ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-21-2013, 08:06 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات..

    كان ذلك في زمان بعيد.. في منتصف السبعينات وأنا بالجامعة
    كنت قد دبرت أموري إلى أن استطعت العبور إلى قارة أوروبا وتوغلت فيها حتى وصلت مدينة جنيفا.. عاصمة سويسرا كيف وصلت إلى سويسرا تلك قصة طويلة تحتاج لوقت.. لكني الآن سائح على طريقة الطلاب الأوربيين والأمريكان.. أحمل حقيبة ظهر على ظهري ومعي " أسليبيق باق" للنوم إن استدعت الظروف المبيت في الحديقة .. ارتدي بنطالا شبيها بالجينز.. وحزاما في وسطي يحمل حقيبة صغيرة من القماش صنعتها بنفسي فيها جواز سفري والمحفظة التي بها دفتر الشيكات السفرية من توماس كوك... وأحمل في يدي أهم أدوات رحلتي خريطة كبيرة لأوربا .. وكتاب به كل عناوين بيوت الشباب في أوربا.. .
    لما غادرت السودان منحت موافقة من بنك السودان لتحويل اربعين جنيها استرلينيا.. دفعت في مقابلها ثمانية وثلاثين جنيها سودانيا.. جواز سفري ملئ بتأشيرات الدخول لعدة دول أوربية .. كان الأمر سهلا جدا في تلك الآيام تقدم جوازك لسفارة الدولة التي تنوي التوجه لها وتدفع رسوم تاشيرة الدخول جنيها ونصف أو جنيهين.. وتستلم جوازك وبه تأشيرة أنيقة صالحة أحيانا لرحلة واحدة وأحيانا لأكثر من رحلة حسب طلبك ..
    من الخرطوم توجهت لمصر بالقطار بالدرجة الثالثة حتى حلفا.. التذكرة بجنيهين .. ثم أون ديك (on deck) في الباخرة من حلفا لأسوان أيضا بجنيهين ومن أسوان للقاهرة بالقطر القششاش.. بجنيهين أيضا..
    ووصلت إلى اوربا .. هذه المرة إلى مطار روما.. في القاهرة التقيت بزميلي وابن دفعتي عمر عباس.. هبطنا سويا في روما .. وافترقنا عندها، كان في طريقه غربا إلى بريطانيا وكنت أنوي عبور القارة شمالا إلى السويد ومضى كل منا في طريق..

    عذرا أطلت عليكم .. نأتي لموضوعنا المهم .. يوم أن قفزت عبر النافذة..
                  

06-21-2013, 08:11 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    بينما انا في جنيفا كان همي كله أن أجد عملا أقتات منه وأدبر منه قيمة تذكرة العودة لمصر.. فقد أشتريت تذكرة ذهاب فقط إلى أوربا ... ولأن أحلامي وآمالي كانت دائما متفائلة فكنت أظن انني سأجد عملا بسهولة وأجمع المال واستمتع بإجازة ممتعة في اوربا أعود بعدها أحكي لزملائي ما أنجزت هناك، واستعرض بالبناطلين الفاخرة والشعبية والقمصان والأحذية.. وربما راديو صغير أو جهاز تسجيل وساعة..وكاميرا..
    وصلت جنيفا .. وتجولت أمتع نظري بالتجوال في تلك المدينة الجميلة والتي تجمع في خزائنها أموالا لا تحصى.. لذا كان أملي كبيرا أني لن أخذل في مدنية البنوك هذه.. وتعلمت جملة من بعض الإخوة المصريين أخاطب بها أصحاب المحلات التي اغشاها سائلا إن كان لديهم عمل.. كنت أركز على الفنادق الفاخرة أو صالات العرض و المطاعم .. " إليا ترافاي سل فو بلي ؟ " رردتها حتى مللت منها وكنت دائما أسمع الرد الحتمي.. نو ..
    في بيت الشباب كنت أقيم .. وفي جنيف هناك بيت من اجمل بيوت الشباب .. وبيوت الشباب لها نظمها وقوانينها.. المبيت فيها لا يكلف شيئا.. بضع قروش.. لكن يجب أن تأتي في وقت مبكر، ولك أن تقضي ثلاث أيام فقط إن كان البيت مزدحما بالزوار .. وفي اليوم الثالث لابد أن تغادر .. لكن ربما يسمح لك بتمديد الإقامة أن كان البيت قليل الضيوف..
    بعض البيوت كبيرة ، بها مطاعم تقدم الإفطار والعشاء، وبعضها يوفر لك مطبخا تعد فيه طعامك بمفردك ولكنها تشترك جميعا في أنها توفر لك مأوى بالليل فقط وعليك أن تتحرك من الصباح الباكر للتجوال في المدينة فأنت لم تأت هنا للنوم في البيت، ويمكنك العودة للمنزل بالمساء.. عادة ما تكون بيوت الشباب للجنسين لكن مع فصل لغرف البنات عن غرف الأولاد، فإن كان البيت صغيرا فهو يوضح غرف وحمامات الشباب من غرف وحمامات الشباب من الجنس اللطيف..أما في حالات البيوت الكبيرة فغالبا ما تجد طابقا بأكملة مخصص للبنات وطابقا آخر للأولاد..
                  

06-21-2013, 08:28 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    وفي بيت شباب جنيفا كان الطابق الأرضي مخصص للبنات , وكنا نبيت في الطابق الأول المخصص للأولاد.. ولكل بيت شباب شخص مسؤول يعمل مديرا له وتجده دائما شخصا لطيفا غالبا ما يعاملك برقة وذوق لكن لكل قاعدة حالات شاذة مثل ذاك المدير في بيت شباب جنيفا فقد كان عربيا.. لكنك لن تعرفه وسط تلك الشعوب الاوربية والامريكية .. كان لبنانيا..
    طلبت منه تلك الليلة أن يقدم لي معروفا فأجابني بكل سرور.. قلت له أني سأتأخر في العودة مساءا إلى البيت فهل أعشم منك أن تفتح لي الباب عند عودتي.. قال بلا شك ما عليك إلا أن تدوس على زر الجرس وسوف أفتح لك الباب .. ولما اطمأننت أني أستطيع أن أخلد إلى فراشي وافقت على عرض العمل الذي قدمته لي إحدى وكالات العمل..
    بينما أنا أبحث بشدة والحاح على عمل عثرت على فرصة للعمل لمدة ليلة واحدة لكن بأجر ما كنت أحلم به.. بيد أن العمل كان خارج المدينة.. كان علي أن استقل بصا معينا يتحرك من محطة ليست بعيدة من مكان سكني وأن أعود بنفس البص ليلا عند منتصف الليل.. وأنا اعلم أن مواعيد العودة للسكن يجب ألا تتجاوز العاشرة ليلا.. لذا طلبت من أخينا اللبناني المساعدة فوافق مشكورا..
    وذهبت مبكرا إلى محطة البص المذكورة وفي الدقيقة المعينة للمغادرة كنت أعتلي البص و عبر طريق في غاية الجمال والبهاء...حوالي ثلاثين كيلومتر شرقي المدينة وفي منطقة ريفية هادئة كنا نسير حتى وصلت إلى العنوان المقصود، كان صالة فخيمة تضيؤها المصابيح والثريات وتصدح منها الموسيقى ويؤمها نفر في أبهى حللهم وأزيائهم .. قابلت الشخص الذي سأعمل معه، كان متعهد حفلات.. وكانت وظيفتي لحوالي خمسة ساعات أن أعمل نادلا في حفل زواج.. وفي وقت وجيز تغيرت هيئتي فصرت ارتدي زيا أنيقا فاخرا ابيض اللون، وقبعة وحذاء وفراشة على عنقي واعطيت أنية من الفضة تلمع وبها كؤوس ملأى بالوان واصناف المشروبات.. علي فقط أن أتحرك من موقع ملء الكؤوس الى موقع آخر ليس ببعيد واقف هناك.. وبدأ الحفل وتوافد المدعوون وتقاطروا .. وأنا في حالتي تلك من الإندهاش والسعادة والفرح... فرح بالمال الذي سوف اقبضه الليلة وفرح بهذا الحفل البهيج وهذه القصة التي سوف أحكيها يوما ما وأشاهد جمالا وازياءا وكل ما كان في خيالي من صور جميلة عن أوربا إذا بي أعيشها تلك اللحظة....
                  

06-21-2013, 08:37 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    بعد إنقضاء الحفل .. عدت إلى ملابسي وحذائي.. حالي كحال سندريلا .. وقبضت أجري وهرولت مسرعا إلى محطة البص .. لابد أن أكون هناك في الموعد فذاك كان آخر بص يتحرك من تلك البقعة إلى المدينة الكبيرة.. في العودة لا أدري لماذا كان الطريق مظلما موحشا.. لكن الفرنكات الجديدة التي قبضتها كانت تضئ لي وتملأ جوانحي بالسعادة.. وفي المحطة القريبة من بيت الشباب هبطت .. وسرت في طرق خالية من المارة أبغي المسكن.. كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل..

    وصلت بيت الشباب فوجدت عتمة تطوقه وصعدت الدرجات أمام الباب ثم دست على زر الجرس.. لكني لم أسمع صوتا للجرس.. ضغطت مرة ثانية .. لا صوت ولا أحد قادم .. ضغطت للمرة الثالثة طويلا هذه المرة .. أيضا لا رد .. أين أنت أيها اللبناني.. لماذا لقد وعدتني أن تفتح لي الباب.. واخذت أدوس الجرس ثم تنبهت أخيرا أن ذلك الشاب قد " عملها " .. فصل ذلك الملعون الكهرباء عن الجرس وأغلق الباب ونام.. وأنا في الخارج في حيرة من أمري.. أخذت أعاتب نفسي كيف أثق في ذاك الشخص.. راجعت نفسي فتذكرت إحساسا لدي بأني لم أرتاح له .. لكن ما المخرج.. هل أقضي الليل هنا أمام الباب حتى تشرق الشمس.. تيقنت أن الباب لن يفتح .. وأخذت أحوم حول البيت.. وكان المنزل " ناصية " كما نقول في السودان بل كان يفتح على ثلاث طرق واحد الى الغرب منه واخر في الجهة الشرقية وثالث في الجنوبية أما شمالا فيجاوره مبنى آخر...
    تحركت من أمام الباب وسرت في الشارع الجنوبي إلى أن وصلت زاوية المنزل ثم دلفت إلى الشارع الشرقي وكان صغيرا نوعا ما وعليه تفتح نوافذ المبنى.. الطابق الأرضي به نافذة كبيرة عالية ..

    فقزت فكرة مجنونة إلى خاطري .. لم لا أحاول أن أتسلل للمنزل من هذه النافذة.. وألحت عليّ..
                  

06-21-2013, 08:43 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    أخذت أدرس الفكرة وهل يمكن تنفيذها دون أن أقع في محظور.. ماذا لو قبضت عليّ الشرطة وأنا أتسلق جدران المنزل.. ماذا لو سقطت فكسرت يدي أو قدمي.. أفكر في العواقب لكني ايضا أفكر جادا كيف أتسلق هذه الجدران لأصل إلى النافذة.. الحمد لله ليست تلك المباني ملساء مثل مبانينا بل بها العديد من السطور إن جاز لي التعبير.. خلعت حذائي حتى أتمكن من التشبث باصابع قدمي إلى جانب اصابع يدي في تلك التجويفات المستقيمة في المبنى.. كانت المشكلة هي كيف أحمل الحذاء .. تغلبت عليها بربط كل فردة منها إلى حزام البنطلون كل في اتجاه وادخلت الجوارب في جيوبي.. وأخذت كمن هم متسلقو الإلب وكلمنجارو أنقل يدي وقدمي كل مرة بضع سنتمترات صاعدا في جدران المنزل.. لم تكن المهمة أبدا ميسورة كدت أهوي أرضا عدة مرات.. كنت كلما أقابل صعوبة كبيرة في الأمر وخطورة أهبط لأبدأ من جديد.. إلى أن وصلت شرفة النافذة.. في اللحظة التى أمسكت فيها بكلتا يدي بحافة النافذة .. قدماي تتأرجحان.. وفراغ ليس بالقصير يفصل بينهما وبين الأرض وأخذت أتمايل وأنا أمسك بقوة عظيمة بحافة النافذة وأميل ذات اليمين وذات اليسار محاولا رفع رجلي إلى حافة النافذة.. أكتشفت تلك الليلة أني أمتلك مواهب ولو كان لدينا سيرك بالسودان لكنت أحد نجومه.. طوحت بنفسي شديدا إلى اليسار وأتبعها بقفزة وشبحة فوصلت قدمي اليمنى للشرفة وعلقت بها.. وأتممت الباقي راقدا ببطني وصدري على تلك الحافة الضيقة .. واستويت قاعدا ..
    الحمد لله النافذة الزجاجية مواربة .. دفعت بها إلى الداخل فاصدرت صوتا غير مسموع.. وعبر إضاءة خافتة نظرت إلى داخل الغرفة.. .. ويا هول ما رأيت.. كانت تلك غرفة نوم الفتيات..
                  

06-21-2013, 08:47 PM

عباس عبد العزيز

تاريخ التسجيل: 04-14-2013
مجموع المشاركات: 105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    مسيرة حياة وتجارب اين جيل اليوم من تلك القصص التي لن تجد لها مثل في الافلام السنمائية
    تابع السرد
    شكرا علي الوقت
                  

06-21-2013, 09:17 PM

سليمان القرشي
<aسليمان القرشي
تاريخ التسجيل: 01-12-2013
مجموع المشاركات: 1491

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: عباس عبد العزيز)

    الامين عبد الرحمن حياك الله
    سرد رائع لذكريات جميلة
    حبسنا انفاسنا معك اخي الامين لنري
    ماذا حدث وانت تطل من نافذة الجنس الناعم
    واصل من غير فواصل فالبوست ممتع
    تسلم
                  

06-21-2013, 10:00 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: سليمان القرشي)

    الأعزاء عباس عبدالعزيز، سليمان القرشي
    أسعدني مروركما .. شكرا ودمتم..
    ..
    عباس
    كنت أعتقد أن تجاربنا وحكاوينا القديمة قد تكون بلا قيمة أو نكهة مع ما يكابده الآن الشباب من معاناة ومغامرات للخروج من هذا السودان الذي أصبح طاردا..
    نتطلع إلى قراءة العديد من التجارب التي لا شك قد تكون أكثر إمتاعا
                  

06-21-2013, 10:05 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    هل حكيت لكم عن بعض الغرف في بعض بيوت الشباب في العالم .. دوما تجد الأسرة مزدوجة (دبل بيد) ، أحيانا الغرف معقولة السعة وأحيانا تجدها عبارة عن عنبر مستطيل طويل والأسرة متراصة بانتظام على جانبي الغرفة وبينها ممر.. تلك الغرفة كان بها حوالي الإثنين وثلاثين سريرا .. ثمانية دبل بيد على كل جانب .... وكانت كلها مكتظة بالفتيات .. وكن نائمات..
    وكما هي عادة تلك الشعوب فقد كن نائمات بعد أن خلعن جل ملابسهن إلا ما خف منها..
    وفي هدوء يحسدني عليه كل خبير في التسلل ليلا إلى منازل الآمنين هبطت من النافذة إلى داخل الغرفة أو قل العنبر.. وفي جرأة وفي خفة وسرعة أخذت أعبر الممر بين تلك الأسرة المليئة بالفتيات النائمات... ماذا لو شعرت بي إحداهن وانطلقت منها صرخة مرعوبة أيقظت الجميع .. ليس أمامي حينئذ إلا أن أعدو سريعا خارج الغرفة لأختبأ في مكان ما .. كنت في كل ثانية أتوقع الصرخة وأعد العدة لها .. و ..

    وعبرت الغرفة الطويلة من طرفها الشرقي إلى بابها في الجانب الغربي وإلى جانبي عشرات الأجساد العارية لم تجروء عيناي إلى التطلع إليها.. كان العنبر طويلا .. طويلا جدا .. أطول مما كنت أتصور
    .. حمدا لله كان الباب مواربا كما كانت النافذة .. وحمدا لله انه لم تحس بي واحدة منهن .. سرت دون أن أوقظ أحدا .. وصلت الباب وتلقفت أنفاسي التي حبستها دهرا .. وخرجت إلى البهو الواسع المقابل للمدخل و الذي يفضي إلى الدرج وإلى الطابق الأول .. الأنوار غير مضاءة .. وسرت في مهل بعيدا عن غرفة الفتيات وصعدت السلم .. ثم في بضع ثوان كنت بالطابق الأول أدلف إلى الغرفة التي بها سريري ومتاعي..
    ...
    تسللت إلى فراشي واحتوتني تلك الأغطية والبطاطين الثقيلة .. وأسلمت نفسي لنوم عميق.

    ويالها من مغامرة خرجت منها سالما معافى.. ويا من قصة لم أروها إلا اليوم ..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 06-22-2013, 06:56 AM)
    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 06-22-2013, 08:07 AM)

                  

06-22-2013, 05:39 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    الاستاذ الأمين
    متّعتنا بالسرد الجميل و الأسلوب الراقي في التعبير .متّعك الله بالصحة و السعادة.
    و الله طوّلنا من مثل هذه الذكريات عن زمن جميل يبدو أنه ولّى.
    بالله لا تحرمنا من مثل هذه الكتابات التي تحمل لنا نحن أبناء الجيل القديم الكثير مما نستند عليه من تجارب و ذكريات و عبر .
                  

06-22-2013, 05:39 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    يااااااااااااه
    يا زول اكتب مذكراتك كلها!







    ههههههههه
    لكن موقف عجيب!
    وآثار اللطف الإلهي ظاهرة فيه!
                  

06-22-2013, 05:54 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote:
    يااااااااااااه
    يا زول اكتب مذكراتك كلها!




                  

06-23-2013, 09:25 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    Quote: [Qوعبرت الغرفة الطويلة من طرفها الشرقي إلى بابها في الجانب الغربي وإلى جانبي عشرات الأجساد العارية لم تجروء عيناي إلى التطلع إليها.


    باللهِ عليكم النبي شوفو زي دا؟
    ياخي ما كان تترزع في سودانك دا....... قال أوربا قال.....ؤ سويسرا كمان!

    نعمه زي دي.!




    التعديل للزوم ما يلزم

    (عدل بواسطة محمد فضل الله المكى on 07-01-2013, 05:27 AM)

                  

06-24-2013, 11:38 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    عزيزي محمد عبدالله الحسين
    شكرا لك على التعليق الجميل.. يبدو أننا إن وجدنا متسع من الوقت سنعود معا إلى ذلك الزمان الجميل
    ..
    صلاح عباس فقير
    تحياتي وتقديري . وشكرا على زهرة البونسيانا الجميلة
    شكرا على التشجيع .. سيكون لك الفضل إن تمكنت من سبر غور الذاكرة وكتبت شيئا
    ..
    شهاب الفاتح عثمان
    إن شاء الله نبدأ .. لك كل التقدير والشكر..
    ..
    ويا ود المكي ..
    .. لسه جاياك حكاوي
                  

06-24-2013, 02:33 PM

حاتم موسى عبدالعزيز
<aحاتم موسى عبدالعزيز
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 73

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    أها والبناني لمن لقاك جو البيت في الصباح, عمل شنو؟
                  

06-24-2013, 04:03 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: حاتم موسى عبدالعزيز)

    Quote: وشكرا على زهرة البونسيانا الجميلة

    بالله هي اسمها البونسيانا!؟










    يا زول اسبر أغوار الذاكرة واكتب، نجحت في حفزنا لمتابعة كل التفاصيل!
    وطبعاً |إنت برضو حتستفيد من العملية دي فايدة كبيرة جداً!
                  

