الحوت.. ما قبل الربيع السوداني..عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2013, 08:23 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحوت.. ما قبل الربيع السوداني..عبد الله علي إبراهيم

    الحوت.. ما قبل الربيع السوداني

    عبد الله علي إبراهيم


    تساءل كثيرون عن تخلف الشباب السوداني عن انتفاضات الربيع العربي. وأخرج رحيل فنان الشباب محمود عبد العزير (الحوت) في يناير/كانون الثاني الماضي أحداثيات عن هذا الشباب، تلقي الضوء على الظرف السياسي والاجتماعي الملموس الذي ربما حال دون ما توقعه الناس منهم، إتباعاً لا إبداعاً.
    جلل حزن استثنائي السودان برحيل الحوت. بكاه جمهوره الغزير بعد أن عقدوا ختمات القرآن له طوال أيام مرضه القصيرة. وكانوا أضربوا عن احتفالات رأس السنة للعام المنصرم، واحتشدوا حول مستوصف رويال كير بالخرطوم، حيث لزم السرير ضارعين لله أن يعافيه. وتحسبت السلطات لموكب تشييعه، فتعاملت مع جثته العائدة للوطن كسر أمني. ومع ذلك اقتحم محبو الحوت مطار الخرطوم، واحتلوا المدرج حتى أخلوهم بالغاز المسيل للدموع. وتجمهروا عند بيته في حي المزاد بالخرطوم بحري بعد دفنه، مكبرين موحدين"لا إلا إله إلا الله" ". وظلوا يقرؤون له الإخلاص جماعة. وعلقوا على ستراتهم "سكت الرباب" التي هي من أغاني الفقيد. وقيل إن تشييعه مما يكون لقديس أو شهيد.

    فجع السودان في بحر عام برحيل رموز غراء في الإبداع والسياسة: الفنان محمد وردي، محمد إبراهيم نقد، الزعيم الشيوعي المحبوب، والشاعر حميد نجم المعلقات الشعبية المعارضة، والعالم الورع محمد سيد حاج مصطفى. ولكن فجيعته في الحوت لم تكن أوجع من فقد الآخرين، بل كانت مغايرة. فمن سبقوه إلى الدار الآخرة رموز مركزية في الثقافة، في حين كان محمود رمزاً لثقافة صغرى، اعتزلت تلك الثقافة الكبرى، ويسميها علماء الاجتماع (subculture) "ثقافة فرعية" أو "ثانوية".
    وتنامت هذه الثقافة بين معجبي محمود من الشباب منذ ظهوره على ساحة الغناء في بداية التسعينيات من القرن الماضي. وصار اسمها "الحواتة" تطلق على معجبيه، مستمدة من تحريف لاسم دلع محمود وهو "حودة" ثم "حوتة" فـ"الحوت". وله أسماء أخرى في صعوبة الإحاطة به مثل "الجان" و"الأسطورة".
    الحوت ابن المدينة السودانية. ولد في حي المزاد بالخرطوم بحري -الضلع الثالث للخرطوم العاصمة- سنة 1967 بعد ثلاثة أعوام من قيام ثورة أكتوبر 1964. وهي الربيع السوداني الذي كشف عن بأس المدينة، التي أسقطت بقوة الشعب نظاماً ديكتاتورياً.
    وكان غناء محمد وردي للثورة أكثر ما تبقى منها مما سمعه الحوت عنها، لأن رواة تاريخها من النظم المستبدة المتعاقبة بخسوها قدرها. وصار المغني بتلك الثورة حادياً ومؤرخاً وبطلاً. وليس في حياة الحوت ظل من الريف. فقد دخل الروضة بالحي حين يبدأ الريف بالخلوة القرآنية. وليس التعليم المدرسي أقوى نقاطه مع ذلك. فلا يذكر أحد أين تلقى تعليمه وختمه، وإن ذكروا إجمالاً غشيانه مدرسة الحرية الأولية، ثم مدرسة الإنجلية التي هي مدرسة وسطى في أحسن الأحوال. وتنامت موهبته في أوعية الدولة للأطفال والشباب، لا في حلقات الصوفية أو طوائفها. فبدأ بركن الأطفال بالتلفزيون ممثلاً ثم كشافا. وغنى -على صغره ككشاف- أمام الرئيس النميري فاستحسن الرئيس أداءه وحضنه. وتعهد قدراته مركز شباب الخرطوم بحري، ثم قصر الشباب والأطفال للتعليم الإضافي في الموسيقي والمسرح. ونضج فنه في فرقة الشباب بمدينة الأبيض بغرب السودان. وخرج للجمهور من مسارح هذه المواقع، وجوقاتها الموسيقية.
    كانت الخرطوم المدينة بعد ثورة أكتوبر 1964 غيرها قبلها. فقد تكاثرت الهجرة إليها من "المصوتين بأقدامهم"، ممن نسيتهم الدولة فجاؤوا إلى سدتها بالحصار. وصارت العاصمة في الثمانينيات المدينة المتفاقمة ( megacity) من فرط مضاعفة سكانها وتوسعها. واختلطت الهويات فيها والأعراق والمذاهب، اختلاطاً حيّر من أراد وصف الحوت في مرثية آخى فيها بين النقائض التي احتواها المغني برحابة، حتى قال: ويمكن كوز (أخ مسلم) في شكل شيوعي, وهذه الخلطة التي لانت فيها الأطراف العصيبة، وتحللت، ما تزال خافية على صفوة السياسة. فاشمأزت من زحام الريف، وظلت تسعى للخلاص منه بقوانين النظام العام المتعاقبة للقبض على شباب المهاجرين تحت طائلة التشرد، وردهم إلى أهلهم.
    الحوت ابن ما سماه الدكتور عبده ملقيم سيمون "انبعاج المدينة" أي التي اختلط فيها الناس اختلاطاً عظيماً، انبهمت به الحدود العرقية والقبلية واللغوية. فكتب كتاباً عن هجنة أحياء أطراف الخرطوم، ووصفها بـ"الانحطاط" لتوحشها طالما اعتزلتها الصفوة. فقال إن عوالمها سيريالية-فوق واقعية، تصنع قواعد حياتها المبتكرة خلال اللعب. فهي في حالة كرنفالية هازئة بالصفاء الثقافي العرقي. وهي ذاتها المدينة التي فرض شبابها "إزجاء الفراغ" على الدولة الشرعانية المتجهمة. فتجمهروا على ضفاف النيل الليل بطوله أُسراً وعشاقاً "ذراع في ذراع"، كما قال أحمد عبد المعطي حجازي. ولعنهم الأئمة من فوق المنابر لاحتفالهم بالفالنتاين ورأس السنة.
    نقل الحوت المدينة، التي كانت تخترع صور إزجاء فراغها، من "الحفلة" إلى "الكونسرت" في صورته الغربية. كان أقصى طرب المدينة التقليدية حفلاً جمهوره منصت يستنفد المغني فيصفق "أحسنت". ومتى بلغ الذرى بالطرب أحدهم أو أكثر ساروا إلى حيث المغني و"طرقعوا" فوقه بأصابعهم مما نسميه "البِشير". وأول ما ظهرت مبادئ الكونسرت عند "عقد الجلاد"، وهي فرقة ظهرت في منتصف الثمانينيات أميل لشباب الصفوة. فترى وجد جمهورها العجيب و"نهبهم" الأغنية من المغني و"تخصيصها". فغني كل شاب نص الأغنية مع المغني سطراً سطراً إما لنفسه أو لشلته. ولم يروا بدعاً في الرقص في مجموعات تنعقد وتنفض، في طلاقة مبتكرة للجسد بين الذكور خاصة. وكان الجيل من قبلهم يراقب الناس في حركات الجسد وسكناته.

