت بالمئات لأتفه الأسباب.. حصدت آلة الحرب الشباب وزرعت الفتن.. ومن يزرع الفتنة يحصد الدم، وانتهت دارفور لمأساة تحت بصر الدنيا وعيون العالم، وتدفقت القوات الأممية من بلدان العالم الضعيفة والمريضة.
    { وتحت بصر الحكومة والأحزاب التي تدعي القومية انتقلت مظاهر الفتن لكردفان فأصبح للحوازمة مجلس شورى يصدر البيانات في الصحف، وينثر مطالبة للعامة، وافترع المؤتمر الوطني للنوبة لجنة سياسية خاصة لا يحق لأحد دخولها إلا إذا أثبت (نوباويته).. بل للنوبة حركة إسلامية خاصة لا يشارك في مغانمها الحوازمة والفلاتة وكنانة والبرقو.. وللمسيرية مجلس شورى واتحاد لأبناء المسيرية الزرق وآخر للحمر وثالث للعجايرة ورابع للفلايتة.. ولكنانة مجلس شورى وللمسبعات مثله.. وكل هذه الكيانات يركبها الساسة لإشباع رغباتهم وتحقيق مآربهم على حساب قومية الإقليم ووحدة المجتمع والأحزاب المعارضة تتسلل من خلال مجالس الشورى تبحث عن منافعها والأحزاب الحاكمة تعميها مصالحها الصغيرة عن مصالح الوطن العليا.
    { لماذا يلجأ البعض لـ (قبلنة) السياسة أي ممارسة السياسة تحت رايات القبلية؟! وهل شيدت أي من مجالس شورى القبائل مدرسة أو مستشفى؟ ومتى ساهمت تلك المجالس في مشروع تنموي واحدة؟ ولماذا تقدم أهل الشمال والوسط وبقي الغرب على حاله يلعق جراحاته ويهدر موارده في الحروب القبلية والعنصرية؟! لماذا تجاوز الجعليون والشايقية والدناقلة من أهل الشمال حقبة الإحساس بالقبيلة والعشيرة، ونحن في غرب السودان عامة نرزح تحت رايات قبلية بالية لا تنهض بمجتمع ولا منطقة، وتنتابنا الهواجس من الآخرين دون مبرر، ونتوهم أن الآخر ضدنا، وتسيطر علينا نظرية المؤامرة، ونحن من يتآمر على نفسه بإعلاء شأن القبلية والعنصرية والعشائرية، والعالم قد نهض بدفن حقب التمايز وتخلى عنها، ونحن لا نزال نرفع رايات القبائل، ونعيش على تاريخ القرشيين وبني أمية والعباسيين.
                  

07-29-2013, 10:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    علي الحاج: المرحلة تقتضي الوفاق بين «الوطني» و«الشعبي»

    , 29 تموز/يوليو 2013 08:00
    bashir turabii

    الخرطوم: «الإنتباهة»
    أكد د. على الحاج القيادي بالمؤتمر الشعبي أن المرحلة تقتضي الإسراع في عملية الوفاق بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي، وأشار ــ حسب مصادر عليمة ــ إلى أن د. حسن الترابي أبدى موافقته على مبدأ لم الشمل لضرورات تمثلت في الأجندة التي تطرحها الجبهة الثورية وفك ارتباط دولة جنوب السودان بقطاع الشمال وتفلتات الحركات المسلحة في دارفور. مشيراً إلى مشاورات ولقاءات على مستوى قيادات الحزبين للبحث حول كيفية المشاركة في الحكومة القادمة، وأكد الحاج في تصريحات صحفية نشرت أمس، أن الحزبين مؤهلان لتجاوز المخاطر التي تمر بها البلاد، مشيراً إلى تجاوزه مرحلة المرارات القديمة، قائلاً إن القضية أصبحت قضية هوية ووطن


    ---------------

    علي من يضحك النائب الأول لرئيس الجمهورية؟


    علي من يضحك النائب الأول لرئيس الجمهورية؟


    07-28-2013 07:10 AM
    زين العابدين صالح عبد الرحمن

    قال النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه, إن الرئيس البشير يعكف علي إعداد رؤية شاملة و فاعلة, للوصول لحل جذري لمشاكل السودان, السياسية بصفة عامة, و قضايا النزاع في إقليم دارفور بصورة خاصة. في هذا التصريح يحاول النائب الأول أن يؤكد, إن في سلطة الإنقاذ هناك شخص واحد هو الذي يقرر, هو الرئيس و لا غيره, و يعترف ضمنيا, ليس هناك ما يسمي بالمؤسسية, أي لا وجود فعلي لحزب المؤتمر الوطني في القضايا التي تتعلق بالموضوعات المصيرية, و بالعربي الفصيح كل الذين حول الرئيس إن كانوا في الحزب و السلطة التنفيذية و التشريعية و حلفاء الديكتاتورية من أحزاب الزينة, جميعهم مجرد " كمبارس" في المسرحية السياسية التي تجري لأكثر من عقدين, و في لحظة تجلي و صفاء مع النفس, يقر النائب الأول إن كل القرارات و المبادرات بيد الرئيس البشير, و الذي تسنده القوات المسلحة, و حوله رجال لا يعملون من أجل الوطن و المواطنين, أنما يعملون من أجل مصالحهم و مصالح أسره , الأمر الذي أدي للفساد بصورة واسعة, و ظلم الناس و تخضبت أياديهم بدماء الأبرياء كما اعترف الرئيس, هؤلاء ليس لديهم علاقة بالمؤسسية, و بالحلول السياسية, أنما علاقتهم فقط باستمرار النظام و بقائهم فيه, لذلك ظلت الأزمة أكثر من عقدين من الزمان, و حتى الاتفاقيات التي عقدتها الإنقاذ مع القوي السياسية نكثت عنها, فكيف لمثل هذه العقليات تقديم مبادرات للحل السياسي,

    ولكن السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية, يخرج من لحظة الصفاء التي كان يعيشها, و يرجع مرة أخري للمداهنة و الضحك علي العقول, لأنه يعرف تماما القدرات السياسية و المعرفية للسيد الرئيس, و محدودية افقه السياسي الذي لا يمكنه من أن يقدم مجرد فكرة, لكي يستطيع الآخرون أن يبلوروها في رؤية, ثم مشروع سياسي يطرح للحوار بين القوي السياسية الأخرى. و إذا تتبعنا مسيرة السيد رئيس الجمهورية منذ انقلاب الإنقاذ في 30 يونيو 1989, تؤكد المسيرة التاريخية للإنقاذ, إن السيد رئيس الجمهورية لا يملك الاستعداد المعرفي و السياسي لتقديم أية مبادرة سياسية وطنية, أو حتى أن يقدم مسودة تتضمن بعض الأجندة للحوار لكي تخرج البلاد من أزماتها, بل إن السيد رئيس الجمهورية هم نفسه أحد عوامل هذه الأزمات المستمرة. فإذا كان الرئيس لا يملك مثل هذه القدرات, كيف مكث في السلطة كل هذه السنيين؟ الجواب بسيط جدا, إن القوي المتصارعة في النظام هي التي تبقي عليه, ليس حبا في الرئيس, و لكن خوفا في أن تكون في مواجهة مع المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها الرئيس, خاصة كل المجموعات المتصارعة لا تملك القواعد الجماهيرية التي تجعلها في مواجهة مع المؤسسة العسكرية, و هذا الضعف هو الذي جعل لجهاز الأمن و المخابرات اليد الطولي في العملية السياسية وتقليص الحريات و غيرها, و القيادات العليا في المؤسسة العسكرية و جهاز الأمن و المخابرات هي علي قناعة تامة, إن أية تغيير في النظام السياسي سوف يؤدي لعزلها, و هي لا تملك الاستعداد للعمل في نظام ديمقراطي لافتقادها للثقافة الديمقراطية, هذا هو الذي أبقي الرئيس في السلطة كل هذه السنين.

    مشكلة الرئيس, إنه يستمع لبعض المقترحات من بعض الذين حوله, و لا يعطي نفسه فرصة لكي يناقشها معهم لتطويرها و بلورتها كمشروع يقدم, و يختزن هذه المقترحات, و ينتهز الرئيس فرصة تجمع جماهيري تضرب فيه إيقاعات " التمتم " و تبدأ تتراقص الأجسام, ثم تتوقف, عندما يبدأ الرئيس في الرقص الانفرادي, ثم تخرج منه القرارات غير المدروس, و التصريحات حول المقترحات المختزنة, و التي تزيد من أزمات البلاد, و يبدأ الذين حول الرئيس في إيجاد مخارج دبلوماسية, أو غير دبلوماسية, و تبريرات لتصريحات الرئيس الشعبوي, هذا هو الذي عودنا عليه السيد رئيس الجمهورية, و قد عرف هذا السلوك في المسرح السياسي السوداني, و الرئيس الشعبوي معروف في التاريخ السياسي غير مضمون , باعتبار تخرج منه قرارات و تصريحات تضر بالبلاد و تضر بالسلطة نفسها, و لا يستطيع أن يقدم أية مبادرة أو فكرة مدروسة.

    هناك في الساحة السياسية للذين يعلمون بخفايا الأمور, ثلاثة مبادرات سياسية, و مشروعين لم تكتمل صورتيهما, المشروعان واحد للمعارضة " تحالف المعارضة" و هذا مشروع لم تكتمل صورته, و جعل المعارضة "قوي التحالف" مجرد تصريحات لبعض الأشخاص ليس لديها علاقة مع الحركة الجماهيرية, و المشروع الثاني هو مشروع الجبهة الثورية, و أيضا هو مشروع للحوار لم تكتمل أركانه, و لكنه المشروع الضاغط, و الذي يهدد سلطة الإنقاذ, باعتبار إن أصحابه يحملون السلاح. و المبادرات السياسية هي مبادرة السيد الصادق المهدي, و هي مبادرة لثبات وجود لا غير و بصورتها الحالية, قد أخرجت صاحبها من المعادلة السياسية في عملية التغيير, و بتعدد مبادرات السيد الصادق المتنوعة, أصبحت, لا تعطي اعتبار في الشارع السياسي. أما المبادرتين الأخيرتين, تخص الذين ينتمون لحزب المؤتمر الوطني, الأولي مبادرة الإصلاحيين و هي مبادرة يرغب أصحابها تغييرا داخل النظام و ليس تغييرا للنظام مع أبقاء ذات المنهج الديكتاتوري للسلطة مع دعوته لغياب بعض رموز النظام, و هي مبادرة ربما ترمم بيت الإنقاذ و لكنها لا تؤدي للخروج من الأزمة السياسية, لآن أصحابها لا يستطيعون الخروج من المنهج السائد, لأنهم يعتمدون علي ذات المرجعية التي أدت للأزمة.

    المبادرة الأخرى هي مربط الفرس, هي مبادرة السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية, و التي يريد أن يحمل مسؤوليتها للرئيس لكي يبعد تيارا مضادا للمبادرة داخل السلطة, رغم إن النائب الأول يعلم مقدرات صاحبه, و التي لا تؤهله في تقديم مبادرة سياسية للخروج من الأزمة, و إذا كان يملك مثل هذه المؤهلات, كانت ساعدته عندما جاءت إليه فرص عديدة لم يستطيع اغتنامها., فمبادرة النائب الأول تتشكل في الأتي, إن الرجل يعد نفسه البديل القادم لرئيس الجمهورية, و من أجل لذلك هو يسعي في تقديم مبادرة سياسية, تبدأ بالعمل من أجل وحدة الحركة الإسلامية, من خلال مصالحات بين المجموعات المختلفة, ثم توسيع في هامش الحرية و ديمقراطية صورية, بقيادة الحزب الحاكم الذي سوف يكون بقيادة الإسلاميين, الذين ولاءهم للنائب الأول, و محاولة أبعاد المؤسسات القمعية من اللعبة السياسية " الجيش – جهاز الأمن و المخابرات – و الشرطة" و خروج هذه المؤسسات, يعني خروج التيار المنافس "مجموعة الدكتور نافع علي نافع و بكري حسن صالح" و هذه المجموعة بالفعل بدأت تتراجع بعد خروج الفريق صلاح قوش من المعتقل, و عفو الرئيس عنه و فك أرصدته, و الفريق قوش هو الذي كان العقلية المدبرة للمبادرة, و هي ذات المبادرة التي كان قوش قد بدأ الحوار فيها مع بعض القوي السياسية,عندما كان رئيسا لمستشارية الأمن, و عندما استطاع تيار الدكتور نافع أن يتخلص من قوش و مبادرته, اتجه النائب الأول للدكتور علي الحاج في برلين, و لا اعتقد هذه مبادرة للخروج من الأزمة بل هي مبادرة للتمكين, و إنتاج الأزمة بصورة جديدة.

    في إدارة الأزمات و التوصيفات العلمية للمبادرات السياسية, إن المبادرة دائما تتقدم بها جهة مستقلة من خارج القوي السياسية, و تكون مقبولة من الجهتين, و تسمع لوجهتي النظر, و تكون المبادرة حل مرحلي يوافق عليه الطرفان, و لكن التاريخ السياسي للإنقاذ يوضح إن قيادات السلطة, تحاول دائما أن تقدم مبادرات لكي تمكن ذاتها, و تطالب من الآخرين أن يبصموا عليها لكي يكونوا علي هامش العملية السياسية, و هذا تغفيل سياسي, يؤدي لتعميق الأزمة السياسية و لا يساعد الخروج منها, فالسيد النائب الأول لا أدري علي من يريد أن يضحك؟

    و إذا تجاوزنا عن قدرات و إمكانيات السيد رئيس الجمهورية السياسية, و صدقنا إن الرجل بالفعل يعكف علي الإعداد لمبادرة سياسية, الهدف منها كما قال السيد النائب الأول, حل المشكلة السياسية في السودان بصورة عامة, و نزاعات دارفور بصورة خاصة, و معروف سلفا, أية مبادرة سياسية للخروج من الأزمة, تتطلب تغييرا في القيادات التي تسببت في هذه الأزمة, و استبدالها بعقليات جديدة مؤمنة بالمبادرة و لديها الاستعداد في تنفيذها بمنهج جديد, لكي تتوافق مع الرأي الأخر, فهل السيد رئيس الجمهورية يستطيع إن يقدم مثل هذه المبادرة, و اتخاذ القرارات المصيرية التي تتطلبها, لكي تساعده علي تغيير المسرح السياسي, و الممثلين الذين أصبحوا منبوذين من قبل القطاع الجماهيري؟ و هل النائب الأول نفسه لديه الاستعداد لكي يغادر موقعه, لنجاح أية مبادرة تقدم باعتباره واحدا من أعمدة الفشل في الإنقاذ, و تسبب في انفصال جنوب السودان, و تدمير مشروع الجزيرة؟

    إذن تصريحات السيد النائب الأول حول إن الرئيس سوف يقدم مبادرة سياسية لحل مشاكل السودان, هو تصريح الهدف منه أما رسالة لمجموعة داخل السلطة لكي توقف نشاطها انتظارا لسماع مبادرة الرئيس, أو رسالة أيضا لطمأنة مجموعة علي علاقة بالنائب الأول يريد أن يكسب ثقتها و ربما تكون هي مجموعة الدكتور علي الحاج, و استقطاب الفريق قوش مرة أخري, و لكنها ليست مبادرة حقيقية تهدف إلي حل مشكلة السودان و دارفور, فتاريخ الإنقاذ هو الذي يؤكد ذلك, و لكن علي من يريد النائب الأول أن يضحك؟ و نسال الله أن يقينا شرور أنفسنا, و شرور الذين يريدون بالسودان سوء.
                  

07-30-2013, 11:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    الترابي" يعود من الدوحة بعد زيارة غامضة

    12 ساعات 13 دقائق منذ

    "الترابي" يعود من الدوحة بعد زيارة غامضة

    الخرطوم - طلال اسماعيل

    وصف المؤتمر الشعبي زيارة الأمين العام للحزب "حسن الترابي" إلى الدوحة بالعادية واستبعد حدوث أي تقارب مع غريمه المؤتمر الوطني بعد تجديد قيادته في اجتماعها الأخير لخطها السياسي بتغيير النظام، وقال نائب الأمين السياسي "الأمين عبد الرازق" لـ(المجهر) أمس الإثنين عبر الهاتف إن المؤتمر الشعبي يلتزم بأطروحات تحالفه مع قوى الإجماع الوطني ويطلعها على تطورات الأوضاع والمواقف التي تتخذها أجهزة الحزب التنظيمية، وعلى الرغم من ذلك لاتوجد أية مبادرات داخلية أو خارجية للتقارب.
    واكتفى "عبدالرازق" بوصف زيارة "الترابي" للدوحة (3) أيام بأنها عادية ولم يزل الغموض عنها على الرغم من عودة "الترابي" للخرطوم من دون توضيح أسباب الزيارة في هذا التوقيت.
    وكشف نائب الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي عن مشاركة "علي الحاج" في اجتماعات جنيف مع قيادات من الجبهة الثورية ورموز أحزاب حول الحوار الإنساني، وقال إن مشاركة "علي الحاج" بصفته قيادياً في المؤتمر الشعبي
                  

07-31-2013, 06:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    اسلامى يؤكد حماية عمرالبشير وعلى عثمان ونافع للفساد

    July 31, 2013

    9200(صحف)

    بروفيسور محمد سعيد حربي : الثلاثة الكبار

    المشير البشير ، علي عثمان و د. نافع

    لا ينتطح عنزان ولايختلف اثنان في أن الهرم الثلاثي (أو الثلاثي الهرم.. لا فرق)!! المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية والأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول والدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس هم من يمسكون بمفاصل الدولة ويُشرفون على مصالح شعب السودان، حكمه وأمنه وصحته وتعليمه. فالأول هو السلطان المُبايَع وبلغة أصح المؤُيَّد من غالب السكان، والثاني هو رجل السُّودان القوي الممسك بملف القطاع التنفيذي، أما الأخير فهو نائب رئيس المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) للقطاع السياسي والتنظيمي.. و أعلم عن كثب بل ربما المشرف مباشرة على ملف الأمن القومي والاستخبارات. لا تنقطع ملاحقة أخبارهم من صحيفة «الإنتباهة» إلاَّ لمماً.

    ولنقف بدءاً مع الكاتب الشفيف د. محمد وقيع الله الذي يرفد الصحيفة بمساحة منتظمة ويكتب فيها بصدق وعمق.

    في صفحة «6» من العدد الصادر بتاريخ 12 رمضان الموافق 21 يوليو 2013 وتحت عنوان «الطبقة الجديدة في الإنقاذ – 1 من 2 – جاء الآتي: الملاحظة التي لا يخطئها أفراد الشعب السوداني هي أن الثلاثي الحاكم البشير وعلي ونافع هم أنقى حكام الإنقاذ واتقاهم وأبرأهم عن تهمة التكسُّب من مناصبهم حيث ما لاح على واحد منهم مظهر ثراء حرام، ولكن يطرأ سؤال مُلح مهم (والحديث لدكتور وقيع الله) لماذا لم يصبح هذا الثلاثي قدوة للآخرين. والسؤال الأشد إلحاحاً هو: لماذا يسكت هؤلاء عن تلاميذهم الذين يسارعون في الفساد ويغتنون من مال الشعب؟ لقد انحدر معظم هؤلاء الآكلين من السحت من صفوف الجيل الثاني من رجالات الإنقاذ وقليل منهم من صفوف الجيل الأول، وقد كادوا أن يكونوا طبقة جديدة فريدة في الشعب لم تكتسب ثروتها من مصدر مشروع يستشهد الكاتب بمراجع كابن خلدون من أقصى اليمين والكاتب اليساري دجيلاس ويتعمق في البحث متناولاً أساليب الفساد وكيفية حمايتها في الدولة، ويخلص في مقاله الثاني «2 من 2» بتاريخ 14 رمضان 23 يوليو أنه من المرجح أن تعمل هذه الطبقة «الإنقاذية» مع استشراء فسادها على حماية نفسها بمزيد من التحكم السياسي، الذي يعتدي على حيز الحريات المتاح ويسيطر على أجهزة أخرى في الدولة ليس أقلها شأناً الجهاز القضائي إ.هـ . النهضة الزراعية – كما يعلم عامَّة الناس وخاصَّتهم – رائدها النائب الأول مسؤول القطاع التنفيذي في السلطة بمباركة الرئيس البشير (أقصد النهضة الزراعية). يكتب الأستاذ الطيب مصطفى في «زفراته الحرى» بتاريخ الجمعة 28 رجب الخير ــ الموافق 7 يونيو بعنوان «المتعافي ومانشيت الإنتباهة» وفي متن كلمته جاء النص: (أعلم أن صراع الرجل – وهنا يقصد الوزير د. عبد الحليم المتعافي ــ مع كثير من مساجد الضرار التي أُنشئت بقرارات خاطئة وحرستها بعد ذلك المصالح التي رافقت عملية إنشائها ومن ذلك مثلاً «والحديث لشيخ الطيب» النهضة الزراعية التي تُصِرُّ على حشر أنفها في غير اختصاصها!

    أما الأستاذ غريق كمبال نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان وفي «الإنتباهة» بتاريخ الجمعة 12 شعبان الموافق 21 يونيو وفي خبر أقصى يسار الصفحة الثانية وتحت عنوان (اتحاد المزارعين ينعى النهضة الزراعية) قال لا فضَّ فوه: «الآن أنعى المشروع كممارسة والنهضة الزراعية ليس لها دور…»!! الكاتب المقتدر الأستاذ عبدالمحمود الكرنكي نائب رئيس تحرير «الإنتباهة» وفي أكثر من «عصف ذهني» انتقد النهضة الزراعية وأوضح أنها أهدرت ملايين الدولارات في غير طائل!!

    أما الكاتب الإسلامي الأستاذ د. هاشم حسين بابكر وفي مساحته الراتبة «في السياسة» فقد كتب في يوم الثلاثاء 7 رمضان الموافق 16 يوليو وتحت عنوان «النهضة الزراعية إلى أين؟؟!».. طارحاً العديد من الأسئلة على المهندس زراعي عبد الجبار حسين الأمين العام.. كان أكثرها إلحاحاً ######ونة: (ليقل لنا بأمانة الأمين العام للنهضة الزراعية ما حدث لأموال ما سُمِّي بالنفرة الزراعيَّة وقرينتها النهضة الزراعيَّة والتي بلغت مئات المليارات ــ ماذا حدث لهذه الأموال-؟؟!) ويواصل د. هاشم «صرفت وتحوَّلت النفرة الزراعيَّة إلى (نفخة) والنهضة الزراعيَّة إلى (نكبة)!!»

    تابعت بشدة وحرص أي رد على أسئلته ولم يحر عبد الجبار جواباً!!. سأكون أكثر جرأة وأتجاوز الأخ عبد الجبار لأطرح أسئلة الأخ د. هاشم على رائد النهضة والأخ النائب الأول وهو الحريص كما نعلم على متابعة ما يُكتب ويُعرض في الصحف السيارة. أما قاصمة الظهر وثالثة الأثافي (مع الاعتذار لك أخي د. عبد الماجد عبد القادر – الإنتباهة ص3) فهي حول موظف الدولة الأَشهَر والذي ملأ الساحة ضجيجًا (مع احترامي الشخصي له) مدير وقاية النباتات بوزارة الزراعة والري خضر جبريل موسى فنتابع عن كثب آخر ما كتب الأستاذ أحمد يوسف التاي تحت عنوان «نبض الوطن» الإنتباهة 22 شعبان الموافق 1 يوليو.. فقد كتب الأخ التاي مستغيثاً (عووووك ثم عووووك). استغاثة الأخ التاي لخَّصت موضوع خضر جبريل من ثلاث جهات عُليا: قرار لرئيس الجمهورية لاستبقائه «45» يوماً (فقط خمسة وأربعين يوماً) ثم قرار صادر عن مجلس الوزراء ثم المراجع العام ــ استشهد الأخ التاي بوثائق رسمية عرضتها «الإنتباهة» بأختامها وتواريخها!!!!

    حاشية: الثلاثي الهرم أنا مثلكم مؤتمر وطني، حركة إسلامية، منحاز بالكامل لمجموعة الإصلاح: «إن أريد إلاَّ الإصلاح ما استطعت… الآية» قرآن يُتلى نحن في شهر العتق من النار ومضاعفة الحسنات. عودوا إلى الحق «فالرجوع إلى الحق فضيلة». اقرأوا «الإنتباهة» ص 5 بتاريخ الأربعاء 15 رمضان الموافق 24 يوليو… أهم خط عريض في العنوان باللون الأزرق القاني (الحراك الإصلاحي يهدف لعدم التضحية «بحُرية» الإنسان مقابل «الأمن»)!… ولكم في رسالة الأخ قطبي المهدي تحت عنوان «بعضمة لسانهم»«الإنتباهة – ص 8» بتاريخ الإثنين غرة شعبان 1434هـ الموافق 10 يوليو 2013م وصفة جميلة ولفتة بارعة. ألا هل بلغت اللهمَّ فاشهد، ألا هل بلغت اللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين..

    صحيفة الإنتباهة

    ---------------

    حزب الترابي : لا تقارب مع « حزب البشير» ..ومانسب لـ(علي الحاج) عن لقاء بين الحزبين مخطط مكشوف المقاصد


    حزب الترابي : لا تقارب مع « حزب البشير» ..ومانسب لـ(علي الحاج) عن لقاء بين الحزبين مخطط مكشوف المقاصد




    شن هجوماً عنيفاً عليه وحمله مسؤولية تفاقم الأزمات

    07-31-2013 09:07 AM
    الخرطوم: آخر لحظة :

    شن المؤتمر الشعبي هجوماً عنيفاً على المؤتمر الوطني وحمله مسؤولية تفاقم الأزمات التي تعاني منها البلاد التي قال إنها باتت على شفا الانهيار والتشظي، بسبب ما أسماه السياسات الخاطئة للنظام والتشبث بالسلطة. مجدداً تمسكه بقرار هيئة القيادة لإسقاط النظام قاطعاًَ بأنه لا حوار مع الحزب الحاكم إلا في إطار وضع انتقالي كامل تشارك فيه كافة القوى السياسية دون إقصاء، وفي ذات الوقت نفى الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام وجود أي اتجاه للتقارب بين الحزبين، واصفاً ما يثار بذات الشأن بالأماني والأحلام. وقال لـ«آخر لحظة» أمس إن ما نسب للدكتور علي الحاج محمد القيادي البارز بالحزب بأن «المرحلة الحالية تقتضي الوفاق بين الوطني والشعبي» مخطط مكشوف المقاصد وأن حزبه يدرك دوافع الجهات التي تقف وراءه بغرض زعزعة الثقة تجاه الحزب لأن مواقفه واضحة وقادر على فعل ما يقول، مبيناً أن المؤامرات التي تحاك ضده لن تثنيه عن المضي في إستراتيجيته إسقاط النظام الذي يتبناه تحالف المعارضة، لافتاً النظر إلى أن الحاج شارك في ملتقى جنيف للحوار مع الجبهة الثورية الذي منعت السلطات وفد المعارضة من السفر للمشاركة فيه، وقال عمر إنه اتصل بعلي الذي نفى ما نسب إليه جملة وتفصيلاً.

    اخر لحظة
                  

08-01-2013, 00:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    مع د. أسامة توفيق عضو الحراك الإصلاحي بالمؤتمر الوطني حول رؤاهم الإصلاحية:


    التفاصيلنشر بتاريخ الإثنين, 22 تموز/يوليو 2013 08:00
    > حوار: ندى محمد أحمد

    عمل أسامة علي توفيق بمنظمة الدعوة الإسلامية «17» عامًا أول طبيب مدني متطوعًا بالقوات المسلحة، وعمل بالجنوب زهاء ثمانية أعوام، ثم تم استدعاؤه من الخارج «1988» للتجهيز لانقلاب يونيو «1989»، حيث كُلِّف بأن يكون أمينًا للمكتب السياسي للجبهة الإسلامية بالولاية الشمالية، حصل على وسام الجدارة من الدرجة الأولى في العمل الجهادي، وكان مسؤول ملف الإستوائية الكبرى إبان استفتاء الجنوب «2011»..
    في مكتبه بمباني الجمعية الطبية الإسلامية كان هذا الحوار مع دكتور أسامة علي توفيق عضو الحراك الإصلاحي بالمؤتمر الوطني بعيدًا عن مكتبه بدائرة تركيا والبلقان التي يتولى قيادتها صوريًا، فهو منذ أن تقلد أمرها قبل عامين ونصف وكل شيء يتعلق بها يجري تحت أقدامه دون أن يدري، وكذا بقية مؤسسات الحزب التي لا دور لها غير الفرجة، وهذا طرف من الأسباب التي دفعتهم للسعي طلبًا للإصلاح، ولما كان توفيق عضوًا بمنصة «السائحون» فلم يكن بالإمكان تجاوزهم لاسيما وأن الإصلاح هو القاسم المشترك كما يشيرون في حراكهم ومبادرتهم.. إلى تفاصيل الحوار:

    > بداية د. توفيق متى كانت بداية ونشأة الحراك الإصلاحي في المؤتمر الوطني؟
    < ليس هناك تاريخ محدد لنشأة هذا الحراك، فهو حركة ديناميكية موجودة وتطور نفسها يومًا بعد يوم حسب المستجدّات الداخليَّة للحزب والخارجيَّة، وبالنظر للتسلسل التاريخي للإنقاذ من دولة شرعيَّة ثوريَّة قابضة إلى شرعيَّة دستوريَّة وتطور الأحداث بالمفاصلة «1999» والصراع الذي كان داخل أجهزة الحركة الإسلاميَّة وانتقل للمؤسسة السياسيَّة أي المؤتمر الوطني تلا ذلك نيفاشا بدستورها وأخيرًا انفصال الجنوب، تلك محطات هامَّة جدًا تؤثر على تاريخ المؤسسات الحزبية والتنفيذية فالأولى ظلت راكدة ولم تطور نفسها لتواكب تلك المتغيرات وحدث ما كنا نخشاه وهو دمج الحزب مع الدولة وهذه تجربة الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية نتيجتها أن انهيار الدولة يؤدي إلى انهيار الحزب والعكس صحيح، فبعد أقل من عام على سقوط الاتحاد السوفيتي أصبح لا وجود للحزب ونفس التجربة تبدو ماثلة لدينا اليوم حيث الوالي هو رئيس الحزب بالولاية والأمين العام للحركة الإسلامية مما أدى لانعدام الأجهزة الإستراتيجية في المؤسسات الحزبية وهي المنوط بها وضع الخطط والمتابعة والتقييم وبالتالي انعدمت أجهزة المحاسبة واستشرى الفساد وعم مفاصل الدولة.
    > هل هذا ما يحدث في السودان الآن؟
    < أيوة. الجنوب انفصل، دارفور اصبحت في وضع سيئ جدًا وعلى وشك أن تكرر سيناريو الجنوب حركات مسلحة ورفض للرأي الآخر وهناك الجنوب الجغرافي الجديد «النيل الأزرق وجنوب كردفان» الذي اشتعلت فيه الحرب مرة أخرى لكل تلك الدواعي تنادى نفر من المخلصين في الحزب يدعون للإصلاح، والدعوة ليست جديدة، فهي قديمة وكنا ننادي للإصلاح المؤسسي لمجابهة هذه المتغيرات.
    > سمِّ لنا قيادات واضحة للحراك.
    < هناك د. غازي صلاح الدين وحسن رزق وعبد الرحمن سيد أحمد رئيس مجلس شورى الخرطوم للحركة الإسلاميَّة ومحمد الطاهر أبو كلابيش وعضو مجلس قيادة الثورة صلاح كرار ومحمد عبد الله شيخ إدريس والعميد معاش محمد إبراهيم الجليل وكنا جميعًا ننادي بالإصلاح ولكن على غير تجانس ولكننا في العام الحالي حصل تنظيم لهذه الأصوات فيما سُمِّي بمبادرة الحراك الإصلاحي داخل المؤسسات.
    > ما هي رؤيتكم للإصلاح الذي تنادون به؟
    < نحن نرى ضرورة فصل أجهزة الحزب عن الأجهزة التنفيذية لأن اندماج السلطات من أخطر الأشياء فالأصل هو أن يكون هناك تنسيق بين السلطات وليس اندماجًا كما هو الآن بين الحزب الحاكم والسلطة التنفيذية والتشريعيَّة والصحافة، فتوحُّد كل هذه الأجهزة ينذر بزوال نظام الحكم نفسه.
    > يبدو أن نشاطكم الإصلاحي خشية على حزبكم أكثر منه خوفًا على البلاد.
    < نحن خائفون على البلد لعدة أسباب لأنه بانهيار نظام الحكم الحالي لا توجد معارضة جاهزة لتكون بديلاً للأسف، فالمعارضة السياسية ضعيفة ومنقسمة على نحو يبعث على الشفقة وضعف المعارضة أضعف الحزب الحاكم.
    > الحزب الحاكم هو المتهم الأول بإضعاف المعارضة وشقها ودفعها لمشاركة ديكورية في الحكومة.
    < هذا اتهام لا ننفيه
    > هل تسعون إلى أن تكون المعارضة السياسية قوية؟
    < لازم تكون في معارضة قوية وهي تجربة موجودة في المدارس النموذجية التي تنتخب الطلاب المتميزين ليجري التنافس بين مجموعة من المتميزين فالمعارضة جراء فشلها وضعفها لجأت لحمل السلاح.
    > تقصد تعاون المعارضة مع الجبهة الثورية.
    < الجبهة الثورية في الأساس واجهات حزبية سواء الحركة الشعبية قطاع الشمال أو بقايا حزب أمة او بقايا مؤتمر وطني غاضبين مثل خليل وجبريل إبراهيم.
    > هل تريد القول إن ظهور الحركات المسلحة بوجه من الوجوه دلالة على ضعف الحزب الحاكم؟
    < أيوة. ضعف الحزب الحاكم والمعارضة السياسية مما دفع تلك الحركات لحمل السلاح، وتلك وسيلة من ضاق به المكان، ونحن أصلاً نرفض اللجو،ء للسلاح لمواجهة القضايا السياسية وندعو للحوار المسؤول الجاد لذا نحن نرى أنه من واجبنا أن تكون هناك معارضة قوية ومسؤولة لا تلجأ للعنف ولذا فالناس يقدرون لرئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي رفضه لإسقاط النظام بالقوة.
    > ولكن المهدي دشن حملة توقيعات مليونية لإسقاط النظام.
    < أي عمل سياسي مقبول وأي سياسي يحرك قرون الاستشعار للحزب الحاكم نحن نرى أنه يمثل لنا كرت ضغط للقائمين بأمر مؤسسات الحزب ويفيدنا في حراكنا الإصلاحي وقد ضربت لك المثل بمدارس المتفوقين فلو أجريت انتخابات في البلاد اليوم معروف أن الوطني هو الفائز ولكن في الانتخابات الأمريكية لا يعرف إذا كان الحزب الجمهوري هو الفائز أم الديمقراطي.
    > توقيعات الأمة حال أفضت لمظاهرات كحركة تمرد ألا يخشى من محاذير جرّها للعنف؟
    < دعوتنا ليست للنظر في الفعل أو رد الفعل لحزب الأمة وإنما للنظر في تفعيل آلياتنا ونحقق المصالحة الداخلية للحزب ولنقوي أجهزتنا الحزبية فنحن نهتم لماهية الفعل المطلوب من قيادات الوطني القيام به وهو إصلاح داخلي ومؤسسي عميق يفضي لفصل الحزب من أجهزة الدولة ويوفر آليات لوضع السياسات الإستراتيجية والمتابعة والمحاسبة، في هذه الحال لا أحد يخاف من توقيعات أو ما شابه لكن الآن مؤسسات الوطني شيء هلامي ومنفصلة تمامًا عن المواطن السوداني لذا نحن نرى ضرورة فصل الحزب عن الجهاز التنفيذي ونرى ضرورة أن يتم التصعيد عبر انتخابات قاعدية مباشرة ليبدأ التصعيد في كل الدوائر حتى يصلوا للمكتب القيادي.
    > كيف يتم التصعيد في الحزب حاليًا؟
    < التصعيد ليس بالانتخبات المباشرة إنما «90%» يتم بالتعيين
    > ماذا عن النظام الأساسي للحزب.
    < النظام الأساسي فيه أشياء إيجابية غير مطبَّقة حاليًا، دستور البلاد يكفل للرئيس الترشح لدورتين رئاسيتين فقط مما يعني أنه لا يحق للرئيس الترشُّح في س2015» بينما نجد بعض الأصوات تنادي بترشيح الرئيس مرة أخرى وهذه دفع ثمنها د. غازي العتباني بإقصائه من منصبه في رئاسة كتلة المؤتمر الوطني.
    > إذن أنتم في الحراك الإصلاحي لا تؤيدون إعادة ترشيح الرئيس مرة أخرى.
    < نهائي.. وندعو للالتزام بدستور البلاد، الدستور به مواد جيدة عن الحريات والعدالة الاجتماعية ولكن أين التطبيق؟ حاليًا الأجهزة الأمنية تعتقلك دون سبب مثلما حدث لقوش أنه اعتُقل سبعة أشهر وبعد ذلك خرج رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان محمد الحسن الأمين ليصرِّح بأن قوش بريء وأنه لم يشارك في الانقلاب، ثم إنه لا يوجد قانون ولا دستور في العالم يسمح بالاعتقال لسبعة أشهر بينما مدة الاعتقال في الدستور لا تتجاوز الأسبوعين على أقصى تقدير، وهذا تجاوز للقانون والدستور والعدل الإلهي، فنحن ندعو للحرية لنا ولسوانا.
    > إذن هل توافقون أحزاب المعارضة على أنها مقيَّدة في نشاطها السياسي؟
    < مقيَّدة فعلاً، «الوطني» ينظم مسيراته ولقاءاته المفتوحة فلِم يحجب ذلك عن المعارضة؟ وحتى لقاء الأنصار الأخير في ميدان الخليفة الأجهزة الأمنية غير راضية عنه بدليل ما خرجت به على الناس باكتشاف خلية وتفجيرات.
    > ما هي رؤيتكم للحوار مع المعارضة وهل التقيتم بهم؟
    < لا يزال حراكنا داخل عضوية الوطني والحركة الإسلامية ولم نلتق بالمعارضة بعد سواء في لقاءات فردية ولم نلتقِ بهم كحراك..
    > ...؟
    < واحد من خروقات دستور الحركة وجيَّر مؤتمر الحركة الأخير أن يجري اختيار الأمين العام للحركة من مجلس الشورى وليس المؤتمر وهذه كارثة.
    > لِم لم ترفضوا هذا التوجُّه؟
    < رفضنا وكان مرشحنا للأمين العام د. غازي واستُقبل في المؤتمر استقبالاً فخيمًا، وترشيح الأمين العام من الشورى سلْب لحقوق عضوية المؤتمر في الاختيار وبعد ذلك بجانب الأمين العام أنشأوا جسم الهيئة القيادية العُليا، وفيها «ناس الجهاز التنفيذي»، في حين أن رأينا أنه لا مانع لدينا في وجود جسم تنسيقي بين الحركة والجهاز التنفيذي ولكن ما حدث أن الهيئة العليا هذه هي الجسم الذي يتخذ القرار، وبالتالي انتفى دور الأمين العام للحركة الإسلامية ليصبح مجرد مقرر للهيئة القيادية العليا، ثانيًا هل ثمة أشياء يكتنفها الغموض كتسجيل الحركة ومصادر دخلها غير المعروفة؟ أنا عضو مؤتمر عام بالحركة «25» عامًا ولم يطلب مني أحد رسوم اشتراك فمن أين مصادر دخلها؟ دستور الحركة يجيز لها أن تنشئ واجهة سياسية أو منظمات ولكن الواقع اليوم أن اسم الحركة هو الحركة الإسلامية جناح الوطني.
    > ماذا تريد أن تقول؟
    < إن صارت الحركة تابعة لحزبها الذي يضم كل فعاليات المجتمع من أقباط وغيرهم، هذا وضع لا بد من إصلاحه، فمنهجنا للإصلاح يشمل الحركة كما الوطني، هذا أو الطوفان، لأن ما يدبَّر لهذه البلاد كارثي ومصر أقرب مثال لذلك. فنحن كنا نحارب في نمولي واليوم نحارب في أم روابة وفي نيالا ويمكن أن تندلع الحرب في جبهات أخرى غير الجنوب الجغرافي، فالشرق الآن قنبلة موقوتة، لذلك يحتم علينا الواجب أن يتم الإصلاح عاجلاً.
    > ما هي رؤيتكم إذن للعلاقة بين الحركة والوطني؟
    < الحركة هي الأصل والوطني هو آلية من آليات الحركة لتنفيذ برنامجها السياسي و الجهاز التنفيذي آلية يشكلها الحزب وتأتمر بأوامره.
    > التراتبية كما ترونها هي الحركة ثم الحزب ثم الحكومة.
    < أيوة. أنا الآن كحزب مسؤول وأتحمل الإخفاق عن الجهاز التنفيذي، لذا وجب عليَّ وضع الإستراتيجية وأتابعها وأقوِّمها وأحاسب عليها لأنه بانهيار الدولة سينهار المشروع الإسلامي.
    > ما تفسيرك لغياب المحاسبة في الحزب؟
    < التفسير هو أن الدولة تُدار «بشللية»، ومجموعات «فلان مع فلان وكذا»، وليس بواسطة أجهزة ومؤسسات، فشخصي مسؤول عن دائرة تركيا والبلقان منذ عامين ونصف وكل شيء يتعلق بهذه الدائرة يجري تحت اقدامي دون أن أدري.
    > هل ينسحب هذا الحال علي بقية أجهزة الحزب.
    < أيوة. قاعدين فرَّاجة ساكت.. «يضحك».
    > بالعودة للمعارضة نجدها تتحدث عن دعوة الوطني للحوار عزومة مراكبية ليس أكثر. ما تعليقك؟.
    < في ظل الوضع الحالي فإن دعوة المتنفذين في الحزب للحوار معنا عزومة مراكبية، دعك من المعارضة. «يضحك».
    > هل الحكومة حاولت محاورتكم؟
    < تحاول أن توصد الأبواب أمامنا، لذا نحن قررنا أننا لن نجلس إلا للرئيس البشير.
    > من الذي يحاول إغلاق الأبواب أمامكم؟
    < الأجهزة الوسيطة في الحزب والمتنفذة.
    > هل ستجلسون للرئيس بصفته الحزبية أم الحكومية؟
    < نحن لدينا رؤانا لإصلاح الدولة والعافية درجات وحاليًا نعمل على إنشاء موقع في الفيس بوك لديه وثيقة تأسيسية لكل السودان ولدينا رؤانا للإصلاح لكل البلاد ولدينا رأي خاص لا نفضل تسميته مذكرة، فمآل المذكرات هي أدراج المكاتب، لذا سمينا مشروعنا بأنه حراك يتابع كل الأحداث حتى آخر ثانية، لذا نحن نرى أنه من واجب الرئيس على البلد أن يستمع إلينا، فنحن أول من يدعو لإجراء حوار شامل مع أحزاب المعارضة السياسية التي لا تلجأ للعنف.
    > ما هي النقاط التي تلتقون فيها مع المعارضة والتي تختلفون حولها معها؟
    < نتفق مع المعارضة في الحرية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وحل الضائقة الاقتصادية والتنمية المستدامة ورتق النسيج الاجتماعي الذي لحقته علل الجهوية والقبلية، بعد ذلك يحكم بيننا صندوق الانتخابات، ونختلف مع المعارضة في الوسائل وجدية الطرح لأنه توجد أحزاب مايكرسكوبية تحاول أن تسترزق وبالعكس، نحن نؤمن بأن نصف رأيك عند أخيك ووارد أن تكون لحزب رؤية مستنيرة حول قضية ما فنأخذها كما هي فالأحزاب اليوم تكوَّن وتنشأ لأجل المناصب ونحن نرفض توزير حملة السلاح، فالبندقية التي دفعتهم للاستيزار ودخول القصر هي نفسها التي قادتهم للتمرد مرة أخرى، ومني اركو مناوي مثال على ذلك، وهذا في تقديري نوع من الرشوة السياسية ولا يليق بأصحاب دعوة.
    > ما هو البديل؟
    < البديل هو الدخول للدائرة السياسية عبر الانتخابات، فإذا كان هدف المتمردين بسط التنمية لمناطقهم لأهلهم فعلى الحكومة أن توفِّر لهم التنمية ثم إن تقديم الخدمات لا يجب أن يكون رد فعل فهذا واجب أخلاقي أمام الله عز وجل، والمفترض أن تنداح الخدمات لكل أنحاء البلاد ولكن غياب العقل الجمعي في المؤسسات السياسية نجم عنه خلل في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، فلو نظرنا للقطاع الصحي مثلاً لوجدنا أن «80%» من الكوادر الطبية بالخرطوم وتوجد ولايات لا يوجد بها اختصاصي فثمة غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع وقس على ذلك بقية القطاعات حتى أصبحت الخرطوم مثل كرش الفيل وأفرغت الولايات.
    > ما هي وسائلكم وآلياتكم لتحقيق أهدافكم في الحراك الإصلاحي؟
    < الحوار المستمر وتنوير الناس بأن هدف الحراك هو إصلاح مؤسسات الحزب الداخلية وتحقيق جسم سياسي فاعل يستطيع أن يقود البلاد في هذه المرحلة الصعبة ويستطيع أن يحقق معاني الحرية الاجتماعية ومكافحة الفساد والتنمية المستدامة.
    > أنتم بصدد لقاء الرئيس... هل هذا أول نشاط لكم؟
    < كحراك إصلاحي نعم، ولدينا هيئات تعمل في اتجاه لقاء الرئيس وكأفراد تحدَّثنا في جلسات لبعض قيادات الحزب.
    > ...
    < طبعًا الأمر مقلوب، فالدولة العميقة في السودان لصالح الكتلة الإسلامية على النقيض مما في مصر، حيث الدولة العميقة لصالح العلمانية، ولكن لم يسأل أحدهم هذا السؤال ما نُسب للعميد معاش محمد إبراهيم عبد الجليل ورفاقه لمحاولة الانقلاب وهم أبناء الحركة الإسلامية.
    > ماذا تريد أن تقول؟
    لماذا اتجهوا للانقلاب؟ هم فعلوا ذلك لذات الحيثيات التي أشرتُ لها، ولكن أدواتهم مختلفة كعساكر، وإن كنا لانوافقهم على ذلك فهم داخليًا حدث لهم غبن شديد فكان ما حدث، وفي المقابل فإن ما يشجعنا نحن على قبول الرئيس هو أنه لم يحدث أن يحدث انقلاب على رئيس موجود ويعفو الرئيس عن الانقلابيين جميعًا.
    > إذن أنتم مستبشرون بلقاء الرئيس؟
    < معنى ذلك أن الرئيس تفهم دواعي خروج هؤلاء الناس «الانقلابيين» وهذا ما يبشرنا ويمنحنا أملاً كبيرًا جدًا في السيد الرئيس وعشمنا فيه كبير، وسمعت حديث قوش عن العمل من داخل الحزب والبرلمان ومؤسسات الدولة.
    > ألا تخشون من أن يسكن صوت حراككم على غرار مذكرة الألف أخ ونشاط «السائحون»؟
    < نحن نستطيع أن نقول إننا جمعنا مذكرة الألف أخ ومبادرة السائحون وأساتذة الجامعات، بالمناسبة في مذكرات كثيرة اترفعت، ونحن في حراكنا استوعبنا كل هذه المحاولات، وإذا لم تتم الاستجابة لهذا النداء فالخشية على السودان، هذا أو الطوفان.
    > وهب أنكم لم تجدوا أذنًا صاغية. هل تلجأون للقوة مثلاً
    < القوة ضد توجهاتنا.
    > تتوقفون عن الحراك؟
    < نحن لن نقف إلا عند آخر نفس يطلع، لكن البلد لن تكون هناك لأننا نرى بعيون زرقاء اليمامة، فبعد الذي حدث بمصر لا توجد دولة صديقة في الجوار، ولن يُسمح لك بأن تكون جزيرة معزولة عن المنظومة العلمانية التي حولك، لكل ذلك سنستمر في الصراخ بأساليب سلمية حضارية.
    > ألا تخشون من إقصائكم من الساحة السياسية كما حدث لبعض قيادات الحزب التي جهرت بأفكارها الإصلاحية.
    < هذا وارد. لكن أرض الله واسعة.
    > أنت عضو في الحراك الإصلاحي و«السائحون». ما العلاقة بين الاثنين؟
    < «السائحون» يشملون أعضاء من الوطني والمؤتمر الشعبي والإخوان المسلمين وأنصار السنة والإخوان المسلمين، والمجاهدون لديهم مبادرتهم «الإصلاح والنهضة»، ونحن حراك من داخل أسوار الحركة والحزب، أما «السائحون» فهم مجموعة من المجاهدين تداعوا بأشواقهم ولحمة الجهاد التي جمعتهم فهم باجتماعهم هذا حققوا أشواق وحدة الحركة الإسلامية.
    > ثمة حديث رائج من فترة عن محاولة للم شمل الإسلاميين جميعًا وفي مقدمتهم الشعبيون والوطنيون. ما صحة هذه الأحاديث.
    < نحن في «السائحون» حققنا ذلك بحمد الله، وهذا يدل أنه لا موانع في الوحدة، وأن المشكلة في بعض كبار الشخصيات، ونحن ندعوهم ليقعدوا مع بعض زي ما قعد أولادهم واتفقوا وإذا كانوا لا يستطيعون فعل ذلك فعليهم أن يتنحوا.
    > لم لا يتجه السائحون للضغط على قيادتهم للمضي في خط الوحدة؟
    < هم «شغالين» في هذا الاتجاه، وأقول لك هناك بوادر انفراج، وأنا أمس «7 رمضان» التقيت القيادي بالشعبي آدم الطاهر حمدون برفقته ثلة من قيادات حزبه في منزل صلاح قوش، وهذا نعتبره من بوادر الانفراج بين المؤتمرين «لأنو ناس الشعبي ديل لو في زول بكرهوه في الدنيا هو قوش» إضافة لغازي صلاح الدين وعمر البشير، وكون هؤلاء الناس يتزاورون ويقعدون مع بعض، فهذا أمر ليس اعتباطًا، وحمدون بالأمس كان في معية وفد من حزبه، والزيارة كانت حزبية أكثر منها شخصية، وعلى مستوى الوطني نفسه زار قوش عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ووزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ومحمد الحسن الأمين وإخوان رئيس الجمهورية حتى إن الأمر كان مثار استفهام بالنسبة لنا، يبقى هذا تيار «السائحون» الذي صار له وجود واضح حتى إن الاتحاد الأوربي الذي قدم دعوة لشباب الأحزاب في مؤتمر الشباب ضم إلى جانب الوطني والشعبي والشيوعي «السائحون» أيضًا، وهذا معناه أنهم يعترفون بـ«السائحون» كجسم له اعتباره وجماعة ضغط كمنبر رأي حر.
    > بالعودة للحركة الإسلامية ما هو موقفها من الحراك الإصلاحي؟
    < للأسف لا يوجد تفهم منها لحراكنا الإصلاحي.
    > هل طرحتم عليها رؤيتكم؟
    < نحن حتى الآن نبشر بها، لكن نحن نرفض الآلية التي تم بها جسم الحركة الإسلامية لأن انتخابات التصعيد لمؤتمر الحركة شهد تدخلاً واضحًا.
    > هل من شخصيات نافذة في الوطني تساند توجهكم الإصلاحي؟
    < ذكرت لك د. غازي وهو عضو مكتب قيادي.
    > أقصد شخصيات فاعلة في المشهد السياسي.
    < يوجد.. ولكن لن أفصح عنها.. الرئيس نفسه معنا في التيار الإصلاحي إن شاء الله، في رئيس «بينقبلوا عليه ويعفو»؟ بل ويسمح لهم باللقاءات الجماهيرية في العبيدية ومروي وحجر العسل وأم دوم وغيرها؟ معنى ذلك هناك بوادر انفراج ونحن نثق في تفهم الرئيس لهذا النداء.
    > حرب المنطقتين وأزمة مصر والضائقة الاقتصادية.. ألم تدفع بقيادات الحزب للمراجعة.
    < في بعض إخواننا فهموا الموضوع ووقع ليهم وهناك بعض الطلقاء الذين انتسبوا للحزب بعد الفتح وتسللوا لمفاصل الحكم في الجهاز التنفيذي والسياسي، هؤلاء الطلقاء ليس من مصلحتهم أن تنجح مبادرة الحراك الإصلاحي لأنهم جاءوا في غفلة من الزمان والبلد في حالة احتراب وفلان حردان وفلان زعلان ومعركتنا مع هؤلاء «مدورة الآن»، فنحن نشكل التيار الغالب في الحزب والحركة والناس، فقط عايزين «الإستارتر» أي إدراة المحرك.
    > هل عرضتم رؤيتكم الإصلاحية للمجلس الوطني باعتباره مجلس الحزب الحاكم.
    < البرلمان آلية من آليات الدولة، ونحن الآن نسعى لإصلاح الحزب وهذا بالطبع يستلزم إصلاح كل مؤسسات الدولة.
    > هناك من يتهم تياركم بأن هدفه الأساسي من الحراك هو الوصول لكراسي السلطة؟
    < تعرفين يا ندى أنا من سنة «1984» قدمت استقالتي من الحكومة «طبيب بوزارة الصحة»، ومن يومها لا علاقة لي بأجهزة الدولة، فأنا أعشق العمل الطوعي، ومنذ قيام الإنقاذ عرضت عليَّ أكثر من سبعة مناصب وزارية رفضتها، وغازي كان بإمكانه أن يشق الحركة إذا تمسك بالترشح للأمانة العامَّة، وكذلك شق البرلمان إذا تمسك برئاسة الكتلة، ولكنه رفض وانصاع لقرار المكتب القيادي رغم أنه من حق الكتلة أن تنتخب رئيسها، ولكن عينوا لهم رئيسًا من الحزب، وهذا ما نشكو منه، وغازي لا يسعى للمناصب فهو رجل مفكر.
    > لم لم تعرضوا مبادرتكم عبر مؤسسات الحزب.
    < سيكون مآلها سلة المهملات في أول مستوى حزبي ثم إن مؤسسات الحزب لا تحل ولا تربط وهذا وضع مأساوي ووضع الأحزاب السياسية في السودان الحاكم منها والمعارضة يثير الشفقة.
    > ولكن قيادات الوطني كثيرًا ما تتحدث عن وجود الشورى في الحزب.
    < شورى إيه؟ إذا كان رئيس الكتلة البرلمانية يُقال من المركز العام بشارع المطار ويُعيَّن لها رئيس لم يجتمع بها حتى الآن «ح يقول لهم شنو يعني أنا جاييكم من فوق»، وحتى نافع علي نافع عقد اتفاقًا مع عقار يلغيه الرئيس في صلاة الجمعة، حتى في تطبيق نيفاشا التي استمرت ست سنوات لم تُحل قضايا المناطق المتنازَع عليها وترسيم الحدود، والآن وبعد أن صار الجنوب دولة أخذنا نبحث عن الحلول.
    > ما تفسيرك لذلك؟
    < عدم المؤسسية، وتوسيد الأمر لغير أهله في الحزب والحكومة، بجانب التخبط والعشوائية، كان ينبغي ألا يتم الاستفتاء قبل حل جميع القضايا العالقة، وهذه لا تحتاج لدرس عصر، وهناك محسوبية في اختيار الوفود مثلاً أنا من القيادات المتنفذة التي عملت في الجنوب لثمانية أعوام ولم يحدث أن استشارني أحد في شأن ذي صلة بالجنوب ولم أشترك ولو لربع ساعة في هذه الوفود الدولارية، وهذه أشياء مؤلمة ومقرِّفة دفع ثمنها الشعب السوداني.
    > يؤخذ عليكم كتيار إصلاحي أنكم على طرفي نقيض ليبراليين ومتطرفين.
    < من قال ذلك عليه إثباته، فإصلاحي ومتطرف لايجتمعان، إصلاحي تعني إنسان عقل منفتح وصدره واسع، أصلاً التزمت في الفكر والإصلاح لا يلتقيان، ليبرال من ليبرتي وهي الحرية ونحن ليبرال وندعو للحرية
                  

08-02-2013, 00:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    البشير يجتمع بقوش ويلتقي الترابي برفقة علي عثمان طباعة


    الخميس, 01 آب/أغسطس 2013 21:27

    التقى الرئيس عمر البشير عشية أمس الاربعاء اثنين من ابرز خصومه السياسيين الاسلاميين في خطوة مفاجئة من شانها ان تشغل المسرح السياسي السوداني طويلاً ، بينما شهدت ذات الليلة لقاءا يعد الاول من نوعه منذ قرارات الرابع من رمضان العام (1999) بين د. حسن عبد الله الترابي والنائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه. و تحصلت "سودان تربيون " على معلومات مؤكدة ان البشير اجتمع مطولاً مع مدير جهاز الامن السابق صلاح قوش على مائدة الافطار اردفه باجتماع أخر مع عراب الانقاذ السابق وأشرس خصومها حالياً د. حسن عبد الله الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي .

    وعقد الرئيس – الذى يعكف حالياً على اعداد رؤية متكاملة لإنهاء النزاع في البلاد - خلال الايام الماضية اجتماعات متتالية مع د. غازي صلاح الدين بحثت اوضاع المؤتمر الوطني ومستقبل البلاد .

    وقالت مصادر ان البشير دعا الاربعاء مدير جهاز الامن والمخابرات السابق صلاح قوش إلى افطار رمضاني بمقر اقامته في قصر الضيافة بالخرطوم، وفيما لم تكشف المصادر عن ما اذا كان الافطار اقتصر على الرجلين فقط ام ان آخرين كانوا بمعيتهم ، واكدت ان اللقاء الرمضاني نافش عددا من القضايا الحساسة المتعلقة بشؤون الحزب والدولة.

    وأفرجت السلطات في مطلع شهر رمضان عن قوش وأسقطت التهم الموجهة اليه بشأن اسقاط النظام وتقويض الدستور، وأعلن مدير عام الجهاز الامن السابق فور الافراج عنه تمسكه بعضويته في المؤتمر الوطني غير انه قطع بعدم سكوته على ما اسماه بالأخطاء التى صاحبت المسيرة.

    وشن قوش في لقاء جماهيري بمحافظة مروي هجوماً عنيفاً على بعض اعضاء المؤتمر الوطني وإن لم يسمهم وقال "أنهم تعجلوا كعادتهم" في الوقت الذي كانت فيه "الحكمة تقتضي التريث والتثبت، خاصة ممن يظن انهم يد الانقاذ القوية وأركان دعوتها وسيوف نصرتها وأنصار حقها وأعوان عدلها".

    وتوقع مراقبون ان يثير لقاء البشير بقوش خلافات داخل المؤتمر الوطني ، خاصة مع الرجل الثاني في الحزب د. نافع على نافع الذى لا يخفي صراعه مع قوش ، وشدد أكثر من ذات مرة على ان الاخير سيقدم الى محاكمة بفعل جرمه.

    وفي ذات الوقت شهدت ضاحية المعمورة لقاءا نادراً جمع الرئيس البشير ونائبه الاول على عثمان طه مع عراب الانقاذ السابق الامين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي وطبقاً لمصادر شهدت اللقاء ان الرجلين وصلا كل على حدة لأداء واجب العزاء للترابي في وفاة شقيقه د. عبد الحليم وقالت المصادر ان طه غادر مقر العزاء فور وصول البشير اليه .

    ووصفت المصادر ان اللقاء كان اعتيادياً وشهد جلسة مطولة بين الرجلين غير انها نفت علمها بالحوار الذى دار خلالها مشددة على ان الحوار لم يكن مسموعاً ورفضت وصفه بالحوار الهامس .

    وقال الترابي ان اللقاءات الاجتماعية في المناسبات لايمكن البناء عليها ، غير ان مراقبون لايستبعدون ان تسهم الخطوة في اذابة الجليد الذي تراكم على علاقات الرجلين منذ المفاصلة .

    ولفتت المصادر إلى ان البشير والترابي كانا كثيرا ما يتحاشيا اللقاء المباشر في المناسبات الاجتماعية غير انهما عندما يتقابلا بتصافح في برود بائن ولم يتبادلا اطراف الحديث.

    غير انها أشارت إلى لقاء مختلف جمع الرجلين منتصف يوليو المنصرم في عزاء والدة عضو مجلس قيادة الثورة السابق اللواء التجاني آدم الطاهر بمنزله بالخرطوم.

    وقالت المصادر إن اللقاء اتسم بالطابع الاجتماعي البسيط وسادته أجواء طيبة تبادل خلالها البشير والترابي التحية والسلام، مشيرة إلى أن الرجلين تطرقا خلال اللقاء للقضايا الداخلية بالبلاد والأزمة المصرية.

    وكان البشير عقد لقاءات عدة مع د.غازي صلاح الدين الذى جاهر في الآونة الاخيرة بعدم رضائه عن ما يدور داخل الحكومة وحزبها وطبقاً لتقارير تداولتها عدة وسائط اعلامية ان الرجلين عقد اجتماعات مطولة استمع خلالها البشير إلى رؤية غازي الاصلاحية .

    وكشف الترابي ذاته عن لقاءات مماثلة تمت بينه وغازي صلاح الدين غير انه لم يكشف عن تفاصيلها وقال ان اجتماعه بغازى ليلة تأبين القيادى الراحل يسن عمر الامام لا يستلزم البناء عليه ووصفه بالصديق القديم.

    وأضاف الترابي بحسب صحيفة الخرطوم انه التقى غازى فى ندوة بالدوحة قبل فترة وغادرا سويا مردفا "كان يجلس بقربى فى الطائرة" وقال الترابى "غازى غاضب مما يحدث داخل المؤتمر الوطني".

    وذكر الترابي انه يلتقي غازي من فترة لآخرى غير انه رفض الكشف عن تفاصيل تلكم اللقاءات خشية علية من الضرر
                  

08-02-2013, 01:04 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    كمال عمر : لا تقارب مع القتلة ومبادرة عمر البشير لا قيمة لها

    August 2, 2013

    (حسين سعد- حريات)

    أكد حزب المؤتمر الشعبي ان الحديث عن اي مبادرة لحل ازمات البلاد الخانقة لا يتضمن رحيل هذا النظام الفاسد لا قيمة لها.

    وجدد الحزب موقفه القاطع بعدم وجود اي تقارب له مع المؤتمر الوطني. وكشف عن وجود خطة امنية لخلق بلبة وضبابية حول مواقف القوي السياسية وشبه النظام بانه مثل السفينة التي أوشكت علي الغرق.

    وقال الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر رداً علي الحديث الدائر عن اعتزام البشير طرح مبادرة تمثل مخرجا من مشاكل البلاد قال كمال عمر ان إي مبادرة لا تتضمن رحيل هذا النظام لا قيمة لها واضاف ان المؤتمر الوطني هو من خلق الازمات والحديث عن وجود مبادرة محاولة لاعادة انتاج الازمة مرة اخري وبشكل اكبر وردد (موقفنا واضح وهو ذهاب هذا النظام وتقديم قيادته الي محاكمات عادلة) وجدد قاطعا (ليس لنا اي تقارب مع القتلة) .

    وقال ان حل ازمات البلاد المستعصية في رحيل النظام المستبد وقيام وضع انتقالي كامل ومحاسبة الضالعين في قضية دارفور واشعال الحرب في المنطقتين وخلق معاناة ملايين النازحين وانهيار المشاريع الزراعية والاقتصادية والبطالة وتفشي المحسوبية والجهوية.

    ولفت عمر الي ان اجهزة المؤتمر الوطني الامنية ظلت تقود حملة موسعة لخلق بلبلة وتشويش حول مواقف القوي السياسية وقيادتها ومثل لها بما نشرته بعض الصحف مؤخراً، واوضح ان هذه الحملة القصد منها واضح وهو ان المواقف التي يدافع عنها الامين السياسي للشعبي لا تعبر عن الحزب ومؤسساته وانما هي مواقف نابعة من علاقات وانتماءات (كمال عمر) لاخرين .

    وقال كمال عمرانه لا ينكر اعجابه بالخط السياسي للجبهة الثورية والمواقف الصلبة للقوي السياسية الحرة وتابع (لكن ذلك لا ينتقص من انتمائي لحزبي وفكرته القوية التي تجددت وترسخت في اجتماعات هيئة القيادة مؤخراً) وشدد (موقفي لا ينفصل عن موقف المؤتمر الشعبي الذي أعبر عن منظومته ومؤسساته القوية) .

    وأكد الامين السياسي عدم وجود اي تقارب بين المؤتمرين (الوطني) و(الشعبي)ونبه الي ان الاجهزة الامنية للنظام غير واعية ومدركة بحركة الجماهير والشعب السوداني.

    وقال كمال هناك جهات تحاول القفز من سفينة المؤتمر الوطني التي اوشكت علي الغرق لذلك اتجهت تلك القيادات الي إطلاق تصريحات ماكرة ومضللة للمسرح السياسي مفادها وجود تقارب بين الغريمين. وشبه اوضاع النظام الحالية باللحظات التي استبقت غرق فرعون ومناشدته للنجاة. وكانت بعض الصحف قد ذكرت (أمس) ان مصادر مطلعة من هيئة قيادة المؤتمر الشعبي من قطاعات الطلاب والشباب والمرأة بالحزب عبرت عن احتجاجها لمواقف الأمين السياسي كمال عمر حول تقارب الإسلاميين، واتهمته بانه أصبح يمثل حجر عثرة، وأنه يعمل لتنفيذ أجندة أحزاب وجهات أخرى
                  

08-03-2013, 00:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    أن يقوم بإصلاح حالنا هذا "الغازي" ..

    بقلم: سيف الدولة حمدنالله
    الجمعة, 02 آب/أغسطس 2013 20:38




    أكثر ما يُسئ لشعبنا أن الذين ينادون له بالإصلاح اليوم هم الذين تسببوا في عطبه وأوقفوا حاله، وأكبر مهانة له أن يكون الذين يطبطبون عليه هم الذين أساءوا إليه، وليس هناك ما يوضح حجم البؤس الذي وصل إليه بعض أفراد الشعب مثل أن يعلقوا آمالهم على الذين صادروا منهم الأمل، وينبغي على الشعب أن يفطن لهذه الحيلة التي تجري هذه الأيام بالحديث عن الإصلاح والإصلاحيين فليس ذلك سوى نصب واختلاف لصوص، ومحاولة لتصفير العداد ليبدأ حساب عمر النظام من جديد.
    الذي يشجّع الإنقاذ في كل مرة لأن تبيع للشعب "الترماي" هو أنها تجد بينهم من يشتريه، وهي تعتقد بأن هذا الشعب يمكن أن ينضحك علينا بكلمة ترضية قبل أن تجف دموع الألم في عيونه، وللإنقاذ ألف حق في ذلك، فقد شاهدت كيف صفح الشعب عن الترابي وعلي الحاج وإبراهيم السنوسي وأخذهم بالحضن ونسى لهم كل شيئ لمجرد أنهم أصبحوا مظاليم ويتحدثون عن الحرية والديمقراطية والعدالة، برغم أن الشعب يعلم بأنه مجرد كلام يخرج من طرف اللسان لا من القلب والعقل، ويعلم أن كل الكبائر التي إرتكبتها الإنقاذ (الإعدامات، الصالح العام وسياسة التمكين، الإعتقالات والتعذيب في بيوت الأشباح) كان ورائها الذين يذرفون أمامنا دموع التماسيح، فإذا كان للإنقاذ حسنة واحدة هي أنها تُسقي أبنائها من نفس العلقم الذي يجرعونه لخصومهم.
    من هذا "الغازي" العتباني الذي تتطلع إليه الأفئدة وتنتظر منه أن يقوم بإصلاح أعطاب النظام!! ما الذي كان غائباً عنه كل هذه السنوات ثم صحى من النوم ليكتشف وجوده !! ما الذي جعل "طبيب" مثله يدور على كل المناصب الوزارية والبرلمانية ثم يصحو بعد ربع قرن ليرى مواطن الخلل في تلك المواقع!! ما الذي فعله "المفسدون" ولم يفعله "المصلحون" حتى يستقيم للأخيرين القيام بهذا العمل!!
    الواقع أنه ليس هناك مصلحون ومفسدون، فكل أركان النظام من طينة تم عجنها في قالب واحد، فهذه صراعات وخلافات دائماً ما تحدث في عالم العصابات والجريمة، تحركها بواعث الحسد والغيرة والمطامع، وتبلغ أقصى مدى لها في الخصومة والكراهية، ويمكن أن تنقلب هذه المشاعر بنفس القوة إلى ود ومحبة وفق ما تقتضيه ذات البواعث، ولذلك، من الغباء الركون للتحولات التي تحدث في مثل هذه الجماعات لتبنى عليها نتيجة.
    ما يقوم به هذا "الغازي" ومثله جماعة "سائحون" كذبة كبيرة ومناورة لتحقيق مكاسب على الأرض في النظام، وقد نجحوا في ذلك، فقد أخذهم الرئيس بالأحضان حتى نسوا ما خرجوا في سبيله – الإصلاح - دون أن يتحقق أي شيئ من ذلك، فقد جاء في الأنباء أن الرئيس قد إجتمع لساعات طويلة مع الغازي العتباني وفعل الشيئ نفسه مع والفريق صلاح قوش والعقيد ود إبراهيم ورفاقه، وأن نتيجة ذلك هي دخول هذه الأسماء كوزراء ومسئولين كبار بالوزارة التي ينتظر تشكيلها خلال الأيام القادمة.
    لقد أتاحت هذه الأحداث الفرصة للنظام للتفكير في خدعة جديدة يطيل بها عمره، وذلك بالتبشير ب "الرؤية" التي يعكف الرئيس للخروج بها لحل (كل) مشاكل السودان، والواقع أن في هذا تيه وقصر نظر ودليل على توطّن الغباء بالنظام، فليس هناك شيئ أهلك الوطن غير "رؤية" هذا الرئيس، فهو رئيس يرى بالمقلوب، والصحيح أنه لا يرى من الأساس، فقد ظل الرئيس يعيش في حالة "إنكار" للواقع الذي يعيشه الوطن وأهله، ويرى كل شيئ بالمقلوب، وبما يُشبه النكتة، تتفشى الرزيلة والجريمة وهو يتحدث عن الفضيلة، وتندلع الحروب ويتغنى بالسلام، يتجزأ الوطن ويبشّر بالوحدة، ينتشر الفساد بين الوزراء وكبار المسئولين وهو يهتف من آخر بلعومه "هي لله".
    الشعب لا ينتظر أن يصلح حاله هذا "الغازي" ولا أي من رفاقه بالحكم، فتكفي الشعب فعلتهم في "إنقاذه"، وليست أمام الشعب فرصة لأن ينصلح حاله قبل أن يضرم النار في كل هذه التجربة بعود ثقاب واحد.

    سيف الدولة حمدناالله
                  

08-03-2013, 06:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    مبادرة البشير للحل الشامل.. هل تتخطى حواجز «الصقور»؟


    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 03 آب/أغسطس 2013 10:43
    توقعات بحدوث صفقة سياسية مع «العدل والمساواة» بترتيب «الحاج»..تنازلات كبرى .. نصيب الأسد فيها للحركات المسلحة و(أظلافها) للمعارضة

    أحمد يوسف التاي

    بترقب يشوبه الحذر ينتظرالشارع السياسي السوداني تفاصيل مبادرة الرئيس البشير التي كشف عنها نائبه الأول علي عثمان، والتي تهدف حسبما أُعلن إلى إجراء تسوية سياسية شاملة بين فرقاء السياسة في البلاد تفضي إلى معالجات جذرية لكل القضايا السياسية وإحداث مصالحة وطنية بين الخصوم السياسيين وحل القضايا الأمنية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.. ومن المتوقع أن تحدث المبادرة التي سيتم طرحها بعد عيد الفطر حراكاً سياسياً ضخماً في المسرح السياسي السوداني الذي باتت أيامه حبلى بالمفاجآت الجسام. وفيما يبدي البعض تفاؤلاً حذراً إزاء الطرح المرتقب، بدا آخرون غير آبهين لإعلان المبادرة الرئاسية التي يلقي فيها الرئيس البشير ونائبه علي عثمان بثقليهما، وذلك ربما لتكرار المبادرات الحكومية التي غالباً ما يُدفع بها في توقيت محدد وفي ظروف معينة وبتاكتيك محدد لتحقيق أهداف مرحلية، حتى بات معروفاً أن المؤتمر الوطني يسعى لشراء الوقت في مثل هذه الظروف الضاغطة، وأنه يلجأ للقوى السياسية المعارضة وألد خصومه السياسيين في أوقات الشدة فقط، ويطلق مبادرات الوفاق الوطني والمصالحة السياسية بهدف التخدير ريثما تمر العواصف، أو في مثل هذه الفضاءات يقرأ الكثيرون مبادرات الحكومة وحزبها الحاكم.
    وثمة أسئلة ملحة تفرض نفسها هنا بوضوح: لماذا اختار الرئيس البشير هذا التوقيت بالذات لطرح خطة التسوية السياسية الشاملة والحلول الجذرية؟ وما هي الدلالات السياسية للطرح نفسه؟وهل سيقدّم المؤتمر الوطني تنازلات حقيقية لخصومه هذه المرة أم سيتخندق ويبدي المواقف المتصلبة كما كان يفعل في كل مرة؟ وهل لهذه المبادرة من جانب حكومة المؤتمر الوطني علاقة بتصاعد نبرة الحراك الإصلاحي داخل الحزب الحاكم؟ وقبل كل ذلك هل يمضي المؤتمر الوطني بجدية ومن منطلقات استراتيجية، أم أن الخطوة مجرد مناورة وتاكتيك سياسي محدد لتجاوز بعض المتاريس الحالية واحتواء أصوات الإصلاح المتصاعدة، والتصعيد العسكري الجاري في شمال وجنوب كردفان، والحراك الذي تمارسه قوى التحالف المعارض؟ والسؤال الأهم هل صقور المؤتمر الوطني المتنفذون سيقفون مكتوفي الأيدي حيال التسوية الشاملة والمعالجات الجذرية التي تتطلب تنازلات كبرى من بينها التنازل عن المناصب والمواقع المهمة والحساسة؟ وهل ستسمح مراكز القوة بالمؤتمر الوطني وأصحاب المصالح الذاتية بتمرير خطوات كهذه؟ وما علاقة التقارب الظاهر والمستتر بين المؤتمرين «الوطني والشعبي» بهذه المبادرة التي تبنتها رئاسة الجمهورية؟ وما هي الظروف والملابسات المحيطة بهذا الطرح على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية؟ وما هي أهم وأبرز العقبات والمتاريس المحتملة؟ وما هي فرص النجاح واحتمالات الفشل أمام مبادرة الحل الشامل التي بشَّر بها النائب الأول لرئيس الجمهورية؟

    التوقيت والدلالات:

    بالنظر إلى توقيت المبادرة الرئاسية ودلالاتها ومغزاها، يمكن الإشارة إلى أنها جاءت في توقيت دقيق وحساس، حيث تشهد الساحة ضغوطاً متعددة المصادر على الحكومة وحزبها الحاكم، فمن جهة يتصاعد الحراك الإصلاحي داخل حزب المؤتمر الوطني ويتعاظم ويرتفع صوته، وأصبح يتمدد بصورة مدهشة ويتجاوز نطاق الحزب الحاكم إلى قوى معارضة يستنصر ويستقوى بها، ولعل هذا ما بات يشكل مصدر قلق لدى القادة المتنفذين، ومن جهة ثانية مازالت قوى المعارضة تُصّعد نزالها مع الحكومة عبر تحركات سرية وأخرى معلنة تهدف إلى إسقاط النظام عبر ثورة شعبية كما أعلن ذلك حزب المؤتمر الشعبي أثناء اجتماعاته الأخيرة، ومن جهة ثالثة مازالت الجبهة الثورية المسلحة وقطاع الشمال تمارس تصعيداً عسكرياً في مناطق شمال وجنوب كردفان، وتجد مناصرة عالمية وتعاطفاً دولياً يبدو أكثر جلاءً من خلال الضغوط الدولية على الحكومة وإرغامها على الحوار مع قطاع الشمال والجبهة الثورية تحت وطأة تهديدات قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، ومن جهة رابعة يمضي حزب الأمة خطوات جديدة في اتجاه المرحلة الثانية من توقيعات ما سماها «تذكرة الرحيل»، ويمارس ضغوطاً ناعمة في إطار معارضته «الناعمة» للنظام، ومن جهة خامسة يطرح تحالف القوى الإسلامية والوطنية الذي يضم أكثر من «30» حزباً سياسياً نفسه البديل المناسب للحكومة الحالية التي قال إنها فقدت صلاحيتها ولم تعد قادرة على حكم البلاد، بينما يلتقي كثير من هذا الحراك في منطقة وسطى ربما تقبل القسمة على الجميع وهي منطقة الدعوة لعقد «مائدة مستديرة» للحوار تفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الجميع تكون مهمتها إدارة الانتخابات المقبلة، وهي دعوة وجدت القبول حتى داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، في حين أن بعض المفكرين الإسلاميين أطلقوا دعوة مبكرة للرئيس البشير بضرورة تشكيل حكومة قومية يكون رئيسها البشير بصلاحيات أقل، على أن يتنازل الرئيس البشير من بعض الصلاحيات لرئيس وزراء يقوم بتصريف الأعباء خلال مرحلة انتقالية تعقبها انتخابات رئاسية وبرلمانية، كما جاء على لسان البروفيسور حسن مكي في وقت سابق.. إذن هناك عدة عوامل أصبحت بمثابة عناصر ضغط وتزامن حدوثها أو بمعنى أدق سبقت مبادرة الحكومة لإنهاء حالة الاحتقان والمعالجات الجذرية لأمهات القضايا السودانية، وشكلت هذه العوامل خلفية للمبادرة، لذلك لا بد أن يقرأ توقيتها في ذات السياق.
    التقارب مع الشعبي:

    من حيث التوقيت أيضاً يمكن القول إن الطرح الرئاسي جاء في توقيت متزامن تماماً مع التقارب الظاهر بين المؤتمرين «الوطني» الحاكم و «الشعبي» المعارض، وبدا الأمر كأنه نتاج طبيعي للحراك الذي أحدثه لقاء «العليين» ببرلين في مارس الماضي، وهو اللقاء النادر الذي جمع بين النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ونائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج محمد، وبحث آخر تطورات القضايا الأمنية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وبدا من خلال بعض القراءات أن الحاج قدم مقترحات لحل تلك القضايا خاصة قضية دارفور التي تُعد في الوقت الراهن من أكبر المهددات الأمنية والتحديات التي تواجه حكومة المؤتمر الوطني، وأن طه وعد بطرح تلك الأفكار للتشاور فيها مع الرئيس البشير ومؤسسات الحزب الأخرى.. وبعد لقاء برلين راهن البعض على إنسلاخ علي الحاج وانخراطه في المؤتمر الوطني على نسق الحوار «الفردي» الذي جرى مع القيادي السابق بالمؤتمر الشعبي الدكتور الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية السابق ونتائجه، غير أن دلالات الأحداث ومؤشراتها تعزز فرضية نجاح علي الحاج في جر حزبه للحوار السري مع الحكومة والتقارب معها، ويرى أكثر من مراقب سياسي أن مبادرة الرئاسة الحالية لحل أزمة دارفور والقضايا الأمنية الأخرى لا تعدو أن تكون استجابة لطرح الدكتور علي الحاج في برلين خاصة أن «الحاج» وزعيم حزبه «الترابي » يتمتعان بنفوذ قوي داخل كثير من الحركات المسلحة خاصة حركة العدل والمساواة التي تطلق عليها قيادات الحكومة اسم «الجناح العسكري لحزب الترابي» لشدة وقوة نفوذ زعيم الحزب داخل مؤسسات الحركة، ولا شك أن نفوذ الترابي داخل «العدل والمساواة» أمر معلوم بالضرورة وتؤكده أيضاً مقولة أطلقها الترابي وتناقلتها الصحف في وقت سابق: «نحن لو ترك لنا أمر قضية دار فور نستطيع حلها خلال أربع وعشرين ساعة».. ولم يُستبعد أن يكون ثمن التقارب والتنازلات التي ستضمنها مبادرة البشير هو شراء نفوذ «الشعبي» وتأثيراته لاحتواء الحركات الفاعلة في الجبهة الثورية بما في ذلك قطاع الشمال نفسه.
    السيناريوهات المتوقعة:

    بإلقاء نظرة فاحصة تأخذ في الاعتبار أهم القضايا الأمنية الملحة والتي تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي، وأهمية توحيد الإسلاميين بالنسبة للإسلاميين أنفسهم يمكن التنبوء ببعض الإجراءات والخطوات التي يمكن أن تتم كموجهات أساسية ترتكز عليها مبادرة رئيس الجمهورية، وذلك على النحو التالي:
    أولاً: تمهيداً لإنجاح المبادرة يتوقع أن يحمل التشكيل الوزاري المقبل مفاجآت حقيقية من شأنها أن تشكل مفاتيح لاختراق كثير من الأزمات الراهنة، حيث يتوقع اختيار شخصيات مؤثرة من بؤر النزاع تستطيع أن تحدث الاختراق المطلوب، كما يتوقع أن يتم توسيع المشاركة السياسية لتشمل أكبر عدد من الأحزاب السياسية.
    ثانياً: يتوقع أن تحمل المبادرة موجهات قوية للحوار مع الحركات المسلحة وبعض التنازلات واستحداث بعض المناصب «الكبرى» للقادمين من التمرد، ويتوقع أن تنطلق المفاوضات مع حركة العدل والمساواة والحركات الأخرى التي أعلنت الأسبوع الماضي استعدادها للحوار بترتيب وضمانات من «الشعبي» على نحو أشبه بالصفقة السياسية، وتساق بقية الحركات المسلحة إلى الاتفاق النهائي، كما يتوقع أن تتجاوز تلك التنازلات القوى المعارضة التي سيُكتفى لها بتقديم «الأظلاف».
    ثالثاً: يتوقع أيضاً إعلان رسمي لاستئناف المفاوضات مع قطاع الشمال والوصول معه إلى تسوية سياسية تنتهي بدخول قادة القطاع في الحكومة.
    رابعاً صدور قرارات مهمة تمهد الطريق للمصالحة والحوار مع القوى السياسية دون قيد أو شرط كإطلاق سراح المعتقلين، والاستجابة لمطالب القوى السياسية كالمائدة المستديرة ونحوها.
    المعضلات:

    الناظر إلى المسرح السوداني على صعيده السياسي يدرك بوضوح تام أن الساحة السياسية في البلاد تعاني جملة من المشكلات أبرزها حدة الاستقطاب السياسي والاحتقان وانعدام الثقة، لذلك كان لا بد من إجراءات عملية من شأنها إزالة أسباب الاحتقان، وردم هوة عدم الثقة ووقف الاستقطاب، وهذه هي أهم التحديات والمعضلات التي تقف حالياً أمام مبادرة الرئيس البشير، فهل تستطيع الجهات القائمة عليها تخطي وتجاوز تلك العقبات بقرارات شجاعة وعملية؟ إذن تلك هي التحديات الحقيقية إلى جانب المتاريس التي يتوقع أن يقيمها متشددو المؤتمر الوطني الذين مازالوا يرون أن البلاد لا بد أن تُدار بالقبضة الحديدية والعقلية الأمنية، فهولاء يمكن أن يشكلوا عقبة أساسية أمام أي تغيير، وسيقفون في وجه أية مبادرات من شأنها أن تسعى لفك الاختناق وإزالة الاحتقان السياسي، باعتبار أن أي تغيير سيكون خصماً على مواقعهم ومصالحهم الذاتية التي ارتبطت بالوضع الحالي.
    مخاوف مشروعة:

    من الملاحظ أن حزب المؤتمر الوطني درج على إطلاق المبادرات والانفتاح على القوى السياسية والخصوم في الأوقات التي يشعر فيها بالاختناق والضغوط، فهو غالباً ما يبحث عن مخارج يتنفس بها ريثما تمر الأزمة، لذلك نجد أن كثيراً من القوى السياسية لا تكترث كثيراً لمثل هذه الإجراءات التي يعلن عنها. ولعل هذا أيضاً ناتج عن عدم الثقة التي سبقت الإشارة إليها
                  

08-04-2013, 05:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    لنقرا معا هذا الخبر ومن ثم التعليق بالاسفل


    أغسطس 2013 - 11:45 بتوقيت أبوظبي
    طارق التيجاني
    ذكر مراسلنا في الخرطوم نقلا عن مصادر مطلعة أن السلطات السعودية رفضت عبور طائرة الرئيس السوداني عمر البشير فوق مجالها الجوي.

