عقب زيارة الرئيس لقيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني وحديثي مع مسؤول رفيع بالجهاز حول تلك الزيارة أذكر أن تعليقه لي كان.. (أقترح أن تكتبوا أن على رجال المال والأعمال والبنوك أن يعالجوا المشاكل هم بأنفسهم قبل أن تصلهم يد السلطة كما حدث في السعودية).. تذكرت هذه العبارة من المسؤول الرفيع ذاك.. وأنا أتابع حديث السيد رئيس الجمهورية على متن الطائرة الرئاسية أمس مع الزميلين ضياء الدين بلال رئيس تحرير الزميلة السوداني، ومحمد الفاتح رئيس تحرير الزميلة ألوان، وشخصي عن هذه الصحيفة.. ثم استرجعت قرارات البنك المركزي الأخيرة.. وتحديداً تلك المتعلقة بالجهاز المصرفي.. ثم تذكرت حديثي في ملتقى رجال الأعمال بمجلس الوزراء مطلع هذا الشهر.. حين طالبت بضرورة مراجعة الجهاز المصرفي وأنه أس البلاء وأحد مقعدات الاقتصاد الوطني.. وتذكرت عتاب رئيس اتحاد المصارف على تعليقي ذاك.. كان الرئيس يشدد على تطبيق حزم حازمة من الإجراءات.. وعن ضبط البنوك.. وملاحقتها وإلزامها بالتزام جانب القانون.. واعتبار أي تجاوز تهديداً للأمن القومي والتعامل معه على هذا الأساس.. ثم تذكرت أن أول بنك هبط على رأسه سيف بنك السودان المركزي.. كان هو بنك فيصل الإسلامي السوداني.. وما أدراك ما بنك فيصل.. إنه معقل الاقتصاد الإسلامي وأول ساحة تطبيقه في السودان.. ومفخرة الإسلاميين وواسطة عقد مؤسساتهم.. إذن الأمر جد وما هو بالهزل..! والرئيس يمضي في إعادة وتأكيد جدية حكومته في التعامل مع كل المتلاعبين والمضاربين والمزايدين.. ويضغط على الحروف معلناً جديتهم في تطبيق قانون الثراء الحرام.. تعود ذاكرتي مرة أخرى لقائمة الشركات التي كشف عنها بنك السودان المركزي.. متهماً إياها بعدم إعادة حصائل صادراتها إلى البلاد.. وأنها محظورة حتى توفق أوضاعها بإعادة تلك الأموال التي اعتبرها الرئيس.. في حكم المنهوبة.. حتى تعود للبنك المركزي.. أقول لنفسي لا جدية أكثر من ذلك.. وأن البنك المركزي.. وبعد إجراءاته هذه.. يستحق انحناءة تقدير.. بعد أن سلقناه بألسنة حداد طوال الأسابيع الماضية.. فما غير المصلحة العامة نبتغي.. وحين يتصدى البنك المركزي للحفاظ على المصلحة العامة.. فلا نملك إلا أن نقول له أحسنت..! وبلغة الرياضة فالمركزي قد تفوق على نفسه.. فحين تطال العقوبات والملاحقات والتحذيرات مصارف يراها الناس كبيرة.. أو ترى هي نفسها كذلك.. مثل الخرطوم والفرنسي والنيلين الخ.. فالأمر جد وليس بالهزل.. لقد فصل الرئيس بالأمس ووقف مطولاً عند أمر المصارف وأدائها وكفاءتها وأهليتها في الشراكة في إدارة الاقتصاد.. حتى إن الأمر بالنسبة لنا.. كصحفيين.. قد طغى على ما عداه من مواضيع.. وتشدد الرئيس بالأمس أوحى لي بسؤال طرحته عليه مباشرة.. هل سنشهد حملة كتلك التي قادها محمد بن سلمان في السعودية وتنصبون (ريتزكارلتون) آخر في الخرطوم..؟ جاء رد الرئيس سريعاً.. (لا لا لكن حنمنح كل المخالفين فرصاً كافية لتوفيق أوضاعهم.. ومن يتأخر أو يناور سنطبق عليه القانون فيبقى لحين السداد)..! وأنا أسترجع حديث ذلك المسؤول الأمني الرفيع.. تذكرت معه المثل الشهير.. “المكتولة ما بتسمع الصايحة”.. فقد اعتبر البعض تلك التحذيرات مثلها مثل كل مرة.. لا تشكل خطراً ولا تترك أثراً.. ولكن يبدو أن الأمر مختلف هذه المرة.. فما لم نقله كثير..!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة