معوقات التي تواجه إنشاء ســــــــــــــد كجبار

Quote: المقدمة : يرصد التقرير آراء مجموعة من المسؤولين المعنيين بالولاية الشمالية وقيادات سياسية وإعلامية وأهلية حول المشاكل التي تواجه إنشاء سد كجبار، والتي تتمثل في موقف مواطني المنطقة التي سيتم إنشاء الخزان عليها، وتلاحظ أن الآراء السياسية والإعلامية والشعبية أبدت تحفظاً ورفضاً لإنشاء السد استناداً إلى موقف المواطنين، لأن ذلك سيترتب عليه إضرار بالمنطقة، ويتركز الحديث حول تجربة سد مروي والمشاكل التـي تواجـه أهـل المناطق من المتأثرين واستمـرر معاناتهم، - حسب قولهم – وعدم حسم كثير من المشاكل الخاصة بأوضاعهم التي أفرزها إنشاء السد، وقلقهم من حدوث ذات الأمر في كجبار . الملخص : - حكومة الولاية الشمالية ممثلة في مستشار الوالي للكهرباء والسدود يقول إن الحكومة استجابت لكل مطالب أهل منطقة كجبار، وأن لجنة مناهضة إنشاء السد تعمل على تشويه صورة وحدة السدود، وأنها تستهدف النوبيين بالمنطقة، وأن قيادات بحزب المؤتمر الوطني تعارض إنشاء السد . - رئيس اللجنة الإعلامية المناهضة لسد كجبار يقول إن اللجنة تسعى للحفاظ على الشعب النوبي وحضارته، والسد لا يحقق أي مصلحة لمواطني المنطقة، وا .لسد سيكون في مصلحة المصريين، وأن الحكومة المصرية – حسب قوله – تتكفل بـ 65% من تكلفته - الأمين العام للمؤتمر الشعبي بالشمالية يقول إن المؤتمر الوطني باع كل الأراضي ويسعى لبيع الشعب، والسد ينطوي على اتفاق مشبوه مع جهات خارجية، والمواطن بالمنطقة لا يصدق دعاوى الحكومة . - يرى نائب رئيس حزب الأمة القومي بالشمالية إن سياسية المؤتمر الوطني تجاه القضية أصبحت غير متوازنة بعد وفاة والي الولاية الأستاذ / فتحي خليل، مضيفاً أنه يؤيد إنشاء السد بشرط المحافظة على حقوق ومكتسبات مواطني المنطقة . - عضو المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل معتز أبو شيبة إنه على المؤتمر الوطني العمل على حل المشاكل التي تعترض سبيل إنشاء السد، بدراسة مشاكل المشاريع السابقة المماثلة، وعلى الحكومة محاسبة المتورطين من الشرطة في الأحداث التي راح ضحيتها مواطنين حتى تستعيد ثقة المواطنين . - يرى مسؤول مشيخة "تاجاب" المتأثرة بالسد إن منطلق رفضهم للسد هو استمرار مشكلة المناصير الذين ما زالوا يتواجدون بمنطقتهم، فضلاً عن أنهم في السابق تضرروا من إنشاء السد العالي، وأنهم يحتاجون للخدمات وليس لسد . - أحد مواطني منطقة "جيراب" المتأثرة بالسد يقول إن السد سيحقق التنمية المنشودة بالمنطقة، وأن على المناهضين لقيامه التفرقة بين المصلحة العامة والمواقف السياسية، وعلى الحكومة العمل بهدوء والتخطيط لهذا العمل الذي يتعلق بالمواطنين المتأثرين والمغتربين من أهل المنطقة . - يقول إعلاميون بدنقلا رافقوا وفد المؤتمر الوطن الذي زار المناطق المتأثر .إن مواطني المنطقة مستعدون لفعل أي شيء للحيلولة دون إنشاء السد مهما بلغ حجمه - يرى إعلاميون آخرون وقيادات بالخدمة المدنية بدنقلا إن أهم مرحلة لإنشاء السد هو العمل على تغيير موقف الأهالي، والبحث عن وجوه جديدة لمخاطبة مواطني المنطقة، وعليها ألا تعتمد على السياسيين الموجودين بالولاية فقط . - يقول طلاب من رابطة طلاب المحس بجامعة دنقلا إن زعم حكومة الولاية إنها جمعت توقيعات من أهل المنطقة المتأثرة مجرد كذب، وأن السد سيؤدي إلى تشريد أهل المنطقة . التنــاول : - يقول المهندس يوسف طاهر قرشي "مستشار والي الشمالية للكهرباء والسدود" إن الحكومة استجابت لمطالب أهل كجبار والمتمثلة في التعويض المجزي، وتمليك شواطئ البحيرة للمواطنين، وعدم تهجيرهم بعيداً عن المناطق المتضررة، والانتفاع من البحيرة في استثمارات الأسماك، وإقامة المشاريع الزراعية، والحصول على السكن الملائم، ومد الكهرباء لقرى التوطين مع الري والكهرباء المجانية لفترة يتم الاتفاق عليها، وإقامة المرافق العامة (مستشفيات، مدارس ..الخ)، على أن يبدأ العمل في السد وتجهيز المباني للمهجرين بصورة متوازنة، ولن يتم ذلك إلا بعد إحصاء عدد السكان المقيمين والموجودين خارج المناطق في الخرطوم وبلاد المهجر، مضيفاً أن 85% من مواطني المناطق المتأثرة موافقين على قيام السد وبتوقيعات رسمية تؤكد ذلك وموجودة هذه التوقيعات بطرفنا، ويتم كل ذلك بتنسيق اتحادي تام، ويرى أن لجنة مناهضة قيام السد تعمل على تشويه صورة وحدة تنفيذ السدود وتروج بأن كل تجاربها فاشلة ومشاكل المتأثرين من مشاريع السدود ما تزال قائمة، وأن مشروع سد كجبار يهدف للقضاء على الشعب النوبي بطمس هويته وإزالة آثاره التاريخية، فضلاً عن الترويج إلى أن المستفيد من قيام السد هو المصريين من أجل توطينهم وحماية السد العالي، إلا أن مستشار الوالي اعترف أن هناك مجموعة من قيادات المؤتمر الوطني بالمناطق المتأثرة مناوئين لقيام السد، ويتعاملون مع الأمر كتصفية حسابات باعتبارهم مهمشين، ورغم ذلك سيتم استصحاب لرؤية كل المعارضين لقيام السد من أجل الوصول لصيغة مرضية للمتأثرين . - يرى نايف محمد حامد "رئيس اللجنة الإعلامية للجنة مناهضـة قيام سد كجبار" – مقيم بالقاهرة – يرى أن لجنة مناهضة قيام السد أنشأت للتصدي للحفاظ على شعب النوبة، وحضارته، وهي قادرة على ذلك برفض قيام السد، ويستخدمون كافة الوسائل حتى التعامل مع الشيطان – كما تقول الحكومة - وهو أمريكا، لأن هذا السد لا يحقق أي فائدة أو منفعة لأهلهم، وإذا كانت هناك حوجة للكهرباء فإن كهرباء سد مروي تفي بالغرض، ولكن قيام السد من أجل مصلحة المصريين، حيث السد العالي الذي ظهرت فيه إشكالات فنية عبارة عن تصدعات، وارتفاع نسبة الطمي، والحكومة المصرية متكفلة بنسبة 65% من تكاليف قيام السد، وكشف نايف عن أنه أصبحت لديهم علاقات واسعة مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي لتدويل هذه القضية، قائلاًً إن سد كجبار سيكون "القشة" التي سوف تقصم ظهر الحكومة . - يرى الأستاذ عبد المجيد محمد عبد المجيد "الأمين العام للمؤتمر الشعبي بالولاية" أن المؤتمر الوطني باع كل الأراضي ويسعى لبيع الشعب لأن قيام سد كجبار اتفاقية مشبوهة مع جهات خارجية، والمواطنين يعلمون بهذه الاتفاقية، وهم لا يصدقون وعود الحكومة التي تريد طمس هويتهم، مضيفاً أن الحكومة يجب أن تُسأل عن أموال جمعت من المغتربين قبل (15) عام لإنشاء هذا السد ولا يعرف أحد مصيرها حتى الآن، وختم حديثه قائلاً إن سد كجبار ليس ذا جدوى أو منفعة للولاية، وإنما للمصريين فقط مقابل "ضياع" شعب بتاريخه وحضارية . - يقول الأستاذ عبد الله محمد صالح "نائب رئيس حزب الأمة القومي" إن سياسة المؤتمر الوطني تجاه السد تفتقر للاتزان وضعف الحجة والمنطق، خاصة بعد وفاة الأستاذ فتحي خليل الذي يعرف كيفية التعامل والحوار مع أهل المنطقة، فضلاً عن الأبعاد القانونية لهذه المسائل، مضيفاً أنه يؤيد إنشاء السد، لكن مع حفظ حقوق المواطنين كاملة والوفاء بالوعود، وطالب المؤتمر الوطني بالبحث عن وجوه نوبية أو أبناء من المنطقة يكونوا مؤثرين لأن المؤتمر الوطني يفتقر لهذه الوجوه، فضلاً عن أن وجودها ونشاطها سيضعف شوكة لجنة المناهضة . - يرى الأستاذ معتز أبو شيبة "عضو المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل" أن حزبهم يهتم بهذه القضية لأنها تلتصق بالوطن كمشروع تنموي، وعلى المؤتمر الوطني تلافي الإشكالات السابقة في تجارب السدود، خاصة وأن مشكلة سد كجبار ارتبطت بحادثة قتل، كما أن الثقة بين مواطني المنطقة والحكومة مفقودة وكان على الحكومة محاسبة الجناة من الشرطة حتى تستعيد هذه الثقة . - يقول تاج الدين شرف الدين أبو علي "مسؤول شياخة "تاجاب"، وهي أحدة المناطق المتأثرة بالسد إنه يرفض قيام السد لسبب رئيس وهو أن منطقتهم "تاجاب" أصبحت مأوى للمناصير المتأثرين بخزان مروي، مما يعني أن المناصير لا يزالون متضررين ويعانون، مضيفاً أن مناطقهم لا تحتاج إلى السد، وإنما للخدمات، و(نحن لسنا على استعداد كل (50) عام للتضحية بالأراضي من أجل ما يسمى بالمصلحة الوطنية)، وقال إنه يخشى من أن يؤدي إصرار الحكومة على إنشاء السد إلى جر المنطقة إلى مشاكل لا تحمد عقابها، وأقول ذلك وأنا عضو في المؤتمر الوطني. - يقول بهاء الدين محمد صالح من منطقة "جيراب" إحدى المناطق المتأثرة إن سد كجبار سيحقق التنمية المنشودة، ويساعد في عودة أبناء المنطقة للقرى، وذلك بحكم النجاح الذي حققه سد مروي، خاصة المشاريع المصاحبة له، مضيفاً إن على المناهضين لإنشاء السد التمييز بين المصلحة العامة والعداء السياسي، لأن ذلك يضيع مصالح أهل المنطقة، وعلى الحكومة العمل بهدوء ودون استعجال لاستقطاب بعض المناهضين، والقيام بتعبئة قوية ومخططة داخل وخارج السودان قبل بدء أي عمل على الأرض، كما يجب أن ينصب الحديث الآن حول الحقوق والأضرار وليس عن نسب الموافقين أو الرافضين . - يقول إعلاميون بدنقلا رافقوا وفد المؤتمر الوطني الذي زار المناطق المتأثرة قبل أسبوعين، وتعرض لمضايقات وحصب بالحجارة في بعض المناطق، إن (السد ما حيقوم بالطريقة دي) بعد أن شاهدوا مدى استعداد كثير من أبناء المناطق المتأثرة للقيام بأي عمل عدواني أو تخريبي، لأن الوفد الحزبي الذي رافقوه تعرض لمضايقات معظم مناطق المتأثرين بجانب اعتذار بعض المناطق عن استيعابهم . - يقول إعلاميون آخرون وقيادات بالخدمة المدنية وبالمؤتمر الوطني ومؤسسات أخرى إن لسد سيقام، ولكن على مراحل، أهمها وأخطرها هي ضرورة تغيير مفاهيم واعتقادات لدى أهل المنطقة، وضرورة البحث عن وجوه مقبولة ومقنعة تخاطب المتأثرين، ويقول بعض هؤلاء إذا كانت الحكومة جادة وتريد إنشاء السد فعليها عدم الاعتماد على السياسيين بالولاية فقط، فزيارة المهندس الحاج عطا المنان للمنطقة قبل أسبوعين كانت ناجحة، وأحدثت اختراق مقدر . - تقول رابطة طلاب المحس بكليات جامعة دنقلا إن حديث حكومة الولاية عن موافقة المتأثرين على خزان كجبار هو حديث (كاذب)، وأن إدعاء مستشار الوالي للكهرباء والسدود بأنه يمتلك هذه الموافقة كتوقيعات غير صحيح، لأن هذه التوقيعات أخذت من مواطني المناطق غير المتأثرة، رغم أنهم من المحس، مضيفين أن الحكومة مصرة على السد رغم عدم موافقة المتأثرين الغير مقتنعين بجداوه، فهو لن يحقق شيئاً لهم سوى التشريد والضياع وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حال إصرار الحكومة في تنفيذه . تعليق : * يتفق كثيرون على أن نشاط وإعلام لجنة مناهضة قيام السد مستواه أعلى من مستوى نشاط وإعلام الحكومة . * هناك اعتقاد سائد وسط المتأثرين بأنه ليست هناك جدوى من قيام السد، وأن مصر هي المستفيد الأول والأخير من قيامه . * هناك عدم ثقة بين المتأثرين والحكومة فيما يتعلق بالالتزام بالتعويضات، خاصة وأن هؤلاء المتأثرين يرون أن تجربة مشروع سد مروي أضرت بالمناصير . * مطالب البعض بأن يتبني المؤتمر الوطني خطط وسياسات منظمة لإقناع المتأثرين، بالإضافة إلى ضرورة اختيار شخصيات مؤثرة بهذه المناطق أمر يجب أن يوضع في الاعتبار، خاصة بعد فشل زيارة وفد المؤتمر الوطني بالولاية الشمالية للمناطق المتأثرة وعدم استقباله بصورة جيدة . * دعوة التيار المناوئ لإنشاء السد تتسق مع ما تم إعلانه من قبل المجموعات والتنظيمات النوبية بمبارحتها للخط السلمي الذي ظلت تنتهجه لسنوات ويتبني هذا الطرح من قبل قيادات نوبية (برلمانين عسكريين، دبلوماسيين، سياسيين) في الاجتماع الذي انعقد بالنادي النوبي عشية الجمعة 10/5/2013 وأردته صحيفة الخرطوم بتاريخ 12/5/2013م . والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل