للذين ينقلون اخبار الانتصارات الوهمية...مقال جميل جداً

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 05:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2013, 11:28 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
للذين ينقلون اخبار الانتصارات الوهمية...مقال جميل جداً

    بعد احداث 11 سبتمبر واثناء الحرب التى شنتها امريكا على الطالبان كان بعض المشايخ ينقلون اخبار انتصارات وهمية بدون تثبت واعتمادا على اشخاص ثقات لكن هؤلاء الثقات لا يعلم احد من اين كانوا يجلبون هذه الانتصارات الكاذبة...المهم في تلك الايام كتب الشيخ الطريري هذا المقال الرائع الذى نشره موقع الاسلام اليوم الذى يشرف عليه د.سلمان العودة

    Quote:
    مصنع الشائعات
    الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري(*)

    في الأيام الأولى من حرب حزيران (67) كان اليهود يعيشون نشوة انتصار كبير في معركة بدت محسومة من ساعاتـها الأولى بالضربة القاضية، وكان نصرهم أكبر من دولتهم ومن إمكاناتـهم بل ومن طموحهم.
    وكانت جماهير العرب تعيش - أيضاً - نشوة نصر موهوم، فقد كانت البيانات العسكرية والعناوين الكبرى في الصحف تنقل إليهم أخباراً لم تحدث إلا في الخيال عن عدد الطائرات الإسرائيلية التي أسقطت، وقتلى الصهاينة، واندحار جيش العدو، وخرجت صحيفة الأهرام في يوم 6/6/1967م بالعناوين التالية:
    - قواتنا المدرعة تتوغل داخل خطوط العدو.
    - إسقاط أكثر من (86 طائرة) للعدو وأسر وقتل عدد من طياريه.
    - معارك ضارية مع العدو على طول الخط توجه له قواتنا ضربات متلاحقة وتلحق به خسائر فادحة في البر والجو.
    ولكن عمر هذه النشوة كان قصيراً؛ إذ سرعان ما بددت الحقيقة ضباب الوهم، وأفاقت جماهير العرب على صدمة الهزيمة التي سميت (نكسة)، وخسرت الأنظمة الثورية المعركة، وخسرت معها - أيضاً - مصداقيتها لدى الجماهير التي اكتشفت أن هذه الأنظمة لم تضللها بالبيانات الكاذبة عن المعركة فقط، وإنما كانت تريغها بكواذب الوعود وأكاذيب الأخبار، واكتشفت الجماهير حقيقة صواريخ الصفيح التي كانت تسمى (القاهر) و (الظافر)، واكتشفت معها حقيقة الثورة ورجالها، وعمود الكذب الذي كانت ترفع عليه آمال الجماهير ومشاعرها، والتي سرعان ما تـهاوت بانـهيار هذه الأكاذيب التي تحملها، وأغلق حانوت أحمد سعيد الذي كان يسوق فيه أكاذيب الثورة من خلال برنامج (أباطيل تدحضها حقائق) وذلك أن الحقائق حقت، والأباطيل بطلت، وعرف كل نصيبه منها، واتضح أن حبل الكذب مهما طال فهو قصير، وكان درساً بليغاً لمن يعي، وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
    واليوم نعيش صورة أخرى مقلوبة لذلك التاريخ، من خلال الإشاعات التي تسوق الأماني على شكل أخبار، تنشرها مواقع ومنتديات على شبكة الإنترنت؛ لتبثها للناس على أنـها بشائر، فتتلقفها قلوب الطيبين على أنـها حقائق لا تقبل الشك، جاءت من مصادر موثوقة، ولئن ثبت وقوع شيء من ذلك فقد بقي الكثير منه ركاماً من الشائعات يستطيع من شاء أن يقول لنا: إن هذا إلا اختلاق!
    إن المتأمل يدرك أن كثيراً من وسائل الإعلام العالمية، وتبعاً لذلك العربية بالغت في تغطية بعض الأحداث، وتدخلت في تحليلها بطريقة غير موضوعية تنم عن انحياز سافر، وفقدان للموضوعية مكشوف، وتتشفى بالتزيد والتهويل، وما هو عنها بغريب، فإن المصداقية في هذه الوسائل غير متوفرة، خصوصاً حين تتدخل عواطفها ورغباتـها. دع عنك أن الموضوعية الإعلامية أصبحت إحدى ضحايا هذه الحرب القائمة وتنكرت الدوائر الغربية للدروس المثالية التي كانت تلقنها الآخرين. لكن هذا لا يعني المجادلة في الحقائق المادية، ولا نكران الأوضاع الحسية القائمة، ولا مقابلة ذلك الانحياز السافر بمبالغات وظنون.
    وهنا نقف أمام حقائق نذكر بـها أنفسنا، والخيرين الذين يتلقفون هذه الأخبار ويبشرون بـها غيرهم بنيات طيبة وقلوب سليمة، ونعظ بـها أولئك الذين اختلقوا هذه الإشاعات وتولوا ترويجها.
    1 - أن علينا أن نكون يقظين في تلقي هذه الأخبار، وألا يشفع لقبولها ملاقاتـها لرغباتنا وأمانينا، فلنا منهجية في التثبت ينبغي أن تكون مطردة فيما نحب ونكره، فليس صحيحاً أن نشكك في الخبر المصور من أرض المعركة، ونثير تساؤلات الشك والريبة حوله مع أن منتهاه الحسّ، في حين ينشر خبر عبر رسائل الجوالات مصدره بعض مواقع الإنترنت، وإذا كان هناك من يتقبل مثل هذه الأخبار، فليعلم أن الناس لن يصدقوه، فليحذر أن يجعل نفسه عرضة للتكذيب، وقديما قيل "من تتبع غرائب الأخبار كُذِّب".
    2 - علينا أن نَحْذر من جهالة المصدر، وليس خبر أهم من أخبار السنة النبوية ومع ذلك فليس من منهج المسلمين قبولها من المجاهيل، ولذا فلا بد من تلقي الأخبار من مصدر موثوق، فإن لم يكن موثوقاً فلا أقل من أن يكون معلوماً، بحيث ينال شرف الصدق، وتلحقه معرة الكذب (وبئس مطية الرجل زعموا).
    3 - إذا كان هناك من استجازوا اختلاق هذه الإشاعات بأنواع التأولات فإن علينا أن نرفض جعل أنفسنا رواحل لنقلها، نُصَدَّقها ثم نُسَوِّقها، (فمن حدث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
    4 - مما يتأوله هؤلاء الذين يختلقون تلك الإشاعات أنـها من الكذب في الحرب وهو مباح، ويتجاهلون ولا يجهلون أن القدر المباح من الكذب في الحرب هو الذي يضلل الأعداء وليس الذي يُسَوَّق الوهم ويُغَرِر بالمسلمين.
    5 - إذا كنا خسرنا جوانب من المعركة، فإن علينا ألا نخسر الصدق الذي هو رأس مالنا في التعامل مع الناس، وسيطول استغراب الناس وعجبهم إذا اكتشفوا أن هذه الأخبار الكاذبة كانت تنقل إليهم عبر وسيط صالح، ومن جُرَّب عليه الكذب، أو نَقْل الكذب وتَصديقه فلن يكون محلاً للثقة بعد.
    6 - وكما سيفجع الطيبون فيرتابوا في الراوي الذي كان الصلاح يظهر عليه، لأنه كان يحدثهم بـهذه الأخبار ويؤكدها لهم، فكذلك سيشمت آخرون، لهم موقف من هؤلاء الشباب ليقولوا: هذه أخبارهم، وهذه مصداقيتهم ! وسيجد كل من شَرِق بالصحوة فرصة في تعميم هذا الخطأ، ووصف طلائع الصحوة كلَّها بـهذا السلوك، فاللهَ اللهَ أن نُفَرِّح شامتاً، أو نضع في فم كاشح حجة.
    7 - لئن كان الصدق فضيلة إسلامية، ومروءة عربية، فإن الكذب فاحشة حرمها الإسلام، وأنف منها مشركو العرب حتى قال أبو سفيان – وهو مشرك - (لولا أن يأثرُ(1) الناس عليّ كذبا لكذبت عليه) يعني هرقل، فلم يكن يقبل أن يوجد في تاريخه كذبة ولو كانت على عدوه محمد صلى الله عليه وسلم عند هرقل (ملك الروم).
    وإننا نخشى من التوسع في رواية هذه الإشاعات أن تنجلي حقيقتها بغير ذلك فَيَأْثِرَ الناس علينا كذباً كثيراً.
    8 - إن اختلاق الإشاعات وسرعة تصديقها مهرب نفسي أمام واقع لا يرضاه المرء ولا يستريح إليه، وقديماً قال أبو الطيب:
    طَـوَى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ فَزِعْـتُ فيه بآمـالي إلى الكـَذِب
    حتى إذا لم يدع لي صـدقه أمَلاً شـَرِقْتُ بالدمع حتى كاد يشرقُ بي
    فتجد النفس سلوتـها في تكذيب مالا يروق لها و اختلاق الإشاعات وترويجها، إلا أنـها - في النهاية - ترضخ لسلطان الحقيقة القاهر، ولكن هذه الحيلة النفسية لا تصلح أن تكون مهرباً لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذي علمهم فضيلة الصدق وأمرهم بتحريه فقال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ".
    9 - إن تسويف الإحساس بالواقع، والتقنع بأغطية الوهم، وأعظمها تصديق الشائعات وترويجها، سيضاعف فداحة الخسائر وأعظمها خسارة القيم، ألا وإنَّ الصدق أعلاها وأغلاها "فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم".
    10 - إن الاعتراف بالحقيقة أولى الخطوات في معالجة الأزمات وتجاوزها، كما أن مغالطتها وسترها أعظم أسباب تكريسها وتجديدها ومعاودتـها.
    11 - وكما نتواصى بعدم نقل هذه الأخبار، فإن علينا تبصير من ينقلونـها بطيبةٍ وحسن قصد، ومواجهتهم بالحقيقة، وعدم مجاملة المشاعر على حساب العقل والنقل، وانتشالهم من قلق المغالطة، إلى وضوح الحقيقة، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة.
    12 - يقول سيد قطب - رحمه الله - (الحقيقة في كل شيء تغلب المظهر في كل شيء حتى لو كانت حقيقة الكفر).
    وبعد فكم تمنيت ألا يكون الحديث على هذا النحو، ولكن القذاة في عيني، وقد آثرت الصدق في الحديث عن الصدق، فإن أحب الحديث إلى الله أصدقه (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تـهدى من تشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    __________________
    الهوامش:
    (*) - نقلاً عن موقع: الإسلام اليوم.
    (1) - يأثرُ: ينقل وزناً ومعنى.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de