|
Re: هل تتوقع تمرد القبائل العربية في دارفور بشكل اوسع ( معاد) للحوجة (Re: عوض الله نواي)
|
لن يحدث أي تمرد, بمعنى التمرد القبلي الشامل ولكن قد تحدث بعض المناوشات والتفلتات والعمليات العسكرية لسبب أو لآخر, ويمكن أن أذكر الأسباب التالية والتي تجعل فرضية التمرد ضعيفة أو شبه مستحيلة:
1- لحكمة العديد من قيادات القبائل العربية والتي تعلم أن التمرد على الدولة مهما كانت أسبابه يعني الخراب والدمار والشواهد في ذلك كثيرة. 2- إن العلاقات الإستراتيجية بين المركز وبين هذه القبائل أعمق من أن تتأثر بحادث أو حادثيين, كما أن التحالفات القبلية والحزبية التي بناها الحزب الحاكم طوال مسيرته من المتانة مع تلك القبائل بما يضعف هذه الفرضية. 3- وجود المصلحة المباشرة وخاصة لقيادات القبائل العربية في الأستفادة من إمكانيات الدولة والفرص السياسية والدستورية المتاحة وذلك في أن تستمر العلاقة بصورة جيدة حتى تستفيد هذه القيادات سواء لمصالحهم الشخصية لدى البعض منهم أو لمصالح قبائلهم وشعوبهم لدى البعض الآخر. 4- إن القبائل العربية الدارفورية تمتلك عقيدة عروبية إسلامية على نحو ما (وإن كان الأمر بحاجة إلى نوع من التفصيل) يجعلها تقتنع بأنها إمتداد لهذه العقيدة والتي مركزها وسط وشمال السودان, فيصعب بذلك إنفصامها من هذا الإمتداد ومحاربته. (إن ما سبق ذكره ينطبق على الحالة الدارفورية وعلى غيرها من الحالات والتحالفات في أطراف أخرى من السودان) ولكن هناك خصوصية دارفورية فيما يلي: 1- القبائل العربية في دارفور ليست متحدة بالشكل الذي يظهر في الإعلام أو كما يتوهم من ليس دراية ببواطن الأمور, فهناك تربصات بين هذه القبائل وبعضها البعض, والحروب القبلية الثلاثة الأخيرة في دارفور, تمت للأسف بين أبناء العمومة من القبائل العربية وبعضها البعض. 2- إن السلاح الذي تمتلكه هذه القبائل كان في الأساس لثلاث أسباب رئيسية حماية الوجود من الإندثار ومحاربة التمرد والحصول على المنافع والمكاسب بالنسبة للسببين الأوليين لا يوجد تهديد من قبل الحكومة على القبائل العربية وفيما يخص السبب الثالث (المصالح والمنافع والمكاسب) سواء كانت الحزبية او القبلية هي من مسببات الخلاف بين تلك القبائل وبين المركز, وهو سبب أضعف من أن يقود إلى تمرد ومن المقدور تسويته بين العقلاء من الطرفيين عند الضرورة. 3- إن التمرد بحاجة إلى حاضن إقليمي وهو ما يصعب الحصول عليه على الأقل في بدايات التمرد حيث خرجت ليبيا من المعادلة وتشاد أقرب إلى مكونات أخرى غير المكونات العربية في دارفور وإفريقيا الوسطى أضعف من أن تكون سند وجنوب السودان لن يدخل في إشكاليات مع حلفائه الرئيسيين من جبهة ثورية من أجل تحالف بأي حال من الأحوال لن يكون استراتيجي بين دولة أفريقية وبين قبائل عربية. 4- إن تجربة محاربة التمرد في دارفور أفضى إلى أخطاء ومأسي لا يمكن التغاضي عنها تجعل بعض الشخصيات والقيادات من الطرفيين بحاجة إلى تفكير عميق قبل التفكير في أي مواجهة لا يحمد عقباها بين الحلفاء. إن ما ذكرته من أسباب رد على فرضية تمرد شامل للقبائل العربية (أي قوات حاملة للسلاح تحارب الدولة وتدعمها مقدرات قبلية وروافد بشرية من هذه القبائل بسند جغرافي يستند على الأراضي والحواكير الخاصة بتلك القبائل) أي أن تمرد مجموعات أو أفراد فهو امر حاصل لوجود العديد من القيادات العربية البارزة في العديد من الفصائل المتمردة, وهذا ما لا يمكن منعه, فالذي قد يدفعهم للتمرد الشخصي هو نفس الذي دفع ياسر عرمان الجعلي للخروج على الدولة التي يرأسها رئيس جعلي, وتلك مسألة أخرى.
| |
|
|
|
|