دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
محطــــــــات
|
1 مياســـــــــــــــــة
في محطة صغيرة او قصيرة الوقوف من التي يطلق عليها سندة في محطات السكة حديد توقف القطار ليلا .. رفع رأسه ونظر من الشباك لمح شبحها يرسم الضوء الخافت حوله خطوطا
نظر اليها في ظلمة الليل العاتمة
لم يتبين ملامحها ولكن اعجب بالخطوط العريضة لجسدها المياس
والذي يتمايل كلما رفعت يدها تعيد شعرة شاردة الى رفيقاتها ... بصورة مثيرة احالت جسده الى كتلة من نار
حركاتها تدل على انها تتحدث على تلفون جوال .. لان حركات يديها تدل على ذلك
ركز عليها نظره لكن كان الظلام يبين شبحها كالظل .. ولكنه ظل لاجمل جسد في العالم بكل تكوراته وتقاطيعه ,,,
لاشك في انها اجمل انسانة في الكون هكذا قال في نفسه حاول ان يرفع صوته في الظلام لكنه خاف أن يلفت اليها الانظار .
قرر الاقتراب منها في خطا بطيئة كأنه يتمشى فقط حتى لا يلفت الانظار او يخيفها فتنفر .. اراد ان يدعى كانه قربته الصدفه منها .ومن بالتاكيد يجد الف مدخلا للحوار ..
كلما حطى حطوات توقف قليلا عساها حست به لكنهاا لم تفعل مما شجعه على التقدم اكثر واكثر ..اقترب لكنه لم يسمع صوتها ربما غطى عليه حفيف الاشجار اوهدير القطار ,,
اطلق القطار نفير الانطلاق لكنه لم يأبه .. ناداه احد الركاب للتعجل لم يكترث لازال يخطو خطواته في اتجاهها ... هي لم تتحرك ولم ترفع رأسها بل لازالت تحرك يديها وتهز جسدها اثناء الحديث
عندما وصل بضع امتار منها قال لها : لو سمحتى .... محاولا لفتها لم تجب وواصلت في ميولها مع جوالها .
تقرب اكثر واكثر واكثر
حتى كاد أن يلتصق بها ليكتشف في النهاية انها ليست سوى
شجرة عشر تعبث بها الرياح ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
مطر الحزن 2
في نهار يوم مغيم وجميل التفت فيه الشمس بركام من السحب ولم يظهر منها سوى بصيص نور كان كفيلا بان يضئ النهار بضوء خافت رومانسي دون حراره او تأثيرا على النظر . خرج هو متمشيا مالئا رئتيه بهواء منعش ونقي . واخيرا قرر ان يستريح جلوسا على مظلة المواصلات . وصادف في تلك الساعة خروج المدارس واكتظت المظلة بالطلبة والطالبات بمختلف المراحل . لتقع عينه عليها فجاة وكذلك تبادله هي نظره بنظره . ليفتح عينيه بكامل وسعهما كانه يريد ان يصنع بهما اطارا ويحيطها بهما . وهي كذلك لتستحي بعد ذلك وتبتسم وتشيح بنظرها بعيدا . اما هو تسمر ينظر لهذه المخلوقة التي فتحت صدره دون استئذان دون باقي زميلاتها او أي مقدمات وتربعت على قلبه . كانها كانت مطاردة من احد وتريد ان تختبي داخله هو تحديدا . وقف وهو متسمرا حتى بعد ان حضرت الحافلة واخذت الجميع . اخيرا انتبه لنفسه وذهب الى البيت ولكن لم يستطع ان يبعدها من ذهنه . وفي اليوم التالي بمجرد ما انتصف النهار وجد نفسه يرتدي ثيابه ويتعطر ويذهب منتظرا في مظلة المحطة ليتكرر مشهد الامس بكل تفاصيله وجوه المنعش . تتلفت هي وتبتسم تلك الابتسامه السحرية التي غيرت كيمياء كيانه . واصبح مدمنا لهذا التغيير ويبدو انه سيقضي كل اجازته الجامعيه بهذه الطريقة . ولكن ماذا بعد . هل يفاتحها هل يتبعها ليعرف اين تسكن ؟؟؟؟ كل هذه الاسئلة دارت في راسه لكنه لم يفعل سوى الاكتفاء بهذه العلاقة الصامته . وتبادل الابتسامات حتى رفيقاتها لاحظن ذلك او ربما خيل اليه كذلك . واستمر الحال كذلك لما يقارب الاسبوعين هو لم ينطق لسانه بكلمه وهي بطبيعة الحال لم تبادر . الا ان جاء يوما وانتظر ولم تحضر . وفي اليوم الثاني والثالث ولمدة اسبوعين بعد ذلك يذهب الى المظلة في موعده المعتاد ولا تحضر . وبعد اسبوعين وهو جالس في المظله لمحها قادمة مع رفيقاتها . الى ان وصلت المظلة ولاحظ الحنة في يديها . برر الموقف بانها غابت ربما لزواج اختها لتقع عينه بعد ذلك على قدميها وتكنشف الحقيقة المره بانها هي من تزوجت . والغربية التفتت اليه واعطته ابتسامتها المعتاده وركبت الحافلة . ووقف هو والدنيا تدور حوله ويهدر الرعد ويزمجر كانه يتفاعل معه ويحتج على حظه ونزل المطر بعد ذلك ليحضره مصطفى سيد احمد في تلك اللحظة ويترحم عليه وهو يجمل حياتنا بتلك اللوحات الخالدة ويترنم في همس:
واقف براك والهم عصف ريحا كسح زهرة صباك ليلا فتح شرفة وجع قمرا رحل فارق سماك مطر الحزن عاود هطل جدد عذاب الأرصفة ضـئ المصابيح البعيده اتعب عيونك وانطفأ لمتين مواعيدك سراب والريد شقى حرقة وجفا بعد المشاوير البقت ممدودة في نبض التعب تعود وتلقى رجاك زول حفظ الوداد زمنا صعب والباقي من ليل الهوى عطر الصبابة الما انسكب والباقي من كل الغناء سيل الكتابة الما نضب واقف براك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
لك التحية العزيز درديري بلدنا الما فيها محطات عسي ولعل تكون محطاتك نعم المحطات . . واصل وبالتوفيق
Quote: واقف براك والهم عصف ريحا كسح زهرة صباك ليلا فتح شرفة وجع قمرا رحل فارق سماك مطر الحزن عاود هطل جدد عذاب الأرصفة ضـئ المصابيح البعيده اتعب عيونك وانطفأ لمتين مواعيدك سراب والريد شقى حرقة وجفا بعد المشاوير البقت ممدودة في نبض التعب تعود وتلقى رجاك زول حفظ الوداد زمنا صعب والباقي من ليل الهوى عطر الصبابة الما انسكب والباقي من كل الغناء سيل الكتابة الما نضب واقف براك |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
ابوالدر صباحك نور وحينها ادرك ان الاقدار عبثت بة وقطارة فارق المكان وولى الادبار الدريرى حكى باذخ كالعادة وخيال خلاق يطوع الحرف السهل الممتنع ماوجدت اسمك الا ودلفت دون استئذان يقينا بأننى مرحب بى فى عقر بوستيكم يادردرة انت بتجيب الوقت من وين شى عشر وشى كلاب ومجانين حيرتنا ذاتووو ياخى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: نورالدين الفحل)
|
Quote: ابوالدر صباحك نور وحينها ادرك ان الاقدار عبثت بة وقطارة فارق المكان وولى الادبار الدريرى حكى باذخ كالعادة وخيال خلاق يطوع الحرف السهل الممتنع ماوجدت اسمك الا ودلفت دون استئذان يقينا بأننى مرحب بى فى عقر بوستيكم يادردرة انت بتجيب الوقت من وين شى عشر وشى كلاب ومجانين حيرتنا ذاتووو ياخى . |
سلام يا ابو النور نور الله قلبك
هو اجترار لمحزون كبير
وجد قلبا فارغا فتمكن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
3 الاشاعة
محطة مكتظة خلال النهار الحار والشمس كانها تأبى ان تفارق كبد السماء بصورة تكاد لا تترك ظل لشئ يتخطى تحته . اكتظت المظلة بالمنتظرين وطلاب المدارس والذين ينتظرون البصات التي تقلهم الى ذويهم . حتى اخيرا وكعادة شهامة السودانيين تنازل الرجال عن ظل المظلة الشحيح للنساء والبنات . واكتفى الموظفون بوضع الجرائد على رؤوسهم والطلاب بوضع الشنط . اما النساء والطالبات فانحشرن تحت المظلة في زحمة وهن يستجدين الظل . والكل يترقب وينظر في اتجاه السوق في انتظار ما يلوح في الافق من حافلات او وبصات . اما اصحاب السيارات الصغيرة من طراز امجاد وركشات فهم يتجولون وسط المنتظرين لا قتناص المستسلمين منهم وهم يهمسون ويلوحون بمفاتيحهم بصورة مغرية و يعرضون بضاعتهم المزجاة على الطريق . ( يا ابوالشباب امجاد كيف لغاية بحري مكيفة ومحمد الامين استريو ) وواحد آخر ( يا اخي ركشة وانت والشباب المعاكم ديل يعني عاجبكم الحر دا كلها خمسماية زيادة عن الحافلة المنتظرنها بالساعات دي ) اصحاب الركشات والامجاد يستعرضون في سياراتهم والمنتظرون يتجنبون النظر اليهم والاستماع الى اغراءاتهم ربما خوفا من الاستسلام لهم . لانه حتما مبلغا زياده سيكون على حساب شئ آخر اما كيس الخبز او بطيخة وعد بها الابناء في ذلك اليوم . ورغما عن ان اصحاب الامجاد والركشات تنازلوا عن السعر حتى كاد يلامس سعر الحافلات الا انهم لم يجدوا اي تنازل من المنتظرين . الى ان جاءت الهزه في لحظة من سائق تاكسي حاقد على كل الاطراف . فهو حاقد على المواطنين لانهم اذا توفر لديهم المال تركوا الحافلة وبحثوا عن الامجاد . واذا كان المشوار قريب بحثوا عن الركشات . اصبح التاكسي لا مكان له من الاعراب . جاء صاحب التاكسي ورمى قنبلته على الجميع .
( انت يا اخوان منتظرين شنو ما سمعتو انه ناس الحافلات والبصات عاملين اضراب )
بعد هذه الصاعقة وجم الجميع وبسرعة تصرف اصحاب الامجاد والركشات كل واحد جرى نحو سيارته وفعلا بدا الركاب في مزاحمة الامجاد والركشات بل ذهب جمع منهم وبداو في مساومة صاحب التاكسي . اصحاب الامجاد وبكل راس مرفوع عادوا الى سعرهم الاول ورفضوا التنازل عنه بصورة سادية اشبه بالانتقام . بل بعضهم تمادى في تعذيب المواطنين . وبدا الطلاب يبحثون في شنطهم عساهم يعثرون على بواقي مبلغ منسي يفك كربتهم . المنتظرين وهم يعتريهم الاحباط والسائقين تسودهم روح السادية والانتقام وبين هذا الصراع الصامت والزحمات التي اصقلها حر ذلك اليوم اذا يقطع الصمت صوت سيارة ضخمة ومساعد صغير اطرب الجمع ذلك اليوم في صوت فاق طربا حتى غناء محمد الامين ( بحري بحري بحري بحري بحري بحري ) هرع الجميع نحو البص العملاق والطلاب والطالبات فرحين بهذا الاتقاذ واصحاب الركشات والامجاد ينظرون الى الفرصة التي لم يحسنون استغلالها تتبخر بين ايديهم كما جاءت وصاحب التاكسي ينسحب شامتا نحو محطة اخري يحبطها باشاعة ويحبط الامجاد والركشات بتكذيبها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: محمد عبد الماجد الصايم)
|
Quote: عُشر يا درديري .. عُشر عديل كـدا! ياخ خاف الله في زولكـ دا يا كمان أعمل ليهو فحص نظر!! |
الظاهر عليك ما شفت شجرة العشر في الظلام يا ود الصايم ..شى كور وشي ميوعة .. يا زول اسكت ساي اسأل اولاد كسلا منها ,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
4 برد .... برد
دون سائر خلق الله كان يعجبه الجو الحار المشمس وكان يسره منظر الناس وهم يتصببون عرقا ويمسحون عرقهم بمناديل لم تفلح خامة البشاكير التي صنعت منها في تجفيف عرقهم . وكانت تطربه آهاتهم والمهم من الحر . من هو ذلك الشخص الغريب انه الطاهر الذي جعل راس ماله جركانة زيت من البلاستيك بعد ان وسع فوهتها وغسلها نظيفا. كان كل صباح يملاها بالماء وعليها نصف لوح من الثلج . ذاهبا الى محطة البصات ومعه كوزين من الالمونيوم وقد كان حريصا جدا على نظافتهما . بحيث يعبيهم بالماء البارد مما يجعل شكل الكوز مغريا وهو يغلفه الندى . رغما ان بضاعته هي الماء الى انه اكتسب خبرة في عرضها كما اكتسب خبرة في اختيار زبائنة . فهو يختار واحدا من الناس بعينة لصفات هو عرفها بان هذا الشخص اهلكه العطش وهو حتما سيشتري كوب الماء باي ثمن . ونادرا ما كان يخيب ظنه . عطلته الوحيدة كانت في رمضان . حيث الناس صيام نهارا ومطخمين ليلا . لذلك في رمضان اعتاد ان يجمع غلته ويشترى مستلزمات اسرته ويسافرشهرا اجازة الى القرية ويعود بعد العيد .
وقد كان عدوه الوحيد هو السحاب والغيم او الشتاء بصورة عامة او كل ما يساهم في تبريد الجو . فهو لم يكن يقضي فترة الشتاء في بيات شتوي ولكن كان يحاول ان يجد مهنة بديلة ومؤقته . احيانا يفترش مسطبة للفواكه والخضر .
الى ان جاء يوم في يوم كان من ايامه المحببة اذا تجاوزت درجة الحرارة الخمس واربعون درجة . هذا كان المعلن منها ولكن بالتاكيد ماخفي اعظم . في ذلك اليوم خلصت جركانته خمس مرات خلال ساعة واحدة وفي المره الخامسة وقفت في المحطة سياره فارهه ومظللة . ونزل الزجاج وناداه صاحب السياره . وطلب منه ان يسقي كل ابناءه بالسياره . بينما كان هو يوزع الماء على ابناء صاحب السياره . كان صاحب السيارة يستخرج له في الفلوس . لاحظ ان صاحب السيارة اطال البحث في جيوبه . ويلتفت ناحية زوجته( فتحية ما معاك قروش للراجل ده الظاهر انا جزلاني ناسيه في البيت ) تفتح زوجته المحفظة ولا تجد فيها شيئا . وشعر الجميع بالخجل وخاف الرجل ان يتهمهم الساقى بالتحايل . ولكن شاهدوا باعجاب واندهاش ان الرجل بكل تهذيب جمع كيزانه . وعباره اثارة دهشتهم اكثر ( والله ما نحن البلد البتتباع فيها الموية نحن الله اكرمنا بنيل طويل وعريض ودايم ولم يطالبنا بثمنه لكن المعايش جبارة وضاقت علينا السبل وما لقينا طريق نكسب منه رزقنا غير دا . كان ما دفعتو هو حقكم ومره ثانية نتلاقى ) وقف الرجل وزوجته فترة طويلة منبهرين ومندهشين من شلال الحكمة الذي تدفق من هذا الرجل البسيط . وتحركت سيارتهم فعلا بعد ان شكروه وبعد ساعة . بعود الرجل وينادي على الطاهر ويمنحه مبلغا كبيرا من المال (يا اخ الطاهر انت الزيك يستحق مهنة احسن انشاء الله المبلغ ده يكون ليك راس مال لمشرع احسن من بيع الماء )
حمد الطاهر ربه وآمن ان المعروف لا يفني وان كان شربة ماء
برد برد برد
لا زال ينادي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
5- خيبة أمل
اعتادت خديجة ان تستصحب والدتها الى محطة البصات لبيع الفول والتسالي وكانت تساعدها في مناولة اصحاب السيارات وتناول قيمة مشترياتهم . وفي آخر اليوم لا تبخل عليها امها بحفنة من المال ؟ حيث كانت تدخره خديجة في مكان آمن ولا تصرف منه شي لنفسها رغبة منها في امر اسرته هي . ولم تلمها امها او تسالها لماذا لا تشتري الحلوى والمشروبات الغازية مثل اقرانها من الاطفال . بل كانت سعيدة بهذا الادخار . الى ان جاء يوم واستخرجت خديجة مدخراتها مخبره والدتها بمشروعها وهي انها جمعت راس المال الذي يجعلها مستقلة عن امها . حيث تكون لها قفتها وبضاعتها الخاصة . فرحت الام بهذا التفكير وذهبت معها الى السوق حيث اشترين مستلزمات بضاعة خديجة . وسهرت خديجة ذلك اليوم في قلي وتجهيز مبيعاتها . وفي صباح اليوم التالي بكرت متحمسة بل سبقت امها في الخروج ووضعت قفتها في راسها مزهوة بحملها الثقيل والذي جعلها في مصاف الكبار . ونادت على امها مستعجلة لها على الخروج ومتحمسة هي للعمل . وقد كان ذلك اليوم جميلا ومغيما والارض مبللة بمياه الامطار . وكان بين بيت خديجة والشارع خور للمطر امتلاء في ذلك اليوم بالمياه . وخديجة بعد ان وضعت قفتها في راسها وهي تعبر الخور عبر حجاره وضعها ابناء الحي تزل قدمها في الطين وتسقط خديجة والقفة بحملها على الخور . وهي لم تقم من سقطتها رفعت راسها وهي تبكي محبطة لتجد حبيبات الفول السوداني والتسالي من بذور البطيخ تطفح سابحة مبتعده وكانها تلوح لها مودعة ولسان حالها يقول مالك فينا نصيب ياخديجة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
6 المطــــــــــار
في صالة القدوم بمطار الملك خالد بالرياض حيث يصطف الناس لاستقبال اقاربهم يوجد بين بوابة الخروج واصطفاف المستقبلين حاجز من المواسير الفضيه ممنوع تجاوزه . وبوابة الخروج نفسها تتكون من الزجاج المعتم الذي لايسمح بالنظر خلاله بالاضافة الى انها بوابة تفتح آليا . اذا المشهد بصورة عامة هو درامي . تخيل نفسك انت وسط جمع غفير من الناس من مختلف الجنسيات واركان الكره الارضية كما التباين في اشكالهم والسنتهم في ترقب دائم وتركيز حاد نحو هذه البوابة . وحيث ان مطار الرياض يستقبل طائرة تقريبا في راس كل ساعة ولكن خدمات الجمارك والتفتيش وخلافه واحده يشترك فيها الجميع . تفتح البوابة في كل مره وتجد احد الجمع تبسم وهرع لاستقباله سوى كان قريبا او صديقا او حتى صاحب عمل في استقبال عماله . وتنهال عبارات التهليل بدءا من (هالو ) الى حمد الله على السلامه وبينهما كثير من العبارات بمختلف الالسن لم نسمع بها ولو قيلت في غير هذا المكان لما عرفنا معناها . لكن المشهد الذي توقفت عنده في مرة من المرات هو انه خرج من البوابة عريس وعروس مصريين . كيف عرفت انهم عرسان . لان العروس ترتدي الزفافا الابيض بنفس الهيئة الني تجدها في حفلات العرس وكذلك العريس يرتدي بدلة كاملة سوداء واكثر من ذلك يتأبط العريس يد العروس . وتنقصهم موسيقى الزفة والدفوف . حتى تجد نفسك كأنك امام مشهد حي لمسلسل مصري او فلم . تلفت انا لاختبر انطباعات الاخوة السودانيين عن هذا المشهد الدرامي وجدتهم منكمشين مثلي . بل انا اعتقد لو كانت لنا دروع مثل ابي القدح(السلحفاء )لدخل كل منا داخل درعه . لكن المصريين انفسهم لهم مثل يقول ( ما عيب الا العيب ) بمعنى طالما الرجل مع زوجته ولم يفعل فعل يقع تحت بند خادش للحياء في مكان عام اذا لما الاختشاء او الحياء . اذا من هذه الناحية تجد ان الحق في جانبهم ونحن قوم تعودنا البوح عن مشاعرنا خلف الابواب المغلقة فقط لكن هل منا من يتحمل ان يجول مع عروسته بالزفاف الابيض في مكان عام منتصف النهار وهو يتأبط زراعها . وانا في غمرة هذا الهاجس نسيت التركيز في الوجوه السودانية للبحث عن الشخص الذي حضرت لاستقباله لاكتشف بانه ركب مع احد الزملاء وسبقني .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
Quote: سبقك يا الدرديرى ههههههههههههههههه ياخى انتا اخير منك الزول الانتظر لامن البت عرسوها رد · · منذ حوالي ساعة |
كويس يا محمد احمد قلت لي اخير مني بتاع مطر الحزن داك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
7 مصيدة التشرد
خالد ومصطفى طفلين بريئين نشاآ في مدينة على ضفاف النيل الازرق في اسرة فقيرة ومعدومة . خالد الاكبر وعمره تسع سنوات ومصطفى عمره سبع سنوات . هما من المفترض في اول السلم التعليمي. امهما اعتادت ان تبيع الشاي في محطة القطار لتوفر لهم ثمن اللقمة الرخيصة التي تسد الرمق وتغنى عن الجوع فقط . الاب سكير وعربيد اعتاد ان ياتي كل يوم الى البيت مساءا ويحيله الى جحيم على ما فيه من تعاسة وفقر . لا الام تسلم من يديه ولا الولدين البريئين . وجه الام دوما تزينه الكدمات واللكمات دون سائر النساء . الام يضربها لياخذ منها حصاد يومها ثمنا لشربه وعربدته اما الولدين فيضربهما لسببين متناقضين تماما عندما يكون واعى يضربهما لعدم ذهابهما للمدرسة . وعندما يذهبا للمدرسة ثاني يوم يعيد ضربهما لذهابهما للمدرسة ويسمع الجيران هذا الحوار مع الطفلين ( تمشوا المدرسة وامكم دي اليساعده منو اليجمع ليها الكبابي منو . وبعدين نحن عندنا ليكم مصاريف اقعدوا اشتغلوا بلا قراية بلا كلام فارغ ) هذا عندما يكون سكرانا. هذا الجحيم الذي يعيشه الطفلان جعلهما يجران ساقيهما جرا عند العوده الى البيت في كل مره ويتمنون ان المسافه بينهما وبين البيت لاتنتهي ابدا . وفي مره من المرات وهما عائدين من المدرسة وصلا محطة القطار للذهاب لمساعدة امهما . مرا بجور القطار وضجيج المحطة الذي اعتادا عليه وخليط اصوات الباعه مع المودعين والمسافرين . فجاه سمعا صوت رجل يصرخ فيهما اركبوا يااولاد القطر ما يفوتكم . كانما صرخته هذه كانت وحي نزل من السماء ودونما تفكير اخذ خالد يد اخيه الصغير وجره راكبا في القطار . والصغير يصرخ يا خالد نحن ماشين وين يا خالد ابوي حا يضربنا . القمه خالد بعباره واحده اصلا هو حايضربنا حايضربنا . ولحظات كان الاثنان ضمن ركاب الدرجة الرابعه المزدحمة والتي تختلط فيها الاسر مع بعضها البعض . وفعلا بدأ القطار يتحرك ببطأ كعادته ويطوى الارض ببطأ بل كانه يدخل بهما دنيا جديده .وتدريجيا بدا القطار يزيد في السرعة وجلس الصغيران على الارض وبدءا يعتادا على هذة القطار . رقد الصغير مصطفى على فخذ اخيه وبدا ينام بعد ان الف المكان واطمئن له وخاصة بعد مرور اكثر من ساعة لم ينهره احد او يضربه كالمعتاد . دعونا نستعرض ركاب العربه حتى نفهم الجو العام فالعربه عموما مكتظه بحريم ورجال مع اطفالهم . القطارات السودانية تخلق مجتمعات مصغره وعلاقات بين الركب انفسهم تتطور في بعض الاحيان لتسير علاقات نسب وعلاقات اسريه . وغالبا مايبدأ الامر بصراع شكله .( دا محلنا لا محلنا نحن ياراجل شيل كراعك من راس بتي ) وقد يتطور الامر الى حالات ضرب لكن بعد قليل يهدأ الناس ويبداوا في التعارف ( انتو من وين والله نحن من مروي ونحن من تنقاسي وين من عبد الجبار الاغبش ‘ الله كيف دا ما معرس خالتي نفيسة ، ماتقولي انت سليمان.... عم عبد المحمود ازييك وهاك ياسلام بالاحضان. ايام تطلع من البلد وانت في الابتدائي تاني ماتصد لها ) وحوار من هذا القبيل ( ووين بتك ساره الصغيرة ديك ... صغيرة وين دي ممتحنة للجامعة ... ما شاء الله كبرت ) ويسارع الاب باخراج صوره لها ويبحلق فيها سليمان ويبتسم عم عبد المحمود ويعرف انو السنارة غمزت ...على كل حال لازم امركم في اجازتي دي).... الحاصل شنو نحن سبنا الولدين لب الموضوع ودخلنا في قصة ثانية . المهم نام الولدان كما لم يناما من قبل وتحس ان تعب سنين بدأ يتبخر من هذين الجمسين النحيلين .وفجاه بدأ يهدأ القطار وصوت صرير العجلات ايقظ الطفلين وهبا من نومهما فزعين وبدأ ضجيج المحطة في الاول افتكر الطفلان ان القطار رجع بهما لذلك قاما مفزوعين وهم يتوقعون دخول ابوهما وهو يحمل سوطه المعتاد وركزا نظرهما على باب العربه لكن هدأ بالهما عندما سمعا ان احد الركاب يتحدث عن وصولهما محطة الدندر ( ناس السكة حديد انا ماشي صاح ) . (خالد حننزل هنا لا يامصطفى دي محطة قريبة يمكن ابوي يجينا فيها ) دار هذا الحوار بين الطفلين وبدأ ضجيج الباعة مخلوطا برائحة الطعام ( طعمية وبيض طعمية وبيض طعمية وبيض .... سمك سمك سمك ) رغيف رغيف رغيف الرغيف الحار الرغيف الحار )( بطني كركبت ياجماعة اصلكم مابتعرفوا اكل محطات القطر لذيذ كيف واشهر محطة بالماكولات كانت محطة شندي فيها طعمية ريحتها مابتطلع من القطر لمن يدخل الخرطوم . ( المهم هذا المزيج الفريد من الاصوات والروائح خلق تناغم نادر بين الصوت والرائحة . في حين ان المشهور عادة هو التناغم بين الصوت والصورة كما في السينما والتفزيون وغيره . جاع الولدان واصوات الباعة مع روائح الطعام اصبحت كالسياط تلهب اجسادهم المنهكة اصلا وبدات تتقاطر الدمعات من عينيهما . امراه طيبه كبيره في السن انتبهت لهذا المشهد وقارنت بين باقي الاطفال الذين هم في جدال مع الباعه ومع ذويهم يشترون في انواع الماكولات وهذين الطفلين البريئين . وقامت المراه بدس مبلغا من المال ودسته في يد خالد ،وبسرعه هب خالد الى صاحب الطعمية والبيض وكذلك طلب راعي الرغيف الحار وبدأوا ياكلون وبدات اسارير الصغير واضحة وهو واخوه يستمتعون باكله نادرا ما يحصلوا عليها رغما ان معظم وقتهم كانو يقضونه في محطة القطار . وشعرت المراه بنظرا ت الامتنان والقبطة في عيني الصغيرين . وحاولت ان تدخل معاهما في حوار ( ياولد امكم ما معاكم ؟؟؟ واكتفى خالد بهز راسه نافيا طيب هي وين؟؟؟ سكت لم يجاوب ... طيب ابوكم ...?? ايضا سكت ... حقيقة خالد كان حريصا الا يدخل في حوار طويل مع احد حتى لايطلع من الاقارب ويجرهم الى الجحيم مره ثانية. واستمر الحال كذلك في كل مره يدخل القطار محطة ويطلب مصطفى من خالد النزول ويرفض خالد بحجة انها قريبة من ابوه ... واستمر الحال كذلك حتى دخل القطار الخرطوم بحري المحطة الاخيرة حيث لابد من النزول وحيث بدات رحلة المجهول والضياع نزل الولدان وطبعا لايحملان اي متاعا ولازالا يرتديان لبس المدرسه ودخلوا في غابه ضخمه من العمارات الاسمنتيه لم يعتادوا مشاهدتها حاولو ان يرجعوا واكتشفوا ان القطار ليس كالمواصلات بل شعاره الرسمي ( ماراجعين) . الى اين يذهبون ومن اين يبداون المهم كل علامات الاستفهام تركت كل شئ في الدنيا وجاءت تدور حول هذين البريئين . ليجدوا خطواتهم بعد ذلك تقودهم في اتجاه شلة من اندادهم الذين لا مرافقين لهم . وبابتسامه مشجعه من هؤلاء يجدوا انفسهم ينضمون الى عالم المشردين. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
7- الخاتم
-ياعمر وقت جيت شيل الجك دا وجيب لينا الفول من عم صالح عشان اعمل ليكم الفطور قبل الاولاد ما يجوا من المدرسة ..
وبعد قليل يعود عمر يدخل الفول للمدام ويتكئ في الصالة ليقلب جريده كان يحملها .
-أجي يا عمر تعال شوف دا .
-في شنو يا وليه ؟؟
-فولك الجبتو من صالح دا لقيت فيه خاتم ؟؟
- خاتم ؟ خاتم شنو ؟ اصلوا الراجل الفقري دا لازم يسممنا يوم وانا ما حا اخليه الليلة..
-لا لا لا عليك الله خليه يا عمر راجل غلبان وتلاقيه ما قاصد يكون واقع من يده ..
-يا وليه خليني الليلة لازم اجيب له ناس الصحة ياخ دا راجل مقرف ..
شادية تلحق بعمر عند الباب وهي تترجا فيه الا يخلق مشكلة مع عم صالح الغلبان ..
-يا شادية دي المرة الكم مرة حجر بطارية ومرة مش عارف شنو ؟؟
- معليش خليه عشان خاطري ..
يرجع عمر على مضض وبعد قليل ..
- أجي يا عمر سجمي ؟
-في شنو تاني يا وليه ..
- الخاتم طلع بتاع دهب ومختوم كمان ..
-شنو كدي وريني ليه .. صحي كلامك يلا اهو رزق ..
-لا لا لا رزق شنو لازم ترجعوا ليه ..
-يا وليه هسع ما قلتي لي انسى الموضوع عديه ..
- بس المرة دي طلع بتاع دهب يعني حق الناس ..
- يعني لو نحاس نتسمم بيه نحن ولو دهب يظهر ليه أصحاب دي عدالة شنو ؟؟
- لكن الدهب ما اموال ناس ؟؟
- وبطنا دي ما اموال ناس ما قعد نصرف عليها الشي الفلاني شي مستشفيات وادوية وكوارع ؟
-يا عمر حق الناس ما ينفعنا ..
-خلاص انا برجعوا ليه ولو نكروا قال ما حقي تاني ما تسأليني منو ..
-موافقه ..
ويذهب عمر الى دكان صالح ..
عمر : دا شنو البتسوي فيه دا يا صالح ؟؟
صالح : في شنو يا راجل الله يكفينا شرك ..
عمر : تخت لينا خاتم في الفول انت عاوز تسممنا ؟؟
صالح : يا راجل يا سلباط خاتم شنو كمان البختو في الفول كمان ..
عمر : يعني الخاتم اللقيناه في الفول دا ما حقك ..
صالح : لاحقي ولا بعرف خاتم ولا شفتو يا اخوانا عمركم سمعتو بفول فيه خاتم .. الفول يختو فيه بيض يختو فيه طعميه لكن خاتم دي شنو ..
عمر : يختو فيه حجار بطارية ولا نسيت ..
صالح : يا راجل انت زول بتاع مشاكل وعايز ليك سبب معاي امشي بلا لبط معاك لا شفت خاتم ولا بعرف خاتم ..
عمر : قدام الرجال ديل يعني الخاتم اللقيناه في الفول دا ما عندك بيه علاقه ..؟
صالح : ولا عندي خاتم في الفول وامشي اعمل لبطك دي مع زول تاني ..
عمر : خلاص متشكر .
يعود للبيت .
- اها قال شنو : قال لا حقه ولا يعرف عنه حاجة قدام رجال الحلة ...
-خلاص الحمد لله ..
-انت قلتي لي منو من الاولاد قال عاوز عجله جديدة ..
-كلهم عايزين ..
- قولي ليهم أبشروا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محطــــــــات (Re: درديري كباشي)
|
اعتادت الطلة من سور البيت في كل صباح تقابل محطة المواصلات الموازية . مزهوة بجمالها وبخدودها المتورده وبعطرها الفواح وهي تتمايل يمنة ويسرى وهي تقابل ايتسامات الماره ورواد المحطة بابتسامه دون حياء وتسمع غزلهم المشكوف و ينطبق عليها قول شوقي
خدعوها يقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
استمر هذا حالها في كل صباح تشرق فيه الشمس تجري هي وتطل من السور تتمايل وتنشر العطر والابتسامات . وبعض الماره يتعمد ان يقترب من السور حتى يناله اكبر قدر من شذاها . وراكبي البصات يشرئبون باعناقهم . لا يجرا احد ان يمد يده نحوها وهم يشاهدون رجل يلازم الجلوس على كرسيه امام البيت فهو لا يحشمها من الناس ولا يتيح لاحد لمسها . الا ان كان يوما وهي تتمايلكا المعتاد لتجد نفسها بين فكي معزة سرقت فرصة تنظرها من الزمن وهي تستغفل صاحب البيت والذي دخل بيته ليغضي غرضا . لم تنقذها صرخات الماره ولا جريهم نحوها لنتالها المعزه هي والفرع الذي كان يتمايل بها كلما هبت الريح ومر النسيم .
| |
|
|
|
|
|
|
|