|
|
 ** قائمة أكثر 20 دولة كسلا في العالم **
|
قائمة أكثر 20 دولة كسلا في العالم:
إن حوالي ثلث الأشخاص في العالم لا يؤدّون الحد الأدنى من الأنشطة الموصى بها (أي حوالي 2.5 ساعة من مزاولة النشاط المعتدل في الأسبوع الواحد). لكن الدول تتفاوت كثيرا، حيث تتصدر مالطا قائمة الدول الخاملة بنسبة 71.9%، في حين تعتبر اليونان الأفضل حالا بنسبة 15.6%.
بقلم : أليس والتون
لقد تعمدت مجلة (اللانست- The Lancet ) أن تنشر بالتزامن مع قرب انعقاد الألعاب الأولمبية سلسلة ضخمة من الدراسات حول مشكلة الخمول المتفاقمة على مستوى العالم، والتي تضاعفت لترقى الآن إلى كونها حالة "وبائية". آخذين بالحسبان 122 دولة في أرجاء العالم- أي حوالي 89% من شعوب الأرض- حدد الباحثون معدل الخمول لدى كل شعب، ثم نظروا إلى المسألة بالتفريق بين الرجال والنساء. إن الخبر السار هو أن الولايات المتحدة لا تندرج ضمن الدول الأكثر خمولا. لكن الخبر السيء هو أن ذلك الخمول لا يزال يتساوى مع استعمال التبغ في عدد الوفيات التي يسببها عالميا، وهو عدد كبير يمكن في الواقع تجنبه.
خلاصة هذه الدراسات هي أن حوالي ثلث الأشخاص في العالم لا يؤدون الحد الأدنى من الأنشطة الموصى بها (أي حوالي 2.5 ساعة من مزاولة النشاط المعتدل في الأسبوع الواحد). لكن الدول تتفاوت كثيرا، حيث تتصدر مالطا قائمة الدول الخاملة بنسبة 71.9%، في حين تعتبر اليونان الأفضل حالا بنسبة 15.6%. ويزداد الوضع سوءا بين المراهقين (من عمر 13-15)، إذ يندرج 80% منهم ضمن فئة الخاملين.
ولكن على الرغم من السمعة التي يشتهر بها الأميركيون بتفشي البدانة وقلة الحركة، لسنا من بين الدول الأكثر خمولا، حيث يصنف ما نسبته 40.5% من المواطنين الأميركيين ضمن هذه الفئة. في الحقيقة، تأتي الولايات المتحدة في المركز 46. وكما هي الحال مع الكثير من الشعوب الخاضعة للدراسة، يسوء الوضع بالنسبة للنساء الأميركيات، حيث تعاني ما نسبته 47% منهن من الخمول، مقارنة بـ 33.5% فقط من الرجال.
لا عجب أن طبيعة العمل في الدول ذات الدخل المرتفع تتطلب مجهودا أقل من الأنشطة مقارنة بما كانت عليه قبل عقود. إن حرق السعرات الحرارية الناتج عن نشاطات العمل قد انخفض بحوالي 100 سعر حراري يوميا، ما يعني زيادة في الوزن تبلغ 7.5 باوندا في العام الواحد. ولحسن الحظ، ارتفع مؤخرا حجم النشاط الذي يزاوله الإنسان في وقت فراغه، ما عوض عن تلك الفجوة نوعا ما. لكننا ما نزال في منطقة الخطر حين يتعلق الأمر بنسبة امتصاص الطاقة إلى تفريغها.
إن المسألة لا تدور حول الجانب الجمالي في الأساس. يقدر الخبراء أن 5.3 مليون حالة وفاة في العالم تحدث بسبب الخمول، وهو نفس العدد الذي يتسبب به استعمال التبغ، ما يجعل الأمر يبدو أكثر خطورة. تقول (منظمة الصحة العالمية- WHO) أن الخمول الجسدي هو رابع سبب رئيسي في حدوث الوفيات الناتجة عن أمراض غير معدية على مستوى العالم.
يشير الباحثون إلى أن نشر الدراسات مع قرب انعقاد الألعاب الأولمبية الصيفية "ليس مجرد مصادفة. فرغم أن العالم سيتابع نخبة الرياضيين من دول عدة وهم يتنافسون في الفعاليات الرياضية التي تقتضي تدريبا شاقا ومهارات استثنائية ولياقة عالية، إلا أن معظم النظارة سيكونون في حالة خمول". إنهم يأملون أن يكون توقيت نشر الدراسات، مع الحماس المصاحب للأولمبياد، سببا في دفع الناس إلى الحركة فعليا.
وهناك عامل آخر يدفع للسخرية لا يجب إغفاله في سياق الحديث عما نعانيه من خمول متزايد. فالأجهزة المتطورة التي صممت لتجعل حياتنا أكثر سهولة ومتعة قد حدت من حركتنا وأضعفتها. إذ أنها لا تسهم في انتشار وباء الخمول فحسب، بل قد يكون لها أثر أسوأ في تقصير أعمارنا. ويصف الباحثون الأمر كالآتي: "العديد من العوامل السلوكية والبيئية، والقوى الرئيسية في النمو المجتمعي، تؤثر على مستويات الأنشطة الجسمانية للشعوب. لعل التمدن السريع والتحول لاستخدام الآلات وزيادة استخدام وسائل النقل العصرية قد تسبب في إحداث تغيرات عالمية في حجم النشاط الجمساني المبذول".
ويضيف معدو الدراسات قائلين إن العودة إلى الأساسيات، مثل السير على الأقدام أو قيادة الدراجة إلى العمل، ستسهم في تحسين الأوضاع بشكل ملحوظ. فقد افترضوا، على سبيل المثال، أن من الممكن تجنب حوالي 12,000 حالة وفاة سنويا في الدانمارك إذا قرر شعبها فجأة أن يعتلي ظهر الدراجات ويمارس هذه العادة بانتظام. لا شك أن هناك ثمة تداخل هام بين الأنشطة الخارجية والمخاوف البيئية، خصوصا فيما يتعلق بسلامة الدراجين وأمن الحدائق، ما قد يؤثر بصورة كبيرة على احتمالات انخراطنا في الأنشطة الصحية.
إذا شعر الناس بالإحباط من ممارسة ما يوصى به من الأنشطة المعتدلة (مثل الهرولة) بمقدار 150 دقيقة يوميا، فقد نجد العزاء في حقيقة أن ممارسة أي أنشطة وإن كانت أقل زمنا يمكن أن تكون ذات فائدة: فممارسة نشاط لمدة 1.5 ساعة فقط في الأسبوع يمكن أن يمد ثلاثة أعوام في عمر الإنسان.
إن تعقب حجم النشاط الجسدي أمر بالغ الصعوبة، ولأن مستويات الأنشطة قد تتفاوت بشكل واسع داخل كل دولة، فإن معرفة ما يحدث داخل كل بلد قد تكون عسيرة المنال. رغم أن الدراسات تبدو مستفيضة، إلا أنها لا تزودنا بمعلومات حول النشاط الجسماني في ثلث دول العالم، خاصة في دول آسيا الوسطى "والدول ذات الدخل المتدني والمتوسط في إفريقيا". ومما يثير الدهشة، على حد قول الباحثين، ذلك الفصل بين أماكن إعداد الدراسات وأماكن تواجد المرض. من الضروري ردم الهوة النابعة من عدم توافر المعلومات كي يصبح بالإمكان تكوين صورة واضحة عن عادات الناس وأنماط حياتهم ومستوى الأنشطة التي يمارسونها أو يفتقرون إليها.
|
|
 
|
|
|
|
moaz elsir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست