|
شاكر عبدالرسول-يكتب/القلم مابزيل البلم
|
Quote: حوار مع الدكتور اوغستا ماستري ...هيا نتعلم \ شاكرعبدالرسول اوغستا ماستري استاذ للادب الايطالي , ورئيس قسم شعبة اللغات الكلاسيكية والحديثة في جامعة لويزفيل بكنتاكي , دخلت عليه ووجدته مشغولا بترتيب ملفات و اوراق مبعثرة هنا وهناك في اطراف المكتب, بادرته بالسلام فرد التحية بكل احترام وتقدير , وبعده مباشرة قال هذا اخر اسبوع تجدني في هذا المكان ,اني ذاهب الى المعاش . في البداية شعرت بنوع من الحرج لاني اوًل مرة في حياتي اقابل وجها لوجه شخصا وهو في حالة تأهب لمغادرة الوظيفة, قلت له بعد ارتباك شديد انا متأسف جدا يبدو انني زرتك في زمن غير مناسب, الا انه رد بسرعة وحماس شديدين لا لا تقلق انا سعيد جدا لان مدتي الزمنية اصلا انتهت, وذكر لي اسم الشخص الذي سيستلم المكان من بعده . حاولت ان اغادر المكان الا ان الرجل بدأ بالاصرار والالحاح عليً بالجلوس فجلست ,فترك كل اعماله جانبا و سالني عن احوالي واحوال القسم ثم انتقل الحديث بنا الى برنامجه الشخصي بعد المغادرة ,علمت منه بانه ينوي ان يقضي شيخوخة هادئة في موطنه الاصلي ايطاليا, ثم قفز بي الى سؤال اخرهو كيف الاحوال في السودان ؛ قبل ان ابدا بالاجابة قاطعني قائلا:" كنت اظن بان السودان بعد االانفصال سينعم بالاستقرار, لكن للاسف يبدو ان الامور بدات تسير في الاتجاه المعاكس ." ذهبنا بالنقاش في هذا الاتجاه وكان كل مرٌة سؤاله لماذا يفكر النخبة الحاكمة بهذه الطريقة ؟ لماذا دائما يحبون خلق المشاكل؟ ثم اضاف قائلا: على حسب علمي معظمهم درسوا في الغرب , المشكلة انتم تاتون من بلدانكم الى الغرب حاملين معكم كما هائلا من مشاكلكم وخلافاتكم القبلية والدينية والايديولوجية , وعندما ترجعون الى بلدانكم تحملون معكم نفس الخلافات ,لماذا لا تستفيدون من تجارب هذه البلدان؟ حاولت ان اوضح له بان تعميم الاحكام في مثل هذه القضايا قد يظلم بعض الاشخاص , وان نسبة الدارسين في الغرب من دولنا ايضا قليلة جدا بالمقارنة مع النسب الاخرى , رد علىً سريعا نعم اتفق معك هم قليلون ولكن وجودهم في مراكز اتخاذ القرار قوي جدا , هم يمثلون الاغلبية , ثم اضاف قائلا بحماس انظر الى ليبيا ومصر وسوريا وسنغال وجيبوتي وبلدك السودان قد تجدهم هم الاغلبية في مراكز القرار, ثم اختتم النقاش متسائلا لماذا لا تستفيدون من تجارب هذه البلدان أليس في فصولكم هنا طلاب من المسلمين والمسيحيين واليهود واللادينيين والجمهوريين والديمقراطيين وغيرهم يدرسون مع بعضهم البعض من دون مشاكل لماذا يتعايشون بهذه الطريقة لانهم يحترمون خيارات بعضهم البعض . خرجت من مكتب الدكتور ماستري وانا مندهش من الطريقة التي استقبل بها الرجل قرار المعاش , ومن الروح الرياضية العالية التي ابداها طوال فترة النقاش , حيث كان هادئا ومتماسكا ولم يظهر ادنى احساس بانه مشغول بقضايا اخرى. يعلم الله في بعض الاماكن اذا دخلت على شخص وهو مقبل على مغادرة الوظيفة , لخرجت منه بلطمة او لطمتين هذا بالطبع اذا سمح لك بالدخول وهذا الامر ليس مقتصر على العاملين في دولاب الدولة فقط , بل حتى في عالم الثورة الذي يدعي كل واحد مننا فيه بانه متطوع . خرجت منه و في ذهني تجول عبارته الاخيرة" حتى في بلدك السودان ستراهم هم الاغلبية , لماذا لم تستفيدوا من تجارب هذه البلدان ؟" احيانا قد يجد المرء عذرا لاشخاص قادمين من خلفيات عسكرية من امثال الرئيس البشير والجنرل عبدالرحيم حسين وغيرهم لكن كيف نجد مبررات منطقية لامثال الدكتور نافع , خالد المبارك , قطبي المهدي , مهدي ابراهيم , غازي العتباني , الزبير بشير طه واخرين كثرهم الاغلبية في مراكز اتخاذ القرار كما قال الدكتور ماستري , هؤلاء هم الذين قال فيهم الراحل الطيب صالح من اين جاء هؤلاء؟ . قد يستغرب المرء ويتسائل كيف تحوًل شخص مثل الدكتور نافع علي نافع من استاذ جامعي درس في امريكا الى شخص مدمر لحرية الراي والتعبير بهذه الصورة كما لا يتردد من استخدام عبارات مثل لحس الكوع وغيرها؟ في هذا الصدد يروي احد الكتاب الاسلاميين ربما هو المحبوب عبدالسلام المحبوب , بان الدكتور نافع اجتمع بالرئيس البشير قبيل المفاصلة وقال له: "اعمل حسابك الترابي ده بيتعامل مع الناس ذي علبة البيبسي , بيشرب البيبسي وبدلا من ان يضع العلبة في المكان المناسب يدوسها برجله ويمشي , في حياتي ما شوفت زول بعمل حاجة ذي ده الا واحد كاوبوي شاهدته في تكساس." باختصار هذه هي تجربة الدكتور نافع في امريكا وهو يعمل بالمثل الشعبي اذا انت لم تتغدى بيه هو ها يتعشى بيك . لوتركنا الدكتور نافع ورهطه جانبا وعدنا الى اسئلة الدكتور ماستري لماذا لم تستفيدوا من تجارب هذه البلدان ؟ لماذا تحبون خلق المشاكل؟ نجد ان الامر لن يتوقف عند زمن او جيل معين . في غضون الاسبوعين الماضيين قرات عناوين لبوستات او كتابات كتبها شخص قيل بانه على اعتاب نيل شهادة الدكتوراه من احدى الجامعات الامريكية وهي الكتابات التي اثارت شجوني لكتابة هذا المقال. تقول العناوين " العدالة قبل النصب التذكاري يا حدادي ...لنشنق ابوك" وثانيا " الم يعقل الحدادي.... من استخدام كلمة الجنجويد والتورا بورا " ثالثا " هؤلاء الجلابة على استعداد لبيع امهاتهم ....على ذمة القائل " اولا اعتذرللقارئ الكريم لكتابة هذه العبارات نصا. وددت لو لم اكتبها لكنني اؤكد لكم هذه العناوين كتبها شخص قيل مقبل على نيل شهادة الدكتوراه من احدى الجامعات الامريكية . اتفقوا معنا او لا تتفقوا وسنحترم كل خياراتكم , لكن تخيلوا معنا كيف يكون حال مؤسساتنا التعليمية اذا اصبحت تحت اداره اشخاص يحملون مثل هذه الافكار؟ تخيلوا حال ابنائكم وهم يتلقون المعرفة من امثال هؤلاء؟ تصوروا حال مراكز القرار في بلادنا لو تسلق عليها من امثال هؤلاء؟ يبدو اننا بحاجة لمزيد من الوقت لنوضح للاخرين بان الهدف من الثورة او التغيير ليس هوالانتقام والثأر واقامة المشانق , لاننا نؤمن ايمانا قاطعا بان الثأر والانتقام لا يبنيان اوطانا. التاريخ يعلمنا يوميا بان الاشخاص الذين يستخدمون سلاح الثورة من اجل اقامة المشانق فان هذا السلاح و ان طال الزمن ام قصر يوما ما سيرتد الى نحورهم . يبدو اننا بحاجة لمزيد من الزمن لنشرح للاخرين بانه لايوجد خطر مدمرللبشرية مثل وجود اشخاص يحملون مثل هذه الافكار, ويتسترون تحت ستار الالقاب والمؤهلات العلمية , علينا ان نستيقظ في هذا الجانب تحديدا حتى لا نقع في نفس السؤال الذي طرحه الراحل الطيب صالح قبل عقدين من الزمن. كان جدًي رحمة الله عليه كلما سمع استاذا او شخصا متعلما ارتكب خطاءً او فعل عملا مشينا في القرية يقول : لا حول ولا قوة الا بالله ... القلم ما بزيل البلم ... واليوم الدكتور اوغستا ماستري يقول : انتم لماذا لم تستفيدوا من تجارب هذه البلدان ؟ لماذا تحبون المشاكل ؟ الاجابة عند جدًي رحمة الله عليه " القلم ما بزيل البلم "... هيا نتواضع ونتعلم.......
:
|
(عدل بواسطة ذواليد سليمان مصطفى on 06-27-2013, 06:41 PM)
|
|
|
|
|
|