    وكان طائرة البشير متجهة إلى العاصمة الإيرانية طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب حسن روحاني.

    وذكرت مصادر لسكاى نيوز عربية أن السعودية رفضت عبور طائرة البشير بعد دخوله أجوائها ما اضطره إلى العودة للخرطوم.

    ومن المنتظر أن تصدر رئاسة الجمهورية السودانية بيانا تكشف فيه الملابسات الكاملة.



    تعليق

    -------------

    لا اعرف لماذا يصر الرئيس على السفر فى كل مرة وهو يعلم ان سفره اصبح امام متابعة وكالات الانباء واقمار جورج كلونى الذى يوظف امواله من اجل متابعة البشير وهذا شىء خطير ..
    اعتقد ان البشير لا يجد من يفدم له الاستشارة والحقيقة التى اصبح فيها وضعه الشخصى ولا يجد النصيحة حتى من اقرب الناس اليه اعنى النصيحة الصادقة البعيدة عن الزيف ..

    نعم قد يكون الرئيس فى طبعه يتحدى فى كل مرة ولكن سمعة الدولة ان كان يضع لها قدرها عليه قبول النصائح واعتقد ان من يقول له ان لاشىء فى سفره ويطبل له بانه شجاع يضر الرئيس والدولة والوضع السياسى ان ان تبقى له شىء من الضرر والطغيان الذى يغطى القلوب والاعين لكل منتسبى الاخوان فى السودان

    جورج كلونى لمن لا يعرف اشهر نجوم هوليوود واغنى من حكومة السودان هدد بتوظيف امواله من اجل القبض على البشير هذا ما نقلته وكالات الانباء قبل يومين اعتقد ان غباء الاسلام السياسى وصل الى مرحلة لاتطاق تسعد عدوهم وتجعلهم على يقين بانهم زائلون والى الابد ان لم يكن اليوم فغدا وهم يتغاضون عن تاثير الاحداث المتسارعة ضد جماعة الاخوان المسلمين وسعى السعودية ابعاد كل الاخوان من بلادعا الى بلادهم التى اتوا منها وتخيير ابناء الوطن من المنتمين لهذا التيار بين التوبة والابعاد عن العمل فى مناطق حساسة مثل التعليم والصحة والمنظمات الانسانية
                  

08-04-2013, 11:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)




    اجتماع مغلق بين قوش ونافع


    التفاصيلنشر بتاريخ الأحد, 04 آب/أغسطس 2013 08:00
    goash

    عقد مدير جهاز الأمن الوطني السابق والقيادي بالمؤتمر الوطني الفريق أول صلاح عبد الله «قوش»، لقاءً ظهر أمس مع مساعد رئيس الجمهوريَّة نائب رئيس المؤتمر الوطني د. نافع علي نافع استمرَّ لساعة ونصف، ناقشا من خلاله القضايا الوطنيَّة والتحدِّيات التي تواجه السُّودان.وأبلغ مصدر مطَّلع «الإنتباهة» أنَّ لقاء قوش بنافع امتداد للقاءات التي ابتدرها الأول مع الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان الأيام الماضية، وأكَّد المصدر أنَّ اللقاء تطرَّق لكيفيَّة الخروج برؤية وطنيَّة واحدة تشمل الجميع، وصناعة بيئة صالحة للإصلاح في إطار الرؤية الكليَّة للمؤتمر الوطني، وأشار إلى أنَّ قوش أكَّد خلال اللقاءات التزامَه بالعمل بفاعليَّة داخل المؤتمر الوطني، وقد غادر قوش أمس الخرطوم متوجِّهًا للملكة العربيَّة السعوديَّة لأداء العمرة


    --------------------

    مبادرة البشير للحل الشامل.. هل تتخطى حواجز «الصقور»؟


    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 03 آب/أغسطس 2013 10:43
    توقعات بحدوث صفقة سياسية مع «العدل والمساواة» بترتيب «الحاج»..تنازلات كبرى .. نصيب الأسد فيها للحركات المسلحة و(أظلافها) للمعارضة

    أحمد يوسف التاي

    بترقب يشوبه الحذر ينتظرالشارع السياسي السوداني تفاصيل مبادرة الرئيس البشير التي كشف عنها نائبه الأول علي عثمان، والتي تهدف حسبما أُعلن إلى إجراء تسوية سياسية شاملة بين فرقاء السياسة في البلاد تفضي إلى معالجات جذرية لكل القضايا السياسية وإحداث مصالحة وطنية بين الخصوم السياسيين وحل القضايا الأمنية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.. ومن المتوقع أن تحدث المبادرة التي سيتم طرحها بعد عيد الفطر حراكاً سياسياً ضخماً في المسرح السياسي السوداني الذي باتت أيامه حبلى بالمفاجآت الجسام. وفيما يبدي البعض تفاؤلاً حذراً إزاء الطرح المرتقب، بدا آخرون غير آبهين لإعلان المبادرة الرئاسية التي يلقي فيها الرئيس البشير ونائبه علي عثمان بثقليهما، وذلك ربما لتكرار المبادرات الحكومية التي غالباً ما يُدفع بها في توقيت محدد وفي ظروف معينة وبتاكتيك محدد لتحقيق أهداف مرحلية، حتى بات معروفاً أن المؤتمر الوطني يسعى لشراء الوقت في مثل هذه الظروف الضاغطة، وأنه يلجأ للقوى السياسية المعارضة وألد خصومه السياسيين في أوقات الشدة فقط، ويطلق مبادرات الوفاق الوطني والمصالحة السياسية بهدف التخدير ريثما تمر العواصف، أو في مثل هذه الفضاءات يقرأ الكثيرون مبادرات الحكومة وحزبها الحاكم.
    وثمة أسئلة ملحة تفرض نفسها هنا بوضوح: لماذا اختار الرئيس البشير هذا التوقيت بالذات لطرح خطة التسوية السياسية الشاملة والحلول الجذرية؟ وما هي الدلالات السياسية للطرح نفسه؟وهل سيقدّم المؤتمر الوطني تنازلات حقيقية لخصومه هذه المرة أم سيتخندق ويبدي المواقف المتصلبة كما كان يفعل في كل مرة؟ وهل لهذه المبادرة من جانب حكومة المؤتمر الوطني علاقة بتصاعد نبرة الحراك الإصلاحي داخل الحزب الحاكم؟ وقبل كل ذلك هل يمضي المؤتمر الوطني بجدية ومن منطلقات استراتيجية، أم أن الخطوة مجرد مناورة وتاكتيك سياسي محدد لتجاوز بعض المتاريس الحالية واحتواء أصوات الإصلاح المتصاعدة، والتصعيد العسكري الجاري في شمال وجنوب كردفان، والحراك الذي تمارسه قوى التحالف المعارض؟ والسؤال الأهم هل صقور المؤتمر الوطني المتنفذون سيقفون مكتوفي الأيدي حيال التسوية الشاملة والمعالجات الجذرية التي تتطلب تنازلات كبرى من بينها التنازل عن المناصب والمواقع المهمة والحساسة؟ وهل ستسمح مراكز القوة بالمؤتمر الوطني وأصحاب المصالح الذاتية بتمرير خطوات كهذه؟ وما علاقة التقارب الظاهر والمستتر بين المؤتمرين «الوطني والشعبي» بهذه المبادرة التي تبنتها رئاسة الجمهورية؟ وما هي الظروف والملابسات المحيطة بهذا الطرح على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية؟ وما هي أهم وأبرز العقبات والمتاريس المحتملة؟ وما هي فرص النجاح واحتمالات الفشل أمام مبادرة الحل الشامل التي بشَّر بها النائب الأول لرئيس الجمهورية؟

    التوقيت والدلالات:

    بالنظر إلى توقيت المبادرة الرئاسية ودلالاتها ومغزاها، يمكن الإشارة إلى أنها جاءت في توقيت دقيق وحساس، حيث تشهد الساحة ضغوطاً متعددة المصادر على الحكومة وحزبها الحاكم، فمن جهة يتصاعد الحراك الإصلاحي داخل حزب المؤتمر الوطني ويتعاظم ويرتفع صوته، وأصبح يتمدد بصورة مدهشة ويتجاوز نطاق الحزب الحاكم إلى قوى معارضة يستنصر ويستقوى بها، ولعل هذا ما بات يشكل مصدر قلق لدى القادة المتنفذين، ومن جهة ثانية مازالت قوى المعارضة تُصّعد نزالها مع الحكومة عبر تحركات سرية وأخرى معلنة تهدف إلى إسقاط النظام عبر ثورة شعبية كما أعلن ذلك حزب المؤتمر الشعبي أثناء اجتماعاته الأخيرة، ومن جهة ثالثة مازالت الجبهة الثورية المسلحة وقطاع الشمال تمارس تصعيداً عسكرياً في مناطق شمال وجنوب كردفان، وتجد مناصرة عالمية وتعاطفاً دولياً يبدو أكثر جلاءً من خلال الضغوط الدولية على الحكومة وإرغامها على الحوار مع قطاع الشمال والجبهة الثورية تحت وطأة تهديدات قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، ومن جهة رابعة يمضي حزب الأمة خطوات جديدة في اتجاه المرحلة الثانية من توقيعات ما سماها «تذكرة الرحيل»، ويمارس ضغوطاً ناعمة في إطار معارضته «الناعمة» للنظام، ومن جهة خامسة يطرح تحالف القوى الإسلامية والوطنية الذي يضم أكثر من «30» حزباً سياسياً نفسه البديل المناسب للحكومة الحالية التي قال إنها فقدت صلاحيتها ولم تعد قادرة على حكم البلاد، بينما يلتقي كثير من هذا الحراك في منطقة وسطى ربما تقبل القسمة على الجميع وهي منطقة الدعوة لعقد «مائدة مستديرة» للحوار تفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الجميع تكون مهمتها إدارة الانتخابات المقبلة، وهي دعوة وجدت القبول حتى داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، في حين أن بعض المفكرين الإسلاميين أطلقوا دعوة مبكرة للرئيس البشير بضرورة تشكيل حكومة قومية يكون رئيسها البشير بصلاحيات أقل، على أن يتنازل الرئيس البشير من بعض الصلاحيات لرئيس وزراء يقوم بتصريف الأعباء خلال مرحلة انتقالية تعقبها انتخابات رئاسية وبرلمانية، كما جاء على لسان البروفيسور حسن مكي في وقت سابق.. إذن هناك عدة عوامل أصبحت بمثابة عناصر ضغط وتزامن حدوثها أو بمعنى أدق سبقت مبادرة الحكومة لإنهاء حالة الاحتقان والمعالجات الجذرية لأمهات القضايا السودانية، وشكلت هذه العوامل خلفية للمبادرة، لذلك لا بد أن يقرأ توقيتها في ذات السياق.
    التقارب مع الشعبي:

    من حيث التوقيت أيضاً يمكن القول إن الطرح الرئاسي جاء في توقيت متزامن تماماً مع التقارب الظاهر بين المؤتمرين «الوطني» الحاكم و «الشعبي» المعارض، وبدا الأمر كأنه نتاج طبيعي للحراك الذي أحدثه لقاء «العليين» ببرلين في مارس الماضي، وهو اللقاء النادر الذي جمع بين النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ونائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج محمد، وبحث آخر تطورات القضايا الأمنية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وبدا من خلال بعض القراءات أن الحاج قدم مقترحات لحل تلك القضايا خاصة قضية دارفور التي تُعد في الوقت الراهن من أكبر المهددات الأمنية والتحديات التي تواجه حكومة المؤتمر الوطني، وأن طه وعد بطرح تلك الأفكار للتشاور فيها مع الرئيس البشير ومؤسسات الحزب الأخرى.. وبعد لقاء برلين راهن البعض على إنسلاخ علي الحاج وانخراطه في المؤتمر الوطني على نسق الحوار «الفردي» الذي جرى مع القيادي السابق بالمؤتمر الشعبي الدكتور الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية السابق ونتائجه، غير أن دلالات الأحداث ومؤشراتها تعزز فرضية نجاح علي الحاج في جر حزبه للحوار السري مع الحكومة والتقارب معها، ويرى أكثر من مراقب سياسي أن مبادرة الرئاسة الحالية لحل أزمة دارفور والقضايا الأمنية الأخرى لا تعدو أن تكون استجابة لطرح الدكتور علي الحاج في برلين خاصة أن «الحاج» وزعيم حزبه «الترابي » يتمتعان بنفوذ قوي داخل كثير من الحركات المسلحة خاصة حركة العدل والمساواة التي تطلق عليها قيادات الحكومة اسم «الجناح العسكري لحزب الترابي» لشدة وقوة نفوذ زعيم الحزب داخل مؤسسات الحركة، ولا شك أن نفوذ الترابي داخل «العدل والمساواة» أمر معلوم بالضرورة وتؤكده أيضاً مقولة أطلقها الترابي وتناقلتها الصحف في وقت سابق: «نحن لو ترك لنا أمر قضية دار فور نستطيع حلها خلال أربع وعشرين ساعة».. ولم يُستبعد أن يكون ثمن التقارب والتنازلات التي ستضمنها مبادرة البشير هو شراء نفوذ «الشعبي» وتأثيراته لاحتواء الحركات الفاعلة في الجبهة الثورية بما في ذلك قطاع الشمال نفسه.
    السيناريوهات المتوقعة:

    بإلقاء نظرة فاحصة تأخذ في الاعتبار أهم القضايا الأمنية الملحة والتي تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي، وأهمية توحيد الإسلاميين بالنسبة للإسلاميين أنفسهم يمكن التنبوء ببعض الإجراءات والخطوات التي يمكن أن تتم كموجهات أساسية ترتكز عليها مبادرة رئيس الجمهورية، وذلك على النحو التالي:
    أولاً: تمهيداً لإنجاح المبادرة يتوقع أن يحمل التشكيل الوزاري المقبل مفاجآت حقيقية من شأنها أن تشكل مفاتيح لاختراق كثير من الأزمات الراهنة، حيث يتوقع اختيار شخصيات مؤثرة من بؤر النزاع تستطيع أن تحدث الاختراق المطلوب، كما يتوقع أن يتم توسيع المشاركة السياسية لتشمل أكبر عدد من الأحزاب السياسية.
    ثانياً: يتوقع أن تحمل المبادرة موجهات قوية للحوار مع الحركات المسلحة وبعض التنازلات واستحداث بعض المناصب «الكبرى» للقادمين من التمرد، ويتوقع أن تنطلق المفاوضات مع حركة العدل والمساواة والحركات الأخرى التي أعلنت الأسبوع الماضي استعدادها للحوار بترتيب وضمانات من «الشعبي» على نحو أشبه بالصفقة السياسية، وتساق بقية الحركات المسلحة إلى الاتفاق النهائي، كما يتوقع أن تتجاوز تلك التنازلات القوى المعارضة التي سيُكتفى لها بتقديم «الأظلاف».
    ثالثاً: يتوقع أيضاً إعلان رسمي لاستئناف المفاوضات مع قطاع الشمال والوصول معه إلى تسوية سياسية تنتهي بدخول قادة القطاع في الحكومة.
    رابعاً صدور قرارات مهمة تمهد الطريق للمصالحة والحوار مع القوى السياسية دون قيد أو شرط كإطلاق سراح المعتقلين، والاستجابة لمطالب القوى السياسية كالمائدة المستديرة ونحوها.
    المعضلات:

    الناظر إلى المسرح السوداني على صعيده السياسي يدرك بوضوح تام أن الساحة السياسية في البلاد تعاني جملة من المشكلات أبرزها حدة الاستقطاب السياسي والاحتقان وانعدام الثقة، لذلك كان لا بد من إجراءات عملية من شأنها إزالة أسباب الاحتقان، وردم هوة عدم الثقة ووقف الاستقطاب، وهذه هي أهم التحديات والمعضلات التي تقف حالياً أمام مبادرة الرئيس البشير، فهل تستطيع الجهات القائمة عليها تخطي وتجاوز تلك العقبات بقرارات شجاعة وعملية؟ إذن تلك هي التحديات الحقيقية إلى جانب المتاريس التي يتوقع أن يقيمها متشددو المؤتمر الوطني الذين مازالوا يرون أن البلاد لا بد أن تُدار بالقبضة الحديدية والعقلية الأمنية، فهولاء يمكن أن يشكلوا عقبة أساسية أمام أي تغيير، وسيقفون في وجه أية مبادرات من شأنها أن تسعى لفك الاختناق وإزالة الاحتقان السياسي، باعتبار أن أي تغيير سيكون خصماً على مواقعهم ومصالحهم الذاتية التي ارتبطت بالوضع الحالي.
    مخاوف مشروعة:

    من الملاحظ أن حزب المؤتمر الوطني درج على إطلاق المبادرات والانفتاح على القوى السياسية والخصوم في الأوقات التي يشعر فيها بالاختناق والضغوط، فهو غالباً ما يبحث عن مخارج يتنفس بها ريثما تمر الأزمة، لذلك نجد أن كثيراً من القوى السياسية لا تكترث كثيراً لمثل هذه الإجراءات التي يعلن عنها. ولعل هذا أيضاً ناتج عن عدم الثقة التي سبقت الإشارة إليها
                  

08-05-2013, 06:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    محلل سياسي : خطوة السعودية هي بمثابة اعادة نظر لعلاقاتها مع دول حركات الاسلام السياسي بما فيها السودان


    محلل سياسي : خطوة السعودية هي بمثابة اعادة نظر لعلاقاتها مع دول حركات الاسلام السياسي بما فيها السودان


    08-05-2013 06:53 PM
    وصف محلل سياسي سوداني واستاذ زائر بجامعة تورونتو بكندا خطوة الحكومة السعودية بمنع طائرة الرئيس البشير المرور عبر اجواءها للوصول الى ايران، بأنها رسالة للخرطوم من دول الخليج تعبيراَ عن رفضها للتعامل مع حركات الأسلام السياسي فى المنطقة.
    وكانت رئاسة الجمهورية السودانية اعلنت يوم الأحد أن السلطات السعودية منعت طائرة مستأجرة من إحدى شركات الطيران السعودية ،كانت تقل الرئيس السوداني عمر حسن البشير من المرور عبر أجوائها نحو إيران لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد حسن روحاني.
    والمعلوم ان السعودية ودول الخليج لهما خلافات سياسية مزمنة مع ايران، واعربت عن قلقها الشديد تجاه التقارب السوداني الإيراني الملحوظ والتعاون العسكري بينهما، فضلاَ عن مزاعم موقع "ديبكا" الإسرائيلي الإخباري، إن إيران تنشأ قاعدة عسكرية على البحر الأحمر في السودان تهدف إلى تجهيز الدبابات وأنظمة الصواريخ والمدفعية الثقيلة ذاتية الحركة، ونقلها إلى سوريا وحزب الله عبر قناة السويس.
    وقال الأستاذ السوداني الزائر بجامعة تورونتو، والذى فضل حجب اسمه، لسودان راديو سيرفس يوم الأثنين، بأن خطوة السعودية تعتبر صفعة للرئيس البشير- على حد تعبيره.
    وقال "أنا أفتكر ان قرار السعودية هو جزء من اعادة النظر فى علاقات دول الخليج مع حركات الأسلام السياسي، وبالتالي رسالة واضحة للخرطوم، وهو خياركم هو اما ان تسيروا مع الأسلامى السياسي و ايران، او تسيروا معنا، وأننا لن نقبل اللعب على الحبلين, وبالرغم من أن خطوة السعودية هي بسيطة ولكن معناها الدبلوماسي كبير جداً، فهذا رئيس دولة وأنا أعتبرها صفعة قوية جداً للبشير"
    واستبعد المحلل السياسي السوداني أن تكون خطوة السعودية ذات صلة بأمر التوقيف الصادر من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس البشير.
    الا انه اشار الى أن أمر التوقيف الصادر من المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير قد رفع الحرج عن السعودية فى اتخاذها لهذه الخطوة-على حد قوله.
    واضاف "طبعاً هو مريح جداً لموقف السعودية اللجوء الى قضية المحكمة الجنائية ضد البشير، لكننا نعلم بان البشير قام بزيارة السعودية بعد صدور القرار عدة مرات, ولكن حالياً وجود قرار المحكمة الجنائية بتوقيف البشير يجعل العملية مريحة وسهلة بالنسبة للسعودية ويرفع عنهم حرج كبير جداً"
    ويذكر أن المملكة العربية السعودية كانت تعتبر الساند القوى للسودان فى المحيط الأسلامى والعربي ويعتقد انها من اكثر الدول العربية والاسلامية وقوفا مع السودان فى محنته الاقتصادية، فضلاً عن توظيفها لعشرات الالاف من العمالة السودانية.
    ومن جهتها رحبت المعارضة السودانية بخطوة السعودية، ووصفتها بانها خطوة صحيحة-على حد تعبيرها, رئيس لجنة الاعلام بقوي الاجماع الوطني كمال عمر تحدث لسودان راديو سيرفس يوم الاثنين من الخرطوم. وقال "أولا الخطوة فى تقديرنا تعتبر صفعة للنظام، وانا افتكر ان القرار بالنسبة لنا كمعارضة هو قرار سليم وصحيح، ونتمنى ان تحذو دول كثيرة هذا الحذو، وبالتالي يضطر النظام لأجراء تعديلات اساسية فى طريقة تعامله مع الواقع السياسي. الواقع السياسي يحتم على هذا النظام أن يرحل تماماً ويأتي وضع انتقالي كامل يعالج قضايا الحرب وقضايا الأزمة السياسية الراهنة"
    وحسب بيان السكرتير الصحفي برئاسة الجمهورية السودانية عماد سيد أحمد، فقد عادت الطائرة التى كانت تقل البشير اضطراريا إلى الخرطوم، بعد أن رفضت السلطات السعودية مرورها عبر أجوائها، وأشار إلى أن قائد الطائرة المستأجرة أوضح لرئاسة الجمهورية أن الرفض تم بالرغم من إبلاغ سلطات الطيران المدني السعودية بوجود الرئيس السوداني على متن الطائرة

    سودان راديو سيرفس

    ----------------------

    اسلامى متعاطف مع على عثمان يصدر تهديداً مبطناً تجاه احتمال الاطاحة به

    August 5, 2013

    000112(صحف)

    ما مدى صحة سيناريو إزاحة نائب البشير؟

    ياسر محجوب الحسين

    تموج الساحة السياسية السودانية هذه الأيام بجدل التشكيل الوزاري الجديد وهذا أمر طبيعي يحدث كلما اقتربت حكومة الرئيس عمر البشير من تعديل أو تشكيل وزاري جديد؛ بيد أن المثير هذه المرة بروز تسريبات صحفية تتحدث عن ابعاد الرجل الثاني في الدولة النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه واسناد منصب رئيس البرلمان له بحجة أن البلاد مقدمة على معركة دستورية فاصلة تتمثل في إقرار دستور دائم يحل محل الدستور الانتقالي الحالي الذي صدر مع انفاذ اتفاقية السلام الشامل الموقعة في 2005 بين حكومة السودان والحركة الشعبية التي كانت تقاتل الخرطوم في أحراش الجنوب يعضد ذلك خلفية الرجل القانونية.. لكن هل بالفعل سيتخلى البشير عن ساعده الأيمن الذي كان الكفة الراجحة في ما عرف بالمفاصلة التي خرج بموجبها الدكتور حسن الترابي من الحكومة وكوّن حزباً معارضاً باسم المؤتمر الشعبي وأصبح طه رمزاً للقيادة الحركية للإسلاميين الذين إنحازوا لجانب البشير؟.. أم أن الأمر مجرد تسريبات صحفية في صحف بعينها يقف من وراء تلك التسريبات منافسو طه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة البشير والغرض منها ارباك الرجل واخراجه عن وقاره الذي عرف به؟.. البعض يؤكد أن الرئيس البشير يثق فقط في بعض قادة الجيش ولا يعول كثيراً على النخب السياسية المدنية من أمثال طه؛ بل يستخدم معهم تكتيكا معينا بحيث لا يتمكن أيٌّ منهم من الاستقواء والبروز على حسابه، ولذا فهو أي البشير سعيد بأن تدور معارك بينهم ليضعف بعضهم بعضا ويكون وحده هو الرابح.. في نفس الوقت يرى البعض الآخر أنه لا غنى للبشير من رجل بمواصفات نائبه الأول الذي تمثل إزاحته في الوقت الحاضر خسارة كبيرة للبشير قد يصعب تقدير حجمها. ومنهم من يرى أن إزاحة الرجل استهداف مباشر للبشير نفسه من خلال كشف ظهره، ويرون أن طه زاهد في كرسي الرئاسة رغم أنه الأقرب في حين أن آخرين يسعون بطرق مختلفة وأساليب مستحدثة لخلافة البشير وربما يرون في طه عقبة كأداة في طريقهم سواء كونه ذراع يمين للبشير أو باعتباره خليفة قويا محتملا له.

    يعتبر طه رجل دولة من طراز فريد ويمتلك قدرات سياسية كبيرة واحترام وتقدير سواء من جانب الذين يتفقون معه أو من جانب الذين يختلفون معه.. عند وفاة النائب الأول الأسبق للرئيس البشير الفريق أول الزبير محمد صالح في حادث سقوط طائرة في العام 1998م، وجد البشير في طه الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية حينها الرجل المناسب لملء فراغ منصب النائب الأول.. لقد برز نجم الرجل منذ أن انتخب رئيساً لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم عام 1967م.. وقد ظهرت مواهبه السياسية منذ أن أُبتعث وعمره 30 عاما إلى بريطانيا في العام 1977 للقاء القيادي الاتحادي البارز المرحوم الشريف حسين الهندي، زعيم الجبهة الوطنية المعارضة لحكم الرئيس الاسبق جعفر نميري، لينقل وجهة نظر جبهة الميثاق الاسلامي حول عملية المصالحة الجارية حينذاك مع نظام نميري.. كذلك استفاد طه كثيراً من تقديمه المبكر للقيادة، تحديداً منذ العام 1986م عندما أصبح نائباً للأمين العام للجبهة الإسلامية القومية التي كان يقود أمانتها العامة الدكتور الترابي، وكذلك قيادته للمعارضة البرلمانية في مواجهة الصادق المهدي.. لعل أبرز المحطات السياسية للسيد علي عثمان محمد طه ترؤسه مفاوضات السلام بين شمال وجنوب السودان حيث أفضت إلى توقيع اتفاق السلام الشامل في التاسع من يناير 2005م.. دور الرجل في انجاح الاتفاقية أكسبه احتراماً دولياً وإقليمياً.. وكنتيجة لاستحقاقات هذه الاتفاقية أدى طه القسم نائباً ثانياً لرئيس الجمهورية مفسحاً المجال لقائد تمرد الحركة الشعبية في الجنوب جون قرنق كنائب أول ممثلا للحركة التي وقعت مع الحكومة الاتفاقية.

    إن كان الهدف من إزاحة طه توسيع المشاركة السياسية بإسناد المنصب لحزب الأمة على سبيل المثال أو حزب المؤتمر الشعبي فإن الإزاحة تكون منطقية ومن المؤكد أنها ستتم بكامل الرضا من جانبه أما إن كانت حلقة من حلقات الصراع بين أفيال حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة البشير فإن تداعيات الأمر قد لا تكون محسوبة وستقضي على من تبقى من تماسك في حزب المؤتمر الوطني وحينها سيكون الرئيس البشير أكبر الخاسرين
                  

08-05-2013, 10:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    الدكتور علي الحاج يقول:من استشارهم عمر البشير قادوه الى المحكمة الجنائية .


    الدكتور علي الحاج يقول:من استشارهم عمر البشير قادوه الى المحكمة الجنائية .




    علي الرئيس أن يسعى لايجاد الحلول الناجعة لمشاكل السودان

    08-05-2013 11:12 PM


    عبدالوهاب همت

    حول ارجاع الطائرة التي كانت تقل الرئيس عمر البشير ومرافقيه من قبل السلطات السعوديه وعدم السماح لهم بمواصلة الرحلة الى طهران حيث مراسم تنصيب الرئيس الايراني روحاني وأثر ذلك على علاقات السودان بدول الخليج ودور مستشاري الرئيس سألت الراكوبه الدكتور علي الحاج محمد مساعد الامين العام للمؤتمر الشعبي عن رأيه فيما جرى فقال: ماحدث لعمر البشير في نيجيريا وماتكرر في الاجواء السعوديه يجب أن يقرأ في اطار المحكمة الجنائية الدوليه, وأحسب أن الرئيس هو الذي من المفترض أن ـكون له قراءاته الخاصه , وليس مستشاروه. لان المستشارين وضح منذ بداية الجنائية أن دورهم هو الذي قاد الرئيس الى الجنائية ومازالوا يقودونه. وعليه أن يفكر في هذا الامر, وهذا بمنطق أنهم يقولون مايرضي الرئيس فقط وواضح أن مايرضي الرئيس ليس هو الشيء المطلوب , وانما على الرئيس أن يكون واقعيا ويبحث عن الرأي الصائب بعيدا عن مستشاريه. هذا بصفة عامة أما بصفة خاصة فان تكرار هذه الاحداث ستكون نتيجتها أن يقع الرئيس في الجنائية يوما ما.
    والاهم من من كل ذلك أن مشاكل السودان يجب أن تحل حلولا جذرية وشامله وعلى الرئيس أن يتخذ السياسات التي تفضي الى الحلول والتعايش مع الشعب السوداني عامة.
    وعن توقعاته حول تدهور علاقات السودان بدول الخليج عقب هذه الحادثة قال: ان دول الخليج تقف الى جانب ماتم مؤخرا في مصر وهذا أمر طبيعي, ولااحسب أن العلاقات بين الخليج ونظام الخرطوم سوف تصل الى مرحلة العداء لانهم في الاخير من الداعمين الى نظام الخرطوم.
                  

08-05-2013, 10:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    كبر وموسى هلال...البحث عن طريق ثالث

    تقرير:صديق رمضان:


    عادت الى سطح الاحداث السياسية مجددا تسريبات تناولتها المجالس قبل ثلاثة اشهر ،تتعلق بإنهاء تكليف والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر ،والجديد هذه المرة ان التسريبات التي تناولتها وسائل الاعلام خلال الايام الماضية اشارت الى ان الوالي كبر سيتم تكليفه بمنصب وزاري مركزي .
    والتسريبات في عالم السياسية تختلف اغراض ودوافع مطلقيها ،فالانظمة تستهدف بها (جس نبض الشارع) لقراءة اتجاهات الرأي العام حيال ماتم تسريبه قبل اتخاذ قرارت حول ذات الامر ،وتستعملها القوى المعارضة لاحداث هزة وبلبلة وسط الحكومات لتشكيل ضغط من اجل تحقيق هدف محدد ،ومابين الاهداف الحكومية والمعارضة تبرز حقيقة انه قد تتحول التسريبات الى واقع او ان تذهب ادراج الرياح.
    وفي حالة الوالي كبر فإن تقاطعات كثيرة تحيط بالتسريبات التي تتعلق ببقائه في المنصب الذي ظل فيه لعشر سنوات ،او ذهابه الى المركز لتولي منصب اتحادي ،ا


    لا ان مجريات الاحداث خلال الفترة الماضية اوضحت ان هناك مطالبات متباينة المرامي تذهب في اتجاهين ، الاتجاه الاول يتمثل في وجود تيار يطالب بإبعاد كبرعن سدة الحكم بشمال دارفور ،بدعوى وقوعه في اخطاء القت بظلالها السالبة على مجمل الاوضاع الامنية والاقتصادية والسياسية بالولاية ،ويرى هذا التيار ان في ذهاب الرجل سانحة جيدة لتجميع اوراق الولاية المبعثرة واعادة ترتيب اوضاعها على الاصعدة كافة،وهذا التيار الرافض لاكمال كبر دورته الانتخابية حتى 2015، برز صوته بوضوح ممثلا في الوزير بديوان الحكم اللامركزي والزعيم القبلي موسى هلال الذي طالب اكثر من مرة بإقالة كبر.
    وعلى الضفة الاخرى من النهر يقف من يمثلون الاتجاه الثاني ،حيث يرون ان شمال دارفور ظلت تشهد استقرارا امنيا منذ اندلاع الازمة بالاقليم قبل عشر سنوات باستثناء احداث العامين الاخرين ابرزها الاقتتال القبلي الذي شهدته محلية السريف ،ويؤكد هؤلاء على اهمية ان يستمر كبر في منصبه لاكمال استحقاقه الانتخابي ،وينفون وجود مسوغات موضوعية تحتم ذهابه خاصة وان كبر حسب وجهة نظرهم حقق انجازات ملموسة في الجانب الامني ونسبية في الخدمات.
    ولكن ماهي الاسباب التي جعلت البعض يطالب بإبعاد كبر عن منصبه؟يجيب الوزير بديوان الحكم اللامركزي وزعيم قبيلة المحاميد موسى هلال ،مرجعا الامر الى الاخطاء التي ظل يقع فيها الوالي ،نافيا في حديث لـ(الصحافة) ان تكون منطلقاته شخصية كما يتصور البعض ،وقال ان المجتمع بالولاية يطالب بإقالة الوالي وذلك للاخطاء الكبيرة التي ظل يكررها ،وزاد:هو مسؤول عن فضيحة سوق المواسير التي اضرت باقتصاد الولاية وفقد فيها المواطنون ممتلكاتهم ،فهذا السوق نشأ تحت حمايته وفي امانة الحكومة،كما انه يقف وراء الاحداث التي شهدتها محليات الكومة ومليط وكتم واخيرا السريف ،وهو بصفة عامة فشل في ادارة الولاية التي تبدو في امس الحاجة لابعاده حتى تستقيم الامور فيها وتعود الى نصابها،ويؤكد هلال مخاطبتهم للمركز في هذا الخصوص ويقول انهم تلقوا وعدا بمعالجة الامر بصورة جذرية.
    واذا كان الزعيم القبلي موسى هلال يرى ان اقالة والي شمال دارفور هي الترياق المضاد لكل علل وسقام الولاية ،فان هناك من ينفي وجود اسباب موضوعية لابعاد عثمان محمد يوسف كبر ،و


    في هذا الاتجاه يذهب رئيس حزب الامة الوطني بشمال دارفور خالد فقيري الذي يشير في حديث عبر الهاتف مع (الصحافة) الى ان اكمال كبر لدورته الانتخابية يبدو هو الامر البديهي ،وقال ان الولاية تشهد استقرارا كاملا ولايوجد مايستدعي انهاء تكليفه ،لافتا الى اهمية احترام الكتلة الانتخابية التي منحت الوالي ثقتها ،مبديا تعجبه من تناول هكذا موضوعات في هذا التوقيت والانتخابات قد تبقت لها فترة محدودة.
    ويتفق عضو المجلس الوطني ياسر احمداي ،مع رئيس حزب الامة الوطني ،ويعتقد في حديث لـ(الصحافة) انه ليس من المنطق ان يتم خرق الدستور بداعي خلافات شخصية ،»في اشارة منه الى توتر العلاقة بين كبر وموسى هلال «،ويقول ان فرضية استقرار الاوضاع بعد اقالة الوالي تعتبر قراءة خاطئة وذلك لانه ليس من المنطق اخضاع السياسات للتوقعات ،ويرى احمداي ان المشكلة ليست في كبر ولا موسى، بل في سياسة المركز حيال دارفور.
    وسياسات المركز تجاه دارفور التي انتقدها عضو المجلس الوطني ،يعتبرها الامين العام للمؤتمر الشعبي بشمال دارفور عبدالله محمد ادم الدومة من اسباب المشاكل التي ظلت ترزح تحت وطأتها دارفور ،وقال ان تغيير الولاة لن يضع حلا لمشاكل الاقليم والولاية ،ويرى ان الحل يكمن في تغيير سياسة المركز تجاه دارفور .
    واذا كان عضو المجلس الوطني ورئيس حزب الامة الوطني، يعتبر ان اقالة كبر خرق للدستور فإن الوزير بديوان الحكم اللامركزي موسى هلال يعتبر ان حدوث ذلك ليس بالامر المستبعد او المستغرب لجهة حدوثه في اكثر من ولاية ،مشيرا الى ان كاشا وكرم الله وزاكي الدين وهارون ولاة منتخبون الا ان المركز قام بتغييرهم ،ويعتقد هلال ان كبر يحظى بحماية قيادات في المركز تحول بينه وبين الابعاد الذي يرى انه الحل الوحيد لمشاكل الولاية .
    وفي ذات الاتجاه لايستبعد الامين العام للمؤتمر الشعبي ان يخرق الحزب الحاكم الدستور مثلما فعل من قبل حسبما اشار ،ويقول ان الوطني يستعمل الدستور حسب حاجته ،وزاد:مسألة اهتمام الحكومة بالدستور تبدو امرا ثانويا ،فهي ان ارادت خرقه لفعلت ،وهذا السلوك ليس غريبا عليها.


    هلال وكبر كلاهما من منسوبي المؤتمر الوطني ،والقيادات البارزة بدارفور ذات التأثير الكبير ،وبمثلما قرب المركز شقة الخلاف بين عبدالحميد موسى كاشا ووزير المالية علي محمود ،هل يتدخل لاصلاح ما افسده الدهر بين الرجلين ،ام يترك الحبل علي الغارب؟


    يبدي العضو بالمجلس الوطني ياسر احمداي دهشته من وقوف المركز متفرجا على الخلاف بين كبر وهلال،بينما يطالب رئيس حزب الامة الوطني خالد فقيري،ان يعمل المؤتمر الوطني على رتق هوة الخلاف بين والي شمال دارفور والوزير بديوان الحكم اللامركزي حتى لايتسع الرتق على الفاتق ،وينعكس ذلك سلبا على استقرار الولاية .
    من جانبه، يؤكد والي شمال دارفور، عثمان محمد يوسف كبر احترامه وتقديره لرؤية المركز،واصفا نفسه بالجندي الذي ينفذ تعليمات قياداته العليا ،وقال في حديث لـ(الصحافة) انه لايرفض العمل في الموقع الذي تحدده قيادة الدولة والحزب،الا انه يفضل اكمال دورته لمواصلة تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي بشمال دارفور .
    ويتخوف مراقبين من ان تفتح استجابة المركز لضغوط التيار المطالب بذهاب والي شمال دارفور،الباب امام مجموعات بولايات اخرى رافضة لاستمرارية بعض الحكام ،الا انهم في ذات الوقت يطالبون بضرورة ان يعمل الحزب الحاكم على احتواء الخلافات بين منسوبيه والاستماع الى كل الاراء، وذلك من اجل المصلحة العامة للبلاد،وان يعمل على البحث عن طريق ثالث يجنب شمال دارفور والاقليم الاحتقانات والازمات
                  

08-06-2013, 05:15 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)




    موسى هلال لـ «الصحافة»:


    مع تيار الإصلاح والتغيير، وضد المتشبثين بالسلطة


    حاوره:صديق رمضان : عقب الأنباء التي تواترت بانه قد تمرد ،سعينا لاستجلاء الحقيقة بعيدا عن التأويلات والشائعات ،وذلك لحساسية الموضوع ،وايضا لأن جسد الوطن المثخن بالجراحات واقليم دارفور المضطرب لم يعدا يحتملان المزيد من صب الزيت علي النار ،عبر الهاتف تحدثنا معه وكان في طريقه الي مدينة كبكابية،ويبدو ان هواء ساخنا ظل يعتمل بدواخله وقتا ليس بالقصير وذلك لانه اجاب علي اسئلتنا بلغة نحسبها شفافة وغير مألوفة علي من يتولي منصبا دستوريا،انه الوزير بديوان الحكم اللامركزي وزعيم قبيلة المحاميد موسى هلال ،ونتابع ماذا قال:ـ
    *دعنا في البدء نقول لك رمضان كريم وكل عام وانت بخير ؟
    رمضان كريم علي عموم الامة الإسلامية ،التي نبعث لها مقدما وللشعب السوداني بالتهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ،ونسأل الله ان يتقبل الصيام والقيام ،وان يعود العيد القادم والسودان قد تجاوز المرحلة المفصلية التي يمر بها ،وان يصبح اكثر قوة ومنعة ،وان يعم الاستقرار كافة اجزائه .
    *حسنا..لندلف الي حوارنا مباشرة ونبدأ من حيث انتهت الشائعات التي تشير الي انك غادرت العاصمة مغاضبا من المركز ؟
    مفردات مثل ذهب مغاضبا او «زعلان» تطلق علي الذين يهربون من معركة الحق او اولئك العاجزين عن ايصال صوتهم والتعبير بما يعتقدون من اراء ،انا لايمكن ان «اشرد»،ولم اغادر العاصمة بداعي غبن كما يتردد.
    *اذا اين انت ولماذا ظللت في دارفور طوال الفترة الماضية؟
    موجود وسط اهلي وعشيرتي ومواطني دائرتي بدارفور ،واساهم في حل مشاكلهم ،ومنطق الاشياء يشير الي ان المسؤول والبرلماني يجب ان يكون وسط المواطنين حتي يتعرف علي قضاياهم ويستمع اليها ويعمل علي حلها،كما انني اعمل مع اخوة اكارم علي تقريب شقة الخلاف بين بعض القبائل المتنازعة بالاقليم،ونجحنا بحمد الله في وضع حد للخلافات بين الاخوة البني حسين والرزيقات ،والتقينا كذلك عددا من القبائل في هذا الصدد منهم الفور والتامة والعرب الرحل ،وقلنا لهم ليس هكذا يتعايش الناس في وطن واحد،وقد عقدنا اجتماعات في ذات الاطار بسرف عمرة والجنينة وسوف نمضي في برنامج رتق النسيج الاجتماعي بولايتي غرب وجنوب دارفور عقب عيد الفطر المبارك باذن الله،وسوف نخاطب اهلنا في كل مكان بضرورة نبذ القبلية،والتعايش السلمي،وجهدنا هذا ينطبق عليه المثل الشائع»في كل حركة بركة».
    *اذا لم تتمرد كما اشارت عدد من وسائط الاعلام؟
    ولماذا اتمرد ،هذا حديث غير منطقي ،و ينم عن جهل مطلقيه الذين بكل تأكيد هم اولئك الرافضون للمناصحة والمكاشفة والشفافية ،وهم من لاتتسع صدورهم للرأي الاخر ،ولكن اقول لهم اذا كان من يطالب بالحقوق والتغيير والإصلاح يعتبر متمردا فليكن الامر كذلك.
    *من حديثك هذا نستشف انك من التيار الذي يدعو للإصلاح بالحزب الحاكم؟
    نعم،ولكن دعني اشير لامر يكاد يكون معلوما للجميع ،وهو ان هناك تيارين داخل المؤتمر الوطني ،احدهما يدعو للإصلاح ومعالجة اخطاء الفترة الماضية ،وهيكلة الدولة ،وإصلاح مايحدث بالولايات من سياسات خاطئة،وينشد التغيير في السياسات والوجوة ،والتيار الاخر هو الماسك بزمام الحزب والسلطة ويرفض الاستجابة لدعاوي الإصلاح،وعلي المجموعة الاخري ان تلتفت الي الاصوات الناقدة لاداء الحكومة والحزب ،وان تأخذ باقتراحاتهم ولاتعمل علي محاربتهم ،وسوف اظل اتحدث سواء كنت في الخرطوم او دارفور عن ضرورة الإصلاح.
    *اين المشكلة هنا،طبيعي ان يكون هناك تباين في الاراء بكل حزب سياسي ،وان يدعو البعض للإصلاح ان رأوا اخطاء ،وذلك من اجل مصلحة الكيان؟
    هذا هو الامر البديهي والمنطقي ،ولكن للأسف التيار الاخر ينظر لكل صاحب رأي شفاف وواضح يهدف لمصلحة الحزب، انه متفلت ومتمرد ،وغير مرغوب فيه ،ولكن سنظل نجهر بالحق ولن نتوقف حتي ينصلح الحال وذلك من اجل مصلحة الحزب والوطن.
    *من تقصد بالتيار الرافض للإصلاح؟
    معروفين للجميع،ولايحتاجون لتعريف ،فهم ظلوا «مكنكشين» في السلطة ،ويسيطرون علي اتخاذ القرارات المختلفة ،بما فيها تلك التي تتطلب عمقا سياسيا ودراية كاملة ،وهم من يصفوننا بالمتمردين لمجرد اننا بحثنا عن مصلحة الحزب والوطن بكل شفافية وتجرد،ولانبتغي من وراء ذلك منصبا او مالا،وهؤلاء «مكتفين» السودان ويحدون من انطلاقته وتقدمه.
    *عفوا اين رئيس الجمهورية من هذه التيارات؟
    الاخ الرئيس شخصية تحظي بالقبول وسط المواطنين وحتي لدي القوي السياسية المعارضة ،ولكن ادخله المتشبثون ومعه السودان في هذا النفق الضيق،واذا تخلص منهم الاخ الرئيس سيقود البلاد دون معوقات. .
    *اذا انت علي خلاف مع التيارالممسك بالسلطة كما اشرت؟
    نعم ،وليس انا وحدي ، فهناك مجموعات وقيادات داخل الحزب رغم انها لم تفصح عن رغباتها الإصلاحية صراحة الا انها تدعم هذا الخط ،والذي يضم كذلك السائحون والمجاهدون وغازي صلاح الدين وحسن مكي وغيرهم كثر،نحن في الظرف الراهن علي خلاف مع المتمسكين بالسلطة الي ان يتم تصحيح الاخطاء بالحزب والحكومة.
    *وماهي الاخطاء التي تنشدون إصلاحها؟
    كثيرة ،وهي واضحة للعيان ولاتحتاج الي كبير عناء لمعرفتها ،نريد تصحيح كل الاخطاء التي صاحبت الفترة الماضية من عمر الانقاذ ،وهنا اشير الي انه لايعقل ان يظل البعض متوليا مناصب دستورية لثلاث وعشرين عاما ،هذا ضد سنة الحياة..ولابد ان يكون هناك تغيير حقيقي وإصلاح يلامس عصب قضايا الحزب والوطن ،وليس تغييرا علي غرار لعبة الكراسي ،بان يذهب هذا من الوزارة«الفلانية» الي تلك،فليس هكذا تدار الاحزاب الكبيرة مثل المؤتمر الوطني،ونريد ان يتم كشف الفساد ومحاربة المفسدين وان تسود المؤسسية.
    *ولماذا لم تعملوا من اجل الإصلاح داخل مؤسسات الحزب والحكومة؟
    تحدثنا كثيرا حول ضرورة الاستجابة لمتطلبات المرحلة واجراء مراجعات شاملة ،واحداث اختراق حقيقي في منهج حكم الدولة ،ولكن عندما نتحدث ينظرون الينا بسخرية ،وكأننا ليس سودانيين او اعضاء في الحزب ،وهؤلاء لايريدون من يقول كلمة الحق ان يستمر عضوا فاعلا .
    *هل ما يدور داخل الحزب الحاكم له علاقة بخلافة رئيس الجمهورية الذي اعلن عدم ترشحه مجددا؟
    نعم هناك من يسعي لخلافة الرئيس رغم ان هذا امر سابق لاوانه،وهؤلاء يتنافسون ويتسابقون للظفر بالمنصب ،وهنا ابدي تعجبي مثل غيري حول الترشيحات التي انحصرت في شخصيات محددة ،فتارة يتحدثون عن نافع واخري عن علي عثمان ،وكأنما المؤتمر الوطني مملوك لاشخاص بعينهم لاينافسهم احد في وظائف الدولة ،واسأل لماذا تدور الترشيحات حول اسماء محددة ،ولماذا لايتم طرح مرشحين من شرق او غرب السودان ،في تقديري ان في هذا استفزاز يشي وكأنما السودان بات مملوكا لمجموعة محددة.
    *ظللت تنتقد سياسة المركز حيال دارفور رغم انك قيادي بالحزب والاقليم وهذا يعني موافقتك عليها ،فلماذا الاحتجاج الان؟
    الصمت لم يعد يجدي نفعا ،ورغم انني سبق وان تحدثت كثيرا حول هذا الامر ،الا ان المنطق يقول اذا لم نتحدث نحن قادة دارفور عن هذه السياسة فمن يتحدث ،سياسة المركز تجاه الاقليم شابتها الكثير من الاخطاء التي بتنا نشعر وكأنها مقصودة ،ومثلما سعت فعاليات سياسية من قبل علي عدم استقرار دارفور حتي لايطالب اهلها بحقوقهم ..باتت الظنون تساورنا واصبحنا نشك.. ..عموما اقولها بكل شفافية وصدق ودون مواربة ان سياسة المركز حيال دارفور تحتاج لاعادة نظر وتصحيح.
    *اذا ماهو المخرج لما تمر به البلاد؟
    الصدق،والاخلاص والتجرد ،وعلي الممسكين بزمام السلطة ان يعلموا ان السودان ليس ملكا لهم وانهم ليسوا اسياده ، وان المؤتمر الوطني وعاء جامع ،ويجب ان يدركوا حقيقة ان اوان التغيير والإصلاح قد ازف ولامفر منه ،فعليهم ان يعملوا علي تغيير سياساتهم التي لازمتها الكثير من الاخطاء ،نأمل ان يستجيبوا.
    *في محور اخر الجميع يتساءلون عن اسباب خلافكم العميق مع والي شمال دارفور الذي تطالبون باعفائه من منصبه؟
    لست وحدي الذي اطالب باقالة وتغيير الوالي ،والذي ليس لي خلاف شخصي معه ،ومن ينشدون تغييره تيار عريض بالولاية ،وذلك من واقع كثرة اخطائه التي لايمكن حصرها في هذه العجالة،ولكن لنأخذ قضية سوق المواسير التي افقرت الاسر مثالا،فالنشاط الذي اضر باقتصاد الولاية ومازالت تعاني من اثاره ،كان يتم بعلمه ومنحه الصفة الرسمية والحماية ،ورغم ذلك لم تتم محاسبته.
    *وماذا ايضا؟
    اخطاء والي شمال دارفور كما ذكرت لك عاليه لاحصر لها ،وفقد كل اسباب بقائه في المنصب ،وذلك لانه يقف وراء كل النزاعات القبلية التي شهدتها الولاية خلال العامين الاخيرين ،في مليط والواحة وكتم وجبل عامر ،وهو يستغل بساطة المواطنين لتحقيق اجندته الشخصية .
    *ولكن المركز متمسك به؟
    لقد قابلنا المركز واوضحنا لهم خطورة استمرار الوالي الحالي في منصبه ووعدوا باقالته.
    *كيف يقال وهو وال منتخب من قبل قرابة المائتين وثمانين الف مواطن.
    لقد تم اعفاء ولاة منتخبين مثله من قبل ،وعلي رأسهم جعفر عبدالحكم وكاشا وكرم الله ،ومسألة اعفائه ليست بالامر المستعصي علي المركز ،الا انه للاسف هناك من يشكل حماية له ويعمل علي استمراريته ،ولكن هذا لايصب في مصلحة الولاية التي تحتاج للتغيير والتجديد حتي تظل متماسكة وتنهض من كبوة السنوات العشر الماضية


    ----------------

    هـــــل تمـــرد مـــوســى هــلال؟!
    الصادق الرزيقى

    التفاصيلنشر بتاريخ الأحد, 04 آب/أغسطس 2013 08:00


    بالرغم من وجود شائعات قوية تجزم بتمرد زعيم المحاميد أكبر فخذ وبطن في قبيلة الرزيقات بشمال دارفور، الشيخ موسى هلال المستشار بديوان الحكم الاتحادي، منسوبة إلى نجله النقيب حبيب الضابط بالقوات المسلحة، بثها «سودان راديو سيرفس» يوم الأربعاء الماضي، إلا أنه لم ترد تأكيدات حتى الآن حول هذا الأمر، ولم يعلن موسى هلال بنفسه عزمه على التمرد بالكيفية والطريقة التي نسبت إلى ابنه الأكبر.
    وكان هلال الأسبوع الماضي في مدينة كبكابية التي تتبع لها منطقته «دامرة مستريحة» في الجزء الشمالي الغربي منها مع امتدادات وادي باري، وشارك بالفعل في تهدئة الأوضاع بعد نشوب مواجهات داخل المدينة بين بعض أبناء القبائل العربية وأبناء من الفور على خلفية مشاجرة وخلاف وسط سوق البلدة تم فيه تبادل لإطلاق نار ومقتل أكثر من أحد عشر شخصاً في المدينة.. وكان لوجود موسى هلال بالمدينة أثر مباشر في تهدئة الأوضاع ومنع وقوع كارثة وصدام دموي داخل كبكابية.
    وقبلها شهدت «مستريحة» مقر إقامة زعيم المحاميد، لقاءات واجتماعات ومؤتمرات مصغرة لوضع حد للاقتتال الذي دار في منطقة جبل عامر وامتد لمنطقة السريف بني حسين وأُزهقت فيه العديد من الأرواح قاربت ألفاً وخمسمائة شخص. لكن السؤال الأهم في حال كان الحديث المنسوب إلى حبيب نجل موسى هلال صحيحاً.. ما هي الأسباب والدوافع والمبررات وراء ذلك؟ هل هي تفاعلات داخل ولاية شمال دارفور بسبب الخلاف بين الوالي عثمان كبر والشيخ موسى هلال التي كانت ارتشاحاتها تملأ الصحف والمجالس؟أم هي الأسباب السياسية التي أجملها نجله حبيب في الحديث الذي نسب إليه ومنها التهميش السياسي وقضية دارفور وتعالي السلطة في الخرطوم وعدم تلبيتها لمطالب أهل دارفور وعدم استماعها للنصح والآراء التي قالها والده؟!
    الافتراض أن موسى هلال لديه موقف سياسي دفعه للتمرد،

    لا توجد فيه حجة مقنعة، بدليل أن الأبواب كلها كانت مفتوحة له في الخرطوم، ولم يعبر طيلة الفترة الماضية عن ضيق أو تبرم من شيء، واحتفظ بعلاقة خاصة وقوية مع كبار قادة الدولة وبشكل أساس مع رئيس الجمهورية، وظل موسى محل احترام وتقدير كبير لم يتغير أو يتبدل، ولم تعزه أية وسيلة في ايصال رأيه وتوضيح أفكاره والتعبير عنها وإبلاغها لقيادة الدولة، بل بالعكس كان قريباً من مواقع صنع القرار لا يفصله أو يحجبه عنها حاجب. وقد تحدث في بعض الأحيان خلافات في وجهات النظر هنا وهناك لكنها لم ترتق إلى الدرجة التي يغادر فيها الخرطوم غضبان أسفاً، ثم يعلن نجله الأكبر أنه تمرد على الدولة ويسعى لإسقاط النظام كما زعم «سودان راديو سيرفس» الذي يبث من كينيا ويتبع للجبهة الثورية وقطاع الشمال بالحركة الشعبية.
    أما الدافع الآخر بأن تمرد موسى هلال سببه نابع من تداعيات ومضاعفات خلافه مع والي شمال دارفور عثمان كبر، فهو خلاف معلن وعبر عنه هلال في الصحف وجرت تراشقات بين الطرفين وجدت طريقها إلى وسائل الإعلام والصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة وتداولتها المواقع على نطاق واسع، وحسب ما هو كائن فإن موسى لجأ إلى الإعلام والصحف ونقل ساحة المعركة إليها، بينما استخدم الوالي كبر سلطاته لتفتيت قبيلة موسى هلال وتعيين إدارات أهلية لبعض بطون المحاميد وأتباع موسى «أولاد تاكو، أولاد جنوب» في خطوة وصفت بأن غرضها لم يكن بريئاً وتوجد فيه محاولة لزرع الفتنة وسط المحاميد، فقد عين كبر قياديين لفرعين من فروع المحاميد في مستوى موسى هلال ومنافسين له، ويسعى لتعيين زعيم ثالث وسط المحاميد للانتقاص من الإدارة الأهلية للقبيلة وزعامتها التاريخية. وزعمت بعض المجالس وأحاديث المدينة أن هلال هدد من قبل بالتمرد في حال بقاء كبر والياً على شمال دارفور، إلا أن تلك التهديدات لم تجد من يؤكد وجودها من الأساس، بالرغم من أن موسى هلال يعبر عن تبرمه وعدم رضائه عن بقاء كبر في الولاية لعشر سنوات وينتقد بشدة أسلوبه في الحكم وإخفاقاته، إلا أنه لم يقل صراحةً أنه سيتمرد، أو أنه قال: «إما أنا أو كبر في شمال دارفور»!!
    ويبقى إذن السؤال الأكبر.. ماذا وراء الصمت المطبق لموسى وهو في باديته ووسط أهله في مستريحة ووادي السنط ووادي باري شمالاً إلى دار الريح؟ هل يصحيح أنه تمرد أم أن حركات التمرد وما تسمى الجبهة الثورية حاولت الدخول على الخط وصناعة كل هذه البلبلة؟ وحتى ذلك الحين فإن موسى هلال هو وحده من يؤكد أو ينفي!!

    ----------

    نافع على نافع : الإنقاذ تفجرت من أجل العودة لكتاب الله تعالي ..مشروع الانقاذ هو مشروع الإسلام


    نافع على نافع : الإنقاذ تفجرت من أجل العودة لكتاب الله تعالي ..مشروع الانقاذ هو مشروع الإسلام


    08-06-2013 09:35 AM
    نافع : الدولة لن تحيد عن تطبيق الشريعة الاسلامية

    الخرطوم (سونا ) اكد الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية أن الدولة لن تحيد عن سبيل الله وتطبيق الشريعة الإسلامية مهما تكالبت عليها دول البغي والاستكبار مبينا أن الإنقاذ تفجرت من أجل العودة لكتاب الله تعالي لأنه الحق المبين والصراط المستقيم وان الإنقاذ لن تضيع الشريعة .
    وطمأن اهل القرآن ، خلال حديثه في افطار الشيخ موسي عبدالله حسين بمحلية امبدة وحدة غرب البقعة ، ان مشروع الانقاذ هو مشروع الإسلام وان الحاكمية لله وإن تكالب العلمانية بهدف محاربة وابعاد الإسلام تحت سيناريو تصفية الإسلام السياسي مؤكدا ان الإسلام منتصر لا محالة حاثا أهل السودان علي نبذ الجهوية والعنصرية ونبذ كل العصبيات القبلية من اجل حقن دماء المسلمين .
    وثمن د.نافع دور رجال الطرق الصوفية وأهل القرآن ووقوفهم مع الإنقاذ مطالبا أن يعمل الجميع للدعوة من أجل السلام ونبذ

    ---------------------

    مُوْسَى هِلال.. مُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَر

    الطيب مصطفى


    التفاصيلنشر بتاريخ الثلاثاء, 06 آب/أغسطس 2013 08:00


    لا أُريد أن أنكأ الجراح وأعرض لمشكلة دارفور التي بلغت في سنوات قليلة ما لم تبلغه مشكلة الجنوب من تأثير على أمن البلاد القومي ومن تلطيخ لسُمعة السُّودان في المحافل الدوليَّة ومن تداعيات سياسيَّة واقتصاديَّة تُمسك بخناق البلاد وتُهدِّد وحدتها وسلامها الاجتماعي ولكنِّي بصدد موسى هلال الزعيم الدارفوري الكبير الذي نرى هذه الأيام أحاديث مزعجة تدور حول غضب يعتمل في نفسه واحتمالات تمرُّده مما ينبغي أن يحظى باهتمام الدولة قبل أن يُلقي الرجل بوزنه الثقيل على مشكلة دارفور ويزيد أوارها اشتعالاً ذلك أنَّ معظم النار من مستصغر الشرر.
    لموسى هلال قضيَّة أفصح عنها منذ سنوات ولولا علمي بحلم الرجل ورجاحة عقله وأناته التي تتبدَّى من صوته الخفيض وكلماته التي يُحسن انتقاءها لما قلتُ إن له قضية اضطرَّته إلى اللواذ بقبيلته الكبيرة بعيداً عن العاصمة التي يحتل فيها مواقع رفيعة اقتنع بأنَّها لم تُفلح في التبشير برؤيته حول المشكلة التي تعصف الآن بشمال دارفور والتي راح ضحيتها المئات وربما الآلاف في صراعات قبليَّة طاحنة.
    موسى هلال طمأن الشعب السُّوداني بأنه لم يتمرَّد ولن يتمرَّد سِيَّما وأنَّ الطرف الذي حاول الاستنصار به هو الجبهة الثوريَّة التي أحدثت في السودان قتلاً ونهباً وتخريباً ما يحول دون ارتماء موسى وأمثاله من الوطنيِّين الأطهار في أحضانها.
    علاقتي بموسى قديمة ومتجدِّدة وأعلم علم اليقين أنَّ الرجل رسول سلام ولن يكون في يوم من الأيام داعية حرب وآي القرآن تصدح في شهر القرآن (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما).
    نعم قال موسى هلال.. (أنا لم أتمرَّد.. أنا رجل سوي أعرف قضايا وطني ولن أُستدرج وأُستقطب في عمل ضد الدولة بهذه الكيفيَّة).


    قال ذلك بالرغم من أنَّه اعترف بأن (هناك جهات من خارج البلاد تتصل للتحريض ضد الدولة) أعلم تلك الجهات ومن بينها أمريكا التي أعلم أنَّها ظلت تغازله منذ سنوات وكذلك جهات كثيرة أخرى تعلم ما يمثله الرجل من وزن يستطيع أن يغيِّر به كثيراً من موازين القوى.
    أعجب أن ينعقد مؤتمر للصلح في الفاشر ويغيب عنه أو يُغيَّب عنه زعيم قبيلة المحاميد وما أدراك ما قبيلة المحاميد.. خطأ مَن هذا يا ترى ولمصلحة مَن يُستعدى موسى هلال من قِبل والي شمال دارفور وهل صحيح ما ذكره الرجل من أنَّ هناك بعض القرارات السياسيَّة التي تستهدفه وقبيلته؟!
    موسى تحدَّث عن تأييده للتيَّار الإصلاحي داخل المؤتمر الوطني وعن رؤيته حول حل مشكلة التمرُّد في دارفور بل حول مشكلات السُّودان جميعها فهلاّ استمعنا إليه قبل فوات الأوان


    ------------------

    الســـكــوت مـــن ذهــب!
    الصادق الرزيقى

    التفاصيلنشر بتاريخ الخميس, 01 آب/أغسطس 2013 08:30


    لو تريَّث د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهوريَّة ونائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، قليلاً في تصريحاته التي أبرزتها الصحف أمس حول الاتفاق مع دولة الجنوب، لكان ذلك أفضل وأحكم وأكثر نجاعة سياسيَّة!
    الأمور في الجنوب بالرغم من استقرار الأوضاع بعد قرارات سلفا كير الأخيرة والتأييد الواسع الذي وجدته من مختلف الأطياف السياسيَّة الجنوبيَّة وداخل الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي، لا تحتمل في هذه اللحظة أن نجيِّرها لصالحنا ونعتبر بالفعل أنَّ حكومة الجنوب أقدمت على ما أقدمت عليه لتحزم أمرها لإصلاح علاقتها بالسُّودان..
    فبالرغم من أنَّ التفسيرات والتأويلات تشير إلى انعكاسات إيجابية على مسار علاقات السُّودان وجنوب السُّودان، بعد إبعاد كثيرٍ من القيادات والرموز المناهضة والمعادية للسُّودان من الذين أسقطهم رئيس الدولة سلفا كير بضربة واحدة، ولم يكن يحتاج لغير حجر واحد لرمي أكثر من عصفور سياسي عنده، إلا أنَّ الوقت مبكر لكشف ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات اللجنة السياسيَّة الأمنيَّة المشترَكة المنعقدة في جوبا منذ يومَين، ولا يزال كل شيء في بداياته ولم تنضج ثمارُه بعد..
    وحتى إن تم اتفاق بين البلدَين بقطع حكومة دولة الجنوب صلتها بقطاع الشمال وطرد عقار والحلو وعرمان حسب ما جاء في تصريحات د. نافع،


    أليس من الأوفق ترك مثل هذه الأمور في إطار محدود بين أجهزة البلدين حتى يتم التنفيذ ويتم طرد المذكورين وتُقطع العلاقة ويُفكّ الارتباط؟ أم أنَّ التقدير هنا يختلف عن طبيعة ومنطق الأشياء في التعامل مع هذه الحالات؟
    الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب عدو إستراتيجي مهما كانت مستلزمات التفاهم المرحلي وحدوث تغيير طارئ في جوبا بقرارات سلفا كير الأخيرة وحاجة الجنوب لتهدئة أوضاعه الداخليَّة والاستفادة من عائدات بتروله حين يجد طريقه إلى البحر سربا..
    حتى هذه اللحظة لم تُعلن دولة الجنوب أنَّ علاقتها مع السُّودان وتوتراتها خلال الفترة الماضية، كانت هي السبب وراء قرارات عزل نائب الرئيس رياك مشار وحل الحكومة والتحقيق مع بعض الوزراء والقيادات وفرض إقامة جبريَّة على الأمين العام للحركة الشعبيَّة باقان أموم وتكوين لجنة تحقيق معه حول تهم فساد مهول!
    فما حدث تفاعل داخلي في دولة الجنوب، وصراعات لاهبة أشعلت النار في قصب البيت الخاص بالحركة الشعبيَّة، ونتاج حتمي للتنازع حول السلطة والثروة في الدولة الوليدة، وما هي اليد الأطول والكرش الأكبر في نهب الأموال وعائدات البترول؟
    ولا توجد أيضاً حتى هذه اللحظة دلائل واضحة أو تأكيدات قويَّة أنَّ دولة الجنوب قد قرَّرت بالفعل طي صفحة الماضي والإقبال على السُّودان بقلب وعقل مفتوحَين، وتجاوز كل مرارات المرحلة السابقة بإنهاء الخلافات، والتأكيد أيضاً أنَّ الضربة التي وجهها سلفا كير لخصومه تشمل أيضاً ما يُسمى بقطاع الشمال في الحركة والجبهة الثوريَّة...
    الاتفاق المبرم في جوبا الذي أشار إليه د. نافع، كان يمكن تحصينه بالصمت...


    وعدم الخوض فيه حتى لا يصبح اتفاقًا معرَّضاً للإجهاض وتوضع أمامه العوائق ومزيد من العقابيل من جهات داخل الجنوب وخارجه تتربص بعلاقة البلدَين وتدفع باتجاه معاكس!
    ولا يجد أي سوداني حريص على الأمن والاستقرار لا يتمنى هدوء جبهة الخلاف مع دولة الجنوب وطي صفحات الماضي بكل شرورها وصورها التي تحمل ملامح ما يسمَّى بمشروع السُّودان الجديد وسدنته مثل باقان ودينق ألور وتعبان دينق والحلو وعقار وعرمان وغيرهم..
    وذهابهم في هذه المرحلة وفي هذه الظروف مما يُسرُّ له ويُغتبط، لكن فلتكن ردود أفعالنا محسوبة بقدر معلوم حتى تؤتي أكلها وتستقر الأحوال وتهدأ الأوضاع.. فقد علَّمتنا التجارب أنَّ السكوت من ذهب في هذه الحالة...
                  

08-08-2013, 09:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    ما هي ابرز النماذح التي نقف امامها ويمكن ان تستلهم منها الحركات الاسلامية ما بعد الربيع العربي النموذج لقيادة الدولة في العالم العربي.


    ما هي ابرز النماذح التي نقف امامها ويمكن ان تستلهم منها الحركات الاسلامية ما بعد الربيع العربي النموذج لقيادة الدولة في العالم العربي.


    امين حسن عمر لعثمان ميرغني : تحتاج تستغفر من هذا، هذا أسوأ من تكفير الناس،عليك ان تدرك ما تقوله.

    08-08-2013 09:28 AM
    الدولة ليس لها حسنات او سيئات توزن ويوم القيامة لن تأتي؟ ..كانوا يهربون ويقولوا لا نريد ان نكرر التجربة السودانية


    حوار: الطاهر حسن التوم: هل للحركات الاسلامية وللاسلاميين انفسهم مستقبل في ظل صعودهم الحالي ما بعد الربيع العربي اما ان امتحان التجربة والواقع سيشكل عقبة أمام هذا المشروع؟ وما هي ابرز التحديات التي تواجه مشروع الحركات الاسلامية وكيف يمكن لها ان تتجاوز هذه التحديات؟ ما هي ابرز النماذح التي نقف امامها ويمكن ان تستلهم منها الحركات الاسلامية ما بعد الربيع العربي النموذج لقيادة الدولة في العالم العربي.

    ولوضع اجابات اسفل الاسئلة الانفة استضاف برنامج (قيد النظر) بقناة النيل الازرق د. أمين حسن عمر السياسي والمفكر الاسلامي المعروف، والاستاذ الصحفي عثمان ميرغني، ود. حمد حاوي استاذ العلوم السياسية بجامعة بحري.. ترى ماذا قالوا؟!
    * البعض يعتقد أن صعود الحركات الإسلامية لم يكن صعودا ذاتياً، بمعنى عدم توفُّر مقومات النجاح للحركات الإسلامية وما من سبب لذلك الصعود سوى فشل المشاريع الأخرى في المنطقة العربية.. فهل ترى ذلك مقنعا؟
    د. أمين حسن عمر:
    هنالك احتمالات كثيرة مفتوحة. على اي حال لست ممن يفسر الواقع بعامل واحد، وغالباً الظاهرة لها عوامل عديدة ادت لها ربما واحد منها فشل المشروعات القائمة، ولكن لا تستطيع ان تقول ان فشل المشروعات لوحده سبب الا لكانت تيارات وجماعات كثيرة دخلت للمشهد، فلماذا دخل هؤلاء على وجه الخصوص؟ ولماذا جاءوا من كل حدبٍ وصوب؟ لماذا جاءوا في تركيا ومصر المغرب وفي كل مكان؟ واضح ان التفسير ملتبس باهواء النفس واحيانا بروح الخصومة وليست روح موضوعية.
    التيار الاسلامي هو تعبير عن تيار اجتماعي موجود وليس هنالك تيار اسلامي واحد الآن، وهنالك تيارات اسلامية بعضها ناشط الحياة الثقافية والاجتماعية وبعضها ناشط في الحياة السياسية، ولذلك ليس كافيا ان تقول ان سبب الصعود هو فشل المشروعات الأخرى، وتجدني لا احب حتى كلمة فشل هذه فهي لا تستخدم بطريقة دقيقية.
    * خيبة؟
    فشل دائما يعني عجز جهة عن المتابعة، أكثر من كونه نتاج عمل. صحيح ان المنطقة شهدت وما زالت تشهد خيبات أمل كبيرة لأن أفق التطلعات الآن أصبح واسعا أمام الناس، والناس ينظرون لخيارات كثيرة متعددة، وأهل العلوم الاجتماعية يتحدثون عن مفهوم «السيولة الاجتماعية»، وهي إن كنت لا تعرف عن خيارات وبدائل فستكون راكداً، وبمجرد أن ترى خيارات وبدائل بالسفر أو بالتعليم أو بأن ترى وتنظر؛ تعلم أن الحال الذي أنت عليه ليس الحالة الوحيدة القدرية، وإنما هناك خيارات ولذلك تنشأ دائما دافعية جديدة نحو التغيير الاجتماعي، أو السيولة الاجتماعية. والمنطقة تشهد هذه السيولة الاجتماعية من خلال اطلاعها على تجارب العالم واختلاطها فالعالم أصبح متقارباً.
    * هل الإسلاميون يحملوا بذور...
    (مقاطعة): كل المشروعات تحمل هذه التطلُّعات، كل المشروعات السياسية، لأنها كلها مشروعات تريد التحوُّل والبناء على رؤية معينة مبنية على فهم لمقاصد معينة، ولكن من بعد ذلك تتفاوت ومن ثم مطابقة الممارسات لمقتضيات هذه الرؤية، وتجارب البيئة والمحيط مع هذا كله، هنالك عوامل متعددة.
    * هو سبب أحادي في نظر د.أمين عند القول بأن فشل هذه المشروعات في المنطقة هو الدافع الكبير لصعود الإسلاميين بهذه الكثافة. ولكن قد يقال بأن ذلك سبب رئيس ومركزي إذ جربت المنطقة الديكتاتورية والعلمانية والقومية وكل هذه المشروعات غير الإسلامية فشلت، لذا دعونا نرى ما في صندوق الإسلاميين. وهكذا يرى البعض أن ذلك اختباراً للإسلاميين من الشعوب لمعرفة ما إذا كانت الأطروحات النظرية خاصتهم تمتلك مصداقية وقوة والاستمرار أم لا؟
    عثمان ميرغني:
    أعتقد أن هنالك خلطاً كبيراً جدا في تحديد معنى كلمة فشل كما ذكر الدكتور، وأيضاً عندما جاء الربيع العربي بالحركات الإسلامية والإسلاميين إلى الواجهة فهل كان ذلك يعني أن الشعوب اختارت ديباجة الإسلاميين؟ بمعنى هل قارنت بين المشاريع الموجودة ثم اختارت مسمى إسلامي لتمنحه السلطة؟ إذا كان الأمر كذلك أو لم يكن فما هي المرجعية ?أصلاً- التي تستند إليها الجماهير في حركتها؟ بمعنى عماذا تبحث؟ تبحث عن التنمية (العمران، التقدم، والرفاهية)؟ إذن كان النموذج موجوداً في العراق، العراق في ظل حكم صدام وصل أقصى درجات التنمية، وبلغ الأمر لأن تتطلع بغداد لإرسال صاروخ إلى الفضاء، وكان يتطلّع لضرب إسرائيل عبر الأسلحة البلاستيكية طويلة المدى، هل كانت الشعوب العربية تبحث وهي تتحدث الآن عن صعود الاسلاميين عن نموذج تنمية معين ام تبحث عن مشروع اخلاقي؟ اذا كانت تبحث عن مشروع اخلاقي -وفي تقديري ذلك هو الصحيح- اذن بالتحديد لم تكن تقصد الإسلاميين في المعنى المرتبط سياسيا باللافتة «لافتة الإسلاميين» بقدر ما كانت تبحث عن شعارات قدمها الاسلاميون خلال العمل الاجتماعي الذي قاموا به على مستوى القاعدة خلال فترة طويلة لانه لم تتح لهم في كل الدول التي اتيح لهم القيادة فيها، لم يتح لهم العمل السياسي البارز الذي يمكن ان يحمل رؤاهم بصورة واضحة للجمهور، بقدر ما اتيح لهم العمل الاجتماعي وفي مصر بالتحديد نحن راينا كيف كان ينشط الإخوان المسلمون على مستوى القاعدة بصورة مذهلة، على مستوى البنية التحتية في المجتمع والمدارس والجماعات وغيرها.
    * لم يكن مسموحا لهم بغير هذا؟
    نعم. كانوا يقدمون رؤية جديدة، ورأيتهم حين كنا طلابا في مصر بكلية الهندسة، كانوا الأوائل في كل شيء، ومتميزين، المعيدون دائما منهم، والفتيات دوماً محجبات، وحتى في المحاضرات هم دوماً في الصفوف الأولى، قدموا نموذجا اخلاقيا، نموذج قدوة اخلاقية في كل شيء، والكتب غالية الثمن التي كانت تباع بـ(50) جنيها مصريا كنا نحصل عليها من الجماعات الإسلامية بجنيهين فقط، إذا كانوا يعيدون طباعتها وتقدم بذلك المبلغ الزهيد. قدموا نموذج قدوة اخلاقية، وهنا كان مربط الفرس الذي يجب ان يركز عليه الناس في صعود الاسلاميين، بمعنى ان مشروعهم مشروع معنوي اخلاقي في المقام الاول في موازة مشروع مادي ركزت عليه المشاريع الاخرى، ولم تقنع الشعوب العربية لان الشعوب العربية تتطلع الى نموذج غربي اخلاقي. الشعب الليبي مثلا لم يكن يعاني من ضائقة اقتصادية، ولكن بالتاكيد كان ينظر الى مشروع اخلاقي غير متوفر داخل بلاده، ينظر لامريكا والغرب بإعجاب وينظر الى الطريقة التي يتعامل بها الغرب اخلاقيا والحريات التي يتمتع بها ولا يجدها عنده، وحين اختار الاسلاميين في دول الربيع العربي اختار هذا النموذج الاخلاقي وللأسف من هنا كانت النكبة.
    * هل تعتبر ما قاله الأستاذ عثمان ميرغني يصلح أن يضاف إلى السبب الأول، وبالتالي نكسر الأحادية التي تحدث عنها د.أمين حسن عمر؟
    د. حمد حاوي:
    يمكن أن أضيف سبباً ثالثاً، التيار الإسلامي أو الإسلاميين ?إن جازت التسمية- هذا المشروع شهد صعودا وهبوطا في مراحل كثيرة جداً، المرحلة السابقة لمرحلة الربيع العربي لم تكن مرحلة صعود بالنسبة للخطاب الإسلامي والتيارات الإسلامية، وإنما كان مرحلة تدهور وانحطاط وتضييق وملاحقة، خصوصا بعد احداث 11 سبتمبر 2001م، حيث كان اغلب الحركات الاسلامية وتنظيمات العمل الاسلامي بصورة عامة ملاحقة، وهذا ادى الى بروز تيارات اخرى نسميها التيارات التكفيرية، الجهادية، السلفية، بالتالي هذه ليست مرحلة صعود للخطاب الإسلامي المستنير.
    الربيع العربي -إذا جازت التسمية- لم يكن مشروعا إسلامياً، الربيع العربي مشروع شعبي ومشروع شبابي بالدرجة الأولى، والإسلاميون التحقوا به أحياناً، وشاركوا فيه. يجوز إطلاق مثل هذه التعبيرات المخففة ولكنه لم يكن مشروعا اسلاميا فهم وجدوا أنه من الأفضل ألا ينعزلوا عن ذلك وساروا فيه، بعد احداث التغيير في المجتمعات الموجودة في الوطن العربي. جاءت المرحلة الانتقالية، وحتى الإسلاميين انفسهم ما كانوا يدرون كيفية التعامل مع هذه المرحلة بالتحديد، وجاءهم تشجيع بأن يلتحقوا بالربيع وأن يترشحوا وفعلاً دخلوا لهذا السباق.
    اعتقد ان التيارات الحاكمة لم تكن هي التيارات العلمانية، وانما التيارات العلمانية كانت داعمة لها، كانت تيارات استبدادية ديكتاتورية ورأسمالية متحالفة مع أسر وطبقات فاسدة في الدول العربية التي حدث فيها تغيير، بالتالي التيار العلماني كان ?حتى- يتفادى تقدم الإسلاميين كان يدعم هذه الحكومات للحفاظ على مساحة الحريات الاجتماعية والحريات الثقافية الموجودة، بالتالي لحقتهم تهمة أنهم جزء من الأنظمة القائمة.
    * وهو بالضرورة لم يكن من المشاريع التي كانت مطروحة وعندها حظ في الامتداد؟
    هو كان داعما لها، وليس المشروع الاساسي، وهذا ألحق به اذى بحيث انه لم يكن مطروحا كبديل. الشئ الثاني ان التيارات الاسلامية نفسها وما ترفعه من شعارات وما تقدمه «الاسلام هو الحل» و»البديل الاسلامي» و»القيم والاخلاقيات» «صورة الصدر الاسلامي الأول» كانت تجد تجاوبا وقبولا من القطاعات الشعبية العامة، وهي من الأسباب التي جعلت الإسلاميين يجدون انفسهم في الحكم، حتى انهم انفسهم قد يكونوا فوجئوا بذلك وكثير من التيارات الأخرى «العلمانية، وغير المتحزبة أي الاجتماعية العادية «فوجئت هي الاخرى، وجزء كبير من الناس اكتشفوا بأنهم تورطوا، ورطة صعود الاسلاميين الى سدة الحكم.
    بعدها جاءت مسألة كيفية التعامل مع ذلك الوضع، وجاء التحدي الكبير الذي ادخلت فيه التيارات الإسلامية نفسها في هذا الموقع وهي كانت في مرحلة هبوط فكري وهي تقدم على تحدٍّ كبير متصل باستلام السلطة لاحداث تغيير وهناك مطالب، مطالب الشعوب في الربيع العربي كانت حريات ومساواة وديمقراطية وشفافية ادماج اعتراف بالاخر وكل هذه البنود كانت حولها اشكالات وتحتها خطوط حمراء في فكر الحركات الاسلامية المحدودة بحسب المرحلة.
    * هل كل هذه الاطروحات تحتها خطوط حمراء وهل شكل صعود الاسلاميين ازمة للاسلاميين انفسهم كما يقول د. حمد؟
    د. أمين حسن عمر:
    أتعجب من إنكار الواقع، وأن يقال مثلا إن الإسلاميين ما كانوا جزءاً من الربيع العربي، من صنع الربيع العربي؟ الربيع العربي في شكله أصلاً لماذا ارتبط بالجمعة «جمعة، جمعة، جمعة» لماذا ارتبط بالشعارات وبالصلوات؟ ومن هم الإسلاميون أنفسهم؟ الا اذا كانت هذه العبارة غامضة. وحين نتحدث الاسلاميين، وعن التيار الذي انتخب واختار وسيختار الاسلاميين مرة اخرى ليسوا بالضرورة أنهم المجموعة المنظمة فقط، وانما التيار كله، التيار الذي له اشواق لتغيير حياته بصبغة اسلامية، وانكار هذا التيار والقول ان الناس الموجودين في التحرير ليسوا باسلاميين وكأن الإسلاميين جاءوا بنظرة انتهازية ان الامور «ماشة» في ذلك الاتجاه، ومن له اصلاً مصلحة في التغيير اذا كانوا هم اكثر الناس اضطهاداً، لماذا هذه المغالطة. كنت اكثر الناس اضطهادا وحرمانا وتقبع في السجون فلماذا لا تثور؟ ولماذا يثور الاخرين المرفهين؟
    استغرب من حمد الذي يقول إنه العلمانية كانت مساندة للعسكرية الحاكمة والفساد الحاكم والطبقات الحاكمة، هل كانت هذه الطبقات اسلامية؟ أم كانت لا لون لها ولا طعم ولا رائحة؟ ام كان لديها رؤية للحكم. صحيح قد لا تكون مطابقة مع مقتضى الاطروحة الفكرية، ولكن لا يمكن ان تقول لي مثلا ان صدام حسين لا يعبر عن الفكرة القومية والاسد لا يعبر عن الفكرة القومية وعبد الناصر والسادات لا يعبران عن الناصرية والاشتراكية، هذه مغالطة ومكابرة لن تجدي، ففي النهاية الشعوب ستحاكم هذه التيارات باطروحاتها الفكرية التي قدمتها وستقصيها وستركلها.
    القول ?ايضاً- ان الاسلاميين كان لديهم مشكلات في هذه الامور، هذا قول متحامل، وليس له دليل، واعلم انها تجربة جديدة للإسلاميين في الحكم، وكل من ياتي الى الحكم في اول مرة سياتي بكرا والثوار سياتوا بكرا وهذه حالة طبيعية وقراءاتهم للواقع ولمزالق الواقع وتحدياته كلها قد يكون فيها اشكالات، هذا طبيعي، لا ينطبق على الإنقاذ وانما ينطبق على كل من ياتي الى الحكم خاصة اذا جاء بروح ثورية مثالية، روح تتعجل النتائج والتوقعات، ولكن سيكتشف ان هنالك مشكلات حقيقية، حقائق في الاقليم ووقائع في الواقع غير مواتية، ووضع دولي غير مواتي، والان يتحدث الناس عن خطوط حمراء، ليتحدثوا عن نفاق الخطوط الحمراء الان، وما هي الحريات الاعلامية التي ظهرت الان بعد وصول الاسلاميين؟ ما هي الحريات التي اتسعت؟
    * هل فاجأ الربيع العربي التيارات الاسلامية كما يقول د. حمد؟ وحالياً هل يمرون بورطة حقيقية وفأجاهم هذا الاختيار والقبول الشعبي؟
    عثمان ميرغني:
    بالطبع، هو فاجأ الجميع وليس الاسلاميين، ولا اتفق مع د. امين فيما ذكره. صحيح الحركات الاسلامية استفادت واستثمرت الربيع العربي واصحبت هي عظمه والمحرك الرئيس الذي حرك المظاهرات ولكن نعلم ان الامر في تونس كان محض صدفة، شاب اصطدم بالسلطة في موقع معين يتعلق بالرزق، فعبر عن غبنه من القهر السياسي الممارس عليه بإحراق نفسه والانتحار وكانت هذه الشرارة التي اشعلت الامر في تونس. في مصر الاخوان ما كانوا جزء من 25 يناير، إذ سبقها 6 أبريل في العام 2010م وفي 25 يناير ادرك الاخوان وجود حركة يمكن ان يستفاد منها وتستثمر ومن ثم تحركوا في اول جمعة في 28 يناير.
    اذن بكل تاكيد ان الحركات الاسلامية استفادت من الشرارة التي اشعلت، ولكنها لم تكن صاحبة توقيت الزمان والمكان وهي فوجئت بهذا الزمان والمكان، لكن مع ذلك، فذلك لا ينقص من حقها انها اجتهدت وكانت تستعد لمرحلة الحكم منذ 1948م على ايام حسن البنا ولذلك اطلق عليها «الاسلام السياسي» لأن نظريتها تقوم على الحكم «الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران» ونظرية الحكم كانت في الاصل موجودة لكن الخطا الذي لا يزال سببا للمعضلات والتحديات التي واجهت الاسلاميين انهم لم يستيطعوا استيعاب المكون الذي يمكن ان ينتج عنه حكم رشيد، بما يوافق الشعارات التي يطرحوها. هنالك كثير من المفارقة بين النظرية والتطبيق، هنالك فصل بين الدين والدولة، الحركات الاسلامية هي اكثر من يمارس فصل الدين والدولة فقط باختلاف طريقة الفصل، العلمانيون يفصلونها في المدخل والاسلاميين يفصلونها من المدخل الاخر.
    * هل هم ?كما يقول د. حمد- في ورطة؟
    ورطة كبيرة جداً، بل على العكس وربما يكون هذا صادما الان ولكن مرحلة الحركات الاسلامية انتهت، ويجب ابتداع شي جديد غير كلمة حركة اسلامية.
    * أهذا صحيح د. حاوي؟
    د. حمد حاوي:
    هذه المدة البسيطة لا تكفي للحكم بصورة قاطعة وبمثل هذا الجزم، لكن المؤشرات البسيطة المتوفرة حتى الان تشير الى انهم لا يسيرون في اتجاه ايجابي.
    * ما من صعود؟
    نعم، وهنالك انتكاس، والربيع العربي حتى ان تجاوزنا من بدأه ومن صاحب الحق الاصلي فيه فالاسلاميون شاركوا فيه وهذا حق يحترم.
    * شاركوا فيه ولم يقوموا باستثماره؟
    هم اصلاء فيه وهناك آخرون ايضا اصلاء، الان هم حاولوا قدر الامكان انهم يستثمروا، وكلمة يستثمروا اخذها من الناحية السلبية حاولوا قدر الإمكان ان يجيروه تماما، ويحاولوا صناعة الدولة والسياسيات في اتجاه تماما مغاير لبرنامجهم وفهمهم، لم يأخذوا معهم تلك التيارات التي بدأت أو فجرت أو ساهمت معهم في احداث الربيع العربي.
    * قلت ان دورة الاسلاميين انتهت فهلا أعطيتنا شواهد على ذلك؟
    عثمان ميرغني:
    لأوضح الامر، حين اقول انتهت بمعنى انتهت حقبة حالية لتبدأ فترة جديدة بمفاهيم جديدة، فيما مضى كانت مواجهة بين الاسلاميين واليساريين تطلبت وفرضت استخدام ...
    * (مقاطعة): أأنتهت الحقبة أم انتهت الجماعة؟
    انتهت الحقبة، يجب ان تتغير الآن وتبدأ بشكل جديد، انتهت كلمة إسلامية في التعبير عن الحركة، وكلمة اسلامية في استخدامها السياسي بمعنى اسلام سياسي، وحين اسمع كلمة اسلام سياسي استغرب فمن هو المرجع الذي قسم الإسلام لاقتصادي واجتماعي وسياسي؟.. ووضع ان هذا سياسي وهذا اقتصادي ومن المرجع الذي يستطيع ان يحدد هذا صنف من الاسلام اسمه سياسي وهذا صنف من الاسلام أجتماعي.
    * انتهت الحقبة؟
    انتهت الحقبة، ويجب ان تبدا حقبة جديدة لا يستخدم فيها المصطلح «كلمة اسلامي» بمعنى الان كلمة اسلام غير مختلف عليها والان حتى الحركات اليسارية لا تتصادم مع الاسلام. انتهى استخدام كلمة اسلام كديباجة تميزك عن غيرك ويجب ان يميزك عن غيرك الحرية والعدالة والرشد المساواة، التعبيرات التي تعبر عن الاسلام وليس كلمة اسلامي.
    د. أمين حسن عمر:
    تحدث عن الحركة الاسلامية وكأنها صندوق مقفول (وهذا حديث عجيب)، الحركة الاسلامية هي كائن اجتماعي وعضوي ومتغير ومتفاعل وله قدرة لتطوير نفسه وتطوير الأشياء من حوله وربما لا اختلف مع عثمان بان هناك ضرورة كبيرة جدا للتطور واذا ما ?ليس اسباب الفشل فانا لا اقر بالفشل- اعتقد ان الاسلام صاعد وسيصعد على رغم انف كل اعدائه داخليا وخارجيا، وكثير منهم سلم بأن الإسلام صاعد.
    * الاسلام ام الحركات؟
    اتحدث عن الوعي الاسلامي، ظاهرة الوعي الاسلامي والرغبة في تحقيق الهوية الاسلامية، وهذا تعبر عنه افكار واتجاهات كثيرة بعضها سياسي. الكلام عن اسلام سياسي عبارة عن صك صكه الاعلام العربي للاسف، فالغرب يتحدث عن الاصولية، والعرب شعروا ان كلمة اصولية كلمة جذابة فارادوا ان يقول نعم هذا اسلام ولا يستطيعوا ان ينكروا انه اسلام، الناس إن كان عندهم لحى ويصلون ويدفعون الزكاة ويفعلون اشياء (كويسة) لكن يخالوا ان هذا الاسلام ليس هو الاسلام، انما هو الجانب الذي يستغل السياسة لاغراض السياسة من الاسلام، وهو كانما ينتقي ما يناسبه من الاسلام ليتحقق منه، وهذه دعاية اعلامية من تيار معادي للتيار الاسلامي، نحن لا نؤمن بالحديث عن اسلام سياسي ولا نعتقد بامكانية فصل الدين وعن السياسة عن التطور الاجتماعي والاقتصادي في اي بلد من البلدان، اما ان الحركات الاسلامية بسبب صعودها تحتاج الى ان تتغير، وتحتاج الى ان تتلاحم مع القواعد الشعبية وان تتعلم من الشعب ومن حكمة الشعب اكبر من حكمتها وايمانه اعمق من ايمانها وقدرته على انجاز التحقيق اقدر من قدرته فشخصيا اوافق على هذا.
    * هو يقول ان الديباجة نفسها انتهت؟
    المحاكمة السياسية للجماعة، فهناك جهة قررت ازاحتهم (خلاص انتهوا) ويمكن ان تنجح هذه الإزاحة لبعض الوقت ويمكن ان تفشل فهذه تطورات سياسية.
    * يقول الحقبة نفسها انتهت؟
    ما الحقبة أهي الـ(9) أشهر في مصر وحكومة مشتركة في تونس؟ هذه كلها أوضاع انتقالية وحتى فترة حكم الاخوان في مصر كانت شراكة، والدليل على وجود شركاء (ما على مزاجهم تماما) تقدم (11) وزيرا باستقالاتهم بمجرد ان «سخن الكوع شوية» فليس هذا صحيحاً، وهذه كلها اوضاع انتقالية.
    اعتقد ان الأوضاع في المنطقة كلها قيد التشكل، والطمع في ان التيار الاسلامي سيخرج من الصورة ولن يؤثر، لا يقول به الا شخص اما متمني أو حانق، الاسلاميين سيظلون والغرب كله ينظر بموضوعية مهما كان محبا لظاهرة او يكرهها يدرك تماما ان الاسلاميين سيظلون الجزء المؤثر والاكثر تفاعلا وقدرة على صياغة الاحداث في هذه المنطقة لفترة مقدرة، صحيح يمكن بعد سنوات كافية ان تقنع التيار الاجتماعي الذي حملهم بأن آمالهم خابت فيهم وكذا، اما الذي خاب فيهم حاليا فتوقعات ورغبات ومخاوف اخرين هي التي ادت الى ما حدث الآن في مصر، وهم الان يطالبون بالعودة الى الصندوق ليقول الشعب رأيه.


    * تريد ان تضع الظاهرة في اطار اوسع من التفاعلات الحادثة الان؟
    عثمان ميرغني:
    حقيقة استغرب، فقضية الحكم هي اتفه واقل قضية. فأن تمضي لانتخابات وتفوز فيها هي اقل قضية من قضايا الحياة، وأصلاً لا يحكم بها سواء جلست في سدة الحكم لـ(9) أشهر أو (25) سنة كما حادث في السودان، القضايا التي نتحدث عنها حين نتكلم عن غايات الحركات الاسلامية هي تغيير نمط الحياة والمكونات الاخلاقية التي تحكم الانسان في الحياة بصورة عامة.
    * كيف تغيرها ان لم تحكم؟
    حين تتحدث عن وصولك للحكم لمدة (9) أشهر ولم اعط فرصة، وحل تغيير في سياسة مصر، (طيب) الحركة الاسلامية في مصر حوكمت شر محاكمة بالحركة الاسلامية في السودان، وان فتحت اكثر من قناة فضائية مصرية عندما يناقشوا مباشرة يحاكموا بالتجربة السودانية.
    د. أمين حسن عمر:
    من الذي يحاكمهم؟
    عثمان ميرغني (مواصلاً):
    كانوا يهربون ويقولوا لا نريد ان نكرر التجربة السودانية، اذن في النهاية المكون الاخلاقي الذي يجب ان تعتمد عليه في بناء الدولة لم يتوفر نموذج كافٍ يعضد التجربة القائمة في مصر لذلك حين اتحدث عن نهاية هذه التجربة باعتبار ان القضايا الاساسية التي نبحث عنها كإسلاميين هي قضايا تتعلق بمفردات الكونات الاخلاقية التي دعا لها الاسلام، دولة المدينة التي اتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيها شكل اخلاقي معين، هذا الشكل الاخلاقي نطمح ان يتم، واذا تم واذا حدث احساس داخلي عندنا -ولدي هذا الاحساس- ان استخدام كلمة اسلام الان أن كان يمنع غيرك من الالتحاق بهذه المكونات فيجب ان تنزع هذه الكلمة. فهناك كثيرين يبحثون عن نفس هذه المعايير التي تبحث عنها لماذا تصدهم بكلمة انا اسلامي وهكذا صنفت نفسك بينما هنالك كثير من المفردات التي يمكن هو جزء منك فيها، مثلا حين يتحدث البرادعي عن الحرية والديمقراطية ما الذي يختلف عما تدعو له انت من الحرية والديمقراطية فقط لانه لا يحمل كلمة اسلامي.
    * طالما كانت المشاريع مشتركة لم لا يقبلهم؟
    هناك ملاحظة فاتت عليّ، لو نظرتم في الفضائيات للمعتصمين في رابعة العدوية هنالك ملاحظة كبيرة عليهم، أنهم غير ملتحين. ونحن لحين تخرجنا من مصر كانت واحدة من ضروريات ارتباطك بالحركة الاسلامية ان يكون عندك شكل خارجي مرتبط باللحية الآن غالبية جماهير الحرية والعدالة غير ملتحين وكانوا يستخدموا الموسيقى واغاني مصر القديمة وكان فيما مضى ضدها، لدرجة ان الحركة السلفية انسحبت من الميدان احتجاجاً على الموسيقى، اذن هنالك متغير جديد واحساس ان الشكل التقليدي للحركة الاسلامية والقالب الذي يميزنا بشعارات معينة انتهى، ويجب ان نتحدث عن مفردات المكونات الاخلاقية المطالب به الاسلاميين وموجود في مسمياتهم « الحرية والعدالة، النهضة، النهضة والتنمية» ومفردات الاسلام هي التي يجب ان نحتكم لها ولا نريد لأحد ان يحتكر بطاقة الاسلام.
    * هم انشأوا جناح سياسي «حزب الحرية والعدالة فهل يعني ذلك
    د. حمد حاوي (مقاطعاً):
    هناك التباس في المفاهيم، وحين نتحدث عن الاسلام هل نتحدث عن الاسلام في صعوده أم هبوطه؟ أم نتحدث عن الحركات الاسلامية؟ والان حين نتحدث عن حركات اسلامية كأن الاخرين حركات غير اسلامية، وكأن هناك حركات احتكرت هذا الشعار وهذه التسمية وتصنف الاخرين وكانهم غير اسلاميين. وحين تتحدث ان الخارجين للشوارع في الربيع العربي يخرجون ايام الجمع من المساجد فهل هذا دليل على انهم اسلاميين؟ لا كل الشعوب اعتقد كانت مسلمة وكانت تخرج وفيها من ليس هو باسلامي بهذه التسمية -اهل المغرب العربي حاولوا تجنب هذا اللبس فقالوا اسلاموي- تيارات محددة منظمة سياسية يجمعها رابط محدد مجموعها حزب خلاف الوجود الشعبي الكبير، والمجتمع متدين ومجتمع يقبل الاسلام وكله مسلم.
    وكذلك حين تتحدث عن الاسلام هل الاسلام في صعود أم في هبوط أم تراه انتهى؟ اقول نحن لا نتحدث عن الاسلام اتحدث عن الاسلامويون، يعني تجربة محددة وفهم محدد للاسلام من قبل جماعات محددة. الان خبا ذلك بالممارسات حيث تواجه تحديات ومشكلات كبيرة جداً لا يستطيع ان يصعد او يتطور ما لم يغير فيها، والان تتحدث عن اسلام اي اسلام: هل الاسلام الذي يقبل الاخر ويشاركه في الحكومة دون ان ينجسه «انجاس وهؤلاء وكفار»؟ أم انك صاحب حق اصيل أو نائب عن الله في الارض؟ باي فهم من الافهام، مثلا حين تتحدث عن الحرية وحق الاخرين في نفس الحق الذي معك، حق انهم يشاركوا، وحريات الناس في الاعلام والصحافة وفي كل شئ، وهذا الاسلام الذي لا يعترف بالاخر لفهم شمولي ويغير المجتمع بفهم شخص محدد، الاسلام المقدس في فهم الناس وكسبهم للدين، نحن نتحدث عن ولا نتحدث عن الاسلام كمبادئ عامة، المبادئ العامة متفق عليها لكن حقبة الاسلام الشمولي الاسلام الذي يرفض الاخر ولا يعترف به، الاسلام الذي يريد ان يسير الناس بفهم محدد، الاسلام الذي يعزل الاخر ولا يعترف به، الاسلام الذي يصادم المجتمع الدولي ولا يعترف به، كل هذه المواصفات مرحلتها انتهت.
    * اعتقد بان لك تصحيحات كثيرة على ما قيل؟
    د. أمين حسن عمر:
    هذه صورة ذهنية لخصوم الاسلاميين، وانهم يفعلون كذا ويفعلون كذا، بينما هم ضحايا لكل هذا الذي يقال وهذا لا يحتاج حتى ان اشرح فواقع الحال نفسه يشرح. الآن التيار الاسلامي -ولا اتحدث عن حزب معين- الذي وصل الى السلطة بـثلثي الأصوات رغما عن ذلك اقاموا مؤسسة للرئاسة اشركوا فيها كل الاخرين، القريب والبعيد.
    * في مصر؟
    نعم في مصر. اقاموا مجلس للوزراء فيه أكثر من (30) وزيرا وعضوية حزب الاغلبية (9) اشخاص فقط، وكما قلت، حين وقعت الضغوط على الحكومة استقال (11) وزيرا من هؤلاء لانهم مستقطبين من مسافة بعيدة وليست ?حتى- مسافة قريبة، بسبب ان هنالك رغبة في توسيع الأزمة. وكل الذين يعارضون التيار الاسلامي الان تمت مناداتهم للمشاركة، ومرسي دعا حمدين صباحي ليشارك ورفضوا ان يشاركوا.
    الادعاء ان الاسلام الذي كذا، معظم من يتحدثون عن خلاف بين الاسلام الذي تمثله الحركات الاسلامية الاسلامية والاسلام الذي يمثله الشعبي لا يسوقون امثلة لهذا، ولم يقولوا اسلام الحركات الاسلامية مختلف عن الاسلام الشعبي في كذا وكذا بالعكس غالبا الاسلام الشعبي اكثر محافظة وانغلاقاً من الاسلام الذي تعرضه الحركات الاسلامية.
    د. حمد حاوي
    توجد نسختين من الاسلام.
    د. أمين حسن عمر:
    اصبر يا اخوي انا صبرت على كلام كثير جداً، ولكن ليس هناك نسخيتن من الاسلام، نسخة واحدة من الاسلام.
    د. حمد حاوي:
    المتداولة نسختان.
    د. أمين حسن عمر:
    ليس صحيحا، وان اردت ان تتكلم هناك مطابقة في الرؤى بالضرورة في كل تفصيل حتى بين عضوية الحركات الاسلامية الناس تتفاوت ولكن هنالك كليات ومشتركات وحدود دنيا يتفقون عليها، والامم المسلمة لها اشواق ان تتحقق بالضروري الحد الادنى من الاسلام الذي حرمت منه، هي فرضت عليها مفاهيم ومناهج لا تحبها ولا ترى انها صادقة اساسا وإنما فرضت عليها فرضت فرضاً، ثم من بعد ذلك صبرت عليها وجربت الحصاد المر، حصاد الهشيم لهذه التجارب كلها، ولذلك هي الان تتطلع إلى ان تعتمد على نفسها العالم نفسه يعي أن الشعوب لن تهض الا بامكانتها الذاتية بمراعاة أوضاعها وخصوصاتها الذاتية فكرة « مصطلح انجليزي لم اميزه» قائمة على انه اذا لم تكن موارد التقدم والبيئة التي تعيش فيها مواتية للتقدم، لن تستطيع ان تتقدم. وهذه الشعوب ادركت هذا وتريد أن تتقدم بقدراتها الذاتية صحيح تريد ان تستفيد من العلم في العالم وتقنيات العالم ولا تريد ان تنفصل من العالم ولكن لا تريد لما يسمى المجتمع الدولي ان يسيرها حسب اهوائه ورغباته وحساباته الاستراتجية والسياسية في المنطقة أو في غيرها.
    عثمان ميرغني:
    هنالك خلط كبير جداً ?مع اعتذرانا للدكتور امين- خلط شديد، وللاسف هناك نسختين متداولات من الاسلام وهي واحدة من مشكلات الحركات الاسلامية. اعتقاد جازم بانه الاسلام في الاخلاقيات وفيما يدعوا اليه في كثير من الاشياء المرتبطة بالمعاملات هي مطالبة فردية «العدل، الاستقامة، الصدق .. الخ» كلها مطلوبة من شخص مسلم فرد بعينه، يوم القيامة توزن حسناته وسيئاته ومن ثم يذهب الى النار او الجنة لكن الدولة ليس لها حسنات او سيئات توزن ويوم القيامة لن تأتي؟
    د. أمين حسن عمر:
    الدولة لن تاتي ولكن الافراد الذين يقودنها سيأتوا؟
    عثمان ميرغني:
    سياتوا بصلاتهم وصيامهم ليومي الاثنين والخميس والصلاة في مسجد معروف (وخلاص) يوم القيامة ساتي فردا باسمي المعين وليس بصفتي الاعتبارية سواء رئيس او مدير او وزير. هناك احساس داخلي علماني بفصل الدين عن الدولة، فالصدق والعدالة والمساواة هذه الاشياء مطلوبة من الفرد وليس الدولة لو كنت وزيرا في وزارة غير مطالب بذلك اظلم واسرق واستخدم النفوذ والتكتيك، وتكتيك الحركات الاسلامية اليوم نفسه تكتيك الحزب الشيوعي في زمن سابق؟ «والشطارة» والذكاء ان تمسك الحكم، ولكن كيف؟ فهذا غير مهم الاخلاقيات غير مهمة رغم ان الدولة الاسلامية الاولى (يقسم) والله حين اتامل في سيرة الخلفاء الراشدين والخلفاء من بعدهم وحتى الدولة الاسلامية في مراحلها المختلفة اعجب من احتكامهم للمنطق والاخلاق الى اخر مدى في ممارسة الحكم، فحين اتحدث بمفردات الديمقراطية اليوم واقارنها بديمقراطية سيدنا عمر وحديثه في المسجد، وقبوله لاعتراضات الخصوم والاعداء، دون ان يصف الشخص بانه عدو مهما كانت اللغة لاذعة جداً «لقومناك بسيوفنا» لم يقل له انت متمرد وساذهب بك الى محكمة امن الدولة كانت نظرة منتهى الرقي.
    * نفهم انها فارقت النموذج الذي تدعو له؟
    تماماً، واصبحت هناك علمانية اسلامية وهذه المكونات الاخلاقية مكونات فردية.
    * الحركات الاسلامية فارقت تماماً؟
    د. أمين حسن عمر:
    لا اعلق على هذا واتركه لحكم المشاهد.
    د. عمر حاوي:
    سأعلق، مسألة أخذ الاسلام باعتباره مبادئ وقيم معلقة في الهواء ولا علاقة لها بالسلوك الفردي والجماعي هي مشكل. الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل ما هو الدين قال: {الدين المعاملة} الدين هو تعاملك مع الناس واحترامك لهم ماذا تقدم لهم، فقه المعاملات، و(90%) من الدين فقه المعاملات بحسب الامام مالك.
    الدولة غير مطلوب منها فقط ان تعلن انها دولة اسلامية أو تعمل الشعارات، ففي توفيرها للغذاء هي تمارس الدين في توفيرها للحريات هي تمارس الدين.
    * وهل ابتعدت الحركات الاسلامية عن ذلك؟
    الحركات الاسلامية ابتعدت بالفعل ، عن هذا يمكن ان تكون متدين وتصلي وتفعل كلما ما هو مطلوب من الفرد المسلم لكن مسائل القوت والغذاء الحرية واحترام الاخر ووضع اعتبار له، كل هذه المسائل هي الدين،و نحن الان نعتبر الدين شئ اخر عبارة عن قيم معلقة لا تتنزل.
    * من يعتبر ذلك حتى لا نبني الامر لمجهول؟
    الحركات الاسلامية الأن ..
    * (مقاطعة): او لا يدخلك التعميم يدخلك في خلل؟
    فعلاً الحركات الاسلامية عبارة عن الوان طيف طويلة جداً، تبدأها من الحركات السلفية والجهادية التي تكفر المجتمع، ولغاية الحركات التي تقبل الاشياء شعارا ولكن لم تتطور في فكرها، صحيح تتحدث عن قيم الاسلام «الصلاة والزكاة» ولكن لا تتحدث عن التكافل الاجتماعي وسط المجتمع ورعاية المظلومين كمسؤولية للدولة، تتحدث عن الصدق والامانة ولا تتحدث عن مكافحة الفساد وايقافه في جهاز الدولة، تتحدث عن قيم كثيرة في الاسلام لكن لا تربطها، أي لم يطوروا فكرهم بحيث نفس الكلام بصورته المعنوية القيمية يتنزل من برنامج لسلوكيات. الناس حالياً تعرف تصلي وتصوم وتوحد الله ولكنهم يريدون اعانة على ذلك، وان تفتح امامهم المجالات ويكون هنالك حرية واقتصاد وغذاء ... الخ فما هو البرنامج الذي اعدته الحركات الاسلامية.
    * البعض يقول بان الحركات الاسلامية يعوها البرنامج؟
    د. أمين حسن عمر:
    من الذي يمتلك برنامج؟ ومن كان قبلهم يمتلك برنامجا؟
    * تمتلك عموميات؟
    السؤال بسؤال: هل الذين ورثتهم كانوا مالكين ببرنامج مدهش ثم جاءت واعترضت على هذا البرنامج ولم تقدم برنامج؟ عثمان يتكلم ويقول كانوا «اشطر» الطلبة وهذا يعني انهم مؤهلين من حيث القدرات كمفكرين ومخططين، فما الذي يمنع المؤهلين ان يخططوا بطريقة صحيحة؟ اذا كانوا يصلوا والصلاة ليست مجرد اشكال هي مشاعر ووجدان ويزكوا ويلتزموا بقيم الدين ويتركوا المنهيات عليه هنالك وجدان حساس موجود، هذا الوجدان الحساس يصبح اصم وابكم عندما يرى اوضاع الفقراء والمساكين؟ لا اريد ان اعلق على هذا الكلام المتحيز، القائم على اطلاق الاحكام الكلية الكلام الذي ليس بطبيعته نقدي، وطبيعته ان يقول هنا حدث شئ التقدم، وهنا حدث شئ من التخلف، وهنا الرؤية لم تكن واضحة، والادعاء بان الحركات الاسلامية لا تهتم بشان الناس يتناقض مع القول انما صعدت لأنها تعاملت مع الناس على المستوى الاجتماعي، وعندما كانت لا تملك شيئا كانت تقدم الكتاب بجنيهن عندنا ملكت أصبحت من الاموال العامة ايضا ?هذا مال عام وذاك مال عام جمعته بالتبرعات- لا تهتم بالفقراء ولا المساكين، هذا منطق؟! وكلام عثمان عن الاخلاق وكانها شي معلق في السماء، كل سلوك يسلكه الانسان له بعد اخلاقي بما في ذلك اطلاق الاحكام الكلية {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} «الانعام» وان قلت تاماما فانت لن تتحر الدقة.
    د. حمد حاوي:
    لو سمحت لي، القران معصوم، ولكن فهمه وتفسيره يحتاج الى جهد بشري كبير جداً يتنزل في شكل برنامج على الارض، والقران حين تنزل لم يكن قيما تنزل مجردة، كانت الاحداث تمضي وينزل عليها الحكم، مثلا الرسول يتخذ اسرى فينزل قوله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} «الانفال» ثم تاتي مرحلة من المراحل ويكتمل القران {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} «المائدة» ومن ثم الاشياء التي كانت مقدسة مثلا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث، مثلا في الصلاة قال صلى الله عليه وسلم {صلوا كما رايتموني اصلي} عصر الرسول نفسه انتهى، والقيم كلها مجمع ومتفق عليها ولكن الممارسة كلها بشرية «فهم وتفسير القران والحديث» مشكلة الحركات الاسلامية انها تمتلك تفسير وتخطط وتضع برنامج ولكنها تعتبر ذلك الاسلام واي فهم اخر غير تفسيرها هو خطأ.
    د. أمين حسن عمر:
    هو الاسلام، طالما تستلهمه من القران والسنة فهو الاسلام، وتظن اننا ننقل من كراسة، واقول لك ليس هذا فهمنا، نحن القران نفهمه كملهم لنا لكي نهتدي نبذل غاية الجهد لنتوصل من خلال استيعابنا لحقائق الواقع ولمفاهيم القران وتعاليمه لنهتدي.
    د. حمد حاوي:
    الأخرين يفعلوا نفس الشي ويخرجوا باحكام لماذا لا تعترفوا بها على انها الاسلام.
    د. أمين حسن عمر:
    من هم الاخرين؟ سنقبلهم ونحن وهم شيء واحد اذا كانوا يفعلون هذا فنحن وهم «حاجة واحدة».
    د. حمد حاوي:
    مشكلة الحركة الاسلامية انها تعتبر ان فهمها هذا المستمد من الدين ...
    د. أمين حسن عمر (مقاطعاً):
    الان لا اتحدث عن حركات اسلامية، اتحدث كمسلم. الحركة الاسلامية جهاز تنظيمي، اتحدث كمسلم فهذا شعور كل مسلم.
    * د. حاوي يريد ان يميز بين المقدس وبين ما هو بشري، ما بين المطلق والنسبي؟
    هذه عبارات مستلفة من عقائد اخرى، نحن ليس عندنا المقدس بمعني «مختوت لوحده» وانما مقدس بمقصده الذي يحققه ومقدس لانه يطابق المراد الالهي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول {حرمة دم المسلم اعظم عند الله من هدم الكعبة} عند بعض الناس الكعبة هي المقدسة، ولكن عندنا ما تبذله لتصون دم المسلم هو المقدس ففكرة المقدس نفسها فكرة «داينميك» ليست ثابتة ولذا المصطلح نفسه خاطئ.
    * انفذ للفكرة كيف نميز بين قال الله وفهمي لما قال الله، وكيف اعطي لقوله تعالى عصمة ولقولي كذلك؟
    لم يدع احد عصمة، العصمة في النصوص القطعية فقط، علماء الفقه يسموا النص بمعنى الذي لا يقبل الا تفسيراً واحداً وهذه نادرة جدا.
    * وبالتالي انت متفق مع د. حمد؟
    ليس لانه مقدس.
    عثمان ميرغني:
    لدي حل بسيط جدا، لو كان د. أمين يقول بهذا في العام 1989م لكان هذا الكلام يستحق الاخذ والرد ولكن نقوله بعد تجربة (25) عاما في السودان، وفي تجربة بمصر استندت على هذه التجربة ?السودانية- والخلل اصبح اكثر من واضح الآن، والمفردات التي يتحدث عنها د. أمين اقرب للأسلوب الفلسفي في محاولة تبرير الاخطاء، الخطأ واضح جدا وهناك نظرة تبعيضية للاسلام والمسألة اسوأ مما تظن وتتخيل، احساس بالوصاية حتى على الله سبحانه وتعالى، حين يطلب الله تعالى ان نقيم العدل وان نضع ...
    د. أمين حسن عمر (مقاطعاً):
    تحتاج تستغفر من هذا، هذا أسوأ من تكفير الناس، أسوأ من تقول لانسان انت كافر عليك ان تدرك ما تقوله.
    عثمان ميرغني:
    حين يأمرني الله سبحانه وتعالى بالعدل حتى ان كان ذلك على حساب مصالحي الخاصة، ولكن حين ارفض هذا العدل واقول: حماية لدين الله، ان خائف على الاسلام واذا تم جرح هذه الدولة لن يعبد الله في الارض في الارض بمعنى ان لم اظلم الناس ولم اصادم الحريات ولم اضغط الناس فدين الله سينتهي، سيفقد العباد وستتدمر المساجد ولن يذهب احد الى الصلاة، يفقد الله تعالى من يعبده في الارض.
    الاسلام يطالبك ان تقيم العدل والتدبير عند الله ربنا من فوق سبع سماوات ارسل طالب جامعي صغير في السن اسمه بوعزيزي ليزيح به (5) أنظمة، (التدبير فوق) وعليك ان تتبع ما امر به الاسلام وما امر به الله بمنتهى الصرامة، وادرك في قرار صغير ان اتخذته ربما يؤثر على ذلك كيان وامن الدولة، اتخذ هذا طالما كان العدل، وانفذه تنفيذا لامر الله تعالى واترك التدبير، فلتذهب الدولة الاسلامية، فهذا تقدير ربنا.
    ودعني اعطيك مثالا بسيط، خطبة د. مرسي قبل اسبوع من عزله حاول ان يلغي فيها اثر 30 يونيو هو يعرف ان هنالك طوفان آتٍ (تحدث عنها السيسي وقال اتفقنا على شئ وتكلم عن شي اخر) اراد ان يقدم مرافعة يقول للناس: (يوم 30 يونيو مما تطلعوا وخليكم معاي) استند على انه رفع المعاشات (15%)، يا أخي الجماهير لم تأت بك لرفع المعاشات، هذه لم تكن قضيتهم، قضيتهم البحث عن نموذج اخلاقي للحكم فشلت في تقديمه وانت تقدم كشف حساب لما قمت به.
    * هل الحركات الاسلامية كما يقول استاذ عثمان بهذا الفهم المغلق والدغمائي؟
    د. أمين حسن عمر:
    هذا ما يريد ان يفهمه عنا، وما يريده امر يخصه.
    عثمان ميرغني:
    شخصيا جزء منهم.
    د. أمين حسن عمر:
    الان الجمهور يحكم بمستوى التزامك وارتباطك واندماجك في هذه الحركات الاسلامية بما تقول والناس يحكمون بما تقولون. بصرف النظر عن هذا لا بد ان يدرك انه في الجمهور سيحكم على الاسلاميين سواء الحكم او في غير الحكم بما يعملوا وليس بما يدعي عليهم خصومهم. قال الناس يبحثوا عن نموذج الناس يريدون ان يحققوا الدين في انفسهم وفي جماعتهم ودولتهم، ولا يريدون تقديم نموذج لجهة ثانية لتأتي «وتعاين ليه».

    الصحافة

    -----------------



    من حق رئيسنا علينا!!

    06/08/2013 14:47:00

    يوسف عبد المنان
    : Decrease font Enlarge font


    { من حق الشعب السوداني مسلمين ومسيحيين.. عرباً وعجماً.. نخباً ومثقفين.. عمالاً مهرة وعاطلين عن العمل.. مؤيدين للحكومة أو معارضين لها.. إسلاميين وعلمانيين.. صوفية وسلفيين.. نساءً ورجالاً.. أن يعرفوا الأسباب التي أدت لمنع طائرة رئيس بلادنا العبور للأراضي الإيرانية بواسطة السلطات السعودية!!
    { البيان الصادر من رئاسة الجمهورية وصف الحادث بتجريد من أي ظلال قد يذهب إليها المتلقي.. كأن منع عبور طائرة الرئيس حدث عادي سيموت بالتجاهل والنسيان، وينصرف الشعب لهمومه - مع إقبال العيد - عن تحليل الحدث وطرح أسئلة هامة جداً ينتظر كل السودانيين الإجابة عليها من الحكومة لا من السعودية.. ومن القصر الرئاسي أولاً وليس من د. "أحمد بلال عثمان" أو وزارة الخارجية.. فالحدث كبير وخطير وأثار غضب كل السودانيين..
    { كيف تجرؤ دولة على منع رئيسنا من عبور أجوائها لمقصده الذي اختاره بمحض اختياره وإرادته الحرة؟!

    والسؤال الأول هل منع طائرة الرئيس من عبور الأجواء السعودية قرار سياسي.. أم قرار فني إجرائي لخطأ في تقديرات الشركة المالكة للطائرة وطاقمها؟! وهل الطيران المدني السعودي يملك حق منع رئيس دولة عربية ومسلمة وجار وشقيقة عبور الأراضي السعودية دون أن ينال ضوءاًً أخضرًَ من السلطات العليا في الدولة السعودية؟! وهل اتبعت سلطات الطيران المدني السودانية الإجراءات (الروتينية) في سفر الرئيس من إخطار مسبق للبلدان التي يمر الرئيس بأجوائها وحصلت على موافقة تلك البلدان؟!
    { وتتداعى الأسئلة دون توقف كسيل أمطار خريف خرطوم هذا العام.. هل قامت سلطات الطيران المدني السودانية بوظيفتها وأشرفت على إجراءات (استئجار) طائرة بديلة لنقل الرئيس إلى إيران؟!

    أم هناك جهات وأشخاص آخرون قاموا بوظيفة جهة حكومية كالطيران المدني باستئجار الطائرة؟! وهل رئيسنا نحن السودانيين بظروفه وتعقيدات حركة تنقله بين البلدان بسبب المحكمة الجنائية وتربص جهات دولية عديدة به.. يمكنه السفر عبر طائرة أجنبية تملكها شركة أجنبية ويقودها طاقم أجنبي غير موثوق في أمانته ولا خلقه ويمكن شراؤه بالمال وإرهابه أو ترغيبه.. ألا يمثل ذلك استهانة وتفريطاً يستوجب المساءلة والمحاسبة؟! ولماذا من حيث المبدأ نسمح بقيادة طائرة الرئيس لأجنبي وسلاح الطيران السوداني في جعبته كفاءات نادرة من ضباط مخلصين وطنيين لا يشتروا بالمال ولا ترهبهم أمريكا و(صويحباتها) في المنطقة!!
    { إذا أخطأت السلطات السعودية في حق السودان فإن شعبنا لا يغفر جرماً شنيعاً كالذي حدث إلا باعتذار علني وجهير من ملك المملكة السعودية لا موظفين في السفارة ولا وزير خارجية الرياض.. وإذا أخطأت الجهات الحكومية المسؤولة عن ترتيبات رحلة الرئيس فإن سيف المحاسبة الصارمة ينبغي أن يطال الطيران المدني والطيران الرئاسي.. وأن لا تأخذك يا سعادة الفريق "بكري حسن صالح" رأفة ولا رحمة في هذا الشهر بحق موظفين وإداريين ارتكبوا جرماً بحق الشعب السوداني الذي لن يذل ولن يهان ويرفض المساس برئيسه مهما كانت الأسباب!!
    { وحتى لا يغمر الحادثة النسيان مثل عشرات الحوادث الكبيرة في السودان، أتمنى أن لا يتم تشكيل لجنة تحقيق، لأنها ستقتل القضية عمداً في دهاليز الصمت، ولكن هذه قضية لن تموت إلا بعد أن يعرف الشعب أسباب ما حدث!!
                  

08-10-2013, 00:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    حزب الترابي : البشير صب جام غضبه على قيادات من حزبه بعد إعادته من أجواء السعودية..لاسبيل لتفاهمات مع حزب البشير.


    حزب الترابي : البشير صب جام غضبه على قيادات من حزبه بعد إعادته من أجواء السعودية..لاسبيل لتفاهمات مع حزب البشير.



    08-10-2013 01:09 AM
    خالد آدم إسحق

    في معائدة لاعضاء حزب المؤتمر الشعبي وقيادات الحزب والسفراء والدبلوماسين وقيادات الاحزاب السياسية المعارضة بمنزل الامين العام للحزب د.حسن الترابي .ثاني أيام عيدالفطر المبارك،ونسبة للشكوك والشبهات التي تحوم حول مشاركة الشعبي للسلطة مجددا خاصة بعد اللقاءات التي جمعت د.الترابي والبشير،وماتناقلتة وسائل الإعلام بإقتراب ولوج د/علي الحاج محمد للقصر الجمهوري نائبا أول لرئيس الجمهورية متبوعا بالتصريح الذي نقل من الترابي حول شخصية البشير ووصفه له بالمتدين، وان البشير لم يكن سببا في أختلافات الإسلاميين ،تدافع كثير من المهتمين بالشأن السياسي ووكالات الأنباء الأجنبية والمحلية متمثلة في قناة الشروق الفضائية التي قامت بنقل الحدث وتصريحات مسئولي الحزب والله أعلم إن يتم بث التصريح أم سيقتطع ما يزعج النظام؟

    بحضور قيادات من حزب الأمة عبدالمحمود أبو وشباب من منظمات المجتمع المدني والصحفيين إبتدر الامين السياسي للمؤتمر الشعبي الحديث والذي تمحور في 3 بنود ومرتكزات إختارها بعناية للأسباب التالية؟

    ‏1/إنزعاج عضوية الحزب من تصريحات الامين العام حول وصف الرئيس بالتدين
    ‏2/موضوع مشاركة علي الحاج للسلطة ،زيارات البشير وعلي عثمان لمنزل الترابي وإن كان قادة الحزب يبررون ان هذا الأمر لايخرج عن الأطارالإجتماعي الإ أنه خلق عدم ترحيب من عضوية الحزب لتخوفهم من قرارات امين الحزب حول مشاركتة السلطة مع المؤتمر الوطني مستصحبين تصريحاً لة يوصف حزبه بالفوقي حيث تواجدت قيادات إتحادية وولائية بينما يعاني حزبه ضعفا من ناحية القواعد؟

    ‏ لذا جاء حديث الأمين السياسي للحزب الأستاذ كمال عمرعبدالسلام مطمئنا أعضاء حزبه والشارع السوداني ولعل ماجاء في خطابه من نقاط كانت بالغة الأهمية للإفصاح عن رؤية الحزب حول دعوة الرئيس بإيجاد حلول لكافة المشاكل التي تواجة البلاد وايجاد صيغ توافقية تستوعب كافة الاحزاب المعارضة ،جاء خطاب كمال عمر كالآتي:

    ‏1/إجتماعات الهئية القيادية للحزب قررت وبالإجماع في المضي قدما تجاه إسقاط النظام وهو قرار غير قابل للمساومة ولن يحيد الحزب عنة،وما أشيع من أخبار لم تخرج من دسائس الأجهزة الأمنية لكي تحدث إنشقاقا في حزبه وتحالفاته مع احزاب قوي الإجماع الوطني.

    ‏2/مانقل عن الترابي بوصف البشير بالمتدين،جزم كمال عمر ان الترابي لايمكن لة أن يذكر هذا اللفظ قط،طالما أن الرئيس بنفسة صرح بأن القتلي الذين قضوا في حرب دارفور10000شخص؟ بينما تشير التقديرات ان الضحايا تجاوز 500000 شخص ،خلاف ضحايا حروب جبال النوبة والنيل الأزرق وخلافه؟

    ‏3/وحول ما تردد من أنباء تفيد بمشاركة علي الحاج طمأن كمال أنصار حزبه والقوي السياسية أنه علي تواصل دوما مع علي الحاج وقد أكد له بعد أن راجت أخبار مشاركته انه لو يود مشاركة الإنقاذ لما ظل لأكثرمن 13عاما متغربا في المانيا؟وبالرغم من تأكيد الاستاذ كمال عمر وقناعته التي لاتتزحزح حول شخص علي الحاج إلا أنة أراد أن يطمئن الجميع بأن لا مشاركة تجمع علي الحاج مجددا مع الإنقاذ؟

    ‏4/تناول كمال عمر خطة ال100 يوم التي تبنتها أحزاب المعارضة المنضوية تحت تحالف قوي الإجماع الوطني ،وطالب عضويته بالأستعداد للإستحقاق الأخير،المتمثل في الخروج الي الشارع والانتفاضة والإعتصام حتي إسقاط النظام؟

    ‏5/تناول كمال عمر حادثة إرجاع طائرة رئيس الجمهورية وعدم السماح لها بعبور المجال الجوي للمملكة العربية السعودية. وأشار الاستاذ الي ان رئيس الجمهورية صب جام غضبه علي قياداته التي وبدون وعي منها أو خطوات مقصوده تهدف لإحراجة ،مماجعلهم يتبرأون من أخطاءهم،وحاولوا إيجاد مايبرر فعلتهم لكن باءت محاولاتهم بالفشل؟

    ‏6/إستهجن كمال خطوة رئيس الجمهورية بالسفر الي طهران لتنصيب رئيس جديد بينما البلاد موبوءة بكوارث السيول والفيضانات؟

    ‏-من خلال ماتناولة الشعبي في صبيحة أمس تصبح صفحة مشاركة الشعبي للمؤتمر الوطني للسلطة قد طويت الي مالا رجعة، ان لاسبيل من تقاهمات مع الوطني الإ من خلال حكومة قومية تتشارك فيها كافة الأحزاب لتضع دستورا يلبي تطلعات الشعب السوداني .والأ فلينتظر المؤتمرالوطني ثورة شعبية تقتلعة إقتلاعا؟



                  

08-16-2013, 12:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)



    الحصاد المر!

    2 ساعات 12 دقائق منذ


    : Decrease font Enlarge font

    يوسف عبد المنان
    المجهر
    { تحصد الحكومة اليوم في دارفور ثمار ما زرعته في السنوات الماضية، فالنزاعات القبلية والفتن التي تمددت من جبل عامر حتى الضعين ومن كتيلة وأم دخن حتى عديلة حصاد لسياسات خاطئة، فقد انتشر السلاح الذي يهلك الأنفس ويحصد آلاف الأرواح .. وعربات (اللاندكروزر) المحمولة فوقها مدافع الدوشكا التي حصدت أرواح الأهالي في جبل عامر وفي أم دخن ودار السلام لم تهبط من السماء! فالتمرد متورط في كل الأحداث والصراعات و(الجنجويد) متورطون أيضاً في الموت والمليشيات القبلية هي من يزرع الموت ويحصد الدم!!.
    { في بدايات التمرد كان الإعلام الغربي ومن أمامه إعلام الحركات المتمردة يتحدث عن تطهير عرقي (للزرقة) من قبل (العرب)، وأن الحرب التي تدور في دارفور هي بين القبائل الأفريقية والقبائل العربية، وذرف الغرب الدموع سخية على حرب مدعاة.. حتى نشبت الآن حروب قبلية حقيقية بين القبائل العربية العربية، وقد حصدت حرب الرزيقات الأبالة والبني حسين البقارة من الأرواح ما يفوق كل ضحايا النزاعات بين القبائل العربية والأفريقية منذ الثمانينيات!. بل السؤال متى نشبت حرب بين الزغاوة والعرب؟ والعرب والفور، والحديث عن (عرب) هو حديث مضلل وتعميمي، فالقبائل العربية في دارفور ليست على قلب رجل واحد.. وما بينها من خلافات وصراعات أعمق بكثير من خلافاتها مع القبائل (المدعاة) بالأفريقية، مع أن أفريقيا وطن يسع العرب وغير العرب!


    وما يجري الآن من صراع دامٍ بين الرزيقات والمعاليا دوافعه حب السيطرة والتملك والاستئثار بالأرض، بعد أن قسمت الحكومة دارفور (لكونيتات) ولائية في ظاهرها تقسيم إداري وفي باطنها (محاصصات) قبلية، فأصبحت زالنجي ولاية غالب سكانها من الفور، والجنينة مسلاتية، والضعين رزيقية، وهي (محاصصات) تحصد الحكومة، بل إن شئت الدقة يحصد المجتمع، ثمارها المريرة كالحنظل، وما جرى في الأيام الماضية من صراع وموت في الضعين وعديلة غذته المطامح والغنائم السلطوية الفارغة، وأصبحت القيادات السياسية بدلاً من زراعة الخير يبذرون الفتن ما ظهر منها وما بطن.. والمثقفون من أبناء دارفور يمتطون ظهور قبائلهم من أجل مكاسب خاصة، بعد أن أصبحت السلطة هي الطريق (الأقصر) للثروة والمال والجاه، فكسدت التجارة والصناعة وبخست الثروة الحيوانية، وأصبح السياسيون يهفون للمواقع هفو المرضعات على (الفطيم).
    { الاعتراف المر الذي جاء على لسان الرئيس "عمر البشير" يوم إفطار رئيس السلطة الانتقالية د."التجاني سيسي" بأن السماء أمسكت ماءها بسبب الظلم والموت والدماء التي تسيل في السودان هو اعتراف يتسم بالشجاعة من الرجل الأول في الدولة، كان ينبغي أن يقابله اعتراف من قيادات دارفور بعبارة واحدة (نحن السبب)، ولكنهم صمتوا ونظروا إلى الأرض حاسرين رؤوسهم في الدنيا، ولكن أين يذهبون يوم الحساب؟ وكثير من الصراعات التي تؤدي لإزهاق الأرواح في دارفور مسكوت عن أسبابها، و(تعلق) أحياناً على رقبة التمرد درءاً لتحمل مسئولياتها، ولنضرب المثل بأحداث كبكابية خلال شهر رمضان المنصرم، التي راح ضحيتها (16) قتيلاً وأكثر من (40) جريحاً.. الأحداث من ورائها تجار مخدرات من القبائل العربية (باعوا) كمية من (البنقو) لتجار مخدرات من الفور، وحينما اختلفوا في كيفية السداد استنصر تجار (البنقو) من العرب بأهلهم وعشيرتهم واستنصر تجار (البنقو) من الفور بأهليهم ليموت الأبرياء في الشهر الحرام من أجل الحرام.. إنا لله وإنا إليه راجعون!!


    -----------------
    صور من الفساد المحمي بالقانون والنفوذ «6»


    التفاصيلنشر بتاريخ الأربعاء, 14 آب/أغسطس 2013 08:00
    تقرير سري يكشف حجم الفساد المالي في ملف الأوقاف الإسلامية:..اضبط: المبلغ المرصود للصرف الإداري «1216500» ج، والمصروفات الفعلية «95974»..تصاديق شفاهية لفتح حسابات في «4» بنوك وتبرعات بلاسند وغياب كامل للدورات المستندية

    أحمد يوسف التاي

    وضعت «الإنتباهة» يدها على أخطر تقرير سري أعدَّه فريق من هيئة المظالم والحسبة العامَّة حول أداء ديوان الأوقاف الإسلاميَّة القومي، وذلك بعد أن تم تكليفها رسميًا في يوم 17/1/2012 من قبل البرلمان بمراجعة أداء ديوان الأوقاف القومية الإسلامية وفي إطار تنفيذ التكليف قام رئيس الهيئة وعضوها مشرف الإدارة العامة للحسبة وفريق التفتيش بالهيئة بزيارة في يوم 21/2/ 2012 إلى وزارة الأوقاف والإرشاد وقابلوا الوزير، ومن ثم انخرط فريق التفتيش في متابعة الأداء بالوزارة، وقد كشف التقرير الذي تحصلنا على نسخة منه عن تجاوزات لقرارات وتوجيهات رئيس الجمهورية وتجاوزات أخرى مالية وإدارية وجانب من أوجه القصور والإهمال وغياب الضوابط التي تحمي المال العام من التعدي عليه وأخذه دون وجه حق، وأكد التقرير أن سوء الإدارة والتهاون في أموال الوقف أضاع مساحة «7128» م. م. من حديقة الحيوان، ومبالغ ضخمة من مال الوقف العائد من الحديقة وحدها بجانب أيلولة قطعة مميزة منها إلى الصندوق القومي للتأمين الاجتماعي، مقابل عمارة بكوبر وبضعة دينارات لا تغيث محتاجًا ولا تقيم برًا، ورصد التقرير عدد العقارات التابعة للأوقاف والتي تم الاستيلاء والتغول عليها من جهات حكومية وشعبية والتي لم تُسترد حتى الآن، وقد نشرنا كل ذلك في الحلقات الفائتة... واستنكر التقرير أيلولة وقف قومي لولاية بعينها دون سواها في إشارة إلى ولاية الخرطوم التي استأثرت بنصيب الأسد من عقارات وقطع سكنية ومبانٍ تابعة للأوقاف، وتساءل التقرير: بأي معيار تكال الأوقاف، وبأي حق ينقص الوقف بدلاً من الزيادة، وكيف تُدار الأوقاف، وكيف تباع، وكيف يجوز البدل بأقل من مثله، كما أشار التقرير إلى قطع مميَّزة في قلب الخرطوم لم يتم استردادها بعضها استولت عليها حكومة ولاية الخرطوم وبعضها شيد عليها العاملون بالقصر الجمهوري مباني واستمر عمل المباني ولم يستجب لطلب الديوان بوقف عمليات البناء، وذكر التقرير بالأسماء الأشخاص النافذين الذين استولوا على قطع بمربع «1» المقرن، ورغم صدور قرار إخلائها بالقوة الجبرية منذ 21/ 2011 إلا أنه حتى الآن لم ينفذ القرار، كما كشف التقرير أن أحد القضاة يشغل القطعة رقم «27» مربع واحد الخرطوم المقرن وقد تمت مخاطبة الأمانة العامة لشؤون القضاة في 2012 لإخلاء العقار ولم يُستجب.. وفي هذه الحلقة ندع التقرير الرسمي المشفوع بالمستندات والمخاطبات الرسمية ليبيِّن لنا حجم التجاوزات المالية والمخالفات وحالة الفوضى والإهمال وغياب المحاسبة والتهاون في حماية المال العام واستئثار بعض الجهات به دون الآخرين والمحسوبية:

    ملاحظات حول الجانب المالي:
    1/ تم اعتماد مبلغ لموازنة الفصل الأول في ظل عدم وجود هيكل وظيفي أو عقود عمل مع العاملين «بعد نقل جلهم لرئاسة وزارة الإرشاد والأوقاف» تحدد الاعتماد المطلوب لمقابلة المرتبات والمزايا الأخرى.
    2/ بالرغم من صدور لائحة شروط خدمة العاملين بديوان الأوقاف القومية الإسلامية لسنة 2009م، إلا أن الأمين العام للديوان اعتمد كتابة العمل بلائحة شروط خدمة العاملين بهيئة الأوقاف الإسلامية «مستند رقم «32»». وهذه اللائحة الملغاة وهي تخص العاملين بهيئة الأوقاف الإسلامية وليس ديوان الأوقاف، وبالتالي فإن كل ما يترتب على تطبيق هذه اللائحة من أعباء مالية يعتبر غير قانوني ويستوجب مساءلة المسؤول التنفيذي الأول.
    3/ لائحة شروط خدمة العاملين بديوان الأوقاف القومية الإسلامية لسنة 2009م غير مفعَّلة ومجمَّدة، ولم تقنِّن أوضاع العاملين بالديوان رغم مرور أكثر من ثلاثة أعوام، علماً بأن هنالك أعباء مالية ضخمة سوف تترتب على الديوان تتمثل في حقوقهم بعد ترك العمل استناداً إلى قانون العمل لسنة 1997م.
    4/ معالجة أوضاع العاملين التي تمت للأعوام 2009 ــ 2010 ــ 2011م «في ظل عدم تقنين وضعهم» استندت إلى لائحة شروط خدمة العاملين بهيئة الأوقاف الإسلامية لسنة 2006م. والعاملون بالديوان ليست لديهم أية صلة بهذه اللائحة، إذ أن اللائحة الواجب تطبيقها عليهم هي لائحة شروط خدمة العاملين بديوان الأوقاف القومية الإسلامية لسنة 2009 وفي هذا.
    ج/ لا توجد دفاتر للمرتبات ولا تفاصيل لهذه المرتبات، كما لا توجد دورة مستندية تعكس المعاملات المالية للديوان.
    د/ عدم الالتزام باستعمال الأرانيك المالية ذات الأرقام المتسلسلة.
    هـ/ لم يتم قفل حساب العام المالي 2011م.
    و/ آخر مراجعة لحسابات الديوان تمت بواسطة ديوان المراجعة القومي كانت لعام 2009م.
    ز/ لا يوجد مراجع داخلي وتتم الاستعانة بمراجع من وزارة الإرشاد والأوقاف. وبالتالي فإن المراجعة تكون بعد إتمام الإجراءات مما ينفي أهمية المراجعة قبل تنفيذ الإجراءات المالية، وفي هذا خلل مالي واضح.
    8/ تم رصد مبلغ 651.000 جنيه لمقابلة الرواتب والأجور لعام 2012م، ومبلغ 565.500 جنيه لمقابلة الخدمات والتسيير لعام 2012م، وبالتالي تصبح جملة المبلغ المرصود للصرف الإداري 1.216.500 جنيه، مما يعني أن الصرف الإداري يمثل نسبة عالية في الموازنة العامة للديوان، علماً بأن جملة المصروفات الفعلية لعام 2011م بلغت 959.74 جنيهاً.
    9/ من واقع تفاصيل موازنة عام 2011 م يتضح أن إجمالي مصروفات صيانة العربات «6 عربات» قد بلغت 55.661 جنيهاً، أما بالنسبة للوقود فقد بلغ إجمالي المصروفات 35.714 جنيهاً، وهذه مبالغ ضخمة مقارنة بعدد العربات العاملة بالديوان.
    10/ تم رصد مبلغ 200.000 جنيه في موازنة عام 2011م لمقابلة مكافآت اللجان والخبراء والمستشارين وبلغ إجمالي المصروفات 108.390 جنيهاً.
    إن ما تم رصده من اعتمادات مالية لمقابلة هذه المكافآت «200.000 ج» وما تم صرفه فعلاً «108.390جنيهاً» في ظل عدم وجود أداء فعلي ملموس للديوان يبرر هذا الصرف، يعتبر إهداراً لعائدات الديوان واستغلالاً للسلطة وسوء الإدارة.
    جانب من التوصيات:
    - وجوب سداد فرق قيمة أرض قاعة الصداقة البالغ قدره 24.413.950 جنيهاً «أربعة وعشرين مليوناً وأربعمائة وثلاثة عشر ألفاً وتسعمائة وخمسين جنيهاً».
    - وجوب سداد متأخرات إيجار قاعدة الصداقة منذ الاستيلاء عليها في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وقُدِّرت بمبلغ 372.960.000 جنيه.
    - حل مشكلة قطعة الأرض المخصصة بدار العاملين برئاسة الجمهورية، وذلك إما بإعادتها للديوان أو استبدالها بأخرى مميَّزة.
    - إخلاء المباني التي تم تعويضها للديوان من أرض قاعدة الصداقة وغيرها فوراً وتسليمها للديوان.
    - أن يراعى مستقبلاً عند إبرام العقد مع الأمين العام، أن يتم بواسطة لجنة من ذوي الاختصاص تمثل فيها الإدارة القانونية.
    - على وزارة المالية والاقتصاد الوطني أن تلتزم بتوفير كل الضمانات اللازمة التي تشترطها الجهات المموِّلة للمشروعات العقاريَّة الاستثماريَّة حتى يتم التمويل.
    ملاحظات حول الاستثمار:
    معلوم أن عمل الديوان يرتكز على تنمية موارده عن طريق الاستثمار، ولكن واقع الحال يوضح بجلاء ضعف العمل في هذا الجانب، ويتضح ذلك في الآتي:
    1/ أمانة الاستثمار بالديوان يعمل بها موظف واحد، وذلك بعد إنهاء خدمة مساعده، ولا يمكن لأمانة بهذا الحجم أن يدير العمل بها موظف واحد فقط.
    2/ يمتلك الديوان العديد من العقارات وفي مواقع مميَّزة مازالت خالية مما يؤكِّد ضعف الترويج والتشجيع في مجال استثمارها.
    3/ قام الديوان بهدم المباني التي كانت قائمة في بعض المناطق التي ظلت تدر عليه أموالاً طائلة تنفيذاً لشروط الشركات المنفذة للاستثمارات العقارية مثال لذلك: «أرض أبو جنزير».
    4/ فريق التفتيش لم يحصل على العقود الموقعة مع تلك الشركات بحجة أنها ليست بيد الديوان وفقاً لإفادة مسؤول الاستثمار بالديوان. «لاحظ أن الديوان هو الطرف الأول».
    ولا شك أن هذا قد أضرَّ كثيراً بالديوان وأفقده ريعاً كبيراً كان سيساهم كثيراً في أعمال البر والإحسان. هذا القصور والخلل الإداري وعدم الشفافية ينبغي لها أن تقود إلى المساءلة.
    الجانب المالي للديوان:
    أولاً الفصل الأول:
    1/ تم اعتماد مبلغ قدره «65100» جنيه للفصل الأول في عام 2013م للعاملين بالديوان «عددهم 13 عاملاً» استناداً إلى تسيير أعمال الديوان وفقاً لما كان معمولاً به في لائحة شروط خدمة العاملين بهيئة الأوقاف الإسلامية لسنة 2006م والهيكل الراتبي أبريل 2006م المطبق على العاملين بهيئة الأوقاف الإسلامية.
    2/ أجاز مجلس الأمناء لائحة شروط خدمة العاملين بديوان الأوقاف القومية الإسلامية لسنة 2008م، وقد نصَّت المادة «2» منه على الآتي:
    «تُلغى بموجب هذه اللائحة جميع اللوائح والأوامر السابقة المتعلقة بشروط خدمة العاملين الصادرة قبل العمل بموجب هذه اللائحة وتحل محلها»، عليه تكون لائحة شروط خدمة العاملين بهيئة الأوقاف الإسلامية لسنة 2006م المعمول بها ملغاة.
    3/ بلغ الصرف الفعلي للفصل الأول خلال عام 2011م مبلغ «132000 470 » جنيه وهو عبارة عن :
    أ/ سلفيات تُمنح للعاملين بدلاً من مرتبات، وهي تمثل إجمالي المرتب الذي كان يتقاضاه الموظف «دون تفاصيل بموجب لائحة شروط خدمة العاملين بهيئة الأوقاف الإسلامية لسنة 2006م «الملغاة بموجب لائحة شروطة خدمة العاملين بديوان الأوقاف القومية الإسلامية لسنة 2009م» وتمت تسويتها وفقاً لما هو معمول به بموجب لائحة شروط خدمة العاملين بهيئة الأوقاف الإسلاميَّة لسنة 2006م والهيكل الراتبي لسنة 2006م.
    ب/ ولا توجد خطابات تعيين أو عقود عمل.
    في عام 2011م تم صرف البدلات والامتيازات الشهرية والسنوية للأعوام 2009 ــ 2010 ــ 2011م، وذلك استناداً إلى توجيه الأمين العام المكلف وهي:
    «أ» بدل لبس:
    مرتب ثلاثة أشهر إجمالي وبلغت جملة المبلغ المنصرف 29.14 جنيهاً.
    «ب» بديل نقدي:
    { مرتب أربعة أشهر إجمالي للمتزوجين ولديهم أبناء.
    { مرتب ثلاثة أشهر إجمالي للمتزوجين.
    { مرتب شهرين إجمالي لغير المتزوج.
    وبلغت جملة المبلغ المنصرف 37.735 جنيهاً.
    «ج» بدل علاج:
    المستحَق مرتب ثلاثة أشهر إجمالي، وقد تم صرف مرتب شهرين لسنة 2012م نسبة لشح السيولة، وبلغت جملة المبلغ 26.30 جنيهاً.
    «أ» مرتب شهري يناير وفبراير 2012م وراتب «19» يوماً من شهر مارس 2012م.
    «ب» شراء شهر من إجازاته المستحقة.
    «ج» بدل علاج.
    «د» سلفية باسمه.
    وهذه جميعها لم ينص عليها العقد.
    «6» مهام مكتب تقنية المعلومات أُسندت لأحد منسوبي الخدمة الوطنية، وتم التكليف بموافقة الأمين العام ومنح راتب «سلفية» شهر قدره 1500 جنيه «مستند رقم» وهو لا يملك الخبرة التي تؤهله لذلك، والضرورة تقتضي أن تسند مثل هذه المهام لذوي التأهيل العالي والخبرة الثرة لما لها من أهمية في أعمال الديوان.
    «7» لا توجد دفاتر لرصد المرتبات وإنما تتم الكتابة على ورق وتشمل إجمالي المرتب دون تفاصيل «مستند رقم «31»».
    ثانياً: الفصل الثاني «التسيير والخدمات»:
    «1» المصدق في موازنة عام 2011م ومبلغ 914.000 جنيه، وبلغ الصرف الفعلي 499.152 جنيهاً، بينما بلغ المقترح في عام 2012م مبلغ 565.500 جنيه وفقاً للبنود المعمول بها في موازنة عام 2011م.
    «2» سداد الفواتير يتم نقداً «المياه ــ صيانة العربات ــ الصرف الصحي ــ الوقود ــ الأدوات المكتبية.. إلخ».
    «3» هناك تبرعات تُدفع لبعض الأفراد ولا توجد الأسس التي تسندها.
    «4» نسبة لعدم وجود خزينة تقوم إدارة الحسابات بتجميع احتياجات الفصلين الأول والثاني ويتم استخراج الشيك باسم المحاسب.
    «5» لا توجد دورة مستندية مكتملة.
    هنالك وديعة ببنك أم درمان الوطني مجمَّدة عبارة عن وقف جماهيري بدأ بمبلغ قدره 6000 جنيه، وقد زادت الأرباح حيث وصلت في عام 2011م إلى 10.529.920 جنيهاً، وهي مجمدة حتى الآن.
    رابعاً: حسابات البنوك
    نصت لائحة المالية لديوان الأوقاف القومية الإسلامية لسنة 2009م في المادة 13 «ثالثاً ـ «21» على الآتي:
    «فتح حساب جارٍ باسم الديوان في أحد البنوك، وتُودَع به جميع الإيرادات ويتم الصرف من هذا الحساب على جميع المصروفات».
    بالرغم من هذا النص نجد أن الديوان لديه حساب لدى عدد من البنوك وهي:
    «أ» بنك التنمية التعاوني الإسلامي.
    «ب» بنك المزارع التجاري.
    «ج» بنك أم درمان الوطني.
    «د» البنك السوداني المصري.
    ولا يوجد تصديق كتابي على فتح هذه الحسابات، وإنما تمت هذه الإجراءات شفاهة.


    ---------------------

    هل يستقيم الظل والعود أعوج : علي عثمان ينتقد صحافة نظامهّ!

    August 13, 2013

    656(صحف – حريات)

    إنتقد علي عثمان محمد طه النائب الأول للبشير أداء صحافة الإنقاذ قائلاً : ( إن كنا تطورنا على المستوى التقني إلا أننا تخلفنا على مستوى المحتوى والمضمون).

    وفي حديث مع مجموعة من الصحفيين، بمنزله بالخرطوم في مناسبة العيد ، قال بأن إعلام (الانقاذ) لم يكن في ذات المستوى ( قياساً بما حققته من انتصارات وانجازات في المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي) ! وقال (لا إعلام الانقاذ ولا إعلام الحركة الإسلامية ولا إعلام المؤتمر الوطني استطاع أن يعكس هذه الانجازات بالشكل المطلوب).

    وأضاف بحسب ما أوردت تقارير صحفية عن اللقاء ( اكتبوا على لساني لقد فشلنا في الحكومة والحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في صناعة صحافة وإعلام ناجحين) ، وأشار إلى حديث للصحافي والسياسي المصري المرحوم عادل حسين قال فيه إن الحركة الإسلامية في السودان بقدر نجاحها في صناعة صحافة فاعلة في الديمقراطية الثالثة فشلت في ذلك تماماً في الإنقاذ.

    وتشير (حريات) إلى ان أحد صحافيي الإنقاذ سبق وإنتقد محجوب فضل بدري السكرتير الصحفي لعمر البشير حينها قائلاً : ان البشير يحتاج إلى سكرتير صحفي في قامة محمد حسنين هيكل في علاقته بجمال عبد الناصر ، ورغم تواضع قدرات محجوب فضل بدري إلا انه رد على الصحفي وبحق : انه ليس مثل هيكل ولكن أين عبد الناصر ؟ في إشارة إلى تواضع قدرات عمر البشير نفسه ، وهو تعليق يصلح أيضا في الرد على تصريحات علي عثمان


    ------------------

    الفساد يفسد كل شئ : مبنى آخر لوزارة الصحة آيل للسقوط

    August 13, 2013

    5222(أسعد علي حسن – فيسبوك)

    الفساد في وزارة الصحة ومستشفى الذرة بود مدني.. نطالب بالتحقيق وسرعة التدخل..لعلكم تذكرون مبنى مستشفى الذرة بود مدني (المعهد القومي للسرطان) الذي انهار بسبب الفساد وعيوب في الانشاء.. قامت اللجنة الهندسية باكتشاف عيوب في المبنى الثاني (الذي لم ينهار) .. اصدر المدير خطابا لرؤساء الاقسام بتاريخ 10 يونيو 2013 على خلفية التقرير الهندسي ويفيد بعدم تحمل المبنى للطوابق وضرورة اخلائه بسبب احتمالية تصدعه وانهياره.. بدأ الخبر يتسرب للاعلام فسارعت وزارة الصحة للاتصال بالمدير وطلبت منه عمل اعلان لنفي تلك الانباء وبالفعل تراجع المدير عن هذه الوثيقة الداخلية .. ونشر اعلانا بكلفة 40 مليون جنيه (بالقديم) نفى فيه تلك الانباء..! ولازال المبنى حتى يومنا هذا يعمل بكامل طاقته وطوابقه ولم يتم اخلاؤه من المرضى والعاملين..!!!

    الوثيقة والمعلومات التي انشرها عن المركز تردني من فاعل خير يفضل حجب اسمه حاليا.. ولازالت هناك العديد من الوثائق..


    --------------------







    Wednesday, July 31st, 2013

    الخرطوم:محمد الفاتح همة

    الزعيم القبلي موسي هلال، ذاع صيته إبان اشتداد الصراع في دارفور، بين الحكومة و الحركات المسلحة في الاقليم، حيث عرف هلال بانه أول زعيم قبلي، يعلن تحالفه مع الحكومة لمحاربة الحركات المسلحة التى استشعرت الحكومة خطورتها عقب الهجوم الجرئ الذي نفذته حركة تحرير السودان في ابريل 2003 على مطار الفاشر، و أسرت قائد القوة الجوية في المنطقة، مما جعل الحكومة تلجأ الى القبائل العربية لتبحث عن حلفاء يواجهون معها المد العسكري المتزايد للحركات المسلحة.

    كان هلال أول من حشد و جيش أبناء قبيلته،استعدادا لمحاربة التمرد، ففتحت الحكومة لها المعسكرات في مناطق نفوذه القبلي بشمال دارفور، وأمدته بالسلاح لتنطلق العمليات العسكرية ضد الحركات المسلحة و مناصريها في مناطق قرى جبل مرة، ليتحول بعد ذلك موسي هلال الى قائد عسكري و زعيم قبلي، يرتكز على مجموعات مسلحة وقوة عسكرية ضاربة في الاقليم، ليدخل هلال معادلة الصراع في الاقليم.

    وبعد تطور الأحداث في دارفور، و ارتفاع صوت المجتمع الدولي المطالب، بوقف العنف و الانتهاكات التى ترتكبها المليشيات المتحالفة مع الحكومة، و انتقال ملف الأزمة إلى المحكمة الجنائية الدولية. انتقل هلال الى ممارسة العمل السياسي، حيث بدأ يلتقي بعدد من الدبلوماسيين، قبل أن يتم تعيينه مستشاراً بوزارة الحكم المحلي، منتقلا للعمل و الاقامة في الخرطوم، ليكون قريباً من مركز السلطة و القرار، الا انه مازال يحتفظ بعدد كبير من قواته العسكرية في دارفور، حيث يتواجد أكبر معسكر له في مسقط رأسه منطقة مستريحه.

    و بعدغياب طويلة عن الأنظار، ظهر الزعيم القبلي، عقب اندلاع الصراع في منطقة جبل عامر بين الأبالة و البني حسين، متهماً و الى ولاية شمال دارفور عثمان كبر بالتورط في الأحداث،فردد أكثر من مره عبر وسائل الاعلام تلك الاتهامات، ليعود الى واجهة الأحداث في الاقليم الذي انتشرت فيه الصراعات القبلية، بصورة أكثر عنفاً مطلع العام الجاري.

    لكن المثير للدهشة، الوثيقة التى نشرتها صحيفة الصحافة، أمس الاول، عن توقيع البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي و الأمم المتحدة وثيقة مع الزعيم القبلي موسي هلال من أجل و قف تجنيد الأطفال و حمايتهم و عدم استغلالهم في مناطق النزاع.

    حيث ذكرت الوثيقة أن زعيم قبيلة المحاميد وأحد أعيان الادارة الاهلية في دارفور موسى هلال وقع اتفاقاً مع الامم المتحدة للتعاون حول مكافحة ومنع تجنيد الأطفال،واعادة تأهيل حاملي السلاح المسرحين منهم وادماجهم في المجتمع.

    وتضمن الاتفاق الذي وقع عليه موسى هلال باشراف البعثة المشتركة في دارفور»يوناميد» في السادس والعشرين من يوليو الماضي،أن يعمل الزعيم القبلي لمكافحة ومنع تجنيد الأطفال واستخدامهم في الحروب،بجانب العمل على مكافحة العنف الجنسي والجسدي واختطاف الأطفال وحمايتهم أثناء المعارك.

    واعلن موسى هلال في الوثيقة، التزامه التام وتبنيه للمعايير الدولية في حماية الأطفال في مناطق النزاعات»باعتبار ان الأطفال ليسوا سبباً في نشوب النزاعات وانما هم ضحاياها،وان مستقبل دارفور يقع على عاتق أطفالها، وهؤلاء الأطفال يجب الا يستخدموا في الحروب والنزاعات كمقاتلين».

    وعرفت الوثيقة الطفل المجند،»بأنه الشخص الذي لم يصل عمره الـ«18» عاماً ويحمل السلاح ضمن قوات نظامية او غير نظامية بما في ذلك استخدامهم كحمالين او طباخين او مراسلات»،كما منعت الوثيقة تجنيد الفتيات للاغراض الجنسية او ارغامهن على الزواج.

    ووجه موسى هلال في الوثيقة التي وقع عليها ،أمراً للمجتمعات والقبائل والبطون التي تحت إشرافه،بإنفاذ كل ما جاء فيها وكل ما من شأنه حماية وصون حياة الطفل.

    وابدى هلال بموجب الوثيقة استعداده للعمل مع الامم المتحدة ومؤسساتها باشراف «يوناميد» ،لوضع خطة للعمل على حصر وتسجيل الأطفال المجندين لاعادة ادماجهم في المجتمع.

    ويري مراقبون ان لجوء الامم المتحدة، لتوقيع اتفاق مع الزعيم القبلي موسى لمنع تجنيد الاتفاق، يؤكد ان المجموعات القبلية في دارفور، تحولت الى قوة عسكرية لا يستهان بها، خارج سيطرة الدولة، خاصة مع استمرار الصراع القبلي في الاقليم، في ظل غياب سلطة الدولة بدارفور، واعتبروا الاتفاق اعتراف صريح بان موسي هلال، يمتلك قوة عسكرية تابعه له، ويعمل على الحشد و التجنيد، بعيداً عن سلطة الدولة، واكدوا ان هذا الاتفاق يفتح الباب امام اتفاقيات مع قبائل او مليشيات أخري ستلجأ لها البعثة الدولية، التى تبحث عن اسهل الطرق لتنفيذ مهمتها بنجاح في الإقليم المضطرب، ومستعدة لدفع أي ثمن للوصول لهذا الهدف، عبر الاتفاق مع القبائل و العشائر، و تجاوز سلطة الحكومة التى تمر بأسوأ حالات الضعف و الهوان في دارفور.

    hgld]hk

    الميدان
                  

08-17-2013, 02:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    اخوان السودان توحدوالاول مرة منذ اكثر من عرسنوات ...ولكن تجاه ما جرى لاخوانهم فى مصر الذين ابعدوا عن السلطة نتاجا لفشلهم البائن .. اخوان السودان استشعروا الخطر واحسوا بذات المصير يتجه نحوهم خاصة بعد عزلتهم الداخلية والخارجية التى احسوا بها لاول مرة

    اقرا تشنجات الاخوان وخوفهم البائن من شعاراتهم التى يرفعونها هنا




    مسيرة بالخرطوم تندد بالمجازر في مصر وتطالب الخارجية بطرد السفير المصري


    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 17 آب/أغسطس 2013 07:50
    ALM 2060

    الحركة الإسلامية : ما حدث في مصر يدعو إلى الوحدة..رزق: نطالب بقطع العلاقات مع مصر حتى تعود الشرعيَّة..عصام البشير: دولة مبارك ما زالت تحكم في مصر
    الخرطوم: صلاح مختار - محمد عبد الحميد
    ندد المئات من السودانيين بأعمال العنف في مصر وخرجوا في مسيرات غضب هادرة بعد صلاة الجمعة بالخرطوم وعدد من الولايات بمختلف الكيانات والتنظيمات والأحزاب أمس، منددين بالمجازر التي ارتكبتها أجهزة الأمن والجيش المصري في حق المعتصمين العزل من الإخوان المسلمين الذين يطالبون بعودة الشرعية الدستورية وتسليم السلطة بإعادة الرئيس المنتخب شرعياً محمد مرسي، في وقت طالبوا فيه باستمرار مسيرات الغضب كل جمعة، وحملوا لافتات تطالب بوقف القتل الجائر والظالم والمذابح في حق المعتصمين، ورفعوا شعارات «لن ترتاح يا سفاح.. وإسلامية إسلامية لن تحكمنا العلمانية.. ويا أمتنا يا عربية قولي قولي بحرية.. إسلامية إسلامية ضد العسكر والفاشية، ويا سيسي يا ######## النسوان في الميدان.. ويسقط يسقط حكم العسكر.. والسيسي عميل الصهيونية.. ويا سيسي يا ######## يا عميل الأمريكان.. ويا سيسي يا عميل يا ناصر إسرائيل»، ودعوا الحكومة السودانية لاتخاذ موقف واضح ضد ما يحدث في مصر، وطالبوا الخارجية بطرد السفير المصري من الخرطوم.
    وأكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير في كلمته التي ألقاها بساحة الشهداء أمام القصر الجمهوري، أن هنالك ثلاث رسائل للسيسي، الأولى أنه أقسم أمام الرئيس المنتخب مرسي بألا يريق دم مسلم مصري واحد، مبيناً أن السيسي يتحمل المسؤولية التاريخية تجاه المجازر التي ارتكبها، مضيفاً أن الرسالة الثانية تتعلق بما يجري في مصر، لافتاً إلى أن ما يحدث سيفتح الباب للعنف والتطرف، وفي الرسالة الثالثة انتقد عصام توجيه الجيش لرصاصه ودباباته لصدور النساء والأطفال المصريين في حين كان يجب أن توجه للعدو الإسرائيلي.
    وحذَّر عصام أحمد البشير من محاولة تفكيك ودمار مصر. وقال إن ذلك سيكون لصالح أمن إسرائيل،

    وأضاف أن ضرب المتظاهرين المعتصمين يزيد من التآمر الذي جرى للإسلاميين، وقال من يريدون أن يفتحوا باباً للعنف فإن مداه لا يعلمه إلا الله، ورأى أن البديل يولِّد العنف بعد أن يكفروا بالنهج السلمي.
    وقال عصام في خطبة الجمعة بمسجد النور بضاحية كافوري أمس إننا نقف أمام مجزرة بشعة قام بها نظام الانقلاب ضد المعتصمين المسلمين في رابعة العدوية والنهضة، وأضاف: قبل ذلك كانت الساحات تمتليء ولم تعترض حكومة مرسي على معارضيها باعتبار أن الاعتصام يقرُّه الدستور والقانون.
    واعتبر عصام ما جرى في مصر انقلاباً على الشرعية، وقال إنهم خرجوا من جحورهم للقتل والهلاك والدمار للمجموعات التي تشكل فيهم السلم في أحلى صوره. وأضاف أن نظام الانقلاب لم يستجب لأية مبادرة، والذي كانت نتيجته أن قدم المعتصمون «2600» شهيد وأكثر من «10» آلاف جريح.
    واستنكر عصام سلوك الحكومة المصرية بعدم الاستجابة لدفن الجثث إلا بشرط أن يتعهد ذوو الموتى بأن سبب الوفاة غير السبب الحقيقي. واستغرب أن النظام كأنه يقتل عدواً كاسراً وأن العدو الصهيوني أصبح غير عدو. وأضاف قائلاً: «أعطوا الأمان لبني صهيون ووجهوا أسلحتهم لصدور شعبهم». وقال إن البلطجية هم الذين قاموا بحرق الكنائس لاتهام المسلمين بذلك، وأضاف أن الطغيان والجبروت مهما تعالى لن يصمد، وأن الظلم إلى بوار وإلى دمار. وذكر أن قوة السلاح لن تهزم قوة الإيمان والعقيدة.
    ومن جانبه أوضح المراقب العام للإخوان المسلمين علي جاويش أن ما يحدث في مصر استهداف لإخوان السودان، مطالباً بضرورة توحيد الرؤى والمواقف.


    وقال جاويش إن مساندتهم لإخوان مصر من أجل العزة والكرامة والإسلام، مبيناً أن المعركة قديمة ومستمرة مع اليهود والأمريكان.
    وفي ذات السياق أدان رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني نيو المجازر التي تحدث في مصر، مطالباً بإطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد مرسي ورحيل عدلي منصور، في وقت دعا فيه الجيش المصري إلى العودة لثكناته والانحياز لرغبة الشعب وتنفيذ إرادته وعدم مصادرتها.
    ومن جانبه أكد الأمين العام للحركة الإسلامية د. الزبير أحمد الحسن أن ما تقوم به قوات الأمن المصري هو انتهاك للديمقراطية، واصفاً إياهم بالخونة والمارقين. وقال إن ما حدث في مصر سيدفعنا للوحدة، في وقت أكد فيه عدم تدخلهم في الشأن المصري الداخلي، لكنه طالب الحكومة السودانية بالتوسط في المسألة المصرية لإيقاف نزيف الدماء.
    ومن جهته أكد ممثل المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي ضرورة توحيد الصف الإسلامي لمجابهة التحديات الماثلة والقادمة، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية السودانية جزء أصيل من الحركة الإسلامية الأم في مصر. وشجب السنوسي ما يحدث من انتهاكات خطيرة من قبل أجهزة الأمن والجيش المصري بحق الإخوان المسلمين، وقال إن وقت وحدة الإسلاميين قد حان.
    من ناحيته، أكد الشيخ د. عبد الحي يوسف إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين بضاحية جبرة أن السلطة المصرية تجردت من الشعور بالاعتداء على العزل من أنصار مرسي، ولفت إلى أن وزير الداخلية المصري يريد استكمال جريمته بتهديده بإطلاق الرصاص الحي على من يخرج للتظاهر، ودعا عبد الحي لعدم اليأس، مشيراً إلى أن أولئك الانقلابيين أرادوا إرسال رسالة إلى دول الربيع العربي مفادها أن تبقوا تحت وطأة الطغاة، لكنه قال هيهات. وحمَّل عبد الحي الدماء التي أُريقت في مصر إلى مَن سوَّق لها من وسائل إعلام أو رجال دين مزيفين، وأضاف أن الدول التي أيَّدت الانقلاب لن تفلت من عقوبة الله، لافتاً إلى أنهم أرادوا حماية عروشهم، وأرادوا حكاماً لم يخترهم الشعب، وقال إن أمريكا وأوربا لا يريدون رائحة أي حاكم تشتم فيه رائحة الإسلام.


    وانتقد إمام وخطيب المسجد الكبير بالخرطوم كمال رزق أمس، تهنئة رئيس مصر عدلي منصور الشرطة التي حصدت نيرانها «2600» شهيد، على أنها أخلت ميدان رابعة العدوية من المعتصمين، نافياً أن يكون الإخوان المسلمون قد قاموا بإحراق الكنائس أو قتل الشيوخ. ووصف رزق صمت بعض الدول العربية بأنه صمت القبور، فيما انتقد مواقف الدول المؤيدة للمجازر. وقال رزق إن المصريين كانوا يلحسون أحذية العسكر، مشيراً إلى أن الإخوان المسلمين قاوموا ودفعوا ضريبة تلك المقاومة. ومن جهته أدان المتحدث الرسمي باسم الجالية المصرية في السودان محمد عبد الملك حرق المساجد والمصلين بجانب حرق المستشفى الميداني برابعة العدوية، موضحاً أن مصر ستكون القائدة لفتح القدس قريباً، فيما أشار إلى أن ما يحدث إعداد جيد للإخوان في مصر. وأكد عبد الملك أن المعتصمين كسروا حاجز الخوف تحت ضرب النار الحي المتواصل، مشيراً إلى أن المسلمين أصبحوا مستضعفين في كل مكان، مؤكداً أن القضية قضية أُمة.

    --

    سيِّرت الهيئة السودانية لنصرة الشرعية في مصر التي تضم القوى الوطنية والأحزاب والتنظيمات السياسية والاتحادات والروابط والهيئات ومنظمات المجتمع المدني مسيرة غضب شعبية كبرى أمس من أمام مسجد الخرطوم الكبير أمام القصر الجمهوري الرئاسي بالخرطوم وقفة مساندة ومناصرة لتحالف دعم الشرعية في مصر ورفضاً واستنكاراً وتنديداً بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها السلطة الانقلابية الدموية في ميدانَي رابعة العدوية والنهضة وميادين أخرى في محافظات مصر أدت إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف من المتظاهرين المعتصمين السلميين في مصر.
    تقرير: محمد عبدالحميد ــ المثنى عبد القادر- تصوير: متوكل البجاوي

    شنَّ إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير كمال رزق هجوماً عنيفاً على الحكومة المصرية، منتقداً المجازر التي حدثت فيها من قتل للأبرياء العزل والنساء والأطفال. وقال في خطبة الجمعة أمس، إن معركة الدين مستمرة بين الحق والباطل منتقداً تهنئة الرئيس عدلي منصور للشرطة المصرية لفضها اعتصام ميدان رابعة العدوية بالقوة. وأكَّد رزق أن جريمة اليوم هي أن تكون من الإخوان المسلمين قائلاً إنهم أطهر من مشى على وجه الأرض بعد صحابة رسول الله. وأوضح أن هتك الأعراض والسجن والإحراق بالنار هو ثمن لرفع راية الإسلام، مؤكداً أن الإخوان المسلمين هم من أشعلوا ثورة «25» يناير، وقال: هم لا يحرقون كنائس ولا يقتلون الشيوخ لأن تربيتهم نبوية. وانتقد رزق مواقف الدول العربية والإسلامية مبيناً أنها صامتة صمت القبور على ما يحدث. وقال إن الذي حدث في مصر يدل على أن الإسلام لا يُراد له أن يبقى في الأرض، مشيراً إلى أن المصريين كانوا يلحسون أحذية العسكر وأن إخوان مصر دفعوا ضريبة عدم المساومة في الدين. وتطرق لموقف أمريكا وقال إنها تتكلم باستحياء واصفاً الرئيس الأمريكي أوباما بال########. وأوضح أن الفرق بين مرسي والسيسي كبير في الرجولة والتضحية، حسب قوله. وأكَّد رزق أن جزاء ما فعل السيسي من قتل للمؤمنين هو عذاب جهنم، محذراً من يفرحون بقتل المسلمين من ذات العاقبة. وطالب الحكومة بقطع علاقاتها مع مصر حتى تعود الشرعية، قائلاً إن الإسلام يحتاج لرجال أشاوس وسلاح ليخوضوا المعارك. وأضاف أن السودان مستهدَف من أمريكا وإسرائيل، وعقب الخطبة والصلاة خرج المصلون والتقوا بإخوتهم في انتفاضة الغضب السوداني.
    تفاصيل الانتفاضة
    انتفض عقب صلاة الجمعة المئات من السودانيين تقدمتهم قيادات الحركة الإسلامية السودانية، وحزب منبر السلام العادل، وحزب المؤتمر الشعبي وقوى إسلامية وقطاعات الشعب المختلفة في مسيرات غضب هادرة بعد صلاة الجمعة بالخرطوم من مختلف مناطقهم وأحزابهم أمس، مندِّدين بالمجازر التي ارتكبتها السلطة الانقلابية في حق المعتصمين السلميين من الإخوان المسلمين الذين يطالبون بعودة الشرعية الدستورية وتسليم السلطة بإعادة الرئيس المنتخب شرعياً والمعتقل محمد مرسي، في وقت دعوا فيه لمواصلة مسيرات الغضب كل جمعة حتى تنجلي الأزمة، وفيما حملوا لافتاتٍ تطالب بوقف القتل الجائر والظالم والمذابح والمجازر في حق المعتصمِين، نددوا بشعارات «لن ترتاح يا سفاح، وإسلامية إسلامية لن تحكمنا العلمانية، ويا أمتنا يا عربية قولي قولي بحرية، إسلامية إسلامية ضد العسكر والفاشية، ويا سيسي يا ######## النسوان في الميدان، ويسقط يسقط حكم العسكر، والسيسي عميل الصهيونية، ويا سيسي يا ######## يا عميل الأمريكان، ويا سيسي يا عميل يا ناصر إسرائيل، وإسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية». وبينما دعوا الحكومة السودانية لاتخاذ موقف واضح ضد ما يحدث في مصر، مطالبين الخارجية بطرد السفير المصري من الخرطوم، أقاموا صلاة الغائب على شهداء رابعة العدوية والنهضة. وطالب المتحدثون بضرورة توحيد الحركة الإسلامية لمجابهة التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين في بقاع العالم العربي والإسلامي منددين بالمواقف السالبة لبعض الحكام العرب تجاه ما يجري من أحداث ومجازر بشرية في مصر، وقالوا إن تلك المذابح البشعة تدل أن مرحلة جديدة من الثورة قد بدأت، وطالبوا بإطلاق سراح الرئيس المنتخب شرعيًا محمد مرسي وتقديم الجناة إلى محاكمات.
    حديث عصام البشير
    وأكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير في كلمته التي ألقاها بمكان تجمُّع المسيرات بساحة الشهداء بالقصر الجمهوري، أنهم جاءوا لنصرة إخوان مصر من وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه بالمتألِّه والمتكبِّر. وقال عصام إن هنالك ثلاث رسائل للسيسي الأولى أنه أقسم أمام الرئيس المنتخب مرسي بألا يريق دم مسلم مصري واحد، مبيناً أن السيسي يتحمل المسؤولية التأريخية تجاه المجازر التي ارتكبها، مضيفاً أن الرسالة الثانية تتعلق بما يجري في مصر، مؤكداً أنه سيفتح الباب للعنف والتطرف. وقال إن ما فعله السيسي يعني أنه لا مجال للإسلاميين حتى عن طريق صناديق الاقتراع. وفي الرسالة الثالثة انتقد عصام توجيه الجيش لرصاصه ودباباته لصدور النساء والأطفال المصريين في حين كان يجب أن توجه للعدو الإسرائيلي.
    وأكَّد عصام أن الدولة العميقة دولة مبارك ونظامه القديم ما زالت هي الحاكمة في مصر. وأشار إلى أن هنالك ما سماه بالتواطؤ العالمي، موضحاً أنَّ المجزرة التي حدثت لم يشهدها الفراعنة أو الفرس ولا مثيل لها في التأريخ. وتطرق عصام للمبادرة التي رفضها السيسي حتى لا يكون هنالك وجود للإسلاميين في المسرح السياسي، محملاً نائب الرئيس المصري الذي تقدم باستقالته محمد البرادعي مسؤولية الدماء التي سالت في العراق، وأكد أنه يُراد بكل ذلك تدمير مصر. وقال إن الدماء ستكون لعنة على الجلادين، مبيناً أن مصر إسلامية وستظل كذلك.
    الجالية المصرية
    من جهته أدان المتحدث الرسمي باسم الجالية المصرية في السودان محمد عبد الملك حرق المساجد والمصلين بجانب حرق المستشفى الميداني برابعة العدوية، موضحاً أن مصر ستكون القائدة لفتح القدس قريباً، فيما أشار إلى أنَّ ما يحدث إعداد جيد للإخوان في مصر. وأكد عبد الملك أن المعتصمين كسروا حاجز الخوف تحت ضرب النار الحي المتواصل، مشيراً إلى أن المسلمين أصبحوا مستضعَفين في كل مكان، مؤكداً أنَّ القضية قضية أُمة. وقال عبد الملك إن الدماء التي أُريقت هي ثمن حقيقي للعزة الإسلامية.
    إخوان السودان
    من جانبه أوضح المراقب العام للإخوان المسلمين علي جاويش أن ما يحدث في مصر استهداف لإخوان السودان، مطالباً بضرورة توحيد الرؤى والمواقف. وقال جاويش إن مساندتهم لإخوان مصر من أجل العزة والكرامة والإسلام، مبيناً أنَّ المعركة قديمة ومستمرة مع اليهود والأمريكان.
    حزب العدالة
    وفي ذات السياق أدان رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني نيو المجازر التي تحدث في مصر، مطالباً بإطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد مرسي ورحيل عدلي منصور، في وقت دعا فيه الجيش المصري إلى العودة لثكناته والانحياز لرغبة الشعب وتنفيذ إرادته وعدم مصادرتها.
    المؤتمر الوطني
    من ناحية أخرى دعا المجاهد حاج ماجد إلى ضرورة توحيد الصفوف، قائلاً: «كفانا شقاقاً وتمزقاً وانشقاقاً» في رسالة قوية وجهها للمؤتمرَين الشعبي والوطني.
    المؤتمر الشعبي
    وفي ذات السياق أكد ممثل المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي ضرورة توحيد الصف الإسلامي لمجابهة التحديات الماثلة والقادمة، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية السودانية جزء أصيل من الحركة الإسلامية الأم في مصر. وشجب السنوسي ما يحدث من انتهاكات خطيرة من قِبل أجهزة الأمن والجيش المصري بحق الإخوان المسلمين. ودعا إلى أهمية الوحدة الإسلامية القوية داعيًا إلى الجهاد ضد الطغاة، وقال: «كونوا وحدة قوية إسلامية»، منددًا بالمواقف المخزية للقادة العرب، وقال: كنا نتوقع منهم الوقوف مع أبناء الشعب المصري واصفًا موقفهم بالعار، وقال إن رئيس الوزراء المصرى ووزير الداخلية المصري والسيسي لن يفلتوا من العقاب.
    الحركة الإسلامية
    وفي الإطار نفسه أكد الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير أحمد الحسن أن ما تقوم به قوات الأمن المصري هو انتهاك صريح للديمقراطية، واصفاً إياهم بالخونة والمارقين. وانتقد مواقف بعض الدول العربية والإسلامية من مشاهد المجازر، في وقت أكد فيه عدم تدخلهم في الشأن المصري الداخلي لكنه طالب الحكومة السودانية بالتوسط في المسألة المصرية لإيقاف نزيف الدماء. وقال الزبير إن أعداء الإسلام هم من يخططون لذلك، مشيراً إلى أن الاعتصامات السلميَّة ستحقق النصر، وأرسل رسالة قوية للدول الغربية مفادها أن حلم شيوخ الحركة الإسلامية وصبرهم مما يحدث له حدود في إشارة واضحة إلى احتمال حدوث مواجهات بين شباب الحركة الإسلامية في مصر وبين الجيش، وقال إن الحركة الإسلامية جماعة سنية لكنها مجاهدة.
    متحدثون آخرون
    تحدث خلال المسيرة الدكتور سعد أحمد سعد والأستاذة إنتصار أحمد ممثلة للمرأة والسيد محمد سليمان ممثل أهل القبلة مؤكدين وقوف الشعب السوداني بكل طوائفه مع الشعب المصري في محنته التي يتعرض لها من قبل الطغاة وحكام مصر، وطالبوا بإطلاق سراح الرئيس الشرعي المنتخب مرسي وقالوا: «لقد آن الأوان أن نتسامى فوق خلافاتنا لنصرة الإسلام والمسلمين وطالبوا الجيش المصري بالبعد عن المشهد السياسي. وشارك في المسيرة القوى الوطنية والأحزاب والتنظيمات السياسية والاتحادات والروابط والهيئات ومنظمات المجتمع المدني فيما ستنظم اللجنة العليا لمناصرة الأشقاء في مصر يوم الجمعة المقبل مسيرة غضب كبرى أخرى


    ----------------------

    د. لبابة الفضل : قنعت من خيراً في الحركة الإسلامية


    د. لبابة الفضل : قنعت من خيراً في الحركة الإسلامية


    08-17-2013 03:01 AM

    الخرطوم - محمد إبراهيم

    أقرت القيادية السابقة بالحركة الإسلامية د. «لبابة الفضل» بعدم قدرة الحركة على إنزال قيم الدين الإسلامى إلى أرض الواقع، ووصفت تجارب حكم الإسلاميين بالسودان ومصر بالفاشلة، مؤكدة في ذات الوقت أنها (قنعت من خيرا في الحركة الإسلامية)، إلا أنها أضافت أنها تعول فقط على الإسلام الاجتماعي.
    وأوضحت د. «لبابة» أن الحركة الإسلامية المصرية فشلت في التواصل مع المجتمع، ولم تستطع مواجهة ما يسمى بالدولة العميقة في مصر، قاطعة بأن (إخوان مصر) كانوا سيفشلون في الحكم حتى لو تركوا في السلطة لمدة عامين إضافيين.

    المجهر

    ------------------
                  

08-17-2013, 02:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    المثل الرعوى السودان الذى يقول العرجاء لمراحها يتمثل هنا فى عبد الوهاب الافندى الكاتب الاخوانجى الذى عمى عن قول الحق واراد مناصرة اخوانه ظالمين ومظلومين رغم انهم هنا كانوا الظالمين لانفسهم ولدينهم ولمجتمعهم المصرى المسلم

    اقرا راى الافندى الذى تساوى فيه مع نافع والطيب مصطفى الذين ينتقدهم ...للتوثيق



    الظاهرة الفرعونية في الحالة المصرية ..

    بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي طباعة
    السبت, 17 آب/أغسطس 2013 10:02












    (1)

    يذكرنا القرآن بأن موسى عليه السلام جاء إلى فرعون برسالة بسيطة لا لبس فيها فحواها: "فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى." فالمطلب هو السماح لبني إسرائيل بمغادرة مصر ووقف جرائم الإبادة في حقهم. ولكن فرعون ووزراءه ومستشاريه كان لهم تفسير آخر لهذه الرسالة، حيث ردوا قائلين: "أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى؟"

    (2)

    هذا القلب العجيب للأمور يمثل لب الظاهرة الفرعونية التي ترى في مطلب وقف الظلم "تهديداً للأمن القومي". أنظر كيف صور فرعون وسحرته في دعايتهم طلب الإذن بالخروج من مصر على أنه محاولة لطرد المصريين من أرضهم! وبحسب فرعون وجهازه الإعلامي فإن الآيات التي قدمها موسى دليلاً على تفويضه الإلهي (وبطلب من فرعون الذي رفض تصديقه) كانت محاولة لتدمير الهوية الثقافية ("ويذهبا بطريقتكم المثلى") وتقويض الأمن واستلاب السلطة ("أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ"؟).

    (3)

    استذكرت هذه الظاهرة وأنا أتابع بالكثير من الصدمة انحدار مصر إلى قاع جديد من البربرية بعد قيام النظام الانقلابي الحاكم بارتكاب سلسلة من المجازر في حق المتظاهرين السلميين. فقد كان الخطاب الرسمي ودعاية المؤيدين للقمع تتبع المنهج الفرعوني في وصف الاحتجاج السلمي بأنه تهديد للأمن القومي، ومحاولة لفرض الراي على الغير. وكما في الحالة الفرعونية، يتهم المستبد القاتل الضحية بأنها هي المعتدي والمهدد للآخر. فالدكتاتور المغتصب للسلطة هو المدافع عن الديمقراطية، والمحتج الأعزل هو القاتل (لماذا بقوا في مكانهم بعد أن هددناهم بالقتل؟)، ومن يكمم الأفواه هو راعي الحرية، أما من يصرخ من الالم فهو المعتدي الذي يرفض أن يموت بصمت، وأن يعذب بهدوء، وعليه "يشوه صورة مصر" عند الجيران الذين يسمعون صراخه. ويالها من خيانة للوطن!

    (4)

    لعل المفارقة هي أنني كنت قضيت اليومين السابقين للمجزرة في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا حيث شاركت في حوار بين قيادات وشخصيات افريقية بارزة ساده القلق على الأوضاع في مصر. وكان المتحاورون يقلبون الرأي فيما يمكن للاتحاد الافريقي أن يفعله من أجل إنقاذ الأوضاع، خاصة أن بعضهم عبر عن توجسه لأن الخطاب الإعلامي المصري يذكر بالخطاب التي ساد في رواندا عشية إطلاق حملة الإبادة الجماعية هناك. وقد ضاعف من قلق القيادات الافريقية أن النظام المصري رفض المساعي الافريقية الحميدة للمساعدة في تجاوز الأزمة، وأبلغ الاتحاد الافريقي رسمياً أنه لا يريد استقبال لجنة الحكماء الافريقية مجدداً، كما أنه أعلن "فشل" جهود الوساطة الأخرى، مما ينذر بتطورات كارثية.

    (5)

    وصلت إلى مطار هثيرو في السابعة والنصف صباح الأربعاء الماضي، ولم أكد أصل إلى السيارة حتى فوجئت بالمذياع ينقل أنباء هي أبشع بكثير من أسوأ السيناريوهات التي كنا نتداولها. فكان الأمر أشبه بمن استيقظ من كابوس ليجد أنه لم يكن يحلم، وإنما كان في حالة يقظة طوال الوقت. ولكن أسوأ ما في هذا الكابوس ليس فقط وقوع المجازر، ولكن التبرير "الفرعوني" لها عبر اتهام الضحايا والمستضعفين بأنهم من يهدد حملة السلاح! إن الحالة تذكر باتهامات غلاة الصهاينة للفلسطينيين بأنهم سبب نكبتهم لأنهم لم يستسلموا بحماس كافٍ للهيمنة الصهيونية!


    (6)

    في حالة فرعون يتراوح الخطاب الإجرامي بين التباهي بالقتل والتنكيل في وجه تحريض من الأنصار لمزيد من القمع ("قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُوَن"، أو "إن هؤلاء لشرذمة قليلون")، وبين تضخيم الخطر المزعوم: ("وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىand#1648; وَلْيَدْعُ رَبَّهُ and#1750; إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"). كذلك في الفرعونية المعاصرة يوصم تجمع لمئات الآلاف من الأسر بأنه "وكر إرهابي" ويتم الاحتفال بتقتيل الأبرياء باعتباره نصراً مبيناً على خطر يتهدد العالم بأسره! ويتهم الإخوان بأنهم معزولون ("شرذمة قليلون")، بينما يقال في نفس الوقت أنهم مؤيدون من العالم كله، بدءاً من حماس في غزة وأوباما في واشنطون، وبالطبع قطر. فهم يريدون الهيمنة على العالم كله!

    (7)

    لم تنزل نقمة سماوية على فئة كما نزلت على فرعون وأنصاره، لأن نوع الجرائم التي ارتكبها اعتبرت عند المولى جل وعلا من أكبر الكبائر. وقد وقعت عليه العقوبة الدنيوية قبل الأخروية لأنه تمادى في غيه وصدق بعض كذبه ودعاية إعلامه. فعندما فر بنو إسرائيل تاركين أرض مصر خلفهم، لم ير في هذا نقضاً لزعمه بأنهم يشكلون "تهديداً لأمن مصر"، فقرر أن يطاردهم من أجل "إثبات هيبة الدولة". أذ كيف يجرؤ هؤلاء على الفرار من بطشه، تماماً كما آمن السحرة قبل أن يأذن لهم؟ فالإيمان يحتاج إلى إذن، وكذلك الفرار! وهكذا سعى إلى حتفه بظلفه شأن كل الطغاة والمجرمين.

    (8)

    فراعنة مصر الجدد ورطوا أنفسهم بدون داع في ملاحقة ضحاياهم بعد أن اكتفى هؤلاء بركن قصي يندبون فيه حظهم بعد أن سرقت منهم –ومن الشعب- السلطة. ولكن الفراعنة رأوا في هذا الاحتجاج تذكيراً لهم بما اقترفت أيديهم، فأرادوا محو هذه التذكيرة بجريمة أكبر منها. وكما حدث لفرعون وجنوده، فإن هؤلاء قضوا غرقاً، ولكن هذه المرة في بحر من الدماء والخزي والعار، وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة. أما يوم القيامة، فعلمه عند من أهلك فرعون وجنوده.

    Abdelwahab El-Affendi [[email protected]]
    /////////
                  

08-27-2013, 05:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)


    ابوبكر عبد الرازق : قيادات داخل المؤتمر الشعبي تحن الى (الوطني ) طلباً للسلامة وايثاراً للمال والسلطة

    August 27, 2013

    00013(حريات)

    أكد الاستاذ ابو بكر الرازق أمين المنظمات بالمؤتمر الشعبي بأن هناك قلة من قيادات داخل المؤتمر الشعبي لديها حنين تجاه الوحدة مع الوطني طلباً للسلامة وايثاراً للمال والسلطة والجاه .

    ونفى أبو بكر فى تصريحات لـ(اليوم التالى ) وجود اي مشاورات اواتصالات رسمية بين أجهزة الحزبين ، متهماً أشخاصاً داخل المؤتمر الوطني بالترويج لمسألة التقارب لصرف النظرعن أشياء كثيرة وقضايا اخرى .

    ونوه ابو بكر الى ان (80%) من عضوية الحركة الإسلامية تراودهم أشواق العودة الى القيادة القديمة ” شيخ حسن ” على حد تعبيره


    -----------------

    موسى هلال يواصل ضغوطه على حكومته : لن أرجع ما لم يتفاهموا معي

    August 26, 2013

    00023(سيف جامع- المجهر )

    زعيم قبيلة المحاميد بدارفور، المستشار بديوان الحكم اللامركزي “موسى هلال عبدالله”، أثار جدلاً واهتماماً كبيرين عقب مغادرته الخرطوم إلى دارفور في رمضان المنصرم، لأسباب ما زالت غامضة بالنسبة للرأي العام. وراجت أنباء أطلقتها المعارضة واحتفت بها عن تمرده على المركز. لكن المعلومات التي جاءت من دارفور كذبت سريعاً تمرده.. إذ شوهد “هلال” بين أهله وعشيرته في بادية دارفور، كما انخرط فى مبادرات و(جودية) شعبية لحل الصراع بين قبيلتي الرزيقات والبني حسين. ويعتبر “موسى هلال” من أهم القيادات الأهلية بإقليم دارفور، ويتمتع باحترام كبير بين قبائلها، لا سيما ما تسمى القبائل العربية. وقد زج باسمه فى الصراع القبلي هنالك وذهب خصومه إلى تسميته (زعيم الجنجويد).. وحالياً يقف الرجل على الرصيف بمغادرته الخرطوم وتركه لمنصبه كمستشار بديوان الحكم اللامركزي.. تاركاً الباب موارباً لعدة تساؤلات.

    (المجهر) هاتفت “موسى هلال” في مكان إقامته حالياً بمنطقة (سرف عمرة) بولاية شمال دارفور، وأجرت معه حواراً مطولاً أفصح فيه عن دواعي اعتكافه بدارفور، وقطع بالنفي الشائعات التي روجت لتمرده على حكومة الخرطوم، بجانب العديد من المحاور.. فإلى مضابط الحوار.

    { حدثنا أولاً.. ما مدى صحة نبأ تمردك.. فقد أعلن ابنك “حبيب” عن تمردك قبل أسبوعين عبر إحدى الإذاعات الموالية للتمرد؟

    - لا يوجد كلام زى دا، وهنالك مؤامرات كثيرة ويمكن أن يدس فيها كهذا الكلام. تمردي لا يعلنه (ولدي).. أعلنه أنا بخطاباتي.. وكل من يطالب بالإصلاح يعتبروه متمرداً؟ أصبح من يطالب بالإصلاح ويناقش مواضيع بحجة ومنطق، متمرداً ومعارضاً.. (خليهم يسموني زي ما يسموني) وأنا خطي واضح، لكن يسموني متمرداً مرة واحدة، هذا يمكن بعد ما أحمل سلاحاً و(أطلع الخلاء) ويكون لي كيان مسمى. لم أتمرد على الدولة، وإذا الحكومة لا تريد أن تصل معنا إلى حلول سنصل إلى هذا الهدف. والتمرد في دارفور شائع إذا هم مصرون أن يسموني متمرداً.

    { إذن ما سبب بقائك فى دارفور؟

    - أنا وصلت دارفور منذ رمضان، ومطالبي واضحة، واجتمعت مع قبائل (الرزيقات) و(البني حسين) فى كبكابية وسرف عمرة، من أجل التوصل لحل فى مشكلة جبل عامر.

    { متى ستعود إلى الخرطوم؟

    - أنا لن أرجع ما لم يتفاهموا معي، إذا هم يريدونني أن أرجع فليتفاهموا معي.

    { كيف تريد أن يكون شكل التفاهم؟

    - بالحوار والتفاكر حول بعض القضايا.

    { مع من تريد التفاهم، هل تطلب إرسال أشخاص محددين مثلاً؟

    - لن أحدد أحداً، ليرسلوا أي شخص، والحكومة إذا كانت تريد الحوار والتفاكر،أنا كنت من قبل في الخرطوم.

    { ماهى مطالبك التي تريد تنفيذها قبل عودتك للخرطوم؟

    - أولاً إصلاح سياسي على مستوى المركز وتفاصيله ليست عندي الآن، وإصلاح على مستوى ولايات غرب السودان، ونحن هنا عندنا ومستمرون فى المعالجات.

    { باختصار.. أين يقف “موسى هلال” الآن؟

    - أنا أقرب للإصلاحيين، وطالبت بالإصلاح وما زلت أطالب.

    { ما تقييمك لدور الحكومة تجاه حل قضية دارفور؟

    - لا توجد جدية من قبل الحكومة لحل مشكلة دارفور، وتحدثت مراراً وتكراراً في الحلول.

    { في رأيك من هو الأقرب من قيادات الدولة لقيادة مبادرة حل مشكلة دارفور؟

    - طبعاً هو رئيس الجمهورية المشير “البشير”، ونحن نحترم رأيه، لكن هنالك سياسيون معوقون لمسار العمل السياسي تجاه حل المشاكل في السودان.

    { لماذا وما غرضهم من ذلك؟

    - غرضهم التغول على السلطة، وهذا ما يتصل بخلافي مع الوالى “كبر” ، فالحرب طحنت المواطنين طحناً، وهو غير جاد في الحلول، وهناك سياسيون يعملون ضد الرئيس، وينتظرون متى يترك الرئيس الحكم، في حين أنه لا يوجد من يخلف “البشير” في الحكم.. فمن غيره يقدر أن يحكم السودان؟ وهؤلاء الذين يرشحون خليفته لماذا لا يقولون (فلان) من الشرق أو الغرب يمكن أن (يبقى رئيس)؟ (الناس ديل مكنكشين) ويمحورون في أنفسهم حول الكراسي والمصالح.

    { ألا تخشى الملاحقات القانونية من السلطات بمواقفك هذه؟

    - لا أخشى المساءلة في قول كلمة الحق، و(الزول لازم يوصل صوتو)، ولا أرى جريمة لاعتقالي، إلا إذا لم يكن هنالك قانون في الدولة، وكلامي قلته في (الجنينة) أمام نائب الوالي ولجنة الأمن، وأوصلت رسائل للحكومة الاتحادية، وأنا خطابي واضح.

    { ما هي أطروحاتك لحل مجمل قضية دارفور؟

    - عندنا مبادرة لحل مجمل الخلافات بدارفور و(عاوزين) نكون لجنة شعبية في “الجنينة” و”السريف” و”اللعيت جار النبى” و”كبكابية” من (30) عضواً، تتحرك لأهلنا السلامات والرزيقات والهبانية والمعاليا، ليكونوا وسطاء حل، ونسأل: (إنتو كقبائل بتموتوا فى شنو؟ ورونا المصلحة من الاحتراب؟ وإذا لقينا مصلحة كلنا نحارب معاكم).

    { كيف ترى النسيج الاجتماعى اليوم فى دارفور مقارنة مع السابق؟

    - اليوم العلاقات أفضل، والمشكلة التي كانت تؤرقنا هي جبل عامر، وهناك سياسيون لا ينقلون الحقيقة، والمشكلة أزهقت فيها مئات الأرواح، ولا يمكن أن تحل بهذه الطريقة.

    { طالت صراعات القبائل بدارفور.. ما هو الحل؟

    - لا يوجد خلاف، هي (شغلة مطبوخة) سياسياً لإحداث فتنة بين القبائل.

    { مطبوخة كيف.. وماذا تفعل أنت الآن بدارفور؟

    - أنا منذ قرابة الشهر في دارفور، أتيت في رمضان وجلست مع البني حسين والرزيقات جلستين، وأقمت اجتماعاً في (مستريحة) وغيرها، والآن فرغنا من اجتماع توصلنا فيه إلى وفاق ووثيقة صلح ستحل المشكلة بين الطرفين. وأثناء اجتماعاتنا (اتلموا) البني حسين والرزيقات.. اجتمعوا وأكلوا مع بعض ودخلوا بيوت بعض، وجاء البني حسين بعشرين عربة وتفرقوا في بيوت الرزيقات وهم يهللون ويكبرون، في حين أن هناك من كان يقول لـ (البني حسين) إن الرزيقات أعدوا لكم ألف شخص ليقضوا عليكم فى الطريق.

    { على ماذا نصت وثيقة الصلح؟

    - أسميناها وثيقة مؤتمر الصلح تحت شعار (إنما المؤمنين إخوة) وبنودها نصت على تكوين لجان مشتركة من الطرفين، وطرف ثالث من القبائل المحايدة على النحو التالي: لجنة مشتركة من البني حسين والرزيقات من (40) فرداً بالمناصفة لتكوين بنود الاتفاق. ونصت على تسيير قوافل مشتركة من الطرفين لفتح الطرق والأسواق والمراحيل، وتم تحديد يوم (الإثنين) 9 سبتمبر لليوم النهائي لعقد الصلح، واختيرت محلية (كباكبية) لإقامة المؤتمر. كما نصت على حث النازحين على العودة إلى قراهم ومزارعهم. والطرف الأول في الاتفاق أعيان الرزيقات والطرف الثانى أعيان البني حسين، والمشرفون عليه شخصي الضعيف والعمدة “محمد اسماعيل آدم حامد”.

    { هل الحكومة طرف في هذا الصلح؟

    - لا.. هو صلح شعبي خاص، لكن هناك حضور من إخوانا في المحلية ومدير الشرطة ومدير جهاز الأمن. ونظرتي للحكومة أنه لا توجد أية جدية منها لحل قضية جبل عامر، وهى السبب الرئيس في تأجيج المشكلة. (8) أشهر انقضت وإذا كان هنالك حل لتم قبل أشهر.

    { كيف تكون اتفاقكم الذي تحدثت عنه؟

    - الاتفاق جاء تلقائياً وتم على أرض الواقع ومع القواعد وقطاع المرأة والشباب والعسكريين. ومن طرف أهلنا الرزيقات والبني حسين وكل الأعيان الشعبية حضروا الاجتماعات، ونقدر الحضور بآلاف الناس.

    { لكن والي شمال دارفور”عثمان كبر” أقام مؤتمراً للصلح حضره النائب الأول لرئيس الجمهورية؟

    - أنا لا أعمل مؤتمر صلح معاكس أو ضد الولاية، ولا أعمل ضد “كبر”، وإذا أردت أن أتجه ضد الولاية لاشتغلت بخلاف (الصلح الماشي)، وخصومتي مع “كبر” مستمرة، وما زلت أطالب بإبعاده من حكم شمال دارفور، وهو لن يكون أعز من الولاة الذين ذهبوا “كرم الله عباس” و”كاشا” وغيرهما.

    { حدثنا عن مخرجات اجتماعاتكم؟

    - فرغنا من تكوين لجنة مشتركة من الطرفين بالإضافة للجان طواف من (20) عربة لتأمين الطرق من كبكابية إلى سرف عمرة، ولمنع الصدامات ومنع المخربين ووقف (أي زول في حده) ويقولوا له (كما كنت).. هذه المخرجات الأولى .

    { من أي منطلق وبأي صفة يأتي تدخلك في حل مشكلة القبيلتين؟

    - القضية أنهم أهلي وأمثلهم في البرلمان ومن جانب مسؤوليتي في الدولة.

    { إلى أين وصلت ترتيبات ومساعي الصلح حالياً؟

    - اتفقنا على الطوف الأمني المشترك وسنناقش في الجلسة القادمة بقية القضايا .

    { حددتم الشهر المقبل موعداً للصلح.. هل سيشرفه مسؤولون من المركز؟

    - الصلح أهلي ومفتوح لمن أراد و(لو عاوزين يشرفوا) مرحباً بهم .

    { ما هي أسباب خلافاتك المستفحلة مع الوالي “عثمان كبر”؟

    - مشكلتي مع “كبر” ما شخصية بل سياسية “كبر” حول الولاية إلى (ضيعة) خاصة، به، بينما هنالك قبائل وكيانات أخرى بالولاية، فكل المعتمدين من أهله وحتى الفراشين يعينهم من أهله، وسياساته تجاه الولاية ليست شفافة. من الذي أعطاه هذا الحق أم هو يعتقد أن مواطن دارفور (بهيمة)، ولماذا لا يعمل المركز على ضغطه بدل حمايته


    --------------------

    المحلل السياسى زين العابدين صالح يكشف عن التيارات والصراعات داخل المؤتمر الوطنى

    August 24, 2013

    (زين العابدين صالح عبد الرحمن – حريات)66666666

    في اجتماع القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الذي عقد الأسبوع الماضي, و أيضا في اجتماع الهيئة القيادية للحزب, و الذي كان قد عقد قبل يومين برئاسة الرئيس عمر البشير, أثيرت بعض القضايا و التي لم يتعرض لها الدكتور نافع علي نافع في حديثه للصحافيين, باعتبارها قضايا الإعلان عنها ربما يثير غبارا كثيفا, رغم إن كل القيادات الإنقاذية تثيرها في حوارها مع بعضها البعض, و قد انقسمت القيادات لثلاثة تيارات داخل السلطة, سوف نتعرض لها لاحقا, و القضايا التي أثيرت و تسبب قلقا للنظام, هي ما يجري في مصر و موقف السلطة منه من جانب, و موقف الحركة الإسلامية بكل مكوناتها من جانب أخر, و القضية الثانية موقف السلطة من المملكة العربية السعودية, و التي أعلنت موقفها الواضح لمحاربة الإسلام السياسي, و القضية الثالثة هي قضية الأمطار و السيول, و غضب الجماهير المتضررة من ذلك, و أيضا كشفت الكارثة إن البنيات الأساسية في الدولة صفر, مما طرح سؤالنا عند العامة و الخاصة, أين ذهبت كل تلك الأموال التي كانت قد رصدت لتطوير البنية التحتية؟ و التي تقدر ” بترليونات ” من الجنيهات في الورق الرسمي.

    القضية الأولي إن هناك ربكة في الموقف, حيث إن القاعدة الإسلامية تقف ضد الانقلاب في مصر, و تطالب الدولة أن تتخذ موقفا يتماشي مع هذا الموقف, و لكن تعتقد بعض القيادات الإنقاذية و هو الرأي الغالب يجب عليهم أن يتحدثوا بلسانين, الأول لسان الحركة الإسلامية, و هذا يجب الإشارة إليه أنه لا يمثل الدولة, و لسان أخر يأخذ موقفا وسطيا لا يعارض و لا يؤيد, و إن ما يحدث في مصر شأن داخلي لا يتدخلون فيه, و هذا ما سارت عليه وزارة الخارجية في بيانها الأول, و بدأ سفير النظام في القاهرة ينقله للقوي السياسية المصرية, و لكن يجب تجميد كل الاتفاقيات التي كان النظام قد اتفق عليها مع حكومة الرئيس المعزول ” محمد مرسي” منها التوقف عن مشاريع التنمية و الاستثمارات و اتفاقيات المياه و غيرها من القضايا.

    القضية الثانية. هذا الموضوع يؤرق النخبة الحاكمة تماما, و يعتقدون أن موقف المملكة العربية السعودية كان مفاجئا لهم, و غير كل حساباتهم, باعتبار إن موقف المملكة ليس موقفا فرديا أنما سوف ينسحب علي كل دول الخليج استثناء دولة قطر, و الموقف السعودي ليس فقط هو منع مواصلة طائرة الرئيس البشير رحلتها عبر الأراضي السعودية لإيران, أنما الموقف السعودي المعلن هو محاربة الإسلام السياسي ليس فقط في مصر, أنما في كل الدول التي تتحكم فيها مجموعات الإسلام السياسي, و تعتقد المملكة إن حركات الإسلام السياسي تهدد السلام و السلم الاجتماعي في المنطقة, و تخلق العديد من النزاعات و الحروب كما هو حاصل في السودان, هذا الموقف السعودي سوف يؤثر في كثير من المشروعات التي تعول عليها الإنقاذ, و أية موقف مضاد من الإنقاذ ضد المملكة, و اعتراض علي هذه السياسة, سوف يؤثر بصورة مباشرة علي الإيرادات المالية التي ينتفع منها النظام, و التي تأتي من المغتربين السودانيين في المملكة و تمثل أكبر التحويلات, و تقدر 250 مليون دولار شهريا, و أيضا إن المملكة لا تتردد في دعم المعارضة إذا أعلنت الإنقاذ موقفا عدائيا منها, ثالثا إن الموقف ضد المملكة سوف يؤدي إلي تفكيك تحالف الإسلاميين مع الإنقاذ, و إدراك النخبة الإنقاذية لكل ذلك, هو الذي منعها من التعليق عن حادث الطائرة, و جعل الأمر كله بيد سفير السودان في السعودية لمعالجة هذا الموقف.

    هذا التحول الواضح في السياسة السعودية, و الذي يؤرق النخبة الحاكمة و أدي إلي انقسامها إلي ثلاثة تيارات كل يحمل موقف مختلفا عن الأخر.

    التيار الأول:- يعتقد أصحاب هذا التيار, إن هناك هجمة منظمة و قوية ضد الإسلام السياسي و بالتالي يجب العمل الجاد من أجل وحدة الإسلاميين, و تناسي كل الخلافات بينهم, و إعادة بناء التنظيم من جديد, و تصفية القوات المسلحة من كل الذين غير منتمين للحركة, أو مشكوك في ولاءهم, و التضييق علي المعارضة, و حجب الأصوات و الأقلام التي لا تؤيد هذا الخط, مع إعطاء صلاحيات أكبر لجهاز الأمن و المخابرات في تأمين الوضع.

    التيار الثاني:- هذه المجموعة تعتقد إن الظروف الحالية التي تمر علي البلاد, و النزاعات و الحروب المنتشرة, تتطلب شيئا من التغيير المحدود, و هذا مرهون بقبول القوي السياسية لهذا التغيير و التفاعل معه, لكي يؤدي إلي حوار داخلي, يمكن أن يوقف الحروب و النزاعات في عدد من مناطق البلاد, و يعيد بناء الدولة دون أن يمس جوهر الإنقاذ, و الأغلبية تعتقد إن السير في اتجاه التغيير يجب أن لا يعتمد علي قاعدة الحركة الإسلامية التي فقدت سطوتها و قوتها, و التوسع في دائرة التحالف ربما تعيد بعض العلاقات مع الخارج, هذا الرأي يعتقد أنه يمثل الرأي الغالب داخل القوات المسلحة, و إن كان السير في هذا الاتجاه سوف يخلق صراعا عنيفا داخل السلطة بين أتباع الحركة الإسلامية و الآخرين الذين يعتقدون أنهم يمثلون القوة العسكرية.

    التيار الثالث:- هي مجموعة ما يسموا أنفسهم بالإصلاحيين, و هؤلاء رغم رفعهم لرايات الإصلاح و محاربة الفساد و تغيير في الوجوه الحاكمة, و فتح حوار مع القوي السياسية, إلا أنهم جميعا متمسكون بتنظيم المؤتمر الوطني كواجهة سياسية و الحركة الإسلامية كمرجعية فكرية و سياسية, و يدعو إلي مساومة سياسية مع القوي السياسية الأخرى, دون التنازل عن شعاراتهم, و هؤلاء أنفسهم منقسمين داخلهم, مجموعة العميد ود إبراهيم, مجموعة الدكتور غازي صلاح الدين, مجموعة الفريق صلاح قوش, إلي جانب مجموعة سائحون التي تشارك فيها مجموعة من المؤتمر الشعبي, و هذه المجموعة حتى الآن رغم بروزها و دعواتها الإصلاحية لكنها لم تصل لبرنامج واضح يقنع القوي السياسية.

    القضية الثالثة:- هي قضية السيول و الأمطار, و التي ضربت عددا من مدن السودان, و تسببت في دمار كبير في ممتلكات المواطنين, و عجزت الدولة في الإيفاء بواجباتها تجاه المواطنين, و علي لسان الوالي و بعض القيادات الإنقاذية, إن البنيات الأساسية للدولة خربة, و إن السلطات الحاكمة في 24 عاما استغلت أموال الدولة من أجل مصالحها الذاتية, و لم تصرف ما هو مطلوب لبناء المصارف و فتحها و التخطيط العمراني, رغم إن البيانات في الأوراق الرسمية تدون إن الولاية صرفت في التخطيط العمراني و المصارف ” ترليونات الجنيهات” و لكن جاءت السيول و الأمطار تبين عكس ذلك, و إن كان خوف النخبة الحاكمة ليس في كيفية معالجة الأمر, و دعم المتضررين, أنما الخوف أن هذا الضرر يتسبب في خروج الناس للشوارع, لذلك أبدت النخبة الحاكمة امتعاضها ضد مجموعة ” نفير” و جاء توجيه الرئيس حول عمل المنظمات, و حديث الوالي بأن كل دعم للمواطنين يجب أن يتم من خلال مؤسسات الولاية, حيث تعتقد الآراء في الحزب الحاكم و ما أثارته في اجتماعاتها إن فتح الأبواب لمثل عمل مجموعة نفير سوف يؤثر في الأمن إذا استغل سياسيا.

    يقول أحد قيادات الإنقاذ إن النظام يمر بأخطر مرحلة تاريخية منذ قيام الانقلاب عام 1989, حيث إن التنظيم نفسه يشهد تصدعات و خلافات بين قياداته, و إذا لم تدرك القيادات هذا الخلاف و تدير الأزمة بأفق مفتوح, أننا ذاهبون إلي نفق مظلم, و لكن رغم الخلاف يجب أن تظهر أننا القوة التي تضمن وحدة الوطن و استقراره في ظل غياب الأمن في مناطق دارفور و النيل الأزرق و الكردفان, و هذه الحروب هي التي تجعل البعض يلتف حول الإنقاذ خوفا من أن تطالهم و أهلهم الحروب, و لكن هذا عامل مؤقت, و يظل السؤال كيف الخروج من هذه الأزمة التي عجزت القيادات الحالية في إيجاد علاج لها. و في الختام نسال الله إن يستشعر الشعب مسؤوليته.


    ---------------------

    حركة العدل و المساواة : نربأ من المشاركة في حكومة مع المجرمين مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية

    August 21, 2013

    (حريات)

    بسم الله الرحمن الرحيم444

    حركة العدل و المساواة السودانية

    بيان تكذيب

    طالعتنا صحيفة (المجهر) بخبر مفاده أن نظام الخرطوم على اتصال بالحركة ، و أن الحوار معه “يُرجّح أن يفضي إلى اتفاق”، و أن الحركة ستشارك في التشكيل القادم “إذا أفضى الحوار معها لاتفاق”!!

    و إزاء هذا الهراء تودّ الحركة بيان الآتي:

    1- الخبر عار من الصحة تماماً، و تؤكد الحركة أنه ليست هنالك أية اتصالات بينها و العصابة المجرمة التي اعتمدت إغتيال قيادات الحركة و العمل على شقّ صفوفها ببيع الذمم و اختلاق الفتن منهجاً و أساساً للتعامل معها.

    2- حركة العدل و المساواة السودانية تؤمن بالتغيير البنيوي الشامل لنظام الحكم في السودان، و محاربة الفساد الذي أزكم الأنوف في البلاد، و تربأ بنفسها عن المشاركة في حكومة مع مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية و مهندسي فصل جنوبنا الحبيب مقابل وظائف ديكورية دأب عصابة الخرطوم على إغواء ضعاف النفوس بها.

    3- حركة العدل و المساواة السودانية فصيل مؤسس للجبهة الثورية السودانية و قوى ميثاق الفجر الجديد، و لا ترى أنه بالإمكان تحقيق التغيير البنيوي المنشود لنظام الحكم في السودان عبر محادثات سرية مع النظام بمعزل عن شركائها في قوى المعارضة الوطنية.

    4- يبدو أن النظام عمد إلى هذا الافتراء و التشويش سعياً وراء اختلاق تدافع متوهّم من القوى السياسية على ما في جعبة النظام من عروض، و نسي النظام أن القوى السياسية الفاعلة جميعها عازفة تماماً عن المشاركة في الحكم مع نظام يقبل الآخر في إطار معادلته الخاصة، و لكنه ليس على استعداد لإحداث تغييرات جوهرية في طريقة حكمه، و ليس على استعداد لدفع استحقاقات التغيير.

    هذا ما لزم توضيحه.

    جبريل آدم بلال

    أمين الاعلام الناطق الرسمي

    20 أغسطس 2013

    لندن.

    ------------------

    القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام يضع العقدة في المنشار

    08-27-2013 07:53 AM
    قادة نافذون في المؤتمر الشعبي عملوا على قطع الطريق امام المراجعات الفكرية التي عكفت عليها منذ مدة

    انا في الاساس مراقب وناقد لتجربة الحركة الاسلامية ولدي ملاحظات كثيرة جدا فيما يتعلق بمسيرة المؤتمر الشعبي


    """""""""""""""""""
    حوار: عبير عبد الله

    صوب القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام انتقادات لاذعة لدعاة وحدة الاسلاميين، وتوقع في الوقت ذاته فشل لقاء (البشير – الترابي) المرتقب حال لم ينصب حول معالجة الازمة السودانية، وفي حال انحصر على مناقشة وحدة الاسلاميين، دون استصحاب كل القضايا والازمات السودانية المتطاولة. وقال عبد السلام في حواره مع (الاهرام اليوم) ان المنادين بوحدة الاسلاميين يجهلون التاريخ وعلم الاجتماع وان معرفتهم بالاسلام الحضاري ضعيفة جدا، وهذا يجعلهم لا يشخصون المشكلات السودانية تشخيصا صائبا ودقيقا، منوها الى ان الدعوة لوحدة الاسلاميين في ظل تنامي الازمات السودانية تكشف عن شح كبير في بيئة انتاج الافكار، وشدد على ان الصراع بين المؤتمرين الشعبي والوطني اصبح صفحة من التاريخ، وما من داع لان يسجن الفرقاء انفسهم في هذه الدائرة، وزاد يقول: "من الافضل للاسلاميين وللسودان ان تتم مناقشة الوحدة العريضة التي تجمع كل الاحزاب السياسية السودانية". وفي منحى آخر دمغ المحبوب تحالف احزاب المعارضة بالفشل، بعدما انتهت مدة صلاحيته المكتوبة على ديباجة التأسيس، ومضى يقول "تحالف احزاب المعارضة تجمع سياسي استنفد اغراضه، وما لم تجدد الاحزاب نفسها ومناهجها، فسيكون التجمع لافتة يجتمع فيها الناس من اجل التصريحات الاعلامية".
    """"""""""""""""""""""""
    لماذا ينتوي المحبوب عبدالسلام تجميد نشاطه داخل المؤتمر الشعبي؟
    هذا هذا الخبر نُشر في صحيفة سودانية، وهو غير دقيق.
    لكن لماذا برز الخبر الى السطح طالما انه غير دقيق؟
    هناك ملابسات متصلة بنوع من الصراعات الصغيرة، وانا حقيقة متردد في استخدام كلمة الصراعات، لانها من الصغر بحيث لا تناسبها هذه الكلمة تماما، واعتقد ان الذي سرّب الخبر للجريدة هو موصول بالصحفي الذي كتب الخبر. ولكن هنالك امر اخر مهم اشار اليه بعض الاخوة الصحفيين مشكورين، انني شخصيا طوال مسيرتي داخل الحركة الاسلامية اعتبر نفسي في يسار الحركة الاسلامية، ودائما لا اكون في يمينها او وسطها، بمعني انني في الاساس شخص مراقب وناقد لهذه التجربة، وعند بعض الناس متمرد على كثير من اعرافها وتقاليدها والاشياء المعلومة عندها.
    عفوا.. هذه ليست اسباب كافية لكي ترشح اخبار بنيتك تجميد انشطتك الحزبية؟
    لدي ملاحظات كثيرة جدا فيما يتعلق بمسيرة المؤتمر الشعبي، التي بلغت الان اربعة عشر عاما، وبالتالي مضى وقت يكفي لان يتأمل فيها الانسان، وان يقول رأيه في صوابها واخطائها، وهذا العمل عكفت عليه منذ مدة، وتبادلت الاراء التي رأيتها مع بعض الاخوة. وبعض الناس في المؤتمر الشعبي ارادوا ان يقطعوا الطريق علي هذه المراجعة، وان لا يدعوها تمضي بطريقة طبيعية تفيد الحزب في تجديد نفسه، او في تغيير نفسه ان جاز التعبير، وهذا جائز جدا خاصة فيما يتعلق بمسيرة الحركة الاسلامية التي جددها الشيخ حسن الترابي، وكان يغير الاسماء والمناهج والهياكل، ويخرج من الباطن للظاهر بدرجات واحيانا بقفزات، وفيما يتعلق بموقفي الشخصي ليس به شئ غريب وكذلك العام.
    برايك الى ماذا ترمي الجهات التي سربت الخبر للاعلام؟
    هنالك بعض العناصر منذ زمن بعيد ومنذ بداية الحركة الاسلامية يصيبها ما يصيب الناس من انزعاج، لانها تتوهم ان هنالك مقاعد محدودة في القيادة، واذا لاح لهم بان شخصا ما يمكن ان يكون له فرص اكبر في الترقي الحزبي، فانهم يستشعروا انه بالضرورة سيقلل هذا من فرصهم، وبالتالي يبدأوا في شن المشاغبات الصغيرة هذه.
    اذن نشر الخبر تم بناءً على وجود صراعات داخل الحزب، وليس لمآرب الصحيفة التي اوردته؟
    الصراعات موجود في الحياة السياسية ككل، وهنالك صراعات حقيقية في الاحزاب ومنازعات وشجار، ولكن كلما كانت الاحزاب تمثل فعلا مؤسسات حقيقية، تكون فرص الصراع بين اعضاءها محدودة. والصراع قد يكون في بعض نواحيه مفيد خاصة اذا كان صراع مسنود بالمنطق، والاراء فيه تتحاور وتتجادل وليس بالضرورة ان تتناسخ او ان يلغي بعضها بعضا، ومن الممكن ان تتكامل، وعندئذ يكون الصراع في الاحزاب صراع فكري يثري تجربة الاحزاب، وقد يثري تجربة الشعب كله.
    لكن الصراعات داخل الاحزاب تاتي من منطلقات ومواقف شخصية في المقام الاول؟
    في دولنا المتخلفة الناس انطلقوا من نفس منطلقات المجتمعات العربية والاسلامية، التي تزعم انها تنطلق من الاسلام، مع انها تصل الي نتائج متباينة لدرجة ان بعضهم يُكّفر بعضا، وبعضهم يقتل بعضا، وعلي المستوي العام في فلسفة التاريخ فان ابن خلدون يقول ان العرب مجبولين علي الصراع، ولذلك لا تصلح فيهم الدول الا بعصبية دينية، ولا يرضي بعضهم ببعض الا بكلمة من السماء. ونحن فينا نفحة من الثقافة العربية رسخّت هذا الصراع في مجتمعاتنا.
    معظم الاحزاب السياسية تقوم على فكرة ومرتكزات اساسية، لكن مع ذلك تظهر الخلافات او المشاغبات الصغيرة كما تطلق عليها؟
    الاحزاب معلوم انها كلما طال بها الزمن وقلت مواردها الفكرية وشحبت بداخلها الاراء، كلما زاد الصراع الشخصي بين مكوناتها، وهذا موجود على مستوي الاقتصاد، دعك من السياسة. ويصعب جدا علي مجموعة من السودانيين، ان تؤسس شركة اقتصادية وتستمر هذه الشركة سنوات وعقود، كما هو الحال مثلا في المجتمعات الغربية، وحتي في بعض المجتمعات الافريقية. او ان نؤسس مثلا فرقة فنية موسيقية وتستمر هذه الفرقة، او حتي ان نؤسس فريق لكرة القدم. وقد جربنا الشراكة الذكية حتي في الصحافة السودانية، ولا اعني الصحافة الجريدة بل اعني الصحافة السودانية عامة، جربنا ان تكون هنالك شراكات صحفية بين ناس افكارهم ومهنتهم تجعلهم قريبين من بعضهم، لكن هذه التجارب لم تستمر كما ينبغي، وبسبب الصراعات يضطر الناس احيانا الى الوصول للحلول التوفيقية، وهي احيانا تكون بداية لمشاكل جديدة، مثلا لو تصارع الاقوياء الكبار فقد يضطروا لجلب رئيس تحرير اضعف منهم يتراضوا عليه مؤقتا ريثما تظهر مشاكل تؤكد اختلافهم، ومجتماعاتنا هذه بدلا ان يكون الصراع فيها فكري فهي مجبولة علي الصراعات الشخصية.
    لكن صراعات المواقف الشخصية داخل الاحزاب اصبحت هي السمة الغالبة، بينما لا تبدو قيادات وكادرات الاحزاب ميّالة لتغليب صراع الافكار؟
    الصراعات داخل الاحزاب لم تعد شيئا غريبا، لان قيادات الاحزاب السودانية ومناهجها ومواردها الفكرية شاخت، وعندما تشيخ هذه الموارد او تشح يبدأ صراع الاشخاص والمنازعات الصغيرة. وانا اتمني انه بدلا من ان نلجأ فيما يتعلق بالمواقف السياسية للاثارة، ان نلجأ للافكار والنقاش، وانا ملتزم كثيرا بمقولة مالك بن نبي بان صراع الافكار هو المهم، اذا انحط ودخل عالم الاشخاص فهذا يكون علي حساب التجربة العامة، واذا انحط ووصل عالم الاشياء فعلي الدنيا السلام.
    برأيك ما هي الآليات والحلول لانتشال الاحزاب من وحل الصراعات الشخصية، لترجيح كفة صراع الافكار؟
    يبدو اننا ننحدر سريعا من صراع الاشخاص الي صراع الاشياء، لذلك لابد من دعوة قوية الي التجديد، واسميه تجديد راديكالي، بمعني تجديد جذري.
    دار حديث كثيف عن إحتمالية وحدة المؤتمرين الشعبي والوطني في الايام الماضية، وبرزت دعوات جادة لتجاوز مرارات الماضي؟
    هذا ايضا تعبير عن شح الافكار الذي وصلت اليه الساحة السودانية عامة، واذا سألتي اي مراقب سياسي اوصحفي سيعرف ان مشاكل السودان تحاوزت مسألة الوطني والشعبي، وانا قلت ان الصراع بين الشعبي والوطني اصبح صفحة من التاريخ، وقلت هذا حتي لا نسجن نفسنا في هذه الدائرة، ولكن الاخوة الذين يدعون لهذه الوحدة خرجوا من هذه البيئة شحيحة الافكار، ولذلك هم كلما تدلهم عليهم الخطوب كانوا في البداية يقولون ان سبب ازمة الانقاذ هو حل التنظيم، وان هذه المسارات ذهبت الي هذا المسار الذي انتهي بالمفاصلة لان التنظيم قد غاب، وعندما حاولوا ان يستعيدوا التنظيم بتجربة الكيان الخاص لم تتوفق التجربة، وعندما طوروا الكيان الخاص الي مسألة الحركة الاسلامية كذلك لم تتوفق. فانا اتهم هؤلاء الناس والجماعة بان معرفتها بالتاريخ والمجتمع وحتي بالاسلام الحضاري ضعيفة جدا، وكذلك بمناهج علم الاجتماع في تحليل الازمات، لذلك هي تخطئ في تشخيص المشكلة، وبالتالي تخطئ في الحلول.
    بوصفك احد العارفين بالشأن المصري، كيف تنظر لما يجري في المحروسة؟
    انا شخصيا متابع جدا لما حدث بمصر، وكنت اعيش فيها ثلاثة سنوات كما تعلمين، واعمل علي التدريس بجامعاتها، واعرف البيئة المختلفة واعرف جماعة الاخوان المسلمين معرفة شخصية، وامتلك معلومات كافية للتأمل، لكن لا استطيع ان القي بكلمة بسرعة فيما يتعلق بالازمة المصرية، لان هذه الازمة متصلة بما اسميه بعصر النهضة العربي، الذي بدأ قبل مائة عام مع الافغاني ومحمد عبده وكل رموز النهضة العربية، وتطور مع حسن البنا لينتج ظاهرة تسمي في الصحافة الان الاسلام السياسي، وكانت تسمي حتي اخر السبعينيات بالاسلام المصادم، ثم اصبحت تسمي الحركات الاسلامية، والان تسمي بظاهرة الاسلام السياسي لانها اتسعت. وبدلا من ان يدفعنا هذا الموضوع لتأمل ظاهرة الاسلام السياسي في الاطار الحضاري العربي الاسلامي، نعتقد ان هذا مسرح جديد للمواجهة بين ما نسميهم نحن في كثير من الصحف وكتابات الاسلاميين بالعلمانيين. فهل الذين يديرون المعركة الان في مصر هم علمانيين؟! وطبعا بالمقابل يتحدث من اسميهم انا بالتحررين - وهم ليبراليين وليس علمانيين، لانهم لا يؤمنون بفصل الدين عن الدولة - عن فشل تجربة الاسلاميين. بينما دائما يعتقد الاسلاميون ان العلمانيين ارتكبوا خطأ كبير جدا ضدهم، ولذلك يستدعوا تاريخ الناصرية وتاريخ احزاب البعث والتجارب الماركسية في اوربا الشرقية، وهذه مصيبة كبيرة، فبدلا من ان تتحول هذه المشكلة الكبيرة لفرصة للتأمل، نتخذها فرصة للاتهامات. ونحن مشاكلنا في السودان تحتاج لحوار عميق وحلول جذرية، وهذا الذي اقراءه خلال ما حدث في مصر والدعوه لوحدة الاسلاميين.
    المؤتمر الشعبي يعتبر ان ما حدث في مصر انقلابا عسكريا، بينما يشير كثيرون الى ان واقعة عزل مرسي المسنودة بقوة الجيش، كانت تصحيح لمسار الثورة، ويجزمون انه لا يوجد انقلاب تُعلن ساعة الصفر له قبل مدة، ويكون معلوما للجميع؟
    دعينا نبدأ بالنقطة الاخيرة ونطرح السؤال "ما هو تعريف الانقلاب؟"، واذا سألتي اي دارس للعلوم السياسية يعرف ان هنالك نظرية للثورة، لان الثورات قبل ثلاثة قرون او اربعة بدأت ملامحها وتشكلت، وهنالك نماذج مشهورة، وفي علم الاجتماع والعلوم السياسية هنالك نظرية للثورة، لكن الذين يدرسون العلوم السياسية يعرفون انه لا توجد نظرية للانقلاب، وهي تتم بطرق مختلفة جدا، وحتي الان لم تتبلور في نمط يمكن ان نسميه الانقلاب، لكن هذا النوع من الحوار - خاصة فيما يتعلق بالحالة المصرية التي نحن بصددها - يُعقّد الموضوع ويجعل النقاش عقيما وغير منتج، وتحضرني هنا مقالة الامريكي جون ماكين، وهي مثل دارج في الثقافة الانجليزية انه "اذا كانت تمشي مثل البطة وشكلها يشبه البطة فهي اذن بطة"، وعندما ننظر للملامح العامة لما حدث في مصر نجده يشبه الانقلاب، الذي يعرفه "ماكين"، وليس بالضرورة الذي يعرفه دارسي العلوم السياسية.
    هذا تنظير معقول لكن تنسفه قناعة الطرف الآخر بان الجيش المصري انحاز لرغبة الشعب، كيف تتغير هذه القناعات؟
    الذين يتأملون في الحالة العميقة المصرية، عليهم ان يعوا ان ما حدث امر معروف في الصحافة الغربية ويسمي بـ(الالت ميتم)، وهو ان تضع للحاكم الشرعي مدىً معينا، واذا لم يلتزم به فينشأ حكم يسمونه انقلاب عسكري، كما حدث هنا في الخرطوم مع مذكرة الجيش، وبمجرد ان سلمت قيادة الجيش مذكرة للسيد رئيس الوزراء الصادق المهدي في فبراير 1989م واعطته انذارا لمدة اسبوع وحينها، اعتبر كثير من الناس في السودان ان الانقلاب قد وقع، وهذا اصبح اكبر مبرر للجبهة الاسلامية لان تقوم بالانقلاب في 1989م، ما يعني انها كانت تنتظر هذه الذريعة المكتملة، وقد اعطيت لها، وهذا حدث في الحالة المصرية بان اعطى "السيسي" وهو قائد الجيش مهلة مدتها 48 ساعة للحكومة وللقوي السياسية حتي يصلوا لحل للمشكلة، وبمجرد ما ان اعطيت هذه المهلة وقع الانقلاب.
    لكن الانقلابات تُنهي اجل الحكم الديمقراطي، على الاقل في فترة انتقالية او مرحلية اولى، وهذا ما لم يحدث في مصر، اذ ان الجيش سلم السلطة للمدنيين بعد عزل مرسي مباشرة؟
    اتضح ان مسألة الديمقراطية في مصر تحتاج لنقاش اطول، يعني مثلا ان حكم مرسي تأسس علي وثيقة انتقالية اشرف عليها المجلس العسكري برئاسة الفريق طنطاوي، ومنذ ذلك الحين كان هنالك جدل انه ينبغي ان يُؤسس الحكم المستقر علي جمعية تأسيسية منتخبة تقدم دستور يُستفتى عليه الناس، او حسب ما نصت عليه الوثيقة الانتقالية احيانا لا يحتاج حتي للاستفتاء، فقط يُجاز من المجلس التأسيسي نفسه، وهذا لم يحدث في مصر منذ ان اجري التعديل الدستوري بعد الثورة باقل من شهرين. ومع ذلك كان هنالك تعويل علي فصل السلطات وان يظل القضاء مستقلا، وان تظل الهيئة التشريعية مستقلة، وبمجرد ما جاء الاعلان الدستوري للرئيس مرسي، حدث خلط في فصل السلطات وحدث تقليص لقرارات القضاء وبالتالي اصبح للقضاء دور محدود لا يتيح له الاستقلال الكامل ولا يخوله لان يفصل بين منازعات السلطة التنفيذية والشرعية. والسلطة التشريعية حدثت بها ازمة لانها حُلت بقرار من المحكمة العليا، ثم اعيدت ثم حلت مرة ثانية. ووضع الرئيس مرسي نفسه تأسس بطريقة مضطربة.
    هذا الاضطراب قاد الى تازيم الاوضاع وانتهى الى عزل مرسي، لكن برايك ما الذي كان يتوجب على الاخوان المسلمين فعله، تفاديا لحدوث لهذه الازمة السياسية الطاحنة؟
    كان ينبغي على حزب الحرية والعدالة وعلى جماعة الاخوان المسلمين، ان يدركوا حقيقة بانهم في وضع انتقالي، وان يتيحوا للاخطاء التي حدثت فرصة للتصويب في اطار هذا الوضع، وهذه المسائل لم تتم بهذه الطريقة، وعادت حليمة الي قديمها، وعاد الجيش حاكما، وعادت النخبة المصرية خادمة لما يسمونها الدولة العميقة، ولكن الدولة العميقة لها عمق وهو القوات المسلحة.
    الاهرام اليوم


    -------------------
                  

08-28-2013, 06:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)


    حزب الترابي : قيادات من حزبنا لديها حنين تجاه الوحدة مع حزب البشير طلباً للسلامة وايثار المال والسلطة والجاه


    حزب الترابي : قيادات من حزبنا لديها حنين تجاه الوحدة مع حزب البشير طلباً للسلامة وايثار المال والسلطة والجاه


    08-28-2013 07:45 AM

    قطع أبو بكر الرازق أمين المنظمات بالمؤتمر الشعبي بأن هناك قلة من قيادات داخل المؤتمر الشعبي لديها حنين تجاه الوحدة مع الوطني وأن هدفهم طلباً للسلامة وايثار المال والسلطة والجاه .

    ونوه ابو بكر أن (80%) من عضوية الحركة الإسلامية تراودهم أشواق العودة الى القيادة القديمة شيخ حسن الترابي على حد تعبيره ، ونفى أبو بكر وجود اي مشاورات أو إتصالات رسمية حتى الآن بين أجهزة الحزبين في إطار محاولات لم الشمل ، متهماً أشخاصاً داخل المؤتمر الوطني بالترويج لمسألة التقارب لصرف النظر عن أشياء كثيرة وقضايا اخرى .

    اليوم التالي

    -----------

    البنود غيرالمعلنة في زيارة وزير خارجية مصر..

    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 24 آب/أغسطس 2013 09:28


    خلافات مكتومة داخل «الوطني» بشأن الزيارة ومشادّة ساخنة بالبرلمان..رجاءات مصرية تتخللها تهديدات مبطنة والخرطوم تُخفي موقفها المبدئي

    تحليل أحمد يوسف التاي

    بات جليًا أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد تمكَّن هذه المرة وبصورة قوية من حسم الخلافات الحادَّة بشأن زيارة وزير الخارجية المصري الجديد نبيل فهمي داخل مؤسساته حيث استطاع تحجيم دور الرافضين للزيارة ولجم أفواههم على ما يبدو بشكل بدا معه الموقف وكأنه موحد تمامًا من كيفية التعامل مع سلطة الانقلاب والترحيب بزيارة وزير خارجيتها نبيل فهمي، وهي الزيارة التي أتت بعد تأجيل جولته إلى عددٍ من الدول العربية إلى وقتٍ لاحق، بعد أن هاتف وزراء خارجية تلك البلدان كما أشار لذلك هو بنفسه.
    ومن خلال كثير من المعطيات وجملة من المؤشرات يستطيع المراقب السياسي القول بأن الوزير المصري جاء برسالة محددة للخرطوم ومعرفة الموقف الرسمي لدى الحكومة السودانية مما يجري في مصر خاصة أن موقفها شابه كثير من الغموض والضبابية، فالخرطوم من جهة تقول إن ما يحدث في مصر شأن داخلي، ومن جهة ثانية تُصدر بيانًا تدين فيه مجزرة رابعة العدوية والنهضة بشكل واضح، ومن جهة ثالثة سمحت لآلاف المتظاهرين من قواعدها الإسلامية وكوادرها وقياداتها للتنديد بالمجازر التي ارتكبتها السلطات الانقلابية في مصر والمطالبة بطرد السفير المصري، وتأكيد أن ماحدث هو انقلاب عسكري على شرعية الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي... في هذه الأثناء جاءت زيارة الوزير المصري نبيل فهمي وهو على ما يبدو يحمل رسالة للخرطوم: إن ما يحدث في مصر هي «ثورة وليس انقلاب عسكري» قام بها الشعب المصري في يوم 30 يونيو /2013م بغرض تصحيح ثورة 25 يناير 2011م.. بعد الغموض الذي شاب موقف الخرطوم التي أعطت الضوء الأخضر لحشود قواعد الحركة الإسلامية السودانية الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في الخرطوم ونفذوا مسيرات ضخمة جابت شوارع الخرطوم تنديداً بثورة 30 يونيو، ورغم أن حكومة حزب المؤتمر الوطني التزمت الصمت في بادئ الأمر ثم أدانت و شاركت بكوادرها بصورة كبيرة جداً في المسيرة المؤيدة لشرعية مرسي ومنددة بالانقلاب الذي أطاح حكومة «الإخوان» إلا أنها تبدو على خط الحياد الأمر الذي أزعج سلطات الانقلاب في مصر فكان لا بد من الاستيثاق من الموقف الحقيقي.

    الموقف المبدئي:
    تقول معظم المعطيات إن الموقف الذي أبدته حكومة المؤتمر الوطني إزاء ما جرى في مصر من انقلاب على شرعية الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وما حدث من مجازر وتقتيل ليس هو الموقف الحقيقي المبدئي الذي يعبِّر عن تطلعات ورغبات وتوجهات حكومة المؤتمر الوطني وأيدلوجيتها وأيدلوجية قياداتها وكوادرها وقواعدها، فالموقف الحقيقي لها أخفته تمامًا لأسباب سياسية وبراغماتية وربما أيضًا خوفًا من تكرار ما حدث لها في السابق بسبب استقلال قرارها السياسي وخروجها من «جلباب» مصر، ولهذه الأسباب ربما استبدلت حكومة المؤتمر الوطني موقفها المبدئي المعروف بآخر «براغماتي» بعد أن أحنت ظهرها للعاصفة، ولعل ما يعزز هذه الفرضية هو سماحها لواجهاتها ومؤسساتها السياسية والشعبية بالتعبير عن موقفها الحقيقي الذي أخفته كما جاء في بيان الحركة الإسلاميَّة التي تضم في عضويتها كل كبار وصغار أعضاء المؤتمر الوطني الحاكم ووزراء الحكومة باستثناء «الموالين من الأحزاب الأخرى»، وكما جاء في المظاهرات المؤيدة لشرعية مرسي، ثمة أمر آخر دفع المؤتمر الوطني لإخفاء موقفه الحقيقي المبدئي وإظهار «غيره» وهو أن وجوده في السلطة شكل عليه قيودًا ثقيلة، وهو أمر لم يقف عقبة في طريق الحركة الإسلامية ولا «أشقاء» المؤتمر الوطني وهم «الشعبيون» حيث أدان حزب المؤتمر الشعبي الذي عقد زعيمه الدكتور حسن الترابي مؤتمرًا صحفيًا وقال فيه: ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري بتحالف مع الغافلين عن الدين، فالمؤتمر الشعبي والحركة الإسلامية اللذان هما خارج السلطة متفقان تماماً على أن ما يحدث في مصر هو «انقلاب عسكري مكتمل الأركان تمامًا» وتشير معظم الدلالات إلى أن الحركة الإسلامية وتوأمها «المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي» على قناعة تامة بأن ما حدث في مصر يوم «30» يونيو و«3» يوليو «2013م» ما هو إلا انقلاب عسكري علماني متطرف وقد ارتكب مجازر وإبادة جماعية بحق إخوان مصر وأن السيسي يجب أن يواجَه بالمحاكمة الجنائية الدولية، ولعل هذا ما أشار إليه الترابي في مؤتمره الصحافي... وهنا يبرز سؤال مهم: هل كان الدكتور حسن الترابي سيعقد مؤتمرًا صحافيًا ويدين «الانقلاب» على مرسي ويصف ما حدث بالمجزرة ويطالب بمحاكمة مرسي؟؟..
    مخاوف مصرية:
    قُبيل زيارة وزير سلطة الانقلاب في مصر للخرطوم كانت هناك ثمة هواجس مصرية ربما بسبب الشائعات والتقارير التي روجت
    الأسبوع الذي سبق زيارة فهمي نبيل لاعتزام القاهرة طرد سفير الخرطوم، بعد سماح الأخيرة لمظاهرات حاشدة الأحد تدين الأحداث الحالية في مصر، وظهور بعض القيادات المحسوبة على الحكومة في تلك المظاهرات.
    ويُضاف إلى رصيد تلك المخاوف المصرية تجاه حكومة السودان حيثيات الزيارة التي قام بها للخرطوم رئيس هيئة أركان الجيش المصري الفريق أركان حرب صدقي صبحي في أبريل الماضي
    وقال مصدر عسكري مسؤول وقتها لـ « سودان تربيون» إن الوفد العسكري المصري الذي وصل الخرطوم في أبريل الماضي برئاسة رئيس هيئة الأركان بالجيش المصري الفريق أركان حرب صدقي صبحي وهو يحمل تفويضًا بإنشاء قوات مشتركة بين القوات المسلحة السودانية والمصرية، لكن مهمته فشلت لأسباب تتعلق بأن مصر اشترطت إنشاء القوات غرب النيل حتى الحدود مع ليبيا وعدم الانتشار بشرق النيل لأن تلك المناطق الحدودية تشمل منطقتي حلايب وشلاتين ومن الصعب تحديد حدود البلدين في تلكم البلدتين المتنازع عليهما بين الخرطوم والقاهرة، وأضاف المصدر العسكري «أبلغنا الوفد المصري أن إنشاء القوات المشتركة رهين بالانتشار على الحدود بأكملها لتشمل حلايب وشلاتين وهو مارفضته مصر».
    وكانت الزيارة أثارت حينها جدلاً واسعاً في البلدين، واعتُبرت تدشيناً لتحالف عسكري بين النظامين الإسلاميين، والتزمت الحكومتان الصمت واكتفتا بأن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون بينهما، كانت تلك نقطة أثارت مخاوف الآخرين في مصر، وربما قامت عليها الصورة الذهنية التي أتى بها «فهمي نبيل» للخرطوم.
    وقالت بعض المواقع الإخبارية وقتها إن القاهرة تفكر في دعم المعارضة السودانية لإسقاط حكومة الإسلاميين في الخرطوم.
    تطمينات سودانية:
    وتعزيزًا للنقطة أعلاه اتهم المؤتمر الوطني جهات لم يسمها بمحاولة الزج بالسودان في الصراع الدائر في مصر، مؤكداً أن السودان ليس طرفًا في الصراع ولا يقف مع أي من الأطراف المتصارعة.
    وجدَّد الحزب على لسان عمر باسان المتحدث باسم القطاع السياسي وصف ما يجري في مصر بأنه شأن داخلي، وقال: لن ننجر وراء بعض ممن يحرصون على عكننة العلاقة بين الشعبين الشقيقين، داعيًا القوى السياسية المصرية إلى عدم جر البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار، وإعلاء صوت العقل والحكمة وعدم الانجرار وراء العنف.
    وأشار باسان إلى أن زيارة وزير خارجية مصر تأتي في إطار تبادل الآراء والحوار بحسبان أن ما يمس أمن مصر يمس الأمن القومى السوداني، لافتًا الى أن قضية الأمن القومي للبلدين متداخلة ومن الصعوبة فك الارتباط بينهما.
    خلافات مكتومة حول الزيارة:
    ترددت معلومات أثناء زيارة الوزير المصري للخرطوم بأن، هناك خلافات حادة داخل الحزب الحاكم إزاء هذه الزيارة فهناك من يرفضها تمامًا على الأقل في الوقت الراهن الذي لا يزال ميدانَي رابعة والنهضة يحتفظان فيه ببقع متسعة من دماء الشهداء إلا أنه وبسبب الفترة الزمنية الضيقة التي شهدت إعلان الزيارة وحتى حضور «الضيف» لم تتسع مساحة النقاش حولها وتم اتخاذ الموقف الرسمي الذي سبقت الإشارة إليه وسط دهشة البعض ورفض آخرين للزيارة، فيما رأى فريق أن في الزيارة فرصة لتحسين ملف العلاقات مع مصر باعتبار أنها دولة مؤثرة في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة وأن الحكومة السودانية بحاجة إلى دورها في كثير من القضايا السودانية لكن رغم التكتم على هذه الخلافات حول الزيارة ولجم المؤتمر الوطني لكثير من أعضائه إلا أنَّ هذه الخلافات انفجرت داخل البرلمان الذي تتسع فيه مساحة الحرية إذ شهد يوم الزيارة نفسه ملاسنات وخلافات حادَّة وسط نوابه بسبب زيارة الوزير «نبيل فهمي» للخرطوم، واحتج نواب في البرلمان على السماح للوزير لمصري بزيارة الخرطوم وطالبوا بطرده وإعادة الإغاثة المصرية التي دفعت بها حكومة القاهرة لمتضرري السيول والفيضانات الأخيرة، احتجاجًا على ما أسموه مجازر الحكومة المصرية ضد مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، لكن نوابًا آخرين عارضوا تلك الأصوات وقالوا إن الخرطوم لا ينبغي أن تمانع حتى في استقبال وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي.
    مشادّة ساخنة:
    وبالبرلمان أيضًا وقعت مشادة ساخنة بين النائبين أسامة عبد الكريم وعباس الفادني حول زيارة الوزير المصري وصاح أسامة قائلاً ــ كما تردد ــ لا مرحبًا بوزير الخارجية المصري وطالب الحكومة بطرده، لكن الفادني رحَّب بالزيارة وأبدى استعداده لاستقبال وزير الدفاع المصري الذي يحمِّله الإسلاميون مسؤولية قتل المعتصمين في ميدانَي رابعة والنهضة، باعتبار أنهما ضيفان على البلاد، وقال الفادني موجهًا حديثه لعبد الكريم لو جاني بضبح ليهو.
    وأدانت النائبة عائشة الغبشاوي حديث الفادني واعتبرت ما قاله يعرضه للمساءلة، وأعلنت رفضها لاستقبال الخرطوم الوزير، وعندما سألها الصحفيون عن مصير الإغاثة المصرية التي وصلت للمتضررين ردَّت يرجعوها ليهم، وساند الغبشاوي كل من سامية هباني وهاشم عثمان هاشم الذي وصف وزير الخارجية المصري بأنه مجرم وليس ضيفًا حتى يعامَل معاملة الضيوف.
    مطلوبات أمنية من الخرطوم:
    بعد المجازر التي نفذتها سلطة الانقلاب في مصر وتنديد الخرطوم بالمجزرة اشتعلت مخاوف السلطة الجديدة في مصر من أن يتسرَّب «الإخوان» جنوبًا ويجدوا الدعم والمؤازرة من «إخوان» الخرطوم بحكم رباط الآيدلوجيا، لذلك يرى أكثر من مراقب سياسي أن قضية إغلاق الحدود في وجه «الإخوان» وعدم السماح بإيوائهم هو الذي عجّل بزيارة «نبيل فهمي» للخرطوم دون سواها مما جعل زيارته للسودان فوق كل الأولويات، ويعزِّز هذه الفرضية بعض عباراته التي سنوردها هنا للدلالة: في رده على سؤال الحوار الذي أجرته معه الرأي العام: «أن هناك تربصـاً بالعلاقات من قبل البعض ومحاولة للاصطياد في المياه العكرة من خلال الترويج لتهريب سـلاح من السودان وهروب قيادات إخوانية وكذا كيف تنظر لمثل هذه الأشياء؟.. أجاب: «كانت هناك مشكلات حقيقية ويجب أن تعالَج، والجديد أننا نريد أن نعالجها بوضوحٍ وبصراحة، ونضع كل الأمور على المائدة لقناعتنا بأنّ ما يهدد مصر يهدد السودان والعكس».
    و كذلك قوله الذي بدا وكأنه تهديد مبطن: «أنا عملت اللي عليّا، وقبل أن أتكلم جئت وعلى الجانب السوداني الآن أن يرد على هذا الكلام».. وفي قوله أيضًا: «وإنما نتعامل معها ــ أي الحكومة السودانية ــ حسب تعاملها معنا».
    ... ولعل في ذلك إشارة إلى رسالة محددة للخرطوم مفادها: إذا دعمتم «الإخوان» فسندعم معارضيكم والحركات المسلحة..


    ويبرز هاجس الحدود والقضايا الأمنية لدى مصر أكثر في قول وزيرها: «فيجب أن نطمئن إلى بعضنا البعض ونترك لكل طرف أن يقرر ما يراه داخل وطنه طالما كان التعاون عبر الحدود بغرض المصالح المشتركة.».. وكذلك في قوله «وهناك حديثٌ بيننا عن تعاون على الحدود»..
    وكذلك حديثه: «والمشكلة في الماضي أننا كنا ننظر إلى واقع المسألة السودانية أو العكس من منظور قضية واحدة فقط، قضية المياه، وهذا يبرز على حساب قضايا أخرى، ومن ضمنها الهاجس الأمني بين الجانبين».
    «ما أقصده إذا تمّ بالفعل بلورة مصالح مشتركة في قضايا كثيرة سيُنظر إلى المفهوم الأمني بشكلٍ أشمل ولن يكون هناك مبررٌ طبيعيٌّ لإثارة قلاقل أو مشكلات تؤدي لتدمير مصالحك».
    وفي حديثه أيضًا: «كلما وسَّعنا نطاق التعاون وعمَّقنا جذور هذا التعاون، أبعدنا أيّة قضية عن اعتبارٍ واحدٍ على حساب الاعتبارات الأخرى، علماً بأن المسألة الأمنية مهمة».
    وفي قوله: «أعتقد أن ما تضيفه «30» يونيو هو أن ابتعاد الساحة المصرية عن النظرة الأيدولوجية يجعلها تركز في المقام الأول على المصالح الوطنية»
    «أنا صريح، وحواري مع الوزير علي كرتي كان حواراً بنّاءً وصريحاً، وطرحنا فيه كل القضايا بين الجانبين بما لدينا من مطالب وما لدينا من مآخذ، إذاً لا أيدولوجية في العلاقة بيننا وبين السودان»..


    -------------


    أوامر قبض على رؤساء تحرير صحف سودانية


    أوامر قبض على رؤساء تحرير صحف سودانية



    بعد نشرهم خبرا كاذباً يهدف لتشويه قيادية معارضة

    08-28-2013 10:19 AM
    أفادت مصادر صحفية، "الراكوبة" أن السلطات السودانية أصدرت أمر قبض بالأمس على ثمانية رؤساء تحرير بعد بلاغ الأستاذة هالة عبد الحليم في موضوع (البرادو) .. وذكر المصدر للراكوبة أنه تم إلقاء القبض فعلياً على الأساتذة: رحاب طه، بكري المدني، وجمال عنقرة. وأنه يُنتظر أن يُلقى القبض على رؤساء تحرير الصحف التالية: الانتباهة، آخر لحظة، الوطن، الجريدة، وأخرين بجانب الأستاذة أم وضاح. بيد أن تعليق ورد للراكوبة من الأستاذ بكري مدني أفاد بعدم صحة نبأ القبض على رؤساء التحرير، وهو طليق ولم يصدر بحقه أي أمر قبض.

    وكان خبراً قد ظهر بصورة متزامنة في عدد من صحف الخرطوم، يفيد بأن السفارة الهولندية أهدت الأستاذة هالة عبدالحليم رئيسة حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) سيارة برادو، وأن الأستاذة هالة سوف تسافر بهذه السيارة إلى أثيوبيا لمقابلة ياسر عرمان. وقد ذكر رئيس تحرير أحدى الصحف التي نشرت الخبر بأن الخبر جاء من جهة موثوق بها للصحيفة. يُرجّح أنها جهة عليا في نظام البشير تشرف على الصحف السودانية، وقد ظهر في المركز السوداني للخدمات الصحفية التابع للمخابرات السودانية مقالاً للدكتور "ياسر محجوب" مدير التحرير السابق لصحيفة الرائد - جاء في سياقه أن الدكتورة شرعت في ترخيص العربة الفخمة التي أهدتها لها السفارة الهولندية. وتساءل عن رأي الحكومة والمنظمات والأحزاب الوطنية في الأمر؟
    لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
    صدق الله العظيم
    --------------

    موسي هلال : كبر يعتقد أن مواطن دارفور بهيمة ولن أرجع ما لم يتفاهموا معي طباعة أرسل إلى صديق

    الثلاثاء, 27 آب/أغسطس 2013 10:15

    حاوره عبر الهاتف: سيف جامع

    زعيم قبيلة المحاميد بدارفور، المستشار بديوان الحكم اللامركزي "موسى هلال عبدالله"، أثار جدلاً واهتماماً كبيرين عقب مغادرته الخرطوم إلى دارفور في رمضان المنصرم، لأسباب ما زالت غامضة بالنسبة للرأي العام. وراجت أنباء أطلقتها المعارضة واحتفت بها عن تمرده على المركز. لكن المعلومات التي جاءت من دارفور كذبت سريعاً تمرده.. إذ شوهد "هلال" بين أهله وعشيرته في بادية دارفور، كما انخرط فى مبادرات و(جودية) شعبية لحل الصراع بين قبيلتي الرزيقات والبني حسين. ويعتبر "موسى هلال" من أهم القيادات الأهلية بإقليم دارفور، ويتمتع باحترام كبير بين قبائلها، لا سيما ما تسمى القبائل العربية. وقد زج باسمه فى الصراع القبلي هنالك وذهب خصومه إلى تسميته (زعيم الجنجويد).. وحالياً يقف الرجل على الرصيف بمغادرته الخرطوم وتركه لمنصبه كمستشار بديوان الحكم اللامركزي.. تاركاً الباب موارباً لعدة تساؤلات.
    (المجهر) هاتفت "موسى هلال" في مكان إقامته حالياً بمنطقة (سرف عمرة) بولاية شمال دارفور، وأجرت معه حواراً مطولاً أفصح فيه عن دواعي اعتكافه بدارفور، وقطع بالنفي الشائعات التي روجت لتمرده على حكومة الخرطوم، بجانب العديد من المحاور.. فإلى مضابط الحوار.

    { حدثنا أولاً.. ما مدى صحة نبأ تمردك.. فقد أعلن ابنك "حبيب" عن تمردك قبل أسبوعين عبر إحدى الإذاعات الموالية للتمرد؟
    - لا يوجد كلام زى دا، وهنالك مؤامرات كثيرة ويمكن أن يدس فيها كهذا الكلام. تمردي لا يعلنه (ولدي).. أعلنه أنا بخطاباتي.. وكل من يطالب بالإصلاح يعتبروه متمرداً؟ أصبح من يطالب بالإصلاح ويناقش مواضيع بحجة ومنطق، متمرداً ومعارضاً.. (خليهم يسموني زي ما يسموني) وأنا خطي واضح، لكن يسموني متمرداً مرة واحدة، هذا يمكن بعد ما أحمل سلاحاً و(أطلع الخلاء) ويكون لي كيان مسمى. لم أتمرد على الدولة، وإذا الحكومة لا تريد أن تصل معنا إلى حلول سنصل إلى هذا الهدف. والتمرد في دارفور شائع إذا هم مصرون أن يسموني متمرداً.
    { إذن ما سبب بقائك فى دارفور؟
    - أنا وصلت دارفور منذ رمضان، ومطالبي واضحة، واجتمعت مع قبائل (الرزيقات) و(البني حسين) فى كبكابية وسرف عمرة، من أجل التوصل لحل فى مشكلة جبل عامر.
    { متى ستعود إلى الخرطوم؟
    - أنا لن أرجع ما لم يتفاهموا معي، إذا هم يريدونني أن أرجع فليتفاهموا معي.
    { كيف تريد أن يكون شكل التفاهم؟
    - بالحوار والتفاكر حول بعض القضايا.
    { مع من تريد التفاهم، هل تطلب إرسال أشخاص محددين مثلاً؟
    - لن أحدد أحداً، ليرسلوا أي شخص، والحكومة إذا كانت تريد الحوار والتفاكر،أنا كنت من قبل في الخرطوم.
    { ماهى مطالبك التي تريد تنفيذها قبل عودتك للخرطوم؟
    - أولاً إصلاح سياسي على مستوى المركز وتفاصيله ليست عندي الآن، وإصلاح على مستوى ولايات غرب السودان، ونحن هنا عندنا ومستمرون فى المعالجات.
    { باختصار.. أين يقف "موسى هلال" الآن؟
    - أنا أقرب للإصلاحيين، وطالبت بالإصلاح وما زلت أطالب.
    { ما تقييمك لدور الحكومة تجاه حل قضية دارفور؟
    - لا توجد جدية من قبل الحكومة لحل مشكلة دارفور، وتحدثت مراراً وتكراراً في الحلول.
    { في رأيك من هو الأقرب من قيادات الدولة لقيادة مبادرة حل مشكلة دارفور؟
    - طبعاً هو رئيس الجمهورية المشير "البشير"، ونحن نحترم رأيه، لكن هنالك سياسيون معوقون لمسار العمل السياسي تجاه حل المشاكل في السودان.
    { لماذا وما غرضهم من ذلك؟
    - غرضهم التغول على السلطة، وهذا ما يتصل بخلافي مع الوالى "كبر" ، فالحرب طحنت المواطنين طحناً، وهو غير جاد في الحلول، وهناك سياسيون يعملون ضد الرئيس، وينتظرون متى يترك الرئيس الحكم، في حين أنه لا يوجد من يخلف "البشير" في الحكم.. فمن غيره يقدر أن يحكم السودان؟ وهؤلاء الذين يرشحون خليفته لماذا لا يقولون (فلان) من الشرق أو الغرب يمكن أن (يبقى رئيس)؟ (الناس ديل مكنكشين) ويمحورون في أنفسهم حول الكراسي والمصالح.
    { ألا تخشى الملاحقات القانونية من السلطات بمواقفك هذه؟
    - لا أخشى المساءلة في قول كلمة الحق، و(الزول لازم يوصل صوتو)، ولا أرى جريمة لاعتقالي، إلا إذا لم يكن هنالك قانون في الدولة، وكلامي قلته في (الجنينة) أمام نائب الوالي ولجنة الأمن، وأوصلت رسائل للحكومة الاتحادية، وأنا خطابي واضح.
    { ما هي أطروحاتك لحل مجمل قضية دارفور؟
    - عندنا مبادرة لحل مجمل الخلافات بدارفور و(عاوزين) نكون لجنة شعبية في "الجنينة" و"السريف" و"اللعيت جار النبى" و"كبكابية" من (30) عضواً، تتحرك لأهلنا السلامات والرزيقات والهبانية والمعاليا، ليكونوا وسطاء حل، ونسأل: (إنتو كقبائل بتموتوا فى شنو؟ ورونا المصلحة من الاحتراب؟ وإذا لقينا مصلحة كلنا نحارب معاكم).
    { كيف ترى النسيج الاجتماعى اليوم فى دارفور مقارنة مع السابق؟
    - اليوم العلاقات أفضل، والمشكلة التي كانت تؤرقنا هي جبل عامر، وهناك سياسيون لا ينقلون الحقيقة، والمشكلة أزهقت فيها مئات الأرواح، ولا يمكن أن تحل بهذه الطريقة.
    { طالت صراعات القبائل بدارفور.. ما هو الحل؟
    - لا يوجد خلاف، هي (شغلة مطبوخة) سياسياً لإحداث فتنة بين القبائل.
    { مطبوخة كيف.. وماذا تفعل أنت الآن بدارفور؟
    - أنا منذ قرابة الشهر في دارفور، أتيت في رمضان وجلست مع البني حسين والرزيقات جلستين، وأقمت اجتماعاً في (مستريحة) وغيرها، والآن فرغنا من اجتماع توصلنا فيه إلى وفاق ووثيقة صلح ستحل المشكلة بين الطرفين. وأثناء اجتماعاتنا (اتلموا) البني حسين والرزيقات.. اجتمعوا وأكلوا مع بعض ودخلوا بيوت بعض، وجاء البني حسين بعشرين عربة وتفرقوا في بيوت الرزيقات وهم يهللون ويكبرون، في حين أن هناك من كان يقول لـ (البني حسين) إن الرزيقات أعدوا لكم ألف شخص ليقضوا عليكم فى الطريق.
    { على ماذا نصت وثيقة الصلح؟
    - أسميناها وثيقة مؤتمر الصلح تحت شعار (إنما المؤمنين إخوة) وبنودها نصت على تكوين لجان مشتركة من الطرفين، وطرف ثالث من القبائل المحايدة على النحو التالي: لجنة مشتركة من البني حسين والرزيقات من (40) فرداً بالمناصفة لتكوين بنود الاتفاق. ونصت على تسيير قوافل مشتركة من الطرفين لفتح الطرق والأسواق والمراحيل، وتم تحديد يوم (الإثنين) 9 سبتمبر لليوم النهائي لعقد الصلح، واختيرت محلية (كباكبية) لإقامة المؤتمر. كما نصت على حث النازحين على العودة إلى قراهم ومزارعهم. والطرف الأول في الاتفاق أعيان الرزيقات والطرف الثانى أعيان البني حسين، والمشرفون عليه شخصي الضعيف والعمدة "محمد اسماعيل آدم حامد".
    { هل الحكومة طرف في هذا الصلح؟
    - لا.. هو صلح شعبي خاص، لكن هناك حضور من إخوانا في المحلية ومدير الشرطة ومدير جهاز الأمن. ونظرتي للحكومة أنه لا توجد أية جدية منها لحل قضية جبل عامر، وهى السبب الرئيس في تأجيج المشكلة. (8) أشهر انقضت وإذا كان هنالك حل لتم قبل أشهر.
    { كيف تكون اتفاقكم الذي تحدثت عنه؟
    - الاتفاق جاء تلقائياً وتم على أرض الواقع ومع القواعد وقطاع المرأة والشباب والعسكريين. ومن طرف أهلنا الرزيقات والبني حسين وكل الأعيان الشعبية حضروا الاجتماعات، ونقدر الحضور بآلاف الناس.
    { لكن والي شمال دارفور"عثمان كبر" أقام مؤتمراً للصلح حضره النائب الأول لرئيس الجمهورية؟
    - أنا لا أعمل مؤتمر صلح معاكس أو ضد الولاية، ولا أعمل ضد "كبر"، وإذا أردت أن أتجه ضد الولاية لاشتغلت بخلاف (الصلح الماشي)، وخصومتي مع "كبر" مستمرة، وما زلت أطالب بإبعاده من حكم شمال دارفور، وهو لن يكون أعز من الولاة الذين ذهبوا "كرم الله عباس" و"كاشا" وغيرهما.
    { حدثنا عن مخرجات اجتماعاتكم؟
    - فرغنا من تكوين لجنة مشتركة من الطرفين بالإضافة للجان طواف من (20) عربة لتأمين الطرق من كبكابية إلى سرف عمرة، ولمنع الصدامات ومنع المخربين ووقف (أي زول في حده) ويقولوا له (كما كنت).. هذه المخرجات الأولى .
    { من أي منطلق وبأي صفة يأتي تدخلك في حل مشكلة القبيلتين؟
    - القضية أنهم أهلي وأمثلهم في البرلمان ومن جانب مسؤوليتي في الدولة.
    { إلى أين وصلت ترتيبات ومساعي الصلح حالياً؟
    - اتفقنا على الطوف الأمني المشترك وسنناقش في الجلسة القادمة بقية القضايا .
    { حددتم الشهر المقبل موعداً للصلح.. هل سيشرفه مسؤولون من المركز؟
    - الصلح أهلي ومفتوح لمن أراد و(لو عاوزين يشرفوا) مرحباً بهم .
    { ما هي أسباب خلافاتك المستفحلة مع الوالي "عثمان كبر"؟
    - مشكلتي مع "كبر" ما شخصية بل سياسية "كبر" حول الولاية إلى (ضيعة) خاصة، به، بينما هنالك قبائل وكيانات أخرى بالولاية، فكل المعتمدين من أهله وحتى الفراشين يعينهم من أهله، وسياساته تجاه الولاية ليست شفافة. من الذي أعطاه هذا الحق أم هو يعتقد أن مواطن دارفور (بهيمة)، ولماذا لا يعمل المركز على ضغطه بدل حمايته.

    المجهر

    -------------


    عمر القراى

    سقوط الاخوان المسلمين

    عندما قام الشباب المصري بثورة 25 يناير 2011م، ضد نظام حسني مبارك الدكتاتوري، ونزلوا الى ميدان التحرير بوسط القاهرة، لم يشارك الاخوان المسلمون في الثورة، من أول لحظة. ولم يعانوا مواجهة عنف الشرطة، في بداية عنفوانها، وأكتفوا بالمتابعة، والتربص لعدة أيام، حتى استجاب الشعب المصري، وملأ الميادين، وتم كسر حاجز الخوف، الذي بناه نظام مبارك لعشرات السنين.. لقد شعروا ان الثورة توشك ان تنجح، من دونهم، فسارعوا للحاق بها، وحاولوا ما امكن، ان يظهروا بمختلف مظاهرهم، حتى لا يستطيع أحد ان يعزلهم عن ثمرة اسقاط النظام، التي كانت لديهم الأهم مما سواها. ولقد قبلوا شعارات الثورة، التي رفعها الشباب في كافة مدن مصر، على مضض. وقبلوا التلاحم الذي تم بين المسلمين والاقباط، وظهور بوادر الوحدة الوطنية، مع أنه خلاف ما جرى عليه تاريخهم الدامي. وكان من الممكن ان تكون مرحلة مابعد حكم مبارك، مرحلة جديدة، تقوم فيها حكومة انتقالية، وطنية، ترسي قواعد الديمقراطية. ثم تضع دستوراً يعبر عن آمال وتطلعات كافة المصريين، تعقبه انتخابات حرة، ونزيهة، تأتي بحكومة منتخبة بصورة سليمة، تضع مصر على الطريق الصاعد.

    وبسقوط نظام مبارك، آلت الأمور الى مرحلة انتقالية، تولت فيها المؤسسة العسكرية، إدارة شؤون البلاد الى حين إجراء الانتخابات. ولقد كان من رأي القوى السياسية، ان يوضع الدستور الدائم، قبل قيام الانتخابات، حتى يضمن الجميع، تحقق متطلبات الثورة الشعبية ..ولكن الاخوان المسلمين، أصروا على الدستور المؤقت، وإجراء الانتخابات قبل وضع الدستور النهائي. وكانت أول جرائم الأخوان المسلمين السياسية، هي ترتيباتهم المنفردة مع المجلس العسكري، وتنسيقهم الثنائي معه، في مواقف عدة، منها عملية الإستفتاء على الدستور المؤقت (الإعلان الدستوري)، واشتراك ممثل عنهم، دون باقي القوى في لجنة إعداد الدستور، وهو الدكتور صبحي حسن. ثم تحول ذلك الوفاق والإنسجام الى تبادل الإتهامات، بين المجلس العسكري والإخوان، ليتهمهم المجلس بأنهم لم يفوا بالتزامات تم الاتفاق عليها.. وأنهم يسعون للتفرد بالمشهد السياسي، وأنهم يريدون إسقاط حكومة الجنزوري التي أيدوها، بعد إقالة حكومة عصام شرف.

    ولقد صرح الأخوان المسلمون قبيل الإنتخابات البرلمانية، بأن في مقدورهم الحصول على ثلثي مقاعد البرلمان، ومع ذلك سيكتفوا بالمنافسة على ثلث المقاعد فقط، مما يؤهلهم لقيادة الكتلة المعطلة، وإعطاء فرصة لغيرهم من الكيانات السياسية. ولكنهم في الحقيقة، نافسوا وبقوة، على كل المقاعد البرلمانية، ولم يشركوا في قوائمهم قوى أخرى، أو شخصيات لا تنتمي اليهم والى فكرهم، سوى عدد من المرشحين لا يزيدون عن عدد اصابع اليد الواحدة، منهم النائب المسيحي أمين اسكندر. وبمجرد ما أعلنوا عن وجههم الجديد، حزب " الحرية والعدالة" دخلوا الإنتخابات بحملة مكثفة، وخطب في جميع المساجد، ووعود للشعب المسلم بتطبيق شرع الله !! فحصلوا على عدد 235 من اصل 508مقعداً بنسبة 47%، وحصلوا على 107 مقعدا في مجلس الشورى بنسبة 59%، من إجمالي180مقعداً تم إنتخابهم بالإقتراع المباشر من الشعب و90 مقعدا تم تعينهم من المجلس العسكري، وكانت النتيجة حصول الإسلاميين في مجلس الشعب على نسبة 65% الاخوان بما فيهم حزب النور(سلفيين) وحزب الوسط، وحزب البناء والتنمية، وحزب الأصالة. ونسبة85% في مجلس الشورى للإخوان بما فيهم حزب النور. وكانت عدد الأصوات التي صوتت للإخوان من مجموع الناخبين وصلت الى 11 مليون صوت في إنتخابات البرلمان. وتقريبا 7مليون صوت في انتخابات مجلس الشورى. وتشكلت هيئة رئاسة مجلس الشعب برئاسة القيادي الإخواني الدكتور سعد الكتاتني، واستأثروا برئاسة أغلبية لجان المجلس، خلافاً لما اشاعوا من قبل.

    وحتى يطمئن الأخوان المجلس العسكري، وبقية القوى السياسية، ويكسبوا دعم البسطاء والمحبين للدين، الذين يرون فيهم حركة دينية تربوية، لا تطمع في المكاسب السياسية، أعلنوا انهم لن يقدموا مرشح لرئاسة الجمهورية !! وأكدوا ذلك مراراً على لسان قادتهم، ومنهم الدكتور سعد الكتاتني أمين عام حزبهم، فقد قال في مقابلة تلفزيونية بقناة النهار يوم14/1/2012 م،(لن ترشح جماعة الاخوان أحداً للرئاسة وعلى مسؤوليتي وذلك قرار الجماعة) ، ونفى الدكتور جمال حشمت، أحد قياديهم وهو وكيل لجنة العلاقات بمجلس الشعب حينها، ما يتردد من إشاعات حول عزم الإخوان ترشيح أحداً منهم لرئآسة الجمهورية، كما صرح مرشد الإخوان الأسبق مهدي عاكف، بعدم نيتهم ترشيح أحداً للرئاسة، وأكد ذلك الموقف الكثير من قياداتهم .. ولكنهم فاجئوا الجميع، بمن فيهم المقربين منهم، والمناصرين لهم، بقرار ترشيحهم المهندس خيرت الشاطر للرئاسة. ولما تم رفض ترشيحه قانونياً، استبدلوه بالدكتور محمد مرسي، ما أثار حفيظة جميع القوى من الإخوان، واعتبروه تراجعاً عن موقفهم السابق، وتأكيداً لما يتردد عن رغبة الإخوان الوصول للحكم، وإستئثارهم بالحياة السياسية في كافة أدواتها.

    وكما فازوا في انتخابات مجلس الشعب، فاز الاخوان المسلمون في انتخابات الرئاسة.. ولكنه لم يكن فوزاً كاسحاً، وإنما فوزاً ضئيلاً، يدل على ضآلة شعبيتهم، وسط الشعب المصري، رغم ما يقومون به، من خداع واستغلال للدين، وتضليل به، وحركة تنظيمية نشطة، واتصالات واسعة داخل وخارج مصر. ورغم أن مرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، قد حصل على أعلى الأصوات، إلا أنه فعل ذلك، بفارق ضئيل، بينه ومنافسه الفريق أحمد شفيق، المحسوب على النظام السابق، الذي ينعته شباب الثورة بمرشح (الفلول). فقد حصل شفيق على 24%من اجمالي اصوات الناخبين، ولم يزد عليه مرسي إلا ب 1% !! ولعل عدم فوز شفيق يعزى الى دخول عمرو موسى، الذي حصل على نسبة 11%، فلو انه تنازل لشفيق وهما محسوبان على النظام السابق، لما كان هنالك فرصة للاخوان المسلمين في الفوز. أما الأصوات الباقية، فإنها توزعت على بقية المرشحين، وهي محسوبة على الثورة، ولو كان هناك إتفاق على مرشح واحد لقوى الثورة وشبابها، لكانت النتيجة محسومة. ولكن تعدد المرشحين شتت الأصوات، ليفسح المجال، كما أسلفنا، لوصول الفريق أحمد شفيق، الذي تخشاه جميع قوى الثورة، وترى أن وصوله لكرسي الرئاسة خطراً حقيقياً، وانتكاسة كبرى للثورة. لهذا فضل كثير من الثوار، ممن هم ليسوا اخوان مسلمين، ان يصوتوا لمرسي، بدلاً من ان يعيدوا نظام مبارك في صورة رئيس وزرائه أحمد شفيق. يضاف الى ذلك، ان الشعب المصري رغم حبه للشباب الذي كسر حاجز الخوف، وفجر الثورة، يعلم انهم لا خبرة لهم في السياسة، وان الرموز التي التفوا حولها مثل د. البرادعي، تنقصهم التجربة السياسية، التي لا يغني عنها التعليم أو التجارب الاخرى. اما الاحزاب التقليدية القديمة، فقد اتسمت بالعجز، وعرفت بعدم المقاومة للنظام السابق، مما افقدها البريق التاريخي، الذي صاحبها فترة من الزمان. ولقد كان من اسباب قبول التيار الاسلامي في الشارع المصري، أنه كان باستمرار في موقع المعارضة، ولم يعرف الشعب على وجه اليقين، كيف سيفعل الاسلاميون إذا وصلوا السلطة. ولكن بمجرد ظهور طمعهم، واستغلالهم لنفوذهم في السيطرة على مجلس الشعب، بدأت شعبيتهم تتناقص، فقد تراجعت الكتلة التصويتيةللإخوان من 11 مليون صوت في انتخابات مجلس الشعب، الى 5 مليون ونصف صوت في انتخابات الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية. ولو كان الاخوان المسلمون عقلاء، لساقهم نجاحهم في الانتخابات للتواضع، لأنه في حد ذاته، فوز متواضع .. ولكنه ضاعف من غرورهم، وعنجهيتهم، الى درجة أن يقول أحد قادتهم، وهو الدكتور صبحي حسن (لو رشح الإخوان ######اً ميتاً لانتخبه الناس) !! وقد انتشرت تلك المقولة عنهم، ولم يقوموا بنفيها، أو الإعتذار عنها، ولقد قال الدكتور ابراهيم الزعفراني، أحد قيادات الإخوان التاريخية، والذي انفصل عنهم لاحقاً، في لقاء مع صحيفة المصري اليوم، بتاريخ 3/4/2011م "سمعت صبحى يقول إن الجماعة لو رشحت «###### ميت»هينجح، ولم يخرج أحد يلومه أو يكذب هذا التصريح".

    ولم يكتف الاخوان المسلمون بحجمهم الطبيعي، الذي كشفت عنه الانتخابات، بل سعوا الى استغلال ما لديهم من سلطة لاقصاء الآخرين، وتمكين أنفسهم، ووضع كافة مؤسسات الدولة تحت سيطرة تنظيمهم، مما أدخل مصر في أزمة. بدأت المشكلة في يوم 22 نوفمبر 2012م، حينما أصدر الرئيس مرسي إعلاناً دستورياً مكملاً، يتضمن ما أسماه قرارات ثورية منها: جعل قرارات رئيس الجمهورية قرارات نهائية، غير قابلة للطعن من أي جهة، بما في ذلك المحكمة الدستورية العليا!! ومنها إقالة النائب العام، المستشارعبد المجيد محمود، واستبداله بالمستشار طلعت ابراهيم. ومنها امداد مجلس الشورى والجمعية التأسيسية بالحصانة، التي تمنع حلهما، مع اطالة عمر الجمعية التأسيسية لشهرين، حتى تنتهي من كتابة الدستور الدائم. ولقد قوبل الاعلان الدستوري بالرفض الحاسم، من كافة القوى السياسية، والمثقفين، والاعلاميين، وحملة الرأي في مصر. فرفضته كل الاحزاب السياسية، وحركة 6 أبريل، واصدر اتحاد كتاب مصر بياناً يعلن فيه رفضه للإعلان الدستوري. واستقال كافة مستشاري الرئيس، من غير الاخوان من مؤسسة الرئاسة، وهم: سمير مرقص، سكينة فؤاد، سيف الدين عبد الفتاح، عمرو الليثي، فاروق جويدة، محمد عصمت سيف الدولة. وأصدر المجمع الأعلى، للكنيسة الانجيلبة، المشيخية، بياناً أكد فيه رفضه للإعلان الدستوري، الذي اعتبره معارضاً لكل المبادئ والقيم السياسية، ومحرضاً على الشقاق بين ابناء الوطن الواحد. ولم يؤيد الاعلان الدستوري الا الاخوان المسلمون، وحزب النور المعبر عن التيار السلفي الحليف للاخوان المسلمين. ولم يلبث الخلاف ان انعكس على الشارع، فتجمع مؤيدي مرسي أمام قصر الاتحادية، بينما تجمع الاضعاف من معارضيه في ميدان التحرير. وأعلنت الموفوضية السامية لحقوق الانسان بجنيف، ان بعض مواد الاعلان الدستوري تتعارض مع العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وتتنافى مع العدالة واستقلال القضاء. كما ابدت دول أجنبية منها الولايات المتحدة الأمريكية قلقها. مما اضطر الرئيس مرسي، نتيجة لكل هذه الضغوط، ان يتراجع عن الإعلان الدستوري. وهكذا نجح التيار المستنير، والذي يوجهه إعلام واعي، حر، في احباط أولى مؤامرات الاخوان المسلمين، للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، بالوسائل غير الشرعية.

    ولكن كعادة الاخوان المسلمين، في الخداع، والإلتفاف حول القضايا، كونوا لجنة لوضع الدستور الدائم، ابعدوا منها كل مخالفيهم، مما أثار أزمة عاصفة، على إثرها انسحب ربع أعضاء اللجنة. ورفع الاعضاء قضية للمحكمة الدستورية ضد لجنة الدستور. وقد عبر عن ذلك رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بقوله (إننا نواجه محاولة لاحتكار كل شيء لكن احتكار الدستور هو اخطرها الدستور لا ينبغي ان يكون انعكاسا لرأي الاغلبية وانما انعكاسا لكل قوى المجتمع)، وتدخل المجلس العسكري، وحث مجلس الشعب على إعادة النظر في تشكيل اللجنة، وحمله مسؤولية التأخير في الإعلان عنها.

    وبالاضافة الى موضوع الدستور، سعى الاخوان المسلمون للسيطرة على القضاء، باخضاعه وكسر هيبته. ففي 8 يوليو 2012 أصدر الرئيس مرسي قراراً بعودة مجلس الشعب، الذي كان قد صدر قرار بحله، مما يعتبر أولى خطواته في مسيرة تحدي أحكام القضاء، وانتهاك سيادة القانون، وكان بذلك، يدشن أولى معاركه مع السلطة القضائية، ممثلة في المحكمة الدستورية العليا .. وعلى الرغم من تبدي ضعف موقفه، الذي أظهرته قوة انتفاضة القضاة، ورضوخه لحكم المحكمة الدستورية، بوقف تنفيذ قراره الخاص بعودة مجلس الشعب، الذي لم يتجاوز ثلاثة أيام، فإن مواجهته للسلطة القضائية، كانت جزءا أصيلا، من خطة الجماعة للسيطرة على الدولة، ومؤسساتها، وتطويعها، حتى تسهل وتقصر عملية التمكين . ثم قام الرئيس مرسي وجماعته بمواجهة السلطة القضائية في ميدان آخر، إذ أعدوا دستوراً مشوهاً، في محاولة سافرة لتحجيم القضاء، والسيطرة عليه عبر نصوص دستورية، فانتفض القضاة لما اعتبروه تعدي من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، يعتبر إعتداء على مبدأ اساسي من مبادئ الديمقراطية، هو الفصل بين السلطات، الذي يجب ان يقوم عليه أي دستور. وزاد الأمر سوءاً بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود دون رغبته، في 11 أكتوبر 2012، مما أثار غضب واحتجاج القضاة، خاصة بعد تصريح النائب العام، بأنه لم يستقل من منصبه، وأنه تلقى تهديدات بصورة مباشرة، وغير مباشرة، من جانب المستشارين، أحمد مكي وزير العدل، وحسام الغرياني، رئيس محكمة النقض السابق، المحسوبين على جماعة الإخوان، من أجل ترك منصبه!! ومع تصعيد القضاة وتهديد النيابة العامة بتعليق العمل، قرر الرئيس إبقاء النائب العام في منصبه، بعد أقل من يومين على قرار إقالته. ولقد أدى تراجع الرئيس من قراراته، واضطرابه، وتردده، الى اهتزاز هيبة الحكومة، مما بعث الى الشعب من مؤيديه ومعارضيه، برسالتين.أولهما أن الرئيس ليس قامة دينية رفيعة، صادقة، ومتأكدة مما تقول وتفعل. وثانيهما أنه قيادة ضعيفة، يمكن ان تتنازل بالضغط الشعبي، لأنها لا تحترم المبادئ، ولكنها تخاف السقوط. ولم يكتف حزب الحرية والعدالة بهذه الهزائم، بل سعى الى إجراء إدخال تعديلات على قانون المحكمة الدستورية، وإعادة النظر فى تشكيلها، فى وقت، كانت فيه المحكمة دستورية، تنظر في مدى قانونية تشكيل مجلس الشعب، الذى يشغل فيه حزب الحرية والعدالة الأكثرية النيابية .. مما يترتب عليه أيضًا، إعادة النظر فى تشكيل لجنة انتخابات الرئاسة، التى يرأسها رئيس المحكمة الدستورية. وهكذا سعى الاخوان المسلمون وحلفاؤهم، الى استغلال اكثريتهم فى مجلس الشعب، وسيطرتهم عليه، لتصفية استقلال القضاء، واستخدام السلطة التشريعية، لتحقيق مكاسب حزبية ذاتية، تطلق يدهم فيما اسماه معارضوهم " أخونة" الدولة، خاصة في ظل ما تردد، حول ما سوف يترتب على القانون، من استبعاد 3500 قاض من العمل القضائي، بينما يجري الحديث عن تعيين جهات شرعية كقضاة تابعين لـ«الإخوان (الشرق الاوسط 21/5/2013م). وفي أثناء تدافع تداعيات الأزمة، استخدم الإخوان القوة، كأداة لتعطيل القضاء، وترهيب القضاة، ولأول مرة في تاريخ مصر، في خطوة صعدت من الأزمة الدستورية والقانونية والسياسية، التي مرت بها البلاد، أرسلوا أنصارهم لحصار المحكمة الدستورية العليا، في الثاني من ديسمبر 2012، وللمرة الأولى علقت جلسات المحكمة الدستورية، ومنع الغوغاء الذين يحملون العصي وفروع الأشجار القضاة، من الوصول الى مكاتبهم، مما اعتبر أكبر إهانة للقضاء المصري، عبر تاريخه الطويل.

    ومع وضوح المخطط الأخواني، تصاعدت المعارضة ضده، وتراجعت شعبية الاخوان المسلمين. وتوحد رأي معارضيهم حول شعار إجراء انتخابات مبكرة، حتى لا يجد الاخوان الوقت اللازم، لتصفية خصومهم في القضاء، وفي الإعلام، وفي كافة المرافق العامة. ولكن حكومة مرسي رفضت الإنتخابات المبكرة، واصرت على إكمال مرسي لمدته. وبدلاً من اعتبار آراء المعارضة، استمر الاخوان المسلمون في " أخونة" الدولة، فتم إقصاء عدد من محافظي المحافظات، واستبدالهم بكوادر من الاخوان المسلمين، أو حلفائهم من السلفيين .. ولعل من ابرز هذه الاخطاء، محافظ الاقصر السلفي، الذي هاجم الآثار، التي يعتمد عليها أهل المنطقة في السياحة، على اساس أنها أصنام !! وتصاعدت المعارضة لحكومة مرسي، بسبب الهجوم، والإساءات، التي كان يمارسها الأخوان المسلمون، من قنواتهم العديدة، ضد رموز المجتمع المصري، من المثقفين والفنانين والفنانات، والاعلاميين غير الموالين لهم. ولقد أرعبت الخطب الحماسية، التي تشيعها القنوات الاسلامية، والتي تحرم السينما، والمسرح، والفنون، كافة المثقفين المصريين، واشعرتهم بخطورة الزحف المتخلف، الذي يهدد حضارتهم العريقة، وحداثة مجتمعهم، وبل ويهدد وجودهم نفسه. ولقد هاجم الرئيس مرسي الاعلاميين المصريين، الذين انتقدوا آداء حكومته، ووصفهم ب(منتهكي القانون والمتهربين من الضرائب) كما هاجم المسيرات، والاعتصامات السلمية، والذين ملأوا ميدان التحرير، ووصفهم ب(فلول النظام السابق ومن ينفذون مخططاً تخريبياً بدعم من الخارج)!!

    وأدى إنشغال حكومة الأخوان بالسيطرة السياسية، واقصاء الآخر، الى إغفال حياة الناس.. وتردى الوضع الاقتصادي، وتدهور الجنيه المصري امام العملات الأجنبية، وتراجعت معدلات العمالة والاستثمار، وحدثت أزمة حادة في البترول والكهرباء، ارجعها الشعب الى الوزراء الجدد الذين تولوا المناصب، دون خبرة، لمجرد انهم من جماعة الأخوان، ولم يقدروا، بل لم ينشغلوا بحل الازمات. ولقد تبنى العقلاء، الدعوة لحوار وطني، يخرج مصر من الاستقطاب، والصراع، ولكن حكومة مرسي رفضت الحوار.

    لقد بنى الأخوان المسلمون استراتيجيتهم، على استحالة تدخل الجيش، وعلى مقدرتهم على التضليل بأنهم مع الشرعية، رغم ما فعلوا بالدستور !! ثم انكار وجود سخط شعبي، والاستهانة بالجموع التي نزلت الى الشارع ضدهم، وظنهم انهم بالتخطيط والتنظيم، يمكن ان يحشدوا حشود مثلها !! ثم اظهار التماسك، والثبات، بتعيين المزيد من الاخوان في وظائف كبيرة، وابعاد المختلفين معهم. وتوسيع عملهم الاعلامي، وايقاف بعض القنوات التلفزونية، التي تخصصت في نقد مفارقاتهم، كقناة " الفراعين" . كما انتهجوا سياسة الإرهاب ضدالمسيحيين، ومن سموهم العلمانيين، وحرضوا الناس عليهم، في خطاب تكفيري، وتهديد بالعنف، تحت سمع وبصر حكومتهم !!

    ولقد دعا الجيش الفرقاء للجلوس على طاولة المفاوضات، فلم يجد من النظام أذناً صاغية. ونتج عن التحريض، والعنف، قتل عدد من المواطنين، في الاشتباكات التي جرت بين انصار مرسي ومعارضوه .. كما قامت جماعات متطرفة، بقتل جنود مصريين في سيناء.

    وفي وقت متأخر جداً، وبعد نزول الملايين الى الشارع، وبداية بوادر ثورة تصحيحية جديدة، ادرك الاخوان المسلمون حجم المشكلة !!فخرج الرئيس مرسي للشعب بخطاب ضعيف. فقد كان الشعب ينتظر منه تنازلات، واعتراف بأخطاء، حدثت طول العام، ولكن الخطاب جاء محبطاً، فكانت نتائجه عكسية .. ولم يقدم الخطاب اي حلول للأزمة الاقتصادية، وذكر ان وزارة التموين توفر الكميات المطلوبة، كما بالغ في مدح وزارة الداخلية !! ومع اضطراب الأوضاع، والخوف من نشوب حرب أهلية، أمهل الجيش السياسيين فترة ليحلوا الخلافات فيما بينهم، ولم يحدث شئ حتى انتهاء الوقت، فقام الجيش بمنحهم فرصة أخيرة مدة 48 ساعة. ولقد استطاعت القوى المعارضة، بخاصة حركة " تمرد" الشبابية، ان تحشد في 30 يونيو، ما قدر باكثر من 20مليون شخص، في ثورة شعبية عارمة، أذهلت المراقبين.. ولم يستطع الجيش المصري إلا ان يستجيب لها، كما استجاب لثورة 25 يناير، فاطاح بنظام مرسي وجماعته، وأوكل الى رئيس المحكمة الدستورية ادارة شؤون البلاد، حتى إجازة الدستور الجديد، وقيام الانتخابات العامة. ولو أن الاخوان المسلمين قبلوا الشرعية الثورية، التي انحاز لها الجيش، على انفسهم، كما قبلوها من قبل على حسني مبارك، وانصرفوا للاستعداد للانتخابات المقبلة، لجنبوا مصر كثير من الدماء والدموع .. ولكن طمعهم في السلطة الفانية، وضعف التربية الدينية داخل تنظيمهم، ساقهم الى اخطاء جسيمة، ما كان لهم ان يقعوا فيها لو كان منهم رجل رشيد.

    د. عمر القراي
                  

09-01-2013, 09:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    حزب الترابي يطالب مجلس الأحزاب بحل حزب البشير


    حزب الترابي يطالب مجلس الأحزاب بحل حزب البشير


    09-01-2013 03:40 AM
    عادل كلر

    طالب كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي مجلس شئون الأحزاب بحل حزب المؤتمر الوطني لأنه يمتلك مليشيات وبالتالي أصبح (حزباً مسلحاً)، مطالباً المجلس بالكشف عن مصير أموال حزب البعث المصادرة، وأكد عمر (أمس) في افتتاح المؤتمر السادس لحزب البعث أن الأحزاب “كفرت” بتجربة مجلس الأحزاب وأنها تريد حرية العمل السياسي المطلق دون أي قيود، وأوضح المهندس محي الدين الجلاد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لدى حديثه بذات المنصة تأكيد الحزب الشيوعي على الدور المميز لحزب البعث ضد نظام الجبهة الإسلامية القومية و”المؤتمر الوطني لاحقاً” وإنخراط البعث بكل حيوية في نشاط العمل المعارض حتى الآن، ودفع بأمنياته بأن تنعقد تحت لواء المؤتمر صياغات نظرية مفيدة للعمل الثورية من أجل تحقيق مصلحة الشعوب في الحرية والديمقراطية.

    وأسفر المؤتمر عن إنتخاب (11) عضواً بالقيادة الجديدة وستة إحتياطيين، هم على الريح السنهوري أميناً وعثمان إدريس أبو راس نائباً، ومحمد ضياء الدين وعلى أحمد حمدان وعادل خلف الله ومحمد رزق الله وشمس الدين أحمد صالح وحامد عبد الرحمن ويوسف آدم الضي والبخيت النعيم وعبد الله رزق وحسن عباس وصديق تاور ومحمد الضو عمران وصلاح عيساوي ووجدي صالح.

    الميدان

    --------------------

    لصوص الإغاثة.. غياب الوازع الديني
    طباعة
    البريد الإلكتروني
    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 31 آب/أغسطس 2013 10:13
    كتبت : سحر بشير سالم

    مدير إحدى الجامعات السودانية الشهيرة قام بتحويل قافلة الجامعة التي سيَّرتها لدعم منكوبي منطقة مرابيع الشريف جراء السيول والأمطار والكرياب والمناطق المجاورة لها، حوَّلها إلى منطقته، وتفاجأ مسيرو القافلة بأن المنطقة المذكورة لم تُصب بأي ضرر وأن مبانيها مبنية على طراز فريد «سطوح وطوابق»، ولكن تعليمات المدير كانت بإنزال القافلة في أحد المخازن هناك. وعندما علم مواطنو المناطق المنكوبة بأمرها تجمهروا وسيَّروا مظاهرة استهدفت المنطقة، الشيء الذي أدى إلى إرجاع بقية مواد القافلة إلى الجامعة بعد أن أنزل نصفها في المخزن المذكور. علماً بأن القافلة تحتوي على مواد غذائية ومواد إيواء قُدِّرت بأكثر من ملياري جنيه، هذا نموذج لأحد الذين «يستحلون» أموال الغير بغير وجه حق ومثله كثر.. «الملف الاجتماعي» قام باستطلاع عدد من الفئات حول هذا الموضوع وختمنا جولتنا برأي الدين..

    بداية التقينا بالمواطنة «س، م» من سوبا شرق والتى افادتنا بقولها: علمنا أن هنالك عددًا من مواد الإغاثة وصلت باسمنا نحن المتضررين من السيول والفيضانات ولكن مع الأسف لم يصلنا منها شيء. ولكن علمت من أبنائي ان إمام المسجد قال في خطبة الجمعة إن الخيام والمواد التى وصلت اليهم عددها أقل بكثير من عدد المتضررين لذا لم يقوموا بتوزعيها علينا حتى لا يتسبب ذلك في مشكلات لهم ونحن مازلنا في انتظار تكملة المعونة حتى نتحصل على نصيبنا منها.
    كما التقينا الأستاذ تاج السر عثمان الطيب والذى افادنا بقوله: أخذ أموال الإغاثة يدخل في باب أكل أموال الناس بغير وجه حق وهذا محرم وفقًا للشرع، ولكن للاسف هذه النماذج موجودة وبكثرة في مجتمعنا ولكني استغرب جدًا كيف تسول نفس احدهم له أخذ أموال هنالك من يستحقها بل وفي امسّ الحاجة لها.
    مها وهى ناشطة في كثير من المجالات الإنسانية والطوعية قالت في افادتها لنا: هنالك من استغل الوضع المتأزم هذا شر استغلال فمنهم من يقوم بنشر «بوستات» على مواقع التواصل الاجتماعي يستدرون بها عطف الناس تحت مظلة العمل الانساني والطوعي عن طريق تحويل الرصيد ولكن غالبية هؤلاء نصابون ولا يمتون للإنسانية بصلة. أما عن مواد الإغاثة التى من المفترض أن يتم توزيعها للمحتاجين فحدث ولا حرج فمن خلال زيارتنا لبعض المتضررين علمنا بعدم وصول اي دعم رسمي لهم سوى من بعض الجهات التطوعية. وهذا بالطبع يدخل في باب الحرمة من ناحية شرعية وفي باب عدم الإحساس بالآخرين من ناحية إنسانية.
    غادة عبد الله طالبة بجامعة السودان قالت في افادتها لنا: حقيقة أن الوضع مؤسف ومؤثر للغاية واني جد مندهشة من الأشخاص الذين تسول لهم أنفسهم التغول على حقوق هؤلاء المتضررين بدون مراعاة لأي جانب إنساني أو ديني، فمن خلال مشاهدتنا لهؤلاء المتضررين عبر شاشة التلفاز وقفنا على حجم المأساة التى يعيشون فيها وشعرنا بمدى حاجتهم للدعم بعد أن فقدوا أقل مقومات الحياة من مأوى ومأكل.
    حميدان الطاهر من محلية أمبدة التقينا به وهو يهم بشراء بعض المستلزمات من سوق أم درمان وأثناء تفاوضه مع البائع حول سعر تلك الأغراض ذكر كيف ان منزلهم تعرض للتلف الكامل جراء السيول والفيضانات، وعند سؤالنا له عن المواد التى من المفترض أنها وزعت لهم أجابنا قائلاً: معظم المواد التى وصلت الى محليتنا عبارة عن سكر ودقيق وقد تم توزيعها بصورة غير مدروسة حيث تقف السيارات على الشارع العام ويقوم الأهالى بالالتفاف حولها بدون اي نظام وهناك بعض الأسر أخذت كميات مضاعفة في حين أن بعض الأسر لم تتمكن من الحصول على اي شيء من تلك المواد فالتوزيع تمّ بصورة عشوائية للغاية. وفيما يتعلق بالدعم الذي أتى لنا من خارج البلد فقط سمعنا به من خلال حديث الناس عنه ولم نر منه شيئًا البتة.
    فيما أكدت الحاجة أم سلمة في حديثها لنا أن بعض الاسر من الاحياء غير المتضررة اتوا الى الاماكن التى تضررت بسبب السيول وذلك بغرض أخذ مواد الإغاثة بحجة انهم محتاجون لها بالفعل.
    رأي الدين..
    في الاتصال الهاتفي الذي جمعنا بالشيخ أبوبكر محمد أحمد أفادنا في هذا الصدد بقوله: لقد حرم الإسلام كل أنواع التعامل التى فيها أكل أموال الناس أوهضم لحقوقهم ومن انواع التعامل تلك السرقة والغش ومنها ما يأخذ صورة استغلال حاجة الناس، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله طيب لا يقبل الا طيبًا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين» قال تعالى «يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليم». وقال تعالى «يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم».
    وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء يارب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذِّي بالحرام فأنى يُستجاب له» وهذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه. فالاعتداء على اموال الغير سبب لمنع إجابة الدعاء فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لن يدخل الجنة لحم نبت من سحت». ودونكم في هذا الصدد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «أن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة». وهذا الحديث واضح وصريح ولا يحتاج الى شرح. وقال الله تعالى «قل لايستوى الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب».


    -------------------

    سقوط الأخوان المسلمين !!(2-2)


    سقوط الأخوان المسلمين !!(2-2)


    09-01-2013 08:05 PM
    د. عمر القراي

    (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ * قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) صدق الله العظيم
    بقلم د. عمر القراي

    ولم يقبل الأخوان المسلمون أن يبعدوا عن السلطة التي اضحت غايتهم ومعبودهم، فملأوا الدنيا صياحاً، وبكاء على الديمقراطية، والشرعية. وكانت حجتهم ان نظام مرسي جاء عن طريق الإنتحابات، ويجب ألا يذهب إلا عن طريق صناديق الأقتراع .. وأن ما حدث ضدهم هو انقلاب عسكري، قام به الجيش، لإعادة النظام السابق. وأوشكت أكاذيبهم ان تجوز على الكثيرين، داخل وخارج مصر، خاصة وان التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، قد وجه اعضاؤه في كل مكان، لاشاعة هذه الإكذوبة .. والحقيقة ان الديمقراطية لا تعني ان الحاكم المنتخب، يمكن ان ان يرتكب أخطاء فادحة، في حق وطنه، ثم يترك حتى يتم مدته، رغم ما يفعله بشعبه.

    بل ان من أهم صور تطبيق الديمقراطية، مسألة سحب الثقة عن الحكومة، واسقاطها قبل نهاية مدتها .. وهذا العمل تقوم به في الأوضاع الطبيعية، مؤسسات الدولة، مثل السلطة التشريعية، ودعوة السلطة القضائية للاحتكام للدستور. ولكن النظام الحاكم، قد يخرب الأجهزة، ويقضي على حياديتها، بإبعاد معارضيه عنها، فلا تعترض عليه، وهذا ما فعله مرسي وجماعته، حين خربوا الدستور، واهانوا السلطة القضائية، ومنعوها بالقوة، من ممارسة عملها، كما اوضحنا في الجزء الاول من هذا المقال. وهو ما فعله نظام مبارك، طوال السنين الماضية، فلم يعد هنالك سبيل لوضع حد لعبثهم إلا بالشرعية الثورية، وهي خروج الشعب مطالباً بتنحي الرئيس، وهذا ما حدث في ثورة 25 يناير فاطاح بنظام مبارك، وهو نفسه ما حدث في 30 يونيو فاطاح بنظام مرسي .. فلماذا قبل الاخوان المسلمون الشرعية الثورية، حين اطاحت بمبارك، ورفضوها حين اطاحت بمرسي ؟! إن اعداد المصريين التي نزلت للشارع، تطالب مرسي بالرحيل في 30 يونيو، كانت أكثر بكثير من مجموع الذين شاركوا في الانتخابات، التي اتت به !! فلماذا قبل رأي الجماهير حين اختارته عن طريق الصندوق ليكون رئيساً، ورفض السماع لصوتها حين طلبت منه التنحي ؟! أما الجيش المصري، فإنه لم يفعل اكثر من الاستجابة لنداء الجماهير، وتحقيق رغبتها، والمحافظة على أمن مصر اثناء ذلك .

    ما فعله الأخوان المسلمون بعد ابعاد مرسي، هو سقوطهم الحقيقي، لأنه سقوط في ميزان الدين والخلق. فقد إنقسم عملهم الى قسمين : اولاً: تحريك التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، واعضاءهم بالخارج، للاتصال بأمريكا، وأوربا، والكذب عليهم، وتصوير ما يحدث، وكأنه اعتداء من الجيش، على جماعة مسكينة، مسالمة، جاءت عن طريق الديمقراطية، وأبعدت دون سبب، وتطارد الآن لتعتقل بلا ذنب جنته، وهذا الكذب، والتضليل، لا يبقي ديناً ولا يذر !! وثانياً : تصعيد العنف، والإرهاب، والمواجهة مع الجيش والشرطة، حتى يفلت النظام، ويتحول الوضع الى حرب اهلية، تستدعي تدخل من الامم المتحدة، والمجتمع الدولي، يرجع الوضع الى ما كان عليه وبذلك يعود مرسي كرئيس مرة أخرى !!

    وكان أول مابدأوا به، بعد إبعاد مرسي، الإعتصام بميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وبميدان النهضة قرب حديقة الحيوان، بوسط القاهرة .. ولقد أعلنوا ان كلا الإعتصامين سلميين، وهما مثل إعتصام مخالفيهم في ميدان التحرير، وأن غرضهم من الاعتصام هوالمطالبة بالشرعية، وإعادة مرسي، ولكن نصبت في وسط ميدان رابعة، منصة عالية، بدأ الخطباء والزعماء يتبادلون فيها خطب الإثارة، والتحريض، والدعوة الى الجهاد، ووصف خصومهم من السياسيين والاعلاميين والفنانين، بالكفرة والمارقين، وإهدار دمهم، وتوزيع صور لاعلاميين وقد علقت على رقابهم حبال المشنقة، والهجوم على الجيش، وعلى الفريق السيسي، ولم يتورعوا في هذه الخطب، من الكذب، والتضليل للبسطاء، والمغرر بهم، وإيهامهم بأن الملائكة ستقاتل معهم .. بل روى احد اشياخهم أنه رأى في المنام محمد مرسي وهو يصلي إماماً بالنبي صلى الله عليه وسلم !! وفرحوا وهللوا لهذه الرؤية، ولو كانوا يعرفون الدين، لعرفوا ان هذه الرؤية الكاذبة، من دلالات سوء أدبهم، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، تأخر يوماً عن الصلاة لمرضه، فتقدم أبوبكر الصديق رضي الله عنه فأمّ الناس، وحين رفع يديه بالتكبيرة شعر بقدوم النبي، ووقوفه خلفه، فرجع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: مكانك يا أبابكر !! ولكنه أصر على موقفه، وتقدم النبي وصلى بالناس، وبعد ان فرغ من الصلاة، قال له: ما منعك ان تصلي إذ قلت لك مكانك؟! فقال الصديق الاكبر : لأني علمت ان مكاني خلف رسول الله لا امامه !!

    وكان يمكن للإعتصام لو كان سلمياً، ان يؤدي الى التفاوض مع الحكومة الانتقالية، وقد يسوق الى حلول سياسية للأزمة .. ولكن الاخوان المسلمين اضاعوا هذه الفرصة أيضاً، كما اضاعوا فرصة فوزهم في الانتخابات. وبدلاً من الإلتزام بالاعتصام السلمي الذي اعلنوه، شاهد سكان رابعة العدوية توابيت تحمل الى داخل المسجد، وكأنها موتى يريد المعتصمون برابعة ان يصلوا عليها، وقد احضرت بعضها بعربات اسعاف، ثم اكتشفوا ان هذه التوابيت، قد كانت الوسيلة التي احضر بها الأخوان المسلمون الاسلحة الى اعتصام رابعة !!

    ولعل من أول المآخذ على اعتصام الاخوان المسلمين، بميدان رابعة، استغلالهم للنساء والأطفال فى المظاهرات، وتصديرهم لهم في المقدمة، والاحتماء بهم، مما يعد تخويفاً، وتعذيباً نفسياً، لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، من خلال ما أطلقوا عليه «مشروع شهيد»، حيث تم تزويد الأطفال باللافتات، وجعلهم يطوفون حول المنصة الرئيسية لاعتصام «رابعة العدوية»، مرددين هتافات: «كلنا مشروع شهيد» و«زى ما ترسى ترسى.. وإحنا معاك يا مرسى». وليس في الإسلام جهاد يقوم به الاطفال، بل ان الرجال إنما يقومون بالجهاد، لحماية الاطفال والنساء، من عدوان الآخرين !! وهذه الحقيقة لا تغيب عن الاخوان المسلمين، ولكنهم قصدوا بإيجاد الاطفال، ودفعهم للمقدمة الاحتماء بهم من بطش الشرطة، ثم تصوير المشهد للعالم الخارجي، على إنه اعتداء غير انساني، يستهدف النساء والاطفال.

    ولقد رصد تقرير ميداني أعدة مركز ابن خلدون، تعذيب الإخوان لأعضاء التنظيم المنشقين، الذين ينبذون العنف؛ حيث أوضحت حركة «إخوان بلا عنف»، المنشقة عن تنظيم الإخوان، فى بيان لها بتاريخ 23 يوليو 2013م، أن أعضاء التنظيم احتجزوا 670 شاباً من شباب الحركة، بميدان رابعة، العدوية ومنعوهم من الخروج، لتمردهم، ورفضهم المشاركة فى أحداث العنف الأخيرة، وجرت معاملة المحتجزين معاملة غير آدمية، علاوة على جلد شباب منهم 100 جلدة لعدم تنفيذ الأوامر.

    وتم رصد بعض التصريحات من قادة الاخوان بممارسة العنف، وتزامنها مع أحداث عنف وقعت بالفعل فى بعض محافظات مصر، ورصدت الفقرة الأولى من التقرير 1359 حالة تعذيب، واعتداء، وإصابات لبعض الضحايا، مما تسبب فى سقوط 73 قتيلا. كما ارتفعت حالات التعذيب حتى الموت من صفر فى الأسبوع الأول إلى 18 حالة فى الأسبوع الأخير. ومما وجد استنكاراً كبيراً وسط الشعب المصري، أحداث مكتب الإرشاد بالمقطم فى 30 يونيو الماضى، حيث تظاهر العديد من المواطنين أمام مكتب الإرشاد، للمطالبة برحيل نظام الإخوان، مرددين هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد» و«عبدالناصر قالها زمان الإخوان مالهمش أمان»، مما أثار غضب الإخوان فأطلقوا الخرطوش، والرصاص الحى، من فوق سطح مكتب الإرشاد، وأسفرت النتائج عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 آخرين بينهم 10 حالات خطرة. وهكذا قتل الاخوان المسلمون العزل بالرصاص، دون رحمة، ليس غضباً لله ورسوله، وإنما غضباً لأنفسهم .. ولقد كان تحريض قيادات الاخوان للبسطاء هو ما أدى لهذه الجرائم البشعة فقد قال صفوت حجازى فى 18 يونيو الماضى عبر برنامج «الحدث المصرى» على قناة العربية إن «اللى عايز ينزل يوم 30 يونيو لا بد أن يتحمل المسئولية الكاملة لنزوله إذا كانت سلمية أو غير سلمية، واللى هيرش الرئيس مرسى بالميه سنرشه بالنار».

    كما كانت تصريحات المهندس عاصم عبدالماجد، فى خطابه 25 يونيو الماضى، خلال مؤتمر «الشريعة خط أحمر» بمدينة أسيوط، «أقول لمن يظنون أننا سننزل يوم 30 يونيو باستراتيجية دفاعية إننا سنأتى باستراتيجية هجومية بمائة ألف شخص، كل شخص فيهم يعادل ألف شخص تأييدا لمرسى». وذكر بعض المراقبون أن محمد مرسى هو من حرّض على قتل المواطنين بميدان النهضة، عن طريق خطاباته، التى احتوت على ألفاظ تحريضية، قبل عزله من منصبه، مما أدى إلى نزول أنصاره للميادين والشوارع لإحداث الفوضى فى البلاد، وتكدير السلم العام. ومن ضمن رسائل العنف، والتحريض، ما نشره وجدى غنيم، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، فى الأول من يوليو الماضى، قائلاً: «لن ينعم المصريون بالأمن ساعة واحدة ولا الجيش إذا سقطت الشرعية والرئيس المنتخب بإرادتهم، هذه المرة الأمر أكثر خطورة وضراوة وبيننا الأيام».

    وبالاضافة للاشتباكات، والاعتداء على العزل من المواطنين، أتخذ الاخوان من اعتصام رابعة الذي نصبوا فيه الخيم، ووضعوا المتاريس، مكاناً لتعذيب خصومهم فقد جاء : في 12 يوليو اعتدى الاخوان المسلمون على مستور الجبالى، عضو التيار الشعبى، حين كان يحتفل بسقوط الرئيس مرسى، حيث اعترضه عدد من مؤيدى «مرسى»، واختطفوه، واصطحبوه إلى مقر الاعتصام برابعة العدوية، وتم ضربه، وتعذيبه، حتى الإغماء. وفي 13 يوليو شهد الحاج «فتحى» بتعذيبه على أيدى معتصمى رابعة العدوية، وأكدت شهادات من تم تعذيبهم أن الإخوان يحتفظون بأدوات التعذيب، وبعض أفراد الشرطة فى مسجد رابعة العدوية، كما فقد أحمد زليفة حياته نتيجة التعذيب على أيدى معتصمى رابعة العدوية.

    وفي 29 يوليو أعلنت المنصة الرئيسية، بميدان نهضة مصر عن انضمام عناصر من «السلفية الجهادية»، وتنظيم القاعدة، وحزب النور السلفى إلى الاعتصام، رافعين أعلام «القاعدة»، وبعد يومين أعلن الإخوان من منصة اعتصام رابعة العدوية تشكيل مجلس حرب والتهديد بعصيان مدنى كامل فى سيناء وترديد هتافات «لا سلمية بعد اليوم».( راجع تقرير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية 1/8/2013م).

    وبالاضافة لكل اعمال العنف، والتقتيل، والتعذيب، حاصر الاخوان بواسطة اعتصامهم سكان المنطقة في بيوتهم .. واقفلوا الطرق، واشتكى هؤلاء السكان المرعوبين، وطلبوا بالهاتف عبر القنوات التلفزونية، ان تتدخل الدولة لحمايتهم. ولقد صبرت الحكومة المصرية الانتقالية على هذا الاعتداء السافر على سيادة الدولة، وهذا الأذى البليغ الذي لحق بالمواطنين، حوالي ثلاثين يوماً، قبل ان تقوم بفض اعتصامي رابعة والنهضة في يوم الأربعاء 14/8/2013م. ولم يستغرق فض الاعتصامات وقتاً طويلاً، وحين فتحت الشرطة ممرات آمنة، ودعت المعتصمين للخروج خرج قادة الاخوان المسلمين، في الربع ساعة الاولى، وتنكر بعضهم في زي نساء منقبات، ونسوا خطبهم، التي ذكروا فيها انهم لن يغادروا الميدان إلا وهم شهداء، إذ لم يقبض على أي من القادة في رابعة، وتركوا الشبان الذين صوروا لهم الأمر على انه جهاد، يقاومون الشرطة، ويتعرضون للموت !!

    ثم جرى المجاهدون من ميدان رابعة، وتركوا ارتالاً من مختلف الأسلحة تم القبض عليها .. كما تم استلام عربة تابعة للتلفزيون، كانوا قد نهبوها، واحتفظوا بها، داخل اعتصام رابعة. ووجدت جثث لقتلى تحت المنصة، التي كان قادة الاخوان يعتلونها، ويخطبون منها، وهم يعلمون انهم يقفون فوق جثث، مواطنين مسلمين قاموا بتعذيبهم حتى الموت !! كما وجدت جثث داخل مسجد رابعة، بعد ان اشعل فيه الاخوان النار، فأحرقوه، اثناء فض الاعتصام حتى يخفوا تلك الجرائم المنكرة . لقد أعلن الاخوان مراراً، بأن اعتصامهم جهاد، وأفتى مرشدوهم للمعتصمين أن يفطروا في رمضان، فإن كان ذلك جهاداً، فإن نصيبهم منه، هو التولي يوم الزحف!! ولقد كان صفوت حجازي من قادتهم، وخطبائهم في رابعة، وكان يرفع صوته بالتهديد والوعيد، ويدعو لممارسة العنف، ولما تم القبض عليه، اقسم انه ليس عضواً في جماعة الاخوان المسلمين، وانه لو كان يعلم ان في اعتصام رابعة سكيناً لخرج منه !! ولقد رصد له الاعلام المصري خطبه الحماسية في رابعة، ومقابلة تلفزيونية قديمة، ذكر فيها انه انضم لتنظيم الاخوان المسلمين منذ ان كان في المرحلة الثانوية !!

    ولما كان غرض الاخوان المسلمين الدنيا وليس الدين، لم يشغلهم اعتصامهم عن الملذات، فرغم ان الاعتصام لم يتجاوز الشهر، وكان معظمه في رمضان، فقد ذكر ان بعضهم سعوا لممارسة الجنس، فأفتى لهم قادتهم بما سمي ( نكاح الجهاد). فقد ذكرت هناء محمد، أمينة المرأة بحركة إخوان بلا عنف، إنه تم رصد عدة حالات من نكاح الجهاد باعتصامي النهضة ورابعة العدوية، حيث وصل العدد إلى 76 حالة نكاح جهاد باعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر – على حد قولها - أوضحت أمينة المرأة بحركة إخوان بلا عنف، في حوارها لبرنامج "على مدار الساعة" المذاع على فضائية 'صدى البلد " الأثنين 12/8/2013م، أنهم سيتقدمون ببلاغ بالأسماء للنائب العام لكشف حالات نكاح الجهاد باعتصامي رابعة والنهضة(قناة صدى البلد 12/8/2013م). وجاء أيضاً (قالت السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، إن 'ما يحدث فى اعتصام رابعة العدوية الآن شىء مخل بالسلام الاجتماعى، وانتهاك للمرأة وكرامتها، مطالبة الداخلية بوقف التعدى على كرامة المرأة المصرية وأمن الأسرة. وأكدت التلاوى، خلال مؤتمر صحفى، أن هذا اعتداء سافر على هيبة القانون والإنسان المصرى، وليس المرأة فقط أو القانون المحلى فقط، وإنما القانون الدولى أيضا، حيث يتم اختطاف النساء من السيارات والطرق لإجبارهنّ على البقاء فى رابعة، وممارسة جهاد النكاح، وهذا أمر مرفوض تماما لأنه امتهان لكرامة المرأة ومصر على حد سواء ). (Arabic. Arabia MSN 1/8/2013

    لقد قام مرسي منذ توليه الحكم باطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين السياسيين، من الجماعات الاسلامية المختلفة، وأبدى تقارب معهم، وتفرقت هذه الجماعات في انحاء القطر، ولكن مجموعات منها استقرت بسيناء. وكانت أول ثمار اطلاق سراح المتطرفين، مقتل 16 ضابط وجندي في سيناء في أغسطس 2012م، في هجوم مسلح على دورية عسكرية. وقام مرسي- الذي كان الرئيس آنذاك- بإقالة المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع، وسامي عنان رئيس هيئة الأركان، بعد ان حملهم مسؤولية هذه الجريمة، التي ارتكبها اسلاميون متطرفون، أطلق الاخوان المسلمون أيديهم .. وفي 16 مايو 2013م اختطف متطرفون في سيناء 7 جنود من قوات حرس الحدود، وظهر المخطوفين في شريط فيديو، وهم يطلبون من الرئيس مرسي لاستجابة لشروط الخاطفين، حتى لا يقتلونهم، ولقد ذكروا أنهم يطالبون باطلاق سراح معتقلين من جماعتهم، لم يتم الافراج عنهم بعد .. وجاء عن هذا الحادث (وكشفت مصادر مسؤولة أن عملية الاختطاف واحتجاز الجنود نفذها 20 عنصرا ينتمون إلى تنظيمات جهادية تكفيرية، للمطالبة بالإفراج عن 24 من المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد فى قضايا إرهابية بسيناء، وأن هذه العناصر تحتجز الجنود فى منطقة تقع على الطريق بين الشيخ زويد ورفح.

    وعلمت «المصرى اليوم» أن وزارة الداخلية دفعت 30 مدرعة وقوة مسلحة من العمليات الخاصة بالأمن المركزى إلى سيناء، استعداداً لتنفيذ عملية عسكرية كبرى بالتعاون مع القوات المسلحة لتصفية البؤر الإرهابية فى شمال سيناء، التى يتمركز بها 400 عنصر من الجهاديين التكفيريين، وقالت مصادر مطلعة إن القوات جاهزة لتنفيذ العملية خلال ساعات إذا صدرت لها الأوامر)(المصري اليوم 19/5/2013م). ولم تنفذ العملية العسكرية التي استعد لها الجيش، ولكن في 22/5/2013م اعلن متحدث باسم القوات المسلحة المصرية، ان الجنود السبعة المختطفين في سيناء، تم الإفراج عنهم، وأنهم في طريقهم الى القاهرة.

    ولم يعلن عن الصفقة التي تم بموجبها هذا الافراج، ولكن الشاهد هو ان الاخوان المسلمين، نجحوا لعلاقتهم بهذه الجماعات الإرهابية، ان يخلصوا المخطوفين، ويسجلوا نصراً لحكومة مرسي، ويرسلوا رسالة للغرب، مفادها أنهم وحدهم القادرون على السيطرة على الجماعات الارهابية .. وأنهم إذا لم يكونوا في سدة الحكم، فإن هذه الجماعات سيستطير شرها، ويهدد الاقليم بل والعالم اجمع . ولقد تصاعدت بالفعل هذه العمليات الارهابية بعدم اقصاء مرسي عن الحكم، مما يؤكد ان هذه الجماعات، أذرع لتنظيم الاخوان المسلمين .. وفي أثناء إعتصام رابعة، قال محمد البلتاجي، ونقل على شاشات التلفزيون (كل هذا الذي يحدث في سيناء رداً على هذا الانقلاب العسكري سيتوقف في ثانية في اللحظة التي يعلن فيها الفريق عبد الفتاح السيسي تراجعه عن الانقلاب) !!

    فالاخوان المسلمون هم الذين اثاروا العنف والتقتيل والترويع في سيناء، وهم الذين سيوقفونه إذا عادت لهم السلطة التي فقدوها بإرادة الشعب. وبعد فض اعتصام رابعة، وتصعيد العنف الانتقامي، من جانب الاخوان المسلمين قاموا في 19/8/2013م بايقاف مجموعة من 25 من الشباب المجندين حديثاً، وهم راجعين بعد ان سلموا عهدتهم، ولم يكن معهم سلاح ، وربطوا ايديهم وراء ظهورهم، وارقدوهم على وجهوهم على الأرض، ثم ضربوهم بالرصاص، فقتلوهم جميعاً !! ولقد هزت هذه الجريمة النكراء، ضمير الشعب المصري، وأثار حنقه على جماعة الاخوان المسلمين، واصبحت الجماعة، ولأول مرة في تاريخها، لا تقف ضد الحكومات، وإنما تقف ضد الشعب بمختلف طبقاته وتوجهاته. وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، مارس الاخوان المسلمون ابشع انواع العنف العشوائي، فحرقوا الكنائس، واعتدوا على مراكز الشرطة، وضربوا المواطنين العزل من فوق الكباري، ومآذن المساجد .. ودخلوا قسم شرطة كرداسة، فقتلوا العساكر، ومثلوا بجثثهم. واحتلوا مسجد الفتح برمسيس، وصعدوا فوق المئذنة، وامطروا الناس بالرصاص !! وكذلك فعلوا من أعلى عمارات مختلفة، في عدة شوارع، في عدة محافظات.

    كيف يبرر الاخوان المسلمون افعالهم هذه من الإسلام ؟! هل فعلوا كل ذلك حرصاً على بقائهم في السلطة أم حرصاً على الإسلام ؟! وهل كان مرسي يحكم بالشريعة في السنة التي قضاها في الرئاسة ؟! هل قام بقفل البارات والكبريهات في شارع الهرم ؟! هل منع الخمور واخذ الضرائب للدولة من ريعها ؟! هل قطع السارق ورجم الزاني ؟! فإذا كان مرسي لم يقم الشريعة، فلماذا يعني زواله مخالفة الاسلام ؟! ثم هل ما فعل الاخوان المسلمون من عنف، يمكن ان يعتبر جهاد في سبيل الله ؟! هل يمكن ان يكون قتل العزل، والتعذيب، ورمي الرصاص، عشوائياً، هو الجهاد؟!

    لقد اسقط الشعب المصري الاخوان المسلمين، وكشف زيفهم وتضليلهم، ورفض مشروعهم الذي يقوم على الدولة الدينية السلفية، وهو يسعى الآن لوضع دستور، ليقيم عليه دولة مدنية وديمقراطية.. وهذا العمل أصعب بكثير من القضاء على الاخوان المسلمين، ذلك انه يواجه اشكالية كبيرة، وتحدي عظيم، لا يواجه مصر وحدها، وإنما يواجه الفكر الإسلامي من حيث هو. التحدي هو كيف يتم التوفيق، بين إقامة الدولة الحديثة، التي تقوم على مفاهيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمساواة التامة بين الرجال والنساء، وبين الحفاظ على عقيدة الأمة، في التمسك بدينها، وثقافتها الإسلامية، التي يبدو تناقضها مع هذه المفاهيم واضحاً. هذا المأزق لا يخرج منه مصر، بأن تعتمد على الإسلام الذي يقدمه الأزهر، أو من يسمون المسلمين المعتدلين، ممن يحاول المثقفون المصريون، الآن، اتخاذهم بديل عن الاخوان المسلمين، وذلك لأن كل هؤلاء لا يختلفون مع الاخوان المسلمين، في ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية .. والشريعة الإسلامية وإن كانت صالحة وحكيمة، كل الحكمة، حين طبقت في القرن السابع الميلادي، إلا أنها لا يمكن ان تحقق اليوم ما تنشده الشعوب، من الديمقراطية، والمساواة وحقوق الإنسان. وحين تقصر قوانين الشريعة عن قامة العصر، فإن الإسلام في جوهره، يفي بها تماماً.. ولهذا فإن واجب المفكرين المسلمين، هو ان يفصلوا قوانينهم من روح الإسلام، لا من شريعته، التي طبقت في القرن السابع الميلادي.

    إن على المثقفين المصريين، أن يصروا الآن على الدولة المدنية، ليس من منطلق الفكر العلماني، الرافض للدين، حتى لا يفلح الاخوان المسلمون، وغيرهم من المهووسين، في اقصائهم، وتضليل البسطاء المحبين للدين من عامة الشعب، ولكن من منطلق الإيمان العميق بالدين، دون ان يترددوا في القول بأن الشريعة الإسلامية، التي تفرض قتال غير المسلمين، وتضع الجزية على النصارى، وتقوم على نظام الخلافة، وتعطي المرأة حقوقاً منقوصة بإزاء الرجل، وتقبل الرق، وما ملكت أيمانكم، لن تصلح لتحكم المجتمع الحاضر، ولابد من الإجتهاد في أحكامها، بناء على ما جاء في أصل الإسلام. ولما كانت الإجتهادات كثيرة، والمفاهيم الدينية مختلفة، ومتباينة، فإن الواجب الآن هو ان يبعد الدين عن الحكم، وتقوم دولة مدنية، يكون من مهامها فتح المنابر الحرة، للحوار حول مختلف الاجتهادات الدينية، وغير الدينية، ليسود الفكر الصحيح، الذي يقنع الجماهير في نهاية المطاف. وهذا العمل في اقامة دولة مدنية، تهيئ المناخ لحوار فكري عميق، هو عمل في حقيقته منسجم مع جوهر الدين، لأنه السبيل الوحيد لإظهار الفهم الصحيح وسيادته.

    د. عمر القراي

    -----------------------

    تأكيداً لتذمر قطاعات واسعة من الاسلاميين : الاسلامى البروفيسور مصطفى ادريس يطرح منفستو للخروج من الازمة

    August 31, 2013

    00065(صحف)

    الرئيس القادم للسودان

    كيف يهيئ الرئيس البشير لخليفته الوصول إلى الحكم

    بروفيسور مصطفى إدريس البشير

    في الآونة الأخيرة انشغلت الأوساط السياسية بلغط كبير ظل يدور حول من هو الرئيس القادم للسودان وقد تعزز ذلك الجدل وتصاعد بسبب التصريحات المتكررة للرئيس البشير حول عدم رغبته في الترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، وكذلك انشغلت الساحة بما يأتي من ردود أفعال على تصريحات الرئيس تلك، خاصة من القيادات النافذة في الدولة والحزب بسبب ما تتناقله الوسائط الإعلامية عن الصراع المستتر فيما بينها حول خلافة الرئيس، ومهما اختلف الناس في تأويل تلك التصريحات وما أثارته من ردود أفعال وتخمينات تدور في مجملها حول ما إذا كانت تلك التصريحات تنطلق في هذه المرحلة بغرض جس النبض لمعرفة الرؤوس المتطلعة للمنافسة والعمل على إقصائها أو تهميشها أو حرقها وإبعادها عن الساحة مبكراً أم لفتح الباب على مصراعيه للطبالين والزمارين ليبدأوا الحملة الانتخابية للرئيس مبكراً ويسوقوا الحجج والبراهين ويقدموا الأزلام والقرابين ويبيعوا الدين بالعجين ليقنعونا بأن الرئيس البشير لا بديل له في الساحة ولا بد من إزالة كل الحواجز التي تحول دون ترشحه سواء كانت دستورية أو صحية أو كفائية فكلها يجب أن تزال لإنقاذ البلاد من الويلات التي تنتظرها إن غاب الرئيس عن المشهد السياسي العصيب الذي تواجهه البلاد في هذا الظرف.

    وفي المقابل قد يحسن بعضنا الظن فيقول إن تلك التصريحات التي يطلقها الرئيس تجيء في إطار تمهيد الساحة السياسية لفتح حوار واسع وتشاور عميق داخل الحزب الحاكم وخارجه لخلق أرضية واسعة للاتفاق على كيفية اختيار من يقود السودان في المرحلة القادمة وإني لأرجو أن يكون ذلك كذلك وألا يخيب ظننا في إخواننا الممسكين بتلابيب السلطة هذه المرة أيضاً كما ظل هو الحال خلال عقدين أو أكثر من الزمان.

    دعونا نصدق تلك التصريحات ونقول إن ذلك توجه صادق من الرئيس للتنحي بسبب العوائق الدستورية أو أنه أدرك حجم انسداد الأفق السياسي وعدم قدرة النظام الحاكم الذي يترأسه اليوم على إيجاد حلول مقبولة لمشكلات السودان التي كادت تعصف بما تبقى منه أو تشظيه إلى كنتونات متناحرة. ومن ثم لا بد من إفساح المجال لآخرين من الشباب ليقودوا المرحلة القادمة كما ألمح بذلك الرئيس أيضاً. ولا شك عندي بأنه إذا أصر على عدم ترشحه وجعل ذلك واقعاً ماثلاً فستكون تلك إحدى المبادرات النادرة في منطقتنا العربية في هذا الظرف الذي يتساقط فيه الطغاة واحداً تلو الآخر بعد تكاليف باهظة تدفعها الشعوب دماءً زكية وإمكانات مهدرة وواقع محطم بعد رحيلهم يصعب إصلاحه على المدى القريب مهما صدقت النوايا ووضحت الخطط وتوفر الحماس عند الثوار. فهل يا ترى يقوم الرئيس مبكراً قبل الانتخابات القادمة بترتيب استحقاقات ذلك التنازل عن الترشح ويمهد الطريق لخليفته الذي تختاره الأمة بكامل إرادتها وحريتها في انتخابات حرة ونزيهة؟ نقول ذلك لأننا نعلم يقيناً بأن تنازله في ظل الأوضاع القائمة بدون ترتيبات مدروسة وحكيمة مسبقة تمهد لانتخابات الرئيس القادم للسودان ستتولد عنه إفرازات أكثر سلبية على حزبه الحاكم نفسه وعلى البلاد قاطبة وستكون تلك العواقب أسوأ من تلك التي خلفها الطغاة الذين أُطيحوا في ليبيا واليمن ومصر والعراق بسبب هشاشة الأوضاع القائمة حالياً في السودان وضعف السلطة المركزية وتضاؤل قدراتها في حماية البلاد كما تبين من الأحداث الأخيرة في أم روابة وأبو كرشولا.

    فالكل يعلم أن الحزب الحاكم قد تشكلت بداخله كتل متصارعة وأصبح الخلاف بينها عميقاً ولم يسلم منه حتى الشباب والطلاب والقوات النظامية (السائحون) ناهيك عن القيادات السياسية العليا في قمة الهرم التي تتراشق بالأسهم الناعمة والكيد الحذر ويقوم كل طرف بتسجيل الأهداف في مرمى الطرف الآخر كلما سنحت له الظروف والمعطيات السياسية وإن تعارض ذلك مع مصالح الأمة العليا. وقد شاهدنا إفرازات تلك الأحداث المتلاحقة خلال الأعوام الثلاثة الماضية في شكل مذكرات جماعية ولقاءات مغلقة انتهت إلى مواجهات وملاسنات واستقالات وإقالات ومواقف متضاربة تجاه قضايا السلام والحرب ومعالجة الفساد وضعف أداء الجهاز التنفيذي. بل وشهدنا ما أسمته السلطة نفسها مؤامرات تخريبية انقلابية قامت بها عناصر من فلذات أكباد النظام وتبوأت أرفع المناصب والمسؤوليات الميدانية وأخطرها في مسيرة الإنقاذ والذود عنها وما زال بعضهم يخضع للتحقيق خلف القضبان أو الإقامة الجبرية..

    أما البلاد فتموج بالحروب المستعرة والمدمرة في عدة جبهات وتتوسع دائرتها لتقترب من المركز حيث (الطيارة تقوم والحكومة تنوم) كما يقول البعض وما أحداث أم روابة واللَّه كريم وأبو كرشولا منا ببعيد. هذا بجانب الصراعات القبلية والجهوية التي امتدت إلى داخل القبائل والعشائر والبطون والأفخاذ مع الاستخدام المفرط للسلاح في أخذ الثارات والانتقام من الخصوم الذين هم من أبناء العموم في غالب الأحيان. ولم تسلم من ذلك جهة أو ضاحية في السودان كما يرد من حين لآخر في وسائل الإعلام.

    أما الأزمة الاقتصادية فقد أصبحت خانقة واشتدت وطأتها على المواطن الصابر الذي أصيب بالذهول من مفارقات ما يجري في السوق بصورة يومية. وانهيار الجنيه وتراجعه أمام الدولار ولن يخفف من آثار تلك الأزمة الاقتصادية الحديث المعسول عن عائدات الذهب التي يذهب جلها إلى حيث لا حيث ويتسلل غالبه ذهباً إلى خارج البلاد عبر الممرات الشرعية التي تحرسها أجهزة السلطة القائمة. ولن تنقشع الأزمة الاقتصادية بالعائدات من تصدير بترول الجنوب في ظل عجز إداري مستحكم وفساد واسع يزكم الأنوف وحصار دولي خانق يجيء في غالبه بما كسبت أيدينا وأطلقته ألسنتنا التي عجزنا عن إلجامها عن الخوض فيما لا نتحسب لعواقبه.

    في ظل هذه الأوضاع إننا لنرجو أن يكون الرئيس الذي اعترف شخصياً بالتقصير في حق الأمة كما صرح بذلك سلفه قد عقد العزم على التغيير الذي يبدأ به هو نفسه وذلك برفض الترشح لرئاسة الجمهورية امتثالاً للدستور الذي تحكم به البلاد حالياً وإدراكاً منه لحجم كل تلك الأزمات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد والتي أفرزها طول المكث في السلطة وما ترتب عليه من أوضاع غير مستقرة للرئيس نفسه.

    الأزمات في السودان بالتأكيد مرشحة للمزيد من التعقيدات كما هو واضح من مجريات الأمور خلال السنوات الماضية في ظل التوجهات السياسية القائمة التي تغيب فيها الحريات والشفافية وحكم القانون وتعاني فيها مؤسسات الدولة من العجز التام في الاستجابة لمتطلبات الظرف الراهن في كافة المجالات الأمنية منها والاقتصادية والاجتماعية كما تبين من أحداث أبو كرشولا والسيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد وأصبحت نقمة بدل أن تكون نعمة. كل ذلك يحدث بسبب إفلاس الكبار الممسكين بزمام الأمور الذين أصبحوا عبئاً ثقيلاً على أنفسهم قبل أن يصيروا عبئاً على البلاد. فمعظمهم يعاني من أمراض مزمنة وتقدمت بهم السن. وأصبحوا كذلك عبئاً على ذويهم بما تتناقله مجالس المدينة ومروجو الإشاعات عن سوء أدائهم وإدارتهم للبلاد وما تسببوا فيه من مآسي للسودان في وحدته وأمنه واقتصاده وتهتك نسيجه الاجتماعي خلال ربع قرن من الزمان في الحكم وهي ذات الوجوه التي ضيعت المشروع الحضاري الذي أوصلهم إلى الحكم وقبرته قبل ضياع البلاد بأكملها.

    فهل يا ترى سيقوم الرئيس بخطوات رادكالية في هذه المرحلة الفارقة في تاريخ السودان كما ورد في الأخبار عن عزمه طرح مبادرات جريئة عقب عيد الفطر يمهد بها لتغيير حقيقي يعين على مجابهة القضايا الوطنية الكبرى العالقة بالبلاد عامة ويحافظ ما تبقى من ماء وجه للإسلاميين الحيارى الذين يصح على غالبيتهم قول الشاعر (وجرم جره سفهاء قوم فحل بغير جارمه العذاب).

    أولى تلك الخطوات في الطريق الصحيح التي يجب أن يقوم بها الرئيس للتمهيد لانتخابات عامة نزيهة واختيار خليفة له في الرئاسة هي الوقوف خلال الفترة المتبقية للانتخابات في منطقة محايدة عن كل ما يدور في الساحة السياسية بحق وحقيقة ويعلن بالصوت العالي تنازله عن رئاسة المؤتمر الوطني وعضويته ويفطم المؤتمر الوطني من الرضاعة من ثدي الدولة واستخدام مقدرات الأمة. وأعلم يقيناً أن تلك رغبة صادقة وأشواق يتطلع إليها الغالبية العظمى من بقية أهل العزائم في الحركة الإسلامية ونفر من الصادقين في عضوية المؤتمر الوطني الذين يعتبرون بقاءهم فيه هو أخف الأضرار التي لا مناص من الاكتواء بأحدها، وكذلك يمكن التماس تلك الرغبة في حيادية الرئيس لدى أوساط معارضين أشاوس كبار للنظام ولهم وزنهم في الساحة.

    وعلى الرئيس ثانياً أن يبدأ بصورة جادة في تنفيذ ما صرح به أمام البرلمان مؤخراً وعلى رأس ذلك إطلاق الحريات وفتح الباب للإعلام الجاد وللخبراء ليتناولوا ما يدور في مؤسسات الدولة بشفافية في كافة وسائل الإعلام لا يحدهم إلا القانون الذي تعاد له هيبته في إنفاذ العدالة الناجزة على الجميع دون استثناء، وكذلك على الرئيس أن يقود حواراً واسعاً بين القوى السياسية ويستعين بها في الحوار مع الحركات المسلحة بكافة أطيافها لاقناعهم بوضع السلاح جانباً والانخراط في العمل السياسي السلمي وإقامة التحالفات فيما بينها لتشكيل أحزاب تخوض المعركة الانتخابية القادمة في ظل حريات مشرعة وفرص متكافئة للمنافسة.

    وعلى الرئيس ثالثاً أن يحل الحكومة القائمة وتصبح حكومة تصريف أعمال لمدة ثلاثة أشهر يقود فيها الرئيس مشاورات واسعة مع كل ألوان الطيف لانعقاد مؤتمر قومي جامع تحت رئاسته لوضع قواعد عامة لإدارة المرحلة القادمة بما في ذلك كيفية التوافق على صياغة الدستور وإجازته وتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية يرأسها رئيس وزراء مكلف تحت قيادته الرمزية لإدارة المرحلة القادمة حتى الانتخابات وفق برنامج محدد يقرره المؤتمر الجامع.

    إن فعل الرئيس ذلك فسيجنب البلاد التمزق والمزيد من التشظي الذي أراه رأي العين قاب قوسين أو أدنى وسيجنب حزبه إن كان يحرص على بقائه في الساحة بعد خروجه منه مصير أحزاب صدام وبن علي ومبارك والأسد وشاوسسكو ولجان القذافي، بتلك الترتيبات تبقى حظوظ المؤتمر الوطني أكبر في البقاء في الساحة في حالة خسارته الانتخابات القادمة، إذا تمكن من إحداث وفاق وطني شامل يقوم على التصافي وفق الترتيبات التصالحية التي تجمع عليها كافة مكونات الأمة في ظل حريات مشرعة وعدالة ناجزة ترد الحقوق الثابتة بالتثبت والعدالة الناجزة. بتلك الترتيبات ربما دخل الرئيس رغم كل ما حدث في عهده في سجل الخالدين التوابين في تاريخ السودان، خاصة إذا أثمرت تلك الخطوات عن انتخابات حرة تأتي برجل قوي أمين حكيم حفيظ عليم ومواكب يقود الأمة في المرحلة القادمة في إطار ما يتفق عليه الإجماع الوطني ويخرج بها من الوضع الراهن الذي تشوبه الضبابية وعدم وضوح الرؤية.

    إن تمت تلك الترتيبات للمرحلة الانتقالية من الرئيس وتواثقت في إطارها كل الأطراف السياسية وأجمعت بأن الهدف الأكبر والأهم هو الوصول إلى مؤسسات سيادية منتخبة في أجواء حرة ونزيهة يشارك فيها الجميع دون عزل أو اقصاء وتحت رقابة محلية وإقليمية ودولية فلا مجال حينها للخوف من عواقب تلك الترتيبات. فالمؤسسات المنتخبة من الشعب يمكنها أن تقود حملة الاصلاح وتقيم العدالة الناجزة التي ترد الحقوق لأصحابها في إطار قانوني راسخ غير متعجل للانتقام، وفي إطار وحدود ما تعارفت عليه الأمة السودانية في تاريخها الممتد منذ الاستقلال من تسامح ودفن للأحقاد ولن يكون أهل السودان أقل قدراً مما فعله أهل جنوب إفريقيا وأهل كردستان العراق من تسامح حصدوا ثماره أمناً ورخاءً في فترة وجيزة.

    وحقيقة الأمر لا توجد عندنا في السودان المعاصر أي جهة سياسية يمكنها التبرؤ من الضلوع في خلق الواقع المعاش اليوم في السودان، فالكل حمل السلاح والكل عاث الفساد وحماه عندما تولى السلطة ولكم أن تعودوا لمراحل الصراع على السلطة منذ الاستقلال وحتى اليوم فستجدون أمثلة كثيرة لا يسمح الظرف للتفصيل فيها، فهل لنا من توبة جماعية وتغيير جذري يأتي بدماء جديدة في أحزابنا السياسية لم تشارك الكبار في مراراتهم وانقلاباتهم على بعضهم البعض خلال ستين عاماً؟

    بعد هذه المقدمة المطولة وفي ظل هذه الظروف الضاغطة التي تعيشها البلاد دعونا نحلم ونقوم بتحديد مواصفات الرئيس القادم الذي يحتاجه السودان في المرحلة القادمة بعيداً عما يدور من سجالات وحوار حول من هو شخص الرئيس القادم من بين الذين يتعاركون داخل المؤتمر الوطني أو من بين أولئك الذين تحدثهم أنفسهم بإطاحة النظام بالقوة أو أولئك الذين يطمحون في الوصول إلى الرئاسة عبر صناديق الاقتراع رغم ما تشهد به الوقائع التاريخية المعاشة لسنين عددا في الانتخابات التي جرت في بلادنا ودول الجوار العربي والتي تقول باستحالة التغيير. فلن يحدث ذلك أبداً إلا إذا تغيرت توجهات القائمين بالأمر وفقاً للترتيبات التي وردت أعلاه.

    إن التأمل في الهموم والقضايا الكبيرة في هذا الوطن المبتلى بأمراض شتى مزمنة هو الذي يرسم لنا الملامح المهمة في شخصية الرئيس القادم للسودان والتي تمكنه من مواجهة تلك المهام الصعبة ونحتاج كذلك لمعرفة الكيفية التي نتبعها لنأتي به إلى سدة الحكم، وهذا ما سنناقشه في المقالات القادمة إن شاء اللَّه.. ونواصل.

    (الانتباهة)

    ------------------

    قال إنها تصطدم بعقبة مجموعات داخل السلطة لاترغب في التغيير


    غازي:مبادارت "الوطني" ضعيفة ولن تؤدي إلى الإصلاح المطلوب


    القضارف:عمار الضو:

    وصف القيادي البارز بالمؤتمر الوطني ،الدكتورغازي صلاح الدين، المبادرات السياسية الدائرة الان من قبل الحزب بالضعيفة ولاتؤدي الى الاصلاح السياسي في السودان بعد أن اصطدمت بعقبة مجموعات داخل السلطة لاترغب في التغيير.
    واشار صلاح لدى لقائه قيادات (سائحون) بالقضارف الى ان ازمة السودان فكرية في المقام الاول ،مؤكداً ان عددا من القيادات اضحوا يتشبثون بالسلطة دون اية رؤية سياسية، وقال ان الاصلاح السياسي يجب ان يقوم على افكار للخروج من الازمة الدائرة الان بدلا عن الصفقات السياسية المبنية على الافراد ،ودعا صلاح الدين، الشباب الى تجديد افكارهم والتحلي بروح المبادرة، وانتقد النزعة العرقية والجهوية التي قال انها اصبحت طابعا للمادة السياسية الدائرة الان.

    --------------

    استراحة الجمعة

    30/08/2013 13:52:00

    حجم الخط: Decrease font Enlarge font
    يوسف عبد المنان

    { عندما سئل السيد "محمد الحسن الأمين"، رئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية في البرلمان، عن موقف السودان الضبابي حيال ما يجري في سوريا بعد جرائم نظام "الأسد" في حق شعبه، قال الأمين: (خلونا في ضبابيتنا دي).. والله إنت وحدك موقفك ضبابي.. الشعب السوداني مع أحرار سورياً ومصر والعراق واليمن.. ومع ثورات الربيع العربي ومع.. ومع.. أما الضبابية فإنها لن تفيد يا أخي الكريم، نحن بالحرب قانعون وبالمواجهة قانعون.. عنواننا الشعب الجسور.. فشكراً لكل من حاربنا وقطع عنا بتروله.. والأيام دول، وما تظنه اليوم قوياً سيصبح غداً ضعيفاً، ولا تفسدوا علينا أحزاننا بمواجع جديدة!!
    { العميد "سوركتي" نائب "الطيب مصطفى" في منبر السلام، قال إنهم يفكرون في وراثة الحكم ويعدّون أنفسهم البديل للمؤتمر الوطني! من حق "الطيب مصطفى" أن يفكر في مقعد ابن أخته.. ويحلم "سوركتي" بمنصب وزير الدفاع، ولكن المؤكد جداً أن دولة منبر السلام ستمزق ما تبقى من السودان لدويلات صغيرة ضعيفة مشحونة صدورها بالإحن والأحقاد، تقاتل بعضها البعض.. ببركة يوم الجمعة ربنا لا تسلط علينا من لا يخافك أو يرحمنا.
    { كيف يذرف الأستاذ "محمد محمد خير" الدموع على حجب السلطة الثقافية في السودان لكتب الروائي "عبد العزيز بركة ساكن" التي يقول "محمد محمد خير" إن الحجب يفيدها في الذيوع والانتشار ويمد الكاتب بأوكسجين إضافي.. ولكن "محمد محمد خير" ماذا يفعل هو سواء من موقعه كمستشار للسيد وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم وكصديق حميم ومقرب جداً من الدكتور "أمين حسن عمر"؟! يستطيع "خير" أن يقول (خيراً) ويرفع أصدقاؤه وأحباؤه الحظر عن رواية (الجنقو مسامير الأرض) والعفو عن رواية (مسيح دارفور) مثلما عفا الوزير السابق "السميح الصديق" عن الكاتب عندما عدّ ما كتب إساءة وإشانة سمعة لقبيلته من جهة "عبد العزيز بركة". ولكن يا "محمد" أقطع ذراعي اليمين على قول "عبد الناصر"، أن وزير الثقافة والإعلام وكثير من وزراء الثقافة بولايات السودان لم يسمعوا في حياتهم بمن ذكرتهم زاويتك من أقاصي الدنيا، وربما يتساءل بعضهم من هو "لورانس" و"سارتر" و"أشينو أشيبي" و"سنغور" و"ماركيز"؟ وحتى في الوسط الصحافي قال رئيس تحرير صحيفة يومية مشهور إنه لا يحب الشعر والشعراء ولا يقرأ الروايات والكُتب السياسية.
    { قرأت أسماء الفرق الولائية المرشحة للصعود للدوري الممتاز، فوجدت فريقين للشرطة أحدهما من بابنوسة وآخر من كادوقلي.. ومن الأسماء التي تخوض المنافسة الآن (النضال النهود).. أخشى أن يكون هذا الفريق نهض مكان نادي (السلام النهود) التاريخي.. ومن دنقلا فريق اسمه (الخناق).. ومن بربر فريق اسمه (الدكة).. و(الجبل) من كريمة.. و(حي العرب) من حلفا.. فهل في حلفا عرب لهم أحياء من بورتسودان.. وهل بكريمة جبال؟ بقية الفرق المنافسة على الصعود ما بين الرابطة سنار وكوستي وهلال الفاشر وأم روابة وبورتسودان والشمالية الدامر والعيلفون.
    { في غضون شهر أغسطس وحده وقع "عثمان يوسف كبر" والي شمال دارفور على اتفاق صلح بين الرزيقات الأبالة والبني حسين البقارة في الفاشر.. وقبل جفاف حبر التوقيع، خاض "عثمان كبر" في حل صراع الرزيقات والمعاليا وكتب له التوفيق والنجاح في عبور جسر الإخفاق رغم العواطف و(الكماين) والتربص به.. دارفور تنفق نصف ميزانية تنميتها في المصالحات التي تعقب الحروب، وشمال دارفور أصبحت هي الأم التي تحتضن بقية الأبناء.. و"عثمان كبر" قائد سياسي ناجح تتجاوز حدود مسؤولياته جغرافية شمال دارفور، وتتمدد إلى بقية الولايات، ويعدّه الولاة كبيرهم الذي ينبغي أن يعلمهم الحكم!!


                  

09-04-2013, 10:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)




    الوطني» يستبعد أن يقود غازي انشقاقاً جديداً


    الخرطوم : حمد الطاهر :

    كشف قطاع التنظيم بالمؤتمر الوطني، عن لائحة تحاسب كل من يثبت تفلته ،وتبدأ العقوبة بالتوبيخ ، وتنتهي بتجميد العضوية والفصل نهائيا عن الحزب. وتحفظ القطاع على اي اتجاه لاستدعاء او مساءلة العضوين ،الدكتور غازي صلاح الدين وعبد الحميد موسى كاشا حول انتقاد سياسة الحزب واتهام قيادات بالوقوف خلف صراع المعاليا والرزيقات الاخير.
    وقال رئيس قطاع التنظيم بالمؤتمر الوطني، المهندس حامد صديق، في تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع امس، لابد من تعريف التفلت وليس كل صاحب رأي متفلت ،»ولكن اذا ثبت لنا عكس ذلك لدينا لائحة للضبط والمراقبة تنزل عقوبات مختلفة ،تبدأ بالتوبيخ والعقوبة الروحية لتزكية النفس وتنتهي بتجميد العضوية والفصل نهائيا عن الحزب»، مبينا ان قطاع التنظيم طبق كل هذه العقوبات على حسب مأخذ العضوية، وزاد « خلونا نشوف كاشا عنده شنو ؟» .
    واكد صديق، ان المحاسبة داخل المؤتمر الوطني غير مركزية وانما ولائية وقد تصبح محلية ،واضاف أن كل العقوبات مادون الفصل والتجميد تتخذ ولائيا، ولكن الفصل يتم بموافقة المركز ، واستبعد رئيس قطاع التنظيم بالمؤتمر الوطني، ان يقود القيادي بالحزب الدكتور غازي صلاح الدين انشقاقاً جديداً داخل المؤتمر الوطني ،وقال ان صلاح الدين عضو في الحزب والمكتب القيادي، ويحضر اجتماعاته ومن حقه ان يقول رأيه ،وقلل من الحديث حول قيادة غازي لخط الاصلاح داخل الحزب، وقال « كلنا قادة في اصلاح «
    واكد صديق ان اجتماع قطاع التنظيم بحث قضية حصر العضوية في الولاية وضرورة تنمية الحس التنظيمي للعضوية، ووقف على اداء الولايات والجهود المبذولة في الامانة. وزاد « عضوية الحزب في تنامٍ ،والان نعد لبناء الحزب وسوف تبدأ اجراءاته في شهر ابريل القادم

    ----------

    حكومة القضارف تعتذر عن استقبال وفد بقيادة د. «غازي صلاح الدين»


    حكومة القضارف تعتذر عن استقبال وفد بقيادة د. «غازي صلاح الدين»




    عقد ندوة عاصفة في القضارف

    09-04-2013 07:40 AM
    القضارف - سليمان مختار

    رفضت حكومة ولاية القضارف وقياداتها استقبال د. «غازي صلاح الدين العتباني» القيادى بالوطني والرئيس السابق للكتلة البرلمانية للوطني السابق، ورئيس نواب جنوب دارفور بالبرلمان «عبد المنعم أم بدي» باعتبار أن الزيارة غير رسمية. وقال الناطق الرسمى باسم (سائحون) بولاية القضارف إن الجهات الرسمية لحكومة ولاية القضارف رفضت استقبالهم، لأسباب لم تسمها، وعقد د. «غازي» ندوة عاصفة في القضارف حول مستقبل الحكم في البلاد والإصلاحات الواجبة.

    المجهر

    ----------------

    كاشا يكشف عن ضلوع قيادات من حزب البشير في الصراع بين المعاليا والرزيقات


    كاشا يكشف عن ضلوع قيادات من حزب البشير في الصراع بين المعاليا والرزيقات

    لوّح بالتنحي عن منصبه..وعارف اجتمعوا وين وكتبوا شنو

    09-04-2013 07:36 AM


    الخرطوم: عمار موسى
    أزاح والي شرق دارفور عبد الحميد موسى كاشا النقاب عن تفاصيل ومعلومات جديدة بشأن الصراع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا كشف عن ضلوع قيادات بالمؤتمر الوطني بالولاية في تأجيج الصراع لأجل الإستوزار، وقال كاشا في المنبر الإعلامي للاتحاد العام للطلاب السودانين بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح ظهر : إن هناك قيادات من المؤتمر الوطني تورطت في الصراع بين القبيلتين بغرض الإستوزار وأردف أنه يمتلك معلومات ومستندات تؤكد ما ذهب إليه وقال: «عندي كل المستندات التي تدينهم، وعارف اجتمعوا وين وكتبوا شنو» فيما نفى كاشا بشدة مزاعم امتلاكه لمليشيات تعمل لصالحه قبل أن يبرئ ساحة قبيلة المعاليا من التمرد وخروجها عن القانون وقال: أتحدى كائن من كان أن يثبت أن الوالي يمتلك مليشيا مضيفاً وأعلن بأن المعاليا براءة من التمرد والوثائق تثبت أن مجموعة من القبيلة خرجوا عن الدولة وشقوا عصا الطاعة لكن هذا لا يعني أن المعاليا تمردت في حين المح إلى أن هناك أجندة خفية تسعى لخلق الفتنة مفنداً إدعاءات إقصائه للقبائل وقال: إن هذا الإدعاء غير سليم وغير حقيقي ملوحاً بالتنحي عن منصبه حالما يثبت تورطه في الإنحياز للقبيلة. وقال: أفضل مغادرة موقعي ولا أوصف بالقبلية وتابع قائلاً« لو القبيلة أصبحت جزءاً من تفكيرنا على الدنيا السلام».

    الوطن

    -------------

    علي محمود" .. رفع الدعم (السنوي)!!

    02/09/2013 13:52:00

    الهندى عز الدين


    } في مطلع يونيو عام (2011)، وفي عهد الوزير "علي محمود"، نفذت الحكومة زيادة في أسعار المحروقات، إذ ارتفع سعر جالون البنزين من (6.5) جنيهات إلى (8.5) جنيهات، فيما ارتفع سعر الجازولين إلى (6.5) جنيهات. وبعد عام واحد بالضبط، وفي يونيو (2012)، دفع وزير المالية - نفسه - "علي محمود عبد الرسول" بمقترح إلى البرلمان يقضي بزيادات جديدة على أسعار المحروقات، وطبقت مؤسسة النفط الحكومية الزيادات في محطات الوقود (ليلاً) قبل إجازتها في (البرلمان) بيوم، ما أدخل المجلس الوطني في حرج بالغ، واهتزت صورته - المهتزة - لدى الرأي العام، فلم يجد (النواب) غير تخفيض قيمة الزيادة - (المطبقة) - جنيهاً واحداً لجالون البنزين ومثله للجازولين، ليصبح سعر البنزين (12.5) جنيهاً والجازولين (8) جنيهات!
    } وقبل حلول (يونيو) عام (2013) بدأ "علي محمود"، بمساعدة محافظ البنك المركزي "محمد خير الزبير"، حركة دائبة لإقناع الرئيس "البشير" وقيادة الدولة بضرورة فرض زيادة جديدة على أسعار المحروقات تحت شعار (رفع الدعم عن السلع)!!
    } زيادة البنزين في العام (2011) بلغت نسبة (30%)، فيما بلغت زيادة العام الفائت (2012) نسبة (47%)!! ولا ندري كم تبلغ زيادة "علي محمود" لهذا العام؟!


    } أمس الأول عقد وزير المالية - برفقة وزير الدولة ووكيل الوزارة ومحافظ البنك المركزي - مؤتمراً صحفياً، دعا له أصدقاءه وأحبابه من رؤساء التحرير ومحرري بعض الصفحات الاقتصادية، وغيب الصحف التي توجه إليه النقد بسبب سوء إدارته للاقتصاد السوداني.
    } يريد الوزير "علي محمود" أن يرفع (الدعم) عن المحروقات كل (عام)!! بزعم أن رفع الدعم جزء من (حزمة إجراءات) لتحقيق الاستقرار الاقتصادي!!
    } و(حزمة) "علي محمود" هذه لم تفعل شيئاً غير المزيد من الإفقار والضغط العنيف على المواطن السوداني المسكين.
    } كيف يستقر الاقتصاد برفع أسعار (جميع) السلع إلى درجة تفوق (درجة الغليان) بمجرد إقرار رفع الدعم (المزعوم) عن المحروقات؟!


    } زعم "علي محمود" أن الحكومة تبيع برميل البترول بـ (49) دولاراً، وتدعمه بـ (51) دولاراً، بحساب أن سعر البرميل عالمياً (100) دولار. غير أن الذي نعلمه أن جالون البنزين الواحد سعره في الخرطوم (12.5) جنيهاً، وبما أن البرميل يساوي (44) جالوناً، فإن قيمته تصبح (550) جنيهاً (خمسمائة وخمسون جنيهاً)، وإذا (قسمنا) هذا المبلغ على سعر صرف (الدولار) الرسمي - حسب نشرة بنك السودان وبنوك تجارية أخرى - (5.5) جنيه ليوم أمس (الأحد)، فإن حاصل القسمة يساوي (100) دولار، (مئة دولار)..!! هذا عن البنزين.. يا "علي محمود".. فأين هذا الدعم (المزعوم)؟! ولكن يمكن للسيد الوزير أن يدعي أن وزارته تدعم الجازولين بـ (36) دولاراً للبرميل، وليس (51) دولاراً كما زعم!!
    } وبعيداً عن تفاصيل هذه الحسابات والجدل حولها، فإن السيد الوزير فشل تماماً في إدارة اقتصاد هذه البلاد، وإلا ما لجأ لزيادة أسعار الوقود ثلاث مرات خلال (سنتين) و(شهرين)!!
    } بالله عليكم.. لماذا لا يتواضع "علي محمود" ويذهب هو والوزير "ضرار" ومحافظ البنك المركزي "محمد خير الزبير"، إلى سيادة الدكتور المحترم العالم العلامة "عبد الوهاب عثمان حاج موسى" وزير المالية الأسبق، ليوجهوا إليه السؤال التالي: ماذا فعلت من العام 1996م وحتى العام 2000م وأنت وزير للمالية والاقتصاد، ليستقر سعر صرف (الدولار) لأربع سنوات طويلة قبل دخول عائدات النفط، والذهب، ومليارات "قطر" و"ليبيا" و"الصين"؟! (2.5) مليار دولار حصلت عليها الحكومة العام الفائت كقروض ميسرة.. من قطر (2) مليار.. ومن "ليبيا" (300) مليون دولار، والصين (200) مليون دولار.
    } ما دامت قيادة الدولة مقبلة على تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين، فمن الأجدى أن تنتظر القيادة وزير المالية (القادم)، فقد تكون له آراء ومقترحات وبدائل أفضل من بدائل "علي محمود" وحجوة (الدعم الاجتماعي)، و(حزمة الإجراءات) و(التقشف).. وهلمجرا..
    } عزيزي وزير المالية.. أرجو أن تفارقنا بإحسان، رأفة بثلاثين مليون (مديون


    ------------

    بين وزيرين!!

    02/09/2013 13:52:00

    يوسف عبد المنان


    } من المظاهر السالبة في الحكومات أن تتعدد ألسنتها وتتباعد المسافات بين مكوناتها كأحزاب أو أفراد.. ومن مؤشرات ضعف الأنظمة أن تبدو في داخلها مظاهر الشيخوخة والهرم بأن تصبح الحكومة مراكز قوى متصارعة.. أفيال تطأ الحشائش وأسماك كبيرة تأكل الصغيرة.. وقطط سمان وأخرى هزيلة ضعيفة تجر أذيالها بحثاً عن الطعام.
    } عندما يقف وزير في منبر عام ويخلع ملابس حكومة كان ينبغي له أن يسترها، ويهاجم سياسات هو صانعها، ويقلل من إنجازات هي للحكومة لا للأفراد أو الوزارات، فتلك من المظاهر السالبة التي تجعل المراقب يتنبأ بزوال النظام.. وقد وقف الراحل "الشريف زين العابدين" يوماً في منبر البرلمان ونعى حزبه وحكومته وشريكه، وقال إن حكومته المدعاة بالديمقراطية أضحت (جيفة) تتأفف منها الكلاب.
    } وفي الأسبوع الماضي وقف السيد وزير المالية في حكومة السودان الأستاذ "علي محمود" في ضفة، والسيد وزير المعادن "كمال عبد اللطيف" في ضفة أخرى..


    وإذا كنت خالي ذهن ولا تعلم شيئاً عن أسماء وزراء حكومة السودان ولا تميز بين الحاكم والمعارض، فإن الصورة التي أمامك تنبئك عن وزير مزهو بتجربة التعدين الأهلي ونجاحاتها، وتمددها ومستقبلها.. ولكن أحد قيادات المعارضة آثر أن يقول كلمته بالتقليل من شأن إنجازات الوزير.. ورسم صورة قاتمة لمستقبل التعدين الأهلي.. والحطّ من إنجازات الحكومة. بيد أن ما حدث، أن الذي قلل من شأن التعدين الأهلي هو الوزير (الكبير) في القطاع الاقتصادي الذي بشر ورسم صورة زاهية لمستقبل (أغلى المعادن) في باطن الأرض، وهو وزير أيضاً للمعادن.. والوزيران جمعتهما سنوات الدراسة في الجامعة، والانتماء لحزب واحد، بل العمل لفترات طويلة في ما يعرف بـ (الأجهزة الخاصة).. ما الذي فرق بين "علي محمود" و"كمال عبد اللطيف"؟! هل شعر الأول بالغيرة من الثاني؟! أم ما وراء المنصة كلام مسكوت عنه؟!
    } شيء يدعو للأسف والحسرة أن (ينسف) وزير المالية بعبارات واضحة جداً كل جهود وزير المعادن، ويقول إن عائدات التعدين قد انخفضت عن العام الماضي!!

    وكان أحرى بالوزير أن يقول: وكذلك العملة الوطنية تدهورت، وسعر صرف الجنيه تراجع، والتضخم زاد عن ما كان عليه العام الماضي.. وعلاقات السودان الخارجية تدهورت، وديون السودان تضاعفت، وعجزت المالية عن سداد ما عليها من التزامات!!
    } ولو قيل ما قاله الوزير في اجتماعات مجلس الوزراء أو حتى داخل القطاع الاقتصادي في مجلس الوزراء، لاحترم الوزراء كبيرهم في القطاع المالي.. ولو انتقد كل وزير أداء الآخر في اجتماعات القطاع الاقتصادي لحزبهم، لعُدّ نقداً ذاتياً مطلوباً وضرورياً لإصلاح الحال، ولكن المظهر السالب جداً لنقد وزير المالية لأداء المعادن والانصراف عن الورشة حتى لا يصغي لمن يخالفه الرأي، هو مظهر لا يليق بحكومة يفترض أن يتعلم وزراؤها التضامن والتوحد والانسجام.. ولكن أن يكشف بعضهم عورات بعض بالحق أو بغير الحق لهو واحد من مظاهر شيخوخة الأنظمة، وفقدانها الإحساس بالمسؤولية التضامنية
                  

09-07-2013, 01:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)






    موسى هلال يهاجم كبر ويتهكم على كبر ودولة الفساد

    فيديو خطير
                  

09-07-2013, 01:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    هل فقد موسي هلال صوابه؟!


    هل فقد موسي هلال صوابه؟!


    09-07-2013 09:14 AM
    محمد عبدالله موسي


    لقد تابعت السجال والتراشق الاعلامي بين الشيخ موسي هلال مستشار وزارة الحكم الاتحادي والاستاذ عثمان محمد يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور والاعلام الموالي لهما ،ولقد قرأت العديد من المقالات واللقاءات الصحفية الداعمة لهذا وذاك واعتبرت ذلك خلافات داخل حزب المؤتمر الوطني وصراعات سياسية داخلية لا ناقة لنا فيها ولا جمل .ولكن علمنا فيما بعد ان موسي هلال عمم صراعه السياسي مع الوالي عثمان كبر ليشمل قبيلة البرتي ايضا وقد هدد بالانتقام من قبيلة البرتي باستهداف منطقة الطويشة ومليط وفي بادئ الامر لم اصدق ذلك واعتبرته في إطار الحرب الاعلامية بين الطرفين لاستقطاب وكسب مؤيدين، واتصلنا بالأهل في مليط وقالوا لنا بان المنطقة تشهد حالة من الترقب والتأهب القصوي انتظاراً لهجوم وشيك من موسي هلال عليها والكل يتحسس بندقيته ،وحينها تحركنا لتقصي الامر والاخذ بالامور علي محمل الجد ولقد استمعنا للجهات المعنية بامر المنطقة والقبيلة ومن خلال تنويرهم اتضح لنا بما لا يدع مجال للشك بان الصراع تحول الي صراع من نوع اخر يهدد امن وسلامة المواطن البسيط المغلوب علي امره ،وما زال يساورني الشك والظنون لاعتقادي بان موسي هلال هو رجل سياسي ومستشار بدرجة وزير بغض النظر عن سجله ودوره ازاء الازمة الدارفورية فيما مضي واعتبرته سياسي يفكر بعقلية رجل دولة ولا يمكن ان يجنح لهكذا امور ،ولكن خاب ظني به عندما عزز احد الاصدقاء موقفه الذي ظل يلح عليه بان موسي هلال يخطط ويفكر في تشريد البرتي ويحولهم الي نازحين ومشردين فأرسل لي الصديق تسجيل صوتي علي الإمييل بصوت الشيخ موسي هلال والذي وجدته فيما بعد منشور علي صحيفة الراكوبة ومواقع اخري،

    وبعد الاستماع لهذا التسجيل الصوتي والذي خاطب فيه موسي هلال المؤتمريين في المؤتمر الذي دعا له للصلح بين قبيلته وقبيلة بني حسين في منطقة سرف عمرة بولاية شمال دارفور ومن خلال هذا التسجيل الذي شن فيه هجوما عنيفا علي السلطات الولائية والمركزية فهذا أمر عادي لرجل سياسي له مواقفه ولكن الغريب والمدهش حقاً تناول موسي هلال بهذه العنجهية لكيان اجتماعي وقلل من شأنه واعتبره بانه كيان غير بارز منذ المماليك والانجليز وبل ذهب ابعد من ذلك بإساءته للميارم من قبيلة البرتي وقال بإنهن لا يعرفن الا طبخ البطيخ وسط قحقحات انصاره الذين كانوا حضورا في ذلك اللقاء،وما ذهب إليه موسي هلال سلوك غير مسؤول ومدان وينم عن إستهدافه وحقده علي قبيلة البرتي ويعبر عن ما في جوفه بالاساءات والاستفزازات التي قالها في التسجيل الصوتي مما يؤكد حجم ما يحمله من عداء سافر وشحنات كراهية حيال قبيلة البرتي ، ردي لموسي هلال بان عثمان كبر هو رجل سياسي يجمعكم معه حزب واحد وعليكم بحسم صراعاتكم وخلافاتكم بالطريقة التي ترونها مناسبا ولكن اقحام الكيانات الاجتماعية او محاولة الانتقام من القبائل امر مرفوض تماما واذا بدر منك ذلك ستتوسع حتما ميادين الصراع وشخوصها ،فبدل ان تواجه قلة من ابناء البرتي يجمعكم التنظيم الواحد فستواجه كيان كامل عدد ابنائه يفوق الملايين من البشر منتشرين علي بقاع السودان ،فلا احد يقف مكتوف اليد ويري أهله وعرضه يتعرضان للاعتداء فعليك بتحديد سقف لصراعك مع عثمان كبر وإلا ستدفع الثمن الباهظ. اما موضوع بان قبيلة البرتي ليس الكيان البارز فهو لا يحتاج لرد فهي قبيلة معروفة ومعيار التميز لا يقاس بعدد اللاندكروزرات ولا عدد المليشيات ولا الاعمال السلبية ذات التداعيات الوخيمة والكارثية علي المجتمع وكما قلت انك زعيم عالمي ويمكن ان تعيش في اية مكان في العالم ،فقبيلة البرتي ايضا هي معروفة وكيان عريض من حيث التعداد السكاني وبفضل المتعلمين من ابنائه الذين موجودون في كل الاصعدة في الخدمة المدنية والعسكرية والاحزاب السياسية من اقصي اليسار الي اليمين ولم يكن نبت شيطاني وانما له تاريخه منذ الدولة النوبية –التاريخ الحقيقي وليس المزيف- الي تاريخ السودان الحديث...

    ونقتبس من كتاب الاستاذ محمد البشري ابكر اسماعيل عن تاريخ قبيلة البرتي...بداية الاقتباس.. (لم تجد قبيلة «البرتى» حظا كافيا من الاهتمام من قبل المؤرخين والكتاب الذين سطروا تاريخ السودان ،وقد ظل هذا الاهمال محل بحث مستمر من قبل ناشطين فى هذا المجال لتحديد أصول وتاريخ قبيلة «البرتى» ،سيما الذين ينتمون لهذه القبيلة ذات الإنتشار الواسع بكافة بقاع السودان، فالأستاذ/ محمد البشرى أبكر أحدهم وهو من مواليد مدينة الطويشة «شرق دارفور» عام 1943 معلم بالمعاش ،ومن المهتمين بجمع المعلومات التاريخية منذ عام 1957 ، فقد توصل فى كتابه «تراث وتاريخ قبيلة البرتى » «تحت الطبع» ثمرة جهود مضنية قضاها بحثا عن المعلومة التاريخية من خلال المصادر والمراجع واللقاءات المباشرة بشخصيات تاريخية مواكبة ،توصل الباحث لكشف حقيقة الحقبة الزمنية المفقودة فى تاريخ السودان واستطاع بها فك طلاسم الغموض والأسرار التى لازمت قبيلة «البرتى» .تعريف لقبيلة البرتى جاء تعريف الدكتور عون الشريف قاسم لـ«البر تى» بأنه اسم «نوبى» قديم يعنى «رعاة الماعز» ويطلق الآن على قبيلة البرتى بدارفور وهى كذلك فرع من المناصير قرب بربر، وأشار المؤرخ محمد بن عمر التونسى فى كتابه «تشحيذ الأذهان فى سيرة بلاد العرب فى السودان» إلى أن أصل «البرتى» مختلط «عربى نوبى» ،إلا أن آخرين أرجأوا جذور البرتى إلى «نوبا النيل » بشمالى السودان عندما كان السودان بأسره يسمى بلاد «النوبا» ،ونوبا هو الجد الحقيقى لأهل السودان كما ورد فى طقوس «البرتى» أدناه : «نوبا» جد الجدود و«نامو» جدنا و«تقا» أبونا .وقد وصف المؤرخون أرض البرتى بأنها تمتد جنوب مصر وقد قامت فيها حضارات عظيمة مثل «كرمة ونبتة ومروى» وقد رحل «تقابو» إلى شمال دارفوربعد سقوط مملكة نبتة ،وسمى جبال تقابو باسمه وكان قد سلك وادى البرتى شمال غرب دنقلا الذى هو إمتدادا لوادى هور،وكان ذلك عندما كانوا يعبدون الشمس والقمر ويحجون إلى جبل «البركل» مركز الكهنة فى عاصمتهم «مدو» بجبل تقابو وقالوا فى ذلك بالنوبية القديمة : «برتى مدوى سارى سارى»...«آمو بامو تليق بركول برتلى تلمسى»...«هويا برتى كجارى أمودى» ،وتعنى «برتى مدو يحجون رجالا ونساء إلى جبل البركل » وكان لتقابو ثلاثة أولاد هم «دقر ،كوات ،أرفنا» وأربعة بنات هن «شلنقا ، باسنقا ، ديسا ، سيميا» .ثبت قدم قبيلة البرتى فى إعتناق الأديان منذ أربع حقب زمنية كما أوردوه فى أغانى «القندلة » .جدودكم عبدو «الشمس والقمرا» ويعنى «الوثنية» وبقو «تمالا» وهى «الديانة الإبراهيمية الحنفية » و«يعقوبية» وهى «المسيحية» وآخرتو «لا إله إلا الله محمد رسول الله وهو «الإسلام» .

    وتشير الروايات أن فى عهد الملك «دقر» وهو «ملك البرتى » استجار به «قندا» هو «ابن لرئيس عمال مملكة مروى » وكان يدين بالديانة الإبراهيمية الحنفية ،وتفيد الرواية «أنه ولد لأحد الأمراء توأمان ملتصقان وقام قندا بفصلهما «بدعاء» ففرح الملك وأمر بذهابه إلى مركز الكهنة فى جبال البركل ليدرس عندهم ،ولكن قندا استطاع أن يبطل دعوتهم لعبادة الشمس والقمر ،فدعاهم إلى عبادة الله فصدق به الكهنة وتبعوه وعندما علم الملك بذلك أراد القبض عليه وقتله ولكنه هرب إلى جبال تقابو غربا واستجار بملك البرتى «دقر» ثم استمر غربا وكون جيشا من قبائل غرب السودان وكر راجعا وأسقط مملكة مروى سنة 350 ميلادية وحطم أصنامها» وسجل المؤرخون فى كتاب تاريخ السودان «اعترافا بغموض هذه الفترة من تاريخ السودان لمدة قرنين من الزمان» بعد تقسيم المملكة إلى مشيخات مستقلة ،بينما يحتفظ البرتى بتاريخهم فى هذه الفترة . مات قندا بعد ذلك كما مات ساعده الأيمن «قرى» ملك «البرقو» وقسمت البلاد إلى مشيخات مستقلة «مشيخة البرتى وعاصمتها «قندتو» وتقع «جنوب شندى» ،مشيخة البرقو وعاصمتها «قرى» وتقع شمال بحرى ،مشيخة «سوبا» وعاصمتها «سوبا» ،مشيخة «أتاروى الفونج» وعاصمتها «سنار القديمة» ،مشيخة «قيروى» وعاصمتها سوبا«النيل الأبيض» .وكان «أرفنا» هو أول حاكم مسلم للبرتى ب«قندتو» وقد دخل الإسلام فى عهده ، فقال الباحث أن البرتى إختلطوا بالجعليين لأكثر من قرنين من الزمان وكانت والدة «نافع» و«نفيع» أجداد النافعاب والنفيعاب من البرتى ،وكشف الباحث فى كتابه «من تاريخ وتراث قبيلة البرتى » سر الغموض الذى ظل يساور الجعليين أهل «قندتو» وقد كثرت تساؤلاتهم عن سكان قندتو الأصليين ، كما أشار إليهم جعفر حامد البشير فى كتابه «السودان فى القرية والمدينة» بأن هنالك أناس ضخام الأجسام وتبدو آثارهم أنهم كانوا مسلمين منهم والدة نافع ونفيع ولكنهم رحلوا الآن ولم يعرف عنهم شيئا ،وظل السؤال الدائر فى أذهانهم من هم وما معنى كلمة «قندتو» كاسم غريب فى أوساط الجعليين ، وقال الباحث محمد البشرى مع هذه التساؤلات ينقل لنا عبد الله ود النبيه شاعر الجعليين الذى ينتمى للبرتى من أمه أيضا فى قصيدة مرجعية قوية وبصورة من تمازج اللغة النوبية بالعربية آنذاك تؤكد لنا مشيخة البرتى فى قندتو وعلاقتهم بالجعليين حيث قال :

    تمالو قندتو البتول قيسا وتعنى «حبوبة البرتى» قندتو«الكندو» وتعنى «الشيخ» أرفنا أحمد نامو جدنا «أناتو» و«تعنى عمات» بسنقا وأبا سيميا زمانك الكندو شلنقا نبوة البتول طال الزمن أو قصر يكون ما خلاص الدم شال الدم حتى لو سوبا خربت واتهدم وأفاد الباحث أن محمد سعيد معروف أكد فى كتابه «الجعليون» أن أولاد النبيه من الجعليين بالغرب .وقال محمد البشرى لن «قندتو» سقطت عن البرتى بعد سقوط الدولة الفاطمية فى مصر عام 1173 ميلادية وعودة النوبيين المقاتلين بمصر عندما إدعى «آدم قنقر» القائد النوبى العائد أن «قندتو» أرض أجداده وحارب «أرفنا» ونفاه إلى بارا ومات فيها ومن ثم رجع أولاده إلى «تقابو» فقال شاعرهم عبد الله ود النبيه فى ذلك :قيسا البتول خانوا ......لبيار وتعنى «بيار بارا» سرار نقوا......أرفنا مات ودفنوا .....قام جدنا أحمد نامو برتى برتو .... وخطا بينا تانى فى ديار تقابو ..تعتبر قبيلة البرتى من أوسع القبائل انتشارا فى دارفور وهى القبيلة الوحيدة التى لها أربع إدارات هى «مملكة مليط - شمال الفاشر وتمثل «مليط» العاصمة الإدارية للبرتى وبها رئاسة المملكة ومقر النحاس الذى يميزها ،وملكها هو أحمداى آدم تميم ويعتبر ملك البرتى الحالى «ياسر حسين أحمداى » أحد أحفاده ،نظارة شرق دارفور ـ «إم كدادة» وهى بمثابة المركز الثقافى للقبيلة وناظرها هو ضو البيت عبد الدائم كما تعتبر «الطويشة»المدينة التراثية وهى متزامنة تاريخيا مع مدينة الفاشر وقد أنشأها الملك «دردوق» فى القرن الثامن عشر و«اللعيت»والمدينة التجارية ،مملكة كورما - غرب الفاشر وملكها هو فاروق آدم أحمد ثم شرتاوية «دار سلبو سميات» - شرق الفاشر والشرتاى عليها هو محمد عبد الله أدومة » كما هى أوسع القبائل انتشارا فى السودان ولها ثماني عموديات خارج نطاق إدارتها وهى عمودية «عمودية الدور فى دار زغاوة ، مهاجرية فى دار البرقد ،ربك فى النيل الأبيض ، الفولة فى غرب كردفان ، «سنار وسنجة» فى سنار ،القضارف فى القضارف ثم بورتسودان فى البحر الأحمر» ،كما تعتبر نظارة شرق دارفور أكبر نظارة فى السودان من حيث المساحة وقد أطلق عليها رئيس الجمهورية عمر البشير «ملكة محافظات السودان » حينما قلدها وساما لدورها الريادى فى إزالة محو الأمية الأبجدية بالسودان منذ العام 1995 .

    كما للبرتى قدم السبق واسهام واسع فى التعليم بدارفور ومن أبرز الذين نالوا درجات علمية رفيعة هم «البروفسور/ محمود موسى محمود عبد الجبار،بروفسور/ بشير محمد آدم ،بروفسور/ إبراهيم آدم إبراهيم ،بروفسور/ آدم إسحاق آدم والعديد من حملة الدكتوراة والدرجات العلمية والإدارية الرفيعة منهم «د. محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطنى الإنتقالى ،د.عبد النبى على أحمد حاكم دارفور الأسبق ،د.حسن عبد الوهاب مدير الصيدلة،د. محمد محجوب هارون مدير مركز أبحاث السلام بجامعة الخرطوم ،د. محمد آدم عبد المنعم مدير السكة الحديد الأسبق ،محمد آدم دومة مدير الجمارك الأسبق ، عثمان محمد يوسف كبر والى شمال دارفور ، د. إبراهيم محمد سليمان وزير المالية الأسبق بشمال دارفور ،م/ ألفا هاشم على مهدى وزير الزراعة الأسبق بالنيل الأبيض -عضو المجلس الوطنى ،م/ سبيل عبد الرسول إسحاق الأمين العام للمجلس القومى للتخطيط العمرانى ،د. أحمد إبراهيم يوسف وزير الصحة بشمال دارفور د/صالح ادم اسحق والبروفيسر عبدالله عثمان التوم وآخرين كثر . كان للبرتى دور بارز فى المهدية وهم حملة «الراية الزرقاء» ولهم «تسعة» أمراء منهم «قمر الدين عبد الجبار أمين بيت المال ، أبوعبدالله جودو فات ، حسن أبو كدوك ،أحمد عبد الله أبو جديرى ،على عبد الرسول ،عبد الله ود نور الدين ،عبد الرسول بشارة ،جدو عبد الرسول ،إبراهيم ود أحمد كما برز من أبنائهم فى القيادة العسكرية بالجيش السودانى «الفريق /توفيق صالح حسن أبو كدوك،الفريق /إبراهيم سليمان حسن ،الفريق/ زكريا أحمد آدم ،ومن أشهر مناطقهم بالعاصمة حى أبوكدوك، بأم درمان ،ديم برتى بالخرطوم .إشتهر البرتى بالحكمة وضرب الأمثال ومن أهم صفاتهم «التواضع ،حسن الإجتماع،المقدرة فى حل المعضلات وتسوية الخلافات » وكانوا يشكلون معظم قضاة السلطان «على دينار» منهم «القادنقا بأم كدادة» ومنهم «عبد الوهاب »والد الدكتور/ حسن عبد الوهاب ،ويعتمد البرتى فى كسبهم على الزراعة بشقيها النباتى والحيوانى لاعتقادهم بأن مال «الجراية» وهى آلة الحشاشة من صميم الكسب الحلال .) ..انتهي الاقتباس.

    وبعد الصراعات والخلافات بين ابناء دارفور في الدولة المهدية و الخليفة عبدالله التعايشي قبيل الغزو الانجليزي علي السودان وانسحاب ابناء دارفور صوب دارفور فكان الامير قمرالدين عبدالجبار هو قائد ابناء دارفور في رحلة العودة بحكم موقعه المتقدم في الدولة المهدية وعلي مشارف الفاشر تنازل عن القيادة للسلطان علي دينار اكراما له لدور اجداده الريادي في حكم دارفور والذي بدوره ذهب الي الفاشر واستعادة امجاد اسلافه وظل الامير قمر الدين من رجالات علي دينار الاوفياء وقائد الجيوش حتي استشهد في احدي المعارك مع سلطنة وداي.

    اما حديثك عن (برتتة) الولاية فهذا حديث غير صحيح لان قبيلة البرتي رغم انتشارها الواسع في ولاية شمال دارفور لم تستفيد ككيان اجتماعي بوجود الوالي عثمان كبر في الولاية، وبل ابناء البرتي يعتبرون انفسهم اكثر تهميشا علي مستوي السودان من غيرهم ،ومناطقهم الان الاكثر تخلفا من حيث التنمية والمشاركة السياسية والآلاف من ابنائها الخرجين من الجامعات والمعاهد من حملة البكلاريوس والماجستير وحتي الدكتوراة عاطلين عن العمل. وعلي مستوي الولاية بادر احد ابناء القبيلة بمنافسة الوالي الحالي في الانتخابات السابقة بمرشح نافس الوالي تنافساً شرساً حصد فيه 118 الف من الاصوات وبالتالي لا يوجد عمل منهجي للهيمنة علي الولاية لان قبيلة البرتي بتواضعها واعتدالها لن تلجأ او تفكر قط في هكذا سلوك ،فانظر علي الحكومات الاتحادية والاقليمية فهي لم تنال اية موقع دستوري او تنفيذي واحد علي مستوي المركز والسلطة الاقليمية ولا حتي منصب وكيل وزارة وهذا هو التهميش بعينه مقارنة بثقلها الاجتماعي بدارفور والسودان بشكل عام.

    فيما يختص عن حديثك بان (البرتاويات) لا يعرفنّ الا طبخ البطيخ فهذا حديث غير مسؤول وينم عن الافلاس بالاساءة علي ميارم البرتي فهن مشهورات باجادة كل فنون الطبخ ولكي تتأكد من ذلك عليك بدخول بيت اية برتاوي في اية مكان لتري بأم عينك تميز المائدة البرتاوية وتفردها واضف علي ذلك شهادة من حضروا مؤتمر البرتي بمليط عام 1995 والذي شرفوه ضيوف علي مستوي المحلي والقومي وما زالوا الضيوف يتحدثون عن الكرم الفياض الذي وجدوه والموائد وانواع الطعام واشكاله وما زالوا يراودهم الحنين الي تلك البقعة لزيارتها مرة اخري حتي يتذوقوا من فن الطبخ البرتاوي، وكما اهلنا الابالة مشتهرين بالالبان ومشتقاتها فالبرتي ايضا يعشقون البطيخ ومشتهرين بها وما العيب في ذلك؟! ،فهل عشق الالبان واجادة طبخها عيب علي اهلنا الابالة ؟!

    عموما ما كنت أود ان ادخل في هذا السجال الاعلامي والمعارك من غير معترك والتمترس والتقوقع في الاطر القبلية الضيقة ولكن استفزني سلوك موسي هلال باستهتاره واستفزازه بالاخرين ونرجو ان يكون رجل دولة وشيخ قبيلة يرتقي علي مستوي المسؤولية ويفرق بين الافراد والتنظيمات والكيانات الاجتماعية حتي يكون مؤهل للحديث عن الشأن العام وحقوق المواطنين لان فاقد الشئ لا يعطيه.
    الرابط ادناه هو التسجيل الصوتي لموسي هلال
                  

09-07-2013, 02:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)




    سيناريو الإنشقاق الثاني بـ «الوطني»


    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 07 أيلول/سبتمبر 2013 09:11


    خياران فقط أمام الحراك الإصلاحي والاستجابة لمطالبه أشبه بـ «لحس الكوع»..الخروج من «الوطني» وتكوين جسم موازٍ والتحالف مع القوى الإسلامية أبرز الاحتمالات

    تحليل: أحمد يوسف التاي

    في الندوة التي أقامها تنظيم «سائحون» بولاية القضارف، كأول حراك إصلاحي للمجموعة خارج العاصمة الخرطوم والتي تحدث فيها غازي صلاح الدين القيادي الإصلاحي بالمؤتمر الوطني، طلب الأخير من قيادة حزبه تقديم التنازلات اللازمة لمواجهة الأوضاع الراهنة ومن أجل تماسك الجبهة الداخلية، ولم يكشف غازي عن طبيعة هذه التنازلات، لكن بطبيعة الحال فإن التنازلات التي قصدها هي بالضرورة كسر احتكار السلطة التي ظل يضعها «حزبه «تحت إبطيه» منذ «30» يونيو «1989» بعد نجاح الانقلاب العسكري الذي دبَّره الدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية ونفذه العميد ــ آنذاك ــ عمر البشير، وهذه التنازلات أيضًا بالضرورة لا بد أن تكون لصالح القوى السياسية المعارضة طالما أن الحديث هنا عن تهيئة المناخ لتوحيد الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية وتحقيق المصالحة الوطنية.. غازي صلاح الدين في حوار تلفزيوني سابق بقناة النيل الأزرق ألمح إلى عدم جدوى أي تحول ديمقراطي وإصلاح سياسي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة ومعترف بها في ظل هيمنة الحزب الحاكم على مقاليد الأمور وسيطرته على وسائل الإعلام وموارد الدولة، فهو بدا وكأنه يريد القول: «إن إجراء أي انتخابات في كنف السلطة الحاكمة فإن النتيجة ستكون حتمًا لصالح السلطة الحاكمة بما يتوفر لها من إمكانات مادية ووسائل تأثير واستغلال لموارد الدولة وتوظيفها لصالح الحزب الحاكم، ولعلنا نستنتج من حديثه ذاك أهمية أن يتم تكوين حكومة انتقالية تكون مهمتها الأساسية إدارة الانتخابات وهي حكومة بالضرورة مستقلة عن الحزب الحاكم تعمل بضمير القاضي وتكون على درجة من الحياد بشكل يعيد الثقة المفقودة في نفوس الناس ويدفع الجميع إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات بعد القضاء على هواجس «غول» التزوير الذي ظل «بعبعًا» مخيفًا وهاجسًا يطارد نتائج الانتخابات ويقدح في نزاهتها وإن كانت مبرأة من كل عيب فقط لأن من يشرف عليها هو منافس مثله مثل الآخرين وأن من يديرونها هم موظفون يأخذون رواتبهم وحوافزهم من ذلك المنافس...

    هذه الرؤية التي ألمح بها غازي صلاح الدين هي نفسها المطلب المشترك بين كل القوى المعارضة، الأمر الذي حمل بعض المحللين إلى النظر إلى تلك الرؤى الإصلاحية التى يتبناها غازي وصحبه الإصلاحيون من زاوية ضيقة لا تعدو أن تكون نظرة انتهازية لإصلاحيي «الوطني» لتسويق أفكارهم في أوساط المعارضة والاستفادة منها والاستقواء بها لإرغام العناصر صاحبة الحساسية المفرطة تجاه الإصلاح بالمؤتمر الوطني على التنازل، والضغط عليهم من خلال هذه الورقة كما يفعل الآن المؤتمر الشعبي بورقة تحالف الإجماع الوطني المعارض في نزاله مع الحزب الحاكم.
    الانفجار القادم
    بإلقاء نظرة فاحصة تأخذ في الاعتبار الخلافات السياسية الداخلية، والصراعات المحمومة حول المواقع داخل المؤتمر الوطني، واستشراء الفساد، ودواعي الحاجة للإصلاح الداخلي يمكن الإشارة إلى إرهاصات الانشقاق القادم داخل الحزب الحاكم بسبب قوة الدفع التي يتحرك بها الإصلاحيون وهي إرهاصات تشير إلى حدوث احتمالين اثنين :
    الاحتمال الأول: الوصول إلى تسوية وحلول وسطية وعملية تخدير للإصلاحيين من قبيل «بندول نافع» الشهير ومخاطبة قضاياهم الخاصة أكثر من العامة، ولا شك أن ذلك سيكون محك الاختبار الذي سيُوضع فيه تيار الإصلاح بالمؤتمر الوطني، فإن هو رضي فإن قطار الإصلاح سيتوقف عند هذه المحطة، ويكتفي بهذه المكاسب الخاصة ولا عزاء لشعارات الإصلاح والحديث عن المرجعية ومحاربة الفساد، وإن هو مانع واستعصم بشعارات الإصلاح والتغيير ومجموعة المبادئ والقيم والمرجعيات، فإن هذا سيدفعه إلى خيار آخر وهو الاحتمال الثاني..
    سيناريو التحالف مع القوى الإسلامية
    الاحتمال الثاني: انشقاق مجموعة الإصلاحيين من المؤتمر الوطني وتكوين حزب جديد منفصل تمامًا، يضع يده مع تحالف القوى الإسلامية الوطنية بزعامة أمين بناني، خاصة أن هناك كثيرًا من المحفزات أمام هذا التحالف ويتوقع أن يضم حزب الإصلاحيين الجديد في عضويته مجموعة سائحون، وكل الشباب المقاتلين والمجاهدين المتطوعين من الذين تم تهميشهم، ولهم بعض المآخذ على قيادة التنظيم، ومن المحتمل أيضًا أن ينضم لتيار الإصلاح المتوقع انشقاقه من المؤتمر الوطني كبار الإسلاميين من الذين ناهضوا الفساد من داخل مؤسسات الحزب، ولديهم تحفظات على الطريقة التي تدار بها الدولة والتنظيم، ولم تُسمع أصواتهم فحوربوا نتيجة لذلك وتم عزلهم وإقصاؤهم وتهميشهم تمامًا، ومن أمثلة هؤلاء الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، والبروفيسور حسن مكي، والبروفيسور الطيّب زين العابدين، والدكتور عبد الوهاب الأفندي، والدكتور التجاني عبد القادر، والشيخ حسن عثمان رزق والدكتور قطبي المهدي وآخرون... وهناك بعض العناصر الناقمة على الحزب ربما تسعى للانضمام لحزب الإصلاحيين المتوقع إعلانه، وهي عناصر أبعدت ليس بسبب دعوتها للإصلاح والتغيير وإنما بسبب صراعات مكتومة سواء كانت جهوية أو قبلية أوسياسية وترى أن التنظيم انحاز لخصومها بسبب تأثير التكتلات والمجموعات والشلليات وإدارة الصراع على هذا النحو الذي خلَّف مرارات لدى تلك العناصر المشار إليها، هذه المجموعات ربما تجد أن الملاذ الآمن بالنسبة لها هو التنظيم الجديد الذي ربما يمكِّنها من إطلاق سهامها من كنانة حزب الإصلاحيين...
    أسئلة في الصميم
    في سياق هذا التحليل لا بد أن نطرح أسئلة موضوعية من شاكلة: هل يمضي الحراك الإصلاحي بالمؤتمر الوطني والذي يضم كل تيارات الإصلاح بداخله نحو خطوة الانشقاق من المؤتمر الوطني وتكوين جسم سياسي جديد يتحالف مع القوى الإسلامية الوطنية؟ وما هي مؤشرات هذه الخطوة؟ وما هي فرص نجاحها؟ وما هي أبرز المخاوف والعقبات والمحاذير التي تقف في طريق «الإصلاحيين» من المضي باتجاه هذه الخطوة؟ وهل الظروف السياسية الآن مناسبة من حيث التوقيت ومعطيات المسرح السياسي السوداني لتكوين حزب جديد؟ وهل بمقدور حزب المؤتمر الوطني احتواء الإصلاحيين وتلبية مطالبهم؟ أم أن المؤتمر الوطني بات يميل لحسم القضايا الخلافية بالعقلية الأمنية والإقصاء والضرب تحت الحزام كما فعل مع بعض دعاة الإصلاح حاليًا؟.. كل هذه الأسئلة الموضوعية نحاول الإجابة عنها بشيء من الموضوعية وفقًا لمعطيات سياسية محددة وبناء على قراءة بعض المعلومات المتاحة بعيدًا عن المغالطات وذلك على النحو التالي:
    حالة تخوين مستعصية
    أولاً: خطوة الانشقاق ستظل ضمن السيناريوهات المحتمل حدوثها وفقًا لبعض المعطيات وقرائن الأحوال، ويعزز هذه الفرضية: رفض كبار قادة الحزب الحاكم والمتنفذين فيه لمبدأ الإصلاح والتغيير، والنظر إلى الإصلاحيين بعين الريبة والشك وتخوينهم واتهامهم بتسويق أجندة أحزاب معارضة تسعى لإسقاط النظام، كما في اتهام الدكتور نافع لحزب المؤتمر الشعبي باختراق مجموعة الإصلاح والعمل في أوساطها لتقويض النظام، ولا شك أن مثل هذا الحصار والتضييق والتخوين سيدفع الإصلاحيين إلى الخروج من الحزب، ويضاف إلى ذلك أن الرئيس البشير سبق أن هدد بحسم الإصلاحيين ومحاسبتهم وذلك عقب رفعهم مذكرة «الألف أخ» مما يعني أن الأبواب والنوافذ تغلق أمامهم، لتراهم إلى أين سيتجهون بعد هذا..
    محاربة الفساد
    ثانيًا: إذا ما انشق الإصلاحيون وكونوا جسمًا جديدًا فإن أول وجهة سيُيممون وجوههم تلقاءها ستكون ساحة المعارضة الإسلامية ذات المرجعية التي افتقدوها في المؤتمرين «الوطني والشعبي» وذات القيم والمبادئ التي تخلى عنها «الأخيران»، وهي تحالف الأحزاب الإسلامية الوطنية بزعامة أمين بناني، وإذا كان انشقاق «بناني» والطيب مصطفى، والمرحوم مكي بلايل كأبرز العناصر التي انشقت من «الوطني» بسبب مآخذ سياسية وأخرى تتعلق بمحاربة الفساد وتكوينهم لأحزاب موازية كان محور ذلك الانشقاق هو الإصلاح، فإن ذات الأسباب هي التي ستدفع الإصلاحيين الآن للانسلاخ من الوطني والتحالف مع الذين سبقوهم إلى الخروج من ذات الحزب ولذات الأسباب وفي نفس الظروف.
    لو كان الفقر رجلاً
    ثالثًا: أما فيما يتعلق بالمخاوف والمحاذير والعقبات التي ربما تقف أمام الحراك الإصلاحي بالمؤتمر الوطني من إعلان الانشقاق وتكوين جسم مواز لحزبهم الأم، فكلها عقبات تتصل بالإمكانيات المادية والمقدرات المالية، ولعل المتابع للمقال الأخير الذي كتبه الدكتور غازي صلاح الدين بإحدى الصحف الأسبوع الماضي يشير إلى تلك العقبات بشكل واضح، حيث بدا وكأنه يطرح قضية تؤرق الإصلاحيين وتعوق خطوتهم المقبلة بشكل أساسي حينما تحدث عن خيارات إنشاء حركة سياسية جديدة ومدى حاجة هذه الخطوة للمال، لكنه رغم تلك المحاذير والعراقيل التي أثارها بدا مصممًا على هذه الخطوة الضرورية، مسترشدًا في ذلك يقيام حركات الإصلاح السياسي والتحرر الوطني التي قامت في أحلك الظروف والتضييق ونجحت في تحقيق غاياتها.
    الشعارات المغشوشة
    رابعًا: أما بشأن الظروف السياسية وملاءمتها لهذه الخطوة وتوقيتها، فإن الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السودانية في راهن الوقت يعد مناخًا مناسبًا لأية تحركات من شأنها كسر حالة الجمود والركود التي يعاني منها المسرح السوداني على صعيده السياسي، باعتبار أن الأوضاع الحالية في مختلف مجالاتها تبدو غير مقبولة وبها كثير من العلل التي بحاجة ماسة للإصلاح، كما أن الحديث عن الإصلاح ومحاربة الفساد والتغيير ستكون في الوقت الراهن هي بضاعة العصر التي تجد أسواقُها رواجًا كبيرًا خاصة إذا كان أصحاب هذه البضاعة صادقين ويثق الناس في أمانتهم التي تتجاوز الشعارات «المغشوشة».
    معركة كسر العظم
    خامسًا: وحول ما إذا كان بمقدور المؤتمر الوطني احتواء دعاة الإصلاح وتلبية مطالبهم، تشير المعطيات هنا إلى أن الحزب الحاكم الآن لا يمكنه التعاطي مع تلك المطلوبات من جانب الإصلاحيين، والدليل على ذلك «الانتفاضة» الرسمية والتهديدات القوية التي قوبلت بها مذكرات الإصلاح داخل الحزب، خاصة أن بعض المتنفذين في «الوطني» ينظرون إلى الحراك الإصلاحي على أنه عاصفة سياسية أو رياح عاتية تسعى إلى اقتلاعهم وانتزاع مواقعهم، ولا بد من عمل مصدات قوية الوقوف ضدها بكل حزم، ولتعزيز المخاوف في نفوس الآخرين على الرصيف وتبرير قمع الإصلاحيين تم وضعهم في خانة «العملاء» الذين يسعون لتمرير أجندة الآخرين، لكل ذلك يُستبعد أن يستجيب متنفذو الوطني لمطالب الحراك الإصلاحي، وربما يستمر معهم في محاولات التضييق والملاحقة الجنائية ومنع الندوات إلا إذا رأى بارقة تمنحه الأمل في الوصول معهم إلى تسوية سياسية وعملية تخدير يتم فيها تقديم المصالح الذاتية كما أشرت لذلك في بداية التحليل.
    سيناريو الانشقاق
    إبان الترتيبات لمؤتمر الحركة الإسلامية قال حسن عثمان رزق، نائب الأمين العام للحركة الإسلامية وقتها إن الحركة يجب ألا تتحمل مسؤولية من لا يعملون بمرجعيتها، وأشار إلى أنهم لن يسمحوا بذلك
    في وقت تحدثت فيه الأخبار وجود احتمالات قوية بحدوث »انشقاق« داخل صفوف الإسلاميين، وأن تيارين يعملان داخلها للسيطرة على الحركة عبر التأثير على المؤتمرات الولائية، وأن «نزاعا» جديدا قد يقود لمفاصلة شبيهة لما حدث في عام 1999 بين زعيم الحركة الدكتور حسن الترابي وحوارييه الذين آثروا موالاة القصر.
    وأشارت التسريبات وقتها إلى أن هناك مجموعات ترى في إعادة الحياة للحركة الإسلامية والتغيير والإصلاح ومحاربة الفساد، محاولة لخلق تنظيم مواز لحزب المؤتمر الوطني، وتخشى هذه المجموعات التي يقف على رأسها قادة موالون للقصر الرئاسي من تسخير الحركة الإسلامية ضد توجهات الدولة، لا سيما أن قطاعات شبابية واسعة من عضويتها جهرت بالقول بضرورة التغيير.
    وكانت صحف الخرطوم، حملت عناوين عن انقسام وشيك في صف الإسلاميين وقالت وقتها إن هناك «انشقاقًا وشيكًا» في الحركة الإسلامية، والمؤتمر الوطني
    في تلك الأثناء وصف الدكتور عبد الوهاب الأفندي إقالة د. غازي صلاح الدين من موقعه كرئيس للهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني بأنها صفعة قوية في وجه الإصلاحيين من داخل المؤتمر الوطني، ورأى أن أول مغامرة إصلاحية دخلها د. غازي بدأت حين تولى الأمانة للمؤتمر الوطني في عام 1996، حيث سعى لأن يجعل من الحزب مؤسسة سياسية فاعلة، ولكنه ما إن نجح جزئيًا في ذلك حتى قرر أولو الأمر انتزاع قيادة الحزب منه، لأن المؤسسة أصبحت أهم من أن تُترك في يده.
    وأضاف: ورغم أن غازي لم يتبنَّ رسمياً مواقف الشباب، إلا أنَّ قناعة نمت وسط هؤلاء بأنه كان الأقرب إليهم بفكره وتوجُّهاته. ولهذا السبب كانوا يرون في توليه منصب قيادة الحركة فرصة لإسماع صوتهم. ولكن أهل الشأن في المؤتمر الوطني كان لهم رأي آخر، فحشدوا كل إمكانياتهم لدفن الحركة مرة أخرى وإرسالها إلى القبر الذي بُعثت منه، وقد كان... أكثر من مراقب سياسي يرون أن معظم المؤشرات والدلالات تعزز فرضية الانشقاق والتحالف مع القوى الإسلامية الوطنية.


    الانتباهة
                  

09-09-2013, 09:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    السلطات السودانية تطلق سراح لبس القيادي بحزب الترابي


    الإثنين, 09 أيلول/سبتمبر 2013 05:47


    أفرجت سلطات سجن كوبر، بالعاصمة السودانية، مساء الأحد، عن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض يوسف محمد صالح لبس، بعد نحو 13 عاماً من السجن على ذمة محاولة انقلابية في العام 2004م. واستقبل لبس، عقب الإفراج عنه بمنزله في ضاحية عد حسين جنوبي الخرطوم، قيادات من المؤتمر الشعبي ومجموعة سائحون أبرزهم الأمين العام للشعبي حسن عبدالله الترابي.


    وتم الإفراج عن لبس في إطار تهيئة المناخ السياسي، وبمبادرة من قيادات في المؤتمر الوطني الحاكم وعشيرة يوسف لبس الذي ينتمي إلى إقليم دارفور.


    وكان الرئيس السوداني عمر البشير بدأ سلسلة من اللقاءات بقيادات المعارضة، بلقاء رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي.


    شبكة الشروق


    ------------------

    عادل الباز

    أخصائيو تشويه وجه النظام

    (1)
    هم فئةٌ كلما تجمّل النظام نكروه حتى ينكره الناس. كلما أعلن النظام أنه سيمضي باتجاه الانفتاح على الجميع سعوا لتكريه الناس فيه. هؤلاء الأخصائيون يرتدون لكل حالة لبوسها، فتارةً هم وُعّاظ وأخرى هم رجال دولة ثم هم حماة القيم والأخلاق، وحدهم هم الحريصون على النظام وحراس قيمه.
    (2)
    أخصائيو التشويه بعضهم رجال دولة (أي والله). ليس مهماً موقعهم ولا موقفهم، المهم ما يهرفون به من هراء. مثلاً بوسعك أن تجد معتمداً في (سقط لقط)، ولكن بإمكانه أن يملأ صدره بالهواء فيخرجـه ساخناً ليسقط به أمريكا بالضربة القاضية. يفتي في كل شئ ويدلي بتصريحات يدفع النظام ثمنها وهو لا يدري, حسبه أن ينتفخ ثم يذهب إلى أهله يتمطى. الغريب أنّ صحافتنا تعتني بهذا النوع عناية خاصة في إطار مكايدتها للنظام كأنها من واجبها المقدس أن تذيع كل ما يُشوِّه وجه النظام. يعتقد سعادة المعتمد أنه يكيد لأعداء الله والوطن كيداً وهو في حقيقة الأمر يكيد لوطنه ونظامه كيداً ولا يمهله رويدا!!. إذا قلت له يا أخانا حسبك أكوام القمامة في معتمديتك وخدمة الناس ستجد نفسك خارج الملة فوراً.
    (3)
    آخرون أدمنوا التصريحات للفضائيات يفتون في كل شئ بلا علم ولا هدي ولا كتاب منير ولا معلومة صحيحة تُستقى من مصادرها. لهم جرأة يحسدون عليها في الادعاء بأنهم مفوضون من عل، وكلما تم تنبيههم بأن يلزموا حدودهم تجاوزوا حدود الوطن عامدين لتخريب علاقاته مع العالم عمداً مع سبق الإصرار والترصد. لم يستطع أحدٌ أن يوقفهم ولا يزالون يسدرون في غيِّهم والبلد ينزف من جراء تصريحاتهم التي هي أشد إيذاءً من الرصاص الذي يُدوِّي في أرجاء الوطن.
    (4)
    منهم من تقلق مضاجعهم الخصل الطائرة على الوجوه يعتقدون أنها خطرة على الأمن القومي فيسارعون في مطاردتها حتى تعود إلى مخابئها مُكرهةً. هؤلاء مدججون بقوانين من صنع يدي الدولة. هؤلاء لا تعجبهم صورتها إلا وهي شائعة مدانة من كل العالم. حينها وحينها فقط ينامون مرتاحي البال، لقد أدوا واجبهم المقدس.
    (5)
    فيهم نهّازون للفرص، فما أن يهدأ روع الدولة وتحاول تحسين صورتها في العالم إلا قالوا لها هيهات سنخرج لك من تحت (الطرح) مصيبة جديدة. في لحظات يوجهون أنظار العالم ومنظماته لتلك الدولة التي تهدر الحقوق. تتلقى الدولة بسبب (طرحه) إدانات عالمية وكلما تلقى النظام مزيداً من الإدانات، تصاعدت وتائر سعادتهم. كلما تشوّه وجه النظام في الصحافة العالمية سعدوا غاية السعادة. لا تهم التحديات الجسام التي تواجه الدولة ولا ما تكابده من حروبٍ ولا ما تُعاني منه من أزمات اقتصادية، فقط المهم القبض على الخصل الطائرة وتأديبها. ما تعلّموا شيئاً من التجارب السابقة فيكرِّرونها كل حين دون أن يكسبوا شيئاً، واضعين مزيداً من البثور على وجه النظام هو في غنىً عنها. في كل مرة يُكرِّرون أفعالهم دون أن يكسبوا شيئاً سوى جر النظام لدهاليز مظلمة. ضل سعيهم وما كسبوا شيئاً. يا ترى متى تُعلِّمنا التجارب درساً واحداً مُفيداً.؟
    ما يُحيِّر المرء أن الحكومة ترى وتنظر ما يحدث لها، وتعلم تمام العلم التكاليف الباهظة التي تدفعها من سُمعتها جراء هذا العبث، ولكنها لا تنهض لإيقاف العابثين بصورتها كأنّ الأمر لا يعنيها. يا ويل لدولة لا تعتني بصورتها في أعين العالمين. لله الأمر من قبل ومن بعد


    ---------------
                  

09-10-2013, 05:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    15055_560788100652515_2041453220_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    يوسف لبس : يوسف لبس : هناك معلومات ملفقة كانت ترفع للرئيس عني وانا داخل السجن..البعض أطلق سراحهم بعد ستة أشهر فما المبرر لبقائي 12 عاماً؟

    حبيس السنوات الإثنى عشر : الحاج آدم ارتكب خطأ تجاهنا سيخصم كثيراً من تاريخه

    09-10-2013 12:22 PM

    لم نستطع أن نمضي في حوارنا مع أطول السجناء السياسيين بقاءاً في غيابة السجن القيادي بالشعبي الباشمهندس يوسف محمد صالح لبس دون أن تقاطعنا الجموع التي قدمت لتهنئته بداره بضاحية عد حسين جنوبي الخرطوم بالخروج من محبسه ، وهو بما اكتسبه من جلد السنوات الإثنى عشر التي قضاها وراء القضبان لايمل النهوض مرّحباً بالجميع رغم ملامح الإعياء البادية على محياه ، فاضطررنا لإنهاء حوارنا على عجل فالجميع كان يرمقنا رجاءاً أن نطلق سراح الرجل ليجلس إلى ضيوفه حتى داعبناه بأنه لازال حبيساً رغم خروجه من السجن

    اجراه :عقيل احمد ناعم

    كيف تفسر إطلاق سراحك في هذا التوقيت؟
    and الخطوة نتيجة جهود أثمرت إطلاق سراحي ،خاصة بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة التي نسبت لصلاح قوش وود ابراهيم ، وكنا قد تبقينا نحن خمسة محكومين فقط ، وقضينا نحن 12 عاماً بعدها اطلق سراح 4 ، والآن اطلق سراحي بعد تدخل الشخصيات النافذة من العشيرة والقبيلة في الحكومة وهم وزير العدل محمد بشارة دوسة ووزير الصحة بحر ادريس ابوقردة ،واللواء التيجاني آدم الطاهر ،ومن قبلهم أسامة توفيق ومجموعة سائحون ،وهم قد اتصلوا بنافذين في الحكومة ،والتقوا بي في السجن لسماع رأيي فيمايقال عني من قبل بعض قيادات النظام ،وجاءت من بعد مساعي الإخوة الوزراء ،وتكاملت هذه الجهود وأثمرت إطلاق سراحي
    # هل يمكن تقييم الخطوة بأنها في إطار صفقة أو محاولة من النظام لتلطيف الأجواء مع الشعبي في ظل دعوات الحوار المتكررة؟
    and ليس هناك أية صفقة ، والشعبي كان يربط أي محاولة للحوار بأن له قيادات معتقلين ، وفي تقديري كان ميسوراً أن يبدأ حوار في وقت مبكر ، لكن الطرف الآخر لم يستجب .وإطلاق سراحي لاعلاقة له بتلطيف أجواء أو بدء حوار مع الوطني . لكن صحيح أن إطلاق سراح المعتقلين وتوفير الحريات يمكن ان يهيئ الأجواء للحوار ليس بين الوطني والشعبي فقط بل بين كل الأحزاب
    # وأنت الآن خارج من سجن 12 عاماً هل تؤيد بدء حوار بين الوطني والشعبي وترى أنه مفيد في هذا التوقيت؟
    and نحن لا نتحدث عن أشخاصنا فالأمر متعلق بمصير وحياة البلد ،وليس من الحكمة الآن الحديث عن ماأصابنا كأشخاص .ولكن المهم ان دخولنا السجون علمنا قيمة الحرية فأنا أؤمن بالحرية المطلقة للناس ،وأي أمر خرج عن نطاق الحرية وتحول لفوضى فهناك قانون يحكم الناس ، فالآن لابد من إطلاق الحريات والعمل على تماسك النسيج الاجتماعي
    # هل غياهب السجن ولّدت غبنا في نفسك تجاه من سجنوك هذه المدة الطويلة؟
    and أبدا ، انا لا أحمل غبنا تجاه أي شخص ،وانا أعفو عن كل من ظلمني ، فالحياة كلها تراض حتى على مستوى الزواج ، ومن باب اولى في أمر السياسية والحكم . وانا عبر صحيفتكم أصفح عن أي شخص كان سبباً في ظلمي . ورغم اني قد تعرضت لظلم كبير جداً لكن إذا توقفنا عند خطأ ارتكبه من ظلمنا فالخطأ سيكون مستمراً ، لابد من بدء صفحة جديدة في الحياة
    # ماهو شكل الظلم الذي تتحدث عنه؟
    and نحن كنا متهمين بمحاولة انقلابية ، وكان هناك قبلنا أناس محكومين واطلق سراحهم ، واتهم بعدنا آخرين بعدة محاولات وآخرها محاولة ودابراهيم واطلق سراحهم خلال ستة أشهر فقط أو عام .إذن فما هو السبب الذي يجعلهم يبقونا قرابة 15 عاماً ،لا أجد أي مبرر لهذا الأمر
    # في رأيك ماهو السبب وراء ذلك؟
    and هناك تلفيق لمعلومات غير صحيحة كانت ترفع للرئيس ، لا أريد ان اتحدث عن تفاصيلها ، ولكن الرئيس يقول ان هناك تقارير تصله عني وانا داخل السجن ، فكيف يمكن لنا ان نقوم بأي شئ ونحن داخل السجن
    # معلوم أن المحاولة التي اتهمت بها كان على رأسها د.الحاج آدم نائب الرئيس الحالي فكيف تنظر لموقفه تجاهكم بعد أن أصبح نائباً؟
    and تغيير الآراء السياسية أمر وارد ،ويمكن ان تطرأ مسببات تجعل شخص يغير ولاءه السياسي لجهة معينة ، لكن الأمر غير الطبيعي أن تغير رأيك دون استناد لمبررات منطقية . مايؤلمني أن الحاج آدم سئل عن موقفه الأخلاقي من عدم إطلاق سراح من كانوا معه فأجاب بأننا تابعين للحركات المسلحة ، وهو يعلم اننا كنا مع بعض وتابعين للمؤتمر الشعبي ،وحديثه هذا كأنه يحرض على عدم إطلاق سراحنا ،وهذا أثر في آراء وقرارات الرئيس ، لذلك في نفسي شئ تجاه الحاج آدم في هذا الأمر ،وأرى انه قد ارتكب خطأ سيخصم من تاريخه كثيراً فهو موقف غبر أخلاقي
    # كيف تقيّم أداء المؤتمر الشعبي خلال هذه الفترة ؟
    and لا أستطيع تقييم اداء الشعبي وانا خارج لتوي من السجن فبهذا أكون قد ظلمتهم ، ولكني أرى انهم لو نالوا قدراً من الحرية فأداءهم كان سيكون أفضل بكثير
    # البعض يرى أن موقف الشعبي تجاه بقاءكم في السجن كان ضعيفاً كيف تراه انت؟
    and أبداً لم يكن ضعيفاً ، فالشعبي لم يكن في يده شئ يفعله ورغم ذلك بذل جهداً كبيراً لكن ليس في يده حيلة ، فالقرار والأمر بيد الحزب الحاكم والرئيس . ولكن لايمكن للشعبي أن يرهن كل نشاطه وسياساته لأن لديه قيادات معتقلة
    # هل لازلت متمسكاً وباقياً على ولاءك للشعبي؟
    andبالتأكيد أنا باق ومتمسك بولائي الكامل للمؤتمر الشعبي
    # ماهو الدور السياسي المأمول ليوسف لبس بعد هذه التجربة القاسية وماذا استفدت من فترة السجن؟
    and نحن في السجن اكتسبنا تجارب كثيرة ،ومنها الفهم الصحيح للدين ، فنحن صحيح قد نكون متحمسن ومندفعين للدين لكن الفهم الحقيقي للدين اكتسبته داخل السجن ، بل استفدنا حتى من احتكاكنا مع بعض المجرمين والمحبوسين.لذلك فباقي عمري هذا سأستغله في إنجاز عمل اجتماعي واسع ،وهذا انعكس على توجهي الاكاديمي فأنا داخل السجن اقتربت من إنجاز رسالة الماجستير في فض النزاعات في جامعة بحري ، ويوم 21/9 الحالي ستكون آخر ورقة
    # هل توجهك للعمل الاجتماعي يعني انك ستنأى بنفسك عن العمل السياسي؟
    and لا أبداً لن أترك العمل السياسي ، لكن عبره سأمضي في الجانب الاجتماعي ، فهو طريق لاستهداف تقويم الفرد ومحاولة بناءه وتركيب أفكار جديدة فيه
    # مالذي توفر لك داخل السجن وكنت تفتقده خارجه؟
    and بصراحة نحن في الحركة الاسلامية تنظيم صفوي نعيش في مثالية بعيداً عن الواقع ،فالمجتمع مركب من انماط مختلفة ، والآن تجربة السجن أحدثت عندي تغيير كبير في هذا الجانب .حتى على المستوى الأسري ومن خلال زيارتين فقط في الأسبوع وجدت فرصة أكبر للجلوس مع أبنائي ومراقبة وضعهم الاكاديمي والاجتماعي.لذلك فالسجن ليس كله شر
    # كيف وجدت قضية دارفور بعد خروجك وماهي وصفتك للحل؟
    and تقييم وضع دارفور فى هذه اللحظة قد يكون غير علمي ، ولكن نامل ان يعمل الناس على معالجة القضية لأن الأرواح التي ازهقت "كفاية خلاص" وعلى الجميع السير باتجاه حل القضية ، والحياة لايمكن ان تمضي بهذه الطريقة ولابد من التراضي بين جميع الأطراف
    # هل يمكن أن تقود أنت مبادرة لمعالجة قضية دارفور ،وللحوار السياسي العام؟
    and لا أعتقد أنني من الكفاءة لإطلاق مبادرة بعد ثلاثة عشر عاماً من الغياب
    # ماهي اهم الكتب التي اطلعت عليها داخل السجن؟
    and أهم كتاب قرأته هو كتاب النظم السلطانية الذي كتبه الشيخ الترابي ، وهذا الكتاب مفترض ان يقرأه أي شخص باستفاضة وتشريح لكل مافيه ، ونحن قد قرأناه في السجن وعملنا على تشريحه ثلاث او أربع مرات


    الاهرام اليوم

    ------------


    خروج "لبس"


    يوسف عبد المنان


    { ليت المهندس "يوسف لبس" يكذب التخمينات والتوقعات والاستنتاجات التي تقول طوال السنوات الماضية إنه إذا أُطلق سراح "لبس" سيذهب للتمرد ويقود العمل المسلح ضد الحكومة.. لقد أمضى "لبس" (13) عاماً في غياهب السجون محكوماً في قضية سياسية بعد انقسام الإسلاميين، وكان متهماً معه في القضية نائب رئيس الجمهورية الحالي "د. الحاج آدم يوسف" وآخرين من العسكريين صدر عفو من الرئيس وذهبوا لسبيلهم.. بعضهم معارضون وآخرون اختفوا في لجنة زحام الحياة.. والمهندس "يوسف لبس" من فلذات كبد الحركة الإسلامية وعناصرها التي عرفت بالشجاعة والثبات والتضحية.. خرج "يوسف لبس" بتعاطف إخوته في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بعد شعورهم بأن إطلاق سراح "صلاح قوش" واللواء "ود إبراهيم" وعودتهما للتنظيم والحزب خطوة لا ينبغي حصرها على آل البيت الصغير.. وأن تشمل آخرين في غياهب السجون ومنهم المهندس "يوسف لبس". ولـ (مجموعة السائحون) الفضل في المبادرة وللأخ الرئيس "عمر البشير" الشكر والتقدير لقراره بإطلاق سراح المهندس "لبس" وكذلك الفريق مهندس "محمد عطا المولى عباس" الذي في عهده جففت السجون من المعتقلين السياسيين وتمدد حكم القانون وسيادته في أداء الجهاز الفني.. وبدا جهاز الأمن الوطني متقدماً على بقية أجهزة الدولة في احترام الحريات.. بل الدخول في حوارات مع السياسيين والصحافيين.. وفي أخريات رمضان الماضي دعا جهاز الأمن الصحافيين لوجبة إفطار فانقلبت لندوة سياسية عن الحريات الصحافية ودور جهاز الأمن.
    { إذا كانت بلادنا تمضي في طريق التعافي الوطني.. فإن للأخ "يوسف لبس" الحق في الجهر بالرأي داخل الوطن وممارسة نشاطه السياسي في أوعية حزبه (المؤتمر الشعبي)، وأن يتسامى فوق جراحات النفس وأيام السجون والحرمان من الحريات. فالسياسة وجوهها متعددة يوماً في السلطة يهابك الناس ويوماً في السجن الموحش ويوماً في الشارع، لا يأبه لوجودك أحد. وقديماً قيل (الأيام بين الناس دول، ومن سره زمناً ساءته أزمان).
    { وما شبعت بلادنا في الاعتقالات والحبس وكتم الأنفاس إلا بسبب الصراعات المسلحة والتهديد بالإقصاء.. وكلنا مع "يوسف لبس" السياسي الذي يمارس حقه في التعبير بما يروق له، ولكن كلنا ضد حمل السلاح والتمرد على الدولة وزعزعة أمن المواطنين.
    { ليت "الزبير أحمد الحسن" الأمين العام للحركة الإسلامية وقيادات الوطني أقبلت على زيارة المهندس "لبس" في داره والتواصل معه بعيداً عن صفحات الأمس.. فالعفو سمة المسلم والحلم خلق قويم في النفس البشرية.. وقديماً أنشد "ابن زيدون":
    إن طال في السجن إيداعي فلا عجب
    قــــد يـودع حـد الـصـــارم الجــفـــن
    { والسجون ليست للمعارضين فقط.. فالمؤتمر الوطني نفسه ذاق مرارة السجن أو تذوق بعض من قادته السجن. ولا ننسى "حسن برقو" و"موسى هلال" و"قوش" و"ود إبراهيم" و"عابدين محمد علي" وآخرين في الحق الخاص، مكثوا خلف الجدران سنوات.. فلست وحدك يا أخي "يوسف لبس"، ولكن أنت من أمضى أطول سنوات خلف القضبان وجاء الفرج بعد مبادرة السائحون وقيادات من الوطني والشعبي.. ألف حمد الله على السلامة


    -----------------


    ألا قد بلغت .. اللهم فاشهد

    6الهندى عزالدين

    حجم الخط: Decrease font Enlarge font


    { لا شك أن قيادة الحكومة و(المؤتمر الوطني) تتابع بقلق مشاهد (الهجمات المرتدة) على (الحركات الإسلامية) والانقضاض على ثورات (الربيع العربي) في المنطقة العربية بدعم (باطني).. إسرائيلي - أمريكي - أوربي.. وتمويل (عربي)! المشاهد مبثوثة على الهواء كل مساء على شاشة (الجزيرة) من الساحة (المصرية) إلى الملعب (التونسي)!!
    { يجري الآن على قدم وساق تنفيذ (مخطط) كبير للإجهاز التام على حركات (الإسلام السياسي) في منطقة الشرق الأوسط، وقد كانت البداية بسيناريو الإطاحة بالرئيس (الإسلامي) "محمد مرسي" المنتخب عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وبشهادة خصومه والمجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.
    { في إطار هذا (المخطط)، فإن عيون (الممولين) و(المدبرين) تراقب عن كثب مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية في السودان، باعتباره يمثل (رأس الأفعى) - في نظرهم - بالنسبة للحركات الإسلامية في المنطقة. ففي السودان ما يزال يحكم (الإخوان) هذا البلد العربي والأفريقي الكبير منذ (24) عاماً، مرشحة للزيادة، دون تهديدات تذكر من المعارضة (المدنية) أو (المسلحة). بل إن أكبر تهديد واجهه النظام خلال العام الفائت هو (حركة داخلية) تستهدف (التغيير)، قادها عسكريون وسياسيون أعضاء في التنظيم (الحاكم)!!
    { لكن الذين دعموا ومولوا وأشرفوا على تنفيذ سيناريو الإطاحة بالرئيس المصري (المنتخب) وطرد (الإخوان المسلمين) من السلطة،

    وقتل (ثلاثة آلاف) منهم، واعتقال (عشرة آلاف) آخرين على رأسهم رئيس الجمهورية - نفسه - والمرشد العام للإخوان "محمد بديع" ونائبه الأول "خيرت الشاطر" ومعظم قيادات الصف الأول والثاني.. الذين دعموا ومولوا هذا المخطط لم ييأسوا بعد من الإطاحة بنظام (الحركة الإسلامية) والمؤتمر الوطني الحاكم في السودان، غير أنهم ينتظرون الفرصة المواتية لضرب النظام.
    { ولهذا فإن أية قرارات اقتصادية (مؤلمة) للشعب تصدر خلال هذه الفترة الدقيقة والحساسة، ستقود - لا محالة - إلى تهيئة الأجواء واستغلال غضب الجماهير، للخلاص من آخر (معقل) للإسلاميين في الشرق الأوسط، في ظل (استسلام) جماعة (النهضة) في "تونس" أمام هجمة (اتحاد العمال) وتيار (العلمانيين) التوانسة!!
    { وزير المالية "علي محمود" يردد باستمرار: (ما هي البدائل؟ أعطوني مالاً لأوفي بالتزاماتي). ورغم أن توفير البدائل هي مسؤولية وزير المالية ومساعديه، وليس السياسيين في (المؤتمر الوطني)، وإلاّ تتم إقالته، ليأتي آخر يبحث عن بدائل تحفظ للنظام استقراره وللبلاد أمنها.. فإننا نسأل السيد الوزير: كم تبلغ جملة (المليارات) المجنبة لدى بعض الوزارات والشركات الحكومية؟!
    { إذا كان هناك (تجنيب) للمال العام في الوزارات، مهما كانت أهميتها، فإنه لا معنى لإعداد (ميزانية) ومناقشتها، بل لا معنى لوجود وزارة مالية أصلاً.


    { وإذا كان وزير المالية لا يستطيع أن يضع يده على (المليارات المجنبة)، لا هو ولا قطاعه الاقتصادي، ولا (البرلمان) الوديع، فإن الأكرم له في الدنيا والآخرة أن يقدم استقالته اليوم قبل الغد، ليأتي وزير بماكينة د."عبد الوهاب عثمان" ذات (الدفع الرباعي)، ويومها (سيطلع كل قرد شجرتو)، ولن يسمح بتجنيب (جنيه واحد) مهما كانت الأسباب.
    { لقد مُنعت المستشفيات الكبرى الثلاث (أم درمان)، (الخرطوم) و(بحري) من تجنيب رسوم الدخول، فكيف يتم السماح لوزارات أخرى بالتجنيب، ليكون الشعب الفقير هو (الحيطة القصيرة)؟!!
    { ما لا يعلمه السيد وزير المالية أن ما يسميه (رفع الدعم) عن الدقيق والمحروقات يعني رفع الدعم (الشعبي) عن النظام بأسره.
    { "علي محمود" لا يريد أن يفهم أن تظاهرات (يونيو) من العام 2012، عقب قرارات زيادة سعر (البنزين) و(الجازولين)، التي سمتها الحكومة بمظاهرات (شذاذ الآفاق) و(المخربين)، لم تكن مدعومة لا من الداخل، ولا من (الخارج)..
    { و(الخارج) الذي دفع (مليارات الدولارات) لإسقاط "مرسي" في "مصر"، يتحفز الآن لدفع مثلها (لدعم) أي عمل ضد الحكم القائم بالسودان.


    { السيد "علي محمود" يتحدث عن (رفع الدعم) عن السلع الإستراتيجية - وهي روشتة تسلمها من صندوق النقد الدولي - وكأنه (مِنة) أو (تبرع) غير ملزم للحكومة!!
    { هذا (الدعم) يا سيد "علي محمود" - لو تفقهون - أهم في الوقت الراهن من ميزانية (الدفاع) و(الأمن)، لأن أية حركة شعبية مناهضة للقرارات ستكلف الدولة كل تلك الميزانية لإخمادها.. ستكلف النظام بقاءه!!
    { ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد.
                  

09-13-2013, 10:28 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    212.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    حاج ماجد» يكشف لـ(المجهر) خفايا إعفائه من منصب السفير بطرابلس

    12/09/2013 13:59:00

    حجم الخط: Decrease font Enlarge font


    «حاج ماجد» يكشف لـ(المجهر) خفايا إعفائه من منصب السفير بطرابلس

    الخرطوم - مي علي

    فند سفير السودان لدى طرابلس "حاج ماجد سوار" ما ورد في بعض الصحف عن أسباب إعفائه من مهامه كسفير للسودان بليبا. وكشف في حديث لـ( المجهر) أمس (الأربعاء) الحيثيات التي صاحبت قرار الإعفاء، وقال إنه بعث برسالة مشفرة إلى وزير الخارجية "علي كرتي" بصورة شخصية وسرية، عبر خلالها عن رأيه الشخصي فقط، ولم ينشرها في أي منبر عام.
    وذكر "سوار" أنه اتبع الخطوات الدبلوماسية المتعارف عليها، وقام بالاتصال بوزير الخارجية وبمكتبه دون أن يجد رداً، وقال: (اتصلت على وزير الدولة "صلاح الدين ونسي" وأبلغته رأيي)، وتساءل عن الجهة التي سربت الرسالة وعن الغرض من وراء تسريب فحوى الرسالة وتعميمها على بعض الصحف.
    وكشف "سوار" أن مضمون الرسالة يمثل رأيه الشخصي وليس موقفاً رسمياً تجاه استقبال الحكومة لوزير الخارجية المصري في الحكومة المؤقته "نبيل فهمي". وأكد أن موقفه لم يخرج من سياق السياسة الخارجية للسودان الذي يعول على دعم الاتحاد الأفريقي في كثير من الملفات الداخلية ، مشيراً إلى أن الاتحاد الأفريقي لم يعترف بالحكومة المصرية المؤقتة.
    وقال "سوار": (إن مخالفتنا لقرار الاتحاد الأفريقي قد يفتح الباب أمام الدول الأفريقية لعدم التعامل مع قرارات الاتحاد الأفريقي خاصة فيما يخص ملف المحكمة الجنائية)، وشدد على أن أي قرارات بعيدة عن الإجماع الأفريقي تضر بمصلحة السياسة الخارجية للبلاد، ورأى إمكانية أن تكون زيارة وزير الخارجية المصري للخرطوم مقبولة إن تمت قبل وقوع ضحايا من المدنيين بأعداد كبيرة في مصر


    -------------

    موسى هلال يحكم الحصار السياسي على عثمان كبر

    September 11, 2013

    00019(صحف – حريات)

    أفلحت جهود قادها موسى هلال في إنجاح مؤتمر للصلح بين قبيلتي الرزيقات والبني حسين يوم الاثنين في محلية كبكابية بحضور معتمد المحلية وقادة الأجهزة الأمنية بالمحلية وممثلين للينوميد.

    وكانت مواجهات قبلية اندلعت بين الطرفين واودت بحياة 839 شخصا وجرح المئات في منطقة جبل عامر بسبب صراع حول احقية استخدام منجم للتعدين الاهلي عن الذهب. وظل موسي هلال يتهم والي ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كبر، بانه من اشعل نيران الصدامات القبيلة.

    وتم الاتفاق يوم الاثنين على وقف كل أشكال العدائيات، مع التشديد على عدم إيواء المجرمين من الطرفين، ومحاسبة أي متستر على مجرم وفق الأعراف.

    وتواثقت الأطراف المتنازعة على ميثاق من (11) بنداً أهمها ضرورة محاسبة المتفلتين من كل الأطراف ورد جميع المنهوبات وفتح المسارات والعودة الطوعية، فضلاً عن الفزع المشترك في كل الأحداث التي تقع، وتحديد مواعيد (الطلق) للرعاة.

    ووقع الاتفاق عن الرزيقات موسى هلال وعن البني حسين وكيل الناظر محمد إسماعيل آدم حامد بشهادة الشرتاي الطيب أبكور أحمداي.

    وانتقدت حكومة ولاية شمال دارفور، يوم الثلاثاء، بشدة فعاليات مؤتمر الصلح .

    وقال معتمد محلية كتم، محمد ادم ابوه، في تصريح لسودان راديو سيرفس يوم الثلاثاء من الفاشر، ان مؤتمر الصلح ليس له شرعية، مشككا فى نوايا موسي هلال قائلاً ( مؤتمر موسي ده ما بعرفه ولا عندي به علم ، من هو موسي ؟ …. ده شغل يعني فيه رائحة ما كويسة).

    وسبق واعلن والي ولاية شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر، يوم الاحد بان اتفاقية الصلح التي تمت فى الفاشر في شهر يوليو الماضي بين قبيلتي بني حسين والابالة من قبيلة الرزيقات تعتبر الاتفاقية الرسمية والمعتمدة من قبل الدولة، متهماً جهات لم يسمها بأنها تسعي لإجهاض الاتفاقية، واعتبر ان أي حديث عن اتفاقية جديدة يهدف لهز الثقة وزعزعة الاستقرار


    -------------

    المراجع العام يكشف عن مخالفات عقد مرتب (امين) الاوقاف الذى يتجاوز نصف المليار جنيه

    September 11, 2013

    00014(عزالدين أرباب- الصحافة)

    كشف مدير ديوان المراجعة القومي، عبدالمنعم الحسين ابودقنة في شهادته امام المحكمة في قضية الاوقاف امس، ان محتويات العقد الموقع بين الاوقاف والامين العام السابق الطيب مختار ووزير الارشاد والاوقاف آنذاك ازهري التجاني،تم التوقيع عليها في يناير 2009، رغم ان الامين العام الطيب مختار عين في نوفمبر 2008 .

    واوضح المراجع العام في شهادته ان العقد حدد المرتب الشهري بمبلغ 20 ألف جنيه او مايعادله بالريال السعودي لحظة توقيع العقد، واضاف المراجع ان العقد اشتمل ايضاً على مزايا واستحقاقات تمنح سنويا، 60 الف جنيه للعلاج و20 الف عند الاجازة و80 الف جنيه حوافز لعيدي الفطر وعيد الاضحى، و80 الف بدل سكن، بالاضافة الى 80 الف جنيه تأمينات اجتماعية ،واشار المراجع الى ان اجمالي هذه المخصصات بلغ 596 الف جنيه، بجانب«4» تذاكر سفر ذهابا واياب خلال العام بدرجة رجال الاعمال، بالاضافة الى الاعفاء من ضريبة الدخل الشخصي واية ضريبة اخرى غير الزكاة، وبدل عربة تقدره الادارة مع الوقود والتأمين والصيانة للاستعمال الرسمي والشخصي مع السائق، ونوه المراجع الى انهم رصدوا مبلغ 3 آلاف جنيه في الشهر وهي قيمة ايجار عربته الخاصة بدون ابرام عقد الايجار.

    ونوه المراجع الى ان العقد نص على ان يدفع الطرف الاول مبلغ 20 الف جنيه كمرتب، ولكن عند طباعة العقد لم يطبع في العقد وكتب يدويا امعانا في اخفاء المعلومات عن الجهات الرسمية ،وهذا يتماشى مع نص في العقد (انه لايحق لاي طرف ان يكشف عن بنود العقد لطرف ثالث على محتوياته الا بموافقة الطرفين)،كما نوه الى ان العقد غير موثق بوزارة العدل.

    وقال المراجع ان عقد الطيب باطل وصرف بموجبه مبالغ دون وجه حق، وطالب باسترداد مبلغ 633 الف و494 ريالا وتوريدها لصالح الحج والعمرة،وكشف عن اجراء تسوية بالجنيه السوداني ،وفقا لقرارات مجلس الوزراء بشأن التعاقد مع الخبراء الوطنيين وماصرف له بالجنيه السوداني تبقى له اكثر من 18 الف جنيه كأمين عام للاوقاف،

    كما ان كل الاجور والمخصصات المستخرجة باسم الطيب مختار في السعودية او السودان لم تتم عبر طلب او تصديق مكتوب،مشيراً الى انه تم التصديق له عبر توجيه شفهي بواسطة بعض العاملين ،كما اشار مدير ديوان المراجع العام الى ان هناك مخالفات في الموارد المالية تتمثل في الاوقاف السودانية بالسعودية ،مشيرا الى ان السودان يملك بالسعودية 6 عقارات وارضا مابين جدة ومكة المكرمة، مشيرا الى انه حسب الاتفاق في الصكوك الخاصة بها تتم ادارتها طبقا لقواعد العدالة وانظمة الحكومة السعودية، وتذهب ريعها للمعتمرين السودانيين والبعثة الادارية والمرشدين ، وكشف ان ايرادات الاوقاف الاسلامية بالخارج بلغت خلال 2011 909 ألف ريال سعودي،800 الف ريال منها عبارة عن ايجار القنصلية السودانية بجدة صرفت منها 633 الف و467 ريالا والباقي ذهب اجورا ومرتبات ونثريات ،واشار الى ان مخالفات المتهمين تمثلت في التصديق بصرف مبالغ بدون مستند والصرف من ريع الاوقاف واستغلال الوظيفة والصرف على اوجه غير مخصصة للصرف .

    وقال انه بعد البحث في عن حسابات الامانة العامة اتضح انه تم صرف مبلغ 633 الف و467 ريالا سعوديا للامين العام السابق الطيب مختار عبارة عن الاجر الشهري ومخصصات اخرى وذلك خلال الاعوام (2009-2010-2011) ،كما كشف المراجع انهم وجدوا في سجلات الحسابات في هيئة الاوقاف مبلغ 720 الف ريال تمت تعليتها على انها مصروفات مستحقة وذلك باعتبار انها استحقاقات سنوية للامين العام العام بمبلغ 60 الف ريال مقدرة على 12 شهرا .

    ونوه الى انهم عند قيامهم بإجراء بعض المطابقات لبعض المبالغ التي تم تداولها بين الامانة العامة للأوقاف بالخارج وديوان الاوقاف تزامن ذلك مع وجود فريق مراجعة اخر يقوم بمراجعة حسابات الهيئة واتضح ان هناك مبالغ اخرى صرفت للطيب بشيكات ونقدا عبارة عن ايجار عربة وسلفيات بلغت في مجملها 253 الف و232 جنيها،كما اشار مدير الديوان الى أن الامين العام السابق الطيب مختار تم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية بقرار صادر من مجلس الوزراء بتوصية من وزير الارشاد والاوقاف، ونص القرار على ان الجهات المعنية بالقرار هي وزارة العمل وتنمية الموارد البشرية مما يعني تحديد الدرجة الوظيفية وبالتالي تحديد مخصصاته ،واضاف انهم استفسروا الامين العام بالخارج خالد سليمان عن اسباب صرف اجور بدلات حوافز للطيب بدون وجود مستند او طلب يؤيد هذا التوجيه، وبرر خالد بأن الامين العام السابق الطيب مختار يحتفظ بعقد عمله ولم يودعه بالملف لوجود نص بالعقد يسمح له بالاحتفاظ بالعقد وعدم الكشف عنه الا بموافقة الطرفين المتعاقدين، وانه اطلع على العقد، كما انه طبقا للعقد الموقع بين الارشاد والاوقاف والطيب فإنه يحق له استلام حوافزه وراتبه من العقد في الداخل أوالخارج، واشار المراجع الى ان الامين العام بالخارج ليس له اي مستند بموجبه تم صرف المبالغ للطيب.


    -------------------


    ابراهيم السنوسى يعيد تأكيد ما سبق ونفاه عن دعوته لوحدة المؤتمرين الشعبى والوطنى

    September 13, 2013

    السنوسى(حريات)

    أكد ابراهيم السنوسى – نائب الدكتور الترابى فى قيادة المؤتمر الشعبى – ما سبق ونفاه عن دعوته الى وحدة بين المؤتمرين الشعبى والوطنى .

    وكتب السنوسى فى رسالة الى صحيفة (المجهر السياسي) : (….تناصرت اليوم ضد الإسلام والقرآن من ملل العلمانية واللادينية ضدنا، وضد إخواننا في مصر، تحالف من الجيش والشرطة والإعلام وأصحاب الأموال ودول مقرها في مهبط الوحي، حيث نزل القرآن على محمد عليه السلام، وهم يرنون ويتطلعون أن يفعلوا بنا نفس المنوال. ألا ينبغي أن تتناصر وتتوحد في وجهها، فعلاً بفعل وقولاً بقول…).

    لاحظ انه بالنسبة للسنوسى فان (الاسلام والقرآن ) تعبر عنهما جماعاتهم الاسلاموية ! ذات المنطلق الشمولى الذى يقود بالضرورة وفى جميع الحالات الى تغطية الخيارات الدنيوية بالدين ، ومن ثم يقود الى مصادرة الحق فى الاختلاف والى الفتك بالخصوم والى تحويل اصحاب الديانات الأخرى الى مواطنين من الدرجة الثانية ، والى اعادة (صياغة الانسان) وتقييد حرية الفكر والعلوم والفنون والحريات الشخصية والى اختزال الانسان من فاعل اخلاقى حر الى مايشبه العجماوات يهش عليها فتطيع ، ويقود الاستبداد كما تؤكد التجربة السودانية الى الفساد والى هدر الموارد وافقار الشعب ، هذا فضلاً عن الاستنتاج الخاطئ عما حدث فى مصر ، حيث لم يزاح الاخوان بسبب انقسامهم فكانوا موحدين حتى مع التيارات الاسلاموية الاخرى ورغم ذلك ازيحوا بسبب مشروعهم الشمولى الذى وضعهم فى مواجهة غالبية الشعب المصرى .

    وكان السنوسى ظهر الجمعة منتصف اغسطس مع الزبير احمد الحسن الامين العام للحركة الاسلامية – التابعة للمؤتمر الوطني – واتفقا على ضرورة وحدة اسلاميى السودان لمواجهة ما اسموه بخطر العلمانيين .

    وفيما بدا حينها تراجعاً أمام الضغوط قال السنوسي في حوار مع صحيفة (الجريدة) 19 اغسطس ( أنفي تماماً بأنني طالبت البشير بتوحيد الحركة الإسلامية السودانية).

    وقال الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر في مؤتمر صحفي 18 اغسطس ان حزبه لن يعود عن المفاصلة التي حصلت قبل 13عاما وقلل من تصريحات السنوسي واعتبرها اراء شخصية لاتمثل رأي الحزب ومؤسساته مشددا على ان حزبه اكتسب تعاطفا وسط السودانيين عقب المفاصلة وانه غير مستعد لفقدانها.

    وأكد ان التقارب بين الاسلاميين بات امرا مستحيلا بسبب توسع الهوة بينه وبين المؤتمر الوطني الذي لايؤمن بالحريات وفصل الجنوب وأشعل الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وفعل بالبلاد ما لم تفعله اي حكومة في تاريخها.

    وأشار مراقبون حينها إلى ان التباين في تصريحات قيادات المؤتمر الشعبي يعكس تبايناً حقيقياً في الرؤية ، فبينما تحن قيادات إلى ماضيها الشمولي فإن قيادات أخرى أصغر سناً تتطلع إلى مستقبل مشترك مع الآخرين ، وأضاف المراقبون يبدو ان الدكتور الترابي المتنازع بين الرؤيتين يريد الرهان على الإحتمالين معاً .

    وربط المراقبون ما بين تأكيدات السنوسى الجديدة وبين اطلاق سراح يوسف لبس مؤخراً . وكان الترابى اشترط على الوسطاء الساعين للقاء بينه وبين عمر البشير إطلاق سراح يوسف لبس أولا، وكان رد البشير المستمر طيلة الفترة السابقة : ( أطلعوا ليهو عشان يعمل إنقلاب؟!) ، ولكنه وافق أخيراً فى إشارة اعتبرها المراقبون إيذاناً باكتمال الترتيبات لعقد اللقاء المرتقب بين البشير والترابى، وربما كذلك تمهيداً لتسوية بين الطرفين.

    وسبق وقال المحلل السياسى لـ (حريات) ان دوائر فى المؤتمر الشعبى والوطنى تستخدم ما حدث فى مصر من ازاحة الاسلاميين من السلطة كغطاء لتسويق تسوية بين الطرفين ، وقد إستنتجت هذه الدوائر الدرس الخاطىء مما حدث هناك ، حيث إن الإسلاميين فى مصر لم يفقدوا السلطة بسبب إنقسامهم وانما بسبب مشروعهم الشمولى الذى وضعهم فى عداء مع غالبية الشعب ، وهذا سيتكرر فى السودان إذا استمرت الرؤية الشمولية المغلقة سواء توحد حولها الإسلاميون أو لم يتوحدوا. وقال ان الذين يروجون لهذا الدرس الخاطىء يرغبون فى توطيد الطابع الشمولى للإنقاذ تحت راية ( وحدة الإسلاميين) ، وغنى عن القول إنها دوائر مستفيدة من الوضع القائم أو أخرى تحن الى ماضيها الشمولى السابق.

    وأضاف انه مما يدفع للتسوية بين الطرفين اشتراكهما فى قبول الرعاية القطرية وهى رعاية لكامل التنظيم الدولى للاخوان المسلمين لإرجاعه الى بيت الطاعة الأمريكى كما كان إبان الحرب الباردة، وقال ان قطر تضغط على الطرفين للوصول الى تسوية ، والملاحظ ان مواقف الترابى لم تلن إلا بعد زيارته الأخيرة الى الدوحة.

    وقال إن الطرفين ورغم إتفاقهما فى المنطلقات الرئيسية لإيدولوجية الإسلام السياسى ، إلا انهما يختلفان كذلك حول (المغانم) و(ثمار التمكين) اضافة الى إختلافهما فى تاكتيكات الحفاظ على هذه المغانم، فبينما يرى الترابى ضرورة إستخدام (العقل) إضافة الى (العضلات) – وبالتالى تقديم تنازلات محسوبة ، خصوصا للأقاليم- يتمسك البشير فى المقابل برؤية أكثر تشدداً.

    وأضاف المحلل السياسي ان التناقضات بين الطرفين مأخوذة مع طبيعة شخصية الترابى الطموحة والتحكمية ، وإنعدام الثقة بين الطرفين لمعرفتهما بالحدود التى يصل لها كل طرف فى الخصومة بحكم تجربتهما المشتركة السابقة ، كل هذه الأسباب تجعل من الاتفاق الاستراتيجى بين الطرفين أمراً غير وارد حالياً. ولذا فانه يرجح ان يستخدم كلا الطرفين التسوية كآلية لسحب قواعد الإسلاميين من قيادة الطرف الآخر ومن ثم الإنقضاض عليها.


    -----------------

    ضياء الدين بلال ينتقد الزيادات والتلفزيون يقطع المكالمة الهاتفية معه

    September 13, 2013

    ضياء الدين بلال (ضياء الدين بلال – السوداني)

    اعتذرت أمس للزميل حاتم حسن، معدُّ البرامج الاقتصادية في الفضائية السودانية، عن المشاركة بمداخلة هاتفية في برنامج اقتصادي، استضيف فيه وزير المالية علي محمود ومحافظ بنك السودان محمد خير الزبير.

    قلت لحاتم؛ ما نود قوله في رفع الدعم عن بعض السلع الاستراتيجية أودعناه أعمدتنا الصحفية، فلا يوجد جديد يقال، ولا قديم يعاد.

    مع إلحاح حاتم، وافقت على المشاركة وركزت فيها على نقطة – أراها مركزية – وهي مصداقية وشفافية الطاقم الاقتصادي في تقديم التبريرات ومنح الوعود.

    وقدمت نماذج لتصريحات حملت وعوداً كسرابٍ بقيعةٍ، وتبريرات ذات أرجل أميبية لا تقوى على الوقوف!

    وقلت لأكبر مسؤولين اقتصاديين في الدولة (محمود وخير)، حينما يتم التحدث عن سياسية التقشف، الأمر لا يحتمل الحديث المطلق والمعمم، فالأولى تقديم الأرقام وعقد المقارنات بين ما تم بعد السياسة وما سبق!

    كتبنا في عمود سابق، على الطاقم الاقتصادي الذي يشرف على إصدار هذه القرارات، مغادرة المكاتب المغلقة المكيفة والخروج لهجير الجماهير، لإقناعهم بأنه لا يوجد خيار متاح سوى ما يرون!

    الطاقم الاقتصادي متهم من قبل قطاع واسع، بأنه عاجز عن ابتكار الحلول، وباحث عن حلول سهلة وباردة للحكومة في الخرطوم، ولظى على المواطنين في الأرياف والحضر.

    كل ما يفعله الطاقم الاقتصادي من أصحاب الجلابيب البيضاء والبدل الأنيقة، الإسهام في رفع المعاناة من على ظهر الحكومة، ليثقل بها كاهل المواطنين!

    اختلفنا أو اتفقنا، جيد أن يطل وزير المالية ومحافظ بنك السودان عبر برنامج تلفزيوني مباشر، لطرح تقديراتهم في هذه القرارات.

    ولكن من المؤسف أن يتم اختيار الأستاذ الكبير الطيب قسم السيد لإدارة الحوار، ذلك ليس طعناً في قدراته وكفاءته، فهو إذاعي متميز وتلفزيوني أقل من ذلك بكثير!

    والأهم من ذلك، أن الرجل لا صلة تخصصية له بقضايا الاقتصاد. كان من الأوفق اختيار الأستاذة سمية السيد، أو الأستاذ محمد الأمين دياب، أو غيرهما من الذين تجتمع فيهم البراعة والمعرفة.

    هذا انطباعي ورأيي أتمنى ألا أكون متأثراً فيه بقطع المكالمة الهاتفية معي بصورة فظّة وغليظة، الراجح أن مردها ضيق الصدر وعدم المقدرة على احتمال الانتقادات ما بعد لون البنفسج!

    مثل هذه الممارسات تطعن في مصداقية القناة، وتزهد كثيرين في التعامل معها، على الرغم من أنها في المقابل، تقدم تبريراً طازجاً لما تعانيه الشاشة من كساح وبؤس وتشويش!

    على كل حال ما تم الإدلاء به من قبل الوزير والمحافظ، كان جديراً بالاستماع والمتابعة ويؤخذ منه ويرد.

    ولم يكن غائباً عن المتابعين أن المخططين الاقتصاديين للحكومة، يتحركون وفق ما تتيحه السياسة من مساحة محدودة على أرضية زلقة، وما تنتجه الأوضاع الأمنية من تحديدات.

    لكن ما هو شائع على نطاق واسع، أنهم يختارون من الحلول أسهلها وأيسرها على متخذي القرار، وأصعبها وأوجعها على المواطنين!

    المواطنون الذين نصفهم، يقبعون في قاع الفقر بنسبة أكبر من 46%، وهم بعيدون عن يد المؤسسات الاجتماعية القاصرة وعن عينها الرمداء!

    وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، ظلت لسنوات تجأر من تجاهل وزارة المالية لها، إلى أن استقالت الوزيرة أميرة الفاضل تحت لافتة الظروف الشخصية!

    النشاط الزراعي الذي يشتغل عليه أكثر من 70% من السكان، لا يجد من الدعم والإسناد أكثر من 1%، لا سيما أن وزير الدولة بالزراعة، قال إنهم يتسوّلون وزارة المالية للحصول على هذه النسبة الضئيلة!

    سيصدر القرار وسينفذ على وجه السرعة، ولن ينكسر (المرق) ولن يتبعثر الرصاص، ولكن ستظهر نتائجه بائنة وجلية في زحام الميناء البري، وفي اكتظاظ صالة المغاردة بمطار الخرطوم!

    وستظهر نتائجه في التقارير الجنائية، وفي محاضر المحاكم الشرعية في قضايا الطلاق وتفكك الأسر!

    اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

    (ضياء الدين بلال – السوداني).


    -------------
                  

09-14-2013, 01:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    تفاصيل اجتماع الساعتين بين "الترابي" و"علي محمود" و"عبد الرحمن الصادق المهدي"


    تفاصيل اجتماع الساعتين بين






    09-14-2013 03:34 AM
    المنشية – طلال إسماعيل

    ثمة ضوء خافت وحرس، وعربات رئاسة في منزل الأمين العام للمؤتمر الشعبي "حسن الترابي" بالمنشية، وصالون الشيخ مغلق أمام من يريدون الدخول بلا استئذان، ووزير المالية "علي محمود" ومساعد الرئيس "عبد الرحمن الصادق المهدي" مع الرجل يناقشانه مع قيادات المؤتمر الشعبي حول إصلاح الاقتصاد.

    أعتذر لنا مدير مكتب الشيخ "تاج الدين بانقا" بأن اللقاء خاص، وممنوع دخول الصحفيين، لكننا انتظرنا لأكثر من ساعتين حتى جاء منتصف الليل والفضول يقتلنا ماذا تريد الحكومة من المعارضة، وماذا يحدث في السودان هذه الأيام؟
    دعونا لتناول طعام العشاء، لكننا انتظرنا خروج الثلاثي من الاجتماع المغلق، وإليكم هذه الصورة..
    كان الأمين العام للمؤتمر الشعبي "حسن الترابي" يقف خارج منزله بضاحية المنشية وإلى جواره وزير المالية "علي محمود" ومساعد الرئيس "عبد الرحمن الصادق المهدي"، بالإضافة إلى الأمين السياسي للحزب "كمال عمر" والخبير الاقتصادي "حسن ساتي"، وقف ينتظر أسئلة الصحفيين وداعبهم بالقول: (عايزين تسألوني عن البيت، في حاجة حصلت يا أخوانا)؟
    فرد عليه الصحفيون: (هنالك أحداث كثيرة وقعت)، ابتسم الترابي بالقول: (بالله !! في خطر كبير عام كده، ولا) .. قطع الشيخ "الترابي" بضحكة وأردف بالقول: (نحن الحوادث من كثرتها أصبحت رخيصة، الحاجة لمن تكتر بترخص طوالي).
    هنا تدخلت بالسؤال إليه: (يا دكتور هل قدمت المعارضة رؤيتها الاقتصادية لمعالجة الأزمة في السودان أم مجرد انتقادات للحكومة؟).

    فرد الترابي بالقول :(إخواننا ديل جزاهم الله خيراً .. وزير المالية ومساعد الرئيس – طرحوا لنا قضايا الاقتصاد والمال العام عامة وضرورات ومقتضيات اتخاذ الإجراءات الآن التي بين أيديهم - في إشارة منه لرفع الدعم عن المحروقات- ونحن كذلك بسطنا كل تكامل الحياة العامة الأمن والمجتمع والخلق والسياسة وهكذا).
    قاطعه الصحفيون: (هل تناول اللقاء رفع الدعم عن المحروقات؟) واصل الترابي في سرده: (نعم، دخل في اللقاء وقلنا لهم سيأتيكم مكتوب وطرحنا لهم المعالم العامة لرؤانا في الاقتصاد عامة، ولذلك في أي موضوع ما بعينه في قضايانا وسنكتب لهم لنتعامل معهم بطريقة إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).
    لم تكتف أسئلة الصحفيين عن اللقاء، وإنما تناولت حتى مقر الانعقاد في منزل الأمين العام للمؤتمر الشعبي بالمنشية، وكان السؤال: (ألا يبدو غريباً أن ينعقد اللقاء لمسئول تنفيذي بالحكومة في منزل الشيخ "الترابي" وليس في المركز العام للحزب بالرياض؟).

    فرد "الترابي" بالقول: (هذه قضية عامة، وهم وجهوا لنا الدعوة لحضور مؤتمرات جامعة، لأن قضايا الاقتصاد ليس لفرد، هي قضايا للرعية والراعي والمزارع والصانع والعامل بأجر، أليس كذلك لكل البشر مع بعض، وما هو الغريب في ذلك؟). لكن الصحفيين لم يردوا على "الترابي" وسارعوا بسؤاله: (ما هي رؤية حزبكم في قضية رفع الدعم عن المحروقات؟).
    فرد "الترابي": (حا نقدمها ليكم، وعندنا أمانات طوالي بتشتغل، وعايزين زي ما هم جابوا لينا مخطوطاً ومكتوباً فنحن سنرد عليهم مكتوباً).
    ووجه "الترابي" تنبيه للصحفيين بالقول: (ولا يكتبن أحدكم أننا اصطرعنا معهم أو أننا قلنا لهم نعم)، وأضاف "الترابي" بالقول: (نحن ناقشناهم وكل قضايا الحياة لمسناها لأنها كلها متكاملة).
    وقاطع الصحفيون "الترابي": (هل ناقشتم القضايا السياسية؟).

    فأجاب الشيخ: (السياسة تؤثر على الاقتصاد، والأمن يؤثر عليه، وكذلك الجنوب، أتكلمنا في كل جوانب الحياة كده، حتى ولو هم كانوا عندهم هَمْ مباشر في الأعمال التنفيذية ولكن مربوطة بكل خيوط الحياة).
    وانتقلت الأسئلة إلى الشيخ "الترابي": (هل هنالك ضمانات أن تقبل الحكومة مقترحاتكم وتنفذها؟)
    فرد علينا الشيخ: (هم يلاقوا ناس كتار ، لاقوا ناس من قبلنا، وسيلتقون بناس من بعدنا، وهم يريدون أن يشوفوا الساحة العامة كلها، وبعدين يشوفوا منكم أنتم رؤى الرأي العام، من خلالكم، مش بتكتبوا كده في الصحف، ولا بتكتبوا براكم؟)
    ضحك "الترابي" ثم قال: ( ما هي الدنيا كده، والعالم كده، مش أسع حوادث العالم العالمية شايفين البرلمانات بتشتغل مع النواب، والنواب مع المواطنين، في أمريكا وفي أي بلد، مش كده، في قضايا السلاح الكيمائي يعني، أليس كذلك؟ ولا أنتو ما عايزين البلد تمشي لقدام؟)!!!
    وباغتنا "الترابي" بسؤال مكون من كلمتين باللغة الانجليزية: (هل هذه Positive ولا Negative ) (إيجابي ولا سلبي)؟
    وانقسمنا في الإجابة عليه، منا من رأى أنها شيء إيجابي، ومنا من رأى أنها شيء سلبي، والحكم لك أيها القارئ.
    وأضاف "الترابي" في تعليق علينا: (يعني الشورى العامة التي تشمل الشعب والنواب مع الجهاز التنفيذي؟ والجهاز التنفيذي مع القوى السياسية بتكون مخرجاتها "بطالة"؟)!! و(لا أحسن منها واحد وزول براهو يسوي أي حاجة ويكتب، ولا نحنا نجي نكورك" لا، لا.. كده كده أحسن ولا...)؟.
    فرد عليه صحفي:" الشورى أحسن".
    فأجابه "الترابي": "جزاك الله خيراً" وضحك الناس من حوله عندما ضحك الشيخ.
    * وزير المالية يرد:
    اقتنعنا أن الشيخ "الترابي" لن يتركنا لحالنا، وسيسألنا عن قضايا كثيرة، فهو ماهر في الحوار والنقاش، ينقلك إلى ملعبه بعبارة أو سؤال مباغت، لم نجد وسيلة غير أن نتوجه إلى وزير المالية الذي كان يستمتع بردود "الترابي" على الصحفيين، بدا لي أنه كان ينتصر من خلال ضحكة "الترابي" علينا أو تعليقه على مخارج حروفنا، وخرج وزير المالية من كمين الأسئلة عندما انتصف الليل، وقال "علي محمود": (نحن نعتقد أن الهم الاقتصادي هم عام وهم وطني يهم كل الناس في البلد سواء الحكومة أو المعارضة أو أي نوع من أنواع الفعاليات، حتى نحن نتكلم عن الإعلام باعتباره قناة توصل الآراء للمواطنين بصورة واضحة جداً، لذلك نحن في إطار لقائنا بالقوى السياسية الفاعلة في البلد، جئنا لهم في زيارة للشيخ الدكتور "حسن الترابي" زعيم حزب المؤتمر الشعبي ومعه عدد من الإخوة القيادات، وطرحنا عليهم رؤى محددة في برنامج الإصلاح الاقتصادي واستمعنا لهم ودار نقاش طويل، ولكنهم وعدوا إن شاء الله حيجيبوا رد على الكلام ده).
    وزاد الوزير بالقول:(نعتقد أن هذا لقاء ودي ولقاء طيب وبكل المقاييس قطعاً أي تشاور بين المكونات في المجتمع وبين الحكومة والمعارضة، وافتكر أن الكلام إيجابي وكما ذكر هو، أفضل، بدل أن نتخذ قرارات نشاور فيها الناس على الأقل من باب العلم، إننا في الحكومة لدينا معلومات تفصيلية دقيقة نعطيها للناس، ولذلك أفتكر أن هذه اللقاءات من حيث المبدأ لقاءات إيجابية حقيقة تؤكد مبدأ الشورى والتشاور والتناصح، ونحن نحتاج إلى أن نسمع الرأي المعارض ونسمع الرأي الآخر وهكذا ، وهذا مبدأ أصيل عندنا، وأنا جئت أمثل الحكومة وأطرح رأيها، وليست هذه الرؤية خاصة بوزير المالية أو غيره).
    وسألنا وزير المالية: (إذا كانت مخرجات اللقاءات مع أحزاب المعارضة تناقض قراركم المتوقع برفع الدعم عن المحروقات، هل ستتخلون عن خطوتكم؟)
    رد وزير المالية بالقول:(نحن لا نتكلم عن رفع الدعم بقدر ما نتكلم عن إصلاح اقتصادي شامل، وطرحناه بصورة أوسع، ووجدنا إخواننا هؤلاء لديهم رؤية واضحة في الاقتصاد، وهم سيأتون برؤيتهم مكتوبة، ونحن نتكلم عن إصلاح شأن الاقتصاد كله، ولا نتكلم عن جزئية اسمها رفع الدعم، وما بنمشي في مسألة تفصيلية مع حزب، إننا بنطرح رؤية عامة في الاقتصاد، ولا نطرح إجراءً محدداً، ولدينا مؤتمر سينعقد في أول أكتوبر دعونا له أحزاب المعارضة لتشارك ونحن المبدأ عندنا أن هذا رأي عام، حتى في أوروبا هنالك ديمقراطية الحكومة والمعارضة، وهنالك برنامج وطني متفق عليه).
    وأشار وزير المالية إلى أن اللقاءات مع المعارضة في إطار التطور السياسي الإيجابي في السودان، وقال:(التقينا معهم في قضية اقتصادية وبعد شوية سيكون تشاور في قضية الدستور، وحقو تؤمنوا أن التشاور مبدأ إيجابي، وقطعاً سيكون هنالك حد أدنى من القضايا التي سيتفق حولها الناس لمصلحة الوطن، ونحن جئنا بناءً على اتصال من الحكومة- مكلف به السيد مساعد الرئيس "عبد الرحمن الصادق المهدي"- لنطرح رؤية في حاجة محددة).
    * الاتصالات السياسية بين الحكومة والمعارضة
    اتجهنا بالسؤال إلى مساعد الرئيس "عبد الرحمن الصادق المهدي" حول الاتصالات السياسية بين الحكومة والمعارضة، فرد بالقول: (من باب:
    إنَّ اللبيبَ إذا تفرَّق أمـرُه ... جمَعَ الأمورَ مُحاوراً ومُشاوراً
    وأخو الجهالةِ يستبدُّ برأيه... وتراهُ يعتسـفُ الأمورَ مُخاطراً.
    نحن جئنا مكلفين من قيادة الدولة للاتصال بكل القوى السياسية، واتصلنا بالإخوة في المؤتمر الشعبي وعلى رأسهم الحبيب الدكتور "حسن الترابي" لنطرح عليه جملة من الإصلاحات التي نقترحها، واستمعنا إلى رؤاهم وقدمنا رؤية كاملة مكتوبة، ووعدنا من السيد الدكتور "الترابي" والإخوة الذين يمثلون المؤتمر الشعبي برؤية مكتوبة وواضحة في إطار كل ما ذكرنا لهم، ونستفيد حالياً من الذهنية الوفاقية الموجودة في السودان حالياً وذهنية جمع الصف، ونحن جربنا كل الوسائل الأخرى ووجدنا وسيلة الحوار والاتصال والتشاور هي الوسائل الناجحة، ونسأل الله رب العالمين أن يساعدنا، وإنتو ذاتكم تساعدونا في تفهُّم هذه المواقف كلها، وبأننا نعتقد أن السودان كلنا شركاء فيه، وهذا طن لنا جميعاً ونعتقد بهذا النهج، وبهذا الأسلوب سنحفظ للسودان أمنه واستقراره).

    المجهر


                  

09-15-2013, 10:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)


    لقاء بـ (الأحضان) بين البشير والترابي


    التفاصيلنشر بتاريخ الأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013 08:30
    bashir turabii

    التقى الرئيس عمر البشير مساء أمس الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي على هامش أداء واجب العزاء في وزير مالية جنوب كردفان بضاحية المهندسين. ورصدت «الإنتباهة» البشير والترابي وهما يسلمان على بعضهما بالأحضان، وجلسا لأكثر من ربع الساعة سوياً، وتحدثا في قضايا لم تستطع «الإنتباهة» معرفتها.


    -------------


    الناطق باسم سائحون : الحركة الإسلامية جزء من المشكلة

    September 15, 2013

    علي عثمان(عبد العزيز كَمْبالي)

    في اغسطس من العام الماضي 2012م، اعلنت مجموعة من مجاهدي الحركة الإسلامية السودانية عن انفسهم في إطار “مجموعة السائحون”، واطلقت المجموعة مبادرة سمّتها مبادرة الإصلاح والنهضة، كان واضحاً من الوهلة الأولى أن المجموعة تتكون من كوادر التيار الإسلامي من الذين ارتبطوا بتجربة الحركة الإسلامية طيلة السنوات العشر الأولى من استيلائها على الحكم، إلا أن بعض الأفكار التي حوتها مبادرتهم للإصلاح اصبحت مثار نقاش في عدد من المنتديات ومنابر الحوار الإلكترونية، فهم يتحدثون عن دستور جديد ويدينون الإنقلاب الذي جاء بالحركة الإسلامية للحكم في 1989م، وقد رشحت المجالس السياسية عن عدم رضى المؤتمر الوطني عن المجموعة، لا سيما وأنها عند إعلانها كانت تضم 700 عضو، وهو رقم كبير بلا شك.

    من هم السائحون وماذا يريدون؟

    للإجابة على هذا السؤال، قابلتُ الأستاذ علي عثمان، الناطق الرسمي باسم المبادرة واجريت معه هذا الحوار.

    حاوره: عبد العزيز كَمْبالي

    سبتمبر 2، 2013.

    *****

    – المبادرة تهدف لتحقيق وحدة الحركة الإسلامية

    – نحن مع الإصلاح بالوسائل السلمية

    – لم تُرتكب مذابح في جنوب السودان

    – الحلول الأمنية هي سبب الأزمة في دارفور وجنوب كردفان

    *****

    - عرّفنا بيك في البداية.

    أنا على عثمان علي سليمان، من أبناء منطقة العيلفون، خريج جامعة القرآن الكريم كلية الشريعة والقانون.

    - وعن تجربتك مع الحركة الإسلامية …

    إلتحقت بتنظيم الحركة الإسلامية وعمري 15 عاماً، في مرحلة الدراسة الثانوية، وقد امتدت فترة عملي فيها الآن لقرابة 25 عاماً وما زلت اعتبر نفسي جزءاً منها.

    - جزء من ياتو شِق – الحركة الإسلامية الآن شقين إتنين.

    أنا الآن في السائحون.

    - وماذا يمثّل لك الإنقسام بين وطني وشعبي؟

    لا يمثل لي هاجساً كبيراً، لأن المبادرة تهدف لتحقيق وحدة الحركة الإسلامية.

    - (يواصل) …

    كنت رئيساً لإتحاد طلاب جامعة القرآن الكريم (98 – 1999) واميناً سياسياً للحركة الإسلامية الطالبية في الجامعة، عملت في اتحاد طلاب ولاية الخرطوم، وتولّيت مسئولية نائب أمين قطاع طلاب المؤتمر الشعبي.

    - إذاً عند المفاصلة انت اخترت الذهاب مع المؤتمر الشعبي؟

    نعم، صحيح.

    - كلّمنا عن السائحون، ما هي دلالة المصطلح في ادبيات الحركة الإسلامية، ومن هم مجموعة السائحون؟

    “السائحون” هم مجموعة جهادية جاهدت في جنوب السودان منذ بداية التسعينات إلى أن تم حلّها في عام 1995م، وقد اطلق عليها هذا الإسم الشهيد عبد القادر علي، المصطلح موجود في القرآن الكريم وموجود في الحياة العامة للسودانيين. القدرات القتالية للمجموعة كانت مميزة عن الآخرين، وكانت تتميز ايضاً بالدفع المعنوي الكبير، حتى بالنسبة للجيش السوداني نفسه، وانت تعرف أن مناطق العمليات تكون في حاجه ماسة للدفع المعنوي بسبب بعد الناس من اسرهم وكذا، للمجموعة ادبياتها واشعارها في هذا الجانب بالإضافة للقدرة الفائقة على القتال.

    نحن في المبادرة اقتبسنا هذا الإسم لأنه ذا دلالة ايجابية عند كتير من الإسلاميين والمجاهدين الذي يفتخرون بالمجموعة وبالعمل الذي كانت تقوم به.

    - ألا يمكن القول ايضاً، من خلال كلامك، أن مبادرة السائحون تعبر عن المجموعة الأكثر عقائدية وتطرفاً في تاريخ الحركة الإسلامية؟

    هي المجموعة طبعاً متمسكة بقيم الحركة الإسلامية واعضاءها دافعوا عن الحركة الإسلامية قولاً وفعلاً وبعضهم قدم روحه فداءً لها، لكنها الآن منفتحة على الآخر بشكل كامل، ونحن الآن نطرح مبادرة نخاطب بها الآخر اساساً، لكن للأسف هناك فهم مغلوط عن أولئك الذين كانوا يقاتلون في الجنوب، هناك اعتقاد بأنهم لا يملكون آلية لمخاطبة القضايا غير العمل العسكري والعنف، وهذا غير صحيح، بل هم على قدر عالي جداً من الوعي والإدراك، بعضهم كانوا طلاب جامعات من تخصصات مختلفة وبعضهم كانوا اساتذة جامعات، لكنهم عندما تطلّب التحدي أن يحملوا البندقية حملوها، وعندما يتطلب اعمال الفكر والعقل هم ايضاً قادرون على ذلك.

    - المبادرة الآن عمرها اكثر من عام، تكونت في اغسطس 2012م، ما هو الدافع الأساسي الذي دعا لإعادة تجميع المجاهدين وإطلاق مبادرة السائحون؟

    الدافع الأساسي كان هو أزمة مشروع الحركة الإسلامية، أزمة التنظيم وأزمة الدولة، وقد انطلقت المبادرة من اللقاء الذي تم في احدى القاعات هنا في الخرطوم وتداعى له اكثر من 700 من اعضاء الحركة الإسلامية بمعناها الواسع: مؤتمر وطني، مؤتمر شعبي، و الذين كانوا في الرصيف. وقد اتفقوا جميعاً أن هناك أزمة كبيرة في السودان تتمثّل في تنظيم و دولة الحركة الاسلامية الموجودة الآن، وحاولوا ايجاد حلول للعبور من ازمة الحركة الاسلامية وازمة الدولة السودانية.

    - طيب، ما هو الجديد الذي تفردت به المبادرة عن طرفي الحركة الإسلامية فيما يتعلق بازمة الدولة السودانية، المؤتمر الوطني اتخذ طريق نيفاشا والتزم به حتى القبول بنتيجة الإستفتاء علي مصير الجنوب، والمؤتمر الشعبي اتخذ طريق اسقاط النظام عبر الإجماع الوطني واصبحت لديه تفاهمات حتى مع الحزب الشيوعي؟

    المبادرة في اصلها كانت مهتمة بمناقشة قضايا البيت الإسلامي الداخلية، ووحدة الحركة الإسلامية، لكنها اتسعت بعد ذلك واصبحت مبادرة لحل مشكلة السودان كلّه، وقد طرحنا في ذلك 7 محاور، منها المحور السياسي الذي نتحدّث فيه مشروع سياسي جديد وعقد سياسي جديد يقوم على مبادرة دستورية لإنتاج دستور يتوافق عليه الجميع يعبّر يتضمن قيم الحريات والطُّهْر والتداول السلمي للسلطة. وايضاً نادينا بمشروع تواثق اجتماعي جديد، فالسودان الآن تمزّق وهناك ضعف في مكوناته، وهو كما تعلم دولة حديثة لم يتجاوز عمرها 100 وبضع من السنوات. وحسمنا ايضاً في محور الإصلاح الثقافي مشكلة صراع الهوية في السودان، عبر رؤية موضوعية. وهناك محور اقتصادي ناقش المشكلة الإقتصادية وبيّن أن الإقتصاد السوداني الآن فاقد للوجهة تماماً: هل هو رأسمالي أم اشتراكي أم إسلامي؟ تحدثنا ايضاً عن المشكلة العدلية وطالبنا بإعادة القضاء العالي. وفي ظني أن الأفكار التي طرحتها المبادرة لم تطرح في جميع المشاريع التي تاقشت المشكلة السودانية، سواءً كان في حاضره أو في ماضيه.

    - مازال السؤال قائم، ما هو الجديد الذي يميّز المبادرة، في المبادرة الدستورية لم تخرجوا على مبدأ “المرجعية الإسلامية”، وفي الإصلاح الثقافي ما زلتم تعتقدون أن الهويّة الإسلامية العربية هي الهوية المركزية في السودان!

    نحن نعتبر أن الحركة الإسلامية هي جزء من المشكلة، ونعتبر أن الطريقة التي اتت بها الى الحكم ليست صحيحة، وقلنا أن الذي حدث في 89م هو انقلاب عسكري على وضع ديمقراطي، هذه واحدة من المراجعات الكبيرة التي قامت بها المبادرة، وقد أثر ذلك في المنهج الكلّي للمبادرة الذي يقوم على الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، اما عن المرجعية الإسلامية: فنحن اسلاميون بطبعنا ونعتقد أن الذي الحركة الإسلامية لم تحكم بشكل جيد ولم تطبق حتى برنامجها ومنهجها. والفشل الذي حدث للمشروع الإسلامي في السودان لا يجعلنا نتبرأ من إنتمائنا للإسلام وأنه مرجعيتنا في حياتنا العامّة وفي اقتصادنا واجتماعنا وسياستنا، ومازلنا نعتقد أن المرجعية الإسلامية هي المرجعية التي يمكن تحكم وهي التي يمكن ان ينصلح بها حال السودان وهي التي يمكنها ان تنهض به من جديد رغم الخيبات والفشل الذريع.

    - إذاً في حال قيام مؤتمر دستوري وكنتم مشاركين فيه ستكونون ضد خيار فصل الدين عن الدولة – أو الدين عن السياسة؟

    نعم بالتأكيد.

    - ألن يقدح ذلك في موقفكم من الديمقراطية باعتبار أنها تعتمد مبدأ المواطنة كأساس للحقوق؟

    لا لا لا، لا يوجد هناك تناقض بين قيم الديمقراطية وقيم الشورى التي يدعو لها الدين، والديمقراطية نفسها هي من الآليات التي تتفق مع الدين في كلياته الجامعة.

    - بالنسبة للمعارضة، هناك قوتين رئيسيتين: تحالف الإجماع الوطني من ناحية وجبهة القوى الثورية من ناحية، يتفقان على اسقاط نظام المؤتمر الوطني ويختلفان على الطريقة المناسبة لذلك، انتم باعتباركم كنتم جزءاً من هذا النظام في مرحلة من المراحل، ما هو موقفكم من شعار “اسقاط النظام” ابتداءً؟

    مبادرة السائحون مبادرة سلمية تدعو للإصلاح بالوسائل السلمية وتنبذ العمل العسكري بأي شكل من الأشكال، سواءً العمل الذي تقوم به الحركات المسلحة ضد النظام او العمل العسكري والحلول الأمنية التي تعتمدها الحكومة لمواجهة المشاكل في دارفور وجنوب كردفان او أي مكان آخر. نحن ضد العمل العسكري مطلقاً.

    - ألا توافقني أن موقفكم الرافض للعمل المسلّح ما زال موضع شك، لأن هناك عدد من قيادات المبادرة شاركوا في معركة هجليج ومنهم من استشهد فيها.

    لا يمثل ذلك مشكلة بالنسبة لنا، لأن المبادرة منذ البداية كانت واضحة في موقفها من العمل العسكري ومع الخيار السلمي.

    - لماذا لم يصدر بيان او تصريح صحفي حول هذا الموضوع يبين موقفكم من مشاركة اعضاء منكم في العمل المسلّح، ولماذا لم يُتّخَذ موقف من أولئك المشاركين؟

    نحن لسنا مسئولين عن القناعات الفردية للأشخاص المنتمين للمبادرة لأنها ليست حزب له ضوابط محددة بل هي تيار عام، على سبيل المثال هناك اعضاء من المؤتمر الوطني في المبادرة وايضاً من المؤتمر الشعبي لأنه ليس لدينا ما يمنع ازدواجية الولاء، وكل عضو عندو الحق يقاتل مع الجبهة الثورية أو مع الحكومة فلا مانع لدينا لأن هذه هي قناعته الشخصية.

    - ألم تُثِر هذه النقطة أي نقاش داخل المبادرة، فقد تؤكد مثل هذه المواقف الرأي القائل بأن السائحون هي في الأساس مبادرة لتجميع المقاتلين من المجاهدين الذين ينادون بعودة الحركة الإسلامية كما كانت في التسعينات مرة اخرى.

    لا لا ابداً، بالعكس، لم تثر أي نقاش لأن قيمة الجهاد عند الأعضاء موجودة، بغض النظر مع أي طرف من الأطراف، لكنها موجودة.

    - الجهاد كمفهوم ديني وكمصطلح يحمل في داخله دلالة الآخر المنفي دينياً الذي يجب الجهاد ضده، ألا يتعارض هذا مع الأسس الدستورية لدولة المواطنة في النظام الديمقراطي؟

    خليني أكون صريح معاك في هذه النقطة: نحن في المبادرة نعتقد إنو الجهاد سنة قائمة إلى يوم الدين، لمدافعة الباطل ونصرة الحق، قد تختلف التصورات الشخصية حول اين يكون الباطل واين يكون الحق، لكن الجهاد سنة قائمة إلى يوم الدين.

    - لنعود لمسألة اسقاط النظام …

    نعم، في هذه النقطة اقول لك أن اسقاط النظام لا يمثلنا بالطريقة التي تتحدث عنها المعارضة – بشقيها السلمي والمسلّح - وفي نفس الوقت لسنا مع موقف حزب المؤتمر الوطني الذي يعتبر أن الأوضاع جيدة وأنه ليست هناك مشكلة حقيقية، وقد قلنا ان هناك طريق ثالث هو طريق الإصلاح عبر إقامة دستور جديد فيه تمكين للحريات، فيه تداول سلمي للسلطة، فيه استقلال للقضاء، فيه اعتراف بالظلم الذي وقع على كثير من ابناء الشعب السوداني في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان وغيرها، دستور فيه اقرار بمبدا العدالة الإنتقالية، وهكذا …

    - يعني إنتو مع مبدأ محاسبة مرتكبي الجرائم بحق المواطنين في دارفور؟

    أي شخص ارتكب جرم بحق الشعب السوداني من الإستقلال وحتى الآن يجب أن تتم محاسبته.

    - أنا اقصد تحديداً الفترة من 1989 وحتى الآن.

    نحن مع محاسبة الجميع منذ الإستقلال.

    - في ظل واقع يقول أن حرب الجنوب منذ عام 89 وحتى 2005م قتل فيها حوالى مليون مواطن وتشرّد 2 مليون، ومنذ عام 2003 في دارفور قتل 300 ألف شخص وتشرّد حوالى مليون آخرين، ألا يمكننا القول أن نظام الحركة الإسلامية هو أكبر من ارتكب الجرائم في حق الشعب السوداني؟

    - والله هذه طبعاً مسألة نسبية، جميع الأحزاب السودانية تقريباً قامت بأعمال عسكرية، الحزب الشيوعي وحزب الأمة قاما بأعمال عسكرية، جميع من قام بعمل عسكري وأذنب في حق الشعب السوداني يجب أن يحاسب، نحن مع هذا المبدأ بشكل أو بآخر.

    أما عن حرب الجنوب، فأنا من الذين قاتلوا في جنوب السودان، واعتقد أنه كان فيها التزام كبير جداً بالقتال الإحترافي، ولم تحدث مذابح في الجنوب لذلك لم نسمع بقرارات إدانة للسودان في شأن الحرب في الجنوب، الحرب كانت بين جيش ملتزم بالقتال الإحترافي وحركة مسلّحة ملتزمة لحد كبير ايضاً بإحترافية في القتال، لذلك فإن اغلب الخسائر كانت تقع بين الجيشين.

    - يعني انت تنكر ارتكاب نظام الحركة الإسلامية لمذابح في جنوب السودان؟

    لم تكن هناك مذابح، فالمقاتلين – كما ذكرت لك من قبل – اغلبهم كانوا من المتعلمين والمثقفين من نخبة الشعب السوداني، لذلك فقد كانوا ملتزمين لحد كبير، بعضهم كان يحمل البندقية، وبعضهم يعلّم الأطفال، وبعضهم يرعى الأيتام . قام المجاهدون في جنوب السودان بأدوار إنسانية عظيمة وقد كانت سيرتهم سيرة عطرة جداً.

    - ما قولك في الفضيحة المشهورة للحكومة السودانية في موضوع الأسرى، معروف أنه ضمن مفاوضات الإيقاد شكّل ملف تبادل الأسرى فضيحة للحكومة، لأن الحركة الشعبية سلّمت جميع اسراها للصليب الأحمر بينما كانت الحكومة قد قتلت جميع أسراها، أليس هذا دليل على “عقلية المذبحة” التي كانت توجه عقيدة النظام في الجنوب ؟

    والله أنا لا علم لي بموضوع الأسرى ده، وما إذا كان الجيش عندو اسرى أم لا، لكنني اقول ان الدين الاسلامي في هذه النقطة واضح جداً، يجب أن يحترم الأسرى ويكرموا، لكنني اقول من خلال تجربتي في الجنوب أن المعارك كانت غالباً تدور في مناطق خالية من السكان، وحتى في المدن الكبيرة كانت الخسائر بين المدنيين لا تذكر مقارنة بالخسائر بين الجيشين.

    - اذا اتفقنا على أن جميع الحكومات الوطنية لها نصيب في الجرائم ضد المواطنين السودانيين، حسب تقييمك الشخصي ما هو نصيب الحركة الإسلامية كنسبة مئوية؟

    قتل النفس البشرية من الأمور الفظيعة التي حرّمها الدين وحرّمتها القيم الإنسانية، فقتل شخص واحد في الخمسينات و قتل 100 ألف في التسعينات هو واحد في فظاعته، الجريمة هي الجريمة، وعليه يجب محاسبة الجميع منذ عام 1956م. أما عن نصيب الحركة الإسلامية، فكما قلت لك فإن المناطق التي كانت تدور فيها المعارك كانت شبه خالية من السكان.

    - في سياق المحاسبة: ما هو موقفكم من المحكمة الجنائية في ظل اشارة المبادرة لعدم إستقلالية القضاء السوداني؟

    رغم أن هناك بعض الهنات حول استقلال القضاء وحياده، إلا أننا نعتبر أن القضاء السوداني ما زال نزيهاً الى حد كبير …

    - نزيه حتى في ظل النظام الحالي؟

    طبعاً تجربة الإسلاميين في الحكم شوّهت كثير من القيم والمؤسسات الوطنية، لكننا في مبادرة السائحون مع المحاكمة العادلة للسودانيين في محاكم سودانية.

    - ماذا عن استجابة حزب المؤتمر الوطني وتعاطيه مع المبادرة، هناك كلام عن أن المؤتمر الوطني احكم قبضته على المبادرة وفرّغها من محتواها خوفاً من انتشارها وزيادة عضويتها خصوصاً وانكم الآن تتحدثون عن اكثر من 5 ألف عضو؟

    مبادرتنا عصيّة على أي استقطاب سياسي، سواءً كان من المؤتمر الوطني أو غيره، ما زالت محتفظة بقيمها التي قامت عليها وما زالت محتفظة بنفس المسافة مع السلطة ومع اي حزب سياسي، وهي تضم اعضاء من الوطني ومن الشعبي يعملون في تناغم تام، ولا اعتقد أن المؤتمر الوطني يسيطر على السائحون، هذا كلام غير صحيح.

    - أليس صحيحاً ما تداولته المنتديات عن اعتقال اعضاء من السائحون ومحاولة ترهيبهم و عن اغراء البعض بمناصب وزارية ؟

    اعتقل بعض اعضائنا إبان الوقفة الإحتجاجية التي قمنا بها في موضوع المحاولة الإنقلابية، لكنهم اعتقلوا من قبل الشرطة واطلق سراحهم بعد فترة يسيرة، نعم هناك بعض التضييق على مناشطنا من قبل السلطات لكن حتى الآن لم يتعرض احد اعضائنا للإعتقال من قبل جهاز الأمن بسبب انتمائه للمبادرة. وعن الإغراءات المالية والمناصب فلا علم لي بأمور من هذه النوع.

    - ما عندكم أي قلق من ولاء اعضاء المؤتمر الوطني؟

    لا لا، مطلقاً. زي ما قلت ليك، المبادرة ليست حزب سياسي، ولا مانع من ان يكون العضو حزب امّه أو يساري ويكون في نفس الوقت عضو في المبادرة، فهي تيار عام للإصلاح.

    - تتحدثون في المبادرة عن ضرورة إطلاق الحريات ورفض الحلول الأمنية. من هذه الزاوية، ما هو المغزى من الوقفة الإحتجاجية التي قمتم بها لإطلاق صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق وبعض العسكريين الآخرين.

    نحن وقفنا مع المبدأ، مبدأ الحرية، وقد طالبنا بتقديمهم لمحاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم، وقد ثبت أن الحكومة ليست لديها ادلة ضدهم وافرجت عنهم.

    - انا قصد ما هي القيمة الرمزية للوقفات: خرجتم لصالح صلاح قوش، وخرجتم في دعم الجيش في معركة هجليج ومؤخراً وخرجتم دعماً للأخوان المسلمين في مصر. لماذا لم تخرجوا في ذكرى مقتل 4 طلاب جامعة الجزيرة ومقتل 12 طالب في نيالا (شهر يوليو)، وهما حدثان لم تظهر نتائج التحقيق عنهما حتى الآن، اليست هذه مسائل تتعلّق بالحريات والحقوق ايضاً، هل تتجزأ المبادئ؟

    المبادئ لا تتجزأ بالطبع، مبادرتنا قامت في اغسطس من العام الماضي وأي حدث مرّ علينا له علاقة بالحريات خرجنا فيه أو اصدرنا بياناً، منها قضايا ايقاف الصحف لأسباب الرأي، ومنها خطوات عملية قمنا بها لإطلاق سراح معتقلي المؤتمر الشعبي.

    - حتى في المعتقلين السياسيين كان هناك عدد من معتقلين الفجر الجديد الذين لم تخرجوا احتجاجاً على اعتقالهم …

    الفجر الجديد كان قبل إنشاء المبادرة.

    - لكن الإعتقال استمر …

    عموماً نحن اي موضوع عندو علاقه بالحريات إما وقفنا فيهو وقفة إحتجاجية او اصدرنا بيان.

    - حصل خلاف قبل فترة في المؤتمر الوطني حول ترشيح عمر البشير لدورة رئاسية اخرى، وقد كان كلٌ من غازي صلاح الدين ونافع على نافع يمثّلان طرفي الخلاف. أولاً: هل غازي صلاح الدين فعلاً رجل مقرّب من المبادرة؟

    ليس هناك ما يميّز علاقتنا بغازي صلاح الدين عن غيره من قيادات المؤتمر الوطني الآخرين، لكننا نرحب بآرائه الإصلاحية، فهو رجل اصلاحي تناولت المبادرة افكاره مثلما تناولت افكار التيجاني عبد القادر وحسن مكي والأفندي، فالمبادرة تناولت حتى الافكار التي يطرحها الحاج الورّاق وعبد الله علي ابراهيم، لأنها مبادرة منفتحة تماماً …

    - ماذا تقصد بمنفتحه تماماً، المبادرة في النهاية مبادرة اسلاميين وليس فيها اعضاء غير من حزبي الحركة الإسلامية …

    لا لا، نحن منفتحون على الآخر، لقد عقدنا جلسات مع حزب الأمة مثلاً ومع قيادات من الحزب الشيوعي، ونرحب بالأعضاء من جميع التيارات السياسية يميناً ويساراً.

    - نرجع لموضوع غازي ونافع، عرفنا أن غازي صلاح الدين رجل اصلاحي، هل يعني ذلك أن نافع على نافع بالمقابل هو الرجل الرافض للحوار والإصلاح؟

    حتى الآن لم يردنا ما يفيد أن دكتور نافع أو حتى رئيس الجمهورية نفسه هو ضد المبادرة أو معها، ونحن حريصون على لقاء نافع ولقاء الرئيس في اطار مجهوداتنا في سبيل الإصلاح، جلسنا مع الزبير احمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية وبعد النافذين في دولاب الدولة، وقد طلبنا الجلوس مع نافع ومع الرئيس قبل فترة طويلة، لكننا حتى الآن لم نجد الفرصة.

    - وعن ترشيح عمر البشير للرئاسة …

    والله نحن مبادرتنا طبعاً غالب قياداتها من جيل الشباب في الثلاثين والأربعين، و نحن ندعو لتغيير جوهري في جميع قيادات الأحزاب بقيادات شابة، لا نرى معنىً في أن يكون هناك رئيس لحزب ما عمر رئاسته 40 عاماً أو يكون هناك رئيس جمهورية عمر رئاسته اكثر من 24 عاماً، وهم رغم ذلك غير قادرين على تقديم شيء لمستقبل احزابهم او لمستقبل السودان.

    - يعني انتو ضد ترشيح عمر البشير للرئاسة مرة أخرى …

    بلا شك، نعم.

    - من هو مرشحكم المفضل للإنتخابات القادمة؟

    ليس لدينا مرشح محدد.

    - اقصد من هو الشخص المفضل لخلافة البشير في رأيكم؟

    ليس شخصاً محدداً، نحن عندنا منهج، الشخص الذي يتوافق مع منهجنا أياً كان سندعمه.

    - تعليقك على اشتعال الأوضاع في جنوب كردفان بعد الإنفصال؟

    اولاً مبادرة السائحون ضد الإنفصال، وتعتبر ان ما حدث مأساوي وحزين، كما تعلم فإن غالب اعضاء المبادرة كانوا مجاهدين ولهم علاقة خاصة مع الجنوب، بعضهم عاش هناك اكثر مما عاش في الشمال، وبعضهم قضى نحبه هناك. لكننا نعتبر أن الحلول الأمنية سواء كانت في الجنوب أو في دارفور او الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق، هي السبب المباشر للأزمة، ولذلك فنحن ندعوا للحلول السياسية السلمية.

    - هناك نمو ملحوظ للتيار الديمقراطي العلماني في الفترة الأخيرة، حركات التغيير الشبابية الجديدة تمثل جانب من هذا النمو، كيف تنظر للعلاقة بين العلمانيين والإسلاميين في مستقبل الصراع السياسي في السودان؟

    لا اعتقد أن هناك مشكلة، علينا فقط أن نلتزم بمعايير النظام الديمقراطي، لكنني افضل أن يحدث توافق وطني حول المسائل الأساسية، وفي هذا الجانب يحتاج اليسار أن يأخذ خطوة نحو اليمين كما يحتاج اليمين أن يتجه خطوه نحو اليسار، امامنا تجربة التوافق بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس، وهو توافق اثمر ثورة واثمر استقرار في النظام السياسي بعد الثورة وحتى الآن.

    - ظهرت على السطح مرة اخرى قصة النظام العام وموضوع محاكمة النساء بسبب الزّي، لم نسمع ببيان أو تصريح عن المبادرة بهذا الشأن، مع ملاحظة أن النساء غير موجودات في المواقع القيادية للمبادرة؟

    شوف، موضوع الزي ده موضوع شخصي وفرعي، والسودان بلد متعدد الأعراق والثقافات، فما أراه أنا محتشماً قد يراه آخر غير محتشم، لكننا جميعاً ندعو لقيم الفضيلة والإحتشام، وارجو أن نتواثق جميعنا اسلاميين وعلمانيين على هذه المفاهيم، ونحن عندنا راي إنو قانون النظام العام فيهو كثير من الإشكاليات والأخطاء، اما موضوع وجود النساء في المبادرة، فالنساء موجودات في المبادرة وحاضرات في جميع المناشط التي قمنا بها بالإضافة إلى أن هناك امانة اسمها امانة المرأة.

    - اثارت وقفتكم لدعم الأخوان في مصر موجه من السخرية والإستياء باعتبار ان النظام الحاكم في السودان ايضاً جاء بانقلاب عسكري، ما تعليقك؟

    هناك فهم مغلوط لوقفتنا، نحن لم نخرج لدعم الأخوان نحن خرجنا لدعم الديمقراطية وضد الإنقلاب العسكري، لأن موقف المبادرة هو ضد منهج الإنقلابات العسكرية وقد انتقدنا الانقلاب الذي أتى بالنظام الحالي، ونحن مع عودة الدكتور محمد مرسي كرئيس شرعي منتخب ديمقراطياً.

    - هل لديك ما تود أن تقوله في نهاية هذه المقابلة؟

    لا، شكراً.


    --------------

    صــــراعـــات دارفــــور.. هــل مـــن عـــاقــــل؟!


    التفاصيلنشر بتاريخ الأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013

    08:43
    نحن من جيل في دارفور لم نخُض مع الخائضين في لجج ووحول القبليَّة وتنازعاتها وتصارعاتها، ولم نعرف لها لوناً ولا طعماً ولا رائحة، عشنا في مدينة نيالا رغم امتدادات الانتماء كلٌّ إلى منابته الاجتماعيَّة، إلا أنَّها لم تكن يوماً تصنيفاً ولا نهجاً ولا جزءًا من الحياة التي عشناها وعرفناها.. ولذا فإنَّ ما يجري اليوم في دارفور بين قبائلها وعشائرها لأمرٌ غريب ومريب لم نعهدْه بهذه الكيفية ولم نرَ مثيله أبداً!
    لقد حدث انعطاف هائل في صراعات قبائل دارفور كما قال لي بالأمس الفريق أول شرطة الطيب عبد الرحمن مختار وهو عائد من جولة وساطة قبل أيام بين قبائل جنوب وشرق دارفور، فقد تحوَّلت الصراعات من طابعها التقليدي القديم إلى صراعات ذات قوة تدميريَّة عالية خربت الأواصر وهتكت الأمشاج والوشائج وصلات القربى والدم بين الأهل والمواطنين الذين عاشوا معاً ضمَّتهم الأمكنة واحتفت بهم الأزمنة..
    الجديد في هذه الصراعات أنَّها بمسبِّباتها المعروفة، إما طلباً لثأر أو نهبًا لهوام ودواب أو نزاعًا حول بئر أو بسبب امرأة ونزوات عابرة، امتطت جوادًا مخبولاً اسمه الصراع على خلفيَّة الأرض والحواكير وملكيَّتها، وتوالدت فيها ممارسات ودعوات غريبة لم تكن مألوفة ولا معروفة ولا مصرحًا بها وإن كانت موجودة. وأضحى السلاح المستخدَم في الصراعات القبليَّة هو الأعنف حيث تنتشر الأسلحة بكل أنواعها وصنوفها، وصار السلاح الثقيل من المدافع والرشاشات الثقيلة والمقذوفات الصاروخيَّة هو عتاد المعارك وفيصلها..
    فالغريب أن تُثار اليوم قضيَّة ملكيَّة الأرض في صراع البني هلبة والقمر والسلامات والتعايشة والرزيقات والمعاليا والبني حسين والأبالة والسلامات والهبانيَّة وغيرها من الاحترابات التي يُزهق فيها أرواحٌ كثيرة بلا مبرِّر..


    والمحزن أن تتبنَّى قيادات سياسيَّة ومتعلمون وسط هذه القبائل، هذه الآراء المتخلِّفة وتتحصَّن في جُدُر العصبيَّة النتنة، بدلاً من أن تكون حمائم سلام واستقرار ومعاول بناء للصلات القديمة وتمتينًا لحبالها الممدودة.. فكل صراع قبلي يتصدَّى له اليوم ليقوده، ليس الدهماء والسابلة من الناس، بل المتعلمون والساسة المحترفون كسبًا لمغنم زائل وطمعاً في منصب كضل الضحى، أو محاولة للتزيُّد الرخيص بالمكانة المرموقة وسط الكيان القبلي..
    ويتهم بعضُ الناس الحكومة أنَّها أذكت هذه النار النجسة بين القبائل وأوجدت فتنة العنصر والقبيلة بين المجموعات السكانيَّة في دارفور وغير دارفور، وبالرغم من التحفُّظ على هذا القول على عواهنه وإطلاقه، إلا أنَّ جوانب منه غير مباشرة هو الصحيح... فقد ابتدعت الحكومة ووافقت منذ عقد التسعينيات، على ظهور وبروز وشرعنة ما يسمَّى بمجالس شورى القبائل، وهي خطر داهم حلَّ على الناس، فقد قامت المجالس المشبوهة هذه على خدمة الأهداف السياسيَّة وليس الاجتماعيَّة للقبائل، وبدلاً أن تخدم أهدافًا نبيلة وتعزِّز من التعارف والتلاقي، نجدها اليوم وهي تنهض على حساب الإدارة الأهليَّة، تتولَّى مهام التحريض وشحذ المشاعر السالبة والكراهية، لأن من يقومون عليها تحرِّكهم غرائز الانتماء القطيعي وليس سُبُل الرشاد..


    نحن أمام وضع مأزوم بحق وسيتطوَّر بشكل مُحزن إن لم نجد عقلاء بين القبائل في دارفور يكبحون جماح هذا الهَيَجَان القَبَلِي الطائش، فقضايا الأرض والحواكير بالرغم من أنَّها قضايا دولة ونُظُم وقوانين، ليست مجلبة للتناحر والاحتراب، بل يتم التعامل حولها بالمساكنة والمراحمة والمواددة والمنافع المتبادلة، فالعصبيَّة للأرض ليست من الحكمة والتعقُّل في شيء.. والتقاتُل حول قضيَّة غير واقعيَّة فقط من أجل التعصُّب للعِرق والأرض لهو انحدار إلى هاوية ليس لها نهاية ولا تُنبئ بأنَّ مجتمعنا سيمضي نحو غاياته بخير..
    قبل أن تستفحل الصراعات في جنوب دارفور بين القمر والبني هلبة والتعايشة والسلامات والمسيريَّة في أقصى جنوب غرب الولاية أو بين الرزيقات والمعاليا، يجب أن ينهض جيلٌ جديد غير ممتلئ بالعُقد القبليَّة والانتماءات الضيِّقة ليتحدَّث لغة جديدة، ليعمل مع من بقي من العقلاء وأهل الحكمة، لانتشال دارفور من صراعاتها المميتة وتعزيز فرص التعايش السلمي..
                  

09-16-2013, 09:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    97251.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    مواجهة ساخنة بين كاشا والأمين في المجلس الوطني

    البرلمان : سارة تاج السر :


    اعلن والي ولاية شرق دارفور، عبد الحميد موسى كاشا، وصول اللجنة المكلفة بالتحقيق في صراع المعاليا والرزيقات الى الضعين خلال الايام المقبلة ، وتعهد بمحاسبة ومساءلة كل من يثبت تورطه في الصراع مهما كانت درجة نفوذه في الحكومة.


    كما تعهد كاشا في تصريحات بالبرلمان امس، بالتعاون مع اللجنة وتسليمها اية مستندات او وثائق تثبت الجهات المتورطة والمتهمة في الاحداث ، وشن هجوما عنيفا على رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن والدفاع بالبرلمان، محمد الحسن الامين، وطالبه بتقديم المستندات او الادلة التي تثبت تورط ايادٍ خارجية في الصراع بين المعاليا والرزيقات،وقال كاشا «بما انه محامٍ فعليه ان يقدم المستندات لمحكمة العدل الدولية في لاهاي».
    وقال كاشا ردا على تصريحات محمد الامين التي استبعد فيها تورط جهات بالحكومة في الصراع، قال» كلام محمد الحسن الامين لا يعنيني كثيرا وهو بتكلم ساي « واضاف «هو ما مسؤول مني وما دايرين منو درس عصر لانو نحن فاهمين بنعمل في شنو «.


    واستبعد الوالي وجود ايادٍ خارجية في نشوب الصراع، ونأى بنفسه عن الافصاح عن ذكر الأطراف المتورطة، واشار الى ان اي تعليق منه على القضية غير مفيد، واعتبر ان القضية بيد امنة، موضحا ان اختصاصات اللجنة العدلية تتمثل في القبض والاتهام والتحري مع كل من يثبت تورطه في الاحداث، وطالب قبيلة المعاليا باللجوء الى اللجنة اذا كان بحوزتها اية مستندات من شأنها تحقيق العدالة، وكشف عن اجتماع مع رئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر غدا الثلاثاء .



    ----------------------


    وحدت إسلاميي السودان مظاهرة السفارة المصرية... أكثر من مجرد وقفة..!


    الثلاثاء, 09 يوليو 2013 16:47 الاخبار - التقارير

    إرسال إلى صديق طباعة PDF

    تقييم المستخدمين: / 2
    سيئجيد


    وحدت إسلاميي السودان
    مظاهرة السفارة المصرية... أكثر من مجرد وقفة..!
    تقرير : محمد البشاري
    تصوير : أحمد طلب

    منذ إعلان القوات المسلحة المصرية في بيانها قبل أيام قلائل عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وانحيازها لمطالب المتظاهرين تباينت المواقف الرسمية للدول العربية إزاء ما يحدث في مصر. الحكومة السودانية قالت إنها تعتبر ما يحدث في مصر شأناً داخلياً معنياً به الشعب المصري، لكن الحركة الإسلامية جاء موقفها مغايراً للموقف الحكومي الرسمي، بأن عزل مرسي يعتبر تقويضاً للشرعية الدستورية. الموقف لم ينتهِ عند هذا الحد، بل تداعت الأحزاب والجماعات الإسلامية بالبلاد لإطلاق دعوات لمسيرة سلمية احتجاجاً على الإطاحة بالرئيس مرسي أمام السفارة المصرية بالخرطوم.
    الترابي والمبادرة
    لم يكن موقف الأحزاب والجماعات الإسلامية التي تداعت لمسيرة احتجاجية وحدها رافضة عزل مرسي والانقلاب عليه من قبل الجيش المصري ، بل سبقها إلى رفض ذلك أحد أبرز قيادات التيار الإسلامي بالبلاد، وهو الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، حينما أعلن رسمياً في حديث سابق عبر وسائل الإعلام قبيل أيام مساندته للرئيس المصري مرسي ضد الانقلاب عليه من قبل الجيش المصري. الترابي لم يقف عند حد المساندة لمرسي، بل تعداها للدفاع عنه باستماتة واتهامه للرئيس الحالي المكلف لمصر عدلي منصور بخيانة الدستور. الرجل لم يكتفِ بعباراته تلك، بل ذهب إلى القول بأن العهد الجديد في مصر بدأ بكبت الحريات وقيادة حملة اعتقالات واسعة طالت الرئيس المعزول نفسه، بجانب إغلاق عدد من القنوات الفضائية والصحف، ومضى إلى إطلاق دعوات تحذيرية للجيش المصري بعدم الإفراط في ما أسماه بالحملة الجبروتية وعدم تصويب سلاحه نحو أهله. الترابي الذي لم يكن بعيداً يوماً عن إخوانه في مصر، دعاهم إلى التحلي بالصبر حال استعر الصراع في مصر، مشيراً إلى أن المظاهرات وما أسماه بالتفجرات في المطالب عملت على تعطيل الإنتاج في مصر.
    هتافات وغضب
    الأحزاب والجماعات الإسلامية الأخرى بالبلاد، تداعت لنصرة إخوانها في مصر، في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تعرضت لهزة عنيفة، حيث خرج المئات من أنصار الأحزاب والجماعات الإسلامية والتي تقدمها المؤتمر الشعبي، وجماعة الإخوان المسلمين، ومجموعة (السائحون)، ومنبر السلام العادل، وجبهة الدستور الإسلامي، وعدد من الكيانات الإسلامية الأخرى التي تولت أمر المسيرة التي انطلقت نهار أمس من جامع فاروق بالخرطوم، صوب مباني السفارة المصرية، التي تطل على قاعة الصداقة بشارع الجامعة. اللافت في الحشد الجماهيري أثناء توجهه من جامع فاروق إلى مباني السفارة وجود القياديين في المؤتمر الوطني قطبي المهدي ورئيس لجنة الأمن والدفاع والشؤون الخارجية بالبرلمان محمد الحسن الأمين ضمن الحشد الجماهيري. المئات من المحتجين ردَّدوا وهم في طريقهم باتجاه السفارة المصرية هتافات من شاكلة: )عودة مرسي عودة للحق والشرعية، ولا لعودة فلول مبارك، لا لعودة الطغيان لمصر( وعبارات رافضة للانقلاب العسكري على الشرعية وعدم التنازل عن شرعية مرسي، بل تعدت العبارات إلى أبعد من ذلك من المطالبة بمحاكمة الرئيس المصري المكلف عدلي منصور ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والقيادي بالمعارضة المصرية البرادعي. أمر العبارات المنددة بالانقلاب بلغ مداه حينما نعتت وزير الدفاع المصري السيسي بأنه قاتل وخائن وسفاح. العنصر النسائي لم يكن غائباً عن مشهد المسيرة الاحتجاجية وإن اختلط بين عدد من نساء الجالية المصرية متوشحات بالعلم المصري، وبعض اللافتات الداعية لإرجاع شرعية مرسي، بجانب قلة من نساء السودان. المحتجون الذين وصلوا لمقر السفارة التي أحيطت بإجراءات تأمينية عالية من قبل الشرطة، عطلوا انسياب حركة المرور بالكامل وانخرطوا في ترديد هتافات تؤيد شرعية مرسي وتندد بالانقلاب العسكري في مصر.
    انقلاب إجرامي
    الأمر لم يستغرق طويلاً قبل أن يُحمل نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي لمخاطبة المحتجين عبر مكبر صوت محمول في الأيدي. السنوسي كان حديثه مقتضباً برفضهم للانقلاب العسكري الذي تم في مصر، ومطالبتهم بعودة مرسي إلى الحكم، باعتباره يمثل الشرعية وضرورة مواجهة أحزاب جبهة الإنقاذ العلمانية بمصر. ومضى إلى وصف وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بأنه عدو الله ويجب إسقاطه.
    بالمقابل اعتبر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين علي جاويش أن الانقلاب العسكري على مرسي يمثل نكسة لثورات الربيع العربي، واتجه لوصف الانقلاب العسكري بالفاشل والإجرامي الذي تقف وراءه المخابرات الغربية والصهيونية.
    المشهد الاحتجاجي الذي تم تحت وطأة وحرارة شمس الخرطوم، أُسدل الستار عليه بتسليم نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي والمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين علي جاويش والقيادي بالحركة الإسلامية محمد أحمد حاج ماجد والقيادي بجبهة الدستور الإسلامي علي مالك، بتسليمهم مسؤولي السفارة المصرية مذكرة احتجاجية تطالب الرئيس المصري المكلف عدلي منصور بتقديم استقالته فوراً، وعودة مرسي لقيادة مصر باعتباره يمثل الشرعية الدستورية. ودعت المذكرة الشعب المصري والجيش المصري لنبذ العنف، فضلاً عن محاكمة المتورطين في الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية لمصر.


    السودانى
                  

09-19-2013, 10:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)



    المجهر) تقلب أوراق سياسية قديمة وجديدة مع "أمين بناني"

    16/09/2013 13:40:00


    حوار - محمد إبراهيم الحاج

    الهدوء والبسمة الواثقة التي لا تفارق محيا الأستاذ "أمين بناني" ربما لا تشي بما يمور في دواخل الرجل الذي عركته التجارب السياسية مذ كان يافعاً يتلمس خطاه بـ(جامعة الخرطوم)، وربما كذلك لا يفصح هدوؤه عن حزمة العواصف والتقلبات الكثيرة التي واجهته خلال حياته الطلابية كأحد قادة التيار الإسلامي بداخلها أو أثناء عمله في لجنة الحسبة بالمجلس الوطني ومن ثم تقلده منصب وزير الدولة بوزارة العدل لفترة قصيرة لا يلبث أن غادرها واتبعها بالخروج غاضباً من المؤتمر الوطني، ثم كون (حزب العدالة) مع "د.لام أكول" والمرحوم "مكي علي بلايل" وانشق من ذات الحزب وكون حزب (العدالة القومي) بعد ذلك.
    "أمين بناني" إمام المسجد الذي خبر دروب السياسة وتحالفاتها أطلق خلال الفترة السابقة ميثاق التحالف الوطني الإسلامي كجسم معارض قال إنه سوف يمثل بديلاً جيداً للحكومة الإسلامية التي فشلت في تثبيت دعائم الإسلام في المجتمع السوداني، وللمعارضة التي يرى أنها متفرقة في الداخل، وقال إنه يعول عليها كثيراً في إحداث التغيير خلال الفترة المقبلة على التحالف الذي أكد أن عدداً كبيراً من القوى الإسلامية سوف تجد فيه ضالتها المنشودة.
    (المجهر) جلست إلى "أمين بناني" وقلبت معه تفاصيل أحداث سابقة ما تزال مؤثرة بشدة عليه خصوصاً وعلى المشهد السياسي عموماً، ورد على كل الأسئلة بذات البسمة الواثقة والهدوء الذي بدا عليه:


    } بعد مرور أكثر من عشرة سنوات من خروج "أمين بناني" من المؤتمر الوطني غاضباً أو مبعداً.. ماذا حقق خلال كل هذه الفترة..؟؟
    كسبت مصداقية بابتعادي عن المؤتمر الوطني وعدم الرجوع إليه.. وكل يوم أتأكد من صحة قراري ومن بعد الخروج كان تشخيصي والإخوة الذين كانوا معي للأزمة السودانية صحيحاً... السودانيون فجروا عدداً من الثورات كانت كلها من أجل الحرية لكنها لم تحقق نجاحاً لأن الحرية بلا عدالة اجتماعية تصبح شعاراً براقاً، نحن رفعنا شعار العدالة وأسسنا به حزباً وقد تصبح العدالة قاعدة فكرية على مستوى الدولة والمجتمع، لكن للأسف اختطفت الفكرة فقاتل بها البعض والحكومة سارت مع أولئك، وأعتقد أنه مجرد تبنينا لفكرة العدالة وطرحها في الساحة كان واحداً من أهم الانجازات التي تحققت، لكن الأهم بالنسبة لي من كل ذلك أنني والآخرون أصبحنا نشكل رصيداً للإصلاح بابتعادنا عن الولوج فيما يسمى بالمشاركة في السلطة. رصيد للإسلاميين ورصيد للوطنيين وهذا ما مكننا من أن ننطلق إلى الأمام ويمكن أن نبشر بقوة عين بأن دعاة الإصلاح غير ملوثين بشيء.

    } كنت برلمانياً معروف عنك تتبعك لقضايا الفساد ومن ثم انتقلت إلى العمل التنفيذي كوزير دولة بوزارة العدل ومضيت في ذات نهجك في تتبع قضايا الفساد ومن ثم أُبعدت.. هل تعتقد أنك خضت فيما لا يجب الخوض فيه..؟؟ وهل ندمت على ذلك؟ أو تتبعت أشخاصاً لم يكن لك أن تتبعهم..؟؟

    - أنا لم أندم على شيء في مسيرتي البرلمانية ومسيرتي القصيرة في الجهاز التنفيذي، وإرادة الله وضعتني في موقعين وصلاحياتي بحكم موقعي كانت تحتم عليّ أن أتصدى للفساد.. وكنت مجرد شخص يمارس صلاحيات يمنحها له الدستور والقانون ولم أكن متجاوزاً في شيء.. ولجنة الحسبة الإدارية بالبرلمان كانت هي الجهة المختصة بمحاربة الفساد وممارسة البرلمان من خلالها لدوره الرقابي على السلطة التنفيذية والفساد بصورة غير مباشرة في الحياة العامة، وكذلك وزارة العدل كانت تختص بمحاربة الفساد في المال العام، لكن خلال السنوات الفائتة كانت تهمل هذا الدور تماماً وأنا قمت بممارسة هذا الدور وأراهم اليوم بعد عشرة سنوات من رحيلي يهتمون بهذا الجانب، ولكن لم يحققوا فيه فتحاً لأن الإرادة السياسية خلفهم مازالت ضعيفة، وأنا سعيد بدوري صحيح أنني فتحت ملفات البنوك والطرق وعلى رأسها طريق الإنقاذ الغربي وكنت فعلاً أسير في أزقة ضيقة ومسارات وعرة والناس كانوا يميلون إلى ستر عيوبهم، وأنا أقول إنهم أسرفوا في فقه السترة ووقعوا في رذيلة التستر.

    } من هم هؤلاء الناس..؟؟

    الناس في الحكومة قبل وبعد المفاصلة، والرغبة في المواجهة مع الفساد والشفافية كانت ضعيفة والقدرة على تصحيح الأخطاء كانت أيضاً ضعيفة، ولذلك تحولت الأخطاء إلى خطايا من بعد، والبلد الآن غرقت في لجة من الفساد والآن يتحدث عن نفسه.
    } هل تعتقد أن مؤشرات الفساد السياسي والاقتصادي خلال الفترة التي كنت فيها تنفيذياً تراجعت الآن أم زادت..؟
    الفساد استشرى وأصبح كالسرطان ينتشر في جسم الدولة، والآن لا يستطيع النظام الحالي أن يحاربه لأنه فساد في كثير من أجهزة الدولة وفي وسطها وقاعها حتى على مستوى المحليات واللجان، ولا شك أن هذا النظام آيل للسقوط بسبب الفساد ولعنته، وأنا أعتقد أن جهود الإصلاح التي تعبر عنها الحكومة من وقت لآخر تستطيع أن تنجيها من سقوط محتوم بسبب اهمالها في محاربة الفساد.

    } كم تقدر الآن نسبة الفساد..؟؟

    أنا ما عندي القدرة على القياس العلمي بالنسبة للفساد، ولكن الفساد يتبدى في كل منحى من مناحي الحياة والذي يأكل المال العام.. فقط لو أخذنا ميزانية الدولة وتقارير المراجع العام التي يطرحها أمام البرلمان وهذا دون الرجوع لأي تقارير الفساد في الولايات تستطيع أن ترى حجم الهدر في المال العام مع أن الفساد في داخل الميزانية لا يمثل إلا جزءاً يسيراً من الفساد في مشاريع التنمية وطريقة توظيف القروض الأجنبية وفي تجنيب المال العام والرغبة الشديدة للبعض أن يجمع مالاً
    .
    } هل تعتقد أن هم المسؤولين الآن هو جمع المال فقط..؟؟

    نعم هم كثير من المسؤولين أن يدخل إلى الحكم لتكوين النفس ولبناء الذات ليس روحياً ولا فكرياً، ولكن أن يجمع مالاً وهذه رغبة جامحة ولا تمثل حتى عيب.
    } هل تعتقد أن السلطة أفسدت الحركة الإسلامية..؟؟
    طبعاً العلاقة متبادلة وأعتقد أن كثيراً من الإسلاميين أفسدتهم السلطة وقد قال الرسول "صلى الله عليه وسلم" (لا أخشى عليكم الفقر ولكن الدنيا أن تقبل عليكم وتنافسوها فتهلككم كما أهلكت الذين من قبلكم) وهذه سنة ماضية ومضت على الإسلاميين في السودان، ولكن الحركة الإسلامية تنطوي على فساد كبير يتمثل في ضعفها الروحي وضعفها الفكري وأنها دفعت بأشخاص غير مؤهلين لتولي الوظيفة وفشلت في مراقبتهم وهم في مواقعهم حين استقووا بالسلطة عليها ومن بعد طاشت الحركة الإسلامية وتاهت وأُبعدت تماماً عن الساحة تحت مظلة المؤتمر الوطني.


    } هل من الممكن أن نقرأ في ذات سياق حديثك ابعاد عدد من المفكرين عن مواقع القرار أمثال "الأفندي" و"حسن مكي" و"الطيب عبد القادر" وغيرهم.. وقبلهم أنت و"مكي بلايل" وآخرون؟


    الحركة الإسلامية أبعدت العناصر التي تهتم بالتعاليم وتحركت بالعناصر التي تهتم بالتعليمات وهم أصحاب الفكر والبصيرة ومنذ وقت مبكر عندما جاءت الدولة كانت معظم الكوادر الذين دخلوا كان ولاؤهم للتنظيم أكبر من ولائهم للفكرة ثم حصلت سياسة الاستيعاب العام للناس وكانت سياسة غير مدروسة... من المهم أن تشرك الآخرين معك في الحكم.. ولكن يجب أن تشركهم بعناية ومسؤولية.. وبالتالي العناصر التي ذكرتها أُهملت وهي في نهاية المطاف زهدت واستبعدت ولم يقاوموا وكان عليهم أن يقاوموا، أنا ظللت أقاوم داخل التنظيم لسنوات طويلة وظللت أقاوم الانحرافات من داخل أجهزة الدولة ومن المواقع التي توليتها، وعندما أُبعدت عن تلك المواقع واستقلت من المؤتمر الوطني ومن الممكن أن أكون قد أُقلت، لكنني ظللت أصر على وجودي في الساحة من خلال واجهات متعددة أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.
    } هل تمت إقالتك أم استقلت من المؤتمر الوطني..؟
    يمكن أن تقول حدثت لي مضايقات كثيرة من داخل الحزب وصبرت، وعندما أحسست أن فرص الإصلاح في داخل الحزب الحاكم منعدمة أو غير مجدية قررت الاستقالة... يعني تمت إقالتي من الجهاز التنفيذي بقرارهم، وأنا استقلت من الحزب بقراري.


    } يعني زعلت عشان أبعدوك من وظيفتك؟؟


    لا أبداً أنا غضبت لشيء واحد هو أنني انتقدت الحزب وأنا وزير بدلاً من أن أحاسب في داخل الحزب أو أن يدور الحوار حول أفكاري في إصلاح الحزب هم حاولوا أن يعاقبوني بالإبعاد عن الوظيفة وهذا خطأ، ولكنني ظللت بعدها عاماً كاملاً بداخل المؤتمر الوطني أحاول في جهود الإصلاح، وفشلنا أنا و"مكي بلايل" والآخرون أن نواصل جهودنا في الإصلاح من داخل السلطة.

    } كونت بعد ذلك حزب (العدالة) مع "مكي بلايل" و"د. لام أكول".. ومن ثم انشققت عنهم وكونت حزب (العدالة القومي).. لماذا هذا التنقل..؟

    كانت ترتيباتنا في حزب (العدالة) لقد اكتملت ولم نختلف حول الفكرة لأنها نجحت لاحقاً، ولكن كانت هناك خلافات إجرائية، المناخ حولنا لم يكن مواتياً ولكن الأخ "مكي" كان ناجحاً حتى وفاته وأنا ما زلت أواصل نشاطي الحمد لله، و"د. لام أكول" دفعت به الأقدار في اتجاهات عديدة وكان ناجحاً في كل المواقع التي تولاها في السودان الموحد، واعتقد أن له مستقبلاً باهراً في الجنوب.
    } هل خُذلت في الحركة الإسلامية..؟
    الحركة الإسلامية لا شك واحدة من أنجح الحركات الإسلامية سياسياً وحركة تقلبت في الحياة السياسية مع تقلباتها وتطورت معها في كل مراحلها، وأصبحت حركة مجتمع بحق وأنا تربيت فيها واكتسبت منها الكثير وقدمت لي الكثير، ولكن أنا شخصياً منذ وقت مبكر أحس بعيوبها وعبرت عن رأيي هذا وسبب لي كثيراً من المشاكل قبل وصولنا للسلطة، وعندما وصلنا إلى السلطة اكتشفت أن عيوب الإسلاميين أكثر مما كنا نتصورها، واكتشفت أيضاً أن الخير في الشعب السوداني أكثر مما كنا نتصوره، وأعتقد أن هذا الشعب السوداني بوعيه وجهاده وتدينه تفوق على الحركة الإسلامية وهي تحكم وقدم لها الكثير، ومازال دين السودانيين وتدينهم أحسن بكثير من تدين القطاع الغالب من الحركة الإسلامية، والحق أيضاً أصبت بخيبة أمل في حركة الإسلام التي انتميت لها وأنا صغير لأنها فشلت في أن تقدم التجربة الإسلامية حتى في حدها الأدنى، وفشلت في أن تعبر عن قيم الإسلام في الحرية والعدالة والطهارة وبناء المجتمع وتماسكه وتفككه، في عهدها ما كان يمكن أن يتم إذا حافظت على القيم الاجتماعية للإسلام.



    } بعد خروجك من (المؤتمر الوطني) لماذا لم تنضم إلى (المؤتمر الشعبي) وقتها الذي كان يمكنه استيعاب أفكارك..؟
    لم انضم لـ(المؤتمر الشعبي) لأن لدي خلافاتي مع ذلك الشق منذ وقت مبكر، ولا أريد أن أسهب فيها، ورأيت في مرحلة المفاصلة أن أمضي في الإخوة الذين حُجرت عليهم، وبعد عام بعد أن اكتشفت خطأهم قررت أن أفارق الاثنين وأن أمضي في طريقي وأطرح أفكاري ورؤاي بصورة مستقلة، وهذا أحسن عندي أن أخرج عن الأطر القديمة سواء أكان هنا أو هناك.


    } هل تعتقد أن حزبكم لديه قواعد جماهيرية كبيرة..؟


    طبعا حكاية الجماهير هذه إدعاء.. من الذي له جماهير..؟؟ (المؤتمر الوطني) مثلاً ليس له جماهير فقط لأن لديه السلطة والثروة يحشد الناس كما يحشد "فرعون" الناس في يوم الزينة، وكل حزب سياسي له جماهير بوجوه عدة، وإنت عندك قواعد صلتك بيها مدخلها اجتماعي أو فكري أو مهني، لا شك أنني من هذا الجانب أتمتع بقدر كبير جداً من الشعبية في الخرطوم التي باتت تمثل كل التكوينات، وأنا أعتقد أن المد الشعبي بالنسبة لـ(حزب العدالة) الآن كبير لأن الأطروحات التي يقدمها الحزب في الساحة السياسية هي التي تجد القبول عند عامة الناس ربما لم نستطع تحريك هذه القواعد الكبيرة التي نواليها وتوالينا لأسباب لوجستية، لكن لا يمكن أن يزايد علينا أحد في حكاية الشعبية هذه.
    } ننتقل إلى محور تحالف القوى الإسلامية والوطنية التي انضم لها عدد من الأحزاب... إلى ماذا توصلتم حتى الآن..؟؟
    نعم تقريباً انضم للتحالف حوالي عشرين من الأحزاب المسجلة في التحالف، واتصلنا بالعديد من الشخصيات الوطنية من مختلف القطاعات، بالإضافة إلى التحرك في أوساط قطاعات الشباب والمرأة، وأنا في تقديري أن أكثر من سبعين في المائة خارج النظام وخارج قوى المعارض وهو غير راضٍ عن كل شيء، بالتالي التحرك في هذه المساحة، وهذا واحد من أهم أهداف هذا الحزب، والانتماء لهذا الحزب ليس بالضرورة أن يكون حزبياً يمكن أن تنضم إليه من خلال واجهات اجتماعية أو ثقافية أو منظمات تعمل في العمل الطوعي، إنه كيان شعبي شامل يحشد الشعب بكل وجوه الانتماء ووجوه الوظيفة التي يمارسها الفرد وهو أكثر من أن يكون جبهة سياسية وأكثر من أن يكون حزباً أو تنظيماً سياسياً، وهو إطار شعبي عام ذو توجه محدد، وفي هذا المفهوم أعتقد أن يكون هذا الكيان ناجحاً.


    } هل الوصول إلى السلطة أحد أهدافكم..؟؟


    السلطة أحد أهدافنا، لكنها ليست الهم الوحيد لنا، عندما نصل إلى السلطة ستكون إحدى أدوات التغيير. والفرق بيننا والحركة الإسلامية أنها حركة كانت كثيرة الأدوات التي تستخدمها لتغيير المجتمع، ولكن عندما وصلت إلى السلطة استغنت عن كل أدواتها وبدأت تعتمد فقط على تنفيذ كل شيء وهذا ناتج عن خطأ واشتغلوا بالسلطان، ونحن ليس كذلك، لأننا نعمل على تنفيذ برنامجنا للتغيير الاجتماعي قبل أن نغير هذا النظام، وعندما نصل إلى التغيير ستكون السلطة هي إحدى أدواتنا للتغيير. وهذا التحالف العريض هو أيضاً أداة وملك للمجتمع لإحداث التغيير المتواصل، لأن هذا الكيان ليس مطلوباً منه فقط أن يصل إلى السلطة فحسب، ومهمته بعد تغيير النظام الحالي ستكون أكبر بكثير من المرحلة السابقة، وأتمنى أن نبني كياناً يتحرك من خلاله الشعب أشبه بالثورة المستمرة.
    } قلت إنك أُحبطت في الحركة الإسلامية.. ولكنك الآن تعود لتجميع القوى الإسلامية عبر هذا الكيان... ألا ترى تناقضاً في مواقفك..؟؟ ثم ألا تخشى أن تعيد إنتاج ذات الأزمة في حكم الإسلاميين..؟؟
    أنا أريد من الإصلاح إلا ما استطعت، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وأنا لم أزهد في الفكرة، ولكني زهدت في التنظيم وتنظيم (الحركة الإسلامية) القديم لم يعد مجدياً والتعلق به تعلق في الماضي، وكثير من الناس يخطئون عندما يتعلقون بالهياكل ويهملون الفكرة، وأنا الآن مع الإخوة في الأحزاب والتنظيمات والشخصيات الوطنية نعمل معاً على إنزال فكرة الإسلام والوطنية إلى ساحة العمل الاجتماعي والسياسي بكيان جديد، لذلك ليس هناك تناقضاً وأنا لا أضمن النجاح مائة بالمائة لهذا العمل، لأن هناك أشياء كثيرة تتحكم في هذا العمل، ولكننا سوف نبذل كل جهدنا ونسأل الله التوفيق.. وأعتقد أننا إذا توفرت لنا حسن النية وقوة الإرادة والتوكل على الله وكسبنا ثقة الشعب السوداني نستطيع أن ننجز هذا الكيان.
    } ألا ترى أنك أصبحت بذلك في جزيرة معزولة لأنك رميت (الحركات الإسلامية) وأظهرت بعدك عن القوى السياسية الأخرى... وأصبحت الآن تبحث عن بقايا ما تساقط من جماهير تلك القوى..؟
    أنا معي عدد كبير من الأحزاب والمنظمات ولا أقف وحدي، ثم إنني لا أدعو لمفاصلة مع التيارات الإسلامية والوطنية الأخرى، ونحن نتوحد مع الجميع وسنتحاور مع كل إنسان يؤمن بهذه الفكرة ويتخلص من عوامل الفشل، وعلى مستوى الساحة السياسية ندير حوارات مع شخصيات وطنية كبيرة، وهذا العمل غير محدود وبدأ بهذا الزخم الكبير، ولكننا نصر أن نأتي ببديل للنظام الحالي وبديل للمعارضة التقليدية لأنها فشلت بسبب عدم انطلاقها من مرجعية واضحة، والآن ندعو لمرجعية إسلامية واضحة مكتوبة في ميثاقنا.
    } بحسب أحاديث صحفية أنت عزلت القوى السياسية الأخرى المنضوية تحت مظلة التحالف المعارض عن كيانك المقترح... وانتقدتها بعنف كأنك ترمي إلى أن تقول إن كيانك بديل لها.. إلى أين تريدون الوصول؟؟
    من أهم أسباب النجاح أن ننطلق من رؤية واضحة وأن تكون لنا مرجعية، والمسألة ليست تصريحاً والمعارضة نعم تجتمع ولكنها مختلفة في كل شيء لذلك لا تعمل، ونحن نريد أن ننطلق من مرجعية إسلامية ونكتب أسساً وأفكاراً واضحة ونطور كل ذلك ونفصله في برنامج يشكل برنامج الحد الأدنى للاتفاق بين كل القوى الإسلامية والوطنية، أما القوى غير المصنفة إسلامية نحن في ميثقانا لم نعزلها ولم نحرم عليها العمل السياسي، وسنكتب دستوراً للبلاد يمنح الجميع حق ممارسة العمل السياسي، والشيوعيون والقوى الأخرى متاح لها أن تتجمع وفق مرجعية فكرية أيضاً ووطنية وتعمل كمعارضة إذا وصلنا إلى الحكم، وإن هي وصلت سنتحول إلى معارضة، وهذا هو الدستور الذي سوف يكتبه كل السودانيون إن شاء الله.
    } ما هو رأيك في مجموعة (سائحون)..؟؟
    (المؤتمر الوطني) فيه تيارات كثيرة وتتحكم فيه شلة وصغيرة والبقية مجرد كورس... ومجموعة (سائحون) فيما يبدو لي وأنا على معرفة ببعضهم من شباب صادقين كانوا يجاهدون من أجل حماية الدولة السودانيةـ ولكن هذه المجموعة اخترقت من عدة جهات، وهي لا تستطيع في وضعها الحالي أن تفعل شيئاً، و(المؤتمر الوطني) يتحكم في مفاصل هذه المجموعة، والعناصر الصادقة ستنتهي إلينا إما أن تنتهي كجسم سياسي وينضم إلى هذا التحالف أو أن يكونوا حزباً مع إصلاحيين آخرين يأتوا بحزبهم ذاك للانضمام إلينا في التحالف الجديد وهم رصيد إصلاحي بداخل الحكم.
    } يقولون إن "أمين بناني" الطالب الدارفوري المفعم بالفكر السياسي الإسلامي أصبح الآن ثرياً جداً..؟؟
    الحمد لله.. وأنا انتهز هذه الفرصة لأقول (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف)، لا أملك مالاً كثيراً لكن كثيراً من الناس يتوهمون ذلك، وهذا من فضل الله عليّ، ولن تستطيع بعض الجهات أن تلوي يدي بهذا الحمد لله، وأتمنى أن أكون ثرياً حتى أوظف المال في خدمة البلاد والعباد.
    } "أمين بناني" دعا إلى التحالف الإسلامي الوطني من أجل العودة إلى الأضواء؟
    أنا أصلاً لم أخرج من الأضواء ولم أبتعد عن الساحة، بل أنا موجود في عدد من الساحات الفكرية والسياسية، وأنا إمام مسجد وعندي منبري وهذا اتهام باطل.
    } بكلمات محددة... المرحوم "مكي على بلايل"..؟؟
    - "مكي" شخصية مفكر إسلامي ثوري، وهو رجل من الصعب أن يولد مثله في (جبال النوبة) بالذات في السنوات المقبلة.
    } "د.الترابي"..؟؟
    مفكر كبير والسودانيون سيكتشفون قيِّمة "الترابي" بعد قرن مثلما اكتشف الناس قيِّمة "ابن رشد".
    }"محمد إبراهيم نقد"؟
    التقيته مرة واحدة في عزاء، وقرأت له كتاب (الرق في السودان) وبعض المقابلات، وهو رجل مهذب جداً، ولكن القامة الفكرية لـ"نقد" كانت أقصر بكثير من المشروع الذي يتبناه (الحزب الشيوعي).
    } "الصادق المهدي"..؟؟
    هذا رجل شديد التهذيب والتواضع، وهو يطور نفسه فكرياً باستمرار وشديد الإيمان بالديمقراطية وكافح من أجلها طويلاً.. وأتمنى أن يقود السودانيون من خلال تبنيه لمشروع إسلامي وطني كبير كالذي ندعو له
                  

09-26-2013, 05:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    الإخواني الذي تحالف مع الشيطان
    المحكمة الجنائية الدولية تطلب من واشنطن اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير في حال دخوله أميركا لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
    العرب [نُشر في 21/09/2013، العدد: 9327، ص(13)]


    أول رئيس دولة تصدر بحقة مذكرة توقيف

    الخرطوم- بينما كانت الطائرة الرئاسية قاب قوسين من وجهتها، حتى فوجئ طاقم الرئيس السوداني عمر حسن البشير برسالة لاسلكية تمنعها من تجاوز المجال الجوّي السعودي في اتجاه العاصمة الإيرانية طهران.
    استجدّى هذا الموقف، الذي تعرّض له الرئيس السوداني، مؤخّرا حينما كان عمر البشير متوجها لحضور مراسم أداء الرئيس الإيراني حسن روحاني القسم أمام مجلس الشورى.

    ولم تكد وسائل الإعلام تتناسى هذه الحادثة، التي أسالت الكثير من الحبر، حتى منحتها واشنطن خبرا جديدا ملأ الإعلام وشغل الناس.

    "على البشير تسليم نفسه للاهاي قبل زيارة نيويورك" هكذا اشترطت أميركا على الرئيس السوداني عمر البشير حتى تسمح له بدخول أراضيها وحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ونصحت واشنطن الرئيس السوداني، الصادرة بحقه مذكّرة توقيف دولية، بعدم القيام بهذه الرحلة، لأنه "متهم بجرائم حرب".

    تلقى البشير دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وسلّمت الرئاسة السودانية جواز البشير إلى السفارة الأميركية في الخرطوم والتي أحالت الأمر على واشنطن لتحديد قرارها في شأن منحه تأشيرة دخول إلى أراضيها.

    وردّت واشنطن، على لسان ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، بأنه "يتعين على البشير قبل أن يتوجه إلى مقر الأمم المتحدة أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أعلنت لائحة الاتهام بحقه".

    وفي حال تم رفض منح البشير تأشيرة دخول لحضور اجتماعات الأمم المتحدة. لا يُستبعد أن تطرد الخرطوم القائم بالأعمال الأميركي أو تخفّض التمثيل الديبلوماسي بين البلدين وهو على مستوى القائم بالأعمال حاليا.

    العلاقات المتوتّرة بين الخرطوم وواشنطن تعود إلى تسعينات القرن الماضي، أي منذ استيلاء الرئيس الإسلامي عمر البشر على الحكم، في انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطيا الصادق المهدي. وقد حدث ذلك في 30 يونيو-حزيران 1989.

    منذ ذلك التاريخ دخل السودان، الذي كانت الانقلابات سمة تاريخه المعاصر، نفقا مظلما انتهى بتقسيمه وانفصال جنوبه الغنيّ بالنفط عنه.

    الموقف الأميركي جاء على خلفية مذكّرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية سنة 2008 بحقّ الرئيس السوداني بتهم التورّط في جرائم حرب وإبادة خلال النزاع الدموي في إقليم دارفور، غربي السودان.

    ورغم هذه المذكّرة وتعدّد البيانات الحقوقية التي تطالب بتطبيق قرار المحكمة الجنائية الدولية على الرئيس السوداني، إلا أن البشير سافر عدة مرات إلى دول عربية وأفريقية، وهو يعتبر أول رئيس دولة يمارس مهامه في الوقت الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية.

    وكانت فكرة حضور "مجرم حرب" صدر في حقه قرار اتهام إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أثارت مشاعر الغضب بين نشطاء حقوق الإنسان. وقالت رسالة وقعها أكثر من 20 من النشطاء "إنه أمر لم يسبقه مثيل أن يسافر شخص إلى الولايات المتحدة وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله فيما يتعلق بجريمة الإبادة". وأضافت الرسالة "إننا ندرك أن الحكومة الأميركية ملزمة بتسهيل زيارة الرئيس البشير بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لكننا نحثكم على بذل كل ما في وسعكم لمنع هذه الرحلة".

    ويرفض البشير الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، لويس مورينو اوكامبو، الذي أكّد في أكثر من مناسبة أن لديه أدلة دامغة ضد الرئيس السوداني.



    من الجيش إلى الرئاسة

    في عام 1989 قاد العميد عمر البشير انقلابا عسكريا، أطاح بحكومة مدنية برئاسة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وأصبح رئيسا لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ، ثم رئيسا للجمهورية. وهذا الانقلاب الذي سمي "ثورة الإنقاذ"، دعمه الإسلاميون، ومنذ ذلك التاريخ وهو رئيس للسودان ورئيس لوزرائه أيضا.

    وكان السودان في تلك الفترة يجاهد من أجل النهوض بالوضع السيئ الذي يعيشه منذ نيل استقلاله عن بريطانيا سنة 1956، حيث اشتعلت الحرب الأهلية منذ قبيل إعلان الاستقلال واستمرت حتى 2005 وتخللتها فترات سلام متقطعة.

    هذه الحرب كانت نتيجة صراعات بين الحكومة المركزية في شمال السودان وحركات متمردة في جنوبه وانتهت الحرب الأهلية بتوقيع اتفاقية السلام الشامل، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان. ثم استقل جنوب السودان عام 2011 بعد صراع يعدّ الأطول في القارة الأفريقية.

    ينحدر المشير عمر البشير من إحدى أكبر القبائل في بلد تلعب فيه القبيلة دورا محوريا ومحددا في السياسة. وقد قضى الرئيس السوداني عمر حسن البشير القسط الأكبر من حياته بين ثكنات الجيش -الذي التحق بصفوفه في سن مبكرة- وارتقى في سلمه إلى أعلى الدرجات، وكان بوابته إلى الرئاسة ثم وسيلته في إحكام السيطرة عليها على مدى أكثر من عشرين سنة.

    وتعتبر فترة حكم البشير الفترة الأطول في تاريخ هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 40 مليون نسمة موزعين على عدد من القبائل المتنوعة، ويشكل المسلمون غالبية سكانه في الشمال والمسيحيون في الجنوب.

    ولم تكن هذه الفترة من تاريخ السودان المعاصر أفضل من الفترات السابقة، فعمر البشير، الذي نصّب نفسه رئيسا، احتكر كافة السلطات وقمع الأحزاب السياسية وحلّ البرلمان، قبل أن تجري في شهر مارس-آذار 1993 انتخابات قوبلت بتنديد واسع ملحيا وعالميا.

    قمع وديكتاتورية

    رغم أنه وعد في برنامجه الانتخابي بدعم وحدة السودان ومنع الانقسام بين شماله وجنوبه، وحل أزمة دارفور وتحقيق التحول الديمقراطي الذي يؤسّس لحوار حرّ، فلم يقل مراقبون ومختصون في الشأن السوداني إن أيا من هذه الوعود لم يتحقق. فشطرا السودان الشمالي والجنوبي انقسما سنة 2011، وقد سبق ذلك اتفاق وقّعه الرئيس السوداني عمر البشير مع الزعيم الانفصالي في جنوب السوداني، جون غرنغ، سنة 2005، ويقضي هذا الاتفاق بوضع حد لصراع دام 21 عاما بين الشماليين والجنوبيين.

    لكن بمجرّد أن انفصل الشطران اندلع صراع دموي آخر بينهما- ولايزال متواصلا – حول منطقة إيبي الغنية بالنفط.




    عمر البشير
    ولد الرئيس السوداني عمر البشير في العام 1944 في قرية حوش بانقا، شمال الخرطوم. كان منذ شبابه يفضل الالتحاق بالجيش. وقد ارتقى بسرعة في المراتب العسكرية وشارك إلى جانب الجيش المصري في الحرب الإسرائيلية العربية في العام 1973.
    وتولى قيادة اللواء الثامن في الجيش بالجنوب في الحرب الأهلية التي اندلعت في 1983 بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان. في 30 يونيو 1989، أطاح العميد البشير ومجموعة من الضباط بالحكومة برئاسة الصادق المهدي في انقلاب عسكري دعمته الجبهة الإسلامية الوطنية بقيادة حسن الترابي.

    والرئيس السوداني عمر البشير أول رئيس دولة تصدر بحقه مذكّرة توقيف دولية وهو لا يزال يباشر مهامه.



    أما حريّة التعبير والمعارضة السياسية فهي في أدنى مراتب الحريات المسموح بها في السودان، حيث يمارس نظام البشير عمليات قمع ضدّ المعارضين والصحفيين، وتم حظر عدد من الكتب والروايات في السودان. وقد أوقفت السلطات السودانية العام الماضي أكثر من 4 صحف، على رأسها صحيفة "التيار"، "رأي الشعب"، و"الميدان" ومنعت أكثر من 17 صحفيا من الكتابة، بالإضافة إلى منع الصحفيين من الكتابة في عدة قضايا مفصلية في السودان.

    ويحتل السودان مرتبة متأخرة جدا، في ترتيب التصنيف السنوي لحرية الصحافة، الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود".

    وقالت المنظمة إن السودان جاء في المرتبة 170 ويقع ضمن الدول العشرة الأسوأ والأقل احتراما لحرية الصحافة، التي على رأسها إيران وكوريا الشمالية وإريتريا، في مؤشر حرية الصحافة لسنة 2013.

    وقال الناشط الحقوقي والكاتب الصحفي السوداني فيصل الباقر : " للأسف السودان على مدى سنوات طويلة ظل يحتل موقعا متأخرا جدا في قائمة الدولة المنتهكة لحرية الصحافة والتعبير والحق في الحصول على المعلومات والدليل هو الصحف التي تم إغلاقها خلال العام الماضي".

    وكشف الباقر أن جهاز الأمن هو الذي يتحكم في الصحافة بعيدا عن الأجهزة القضائية والعدلية.

    وأزمة دارفور التي وعد الرئيس السوداني عمر البشير بحلّها كانت السبب وراء إصدار مذكّرة دولية باعتقاله من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة.

    وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت أمرين بالقبض على عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

    ويتضمن هذان الأمران، اللذان صدرا في عامي 2009 و2010، توجيه تهم إليه بالمسؤولية الجنائية عن 10 جرائم، من بينها القتل والإبادة ونقل سكان قسرا والتعذيب والاغتصاب.

    والبشير ثالث رئيس دولة تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بعد رئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلر والرئيس السابق ليوغسلافيا سلوبودان ميلوسوفيتش.

    غير أن الفرق بين البشير وسابقيه، هو أن تايلر وميلوسوفيتش طلبت المحكمة اعتقالهما بعد أن تركا منصبيهما، أما الرئيس السوداني فصدرت مذكرة الاعتقال بحقه وهو ما يزال رئيسا يعتبره بعض السودانيين المؤييدين له "رمزا من رموز البلد"، فيما يرى فيه معارضوه "ديكتاتورا" يجب الإطاحة به أسوة بنظرائه من الرؤساء العرب الذين سقطوا في انتفاضات "الربيع العربي".
                  

09-28-2013, 10:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)

    بين الموقعين د.غازي صلاح الدين وحسن عثمان رزق و العميد ود ابراهيم ود.عائشة الغبشاوي:

    إسلاميون يطالبون البشير بايقاف قتل المتظاهرين ومعاقبة القتلة وتشكيل آلية وفاق وطني


    السبت, 28 أيلول/سبتمبر 2013 19:25


    في تطور لافت وبالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية بالسودان، توجه اكثر من ثلاثين من قيادات المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية؛ بينهم 10 من اعضاء المجلس الوطني، بخطاب مفتوح لرئيس الجمهورية حمل انتقادات قاسية لسياسات الحكومة، وتلميحات بتعرض شرعية البشير للخطر. وطالب الخطاب، الذي كان من ابرز الموقعين عليه مستشار الرئيس السابق د.غازي صلاح الدين، والقيادي بالحركة الاسلاميه حسن عثمان رزق، وقائد المحاولة الانقلابية السابقة المعروف بالعميد ود ابراهيم بجانب د.عائشة الغبشاوي، طالب بوقف الإجراءات الاقتصادية فوراً، وتشكيل آلية وفاق وطني من القوى السياسية، وإيقاف الرقابة على الصحف ووسائل الإعلام، وإطلاق الحريات كما يكفلها الدستور ومن بينها حرية التظاهر السلمي، وإجراء تحقيقات محايدة حول إطلاق الذخيرة الحية على المواطنين ومعاقبة المسئولين عنه، وتعويض المواطنين المتضررين جراء القتل والجراحات والتخريب، وفقاً لنص الخطاب.

    واكد القيادي في المؤتمر الوطني واحد الموقعين علي المذكره، د.احمد عبدالملك الدعاك في تصريحات لصحيفة(التغيير) الإلكترونية تقدمهم بالمذكرة لرئيس الجمهوريه، وقال انهم فضلوا ارسالها للرئيس بصيغة الخطاب المفتوح لان "الاوضاع علي الارض تتطور وتحولت لطارئ".

    واوضح الدعاك ان الموقعين علي المذكرة قيادات من داخل حزب المؤتمر الوطني ولكن الخطاب "موجه للدولة وليس للحزب"، حسب تعبيره. واشار الي ان خطوتهم القادمة رهينة بكيفية الاستجابة للخطاب.

    وفيما يلي نص المذكره :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السيد رئيس الجمهورية ... المشير عمر حسن أحمد البشير
    السلام عليكم ورحمة الله
    وبعد،
    * حزمة الإجراءات الاقتصادية التي طبقتها الحكومة مؤخراً أحدثت آثاراً قاسية على المواطنين دون مبررات مقنعة
    * الإجراءات لم تجز من قبل المجلس الوطني، بل هي لم تعرض عليه أصلاً رغم اشتمالها على تعديلات أساسية في بند إيرادات الحكومة
    * هذه الإجراءات لم تجد قبولاً حتى من قبل قطاعات المؤتمر الوطني
    * قدمت بدائل من أفراد وخبراء وقوى سياسية لكن البدائل لم تنل اعتباراً وأصرّت الحكومة على تطبيق الإجراءات كما هي غير مبالية بآثارها ومدى قدرة المواطنين على احتمالها
    * خطاب الحكومة عند تقديم حزمة الإجراءات عبر وسائل الإعلام كان مستفزاً للمواطن ولم تبد الحكومة الاكتراث اللائق لمشاعر المواطنين
    * لم تسمح الحكومة للمواطنين بالتعبير السلمي عن آرائهم وفق ما يكفله لهم الدستور. وبعدم توفر فرص التعبير السلمي تغلبت العناصر التي تستغل هذه المواقف للتعبير العنيف مما أدى إلى خراب كثير وإزهاق لأرواح عزيزة من بين المواطنين والشرطة وقوات الأمن في مواجهات استخدمت فيها الذخيرة الحيّة
    السيد الرئيس
    لقد جاءت الإنقاذ بوعد كبير هو تطبيق الشريعة. ونحن نعلم أن من أهم مقاصد الشريعة تعظيم حرمة الدماء، والعدل بين الرعية، ونجدة ضعفائها، ورحمة فقرائها، وإحقاق الحقوق ومن بينها حق الاعتقاد والرأي والتعبير عنهما. لكن حزمة الإجراءات التي طبقتها الحكومة وما تلاها من قمع للمعارضين لها أبعد ما يكون عن الرحمة والعدل وإحقاق حق الاعتقاد والتعبير السلمي.
    السيد الرئيس
    في ضوء ما يجري نطالبكم بما يلي:
    * وقف الإجراءات الاقتصادية فوراً
    * إسناد ملف الإجراءات الاقتصادية لفريق اقتصادي مهني وطني، يمكن تطعيمه بعناصر من القوى السياسية المختلفة، وتكون مهمته الاتفاق على وصفة للمعالجات العاجلة للأزمة في غضون أسبوعين
    * تشكيل آلية وفاق وطني من القوى السياسية لمعالجة الموضوعات السياسية الهامة ومن بينها الإطار السياسي الذي تحل فيه الأزمة الاقتصادية
    * إيقاف الرقابة على الصحف ووسائل الإعلام
    * إطلاق الحريات كما يكفلها الدستور ومن بينها حرية التظاهر السلمي
    * إجراء تحقيقات محايدة حول إطلاق الذخيرة الحية على المواطنين ومعاقبة المسئولين عنه
    * تعويض المواطنين المتضررين جراء القتل والجراحات والتخريب
    السيد الرئيس
    هذه حزمة من الإجراءات المعجلة لمعالجة الأزمة الحادة الراهنة، وهناك إجراءات أخرى مؤجلة لكنها ضرورية سنتعرض لها وفق تطور الأحداث. وإننا ننصحكم بالتعامل مع هذه المطالب تعاملا حكيماً، فإن بيدكم درء الفتنة أو إثارتها، وإن مشروعية حكمكم لم تكن على المحك كما هي اليوم.
    28 سبتمبر 2013
    الأسماء:
    and#1633;/ د.غازي صلاح الدين العتباني - عضو المجلس الوطني
    and#1634;/ أ.حسن عثمان رزق - عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني
    and#1635;/ د. احمد عبدالملك الدعاك - أستاذ جامعي
    and#1636;/ عميد معاش / صلاح الدين محمد كرار
    and#1637;/ المهندس/ احمد خليل حمزة
    and#1638;/ د. فضل الله احمد عبدالله - أستاذ جامعي - عضو المجلس الوطني
    and#1639;/ مهدي عبدالرحمن أكرت - عضو المجلس الوطني
    and#1640;/ ابراهيم بحر الدين عضو المجلس الوطني
    and#1641;/ جعفر الشريف - ولاية القضارف
    and#1633;and#1632;/ د. عطيات مصطفي - عضو المجلس الوطني
    and#1633;and#1633;/ د. عائشة الغبشاوي - أستاذه جامعية - عضو المجلس الوطني
    and#1633;and#1634;/ د. سامية يوسف هباني - عضو المجلس الوطني
    and#1633;and#1635;/ أ. آمال عبد الفتاح ابراهيم - أستاذه جامعية
    and#1633;and#1636;/ د. صفية عبدالرحيم - أستاذه جامعية
    and#1633;and#1637;/ أ. عواطف محمد علي الجعلي - محامية - عضو المجلس الوطني
    and#1633;and#1638;/ د. أسامة علي توفيق - طبيب
    and#1633;and#1639;/ بروفسير / محمد سعيد حربي - أستاذ جامعي
    and#1633;and#1640;/ أ. الدخري علي مركز - محامي
    and#1633;and#1641;/ عمر عبد القيوم - الطلاب
    and#1634;and#1632;/ أ. أسامة سراج خالد - أستاذ جامعي
    and#1634;and#1633;/ الدومة حسن ابراهيم - مهندس تقني
    and#1634;and#1634;/ لواء شرطة معاش / عبدالرحيم احمد عبدالرحيم
    and#1634;and#1635;/ عميد ركن / ود ابراهيم
    and#1634;and#1636;/ عميد شرطة / معاش مصطفي عبدالرحيم
    and#1634;and#1637;/ العقيد معاش / فتح الرحمن عبدالله سليمان
    and#1634;and#1638;/ عقيد شرطة معاش / صلاح الدين ميرغني
    and#1634;and#1639;/ مقدم معاش / مصطفي الزين ممتاز
    and#1634;and#1640;/ نقيب شرطة معاش / أسامة الحاج حسن
    and#1634;and#1641;/ ابراهيم تمساح - عضو المجلس الوطني
    and#1635;and#1632;/ محمد صالح الصافي - عضو المجلس الوطني
    and#1635;and#1633;/ سامي عبدالوهاب الأمين - الطلاب


    ---------------------

    الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان: البيان الأول حول الاحتجاجات الشعبية بالسودان


    السبت, 28 أيلول/سبتمبر 2013 19:31



    الحمد لله القائل (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [النساء:58]
    والصلاة والسلام على رسوله القائل «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»رواه مسلم
    أمّا بعد

    فإن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان تراقب عن كثب تفاصيل ما يجري في البلاد من السياسات والإجراءات التي تتخذها الحكومة الحالية ، حيث أفضت إلى زيادة معاناة الناس في معايشهم ، فاستحكم الغلاء الفاحش وبلغ سيل الفقر زباه ، ونفد صبر العباد ، فإذا بهم يخرجون ثائرين ناقمين غاضبين مطالبين بحقوقهم في العيش الكريم ، لما ضاقت بهم الأحوال ، فكانت الفاجعة الكبرى والعنف المنظم الذي أعمل الفساد والتخريب وإزهاق أرواح العزل المكلومين .
    وفي هذا الظرف الحرج الذي تمر به البلاد تتقدم الرابطة بهذه النصيحة الموجزة للحكومة الحالية ,إعذاراً إلى الله تعالى وبياناً للحق ودعوة للإصلاح والتغيير وتنبيهاَ على المخاطر التي تهدد أمن السودان واستقراره ووحدة ماتبقى من أراضيه ، وكلنا مشفقون مما آل إليه أمر البلاد ولا مرام لنا سوى إرادة الخير للعباد والبلاد , فنقول سائلين الله أن يجعل قولنا قولا سديدا:
    أولاً: اعلموا يا حكام السودان : أنّ الدهر دول ، والأيام قُلّب ، ولوبقيت الدنيا لمن قبلكم لما وصلت إليكم ، ولو بقي الملك في يد السابقين ، لما وصل إلى اللاحقين ، يقول الله عز و جل) وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)آل عمران:140
    فيوم علينا ، ويوم لنا ويوم نساءُ ، ويوم نسر
    واعلموا أنّ الأمارة حسرة وندامة يوم القيامة ، والحاكم الذي وليَ أمر الرعية ، الواجب في حقه أن يستمع إلى رعيته ، فإن احتجب عنهم عوقب يوم القيامة ، باحتجاب الله عنه ، فعن أبي مريم الأزدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ولي من أمر المسلمين شيئا ، فاحتجب دون خلتهم وحاجتهم وفقرهم ، احتجب الله عنه يوم القيامة ، دون خلته وحاجته وفاقته وفقره ) أخرجه أبو داود وابن ماجه والحاكم بإسناد صحيح :
    ثانياً: إن ما حصل من الخلل والتدهور في اقتصاد البلاد مرده إلى أسباب نوجزها فيما يلي :
    1) السبب الرئيس تغييب شرع الله عن دنيا الناس والاكتفاء فقط بالشعارات ، وأيم الله هذا لا يضر بدين الله الحق ، وإنما يحيق الخسف والذل بمن اتخذه هزؤا ولعباً ودغمسة قال تعالى:( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ) [البقرة: 85]
    2) تساهل الحكومة في التعامل مع الأزمات وغياب الرؤية الواضحة لحل الأزمة أو تخفيفها
    3) تغليب المصالح الفردية ومصالح الحزب الحاكم على مصالح البلاد وأهلها

    4) الاستبداد بالرأي والقرار في القضايا المصيرية وغلبة منطق (ما أريكم إلا ماأرى)
    5) الاصرار على الاستزادة والاستكثار من القروض الربوية ، والبحث عن المبررات الواهية لاستحلاله
    6) اتخاذ سياسة التغافل والتجاهل لكل مظاهر الفساد الأخلاقي والسلوكي ، لإغراق أكبر قدر من الشعب في الشهوات والملذات ، وهذا واضح بيّن في الشوارع والطرقات والشواطيء والأسواق والجامعات المختلطة ، ناهيك عن الحفلات الغنائية الماجنة في أكبر الأندية الرسمية المحمية بسلطة الحكومة .
    ثالثاً: نضع بين يدي الحكومة هذه النصيحة الموجزة لعلها تكون مخرجاً من الأزمة الحالية وسبيلاً لإصلاح مايمكن إصلاحه وتداركه :
    1) التوبة إلى الله جلا وعلا حكاماً ومحكومين وتحقيق العدل والإحسان الذي أمر الله به والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ، وأن يشمل العدل والإحسان كافّة أهل البلاد مسلمهم وكتابيهم ونؤكد مرة أخرى أن العدل والإصلاح لا يمكن أن يتم إلا بتطبيق الدولة لشرع الله تعالى ، إذ لا شرعية لحاكم ولا سمع ولا طاعة إلا بتحكيم شرع الله . فالمحسوبية والفساد الإداري والمالي والفوضى المنهجية وغياب دولة المؤسسات وإبعاد شرع الله والنهج الإسلامي الصافي قد أضر بالسودان حتى أصبح اليوم من أضعف الدول وأفقرها وأكثرها اضطراباً
    2) الإسراع في تشكيل حكومة من ذوي الكفاءات والخبرة معيارها القوة والأمانة والعلم، قال تعالى:(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف :55] ، وقال:(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص :26] . وظيفتها القيام برصد الاصلاحات والحلول وإعادة هيكلة الحكومة على أسس علمية بعيدة عن الولآءات. مع التأكيد على وجوب استبعاد كل من له موقف أو سابقة من رفض أو انتقاص أو شك أو ارتياب في أحكام الشريعة الاسلامية
    3) ايقاف كافة الاجراءات الاقتصادية التي أضرت بكافة أفراد وشرائح المجتمع بما في ذلك حزمة الإجراءات الأخيرة ووضع معالجات فعالة وعاجلة لتجنيبهم أي ضرر يلحق بهم ، والدعوة لمؤتمر اقتصادي عاجل من الخبراء الاقتصاديين المستقلين لمراجعة السياسة التقشفية الحكومية وأوجه الانفاق والبدائل المتاحة وتقديم توصيات اقتصادية ملزمة للحكومة.
    4) يجب على الحكومة أن تلتزم قول الله تعالى :(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) [سورة البقرة :83] . وقوله تعالى :(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [سورة الإسراء 53:] . وعليها أن تتجنب في خطاباتها التسفيه والتهميش لمطلب ورغبات الشعب واستفزاز مشاعرهم
    5) على القوات النظامية من شرطة وجيش والأجهزة الأمنية مراعاة حرمة الدماء وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ففي الصحيحين عن ابن مسعود عند النسائي بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني فيقول الله له لم قتلته فيقول قتلته لتكون العزة لك فيقول فإنها لي ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول إن هذا قتلني فيقول الله له لم قتلته فيقول لتكون العزة لفلان فيقول إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )) أخرجه النسائي 7/82 من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما .
    كما ونحذر الكل من استغلال الأحداث للزج بدماء الناس في مغامرات سياسية إذ التلاعب بدماء المسلمين والأبرياء من أعظم الموبقات: (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ )) [ محمد : 22 ] . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً )) أخرجه البخاري. وقد روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)). خاصة ونحن في الأشهر الحرم التي كان الجاهليون من العرب يكفون عن القتال فيها قال تعالى :(منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )[التوبة :36] ، وعلى الحكومة أن تتحمل ديات القتلى الذين تسببت في إزهاقهم و تحمل إرش الجرحى والمصابين ، وفتح تحقيق عاجل وشامل في هذه الأحداث لمعرفة من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء ومحاكمتهم ومعاقبتهم . والله المسؤول أن يرحم من قتل في هذه المعمعة من المظلومين.
    6) تحريم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ،فكما أن الدماء معصومة فكذلك الأموال معصومة وإن رُوِّج لإتلافها سراً بالدعايات السياسية البرَّاقة، والشعارات المشعوذة قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في خُطبته يومَ النَّحْر في حجَّة الوداع: ((إنَّ دماءكم وأموالَكم وأعراضكم عليكم حرامٌ، كحُرْمة يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدكم هذا، حتى تلقوا ربَّكم، ألاَ فلْيُبلِّغِ الشاهدُ الغائب))؛ رواه مسلم وغيره . ولا بد في هذا من تعويض كل المتضررين من عمليات التخريب .
    7) ايقاف القروض الربوية التي درجت عليها الحكومة لما في الربا من محق للبركة فالله تعالى يقول :(يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ([سورة البقرة: 276]. ومن أكبر الشواهد على مضار الربا ما كان في سد مروي وسكر النيل الأبيض، فلا الكهرباء انخفض سعرها ولا السكر استقرت قيمته بل وإزدادت البلاد فقراً وضيقاً ، وقد أبدت الرابطة الشرعية النصح في ذلك فلم يُسمع لها ، ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً.
    8 ) الإعلان بشفافية ووضوح عن كل المنح والهبات الدولية وأوجه صرفها وبيان المشروعات التي خصصت لها ، وكشفها لأهل البلاد قبل أن يكتشفوها بنفسهم ، وإيجاد الآليات الشعبية لتنفيذ البرامج التنموية بعيداً عن المساومات الحزبية ، والمصالح الفردية
    9) الإيقاف الفوري لسياسة توسيع الضرائب والإتاوات والرسوم وغيرها ، فهي سياسة فاشلة ، لاسيما إذا كانت تذهب لرفاهية البعض وشقاء غالبية أهل البلاد .
    10) إعادة النظر في هياكل الحكم المحلي وأجهزته وموظفيه ، وتضييق دائرة التوسع والترهل ، وإحكام الرقابة على المال العام وكف يد العابثين الذين ضاعفوا ميزانية الصرف في التحسينيات ، وأثقلوا كاهل أهل البلاد.


    وختاماً: إن الواجب على قيادات الأمّة من العلماء والدعاة والمصلحين من أصحاب الرأي والفكر القويم القيام بواجباتهم الشرعية والعملية في النهوض بأمّتهم ، وتوجيهها نحو أعدل السبل وأقوم الطرق ، في مقاومة الظلم والاستبداد وأن لا يخافوا في ذلك لومة لائم وإن علينا جميعا أن نتوب إلى الله تعالى ليكشف عنا الضر والبأساء (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) والحمد لله رب العالمين..
    الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان
    الأمانة العامة
                  

09-30-2013, 11:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..بعد فشل مشر (Re: الكيك)




    مبادرة السائحون بشأن تطورات الاحداث

    رؤية مبادرة السائحون بشأن تطورات الاحداث
    الأحد, 29 أيلول/سبتمبر 2013

    15:52
    دعت عضويتها وجماهير الشعب السوداني لمواصلة التظاهر السلمي لمناهضة القرارات الاقتصادية الظالمةأدانت القتل وإزهاق الأرواح وسفك الدماء وشجبت كافة أشكال العنف والتخريبطالبت بتكوين هيئة قضائية وطنية مستقلة من رجال القضاء للتحقيق في جرائم القتلدعت كافة القوى السياسية والفئوية وقوى المجتمع المدنى إلي تكوين جبهة عريضة للقوي الوطنية المناهضة للسياسات الاقتصادية وسفك الدماء وإزهاق الأرواحمع بوادر الازمة الراهنة وقبل صدور القرارات الحكومية بشان المعالجات الاقتصادية تقدمت مبادرة نداء الإصلاح والنهضة (سائحون) برؤية متكاملة حول الأزمة الإقتصادية تلخصت فى الاتى:
    1. إن الازمة الاقتصادية الحالية هى نتيجة طبيعية للأزمة السياسية التى تمر بها البلاد نتيجة للأحادية والإقصائية والإنفراد بالقرار السياسى وبالتالى فإن أى محاولة لحل الازمة الاقتصادية عبر إجراءات مؤقتة فى ظل غياب رؤية سياسية شاملة للحل لن تجدى نفعاً .


    2. دعت المبادرة لتكوين حكومة إنتقالية قومية حقيقية ممثلة لكافة قوي المجتمع السوداني الفاعلة للقيام بالترتيبات اللازمة للتحولات والاصلاح السياسى الشامل. 3.أكدت المبادرة على ضرورة التوافق على تكييف أخلاقي واجتماعي وسياسي وقانوني لفكرة العدالة الانتقالية, يضمن معاني المساءلة والمحاسبة والتعافي, ليكون أساساً لتصفية النفوس وإشاعة أجواء الثقة بين السودانيين فى المستقبل.
    4. قدمت المبادرة رؤية لبدائل إقتصادية إصلاحية عاجلة في المدى القريب لتجاوز الازمة الحالية و إصلاحات جذرية على المدى المتوسط والبعيد .
    تؤمن مبادرة السائحون إيماناً عميقاً بأن الخروج من الأزمة الراهنة التى تمر به البلاد لا يمكن ان يتم إلا بمشاركة جميع القوى الوطنية فى المجتمع السودانى دون إستثناء حيث ظلت المبادرة منذ صدور القرارات الاقتصادية فى حوار وتشاور متصل مع القوي الوطنية .


    بناءاً على ما تقدم وامتداداً لمواقفها المعلنة فإن المبادرة تدعو للاتى:
    اولاً: تدعو المبادرة عضويتها في الخرطوم والولايات وجماهير الشعب السوداني لمواصلة التظاهر السلمي لمناهضة القرارات الاقتصادية الظالمة وإدانة القتل وازهاق الارواح وسفك الدماء وشجب كافة أشكال العنف والتخريب.
    ثانياً: تطالب مبادرة السائحون بتكوين هيئة قضائية وطنية مستقلة من رجال القضاء للتحقيق في جرائم القتل التي صاحبت الاحداث في الايام الماضية .
    ثالثاً: تدعو المبادرة كافة القوي السياسية والفئوية وقوى المجتمع المدنى إلي تكوين جبهة عريضة للقوي الوطنية المناهضة للسياسات الاقتصادية وسفك الدماء وازهاق الارواح.


    والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
    منصة مبادرة السائحون


    ------------------

    غازي صلاح الدين فقد المصداقية في كل ما يقول ..

    بقلم: محمد علي طه الشايقي
    الأحد, 29 أيلول/سبتمبر 2013 17:29



    بعد ان قال غازي صلاح الدين : (نحن أقرب إلي المسيحيين الأثيوبيين من المواطنين الجنوبيين المسلمين !) فقد فقد المصداقية في كل ما يقول.


    يحاول غازي صلاح الدين هذه الايام التنصل من جرائم حزبه الذي رتع معه طويلا واكل وشرب واغتني بواسطة المناصب العديدة التي تمرغ فيها منذ قدوم حزبه الي الحكم قبل اكثر من عشرين عاما ونيف , فحاول اولا ان يناي بنفسه بخلق وهم الجناح الاصلاحي داخل الحزب المافياوي بعد ان ادرك ان حزبه الرئيسي سيفقدهم السلطة بأسلوبه التخبطي خاصة بعد ان فقدوا راسهم المدبر شيخهم الذي اكلوه بليل وانفردت العصابة الحالية بالحكم ففصلوا الجنوب وابادوا اهل الهامش وغازي لايحرك ساكنا , والان بعد ان التهبت الثورة بعد استفزاز البشير للشعب في مؤتمره الصحفي الفاشل , خرج علينا غازي وكانه لم يكن معهم ولا يوما واحدا . سبحن الله !!


    كيف يقنعنا غازي بصفاء اسلاميته ونقاء سريرته وبراءته من جرائم حزبه وهو الذي بالامس القريب قال قولة نكراء مفادها ان المسيحيين الأثيوبيين اقرب اليهم من المواطنين الجنوبيين المسلمين !! لا حول ولا قوة الابالله !1 الم يقرا غازي" المسلم " منظر الإسلاميين بان الله فضل المسلم علي الكافر ولو اعجبه الكافر ( وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) البقرة 221 . صدق الله العظيم . فياتي هو ويقول بان الاثيوبي المسيحي خير له او اقرب اليه من الجنوبي المسلم , فتهاون وحزبه في فصل الجنوب . أأعجبه شكل الحبش ام ماذا ؟ ام انبينهم وبين بعض اعضاء حزبه مصاهرة؟ هكذا اذن الدين عند هؤلاء , عنصرية وموالاة للكفار واذلال المسلمين مواطنين كانوا ام غيرهم ونهب اموال البلاد وتدمير شبابها اخلاقيا واكل الهوت دوغ والبيتزا والشعب في ستين داهية.

    لكن , فات الاوان ياغازي , وانتهي الدرس والثورة انطلقت ولا اذلال ولا استغلال بعد اليوم وكفي تجارة باسم الدين ودونك اديس ابابا فطر اليها لانه بعد قليل ستقول بان الاتراك اليهود اقرب اليك من السودانيين المسلمين , خاصة بعد ان هانوا عليكم فقتلتموهم بالمئات في اقل من خمس ايام , مالم يفعله ولا اي من طواغيت بلاد الربيع العربي الذين ذهبوا الي مزبلة التاريخ , ولم يفعله ابطشهم جزار سوريا .

    محمد علي طه الشايقي

    ---------------

    غازي صلاح الدين: مبدئية المُفكِّر وذرائعية السياسي (1-2)
    نشرت يوم 23 سبتمبر 2013


    بابكر فيصل بابكر

    على الرغم من أنَّ الدكتور غازي صلاح الدين كان من ضمن العشرة الذين بدأوا خطوات إزاحة الأب الرُّوحي لنظام الإنقاذ – الدكتور الترابي, إلا أنهُ بعد فترة من الزمن, وخصوصاً عقب إبعاده من رئاسة ملف التفاوض مع الجنوب, بدأ يُظهرُ تمايزاً في المواقف مع قيادة الحزب الحاكم وغطاءها الديني المعروف باسم الحركة الإسلاميَّة.

    أسفر هذا التمايز عن خلاف مكشوف اتضحت معالمهُ عند الإطاحة به من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية, ثم كزعيم للكتلة البرلمانية للحزب الحاكم لاحقاً على خلفية المواقف التي أبداها في مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي أظهر فيه الممسكون بزمام الحزب عزماً أكيداً لحرمانه من تولي منصب الأمين العام فعمد هو لعدم الترشح مُتعللاً بالتدخل السافر للحزب في شؤون الحركة التي فقدت استقلاليتها بزعمه.

    مواقف الدكتور غازي الناقدة لسياسات الحكومة وحزبها جعلت المراقبين يصفونهُ بالإصلاحي, وهو الأمر الذي أود تناوله في هذا المقال بحسبان أنَّ من يُريد تصحيح أوضاع كان هو جزءاً أصيلاً في صناعتها لأكثر من عشرين عاماً, لا بُدَّ أن يعترف صراحة بالأسباب التي أدَّت إلى الحالة التي جعلتهُ ينتقل لخانة الإصلاح.

    هذا الاعترافُ يتضمَّن بُعداً يتعلقُ بمنظومة الأفكار والعقائد والقيم (الآيديولوجيا) التي ينطلق منها حزب الدكتورغازي, وهو كذلك يحتوي على بعدٍ عملي مُرتبط بالممارسة السياسية التي أفرزتها تلك المنظومة و كان هو من المُشاركين فيها مشاركة كاملة بحكم موقعه القيادي في الحكومة والحزب.

    كتب الدكتورغازي مقالاً مطولاً علق فيه على ما جرى في مؤتمر الحركة الإسلاميَّة وذكر سببين لامتناعه عن الترشح لمنصب الأمين كان ثانيهما هو "أن مناخ الشحن والتعبئة الذي أحدثته الأجهزة التنظيمية المذكورة بقبضتها وتوجيهاتها داخل اجتماع مجلس الشورى ، لم يطمئن إلى إمكانية إجراء انتخابات عادلة ونزيهة تعبر تعبيراً حقيقياً عن ضمير الحركة وإرادتها". إنتهى

    إنَّ حديث الدكتورغازي عن عدم إطمئنانه لإمكانيَّة إجراء "إنتخابات عادلة ونزيهة تُعبَّر تعبيراً حقيقياً عن ضمير الحركة وإرادتها" يعكسُ مدى عُمق أزمة المُمارسة المُرتبطة بقضايا الشورى والديموقراطية والشفافية داخل الحركة, وهو ما يستدعي السؤال\: إذا كانت هذه هى طبيعة الممارسة في هياكل الحركة التنظيمية الداخلية فكيف إذاً يؤتمنُ أصحابها علي هذه القضايا في الصعيد العام ؟.

    غير أنَّ الوجه الآخر للأزمة يرتبطُ – للمفارقة – بالدكتور غازي شخصياً, ذلك أنَّ ذات الممارسة التي يعلن رفضه لها اليوم حملتهُ إلى منصب الأمين العام للمؤتمر الوطني في العام 1997, حينها كان الدكتور غازي هو المُرَّشح المسنود من قبل الأجهزة التنظيمية للحركة وبمباركة قيادتها.

    قصة ما جرى آنذاك يسردها بالتفصيل الأستاذ المحبوب عبد السلام في كتابه "الحركة الإسلامية السودانية – دائرة الضوء – خيوط الظلام", ومنهُ ننقلُ هذا الإقتباس المُطوَّل لأهمية التفاصيل المذكورة:

    "مثل الخروج الأوَّل للحركة الإسلاميّة إلى العلن اختباراً .. لمدى تهيُّئها للشَّفافيَّة والديموقراطيّة، فقد اختارت الهيئة القياديَّة مُرشَّحاً جديداً لمنصب الأمين العام للمؤتمر الوطني، يُجسِّد صدق التحوُّل نحو حاكميَّة (التنظيم السّياسي)، وهيمنته على السّياسة والحكم، ويحسم ازدواج الظاهر والباطن لصالح توحيدهما، حركةً إسلاميَّةً غالبُ عملها ظاهرٌ مفتوح في حزب سياسي يتهيَّأ للمنافسة مع أحزاب أخرى في إطارٍ ديموقراطيّ تعدُّدي. وكان المرشَّح الذي اختارته الهيئة القياديّة هو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، خلفاً للأستاذ الشفيع أحمد محمد. وإذ شَغَل الأوَّل منصب وزير الدولة للشُّؤون السّياسيَّة برئاسة الجُّمهوريَّة، ومنصب وزير الدَّولة بالخارجيَّة، وتولى، في الأطر الخاصَّة بالحركة، وظيفة مقرِّر مجلس الشُّورى، وعضو المكتب القائد، ثمَّ عضو الهيئة القياديَّة، حمل ترشيحه مدى جديَّة الحركة في تأكيد الدَّور المحوري للمؤتمر الوطني في منظومة الحكم والحركة، بعد مرحلة متطاولة ظلَّ هذا الدَّور فيها هامشيَّاً لا يكاد يُذكر.

    كان مسرح الانتقال هو المؤتمر القومي العام للمؤتمر الوطني الذي شهده العام 1997م. ورغم أن مرشَّح الحركة الإسلاميَّة لمنصب الأمين العام قد اتفق عليه بقرار الهيئة القياديَّة، إلا أنَّ إصرار كتلة مقدَّرة من ولايات دارفور على إعادة انتخاب الأمين العام السابق، ومقاومة مقترح القيادة، قد حَمَل مفاجأةً لم تعتدها القيادة في إخراج ترتيباتها وتدابيرها للعلن، إذ ظلت تمضي كما كان يخطط لها، من الباطن إلى الظاهر، في سهولة ويسر، طيلة عهد الإنقاذ منذ يومها الأول.

    أخذت المقاومة شكل تكتل جهوي انتظم فيه غالب أعضاء الحركة الإسلاميَّة القدامى من دارفور، ومعهم المكتسبون في عهد الإنقاذ .. وإذ بلغت عضويَّة المؤتمر بضعة آلاف، فقد جَذَب موقف دارفور تلقائيّاً موقف نظرائهم في الولايات الأشدّ تهميشاً، لا سيّما ولايات الجنوب. وعلى الفور انتظم تحالف لا يُقاوَم بالإجراء الانتخابي الديموقراطي كما يُحدِّده النظام الأساسي للمؤتمر الوطني، وكما تنظمه لوائحه، فتكتل دارفور والجنوب يُمثل أغلبيَّة تحتاج لمنظومة واسعة من التحالفات حتى تهزم بالغلَبة العدديَّة.

    لقد كَشَفت لحظة الانتقال، بما حملت من تكاليف، مواضع الهشاشة والخلل في البناء، فالقيادة ظلت تختار وتقرّر، والقاعدة ظلت توافق وتقرُّ، ولكنها غافلة عمَّا تموج به عضويَّتها من حركة وانفعال يستشعر ظلماً وتهميشاً، ويطلب العدل والإنصاف حتى داخل الصَّفّ التنظيمي. فقد ظلَّ أعضاء الحركة من الأطراف عامَّة، ومن دارفور خاصَّة، يستشعرون مرارة تجاه قسمة المناصب في قيادة الحركة والدَّولة، وآلية توزيع الفرص والمغانم، مهما تكن قليلة محدودة. ومن طبيعة شبكة العلاقات الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة التي تنتظم قيادة الحركة ذات المزاج والتوجُّه الشمالي العاصمي الخرطومي باختراقات محدودة في القيادة من الأطراف، إذ أن بقاءها في الصَّفّ القيادي استمرّ بتصميمٍ وإرادة اقتضت مثابرة واصطباراً على الارتباط. وقد حملت قضيَّة المهندس داؤود بولاد في أوَّل عهد الثورة نذراً مبكرة من الضرورة الملحَّة لضبط المعادلة بين المركز والأطراف حتى داخل صفّ الحركة الملتزم، كما كشفت عما يعتمل في الصدور من مرارة، ومشاعر سالبة، لا تتيح الأطر التنظيميَّة، بما تقتضي من أدب والتزامٍ، أن يفصح عنها كثيراً. وهي ذات المشاعر التي تجلت في المؤتمر بالانحياز الدارفوري المطلق نحو الأمين العام السابق، يحالفه الصوت الجنوبي الذي انحاز، بدوره، على قاعدة التهميش الذي يجمع بين الإقليمين ويوحِّدهما ضدَّ شخص المرشَّح الجديد الذي تتجلى فيه كلُّ سمات المجتمع المديني بتنوُّعه وتقدُّمه البائن على ولايات السودان كافة. وقد كانت أكبرها مفاجأة اصطفاف كثير من قيادات الدولة الإنقاذيَّة والحركة الإسلاميَّة، بمن فيهم الأكبر والأقدم من دارفور وجبال النوبة والجنوب، مع مواطنهم في حماسٍ لا يُضاهى.

    كما حمل تحدّي الديموقراطيَّة والشَّفافيَّة المبكر داخل أروقة المؤتمر الوطني مدى ضيق أوعيته بحركة قاعدته وطلاقتها في الاختيار. ومثل ذلك اليوم اختباراً أوَّل لقيادة المؤتمر الوطني عن مدى قناعتها بالحرّيَّة والشُّورى، الأصول التي أدَّت، بعد سنوات قلائل، إلى انقسام الحركة الإسلاميَّة، كما تجلت في ردَّة الفعل القيادي على تحالف الهامش روح العنصريَّة المضادَّة المشوبة بالاستعلاء وإرادة الهيمنة التي استمرت في السودان، منذ الاستقلال، من المركز على الأطراف، فظهرت على ساحة المؤتمر الوطني، رغم أدبه ووثائقه ونظمه المؤصَّلة على الإسلام، العنصريَّة الحرام التي أشعلت في مُقبل الأيام الفتنة الكبرى في دارفور.

    أخيراً لجأت قيادة المؤتمر الوطني في معركتها الضروس لفوز مرشَّح القيادة، وهزيمة تحالف الهامش، إلى إباحة التزوير، وهو خلق استشرى، بغير فقه ولا تقوى، في منافسات الحركة الإسلاميَّة مع خصومها في اتحادات الطلاب ونقابات المهن، وبرعت فيه الأجهزة الخاصَّة للمعلومات والأمن، وظلت تتحالف لإنفاذه وتمام نجاعته عضويَّة الحركة في الأجهزة الشعبيَّة والرسميَّة لتكسب به مقاعد الاتحادات والنقابات، ريثما تستدير بالفوضى على نفسها فتزوّر إرادة قاعدتها داخل حزبها لصالح أجندة القيادة. وإذ أن التزوير ظلَّ سريَّاً ومكتوماً حتى عن الأمين العام للحركة لم يُتح لأيٍّ من أجهزة الحركة أو عضويتها النهي عن منكرِه، ومحاسبة مقترفيه، بل دأبت العناصر الغافلة على إنكاره حتى عندما بلغ خاصَّة أجهزتها ضمن سنن الله في المجتمع والتي تدير الفوضى على من يُمارسها على الآخرين إلى داخل بيته.

    لقد بدأ المؤتمر الوطني عهده الجديد بغير تقوى، وأسَّس بنيانه على شفا جرف هار من التزوير، وبتواطؤ تامّ من قيادة في المؤتمر مع لجان الانتخاب، فوَّز مرشَّح القيادة، وهزم تحالف الهامش الذي أراد إثبات إرادته في وجه المركز بالتجديد لمرشَّحٍ لم يكن له كسبٌ كبير في إدارة عمل المؤتمر في مدى السنوات التي تولى فيها المنصب حتى لأقاليم الهامش؛ وقد فاز مرشَّحهم بالفعل، لولا التزوير الكبير الذي اعترى العمليَّة الانتخابيَّة. وأعلنت لجنة الانتخابات فوز الدكتور غازي صلاح الدين العتباني دون إشارةٍ إلى عدد الأصوات). إنتهى

    الدكتورغازي مطالبٌ بشدَّة بتوضيح موقفه من هذه الوقائع التي ذكرها الأستاذ المحبوب, و هل كان على علمٍ بالتزوير الذي وقع ؟ أم كان من الغافلين عنهُ ؟ وإذا لم يكن يعلمُ حينها, فماذا فعل لتصحيح الوضع فيما بعد ؟ ذلك لأنَّ من يدعو للإصلاح الحقيقي لا بُدَّ أن يبدأ بتصحيح تجربته الشخصية حتى تكون له مصداقية لدى الآخرين.

    نواصل .........



    ----------------
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de