06-24-2013, 08:00 PM

منير عثمان
<aمنير عثمان
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: صلاح عباس فقير)

    ذكريات حلوة وسرد ممتع
                  

06-24-2013, 11:02 PM

عباس عبد العزيز

تاريخ التسجيل: 04-14-2013
مجموع المشاركات: 105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: منير عثمان)

    الاخوه الاعزاء ضيوف. صاحب. اللبناني القفل البلف عفوا الكهرباء
    نتظر قليلا وننتظر المتابعة من النافذه ولا سوف ناخذكم في جولة. الي الحدود الالمانية. اوالي عاصمة الضباب او ضواحي اكسفورد او الي brixton main rd
    يوم. قضيت الليل اتمشي بعد الساعة الثالثة صباحا وعين ماتشوف الا البرد
    الدينا شتاء
                  

06-25-2013, 07:04 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: عباس عبد العزيز)

    الأخ حاتم موسى
    Quote: أها والبناني لمن لقاك جو البيت في الصباح, عمل شنو؟

    اللبناني قمت الصباح شاكلته وقلت كيف تمقلبني بالشكل دة.. يأخي أنا بالأمس اضطريت أبيت برة
    طبعا ما عرف أني تلبت بالشباك .. ولو عرف كان حيسبب لي مشاكل وزي ما قلت ليك كرست بالحكاية ما قلتها لزول..
    ..
    منير عثمان
    تحياتي وشكرا على المشاركة
    ...
    عباس عبدالعزيز
    أنحنا في الإنتظار
                  

06-27-2013, 05:22 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    أهلا بزميل البورد شمس ساتي .. ومعك حق عاصمة سويسرا بيرن .. و جنيفا أيضا عاصمة . . ما أظنها مدينة عادية زي زيورخ أو بازل أو لوزرن وبرضة يا شمس نعرف زي ما قال العزيز نعرف حالات تحديد المداخلات .. مع تحياتي..
    ..
    الأخ يوسف بشارة .. شكرا المؤمن فعلا صديق .. وربما زي ما قلت أحيانا عنده قنبور .. ويمكن باقي الحكاوي الجاية تؤكد المقولة دي.. تحياتي
    ..
    الأخ عوض الحسن لك التحايا والأشواق .. سررت بمداخلتك ومتابعتك بعض ما أكتب .. لعلك قريب من الأبيض الثانوية حتى تمثلنا في اليوبيل الذهبي
                  

06-27-2013, 05:31 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    حكايتي في بيت الشباب في جنيف جذبت إلى البوست الذي افترعته العديد من القراء ومن المشاركين .. لكن أجمل ما جاء من التعليقات كان تشجيع الأخ صلاح عباس فقير الذي عبر عن إعجابه بأن طلب أن أكتب مذكراتي .. والحقيقة سعدت جدا بهذا الإطراء .. وأخذت من بعد أستعيد ما يمكن أن أتواصل به مع الأخوة الإعزاء في سودانيزأونلاين، من أحداث تلك الرحلات التي عبرت فيها المتوسط إلى قارة أوربا ..
    ستأتي الحكاوي متفرقة غير مرتبة .. لكن ربما تربط بينها الأحداث وتعليقات المشاركين ..
    وبمناسبة بيوت الشباب ففي ذات صباح خلا بيت الشباب في إحدى مدن ألمانيا من رواده وخرج معظم ضيوفه إلى المدينة يبتغون التجوال والإستمتاع بالسياحة الشعبية.. كنت أنا على وشك الخروج من البيت مغادرا المدينة في طريقي ذلك اليوم متوجها إلى هامبورج، ذاك الحدث كان في مدينة ما بين فرانكفورت وهامبورج، ربما في كاسل أو دسولدورف أو هانوفر.. ضعفت الذاكرة.. بينما أنا أرتب حاجياتي في الغرفة كان أن أطل على باب الغرفة أحد رواد البيت وكانت تبدو عليه حيرة وانزعاج وطلب مني مساعدته في قراءة اللافتة المكتوبة بالألمانية أمام الحمامات إلى يمين البهو.. كانت اللافتة تشير إلى حمامات الأولاد.. فأخبرته أنها كذلك ..
    قال لي أنا أعلم ذلك لكني في حيرة .. فهناك فتاة بالداخل !!
    ماذا؟؟
    وقبل أن يكمل جملته تلك كانت الفتاة التي سببت له ذلك الإنزعاج قد خرجت من غرفة الحمامات إلى البهو الخارجي والذي كنا نتوسطه في ذلك الوقت ..
    خرجت الفتاة من حمامات الاولاد بعد أن استحمت فوجدتنا بالخارج وتوقفت برهة لكن يبدو أنها لم تفأجأ بوجودنا .. أو لم تكترث لوضعها ذاك ونحن نشاهدها !!
    .....
    كانت الفتاة عارية تماما ..
    لا ترتدي سوى شبشب في أخمص قدميها و بيديها بشكير صغير كانت تجفف به شعرها .. أما باقي جسدها فبدون أي ستر..
    أخذت منشفتها ونزلت بها إلى صدرها تزيل منه حبيبات الماء ..
    تسمرنا في مكاننا .. والدهشة تعقد ألسنتنا .. وقد وددنا أن نسألها إن كانت تدري أو لا تدري أن هذه الحمامات مخصصة فقط للأولاد، لكن ما لبثت أن بادرتنا قائلة ..
    " لقد وضعت قطعة نقود في دفاية الماء وأعتقد أن الماء ما زال دافئا في الدش .. ويمكن لأحدكما أن يستغله في الإستحمام، ولا داعي لأن يخسر نقوده .."
    وإذ ما أنا أمام هذا المشهد المثير الذي لم أتخيل أني سأمر به يوما ما، تقدمت الفتاة في مشيتها فمرت من بيننا أنا وصديقي المندهش ومضت في حال سبيلها..
    ..
    عندما أتذكر تلك الحادثة تزداد حيرتي ... وأعجب وأقول لنفسي ترى ما الذي كان يشغل بال تلك الفتاة آنذاك! ..
    ..
    وهكذا مر يوم ومضت حكاية .. وواصلت مسيري إلى هامبورج ثم إلى لوبيك ثم إلى إحدى الدول الإسكندافية ..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 06-27-2013, 06:27 AM)
    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 06-28-2013, 04:42 AM)

                  

06-27-2013, 08:11 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    :
    :
    أولاً حمدالله بسلامة الوصول لجمهورية منقوليا، ومن ردك بتاريخ 27 يعني النت عندكم تمام،
    أرجو ان تكون المجموعة بخير، طبعاً هناك مافي شبابيك ، بس كتِّر من لبن الخـيل.
    التحامكم بأحفاد و حفيدات جنكز خان فرصة لملأ (الجراب) بالكثير المثير ، ودا موضوع بوست
    للربع الجديد.

    أرجو أن تطلب من بكري نقل بوست (ليلة القفز بالشباك) للربع التالي، ليستمتع المتابعين ( بليلة
    القبض على الأمين).

    و حتى نلتقي
                  

06-27-2013, 10:15 AM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    ألأخ/محمد بوست فى منتهى الحمال..

    ذكريات السفر حلوة سأعود لك وواصل جميل السرد.....ولو ربنا سهل ساعود وفى جعبتى حديث عن سويسرا ولوقانو...

    تقديرى وإحترامى للجميع.
                  

06-29-2013, 03:04 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: ismeil abbas)

    الأخ إسماعيل عباس
    تحياتي .. وفي انتظار ذكرياتكم عن لوقانو..
    Quote: أرجو أن تطلب من بكري نقل بوست (ليلة القفز بالشباك) للربع التالي، ليستمتع المتابعين ( بليلة
    القبض على الأمين).

    الأخ ود المكي ..
    فعلا قبض علي ذات ليلة .. و أجبرت قسرا أن أهبط من القطار وأحتجزت في تلك المحطة المنسية بين الحدود اليوغسلافية اليونانية ..
    ..
    كان في عودتي السريعة من هامبرج إلى الحدود الجنوبية ليوغسلافيا مع اليونان الكثير من المغامرة والتهور .. وفيها أيضا شئ من التعقل والحسابات الصحيحة فما معي من مال قارب النفاد، وحتى الآن لم أوفق في العثور على عمل في ألمانيا .. لضمان شراء تذكرة العودة من اليونان لمصر وكانت وقتها حوالي الستة عشر جنيها .. تذكرة شبابية "Youth fare" . كان تخطيطي أن أحظى بفرصة للعمل مع أخ سوداني تعرفت عليه في رحلتي السابقة، كان مقيما في مدينة ساربروكن في الحدود الألمانية الفرنسية، ساربروكن تقع في إقليم السار الغني بالحديد والفحم الحجري، يحكون أن الفرنسيين والألمان أتفقا أن ينهيا نزاعهما في ملكية الإقليم بأن تكون فرص التعدين في الفحم الحجري وفي الحديد متاحة للطرفين دون أي اعتراض من الطرف الآخر.. وهكذا وضعوا حلا لمشكلة عصية الحل .. أتخيل لو اقترح فرد حلا مشابه لمشكلة حلايب، لصنفه القوم اليوم في قائمة الخونة أو المتخاذلين..
    هو سوداني مقيم منذ فترة في ألمانيا .. ويمتلك ملهى ليلي اسمه جلاكسي في ساربروكن كتبت له خطابا أخبره فيه أني أود أعمل معه لفترة لا تتجاوز الأسبوعين وكنت أظن ببساطة أنه لن يمانع .. لم أتلق ردا منه .. وحينما وصلت أوربا وجهت وجهتي صوب ساربروكن. لكن حينما وصلت إعتذر ذلك الأخ عن توظيفي عاملا معه .. بحجة أنني لا أملك " ويرك بيرمت" وأنه سيعرض نفسه لغرامة باهظة إن هو تجرأ وتركني أعمل معه..
    لا بأس تفهمت موقفه وانطلقت صوب الشمال فلدي خيار أن أشارك في معسكر للشباب في السويد..
    لما وصلت هامبورج .. قابلتني مشكلة جديدة .. ذهبت لقنصلية او سفارة السويد للحصول على تأشيرة دخول للسويد، وكنت قد أجلت استخراجها من مصر ظنا مني أني قد لا أحتاج الوصول للسويد أذا وفقت في العمل في ألمانيا أو في ما قبلها من الدول..
    في هامبورج طلبت منى السفارة السويدية الإنتظار خمسة عشرة يوما ريثما تأتي الموافقة لدخولي السويد من الخارجية السويدية في استوكهولم. كنت في العام الماضي قد أخذتها بسهولة من القاهرة .. لكن تصعب الأمر هذا العام بعد عملية أيلول الأسود في أولمبياد ميونخ.. وصار هناك تشديد في دخول العرب للعديد من دول أوربا..
    لذا قررت سريعا العودة للديار.. وأقرب بلاد لمصر هي اليونان .. علي أن أدخل اليونان رغم القوانين المقيدة للدخول التي شرعت حديثا .. في بلغراد عاصمة يوغسلافيا أنذاك حصلت على تاشيرة لدخول اليونان وأشتريت تذكرة بالقطار من بلغراد إلى سالونيكا في شمال اليونان.. فالسفر عن طريق البر بالسيارات عبر يوغسلافيا غير ميسور ولن تجد العدد الكافي المسافرين في ذلك الطريق ليقف لك أحدهم ويقلك معه..
    الآن نحن في القطار، الساعة الثانية صباحا، توقف القطار عند محطة الحدود..كنا في القمرة مجموعة من الشباب، نتآنس ونضحك .. أثر الصرير الحاد لعجلات القطار الصلبة على القضبان، توقف القطار، جاء موظف الجوازات وأخذ يتفقد جوازات المسافرين ... أمسك كما هي العادة بجواز سفري بالمقلوب وأخذ يقلب صفحاته من اليسار إلي اليمين ولم يجد شيئا ، ثم قلب الجواز مرة ثانية لكنه ما زال بالمقلوب وبعد لأي اهتدى للوضع السليم، وبحث بين التأشيرات العديدة عن بغيته.. وقف مليئا .. وطلب مني الهبوط.... دخلت إلي غرفة باردة.. المحطة قاحلة باردة وكأنها خارج التاريخ.. وهناك قابلت مسؤولا أعلي رتبة منه .. ووجه لي أمرا بالهبوط من القطار .. أمرني بإحضار حقيبتي واحتجز جواز سفري في درج مكتبه..
                  

06-29-2013, 06:01 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    الأمين،
    سلام.

    شكـرا وســرد ممتـع جدا، وأحمـد ربك انو ذاكرتك لسـه متقـدة وتتابع التفاصيل.. وتقريبـا وقتك دا هو نفس الوقت الذى بدأت انا فيه السفـر.
    ومع إنى ما بعرف أنضـم زى نضميك دا، لكن احكى لك واقعـة تقريبـا لها علاقـة..
    الكلام دا كان عام 1980
    جيت من فرناكفورت لباريس عن طريق مطار أورلى، وأخذت تاكسى ب 75 فرانك.. بتاع التاكسى وموظفة الإستعلامات فى المطار إتغاتتوا على
    وما ورونى انو فى بص يمشى للمدينة.. المهم وصلت محطة القطارات قار دو نورد.. وقفلت الشنطـة فى اللوكرز.. وبديت أسأل عن بيت الشباب،
    سألت بوليس كان واقف جنب زميله.. فقال لى بالفرنسيـة لا كارتيـه.. فلم أفهـم.. وأشار له زميله ان يتركنى.. وعلمت فيما بعـد أنه سألنى من الجواز.
    المهم مشيت منهم وبعـد شويـة فى شابين فرنسيين وقفونى وعرضوا المساعـدة ان يوصلونى لبيت الشباب، فشكرتهم وواقفقت.. لم يكن قريبـا من
    محطـة السكة حديد (قار دو نورد).. وركبنا المترو، وحين وصولنا كانت الساعـة الحاديـة عشـر، فرفضت موظفـة الإستقبال استضافتى بدعوى ان
    لا غرف متوفرة وعلى ان اتى غـدا.. حاول الشابان إقناعهـا دون جدوى.. ولم تكن عندى أموال للنزول فى فنادق باريس الغاليـة.. ولكنى شكرتها
    وإنصرفنـا.. وقبل خروجنا نادتنى الموظفـة.. وقالت انها ستعطينى سـرير لليلـة واحدة وعلى ان أخرج غدا وأقدم طلبا اخر من جديد، وطبعا وافقت على
    الفور.. طبعا كل الشباب نايمين.. وفتحت باب غرفـة بهدوء ورتنى السرير الدبل، فوق... طرزان.. المهم مع التعب والإرهاق نمت بسرعـة..
    فى الصباح صحيت على أصوات الروم ميتس.. وداخل العنبر فى أحواض صغيـرة لغسيل الوجـه واليدين.. المهم رفعت البطانيـة، فوجدت العنبر
    كله بنات ويغسلن وشوشن فى الحوض.. وماخدات راحتهن فى اللبس.. الحمد لله ما شافونى واتغطيت تانى بالبطانية لحد ما يطلعوا كلهم.. فى الوقت دا
    نمت.. كلهم طلعوا.. بعد شويـة اسمـع ليك صوت أمرأة وتضرب على سريرى حتى أصحو.. رفعت البطانيـة، وأتايرها بتاعة النظافـة، إتخلعت
    ونضمت كتير بالفرنسيـة طبعا ما فهمت منه شئ.. لكنى فهمت معناه (فى سياقـه)..
    المهم طلعت وبتاعـة الاستقبال أدتنى غرفـة تانية فى عنبر الشباب (لأنه عندما جئت لم يكن سرير فاضى).. والظاهـر الموظفـة السابقة رأت أنى زول مسكين
    ومسالم وجاى من سفر بعيـد وأشفقت لحالى، وإلا ممنوع الشباب ينوموا فى غرف البنات.
                  

06-29-2013, 05:26 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: Abureesh)

    الأخ أبو الريش ..
    تحياتي وسلامي . وشكرا على حكايتك الظريفة .. وبصراحة حكايتك أحلى ..
    إنت نمت عديل في عنبر البنات .. أخير أنا مريت بسرعة البرق من خلاله..
                  

06-29-2013, 05:31 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    سألني الضابط : ما الغرض من زيارتك اليونان؟ قلت له : سياحة .. قال لي : إذن عليك أن تبرز حيازتك لمبلغ من المال لا يقل عن أربعين جنيها أسترلينيا أو مائة دولار.. قلت له ليس معي سوى عشرة جنيهات .. لكني أتوقع تحويلا من بلادي في أثينا.. هز رأسه مستخفا .. وقال لا .. لا يمكنك الدخول بأقل من مائة دولار... قلت له : لا أنوي أن أمكث كثيرا في اليونان وسوف أغادر سريعا بالطائرة إلى مصر.. بادرني بالسؤال فورا : أين تذاكر الطائرة.. أسقط في يدي.. كذبت عليه قلت له هي في مكتب الخطوط الجوية السودانية في أثينا وسوف أستلمها عندما أصل أثينا.. نظر لي وكأنه يقول لي أنا أعرف أنك لا تقول الحقيقة .. ثم ... ثم أمر الشرطي الذي أنزلني أن يذهب معي إلى القطار لإحضار حقيبتي. ووضع جواز سفري في درج مكتبه.
    تيقنت أنني لن أسافر في هذا القطار.. وصلت إلى القمرة ووجدت الشباب الذين كنت معهم مهتمين بأمري .. سألوني عما يحدث؟؟ أخبرتهم بموضوع النقود التي يطلبونها مني .. بادر أحدهم .. نستطيع أن نعطيك المائة دولار.. شكرتهم .. فالأمر أصبح مكشوفا الآن .. ليتني فكرت في ذلك قبل وصولنا الحدود..
    في الغرفة الباردة وفي تلك المحطة المظلمة المنسية ظللت محتجزا ممنوعا من مواصلة سفري.. وتحرك القطار بدوني.. ولدقائق كنت قليل الحيلة مهيض الجناح.. أنظر إلى ذلك القطار يختفي في عتمة الليل ويتركني في بقعة حدودية لا أستطيع التحرك منها شمالا أو جنوبا..
    ثم حولت إلى غرفة أخرى بها كنبات للجلوس من الخشب .. الغرفة خالية من أي أثاث لكن على جنباتها الأربعة تمتد هذه الكنبات .. وهناك رأيت شخصين نائمين.. وجلست غير بعيد منهما.. تبينت من ملامحهما أنهما سودانيين.. في الغربة عندما تقابل سودانيا يزول عنك كل إحساس بالوحشة والوحدة فسعدت بوجودهما.. هذان أيضا إثنان من بني جلدتي منعهما هؤلاء الأغاريق من الدخول لبلدهم..
    ومضت حوالي الساعة وأنا أبحث عن حل .. إستيقظ رفقائي .. تعارفنا.. أقنعتهما أن مشكلتنا محلولة بإذن الله.. سألاني كيف ؟؟ قلت لهما
    " سندخل اليونان .. لكن عن طريق البر ! "
    أحدهما كان ساخطا لاعنا قال بعد أن شرحت لهما فكرتي.. أنا سأعود لبلغراد .. وأخذ يلعن ويسب كلاب أوربا..
    ..
    جاء القطار القادم من استانبول .. توقف لدقائق وكنا نحن الثلاثة المسافرون الوحيدون من تلك المحطة وجميعنا سودانيون وأمامنا شرطي .. أجلسنا في قمرة كانت فارغة .. و لما بدأ القطار في التحرك .. سلمنا الضابط الكبير الذي كان واقفا قبالة النافذة جوازاتنا وانطلق القطار .. وغادرنا الحدود اليونانية في طريقنا إلى أول محطة في الحدود اليوغسلافية.. هناك هبطنا من القطار مسرعين قبل أن تقبض علينا السلطات اليوغسلافية بحجة عدم حوزتنا على تأشيرة دخول ليوغسلافيا ..
    في المحطة سألنا شخصا عن الطريق ( الهاي واي) فأشار إلى الغرب.. أهو قريب؟؟ قال ليس بعيدا.. رفيقنا الثالث بالطبع رفض أن ينزل معنا وواصل سفره إلى حيث كان يقيم في بلغراد.. كان ضوء الفجر قد ابلج.. وأخذنا نتحسس موضع أقدامنا وسط تلك الأحراش والعشب الكثيف .. وبعد نصف الساعة شاهدنا الطريق الأسفلت أمامنا.. وما أن أدركناه حتى وجدنا سيارتين على جانب الشارع كان أصحابهما نائمين وقد صحوا لتوهما واستعدا لدخول لليونان
    ..
    إذن مهمتنا أن نعبر إلى اليونان معهما..
                  

06-30-2013, 04:00 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    لم نستطع اللحاق بالعربة الأولى.. إنطلقت قبل أن يشاهدونا.. لكنا أدركنا الثانية وأخبرناهم برغبتنا الوصول معهم إلى اليونان.. توقفوا وكانوا ثلاثة في السيارة.. إثنان في الأمام وواحد في الخلف.. فتحت باب السيارة ودخلت ولما حاول رفيقي الدخول منعه أصحاب السيارة قائلين أن السيارة لا تسع إلا لشخص واحد.. وحاولت أن يسمحوا له بالركوب فرفضوا .. ولم أحاول النزول معه فأنا أعلم أن فرص السفر على طريقة الهيتش هايكنج أيسر لشخص واحد من اثنين .. وأوصيته أن يقف على يمين الطريق وسيجد سيارة تقله.. وتحركت بدونه .. لأبدأ مرحلة جديدة من النضال للوصول لأثينا..
    ما أن انتهيت من التحايا والسلام ومن أين أنت , ومن أين انتم حتى اغتنمت الدقائق القليلة أمامي قبل الوصول إلى منصة الحدود في الحصول على سلفة إلى حين من هؤلاء الشباب لأعبر بها إلى اليونان .. أخبرتهم برغبتي أن يسلفوني مائة دولار أبرزها لمسؤولي الحدود وأردها لهم بعد العبور.. رد أحدهم في استنكار بائن .. كيف نعطيك نقودنا.. قلت له أنا لا أطلبها لنفسي أريد فقط أن يراها موظفو الجوازات حتى يسمحوا لي بالدخول لبلادهم وبعد ذلك سأردها لكم .. و.. و كأني أخاطب عقولا صماء .. لا .. لا.. نحن لا نعطي نقودنا هكذا للآخرين..
    السيارة تنطلق بسرعة فائقة صوب النقطة الحدودية .. ومحاولاتي لإقناع الشباب في كل مرة تبدو أكثر فشلا.. لكني لا أيأس .. يعلم الله وحده ما الذي سيحدث لي إذا احتجزتني جماعة الحدود في هذ الطريق البري..
    ..
    وتوفقت السيارة .. ووفد إلينا موظف الجوازات .. تفقد جوازات رفقائي وأعادها إليهم .. وتفقد جوازي مليا.. ونظر إلي.. ثم توجه تلقاء المكتب. علمت أنني مقبوض علي بلا شك .. إذن لا بد من إعادة المهمة وباستماتة وضرواة هذه المرة.. قلت له ألا تفهم أنا لا أريد منك مالا .. كل ما في الأمر أني سأحرم من الدخول لليونان إن يكن معي هذا المبلغ..
    و قبل أن يستجيب كان موظف الجوازات قد عاد من المكتب وطلب منى مرافقته ..
    في تلك اللحظة أخيرا فهم رفيقي حرج موقفي .. وقرر أن يقوم بالواجب ففتح محفظته وناولني حزمة من الدولارات تقارب الخمسمائة دولار.. وبينما موظف الجوازات يراقب المشهد.. أعدت لرفيقي النقود وقلت له أنا لا أحتاج لأكثر من مائة وأصر علي أن آخذها.. فوضعتها في جيبي على عجل وهبطت من العربة .. وانطلقنا إلى المكتب ..وبعد هنيهة كنت أقف أمام الضابط..وأنا أتحسس الأوراق الخضراء في جيبي..
    كان الضابط يقلب في جواز سفري وينظر إلى تأشيرات الدخول العديدة بداخلة والأختام.. التفت إلى باسما وختم على صفحة فارغة تاريخ دخولي لليونان و قال : مرحبا بك في اليونان..
    ..
    ولم يسألني عن النقود !!
                  

06-30-2013, 01:19 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    الامين ياصاحب
    حرام عليك ياخى كان تقيف ولو لثوانى وتتامل تلك الاجساد
    مش بقولو المابفقد عقلو امام الاغراء ماعندو حاجة افقدا هههه
                  

07-01-2013, 09:06 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: بدر الدين الأمير)

    :
    كنت مرهقاً فاستلقيت على السرير مبكراً في ذلك اليوم.... لم تكن هنالك مشكلة كبيرة في ذلك الزمان حتى تمنح تأشيرة سياحية لأي دولة من
    دول أوربا ، فالموانع المستجدة في عالم اليوم، والتي لها تأثيرها على العلاقات الدوليه، الإرهاب وإفرازاته وما له من تأثير على حركة الناس
    وتصنيفهم قبولاً أورفضاً ، وغير ذلك من أمور السياسة التي أصبحت حائلاً دون أن يحصل الفرد على تأشيرة لدخول دول أوربا بسهولة ويسر
    في أيامنا هذه.
    كان كمال يؤرقنا في الكلية بمغامراته في أوربا بعد كل اجازة صيفية يمضيها هناك، فهو من الشباب (المجاسفين) الذين خبروا كيف يستثمرون
    إجازاتهم باستكشاف عوالم ليست متاحة لبقية أقرانهم ، أوليست لديهم الجرأة لاقتحامها ، ونتيجة لسفراته المتعددة فقد أصبح (دنجواناً) يستقطب معظم بنات
    الكلية حوله.... حكى لنا كيمو (كما يحلو لبنات الكلية مناداته) أنه دائماً يبدأ باليونان حيث يحل بها في موسم جني العنب، ومن ما يكسب من العمل في مزارع
    العنب يمول رحلته لبقية الدول التي ينوي زيارتها وحتى العودة للسودان!

    قلنا (ما فيش حد أحسن من حد).... عقدنا العزم أنا وصديقي بابكر محمد الأمين على نسف اسطورة كيمو، فقررنا قضاء أول إجازة لنا في أوربا على أن نستفيد من
    خططه، وأن نبدأ باليونان.... عندما حانت الإجازة دبرنا حالنا، وحملنا حقائبنا على ظهورنا وتوكلنا على الحي الذي لا يموت ، وامتطينا قطار حلفا، ومنها بالباخرة
    النيلية إلى اسوان ، ومن اسوان بالقطار مرة اخرى إلى القاهرة حيث مكثنا بها يومين، ثم إلى الإسكندرية ومنها عبرنا المتوسط إلى ميناء باريوس اليوناني.... في
    الميناء استقبلنا رجل يوناني اسمه ديمتري ينِّي بقديس (عرفنا باسمه هكذا). فاتني ان أقول اننا تعرفنا في الباخرة على خمسة من الشباب المصريين من بين الركاب
    الذين كان جلهم من المصريين، قالوا انهم من طنطا .. كانوا قريبين منا عندما عرفوا وجهتنا، ولكنهم قالوا إنهم سيعبرون إلى أيطاليا بعد ان ينتهي موسم جني العنب،
    وانهم لن يعودوا لمصر قبل أن يكوِّنوا أنفسهم ، ربما بعد سنتين أو ثلاثة قال احدهم.... سألنا ديمتري بإنجليزية ركيكة إن كنا نرغب في العمل فتوليت الرد وأجبته
    بنعم ، وأضفت بأننا ننوي العمل في مزارع العنب. قال ديمتري إنه سيجد لنا العمل الذي نرغب فوافقنا سبعتنا .

    ركبنا مع دمتري عربة نصف نقل ، ركبت معه في الأمام بحكم إنني نصبت نفسي ناطقاً رسمياً باسم المجموعة، لكون أصدقاءنا المصاروة لا يعرفون من الإنجليزية سوى
    اسمها، وركب صديقي بابكر معهم في صندوق الشاحنة.... توقف ديمتري أمام منزل ما ، وأدخلنا إلى غرفة طرفية بها مجموعة من الكراسي ، ثم غاب قليلاً وأحضر لنا
    ثيرمس ماء وكوب وقال إنه سيأتينا بعد أقل من ساعة (يبدو انه سمسار عمال).... جلسنا يملؤنا التفاؤل بنجاح رحلتنا وبدأنا نرسم احلامنا على ضوء كلام ديمتري بأننا
    سنجني عائداً مجزياً من العمل في موسم العنب. تخيلت كيف سننسف عالم كيمو أنا وصديقي بابكر عندما نعود للكلية...... يا ويلك يا كيمو!!

    بينما كنا نتجاذب اطراف الحديث ونحن في انتظار ديمتري على احر من الجمر، سمعنا صوت انثوي في الخارج، ولما كنت قد تزعمت المجموعة تماماً ، خرجت لأستطلع
    الأمر، فإذ بفتاتين عشرينيتين في غاية الجمال ، أليس هن حفيدات فينوس، صدق شاعرنا حين قال : ليتني يا مريا.. إزميل فدياس وروحاً عبقريا.. كانت كل منهما ترتدي شورتاً
    قصيراً وبلوزة ساخنة لا تخفي الكثير من ما تحتها، أشارت لي احداهن بأن تعال ، قلت إنهن ربما في حاجة لمساعدة فتقدمنني إلى داخل المنزل، دخلن إحدى الغرف فدخلت
    وراءهن فأغلقت إحداهن الباب، وفجأة قفزت علي الأخرى واحتضنتني بقوة.. أُصبت بمفاجأة تامة.. أطبقت بفمها على فمي فسرت الدماء في عروقي من جديد ..غِبنا في قبلة
    عميقة وحميمة وإذ (بِلكزة) قوية على خاصرتي جعلتني أقفز من نومي مزعوراً، وإذ بأم العيال تصيح : مالك يا راجل (تمصمص في العرديب) قول باسم اللهِ!!!!!!!!!!!!!
                  

07-01-2013, 10:19 AM

garjah
<agarjah
تاريخ التسجيل: 05-04-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    أيها

    الأمين

    ما أروعك

    كتبت :-وهكذا مر يوم ومضت حكاية .. وواصلت مسيري إلى هامبورج ثم إلى لوبيك ثم إلى إحدى الدول الإسكندافية

    وفي كل ساعة ترحال هناك حكاية

    لا توجز وفصل وفتفت وأمعن في الحكي فنحن لك متابعين
                  

07-01-2013, 04:59 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: garjah)

    الأخ جرجاح .. تحياتي وشكري على المتابعة .. أهو أنا بحاول أفتفت وابحت..
    ...
    أشرف كمال حمد .. تحياتي لك وأسرتك الكريمة.. سررت بمتابعتك ... ألف شكر
    ..
    أتيم شكرا على ثنائك العاطر
    ,,,
    الأمير بدرالدين الأمير
    وأخونا محمد فضل الله ..
    رغم أنو الحكاوى عن أوربا قد تقود إلى مثل تلك الأخبار إنا أننا إحتراما للقراء نحيد قدر الإمكان عما يشين مسيرتنا تلك الإيام ونميل إلى عرض الجانب المضئ ومعذرة أن اضطررنا لحكي بعض ما لا يجوز..
    ... لكما كل الشكر والتقدير.. ودمتما
                  

07-01-2013, 05:02 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    وصلت أثينا بحمدالله وبمجرد وصولي ذهبت إلى مكتب مصر للطيران واشتريت تذكرة العودة لمصر.. كيف ومن أين حصلت على المال؟؟ تصرفت .. بعت الكاميرا والساعة لصاحب الشاحنة الذي واصلت معه رحلتي بعد أن ودعت الشباب الثلاثة وكانوا متجهين لسالونيكا..
    بعت الساعة والكاميرا بمبلغ يعادل عشرين استرلينيا .. أظنها الف وستمائة دراخمة .. وضمنت عبور البحر الأبيض المتوسط إلى إفريقيا.. وتفرغت بعد ذلك للفسحة ثم وفقت سريعا في الحصول على عمل .. عملت في ميناء بريوس.. عاملا في مصنع صغير للأخشاب .. يصنع القوالب لمصانع الأحذية.. والقوالب هي تلك الأشكال الخشبية التي تشبه الأقدام وكل منها تعطيك مقاسا مختلفا.
    كنت استقل القطار يوميا من أمونيا اسكوير لأهبط في محطة معينة في ميناء بريوس وأواصل راجلا إلى حيث المصنع وهناك لمدة تسعة ساعات متواصلة كنا ننقل كتل الخشب الثقيلة التي تصل الميناء من إفريقيا الإستوانية وتفرغ أمام بوابة المصنع.. كنا نضع كتلة واحدة في (الدرداقة) إن جازت لي التسمية وندفعها إلى منصة المناشير وكانت تحتاج لعزم قوي حتى تتحرك.. وكان صاحب المصنع يجول بيننا، ما يمضى يوم حتى يحولنا ( جميع العمال) من موقع لآخر .. فيوم نعمل في المنشار، ويوم في العراء نرص الكتل المنشورة فوق بعضها البعض فتبدو كعمارة صغيرة من كتل الخشب المتراصة. ويوم نحول إلى المخارط التي تحول قطع الخشب إلى قوالب في شكل القدم ويوم رابع ندخل إلى الفرن مع القوالب لتحرق ونخرج منه ونحن نتصبب عرقا..
    واستمر الحال طيبا وكل يوم أحظى بمبلغ من المال يقارب المائة وستين دراخمة أي حوالي جنيهين.. وبما أني كنت سأمضي أكثر من ثلاث ايام في أثينا فقد انتقلت من بيت الشباب إلى الفنادق الشعبية بالقرب من بلاكا وكانت أغلى قليلا من بيوت الشباب وأقل نظاما وترتيبا .. وبلاكا معروفة لمن أدرك بلاد الإغريق .. هي ملتقى الشباب والسياح والمسافرين .. بها مقاهي مزدحمة بالرواد ومطاعم شعبية على أركانها منصات السوفلاكي .. وهي أشهى وأطيب طعام يمكنك تذوقه.. السوفلاكي هو الشاورما .. وفي ذلك الزمان لم يعرفها السودان .. وحتى الآن لا يعرفون.. فقد كانت تتكون من قطع من الفطائر كالخبز تؤخذ ساخنة من الصاج مدهونة بقليل من الدهن وتطوى كقرطاس وتقطع شرائح اللحوم مباشرة إلى داخلها ثم يضاف إليها السوس والمستاردة .. ويا لها من أكلة هنية.. وهناك الريتسينا .. نوع من النبيذ لونه أبيض مصفر .. طعمه مثل عصير الليمون.. لكنه مسكر إن أكثرت منه.
    تعرفت في ليلة بأخ سوداني اسمه ابراهيم جمعتنا مقاهي بلاكا .. وأخذنا نحكي عن تجاربنا ومغامراتنا.. أبدى إعجابه بعملي و رأي أن يعمل معنا في مصنع قوالب الأحذية .. قلت له لا بأس .. نلتقي غدا صباحا مبكرا في محطة أمونيا ونذهب سويا للمصنع.. قال لي أنا أسكن في سكن صديق وهو مسافر الأفضل أن تبيت معنا ونذهب سويا غدا صباحا.. ووافقت على اقتراحه.. جلسة الأنس تلك استمرت لوقت غير قصير .. وتحركنا معا صوب منزل إبراهيم .. قطعنا راجلين مسافة طويلة إلى أن وصلنا لحارات أخذ إبراهيم يدخل في زقاق ويدلف إلى آخر وأنا أسأل ألم نصل بعد للمنزل .. فيقول لي يبدو أننا دخلنا في المربع الخطأ.. كان علينا أن نأتي من الناحية الأخرى , ونعود أدراجنا ونأخذ دورة طويلة وندخل نفس الحارات ونتوه ..
    إخيرا إعترف إبراهيم أنه تاه من المنزل .. وأخذ يتعجب ويبرر توهانه .." تعرف انا كل يوم بجي سكران وطوالي بلقى روحي وصلت البيت .. الليلة عشان واعي ما قدرت أصل " .. يا لها من مصيبة .. أنت لم تجد المنزل وأنا لا أعرف أين أنا حتى أعود إلى مقر سكني.. إقترحت عليه أن نعود لبلاكا ومن ثم يمكننا أن نصل النزل .. وبالفعل عدنا بعد أكثر من ثلاث ساعات من التوهان في شوارع أثينا ودلفنا إلى فندقنا وبالطبع دفعت لإبراهيم أجر سريره ونمنا على أمل أن توفق في الصحيان غدا مبكرين ..
    لكنا صحينا متأخرين جدا .. وأخذنا نعدو آملين أن نلحق العمل .. و وصلنا بوابة المصنع متأخرين أكثر من ساعة .. وقابلنا المدير واعتذرت عن التأخير وقدمت رفيقي إبراهيم وقلت لهم إنه يود العمل معنا .. فما كان من صاحب المصنع إلا أن نظر إلينا شذرا و قال لإبراهيم ليس لدينا عمل لك ,, والتفت إلى وقال لي أنت مفصول..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-01-2013, 05:16 PM)

                  

07-02-2013, 09:12 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    رب أخ لك لم تلده أمك .. ذاك كان هو روبي من الولايات المتحدة الأمريكية التقينا في جنوب ألمانيا ودخلنا إلى سويسرا معا حتى عبرناها ووصلنا ميلانو في شمال إيطاليا.. روبي شاب لطيف تحبه لبساطته وحيويته ومحبته للآخرين.. ليومين كاملين ترافقنا أنا وروبي وكان يتحدث الألمانية ومعه شهدنا أغرب حالات العنصرية .. دخلنا مطعما فاخرا نوعا ما ، فمع روبي ارتفع مستواي الطبقي وصرت أقصد الأماكن الراقية، لكنا لم نهنأ بالجلوس طويلا هناك إذ كان بجوارنا رجل متقدم في العمر ضخم الجثة جالسا في انتظار الجرسون، لكن ما أن حضر الجرسون حتى ثار الرجل غاضبا وإذا به يرغي ويزبد.. ويأمر أن يأتيه صاحب المطعم.!! لم ؟؟ وعلى جناح السرعة يأتي مسؤول كبير يخاطب الرجل بكل احترام والرجل يحتج كيف هو سويسري أصيل يقصد هذا المطعم ويأتي لخدمته جرسون يوغسلافي.. إن ذلك لا يليق به فهو لا يرضى إلا أن يخدمه جرسون سويسري مثله !! وتعجبنا أي نوع من الإعتداد بالقبيلة هذا؟؟
    ...
    شرح لي روبي الحكاية كلها إذ كان الحوار يدور بالألمانية وقال لي أن من الأفضل لنا أن نغادر هذا المطعم فلن يحدث لنا خير إن نظر ذلك العجوز جانبا ورآنا إلى جواره ,, وفعلا تحركنا صوب مطعم آخر..
    ومع روبي سافرنا ووصلنا إلى برونن مدينة صغيرة في أعالي الإلب، أضطررنا للمبيت بها وكنا نعلم أنه لا يوجد بها بيت للشباب فكتاب بيوت الشباب العالمي يعطيك جميع العناوين مرتبة بالإبجدية الإنجليزية فما عليك إلا البحث فيه، فإن لم تجد إسم المدينة به فهذا يعنى عدم وجود بيت للشباب.. عليه لما أدركنا مغيب الشمس في برونن تبين لنا حينئذ أنه لا بد لنا أن نبحث عن فندق رخيص .. وأخذنا نجول ونمشي في الطرقات ونسأل .. أخبرنا أخيرا أن هناك فندق بسعر معقول .. بل كان أكثر من رخيص وذهبنا إلى الفندق وكنا نظن أنه فندق بائس لكنه كان فاخرا.. كان صغيرا لكن في غاية الفخامة.. وقد تساءلنا .. لم كان رخيصا هكذا؟؟
    إكتشفنا الحقيقة بعد أن حجزنا فيه غرفة أنا وصديقي روبي.. وأمضينا الليل.. وكانت ليلة ليلاء لم يغمض لنا فيها جفن .. فقد كان الفندق مسكونا..
                  

07-02-2013, 09:44 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    يا سلاااام يا اللمين ياخ!
    متعة والله!!
                  

07-02-2013, 01:36 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد عبد الماجد الصايم)

    في الفندق كانت في استقبالنا حسناء جميلة، كانت تسجل بياناتنا وابتسامة على محياها ومن آن لآخر كانت ترسل نظرة إعجاب بي أو هكذا خيل إلي.. أظنها لم تر أسود من قبل.. دلتنا على غرفتنا... ثم الحمامات وأخبرتنا بمواعيد العشاء ومواعيد الإفطار غدا.. لاحظنا أننا كنا النزلاء الوحيدين في الفندق ... وما أن أخذنا حماما دافئا وتناولنا عشاءنا أخلدنا مباشرة للنوم فقد كنا جد مرهقين .. الغرفة بها سرير واحد تشاركناه أنا وروبي ..
    كل شئ هاديء الفندق في غاية الدفء..خلدنا للنوم لحوالي الساعة تقريبا، لم نهنأ بالنوم طويلا.. فجأة حدثت مصيبة .. سمعنا هدير عظيم وأخذ المبنى كله يرتج و يهتز ويرتجف وكأن زلزالا قد وقع في اسفله ونهضنا مرعوبين وتملكنا الهلع.. يا إلهي ما هذا الذي يحدث.. وأصوات فرقعة وطرق على حديد ثقيل ، الزلزال استمر لثواني معدودات لكنه خلف رعبا في قلوبنا.. ثم بعد ذلك هدأ كل شيء حمدنا الله إننا سالمين ولم ينهد المبنى فوق رؤوسنا ولما اطمأنت نفوسنا داهمنا النوم فقد كنا مرهقين ..وقبل أن نتبين شيئا رحنا في سبات عميق.. لكن نفس المشهد تكرر بعد أقل من ساعة فصحونا مرعوبين تارة أخرى وكأننا لم نتبين السبب في المرة السابقة ..
    ....
    ساعات الليل كلها أمضيناها في نوم متقطع.. ننام منهكين ثم ما تلبث أن تأتي النوبة.. نوبة الإرتجاج والإهتزاز والزلزال.. والطرقعة والصرير المرعب..
    حقيقة لم يكن الفندق مسكونا .. لكنه كان بجوار محطة للسكة الحديد .. وكان اسمه فندق المحطة.. في واجهته الأمامية كان يقابل المدينة ويفتح على أحد شوارعها ومن خلفه كانت تمر خطوط السكة الحديدية.. ويبدو أن المحطة كانت من المحطات الصغيرة التي لا يتوقف بها القطار فكانت القطارات تمر بها دون حتى أن تخفض سرعتها فتعبرها منطلقة كما البرق فتفعل أفاعيل فيمن يفكرون قضاء الليل في جوارها..
    ولليلة كاملة كنا أنا و روبي بعضا من رواد فندق المحطة حيث كانت ساعات صحونا فيها أكثر بكثير من ساعات نومنا..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-03-2013, 03:14 AM)

                  

07-03-2013, 04:38 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    يايا أو يحى شاب إفريقي من غانا إلتقيت به في إحدى مدن ألمانيا القريبة من فرنسا.. بشوش يتحدث الفرنسية والألمانية والعربية ولغته الغانية و قليل من الإنجليزية.. فوق ذلك فهو لاعب كرة ماهر يلعب مع إحدى الفرق المحلية..إلتقينا ودعاني لتناول مشروب معه في المقهى المجاور.. جلس مقبلا بكلياته يود أن يتحدث العربية فتغلبه فيتحول إلى الألمانية فأخبره أني لا أعرفها، فيتحول للإنجليزية.. أيضا يعوزه التعبير فيلجأ للفرنسية.. مرت بطاولتنا فتاة رقيقة فدعاها للجلوس معنا .. فلم تمانع .. وصار يحادثها بالألمانية..وينتقل إلى مواصلا حديثه بنفس اللغة ولما يتذكر يعود للعربية .. ثم يتجه بنفس العربية للفتاة الألمانية يخاطبها فتحتار..
    أتى شابان فاستأذنا للجلوس معنا .. وجلسا دون أن نعترض.. وصارا يبديان ترحيبهما الحار بنا .. وأخذا يتحدثان أحدهما إقترب من يحى والآخر مني وصارا يبديان لطفا غير عاديا.. ويتحدثان ولما التفت ليحى أرجو معرفة ماذا يقولان .. يرد علي بإشارة من رأسه .. دعك منهما وينصرف إلى الفتاة..
    ثم وفد إلينا شابان آخران فصرنا سبعة حول الطاولة.. أحست الفتاة بضيق فاستأذنت إلى طاولة أخرى ..
    وفجأة .. تصاعد الموقف بصورة لم نفهمها.. فإذا بالشابين القادمين لتوهما ينقضان على الآخرين فيوسعانها ضربا.. وتوالت اللكمات على وجه أحدهما وسالت الدماء من انفه.. ولم نفق نحن من هول ما يحدث حتى دلف إلى المقهى شرطيان ولمحت العاملة خلف طاولة الخدمة تشير للشرطيين إلينا.. في تلك اللحظة جلس الشابان المعتديان بسرعة إلى جوارنا وصارا يربتان على كتوفنا بمعنى أن كل شيء على ما يرام لا تقلقا.. ووجدت نفسي لا شعوريا أبعد يده عن كتفي..
    وما أن وصل الشرطيين إلينا حتى أوضحت له النادلة.. أن مثيري الشغب هم الشبان الأربعة ,, وأخبرته أن لا شأن لهذين الإفريقيين بما يحدث..
    وأمسك الشرطيان بالشباب دون أدنى مقاومة واقتادوهم إلى الخارج ..
    ...
    دخلنا في ذلك اليوم دون أن ندري إلى مقهى يؤمه المثليون...
                  

07-03-2013, 06:31 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    Quote: and#237;دخلنا في ذلك اليوم دون أن ندري إلى مقهى يؤمه المثليون....


    ؤ بعدين؟
                  

07-03-2013, 02:07 PM

حاتم موسى عبدالعزيز
<aحاتم موسى عبدالعزيز
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 73

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    قبل البعدين, ومن فرط أندماجي في القصة أود منك الإجابة, لو إتكرمت على التالي:

    روبي أمريكي أسود أم أمريكي أبيض أو ملون (أعتقد أنه أسود)

    وما الذي يدفع أمريكي بغض النظر عن لونه لترك بلاد الأحلام والعالم الجديد ليجرب حظه في القارة العجوز, حاله حال المساكين من القارة السوداء

    وبعدين أرحمنا بصورة من صورك في الزمن الجميل بدل ما نرسم صورتك في خيالنا, مرة زي توم سوير, ومرة زي ويل سميث.
                  

07-03-2013, 05:31 PM

نافع الكوماوي
<aنافع الكوماوي
تاريخ التسجيل: 02-11-2013
مجموع المشاركات: 277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: حاتم موسى عبدالعزيز)

    إندمجنا يا الأمين مع الحكاوي الجميلة دي جنس إندماج!!
    واصل...
                  

07-04-2013, 07:24 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: نافع الكوماوي)

    محمد عبدالماجد الصائم
    محمد فضل الله المكي
    حاتم موسى عبدالعزيز
    نافع الكوماوي
    علي بوب والطيب عبدالله عبر الفيس بوك
    تحياتي وشكري على المشاركة والمؤازرة..
    ..
    حاتم
    روبي كان أمريكي أبيض .. ما زالت صورته ماثلة أمامي لم تنمح..

    Quote: وما الذي يدفع أمريكي بغض النظر عن لونه لترك بلاد الأحلام والعالم الجديد ليجرب حظه في القارة العجوز, حاله حال المساكين من القارة السوداء

    تتحدث يا حاتم بلساننا نحن الأفارقة ننظر لأوربا كبلاد أحلام أما الأمريكان فهم أهل ثروة ومال ويفدون لأوربا فقط للسياحة وهم يمثلون أكثر من ثمانين بالمائة من رواد بيوت الشباب ..
    وشكرا لك على طلب الصورة .. سأبحث .. لكن الخيال دائما أجمل من الحقيقة .. خاصة إذا كنت ذا خيال خصب.. ويلي سميث حته واحدة.. طبعا توم سوير كان مبهدل شديد..
                  

07-04-2013, 07:26 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    ما أن فصلت من مصنع قوالب الأحذية .. حتى عدت في اليوم التالي أجمع ما استحقه من مال لي لديهم .. أخذت أموالي ومشيت إلى الميناء أتجول على الكورنيش .. وهناك ويا لحظي السعيد وجدت رجلا متقدما في السن .. حياني وسألني إن كنت في حاجة للعمل.. أجبته فورا نعم قال حسنا لدي لك عمل لكنه ليس هنا بل خارج أثينا وبريوس.. قلت لا بأس، قال إذن نتقابل غدا هنا الساعة العاشرة صباحا ومعك أمتعتك وسوف تبحر بالعبارة إلى جزيرة إسمها إسباتسي في البحر الأبيض المتوسط وستعمل هناك في فندق في غسل الأواني..
    جزيرة إسباتسي .. واحدة من مئات الجزر المنتشرة في المتوسط والتي يؤمها الأوربيون من المناطق الباردة في الصيف حيث يستمتعون بالشمس المشرقة والدفء والبحر وببلاد الإغريق وحضارتهم العريقة .. هي جزيرة صغيرة جدا تمتد في طولها من الشرق إلى الغرب لحوالي الست كيلومترات أما عرضها فلا يتجاوز نصف ذلك الطول .. تقوم على مرتفعات جبلية وترى فيها منازل اليونانيين الصغيرة المسقوفة بالقرميد الأحمر وتشاهد فيها كل بيت وكأنه بني فوق سقف الآخر وتتميز بساحل رملي أخاذ..
    أمضيت أسبوعين في إسبوزودونيون هوتيل الفندق العتيق في الجزيرة نسكن في غرفة في السطح برفقة أخ سوداني اسمه محمد عطا.. عطا لم يعجبه الحال في الفندق، وكان يتوق إلى عمل أفضل فأبدى رغبته في العودة إغتنمتها فرصة فأخيرت مدير الفندق أن باستطاعتي أداء عملي وعمل عطا فهل آمل أن تزيدوا لي أجري؟؟ فلم يوافق !!
    في ذلك الفندق سعدت بغسيل كم هائل من الأطباق والأكواب وكنا نستخدم منظفا سائلا شديد التركيز .. أدى إلى تقرح راحتي يدي حتى أنهما لم يرجعا لطبيعتهما إلا بعد زمن.. وكان الشيف في المطبخ حينما يعجبه عملي يعبر لي إعجابه بعملي بتقديمه هدية خاصة.. هدية لا تقدم إلا للأشخاص المهمين .. فكان يدلف إلى خزانة الفواكه المثلجة فيخرج منها سريحة من البطيخ بمبية اللون ذات طعم يذكرني ببطيخنا البلدي في كردفان قبل ان نعرف البذور المستوردة والروثمان..
    وفي اسباتسي كنت قد اقتنيت زيا للسباحة وكنت أنزل إلى مياه المتوسط الزرقاء الباردة المنعشة واستمتع بالسباحة.. رغم أن العناية الإلهية قد أنقذتني مرتين من الغرق في السودان .. مرة في خزان ود البغى جنوبي الأبيض ومرة بجوار سد جبل أولياء.. نجاتي من الغرق حفزتني أن أتعلم السباحة في السنة الأولى بالجامعة .. فكان أن سبحت بعد ذلك في المتوسط وفي بحر البلطيق.. في أقصى الشمال بالقطب الشمالي..
                  

07-04-2013, 09:36 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    في استكهولم بالسويد كنت في ضيافة أسرة أوربية مقيمة هناك مكونة من زوجة هولندية وزوج هنغاري، أطفالهما بالتبني كانا طفل وأخته من فيتنام.. إليزابيث هاليز وزوجها إستفان.. أناس كرماء رقيقين ولطيفين يجعلونك تنسى الغربة والوحدة.. كانا أصدقاء لأخي فاروق عبدالرحمن وفاروق هو من شجعني على ارتياد تلك الديار في تلك السن المبكرة وهو من ساهم بتمويل معظم تكاليف الرحلة وأفضاله هو وأخوتي الكبار ووالدي لن أنساها ما حييت، لهم منى كل التقدير والشكر..
    أعطاني فاروق عنوانهما وأخبرني أنهما سيستضيفاني لثلاثة أيام وأوصاني بالكثير من الوصايا.. والتزمت بها إلا أنني لما نمت في الكنبة وكانت هي الفراش الوحيد الفائض في الصالون تقلبت فيها إلى أن وجدت في الصباح إحدى أزرار فرش الأريكة وقد شارفت على الإنقطاع..
    قالت لي أليزابيث نأسف ليس معنا غير لحم خنزير لكنا سنذهب للخارج ونأتي لك بلحم بقري يمكنك أن تأكله وخرجنا نجوب المدينة كان اليوم يوم سبت ومعظم محلات البقالة في عطلة وكلما نمضي لمحل نجده مغلقا.. ثم بعد لأي وجدت إليزابيث محلا فاتحا وأشترت لي لحما.. شكرا لها ولزوجها.. فؤجئت حينما تم تقديم العشاء بقطعة صغيرة من اللحم موضوعة على الطبق وكنت أظنها مع التعب الذي بذلوه لشرائها أكبر من ذلك بكثير ..
    مع أليزابيت و إستفان والأطفال أمضينا يومين في منزلهما الصيفي في شمال إستوكهولم.. منزل ريفي بديع .. كان سريري في الطابق العلوي وعلى جانبي السقف المائل .. المنزل مشيد من أخشاب الصنوبر .. يقوم لوحده في غابة شبه كثيفة.. وقد شاهدت نهارا بعوضا في اضعاف حجم بعوضنا.. لكنه لا يعض.. المنزل مطل على بحر البلطيق.. أعطوني لباسا للبحر.. ورأيت أن اسبح قليلا في تلك المياه.. وجدت الماء باردا كالثلج فأحسست بالإنتشاء ونزلت بجسدي كله داخل الماء وقبل أن أستلقي سابحا داهمني شعور قوي أنه من الأفضل لي أن أخرج فورا من هذا الماء.
    خرجت وجلست على صخرة بجوار الماء و لسعتني نسمة باردة من الهواء ثم أخذ جسمي يرتجف.. وأخذ يهتز بعنف وظللت لوقت طويل أهتز وأستجمع أنفاسي حتى ظننت أنني لن أعود ساكنا مرة أخرى...
    لما هدأت .. حمدت الله على نعمة الدفء والشمس الحارقة التي ننعم بها في بلادنا...
                  

07-05-2013, 02:55 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    في طريقي شمالا انتهجت نهجا تقشفيا ابتدعته وحدي.. قررت الضغط على مصروفاتي في المأكل وفي النوم فكنت أمضي نهارا جائعا شبه صائم، في مقابل ذلك كنت أنوم تلك الليلة في بيت الشباب، بينما في اليوم التالي أتناول وجبة طيبة لكني أبيت الليلة في الحديقة.. بيد أن الإلتزام بذاك التقشف في جانب النوم في الحديقة كان شاقا عليّ نوعا ما فكنت أتحاشاه إلى أن وصلت هامبورج وفي تلك الليلة أصررت أن أقاوم نفسي فنمت في وسط الحديقة .. أفترشت فراشي في تلك النجيلة الباردة، كانت درجة الحرارة قد أنخفضت إلى أقل من ست درجات.. حقيقة لم أكن أملك حقيبة نوم مثل التي أراها لدى الأمريكان.. بل كانت معي بطانية وملاءة وكيس بلاستيك كنت افرشه على الأرض أرقد عليه وندمت أشد الندم أني فعلت ذلك وأسفت على نفسي تلك الليلة، فغير البرد الشديد الذي غاص إلى عظامي كنت ما أن أدفأ قليلا حتى أصحو مذعورا على ركلة في ظهري من رجال الشرطة.. أصحو وقبل أن أتبين شيئا كانوا يسألوني في غلظة ظاهرة عن جواز سفري فأمده لهم فينظرون إليه وفجأة يتغير سلوكهم فيتحول إلى لهجة بها ود بائن فيسألوني أليس الجو باردا عليك؟؟ فأغمغم بكلمات ويذهبوا.. صحوت تلك الليلة ثلاث مرات على ركلات رجال الشرطة ثم في كل مرة كنت أشهد تحول تلك الغلظة إلى الرقة.. وكما يقول ذلك الفقير الذي كان يجوب شوارع الأبيض واعظا ومنبها.. إن طال الليل لا بد للفجر وإن طال العمر لا بد للقبر.. بعد تلك الليلة الطويلة جاء الفجر وتحركت من تلك الحديقة الباردة صوب ملجأ دافيء..ولما جاء رد القنصلية السويدية السالب في شأن منحي التاشيرة لدخول السويد قررت العودة بأسرع ما يمكن للسودان.. تحركت من هامبورج صباحا وفي نهاية اليوم كنت قد وصلت للحدود الألمانية السويسرية..
    في وقت متأخر من الليل وصلت إلى بيت الشباب في مدينة فرايبورج الألمانية الحدودية.. أدركت البيت قبل أن يغلق أبوابه.. وآويت إلى غرفة كبيرة قصيرة السقف.. مليئة بالأسرة وبها بعض الشباب.. وضعت رأسي المرهقة على الفراش ونمت ففي الليلة الماضية في هامبورج لم أذق طعم النوم.. ثم أحسست أن هناك يد تربت على كتفي وتعمل على إيقاظي.. رفعت رأسي المثقلة بالنوم فرأيت شابين أحدهما يقول لي نأسف سوف نسبب لك إزعاجا.. إنتبهت على الفور وقلت له ماذا تقصد.. قال لا لا شيء نخشى أنك لن تستطيع النوم معنا.. قلت ولماذا لا أستطيع النوم فأخذا يضحكان ويتغامزان.. أزعجني حديثهما.. فكررت له السؤال ؟ رد عليّ أن صديقات لهم سيزورونهم الليلة.. فقلت أليس ذلك مخالف للنظم.. فأمنا على حديثي وقالا نعم نعم.. وعدت إلى سريري ..
    لم ألبث إلا ثواني حتى رحت في سبات عميق ونمت إلى وقت متأخر في اليوم التالي.. صحوت في الصباح أجمع حاجياتي على عجل وأجهز نفسي للسفر عبر سويسرا ويوغسلافيا عبورا إلى اليونان وباقي الحكاية رويتها لكم.
    ..
    بيد أني لا أدري إن كانت الفتيات اللآتي تحدث عنهن الشبان قد تسللن إلى عنبرنا في تلك الليلة أم لا ؟؟
    ..
    سر تعامل رجال الشرطة الرقيق معي حين مشاهدتهم للتأشيرة الألمانية لم أعرفه إلا بعد حين.. فقد كنت لا أدري أن موظف السفارة الألمانية في الخرطوم قد منحني تأشيرة الدخول لألمانيا لأكثر من رحلة وأنه قد كتب لي فوق ختم التأشيرة بأحرف واضحة بالكابيتال VIP، صراحة لم ألاحظ تلك الاحرف لما منحت التأشيرة ولم أكن أعرف معناها حتى.. والحكاية أن أخي فاروق عبدالرحمن المستشار بوزارة الخارجية بالخرطوم حينها كان قد كتب لي للقنصل الألماني مذكرة حتى أمنح التأشيرة إذ كان هناك تشدد في دخول ألمانيا للعرب بعد عملية أيلول الأسود في أولمبياد ميونخ في العام 1972، أذكر أن ذاك القنصل رحب بي ودعاني إلى مكتبه وقام بإجراءات التأشيرة وسلمني الجواز.. بيد أنه لم يخبرني أن سأدخل ألمانيا وأنا من كبار الشخصيات .. في آي بي ..!! ولو كنت أعلم لما فكرت في النوم في الحديقة تلك الليلة..
                  

07-05-2013, 08:19 PM

Abdelslam Malik Ali Elhag
<aAbdelslam Malik Ali Elhag
تاريخ التسجيل: 05-29-2013
مجموع المشاركات: 601

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    قمة التشويق والمتعة في السرد
    واصل.................
                  

07-06-2013, 08:59 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: Abdelslam Malik Ali Elhag)

    Quote: قمة التشويق والمتعة في السرد
    واصل.

    شكرا لك دكتور عبدالسلام ..
    وخالص التقدير لك أحمد سعد
                  

07-06-2013, 09:12 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    مسار رحلتي من أثينا لأستوكهولم .. كان يمكن أن يكون عبر اليونان، يوغسلافيا، المجر، النمسا ، ألمانيا الغربية السويد وحيث أن الأتوستوب عبر الدول الإشتراكية كان صعبا وغير معهود ( بسبب نفور الأمريكان وقتها عن زيارة الدول الشيوعية ولقلة الطرق والسيارات والمسافرين) عليه كان مساري كالتالي اليونان يوغسلافيا ايطاليا سويسرا ألمانيا الغربية ثم السويد، دون المرور بفرنسا ... فهي بعيدة عن خطي..
    رغم ذلك قدر الله أنني أخذت تأشيرة دخول لفرنسا من الخرطوم..
    في يوغسلافيا أول مدينة زرتها كانت إسكوبيا. عاصمة أقليم مسيدونيا ( مقدونيا) وهي المتاخمة لليونان شمالا وللبوسنة والجبل الأسود شرقا.. في ذلك الوقت كانت يوغسلافيا موحدة .. في أسكوبيا كنت ضيفا على مجموعة طيبة من الإخوان السودانيين.. ممن كانوا يدرسون بجامعة مسيدونيا.. رحبوا بي واحتفوا بي في سكنهم بجلسة عشاء وطرب وبهجة.. ثم أوصوني ألا أحاول مسألة السفر عن طريق الأتوستوب في يوغسلافيا واقترحوا عليّ أن أركب القطار على الأقل إلى زغرب في الشمال الغربي من يوغسلافيا والقريبة من الحدود الإيطالية.. وعملت بنصيحتهم فاستقليت القطار من إسكوبيا.. ميمما شطر زغرب .. سوف أنزل في زغرب ومنها سوف أحاول السفر بالبر إلى تريستا والبندقية إلى ميلانو.. ثم أتجه شمالا صوب سويسرا..
    في زغرب كنت في ضيافة أخي وابن الأبيض الدكتور سيف الدين شاحوطي.. الذي أصر عليّ أن أواصل السفر بالقطار حتى تريستا ودفع لي قيمة التذكرة.. ومن هنا أكرر شكري وأعبر عن امتناني لسيف .. ولمجموعة إسكوبيا الذين أعتذر عن ذكر أسمائهم بسبب ضعف الذاكرة .. لكني أذكر منهم الإخوة قناوي و بتي..
    تريستا في طرف إيطاليا.. المفروض أن أنزل هناك.. لكن تأبى الأقدار إلا أن تغير مساري ,,
    وأنا في القطار، من مجموعة الطلاب اليوغسلاف الذين كنت معهم، أتاني عرض بالسفر برفقتهم حتى باريس .. نعم إلى باريس في فرنسا و مجانا.. بينما أنا في شك لمصداقية عرضهم شرحوا لي الأمر .. قالوا أنهم مسافرين بتذكرة جماعية مخفضة من بلغراد لباريس وهم عشرة وقد تخلف منهم واحد فأصبحت لديهم تذكرة فائضة وهم على استعداد لمنحها لي.. إذا ساعدتهم في الخروج بأموال لهم هي أكثر من المسموح لهم قانونيا.. ووافقت بعد أن أطمأننت ألا مسؤولية ستطالني.. فقالوا لي أنت أجنبي ولا أحد سيسألك عما معك من مال.. وكانوا محقين في ذلك .. وقبل أن نصل الحدود جاؤوني بكم هائل من النقود إضطررت مع كثرتها أن أخفيها في حقيبتي.. لأول مرة في حياتي أشاهد تلك العملات .. ماركات ألمانية وفرنكات سويسرية وفرنكات فرنسية وليرات إيطالية وجنيهات استرلينية.. لو كنت أعلم أنها بتلك الضخامة لكنت طالبتهم بأجر أكبر من تذكرة قطار من تريستا إلى باريس..
    وصلنا الحدود ليلا.. راجع موظفو الجمارك اليوغسلاف جوازات مواطنيهم .. وراجعوا تحويلاتهم ... دون أن يتطرق شك لديهم أني أقوم بأكبر عملية تهريب لعملات صعبة من بلادهم.. ولما جاء دوري لم يفعلوا أكثر من أن ختموا في جوازي تاريخ مغادرتي ليوغسلافيا.. ..
    ..
    في صباح اليوم التالي كنت دون أدني تخطيط منى أتجول في باريس وأزور الشامب أليزية وألتقط لنفسي صورا أمام قوس النصر و كنيسة نوتردام و .. وبرج إيفل !!
                  

07-08-2013, 11:33 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    Quote: متعة حقيقية تسلم ياالامين

    الله يسلمك يا طيب عبدالله .. ألف شكر..
    ...
    وصل قطار أوربا الدولي الذي كنا نستقله إلى إحدى محطات السكة حديد بباريس عند الساعة الخامسة صباحا.. هبطت من القطار.. المحطة مليئة بالمسافرين والقادمين . فورا ذهبت إلى حيث خزانات الحقائب وهناك وضعت حقيبتى وفرشي .. الكيس والملاءة والبطانية .. فقط نقودي وجواز سفري والكاميرا أخذتهم معي... توجهت صوب مكتب الإستعلامات وأعطيت خريطة مجانية لوسط باريس .. تبينت أين أنا الآن، هذه محطة كاغ دي ليون.. حسنا أين هي في الخريطة ؟؟ .. إذن أنا في قلب باريس لكن قليلا إلى الشرق .. ولحسن حظي كانت الخريطة محلاة برسوم إيضاحية لكل معالم باريس التي يرتادها السياح...
    .. وإذ ما أنا أحاول الخروج وجدت نفسي فجأة وسط طوفان من البشر يدفعني دفعا إلى الأمام هرولت مع المهرولين وانغمست داخل نفق وبعد دقائق أخذت أصعد درجا و لاح لنا ضوء الصباح ونسمة باردة وأعجبني أني كنت أشاهد أنفاسي.. ها أنا ذا ألتقط أنفاسي واستعد لأتجول في إحدى أعظم وأجمل مدن العالم...
    ذلك اليوم في باريس أمضيته كله راجلا .. ممسكا بخريطتي، أقرأ اسم الشارع في الخريطة وفي أركان البنايات الباريسية المميزة.. ظلت باريس محتفظة بجمالها الذي يعود لقرون عديدة مضت .. لم تدمرها الحروب..
    لما انقضى اليوم جلست منهكا على رصيف مطل على نهر السين ... شاهدت اليوم قوس النصر ومشيت طويلا في شارع الشانزليزيه .. و شاهدت تلك التحفة المميزة المسماة كنيسة نوتغ دام.. وأخيرا وصلت الساحة المليئة بالورود والأزهار والنوافير .. وبحلقت أكاد أقع على قفاي على برج أيفل..
    أخذت الشمس تتجه للمغيب .. عدت راجلا تجاه المحطة لأخذ حوائجي .. وكانت عناية الله بي بالغة حيث يسرت لي التعرف بأخ جزائري .. كان عونا لي في العثور على فندق مناسب أقضي فيه الليلة.. فوقتها لم يكن لدي كتاب بيوت الشباب وكنت قد نسخت عنوان البيوت في أغلب المدن التي سأمر بها في كراستي.. لكني لم أحتاط بعناوين بيوت الشباب في فرنسا..
    الأخ الجزائري أخذني إلى فندق عتيق يملكه أو يديره رجل داكن البشرة ضخم الجثة مقطب الجبين ما أن قال له الأخ الجزائري هذا أخ من السودان يود أن يقضي الليلة في الفندق حتى انفجر غاضبا رافضا .. قائلا لا .. لا... إذهبا ليس لدينا غرفة فارغة.. وبينما هو في غضبته هذه كان الجزائري يشرح له.. كانا يتحدثان الفرنسية.. فهمت أن الرجل يرفض أن يسكن معه شخص من السودان ... لماذا ؟؟؟ لا أدري .. هكذا فقط بدون أي أسباب!!
    أخبر الجزائري صاحب الفندق الغاضب الهائج .. أن هذا الأخ من السودان وليس من السنغال كما يظن ..
    فأخذ الرجل يردد سودان سودان وليس سنغال .. حسنا..
    أخيرا هدأ الرجل وقبل أن أمضي الليلة في غرفة بالفندق.. لكنه ظل يلعن ويسب في السنغال والسنغاليين..
    دخلت بعد ان ودعت الجزائري وشكرته إلي غرفة فسيحة بها أثاث عتيق باللون الكبدي المميز .. بيد أني ظللت متوجسا.. غير مطمئن .. يخيل إلى أن مكروها سيصيبي في هذا الفندق .. وبعد أن أحكمت إغلاق الباب والنوافذ تحولت إلى خزانة للملابس كبيرة أخذت أدفع بها قليلا قليلا وكانت ثقيلة إلى أن أحكمت بها تأمين الباب من أي متعد.. وبعد ذلك استطعت أن انام....
                  

07-09-2013, 08:22 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    :
    :
    أنت تصطحبنا معك إلى حيث تذهب ،
    نكون معك أينما كنت !
    ونحن ننعم برفقتك !


    واصِــل
                  

07-09-2013, 10:29 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    Quote: أنت تصطحبنا معك إلى حيث تذهب ،
    نكون معك أينما كنت !
    ونحن ننعم برفقتك !

    أخي محمد فضل الله المكي .. تحياتي
    ولله أنا أسعد أكثر برفقتكم ورفقة أصدقائكم.. لكم مني كل الشكر والتقدير..
    ...
    خططت أن أزور أخي صلاح الدين المبعوث تلك الأيام من معهد المعلمين العالي إلى فرنسا في كورس صيفي لإتقان اللغة الفرنسية. صلاح في ليون ولا أعرف له عنوانا، لكن ... السفر لا يكلفني شيئا.. وانطلقت إلى جنوب باريس صوب تلك الطرق المؤدية إلى الاوتوغوت المتجه جنوبا إلى ديجون و ليون ومارسيليا.. وقفت في الطريق العام ذلك المتسع ولأول مرة أشاهد عشرات من الشباب المسافرين على طريقتي.. لاحظت أنهم يكتبون وجهتهم في لوحات يحملونها.. ولاحظت أن الشباب يقدمون رفيقاتهم في السفر فهن أكثر حظا في الحصول سريعا على سيارة تقلهم..
    ليون على مسافة أربعمائة وستين كيلومترا جنوب شرقي باريس وهي أقرب إلى مارسيليا و الريفيرا الفرنسية.. بحثت في ليون عن سكن المبعوثين الأجانب وتنقلت من سكن داخلي إلى آخر إلى أن وصلت إلى مقر صلاح.. المشرفة بحثت عن اسمه في قوائم كثيرة وهزت رأسها قائلة أنه غير موجود .. ولما رأت أمارات اليأس على وجهي قلبت أكثر في الأوراق وأخبرتني أن صلاح ومجموعة من رفقائه قد أمضوا هنا فترة من التدريب وانتقلوا إلى مدينة أخرى.. أين هي ؟؟ قالوا لي إنها نانسي في الشمال الشرقي من فرنسا بالقرب من الحدود الألمانية... وبحثت في الخريطة التي أحملها وقدرت أقرب الطرق إليها وقفلت عائدا في نفس اليوم مغادرا..
    في ذلك اليوم إرتكبت مخالفتين لنظم السفر على طريقة الإتوستوب فمن ضمن قائمة تضم تعليمات عديدة ترشدك إلى الطرق السليمة للسفر هناك تحذير من محاولة السفر ليلا .. ومن محاولة السفر في الأوقات الممطرة.. و وو تعليمات أخرى عديدة.. و لما تهيأت لمغادرة ليون كنت أعلم أن الوقت قد قارب المغيب لكني أملت أن أجد سيارة سريعا قبل أن يحل الظلام..
    كانت السيارات قليلة نوعا ما .. ولم تقف لي واحدة منها.. وأظلمت الدنيا .. بل تبلدت السماء بالسحب وبدأت تمطر أمطار غزيرة .. في الظلام لا تشاهدك السيارات بسهولة وعند المطر تكون هيئتك غير مقبولة داخل السيارة لذا فلا أحد يقف لك!!
    وهكذا ظللت واقفا ساعات طويلة ألوح و لا أحد يستجيب ..
    ما أن أمطرت حتى فردت فراشي على عجل ودثرت نفسي بالملاءة والبطانية ومن فوقهما وضعت كيس البلاستيك محاولا تجنب البلل.. ووقفت منتظرا.. لعلها كانت ساعتين أنا واقف تحت وابل من المطر.. لا أمل في العودة .. و لا أمل في التقدم..
    ولما يأست تماما ... توقفت سيارة .. بها رجل وزوجته..
    وقفا رغم المطر ورغم الظلام.. ونزل الزوج معاونا لي في وضع حقيبتي في خلف السيارة .. خلعت عن نفسي الكيس والبطانية وألقيتهما مع الحقيبة . ودلفت إلى المقعد الخلفي..
    قال لي صاحب العربة .. لو وقفت هنا حتى الصباح لن يقف لك أحد..
    لكنا لا نستطيع أن نمر دون أن نأخذك معنا.. فأنت من إفريقيا...
    وإن لإفريقيا فضل كبير علينا.. لقد كنا مقيمين فيها لأكثر من خمس سنوات...

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-10-2013, 10:20 AM)

                  

07-09-2013, 01:48 PM

حاتم موسى عبدالعزيز
<aحاتم موسى عبدالعزيز
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 73

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    لا أستطيع إلا أن أقول أن الدنيا زمان كانت بخيرا,,,,,,,,,,,,,,,,,

    صدق من قال أنت تصطحبنا معك أينما كنت,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

    ونحن معك, جسدا وروحا, إحساسا وفكرا, ماضي وحاضر,,,,,,,,,,,,,,

    نقلب صور الماضي بواقع الحاضر, وشعور الواقع بأحلام الخيال,,,,,,,,,,,,,,,,

    واصل وعين الله ترعاك,,,,,, كما رعتك في الماضي في بلاد الفرانكس,,,,,,,,,,,,,,,
                  

07-10-2013, 10:00 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: حاتم موسى عبدالعزيز)

    Quote: ونحن معك, جسدا وروحا, إحساسا وفكرا, ماضي وحاضر

    شكرا حاتم .. نسعد بمتابعتكم ..
    .....
    ها أنا في نهاية المطاف أصل لندن، ولندن لها وقع خاص لدى السودانيين فكأنها ديارهم في بلاد الفرنجة.. كعادتي وصلتها بعد رحلة برية ليست بالقصيرة لكن هذه المرة كانت أقصر قليلا.. فقط من جنيف عبر شمال فرنسا دون أن أغشى باريس مرورا بمدينة ليل ثم إلى كاليه.. الميناء الفرنسي الشهير وموقع نزول قوات الحلفاء في فرنسا.. لمن يتابع أحداث الحرب العالمية الثانية
    في ليل كنت ضيفا على منسق التبادل الطلابي فنسيت ( أو فنصا ) ليومين كنت ضيفا على أسرته الكريمة.. أمه وأخته وأخيه وأنا ... جلسنا حول مائدة الطعام .. وأخذا يعزماني كل مرة على صنف و أنا أتحاشى أن أكون ضيفا نهما.. فأختار من الطعام أقله.. وأجله.. ثم قدموا لي قرصا كبيرا من الجبن وأعطوني سكينة وقالوا هذه جبنة إن كنت تحب فأخذت السكين وقدرت أن أقطع قطعة صغيرة جدا بدأت أعمل السكينة علبها بمهل حتى لا أتلف شيئا في المائدة الفاخرة أمامي..
    ولما انتهيت من قطع سريحة الجبنة ووضعتها في الصحن أمامي .. كانت المفاجأة عندما صاح معظم أفراد الأسرة .. هل ستأكل كل هذه القطعة؟؟ فتحيرت .. يا أخوانا أنا شلت حتة صغيرة خلاس...
    أخ فنصا أهداني باكو من سجاير بيتر إستايفسنت وهو سجاير يتميز بصندوق زاهي الألوان كنا نشاهد إعلاناته في الصفحة الأخيرة من مجلة العربي ... وها أنذا أملك منه باكو كاملا... كنت أشتري سجائر قلواظ وهو رخيص بدون فلتر .. حار وحارق...
    ودعت فينصا وعشيرته وتوجهت إلى كالية... وها أنذا أشاهد مشهدا جديدا في أوربا .. بحر المانش..
    عبرت المانش على متن الهوفركرافت .. جلسنا في صالة فسيحة بها مقاعد كما مقاعد الطائرات لكن باختلاف بسيط هو اتساع عرض الغرفة فكأنك داخل قاعة للسينما او المسرح.. ووصلنا إلى ميناء راميسقيت مساءا. وبينما أنا في العبارة بذلت محاولات حتى أضمن مسافرين للندن القريبة من الميناء حتى لا اضطر للمبيت في راميسقيت.. ووفقت في العثور على أسرة لديها عربة مقطورة فاخرة .. عبارة عن غرفة نوم وصالون متحرك .. كانت من ماركة كومر.. فعجبت كيف هو الكومر في السودان .. وكيف هو الآن في بلاد أهله.. في هذه المرة كنت نائما في سرير فاخر وأنا أقطع مسافة المائة وعشرين كيلومتر من الميناء إلى لندن.. وأوصلتني تلك العربة بناء على رغبتي إلى شارع روتلاند قيت في ضاحية نايتس بريدج الفاخرة في لندن حيث هناك المبنى الشهير الذي تملكه حكومة السودان والذي آل إليها هدية من السيد عبدالرحمن المهدي والذي أهدته من قبل حكومة بريطانيا العظمي للسيد عبدالرحمن المهدي..
    في لندن كانت إقامتي لفترة ليست بالقصيرة في بيت السودان...
                  

07-10-2013, 11:12 AM

ihsan fagiri

تاريخ التسجيل: 04-08-2008
مجموع المشاركات: 2345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    سرد رائع

    والله شجعتني علي كتابه تجربتي خاصة في المانيا بعدايلول الاسود

    اذتم اعتقالي وانا في طريقي لهولندا

    شكرا لك
                  

07-11-2013, 08:30 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: ihsan fagiri)

    Quote: والله شجعتني علي كتابه تجربتي خاصة في المانيا بعد ايلول الاسود
    اذ تم اعتقالي وانا في طريقي لهولندا

    دكتورة إحسان أرجو ألا تتأخري في تدوين هذه الذكريات فكل يوم يمر يجعل بعض التفاصيل تطير من الذاكرة ..
    لك الشكر . . ودمت..
    ...
    الأيام التي قضيتها في لندن كانت مختلفة تماما.. كنا نسكن ومجموعة كبيرة من السودانيين في بيت السودان ... في ذلك المنزل الفخم الذي يتوسط البنايات في الحي الراقي من أحياء لندن نايتس بريدج .. التدفئة في المنزل تعمل طوال الأربعة وعشرين ساعة وبأعلى معدلاتها.. والتلفزيون مفتوح أيضا طول اليوم .. أول مرة أشاهد تلفزيونا ملونا وقنوات إنجليزبة ثلاث تعمل .. يوم السبت يفد لبيت السودان أحد العاملين بالسفارة ويقدم خدمات لزوار البيت بأسعار معقولة .. حيث يقدم أطباق شهية من الفول المصري بزيت السمسم والشمار والخبز.. كان الرجل الذي يخدمنا أنيقا يرتدي حلة فاخرة وقد تظنه سفير البلاد وقد أتي ليخدم مواطنيه..
    في لندن عملت لمدة يوم واحد في نظافة أحد مسارح لندن المشهورة .. كانت مهمتنا نظافة مئات أو قل آلاف المقاعد الجلدية الفاخرة.. علينا أن نعالج وضع الكرسي الذي يكون مرفوعا إلى أعلى ثم نعمل على نظافته ونعيدة تارة أخرى لوضعه.. إنسحبت من هذا العمل حيث كان شاقا ومتعبا علاوة على أجره الذي تتقاسمه معنا صاحبة وكالة العمل اليهودية ..التي كانت شديدة الشبه بقولدا مايير....
    وعثرت بعدها على عمل في شركة هدسون باي كمباني.. مقرها إلى جوار جسر البرج ( تاور بريدج ).. كنت أستمتع بركوب ذاك البص الأحمر الشهير وأصعد إلى الطابق الثاني منه وأجلس في المقاعد الأمامية أمتع نظري بمشاهدة لندن على جانبي وأمامي .. ثم من بعد اقتنيت تذكرة أسبوعية مخفضة .. وأخذت أداوم على عمل راق جميل .. كنا ومجموعة من الأفارقة نعمل في خدمة المشترين الذي يفدون من مختلف بقاع العالم ليشهدوا المزاد الدولي السنوي للفراء .. شركة هدسون باي المسماة على خليج هدسون في شمال كندا كانت شركة مسوقة لكل منتجي الفراء في العالم .. وكانت مهمتنا عرض أنواع الفراء للمشترين . علينا أن نسوق تلك الشماعات المعلق عليها أنواع الفراء المرقمة بأرقام خاصة كل منها تعنى نوعا معينا من الفراء.. وكان مسموح لنا بقبول التبس التي يجود بها علينا أثرياء العالم من تجار الفراء.. أجرنا في اليوم كان أربعة جنيهات وثمانين قرشا.. أي ستين قرشا في الساعة .. أي قرش واحد في الدقيقة .. وكنا حينما نتأخر دقيقة في الوصول لبوابة الدخول ويظهر الختم على كرت البوابة بالأحمر نجد أجرنا قد نقص قرشا في نهاية الأسبوع..
    شركة هدسون باي لم نهنأ كثيرا بالعمل معها فقد كان ذلك مهرجان تسويق سنوي إنقضى في فترة وجيزة .. وأخبرنا أن عملنا معهم سينتهي بنهاية الأسبوع فعدنا نبحث مرة أخرى بين وكالات العمل وبين المطاعم والفنادق.. لكن لما انتهى عملنا كنت قد اصبحت من الأثرياء واقتنيت محفظة جلدية أنيقة صارت مليئة بالجنيهات الإسترلينية كانت تدهش بعض الأخوات السودانيات حينما أخرجها لدفع النقود .. حينما أعزمهن لتناول مشروب خفيف..
    توقفنا عن العمل أتاح لنا التنزه قليلا في لندن فزرت متحف الشمع ( مدام توسو) وأسفت أني لم أدخل القبة السماوية.. وأمضيت يوما في الحديقة الشهيرة هايد بارك أستمع فيها للخطباء في ركنهم.. أولئك الزنوج الذين يسبون البريطانيين في عقر دارهم وبعض من البيض الذين يعظون ويتحدثون عن الأمراض الجنسية.. ومارسنا رياضة العدو في ممرات الحديقة المتقاطعة .. وأخيرا .. حظيت بفرصة عمل في المقهى المقام في وسط الحديقة .. مقهى الديل..
    ...
    بيد أني في لندن إنزلقت و اكتسبت خصلة سيئة .. فقد تعلمت لعب القمار !!

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-11-2013, 11:12 AM)

                  

07-11-2013, 11:09 AM

عثمان دغيس

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 1696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    الامين والأخوة والأخوات
    كل سنة وإنتو طيبين ورمضان كريم...
    متابعة وتشوق و حاجة كده ما مفهومة ..
    نحييك على السرد الممتع ..
    بس وقفت مالك ؟؟؟
    واصل يااااخ سريييييييع
                  

07-12-2013, 09:11 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: عثمان دغيس)

    Quote: متابعة وتشوق و حاجة كده ما مفهومة ..

    أحلى وأجمل تعليق يا عثمان .. لك سلامي وتحياتي وشكري ودمت
    ...
    كنت أحيانا أعود من محطة مانسيون هاوس إلى نايتس بريدج راجلا. أتسوق بعيني.. أختار ما أشاء من القمصان والأحذية واللوازم الجميلة .. ذات يوم رأيت محلا مغريا به آلات تضيء وتلمع وأناس هناك يمارسون هوايات عجيبة.. فانغمست فيه.. الناس فيه منكبون على أنفسهم كل واحد منفرد بواحدة.. منهمكون في العبث بأزرار الآلات.. ذاك كان أحد محلات القمار (Fun cities).. آلات تغريك بالمغامرة والمقامرة.. إذا كسبت تنهمر عليك شلالات من العملات المعدنية.. واللعب مع الآلات لا يمارسه إلا شخصان.. شخص ذكي مثلي يعرف كيف يكسب.. ومتى يلعب.. وشخص غبي مثلي أيضا يدمن اللعب ويستمر يلعب إلى ساعات متأخرة من الليل.. فيعود متأخرا وقد خسر كل ما كسبه وأضاف إليه قليلا من جيبه.. والذي تنهب أمواله الماكينة لا يفكر في شئ سوى استعادة ما سلب منه.. وكان ذلك حالي... إلى أن انتبهت لنفسي وأفقت و جاءتني النجدة الإلهية بتوقف العمل في هدسون باي .. فلم أعد أغشى تلك الناحية.
    انقذني من مواصلة اللعب مع الآلات الذكية .. أني وجدت عملا في مقهى الديل وهو مقهى كبير يتوسط حديقة هايد بارك .. وهايد بارك نفسها هي على مقربة من بيت السودان .. في عشرة دقائق من مغادرتي للبيت أكون قد وصلت للعمل..
    في مقهى الديل عملنا في غسل الأواني .. وتعاملنا هذه المرة مع ماكينة غسيل أتوماتيكية ما علينا إلا أن نرص الأكواب أو الأقداح في صوان خاصة وندفعها إلى داخل الماكينة فتأتينا من الناحية الأخرى وهي تلمع من النظافة.. وعملنا في واجهة المحل نقدم العصائر الرابسبري والكولا والبرتقال نملأ تلك الأواني الزجاجية بالمشروب ثم نضغط عليها بالغاز المكثف المبرد القادم من الأسطوانات تحتنا فتفور وتكتسب مذاقا منعشا..
    ومسحنا الأرض ونظفنا الطاولات والكراسي والمقاعد .. ولم نسلم حتى من نظافة الحمامات..
    كانت وجباتنا على المحل وكذلك المرطبات والبسكويت والجاتو والشاي واللبن..
    في يومي السبت والأحد يكون المقهى مكتظا بالرواد .. وتضيق الحمامات العامة بالجمهور.. فترى الكثيرات وقد صعب عليهن مقاومة ما بهن فيقبلن علينا سائلات إن كان بالإمكان السماح باستخدام الحمام الداخلي .. فنسمح لهن مقدرين ظروفهن..
    أيام جميلة قضيتها في العمل بالديل سعدت فيها بمسح كل شبر فيها..
    ثم بعد ذلك كان لابد أن أغادر إلى السودان فقد كانت زيارتي لبريطانيا في السنة النهائية لي في الجامعة .. وحقيقة كنت أرتب أموري أن أتخرج وأسافر لأوربا.. منها فسحة وعمل طلابي .. ومنها محاولة غير معلنة للهجرة.. لكن شاءت إرادة المولى أن تغلق الجامعة أبوابها قبل الإمتحانات النهائية في مارس وعلمنا أن الإمتحانات ستكون في يوليو .. وكان أمامي خياران إما أن أترك خطتي للسفر لما بعد التخرج.. وذلك سيقود إلى السفر في غير فصل الصيف وتلك مغامرة غير مأمونة العواقب أو أن أسافر قبل الإمتحانات .. وفعلا كان ذلك مافعلت..
    عليه كان عليّ أن أتوقف عن العمل في حديقة هايد بارك وأعود للسودان لأدرك الإمتحانات ..
    عدت إلى السودان الحبيب .. ولم أخرج منه إلا في عام 2009 بعد أربعة وثلاثين عاما من آخر رحلة لي ...
                  

07-12-2013, 09:15 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    ذلك المصري كان من الأصوليين .. متمسك بدينه التقينا في اوربا وكنا نحث الخطى في طريقنا إلى مكان ما.. أخرجت صندوق سجائري واشعلت لفافة.. سألنى هل أنت مسلم. قلت له طبعا أنا مسلم.. قال لي لا .. قل إن شاء الله مسلم.. رددت عليه .. مثلما قال إن شاء الله مسلما... سألني ولم تدخن؟؟ قلت له التدخين ليس حراما.. قال بل حرام.. وقد قال الله في محكم تنزيله ولا تبذر تبذيرا .. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا.. أو ليس التدخين تبذيرا.. وجعلت أجادله وأصر على رأيي.. قال لي إن عليك أن تقوم رأيك .. وبعد سنين عديدة تبينت أنه كان مصيبا..
    لتقليل تكلفة السجاير علي أخذت أشتري كيس به تبغ ومعه ذلك الصندوق الصغير المزود بورق اللفافات الخفيف وفي طرفه مادة لاصقة وهو المعروف عندنا في السودان بورق البرنسس ويستخدمه مدخنو البنقو.. حمانا وإياكم الله.. إستخدام ذلك التبغ الفلت ساعدتني كثيرا في تقليل ما أصرفه من مال في السجاير.. كما العمل أيضا كان عاملا مسإعدا في تقليل إستهلاكي للسجائر .. ففي هايد بارك كنت عندما أكون في الخارج وأنا ممسك بالخرطوش أرش الماء على البلاط يطرأ علي مزاج أن أشعل لفافة وما أن أنفث منها نفثا.. حتى يبادرني رئيسنا ذلك الهندي من جزيرة موريشس أن التدخين ممنوع أثناء العمل.. فأضطر لإطفائها..
    وفي اليونان عندما كنت أعمل في مصنع الخشب كنا أحيانا نرفع كتل الخشب المنشورة ونرصها في السيداب ومعي رجل متقدم في السن .. كان يصيبه التعب من الجهد المتواصل فيشير إلى أن أقف فنرتاح قليلا وفي تلك الأثناء كان العجوز يخرج لفافة له وأخرى لي ويقول لي تناول هذه و دخن ثم ما أن يأخذ نفسا من لفافته حتى يدخل في نوبة من السعال تكاد روحه تطلع معها.. و من بعد ذلك نواصل عملنا.. لكن مرة شاهدنا رب العمل فناداني فذهبت إليه فأشار إلي أن أصعد معه إلى الطابق الثاني حيث المكتب.. صعدت وهناك كانت جالسة موظفة .. تحدث إليها ثم خرج.. قالت لي الموظفة إن علي أن أحاسبك على الأيام التي عملتها معنا فانت مفصول عن العمل.. واحتججت لماذا.. لأنك لا تعمل وتقضي الوقت كله في التدخين.. وعلا صوتي وقلت أنا أقف لأن العجوز يطلب منى ذلك فنحن نعمل معا .. ولما يتوقف هو لابد لي أنا أن أتوقف فكيف تحاسبوني على خطأ غيري.. وأخذت أرغي وأزبد وأسب بلغتي تعبيرا على غضبي ودفعا للظلم الواقع علي وبالفعل تتم إعادتي للعمل لكن بعد أن اتلقى إنذارا عمليا بالطرد.. وهكذا ظللت مواظبا على عملي محافظا عليه إلى أن جاء إبراهيم بحكايته التي رويتها لكم ففصلت نهائيا عن العمل..
                  

07-12-2013, 09:21 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    بيوت الشباب لها طقوس وبها ممارسات جميلة.. حينما تصل إلى بيت الشباب يأتيك الإحساس أنك وصلت إلى منزلكم.. ترى الجميع فرحين بقدومك يقبلون عليك لا ينقصهم إلا أن يحضنوك.. ثم يسألونك عن إسمك وعن بلدك وأين هي ويجتهدون ليبدون لك معرفتهم بقارتك وسودانك.. وتجد نفسك بين أناس قلوبهم نظيفة ولايتواني أحدهم في أن يقدم لك معروفا..
    تجد لوحة الإعلانات مليئة بعروض للمرافقة في السفر .. هذا في بافايرا متوجه في رحلة طويلة إلى استامبول وربما كوتاماندو.. يريد مرافقين يشاركونه الوقود والأكل والشرب والأنس ومتعة السفر.. هو منه العربة.. وآخر ميمم شطر الشمال إلى نارفك لمشاهدة شمس منتصف الليل.. والبعض متجه لأفريقيا.. وتسمع اخبارا وقصصا ممتعة .. ويحثونك على الحكي..
    وعلى جانب آخر من الغرفة العمومية هناك من يعلقون أغراض وأشياء هم ليسوا في حاجة لها .. يمكنك أن تأخذ منها واحدة .. لكن بعد اتباع القاعدة .. والقاعدة هي أعط وخذ (give and take) والجميع ملتزمون لا أحد يخالف الأصول. وتجد من تقطعت بهم السبل .. فانقطع معينهم من المال.. فهم يبحثون عن مأوى وعن مأكل.. منهم من يتوجه إلى المستشفى ليبيع دمه .. فيحظى بوجبة قطعة ساندوتش وبرتقالة وعصير فتجد بعض المرؤة داخلك قد قدمت له شيئا..
    أخذت معي من السودان زجاجة مليئة بالفول السوداني المسحون.. كنت أحيانا أصنع منها طعاما شهيا.. أشتري طماطم وأقطعها واقوم بإذابة الفول وأضيف إليه الملح والشطة وليمونة وفي تلك الأثناء تكون شابة من الولايات المتحدة قد سال لعابها لهذه الأكلة الهنية فتأتي طالبة أن تذوقها فأفسح لها فتأكل طعاما ما أكلت مثله في بلادها..
    ..
    ذات مرة دخلت مطعما ورأيت دجاجة محمرة أعجبتني فمددت يدي ممسكا بها وقلت لمن وراء الطاولة بكم هذه.. سألت عن ثمنها وأنا أعلم أني لا أستطيع شراءها.. فلم يرد علي بل لفها في كيس وناولها لي مخبرا إياي أنها بكذا من الماركات ,, فقلت له .. لا شكرا لا أريدها فهز رأسه وناولني إياها مشيرا إلى أنني لمستها باصابعي فلا بد أن أشتريها إذن.. فدفعت ثمنها ومكثت معي بضع أيام .. كل يوم آكل بعض منها ..
    ...
    تقدمت للسيارات المتوقفة بمحطة الوقود سائلا إن كانوا متجهين إلى بلد معين في اتجاههم وكان رد بعضهم بالنفي.. لكن إثنين في سيارتهم لما سألتهم أجابا نعم.. قلت لهم هل يمكنكما إذن أن تقلاني معكم إلى هناك.. رد الشاب باسما .. لا .. إندهشت فما تلك عادتهم .. قلت له لماذا.. ضحك وشاركته الفتاة الضحك.. وقالا لي لقد تزوجنا لتونا.. نحن في شهر عسلنا .. إلى اللقاء .. وانطلقا.. فحييتهما متمنيا لهما حياة زوجية سعيدة..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-12-2013, 09:28 PM)
    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-14-2013, 09:06 AM)

                  

07-14-2013, 07:59 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    محطة السكة حديد برونن - وسط سويسرا.. صورة للفندق خلف المحطة عثرت عليها بالنت
    sonstige-131614.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-14-2013, 08:04 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    صورة لمقهى الديل من الخارج

    4173813-In_the_park_and_by_the_Serpentine_London.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-14-2013, 08:08 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    قناة كورنث في اليونان


    CorinthCanal5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-14-2013, 09:15 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    فندق بوزيدونيون هوتيل ، جزيرة إسباتسي ، اليونان ،
    في غرفة في السطوح ( ظاهرة في الجانب الأيسر من الفندق) كنا نسكن أنا و رفيقي محمد عطا
    slider_img.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-14-2013, 09:21 AM)

                  

07-14-2013, 11:21 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    Quote: and#221; كاليه.. الميناء الفرنسي الشهير وموقع نزول قوات الحلفاء في فرنسا.. لمن يتابع أحداث الحرب العالمية الثانية


    ملاحظة صغيرة لا تفسد روعة التجوال ، فقد أصبحنا جزء منه ، ولا تمنع الإستمتاع بهذه الصور الرائعة.

    الحشد الرئيسي لقوات الحلفاء كان في اتجاه كاليه (خطة الخداع ) ولكن عندما تمت العملية حدث
    الإنزال في نورماندي ، وأُطلِق على العملية ، ( عملية الإنزال في نورماندي).

    أنسى .... واصِل أمينوف
                  

07-15-2013, 12:12 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    Quote: الحشد الرئيسي لقوات الحلفاء كان في اتجاه كاليه (خطة الخداع ) ولكن عندما تمت العملية حدث
    الإنزال في نورماندي ، وأُطلِق على العملية ، ( عملية الإنزال في نورماندي).

    الأخ محمد فضل الله المكي ، شكرا لك على التنبيه والتصحيح.. طبعا معلوماتي التاريخية كلها ملقطة من الأفلام وآخرها فيلم سبيلبرج ( إنقاذ الجندي ريان ) وفيه ملحمة حقيقية للإنزال في نورماندي استغرقت أكثر من 25 دقيقة من زمن الفيلم.. معذرة للسهو .. وألف شكر..
    ..
    كما ذكرت للسفر على طريقة الهيتش هايكنج قواعد وأصول .. ذكرت بعضها من قبل .. واليوم أذكر قاعدة مهمة جدا وهي مكان الوقوف .. يفترض أن يقف المسافر دائما خارج طريق المرور السريع ( الهاي واي) ويسمي عند الالمان الأوتو بان ، وعند الفرنسيين الاوتو غوت ، وعند الإيطاليين الأتوسترادا، ممنوع الوقوف في الأتوبان ولن تقف لك أي سيارة لأن الجميع يحترمون القانون، لكني مرة أضطررت أن أقف في هذا المكان المحظور.. ومن ضمن السيارات التي كانت تمر منطلقة أمامي وجدت من يخالف القانون مثلي فيقف لي..
    وقفت لي سيارة تحمل جنودا أمريكان بعضهم من السود والبعض أبيض.. ما أن شاهدوني حتى انحرفوا بشدة نحوي وتوقفوا لي على بعد أمتار.. ركضت حتى وصلتهم فركبت في تلك العربة العسكرية المكشوفة وأنحشرت إلى جانب الجنديين في المقاعد الخلفية وأنطلقت السيارة تقلنا نحن الخمسة ....كانوا في غاية السعادة بوجودي في البدء ظنوا أني أمريكي مثلهم ثم بعد أن عرفوا أصلي صار أكثر ترحيبا بي..
    ...
    لم تقطع أكثر من بضع كيلومترات في الطريق الهاي واي حتى سمعنا صوت صافرة الإنذار في سيارة المرور خلفنا وبعد دقائق أدركتنا السيارة وأمرت سائق العربة بالتوقف جانبا..
    ...
    وفي أقل من خمس دقائق كانت سيارة المرور قد حررت مخالفة لسيارتنا وطالبت السائق بدفع 10 مارك الماني غرامة للتوقف في الطريق البري السريع والذي يحظر الوقوف فيه...
    دفع السائق الغرامة ... وتحرك لكنه اخذ يسب ويلعن على طريقة الأمريكان...
    وجدت نفسي محرجا أن تسببت لهم في غرامة .. فما كان منى إلا أن أخرجت من جيبي ورقة فئة العشرة ماركات ودفعتها للسائق بعد أن اعتذرت أنني السبب في الغرامة.. وأخذها مني الجندي الأبيض ولم يبد أي ممانعة...
    ..
    من أثار الحرب العالمية الثانية التي أحسست بها لدي أحد الالمان وكنا متجهين إلى فرانكفورت فأبدى لي نفوره من فرانكفورت وقال أنه لا يحبها.. فلما استفسرته لماذا.. قال لأنها جعلت أمريكية أكثر مما يجب..
    فقدت فرانكفورت الطابع الألماني المميز إثر القصف عليها إبان الحرب ولما اعيد تعميرها صارت كما قال محدثي (too much amercanized)

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-16-2013, 07:20 AM)

                  

07-17-2013, 10:27 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    :
    :
    الأخ أمينـوف

    حسناً فعلت بدفعك الغرامة، وإلا كان الخواجه يسب فيك إلى يومنا هذا !
    بعدين شوف دقة مراقبة الطرق عند الألمان ! أكيد الرادار صاحي على طول.


    أها .... ؤ بعدين؟
                  

07-18-2013, 12:15 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    Quote: .كانوا في غاية السعادة بوجودي في البدء ظنوا أني أمريكي مثلهم ثم بعد أن عرفوا أصلي صار أكثر ترحيبا بي.
    معذرة لمن قرأ الجملة اعلاه من قبل وكان بها خطأ غير مقصود .. و ها هي الآن بعد الصحيح..

    Quote: حسناً فعلت بدفعك الغرامة، وإلا كان الخواجه يسب فيك إلى يومنا هذا !

    شكرا محمد فضل الله .. فعلا هناك نقود تدفعها لبعض الأشخاص تجد نفسك أحايين كثيرة تذكرها ويصيبك الغيظ على أنك دفعتها.. وصلنا إلى القاهرة من إثينا على متن طائرة الخطوط الجوية المصرية والتقيت في الطائرة برفيق من الولايات المتحدة الأمريكية أتي ليزور مصر و يشاهد ابا الهول والأهرامات .. وصلت الطائرة بالليل ولم يكن بامكاننا إدراك بيت الشباب في المنيل قبل مواعيد الإغلاق.. فقررنا أن نقضي الليلة في أحد فنادق العتبة.. ودلفنا إلى فندق باسم نفرتيتي أو كليوباترا لا أذكر.. وحجز كل منا غرفة .. أذكر أن صديقي الامريكي لم يكن قد حول نقوده لنقود مصرية وأحسست أن موظف الفندق كان يحاول أن يشتري منه الدولار بسعر أقل فقلت له سوف أدفع لك الحساب وغدا بعد أن تحول نقودك سدد لي حقوقي.. وبتنا تلك الليلة في ذاك الفندق الذي لم أشاهد مثله في حياتي.. الأبواب في غاية السوء وكذا الحمامات والغرفة تعج بالصراصير ورائحة كريهة تنبعث من المخدة إن حاولت أن تضع رأسك عليها.. لم أستطع النوم إلا بعد أن أخذت بعضا من ملابسي وجعلتها حاجزا بيني وبين المخدة..
    في اليوم التالي قام الأمريكي بتحويل بعض من نقوده لنقود مصرية ولم أشأ فور استلامه لنقوده أن أطالبه بحقي بل انتظرت أن يبادر هو بسدادها.. لكنه بكل أسف لم يفعل... و في ذلك اليوم ذهبنا مع الأمريكي إلى الأهرامات وهناك رأي صديقي من سخف ومضايقة المصريين ما رأي .. وأضمر شيئا في نفسه..
    و قضينا ليلة ثانية بذلك الفندق وصحوت في صباح اليوم التالي لأجد أن الأمريكي قد أخذ أغراضه وجوازه وغادر الفندق .. سألت عنه .. قالوا لي أنه ذهب إلى المطار و هو الآن في طريقه إلى أوربا.. سألت هل ترك لي أي أمانة .. قالوا .. لا.
    ضاعت علي نقودي .. وأسفت أنني قدمت مساعدة لمن لا يستحق..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-18-2013, 12:19 PM)

                  

07-19-2013, 01:20 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    حينما تقابل شبابا عربا من المغرب العربي فعليك أن تستعين بمعجم لتفهم حديثهم .. جمعتني الظروف في جنوب إيطاليا ببعض منهم .. كانوا ثلاثة على متن سيارة عتيقة ليست بها مقاعد خلفية .. أوصلوني معهم في الطريق من نابلي إلى برنديزي .. ونابلي هي المدينة الإيطالية الجميلة التي سار عليها المثل (see naples and die) أما برنديزي فهي مدينة ساحلية قد أكون أنا أحد الأفارقة القلائل الذين زاروها.. من برنديزي تبحر الفيري بوت من ساحل إيطاليا الشرقي إلى ساحل اليونان الغربي .. تعبر البحر الإدرياتيكي..
    الشبان التونسيين كانوا باعة متجولين يحملون في سيارتهم بضاعتهم ويجلسون عليها لعدم وجود مقعد في خلف السيارة او ربما نزعوه خصيصا ليملؤوا السيارة بأقمشتهم.. سعدت بمرافقتهم لكنهم لم يفهموا منى كلمة هم يتحثون عربية لا أفهمها وأنا أتحدث عربية لا يعرفونها وهم فصيحون في فرنسيتهم وانا فصيح بالإنجليزية فقط.. التقينا وافترقنا..
    ثم عبرت الإدرياتيكي من برنديزي في إيطاليا إلى بريوس في اليونان وعبرت قناة كورنث.. وهي قناة كما هي قناة السويس تربط بين الإدرياتيكي والمتوسط .. ولما تعبر السفينة ذلك الممر الضيق من الماء وتلك الجدران العالية الهائلة من الصخر ليصيبك العجب كيف شق هؤلاء القوم هذه القناة ، فالمنطقة المحفورة فيها القناة منطقة جبلية شاهقة العلو .. شقوها حتى أدركوا مستوى البحر ثم عمقوها إلى أن صارت مياها تصلح لأن تبحر فيها السفن..
    قناة كورنث في اليونان


    CorinthCanal5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-19-2013, 07:32 PM)

                  

07-19-2013, 07:49 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    أستطيع أن أقول غير المتعة التي وجدتها أنني تعلمت شيئا من زياراتي لأوربا فلربما يكون نمط الحياة الأوربية التي شهدتها قد أثرت على طبيعتى فوجدتني لا شعوريا أتخلص من عقد الوجاهة والأهمية والوظيفة الكبيرة والثروة والمال.. ووجدت أن تفكيري أيضا قد تغير فصرت أري غير ما يرى الآخرون.. مطالبي في الحياة أخذت تتناسب وقدرتي على العمل.. رؤيتي للسودان المتطور أراها تتماشى مع واقع قدراتنا فلا أتطلع لعاصمة تتطاول أبنيتها ولا عماراتها البراقة اللامعة .. فالبريق المستورد ليس من حقنا .. حقنا أن نسكن في بيوت الجالوص إن لم نرتفع إلى المقدرة على ضرب الطوب الأحمر أو صناعة البلوك..
    وقد كتبت من قبل فقلت عجبي كيف تخرج المرأة السويسرية وهى الأغنى بمقاييس الثراء وتعمل في المصانع لتنتج ثياب فاخرة غالية تلبسها المرأة السودانية وهي الأفقر بمقاييس الثراء العالمي..
    العمل البسيط الذي مارسته علمني الكثير .. الإنضباط والمواظبة والدقة والمحاسبة الدقيقة.. وتعلمت أن الأوربيين حتى في أدني مستويات حياتهم يؤمنون بمبدأ العطاء ثم الأخذ فحتى الشحاذ لا يمد يده سائلا دون أن يقدم شيئا .. تجده يعزف لك لحنا جميلا تطرب له وتتمهل في مشيك لتصغي السمع لقوس تجري على أوتار كمان لرجل متسول في صالات الأنفاق.. تعطيه قطعة معدنية من النقود وأنت سعيد بما قدم لك..
    ونمط الحياة السرعة والإنجاز والإستقامة في الوقوف والمشي هرولة وانشغال كل فرد بما يعنيه.... لو حسبنا وقتنا الذي نضيعه في متابعة تحركات الآخرين وفي تتبع أخبارهم لوجدناه يساوي قرونا من الوقت الضائع.. والذي في المقابل استثمره الرجل الأوربي على مر الدهور فأسس حضارة عظمى..
    كنت كلما وصلت بيتا للشباب أري عشرات الشباب وكل منهم قد أخرج دفتره وقلمه وصار يكتب ويدون.. في خط أنيق مرتب يكتبون انطباعاتهم ويسجلون تاريخا وحاضرا وماض وأفكار وتأملات.. وكنت بلا قلم ولا دفتر..
    وكنت حينما أركب البص أرى المقاعد فارغة والناس وقوف ..كل منهم ممسك بشماعة البص ويتحرك صوب باب النزول بمجرد اقتراب محطته وفي أقل ثانية أو ثانيتين يصعد الراكبون ويهبط النازلون ويتحرك البص دون تأخر بينما أنا جالس..
    الناس في قطار الأنفاق في طريقهم للعمل يتصفح كل منهم صحيفته ويطبقها نظيفة ويضعها على المقعد .. فيقرأها آخر مجانا لكنه لا يأخذها معه لمكان العمل...
    في المطعم الجامعي تجد الطلاب يتناولون طعامهم كل منهم في صينيته ، لكن بعد الفراغ من الأكل يعيد كل منهم كل آنية إلى مكانها وكل كوب إلى موضعه ويترك مقعده ومكان جلوسه على الطاولة نظيفا.. وكنا نحن في الجامعة نأكل ونترك الأطباق متسخة في الطاولات ليأتي الفراشون فيأخذون بواقي أكلنا ويمسحون الطاولة .. حتى نظافة مكان أكلنا لم نتعلمها..
    ونتحدث في وقت العمل في مسائلنا الخاصة ونستخدم تلفون المكتب في ذلك ، في أحد المحلات التجارية في ألمانيا طلبت من موظفة أن تتصل لي تلفونيا برقم معين .. فلم ترفض ,, لكنها اعتذرت أنها الآن تعمل فرجتني أن أنتظر دقائق حتى تأخذ إذنا من رب العمل بأن تستخدم الهاتف وأن تستأذن لتترك عملها لدقائق ريثما تقوم بالإتصال لي .. وفعلا صعدت للطابق الأول وعادت بعدها وأجرت المحادثة..
    ولما دخلت مكتب البريد لأشتري طوابع ناولت النقود للموظف خلف الطاولة فرأيته يتحسس الورقة بأصابعه ويضعها في مكان معين ثم إذا به يفتح دفترا بعد أن يتحسسه فيناولني الطوابع ثم يضغط على أزرار فيعيد إلى الفكة.. ذاك الموظف كان ضريرا.. الضرير في المانيا يخرج للعمل تماما كالبصير .. بينما نحن يتواكل المبصرون منا عن العمل..
    وشاهدت النساء في القرى يحملن مكانسهن ويكنسن الأوساخ عن الطريق العام أمام بيوتهن.. بينما نحن نرمي بالأوساخ في الطريق العام ونحتج على البلدية التي لم تعمل على نظافة الطرق ولم تنقل النفايات..
    والمنزل في الريف الألماني هو لوحة فنية جميلة .. جمال في تصميمه وفي طلائه وفي الزهور والورود على شرفاته.. وما أروع الحدائق الخلفية للمنزل في المدن الصغيرة والقرى والشوارع تزينها الحجارة الصلدة التي تحولت إلى لوحات تشكيلية رائعة في رصف الشوارع والأرصفة.. قلما تشاهد شوارع مسفلتة في باريس .. بل كلها حجارة شقت من الجبال و شذبت وهذبت ورصت بأيدي عمال صبروا على هذا العمل الشاق فشيدوا اجمل مدن الدنيا..
    وتشاهد العجب لما تهبط إلى أنفاق القطارات .. الأنفاق قد تصل إلى اربعة وخمسة طوابق تحت الارض .. تتقاطع ولا تتقاطع في بعض المحطات تصعد وتهبط وتغير اتجاهك من الشرق إلى الغرب إلى الشمال والجنوب.. والبصات تأتيك في مواعيد معينة والركوب بالنظام ، لا أحد يتعدى على حق أحد..
    وتهطل الأمطار غزيرة وفي دقائق تتخذ مجراها إلى مجاري ونهيرات وانهار والكل مستعد بمظلته والكل في وجهته لمكان ما وعمل ما.. ما من أحد يتسكع أو يمشي على مهل..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-25-2013, 09:01 AM)

                  

07-25-2013, 08:57 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    QU5; وتتمهل في مشيك لتصغي السمع لقوس تجري على أوتار كمان لرجل متسول في صالات الأنفاق
                  

07-25-2013, 11:53 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    الفرنسيان الذان توقفا لي في مدينة ليون أمضيت معهما بضع ساعات مسافرين في ذلك الليل وتلك الأمطار حتى وصلنا ديجون .. ومن ديجون يتفرع الطريق أحدهما يتجه إلى الشمال الغربي صوب باريس والثاني شمالا إلى نانسي.. لذلك فضلت أن أترجل منهما في ديجون .. قالا لي أنهما سيوصلاني إلى بيت الشباب وبالفعل أوفيا بوعدهما... وشكرتهما وواصلا مسيرهما ..
    الليل هنا في ديجون أكثر دفئا من ليون.. والحمد لله قد تجاوزنا منطقة الأمطار الغزيرة .. لكن بيت الشباب كان قد أغلق أبوابه .. المنطقة المشيد عليها بيت الشباب تبدو ريفية .. حول البيت رمال مفروشة كأنها مهدت لي.. لم أتردد في أن أقرر المبيت هنا بجوار بيت الشباب على تلك الرمال.. تذكرت الأبيض موطني .. عروس الرمال.. وتوسدت الأرض وكم كانت حانية ناعمة.. ونمت حتى الصباح أتقلب واتمرغ بالرمال..
    صحوت مبكرا.. ولملمت فراشي وحزمت حقيبتي وأنتظرت أن يفتح بيت الشباب أبوابه وبالفعل كنت أول زائر للبيت في ذلك الصباح الباكر .. وأخذت الإذن من المشرف بعد أن أخبرته أنني وصلت بالأمس ولم أحظ بالمبيت في البيت وأنني الآن أرجو فقط استخدام الحمام وتناول كوب من الشاي وسوف أغادر فورا .. فهل يمكن السماح لي بذلك دون أن أدفع رسم المبيت ؟؟ ولم يتردد الرجل في الموافقة..
    ثم من ديجون تحركت صوب نانسي .. وفي العادة عندما تحاول السفر من مدينة إلى أخرى عن طريق الهيتش هايكنج فعليك أن تستقل البصات داخل المدينة إلى الوسط ثم تأخذ خريطة للمدينة من مكتب المعلومات في السنتر لتعرف الطرق الرئيسية المؤدية إلى طرق المرور السريع .. عليك أن تحدد أي الطرق ستسلك ثم تعرف البص الداخلي الذي سينقلك إلى أقرب منفذ.. وإن لم تجد بصا فهذا يعني أن تذهب راجلا في اتجاهك .. وتلك كانت من أصعب المهام أن تقطع المدينة من وسطها إلى طرفها راجلا.. حاملا حقيبتك وفرشك..
    في المدن الصغيرة جدا أو القري .. كنت أسعد برفقة عدد لا بأس به من الأطفال ترى في وجوهم الدهشة والحيرة.. يتقدمون وراءك في حذر .. تشعر وأنت تحث الخطى أن هناك من هم خلفك .. وإذا التفت بغتة إليهم تجدهم في سرعة محيرة قد تشتتوا إلى أقرب المنافذ الجانبية إليهم ..
    واصلت سفري إلى أن وصلت نانسي في النواحي الشمالية الشرقية من فرنسا.. وهناك أخذت أبحث عن صلاح.. وبعد تنقيب وتقصي وصلت إلى السكن الجامعي الذي به المبعوثين الأفارقة والأجانب .. ثم وصلت إلى الداخلية التي بها غرفة صلاح .. إمرأة متوسطة العمر قادتني إلى مقر صلاح وفتحت لي الغرفة وأعطتني المفتاح..
    علمت فيما بعد أنها ظنت أنني صلاح نفسه .. وأنني قصدتها لعدم وجود المفتاح معي أو لضياعه فأعطتني المفتاح الإحتياطي..
    وأمضيت باقي النهار في الغرفة ولم يظهر صلاح و.. الليل ونمت حتى الصباح .. في الصباح تجولت في المدينة الجامعية .. وتجرأت أن أتناول الإفطار في المطعم الجامعي .. بعض الأصناف بالقروش وبعضها مجاني .. وأكثرت من المجاني.. في أوربا لا يحاسبونك على الخبز .. وهناك طبق أشبه بملاح الروب وبه بصل كما هي البصلة التي تقابلك في ملاحنا وكان أيضا مجاني .. فأفطرت به ..
    وعندما انتصف النهار وصل صلاح وكان قد سافر إلى مدينة بيزانصو وعاد منها.. ولما حاول أن يفتح باب غرفته ,, فوجئ به غير مغلق ...
    وعقدت الدهشة لسانه لما رآني في سريره و.. حكيت له عن وصولي إلى باريس وإلى ليون وديجون ونانسي !!
                  

07-27-2013, 08:59 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    Quote: وتتمهل في مشيك لتصغي السمع لقوس تجري على أوتار كمان رجل متسول في صالات الأنفاق

    حقيقة يا أخي ود المكي ... لم أسمع أعذب وأحلى من تلك الألحان التي سمعتها من ذاك المتسول في أنفاق المترو في باريس .. ولا زلت أذكر هيئته تلك ...
    ......

    تعرضت طائرة الخطوط الجوية الإفريقية في رحلتها من القاهرة إلى الخرطوم في ذلك اليوم من شهر يوليو من عام ألف وتسعمائة وإثنين وسبعين إلى عطب وهي في الأجواء السودانية مما حدا بها لأن تهبط إلى مطار الخرطوم تحت ظروف عالية الدرجة من احتياطات السلامة .. فقد أخطر المطار بالحالة الخطرة التي تواجهها الطائرة واستنفرت أجهزة السلامة والأمن اللازمة .. ثم بدأت الطائرة بالتحليق بشكل دائري حول الخرطوم .. في البدء لم يخطر ركاب الطائرة بالوضع .. بل تكتم طاقم الملاحة على حالة الهبوط الإضطراري التي هم مقبلون عليها.. ولم يخطر الركاب إلا في اللحظات الأخيرة .. حيث جاء المضيف وتحدث إلى المسافرين بالطائرة وأخبرهم أن الطائرة تعاني من بعض الصعوبة في الهبوط وأنهم يتوقعون هبوطا غير اعتيادي وارتطاما .. لذا يجب الإحتياط واتباع إجراءات معينة، وفي رباطة جأش غير عادية كان أن تقبل جمهور المسافرين النبأ.
    ...
    تصادف أن كنت أنا الراكب الوحيد في تلك السفرية ..
    فطائرة الخطوط الجوية الإفريقية لم تكن شركة طيران عادية بل كانت شركة نقل جوي وكانت مستأجرة بواسطة شركة مومايس التجارية وشركاؤه شركة قنجاري وكانت تعمل في شحن اللحوم من السودان إلى كل من ليبيا ومصر.. كانت الطائرة تقلع كل ليل عند الواحدة صباحا محملة بكتل ضخمة من اللحوم السودانية وتطير بها ..
    وكان أن حظيت من قبل عمي محمود أحمد عيسى المدير المالي آنذاك بشركة مومايس التجارية بتذكرة مجانية في تلك الطائرة .. وبالفعل سافرت معهم للقاهرة.. ولما عدت من أوربا تصادف أن وجدت الطائرة رابضة في مطار القاهرة ولما سألت عنها أخبروني أنها ستقلع الآن .. فقلت لهم إذن سأسافر معهم .. وهكذا كنت أنا الراكب الوحيد في تلك الرحلة .. أدركت الطائرة في مطار القاهرة وتحركنا عند التاسعة صباحا صوب الخرطوم..
    الطائرة من الداخل عبارة عن مخزن كبير من طابقين .. لا توجد بها نوافذ .. ولا توجد بها مقاعد سوي مقعدين خلف كابينة القيادة.. طاقم الطائرة كانوا ستة من البريطانيين .. المسافرون .. راكب واحد .. مخازن اللحوم فارغة .. حسب برنامج الشحن فكانت تطير محملة باللحوم حيث تخفض درجة الحرارة إلى ما يقارب الصفر .. وتعود فارغة ..
    أخبرني المضيف بخبر الهبوط الإضطراري وجلب لي وسائد وبطاطين وقال لي ما عليك إلا أن تنحني وتضع رأسك على يديك ويديك على الوسائد ... ولا تغير هذا الوضع تحت أي ظرف من الظرف .. واتبعت تعليماته..
    أفرغت الطائرة ما بها من وقود .. وأكملت عدة دورات في الفضاء .. ثم فجأة فتحت نافذة في أعلى الطائرة .. واندفع تيار عنيف من الهواء إلى داخل الطائرة... ومعه غبار الخرطوم وأوراق متناثرة أخذت تدور في دوامة داخل الطائرة.. المضيف كان قد دخل إلى غرفة القيادة .. وتركني لوحدي.. حقيقة لم أخف ..كنت أنظر للدوامة الهوائية حولي إلى أن احسست بتلامس عجلات الطائرة بالأرض وكانت عنيفة نوعا ما، وعند ذلك انكببت على الوسائد وغرست وجهي داخلها.. وأظني قد كتمت نفسي .. برهة من الزمان ..
    ثم اخيرا توقفت الطائرة .. وفتحت أبوابها .. وإذا بأرتال من سيارات الإطفاء تتسابق على الطائرة ومجموعة من السيارة الصغيرة ,, ورجال من الإطفائيين على أهبة الإستعداد..
    وصلنا سالمين .. ولم يكن من أحد حولي حتى احتضنه حامدا له سلامة الوصول.. أخذت أحمد الله وأشكره ..
    حمد لله العلي القدير أن وصلنا سالمين .. حمد لله على سلامة الوصول للديار وللسلامة من عطب الطائرة..
    ...
    وحقيقة لم أنجو في تلك السفرية الجوية من القاهرة إلى الخرطوم فحسب.. بل كتب الله سبحانه وتعالى لي النجاة من موت محقق في بحيرة ناصر وأنا أستقل الباخرة من السد العالي إلى حلفا في رحلتي الثانية ..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-27-2013, 09:05 PM)
    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-27-2013, 09:09 PM)

                  

07-29-2013, 12:34 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    كنت في صغري مغرما بالمجلات المصورة .. سمير وميكي وكنا نترقبها أسبوعيا يوم الأحد في مكتبة دار كردفان .. حيث نتوجه من المدرسة مباشرة للسوق وندفع مبلغ ثلاثة قروش ونصف ثمنا للمجلة..
    ظللت حتى وأنا طالب في الجامعة مواظبا على قراءة ميكي فكنت كلما خرجت في نهاية الأسبوع أقلب مجلات ابناء أختي حينما ازورهم وأقرؤها من الغلاف للغلاف.. وكنا أحيانا حنيما ندلف إلى سينما الوطنية غرب نشاهد عرضا قصيرا لأفلام الكرتون من إنتاج وولت ديزني وكم كنت أجدها رائعة..
    في السويد خرجنا مع أسرة أليزابيث هاليز وزوجها استفان وطفليهما من الفيتنام وأمضينا يوما ممتعا في وسط المدينة وهناك تعرفت بجون وينش .. رجل متقدم العمر من استراليا.. فاجتمعنا و كان كل منا من ديار .. استرالي وإفريقي وفيتناميين وهولندية ومجري .. ولما عاد جون وينش إلى دياره أرسل لي خطابا في السودان أخبرني فيه انه تمكن من السفر حول العالم وزار القارات الخمسة وأنه الآن قد آب إلى منزله في كوينز لاند وقد حقق حلمه الذي كان يخطط له منذ أكثر من ثلاثين عاما..
    لحبي الشديد لأفلام الكرتون ولميكي ماوس وبطوط والصغار .. طلبت من أليزابيث أن ندخل إحدى دور السينما لنشاهد فيلما من أفلام الكرتون .. فابتسمت وقالت لا مانع .. لكنها استدركت وأخبرتني أن الدور التي تعرض أفلام الكرتون عادة تعرض معها أفلام إباحية أو أفلام الجنس فإن كنت أرغب فلا مانع من نشاهدهما معا.. فاعتذرت تأدبا ..
    ......
    يوم السبت والأحد .. عادة أيام كئيبة للمسافر مثلي .. فتجد المدن فارغة من أهلها وتتجول في الشوارع والطرقات وحدك .. ما من انيس .. والمحلات التجارية مغلقة .. لا شئ أوحش من الوحدة.. حكم علي برنامج سفري مرة أن أقضي تلك العطلة في مدينة صغيرة بألمانيا .. فأخذت أتجول في وسطها أنظر من فاترينات المحال التجارية وأتخيل نفسي منتعلا ذاك الحذاء وتلك البدلة وهذا القميص.. أقف برهة أمام هذا المحل وأنتقل لآخر.. هذا معرض للآلات الموسيقية وكم كنت أعشقها.. وهذا لمعدات الرياضة .. ومكتبات ودور عرض ..
    فجأة بينما أنا لوحدي فوجئت بجماعة من حولي .. أحاطوا بي وأخذوا يتحدثون معي .. ويوجهون لي ميكروفونا.. وإذا بكاميرا كبيرة توجه نحوي وأذا بي أجد نفسي ضيفا على التلفزيون الألماني.. أخبرتهم ردا على أسئلتهم العديدة التي أنهمرت علي باللغة الألمانية أني قليل معرفة بما يقولون فهلا تحدثوا إلى بالإنجليزية .. أو حتى العربية.. فاعتذروا ,, وأسفت أنني لم احاول تعلم اللغة الألمانية وإلا لكان في وجودي في المانيا تدريبا جيدا لي .. ولكنت قد تحدثت إلى المشاهدين الألمان عن بلادي.. وكانت محترمة آنذاك في نظر جميع دول العالم..
    أوصي الجميع ألا يهملوا تعلم اللغات فقد تفتح أبواب وابواب من المعرفة والرزق..
    في مدينة ما كنت أسأل عن مكان فدلتني فتاة على الإتجاه وشكرتها وتوجهت في طريقي.. مشيت مسافة على الطريق الذي وصف لي.. لكني توقفت على أصوات تناديني .. فلما التفت شاهدت الفتاة التي وصفت لي المكان تلهث وتجري في اتجاهي .. ولما وصلتني .. كانت بالكاد قادرة على التقاط انفاسها.. لما هدأت واستطاعت التحدث أخبرتي أنها آسفة جدا لأنها أخطأت في وصف العنوان حيث أنها وصفت لي مكانا غير الذي كنت أنشد .. ورأت أني سأضل طريقي ,, فأسرعت تحاول اللحاق بي... شكرتها كثيرا.. وتوجهنا معا في اتجاه مغاير حيث وجدت منها وصفا دقيقا صحيحا للعنوان ..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 07-30-2013, 08:27 AM)

                  

07-30-2013, 09:38 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    Quote: [Q ولم يكن من أحد حولي حتى احتضنه حامدا له سلامة الوصول..




مُضيفه مافي؟
                  

07-30-2013, 09:00 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: محمد فضل الله المكى)

    في رحلتنا بالباخرة من حلفا إلى أسوان أو إلى السد العالي أبحرنا عبر أو على طول بحيرة ناصر .. ويا لها من بحيرة ضخمة .. وكأنها البحر أحيانا لا ترى شواطئها من ناحيتى الشرق والغرب .. أما من ناحيتى الجنوب والشمال فهي بحيرة جد طويلة تمتد لما يقارب الثلاثمائة كيلومتر في أراضي السودان و في جنوب الأراضي المصرية.. وشاهدنا في حلفا بيوتا متناثرة لحلفاويين آثروا ألا يغادروا ديارهم فكانوا كلما غطت المياه مستقرهم الجديد تراجعوا غير مستسلمين.. زيارتنا لحلفا كانت بعد ثمانية سنوات من تهجير الحلفاويين إلى خشم القربة أو إلى حلفا الجديدة.. و لقد أسعدني الحظ أن زرت في أبريل من عام 1969 مصنع سكر حلفا الجديدة ومدينة حلفا والخزان .. وكم كنت سعيدا بمشاهدة تلك المياة المتدفقة من توربينات الخزان .. و لا تزال رائحة عصير قصب السكر المركز ذكية في أنفي..
    كانت برفقتنا في الباخرة التي نقلتنا من حلفا رحلة جماعية منظمة للكشافة البحرية، كانوا صغارا في زي أبيض وأزرق جميل.. تصادف أن شهدنا مهاراتهم عبر حادث وقع في تلك الرحلة فقد سقط أحدهم من الطابق الثاني في الباخرة مباشرة إلى الماء ..
    كانت الباخرة عبارة عن صندلين أحدهما المركب الرئيسي وبه الماكينة والثاني صندل ملحق به وتجره المركب الرئيسية.. وبين الصندلين فراغ لا يتعدى عرضه المتر، فإذا وقفت في أي من الصندلين في مواجهة الآخر يمكنك أن تشاهد الماء بينهما.. وللتنقل بينهما هناك جسور خشبية غير ثابتة تمشي فوقها فتنقلك من صندل لآخر..
    فجأة وبينما أنا واقف أتأمل في الماء الذي تمخر عبابه الباخرة إذا بي أحس وأشاهد جسما يهوي من أعلى ويمر أمامنا ويندفع في سرعة وقوة إلى الماء بين الصندلين .. عشرات من الركاب شاهدوا المشهد وأنطلقت صيحات استغاثة.. بأن شخصا ما قد سقط في الماء .. وفي لحظات كان النبأ قد وصل إلى كابينة القيادة فأوقفت ماكينة الباخرة فورا .. ولكنها ظلت مبحرة إلى الأمام بيد أن سرعتها أخذت تتناقص.. وأتجهت جموع الركاب إلى الجانب الخلفي من الباخرة ينظرون في الماء بعيدا.. عسى أن يظهر الشخص الذي سقط.. وتناقلت الألسن الخبر أن أحد افراد الكشافة البحرية قد سقط من الدور العلوي من الباخرة بينما كان يعبر من صندل لآخر.. وأخذت الأفواه تدعو له بالسلامة والقلوب تتضرع إلى الله أن ينجيه..
    ثم من بعد زمن خلناه دهرا .. ظهر التلميذ على سطح الماء .. حمد لله وشكرا.. كانت الباخرة قد ابتعدت كثيرا عن موقع سقوط الطفل .. وكنا بالكاد نراه .. فقذفت له أطواق النجاة .. بيد أنها سقطت قريبة من الباخرة وبعيدة جدا منه.. وحبسنا أنفاسنا نرقبه وهو يجاهد الماء ويسبح في اتجاة الطوق...
    شاءت إرادة المولى العلي القدير أن أدرك ذلك الكشفي البحري طوق النجاة وتعلق به .. وأخذ الجميع يسحبون الحبل وفي نهايته الطوق مع التلميذ..
    عناية الله أغنت عن مضاعفة من الدروع وعن عالٍ من الأطم..
    حفظ الله ذلك الإبن وأنقذه .. فأسأل الله له عمر مديدا وصحة وعافية..
    وفي عودتي من أوربا لما وصلت القاهرة .. توجهت أيضا بالقطار القشاش إلى السد العالي .. واستقلينا الباخرة إلى حلفا .. لا أدري إن كانت هي نفسها التي أبحرنا بها سابقا أم أخرى.. وبالطبع عانينا ما عانينا من الإزدحام والضيق في الدخول ومع إجراءات الجوازات والجمارك .. لكن مهما تقابلك في الأسفار من مشقات ومصاعب فإنها في النهاية إلى زوال.. فنزلنا في المركب ووجدنا لأنفسنا مكانا في أرضها افترشنا بعض متاعنا وأخذنا نجتر الذكريات والحكاوي والأخبار..
    في المساء دلنا بعض الإخوة إلى إمكانية الصعود إلى سطح الباخرة أو بالأحرى إلى الصعود إلى سقفها وهو عبارة عن زنك عادي مضلع مع ميلان من الوسط في اتجاه طرف المركب.. لما صعدنا كان المكان خاليا فتوغلنا بعيدا حتى وصلنا طرف الباخرة الأمامي.. جلسنا هناك في الهواء الطلق نتآنس ونحكي.. حتى أرخى الليل سدوله.. وكان برفقتنا مبعوث سوداني قادم من روسيا .. فقد عزز حكاويه وأخباره عن بلاد السوفيت بأن أخرج لنا قارورة بيضاء مليئة بمشروب روحي من إنتاج الروس.. وأصر علينا أن نشاركه ... ومع جهالتي وغبائي جاريتهم و مزجنا الأنس بالشرب .. وكانت النتيجة أننا تفرقنا في آخر الليل قاصدين مكان أمتعتنا ونحن لا نعي شيئا..
    لما قررنا العودة كان سطح الباخرة قد إمتلأ بالنائمين من المسافرين وقد تمددوا الواحد إلي جانب الآخر كل منهم رأسه إلى الداخل ورجليه إلى الخارج ولم يكن يفصل بين أقدامهم وحافة السقف المقابل للمياه سوى بضع سنتمترات.. فإن حاولت أن تمشي في هذه الحافة الضيقة في ضوء النهار وأنت واع لتعثرت وسقطت في الماء، دع عنك في ليل دامس وأعين لا ترى..
    وكان أخف الضررين أن نمشي فوق أرجل الراقدين ونحبو أحيانا تفاديا للسقوط.. فرغم غياب الوعي.. كان هناك وعي ينبهنا ويحفظنا من السقوط...
    والحمد لله الذي نجانا من جهالتنا .. وهدانا

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-07-2013, 00:53 AM)

                  

08-06-2013, 01:25 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    الطرق البرية السريعة.. هي إحدى الأشياء المدهشة التي كنت أستمتع بمشاهدتها خلال رحلاتي إلى أوربا .. فقد كنت أسير وفق خارطة جغرافية معينة، أختار بين كل المدن الكبرى والصغرى وأحدد مساري.. الخارطة بها الطرق القارية المعلقة .. وبها الطرق القومية .. كل طريق له رمز خاص في الخريطة .. وفي الطبيعة له مواصفات معينة وقوانين للسير فيه.. الطريق عبارة عن مهرجان من المنشآت تدهشك إشارات المرور المتباينة ويدهشك اكثر إلتزام الجميع بقواعد ونظم المرور.. ثم ما أروع محطات الخدمة والوقود فيه وما أبهى مطاعم الوجبات الخفيفة والمرطبات ..
    و قد تجدني لم أتجول في مدن أروبا كبقية السياح من دول العالم الأول.. لم أغش المسارح أو المتاحف أو المعارض .. لم أقصد معالم سياحية بعينها.. وصولي لأوربا والسفر عبر طرقها المسفلتة في حد ذاته كان بالنسبة لي غاية كبيرة أدركتها، وأمنية حققتها.... كان الطلاب الأمريكان يحملون معهم ذلك الكتاب الضخم بعنوان (Europe five dollars a day) الكتاب موسوعة علمية شاملة لكل المدن في أوربا الغربية .. هو أشبه بالقاموس تجد فيه إسم البلد وأسماء المدن بها .. الخلفية التاريخية لكل مدينة، أهميتها الإقتصادية، المعالم السياحية الأثرية، المعالم الحديثة، المطاعم، المسارح، الملاهي والمراقص، المهرجانات، الخ .. إلى أن تصل لأهم ما في الكتاب وهو عناوين الفنادق والموتيلات الرخيصة جدا، ووصف المطاعم الشعبية والوجبات الخاصة بأهل البلد.. ووسائل السفر والتنقل الرخيصة يختار لك الكتاب أن تمضي يوما رائعا بتكلفة لا تتجاوز الخمسة دولارات.. باختصار قبل أن تصل المدينة ستكون قد قررت إما زيارتها .. أو غير ذلك ..
    أذكر أن صديقا ألمانيا تعرفت عليه .. دعاني لزيارة قلعة لوبيك الشهيرة.. وبلغة انجليزية ضعيفة أفهمني أن الزيارة للقلعة تكلف عشرة ماركات أي حوالي جنيهين .. فقلت له لا.. لا أرغب في زيارتها.. ليس لدي عشرة ماركات لأنفقها في زيارة قلعة.. فخفف علي ... وأفهمني قائلا .. لا أقصد أن الزيارة تكلف عشرة ماركات .. لا هي مجانية .. لكن قصدت أن أقول لك أن القلعة من عظمتها وقدرها فهي مطبوعة في ورقة النقد من فئة العشرة ماركات.. وفعلا أخرج من جيبه ورقة فيها صورة القلعة وأطمأننت أنها كذلك.. حينذاك وافقت على زيارتها ..
    السويسريون تمتاز بلادهم بجمالها وبهائها. لا شيء يداني جمال جبال الإلب.. طبيعة خلابة.. ومزج بديع من الألوان تشاهده في تلك الجبال وفي الوديان من بينها.. وهم يفضلون ألا يدمروا تلك اللوحات الرائعة من الطبيعة بنسف الجبال وشق الأنفاق .. لذلك تكثر عندهم الطرق المتعرجة الضيقة الصاعدة إلى أعالى الجبال والهابطة.. فعبر تلك الطرق تشاهد ما لا يمكنك تخيله من طبيعة أخاذة..
    غادرنا في ذلك الصباح الباكر مدينة خور في الطرف الغربي من سويسرا ذلك المتاخم للنمسا.. ومدينة خور أيضا بها بيت للشباب فريد من نوعه .. المنزل مشيد من أخشاب المناطق الباردة الحمراء.. تشاهد المنزل وتجده وكأنه قد علق على حافة الجبل.. تحتك وادٍ عميق .. كان آية في الجمال .. كنا في طريقنا صوب مدينة زيورخ.. وبينما نحن في السيارة صاعدين نحو القمة جاءت من المذياع أخبار أن طريقنا الذي نسلكه قد أغلق بسبب الجليد... دهشت كيف هناك جليد في عز الصيف.. وأخذت أفكر كيف يمكننا العودة لنسلك طريق آخر يقودنا إلى وجهتنا.. وربما قد ظننت أنا سنظل عالقين في طريقنا هذا لساعات طويلة.. لكن صاحب السيارة واصل مسيره .. سألته كيف يمكننا مواصلة سفرنا والطريق مغلق .. فقال لي نعم هو مغلق لكنهم الآن يعملون على إذابة الجليد وفتح الطريق.. وعندما نصل سيكون سالكا..
    وفعلا بعد ساعة من الوقت وصلنا إلى تلك النقطة فإذا بنا نعبر وكأنك تمر في طريق ضيق تحفة عمارات عالية .. بيد أن الجدران من حولك بيضاء كلها من الثلج... وانسابت الحركة وكأن شيئا لم يحدث...
    عبر آلات خاصة يعمل الأوربيون على شق طرقهم بين الجليد.. الأمر العجيب أنهم يستخدمون ملح الطعام في إذابة الجليد.. وتستورد أوربا الملح كمادة صناعية هامة من المناطق التي يمكن فيها إنتاج الملح من خلال تجفيف مياه البحار بالشمس .. تستورده من استراليا ومن أمريكا الجنوبية .. بينما سواحل العالم العربي التى تمتد طويلا من موريتانيا وحتى بلاد فارس في كل من البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي ليست بها سوى بعض الملاحات المتناثرة.. وتنتج إسرائيل وحدها عشرة أضعاف ما ينتجه العالم العربي مجتمعا !!

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-06-2013, 01:31 AM)
    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-06-2013, 02:24 AM)

                  

08-11-2013, 00:56 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    لم أحك لكم عن أول يوم هبطت فيه في الديار الأوربية.. كان ذلك في مطار أثينا.. وسط الفرحة الغامرة التي انتابتني ذهبت فور أن خرجت من صالة الجوازات والجمارك إلى الردهة الواسعة وسألت عن أين يمكنني تحويل بعضا من الشيكات السياحية التي أحملها معي إلى العملة اليونانية .. علمت أن عملتهم هي الدراخمة ... إسمها غريب نوعا ما ولونها أحمر قانٍ .. الجنيه الإسترليني كان معادلا لثمانين دراخما ..و قد أخبرنا أن الدراخما هي تحريف للدرهم العربي.. عند طاولة البنك قمت بتحويل مبلغ خمسة جنيهات إلى العملة اليونانية.. ولملمت جوازي ونقودي وحاجياتي وتحركت إلى خارج المطار .. علمت أن هناك بص ينقل المسافرين القادمين من المطار إلى المدينة فاستقليته..
    ووصلنا إلى وسط العاصمة الإغريقية .. إلى ميدان سنداقما في مقابلة القصر الرئاسي... سألت عن عنوان بيت الشباب فعلمت أن بالمدينة ثلاث بيوت للشباب .. الأول في ضاحية نسيت أسمها والثاني في كبسيليس والثالث في بريوس الميناء.. توجهت راجلا إلى الأول ولم يكن بعيدا من وسط المدينة .. وصلته ووجدته مزدحما ممتلئا لا مكان فيه لزائر جديد.. وهناك وصفوا لي كيف أصل للبيت الثاني وكان بعيدا في أقصى الشمال.. وبإرشاد الخريطة عرفت المنطقة والشوارع المؤدية إليه فسرت لقرابة الساعتين حتى وصلته.. وكان أيضا مزدحما .. ومن هناك أرشدت إلى بيت شباب بريوس الميناء الرئيسي لليونان .. وبريوس تقع إلى الجنوب الغربي من وسط أثينا و يمكنك أن تعتبرها مدينة مستقلة بذاتها أو أن تعتبرها جزءا من أثينا.. أيضا أرشدت كيف أصل لبريوس وعلى متن المترو من ميدان أمونيا الذي وصلت إليه بالأتوبيس من كبسيليس .. وصلت أخيرا إلى بريوس .. وسرت أسأل وأوجه حتى كنت في استقبال بيت شباب بريوس عند التاسعة ليلا..
    تمت تسجيلي كزائر بعد أن أبرزت لهم بطاقة عضويتي لجمعية بيوت الشباب السودانية .. وهي بطاقة كانت تستخرج في ذلك الزمان من وزارة الشباب والرياضة بالخرطوم وفترة صلاحيتها لا تتجاوز العام.. ثم سددت الرسوم.. كنت مرهقا وتعبا وكانت غاية مناي آنذاك أن أصل لسرير أضع فيه رأسي المتعبة.. فقد أوشكت أن أتم أربعة وعشرين ساعة متواصلة بلا نوم...
    لكن تأبى الأقدار إلا أن أقضي الليلة التالية كلها والنوم قد فارق عيني و الهم يلازمني..
    ففي اللحظة التي عزمت فيها التحرك صوب غرفة نوم الشباب.. أخبرني المشرف على بيت الشباب أن بالإدارة خرينة يمكنني أن أضع أي ممتلكات ثمينة أخشى عليها من الفقدان فيها .. ففكرت أنه من الأفضل أن أودع أموالي فيها.. فأدخلت يدي في جيب البدلة التي أرتديها لأخرج محفظة الشيكات السياحية.. فلم أجدها ثم بحثت عنها في الجيوب الأخرى .. ثم في جبوب البنطال .. والقميص والشنطة .. إِختفت حافظة الشيكات السياحية، وصرت كالمجنون تغوص يداي في كل اتجاه ..و..و...وتخرج فارغة...
    يا إلهي ... لقد ضاعت نقودي!!
                  

08-11-2013, 11:09 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    Geneva.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    flower-clock.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Geneva_Flower_Clock.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

08-11-2013, 11:11 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة أن قفزت عبر النافذة إلى سكن البنات.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    على الضفة الجنوبية الغربية من البحيرة التي ترقد عليها مدينة جنيف.. يمكنك أن تمر على حديقة صغيرة تطل على البحيرة.. تلك الحديقة تسمي الحديقة الإنجليزية.. أو تلك ترجمة إسمها.. وبها إحدى معالم العالم السياحية وتلك هي ساعة الزهور.. ابتكر السويسريون وهي الرواد في صناعة الساعات أول ساعة تكون قاعدتها تلة أرضية مغطاة بلوحات بديعة من الزهور.. ومع كل فصل جديد من فصول السنة تتجدد لوحة الزهور تلك لتشكل ساعة جديدة أجمل وابهى ..ومنذ العام 1955 ظلت هذه الساعة تعمل وحتى الآن دون توقف.. وقد قلدت جهات عديدة في العالم تلك الساعة وصارت مزارات سياحية رائعة ..

    شاهدت تلك الساعة في ذلك الزمان .. وظلت قابعة في ركن قصي من دماغي ..
    ..
    وفي السودان ومع معاناة الحياة اليومية والمحاولات المستميتة للوصول إلى سبيل ميسور ورغد من سبل كسب العيش .. تفتق ذهني المبدع حينا والمضطرب أحيانا أن أصنع ساعة الزهور في السودان.. وبدأت رحلة طويلة أجوب مكاتب الحكومة وأغشى دواوينها علي اقنع من فيها بتبني فكرتي في تصنيع ساعة الزهور في إحدى الحدائق العامة أو في دوار ما..
    إشتريت ساعة صغيرة من تلك الساعات الصينية وقمت بتفكيك ماكينتها ووجدتها بضع تروس متباينة الأقطار يعمل كل منها على إدارة ترس آخر وكلما أكمل ترس دورته عمل على إدارة الترس المتصل به جزءا من دورته.. المسألة سهلة جدا.. كل المطلوب مني هو عمل ماكينة كبيرة بنفس نسب الماكينة الصغيرة .. ثم مصدر طاقة ( موتور كهربائي ) ليدير هذه التروس بمعدل دقيقة لإكمال دوران الترس الإبتدائي..
    علمت أن رجل الأعمال الشهير أسامة داوود بصدد تشييد ساعة زهور في إحدى الحدائق الثلاثة بنمرة إثنين جوار رئاسة إدارة شركاته و التي خصصت له لتعميرها..فاتصلت بالإدارة الهندسية التي تقوم على ذلك العمل .. سألني المهندس المسؤول إن كنت قد صنعت من قبل ساعة . فقلت له بالطبع لا.. لكن العالم كله صنع وما أنا إلا مقلد.. وشرحت لهم برسوم تشكيلية بسيطة ما انوي عمله .. ويبدو أنهم قد أقنعوا بقدرتي على تصميم ماكينة الساعة.. وبقي علينا أن نتفاوض على نصيبي في هذا المشروع .. طلبت منهم مبلغا زهيدا .. إذ كنت دائما قنوعا.. طلبت فقط مبلغ عشرة ملايين جنيه .. كان ذلك في العام 2004 ... لكن المفاوض من قبلهم قال لي أنهم سيدفعون لي إثنين مليون جنيه .. ولما عاتبته عتابا رقيقا أن المبلغ قليل وأني أستحق أكثر من ذلك .. قال لي يكفيك أن حلمك سيتحقق وسيذيع إسمك وستصبح شخصا مشهورا.. فاعتذرت وأصررت على العشرة ملايين .. ورفضوا.. ومضى كل منا لحاله.
    تركتهم والتقيت بمجموعة من الشباب يعملون في تجميل مدينة الخرطوم هؤلاء تحمسوا جدا للفكرة.. حتى أننا ذهبنا معهم لمصنع صك العملة أو المسبك المركزي لعمل التروس النحاسية.. أو المعدنية..
    بيد أن الجهات العليا في مكاتب تجميل مدينة الخرطوم لم توافق على التنفيذ المحلي لساعة الزهور .. وقالوا أنهم سيتعاقدون مع شركة أجنبية ستقوم باستيراد ساعة جاهزة من أوربا..
    وتركت الفكرة .. لحين..
    ومن يدري ربما نفذتها يوما .. ما
    لوحدي دون عون من جهة ما..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-11-2013, 11:24 AM)
    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-11-2013, 11:37 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de