|
حاج آدم السد العالي
|
في منتصف الثمانينات يحكينا استاذ اللغة الانجليزية بعد ان فرغوا من تصحيح امتحانات الشهادة السودانية في العام السابق من الطرائف قال كان من ضمن اسئلة امتحان الانشاء الاختياري composition موضع عن High Dam وهو طبعا مقصود به السد العالي المصري .. لكن احد ابناء البلد الطيبين قرأها حاج آدم .. وعلى هذا الاساس سرح في تأليف قصة طويلة مؤثرة عن هذا الحاج آدم الطيب وعلى قرار شاعرنا الراحل سالم حميد رحمه الله في ملحمة عم عبد الرحيم سرح الاخ في وصف حالة عمنا حاج آدم الطيب وفي مثاليته وكرمه ومروته ومعاملته مع الناس رغم شغف العيش والبؤس الذي كان يعيشه مع اسرته .... وكل مرة يقول لقد كان حاج آدم مثالا للرجل الطيب الودود طيب المعشر حلو اللسان حلال مشاكل جبار كسور .. حير ابن البلد الطيب المصححين في حالته من ناحية كان فهمه للسؤال اعمق واهم من اختيار وزارة التربية لسؤالها .. اذ ماذا يعني او يهم طلاب المرحلة السودانية الثانوية ان يتحدثوا عن السد العالي المصري فهو لم يلاقي السودان منه سوى الضرر .. غمر جزء من حضارته شرد اهل المنطقة. وفوق هذا وذاك لم يمن على أهل المنطقة المنكوبة ولو بميقواط واحد من الكهرباء . كما ان موضوعه كان شيقا وقصته مؤثرة وجميلة ولكن من ناحية ثانية هو كان خارج التغطية تماما off point اذ لم يطلب منه احد ان يحكي قصة حاج آدم او غيره .. لم يقل لنا الاستاذ هل بعد هذه الحيرة اعطوه النمرة كاملة ام سقطوة بعد ما سألناه لكنه ضحك وترك الحيرة تنتقل لنا .. تذكرت هذه الطرفة وانا ارى ان حاج آدم آخر غير السد العالي يتسيد وسائل الاعلام ولكن باسلوب يجعل السد العالي ارحم منه بكثير ... وتمنيت لو اقابل ابن البلد الطيب صاحب فكرة استبدال السد العالي بحاج آدم نتيجة لعفويته الفطرية .. يا ترى لو اعيد الامتحان له مره اخرى هل سيكتب عن السد العالي ام حاج آدم الجديد ؟ لكن لو خيرني سأقول له اكتب عن السد العالي افضل وينوبك ثواب ....
|
|
|
|
|
|