    اكتملت مقومات الكونسرت عند الحوت. فصار هو كله موضوعاً للتقليد في لبسه وتسريحة شعره وطريقة حلاقة ذقنه. واخترع مع معجبيه تحية للكونسرت يضع فيها المعجبون الساعد على الساعد، بوضع ناهض إلى أعلى مع قبض الأصابع ما عدا السبابة. وفي الأثناء يرقص الجسد يميناً ويساراً. بل كنت ترى اندفاع المعجبين حتى حافة مسرح الحفل، يعتليه من شاء منهم أطفالاً وعارضين بالسيوف، وثلة من المعوقين بقيت معه طوال أغنية ما، يبادلها الأحضان. ومازج البكاء فرط الغناء والوجد. وبلغ الحوت يوماً هذا الموضع من أغنية له:
    كأني مديون للعذاب
    وأدفع سنين عمري دين
    ففاضت دموع المعجبين.
    ترعرع الجيل في كنف الحوت معتزلاً الحكومة والمعارضة. فالحكومة أثقلت عليه بمشروعها الحضاري الشرعي السلبي، أو العدائي، تجاه الأغنية متنفس الشباب الرحيب. ففي التسعينيات خاصة قررت الحكومة إلغاء ذاكرة الأغنية والطرب كما عرفناهما. واستدركت "مسنسرة" منه كل ذكر لكأس خمر، أو تبادل قبل وغيرها. وأرادت أن تسود بدلاً عن ذلك الجلالات الجهادية مثل ""الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح .. وسفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح". وربما كان ذلك المناخ الكاره للغناء هو الذي هيأ لمن وصِف باختلال العقل لاحقاً اقتحام نقابة المهن الموسيقية وقتل الفنان خوجلي عثمان. وأصبح الفقيد شهيداً للهوس الديني عند معارضي الإنقاذ خاصة.
    وتساوق ذلك الجو الإسبرطي مع جريرتين للحكومة بحق الشباب. فقد توسعت في التعليم العالي كماً لا نوعاً صادر به من الطلاب امتياز مجانية التعليم وخدمة الداخليات. أما الجريرة الثانية، فهي تجييش الطلاب وقوداً لحرب الجنوب في معسكرات الدفاع الشعبي، حتى صارت الخدمة الإلزامية للفداء مطلوبة من الجامعات. ومن مآسي تلك الأيام البارزة مقتلة معسكر لتلك الخدمة بالعيلفون شرقي الخرطوم. فتمرد الطلاب في 1998 وتسللوا من المعسكر، ولاحقهم الحرس في مراكب أرادوا بها بلوغ الشط الآخر من النهر. فَفَزِعوا وغرق منهم 70 شاباً.
    أما صفوة المعارضة الرسمية للإنقاذ، فاعتزلت هؤلاء الشباب بوجهين. بالوجه الأول تعذر عليها نسبتهم إليها بعد أن جردتهم الإنقاذ من ميسمهم (التعليم النوعي المجاني) فصاروا غرباء (إن لم نقل سِفاحيون) في نظر صفوة المعارضة. فأخذوا يحاسبونهم بجريرة الإنقاذ، وهي تضعضع التعليم.
    أما أكبر الحيطان التي حجبت الجيل عن صفوة المعارضة، فهو ما اتفق للأخيرين بتسميته بـ"الزمن الجميل". وهو زمانهم في الستينيات الذي توجته ثور أكتوبر 1964. وهذا عرض من أعراض النوستالجيا، بدا به السودان كمن استدبر مستقبله. ومتى اهتمت بهم المعارضة رأت فيهم -في أحسن الأحوال- ضحية للنظام، إن لم يكونوا عوناً له. فبعد مخاشنة للحوت مع الدولة رأى الدكتور حيدر إبراهيم فيه "هدية السماء للنظام الإنقاذي الشمولي-الثيوقراطي" بتأدية وظيفتين في عمليتها لتسطيح الثقافة: "واحدة بفنه والثانية بشخصه".
    ويريد بالأخيرة تلك الحادثة التي جلدته فيها شرطة النظام العام حداً لتعاطي المسكر. فالحوت عند حيدر أيقونة للثقافة الشمولية التي تقطع الأواصر الحية بين الناس. فلم ير في الكونسرت سوى اجتماعات مفرغة من الروح. ولا غلاط أن الحواتة ضحايا للإنقاذ، ولكن غاب عن مثل حيدر أنهم مالكون لزمامهم (agents)، اجتنبوا النظام سقماً، لائذين بثقافتهم الثانوية، وبولائهم الفطري للأغنية.
    عرف الشباب الحوت من شقوق حيطان الصفوة الحاكمة والمعارضة. حدثتني طالبتي عن أخيها الفصيح الذي عاد من معسكر للخدمة الإلزامية منكسر الخاطر كَلِفاً بالحوت. وقال إنهم كانوا ينتهزون كل فرصة للهرب من المعسكر للمدينة القريبة، يغشون مطاعمها لوجبة طيبة من الفول "المصلح" ثم يلحقون تمام المساء. وكانوا يسمون هربهم ذلك بـ"قد السلك" أي اختراق سور المعسكر. ولقي الشاب الأمرين متى انكشف هروبه. وفي مقاهي المدينة سمع الطلاب المتذمرون الحوت، الذي يكبرهم بسنوات قليلة، لأول مرة. وافتتنوا بمن وصف حياته بـ"عمري المعبد بالغناء". ودعاهم إلى التفاؤل برغم الإنقاذ:
    أبقى الصمود ما تبقى خوف (ويراوح ويقول "ما تبقى زيف")
    ابقى احتمال نبض الحروف
    أبقى المباهج والضريح
    خلينا في الض(ظ)ل نستريح
    نتغنى باللحن الصريح
    السمحة جايا وما في خوف
    (ويراوح بـ"عزة جايا " وعزة هي الوطن في أدبيات الحركة الوطنية).

    من الجانب الآخر "قد" الحوت "سلك" المعارضة بالنجاح، وتخطي حاجز الزمن الجميل وغناءه المقدس. فنجح الحوت حين توهمت المعارضة ألا شيء يترعرع في غيهب الإنقاذ. ووجد الجيل في الحوت سبباً للقول بأن الزمن الجميل ما يزال أمامنا. ولم يكن سهلاً كسر حاجز زمان الستينيات الجميل. فذوقه الماضوي أحبط محاولات الشباب للاستقلال بغناء خاص، إلا الحوت. فقد شهد له الجميع بأنه من أميز من غنى للسلف، ولكنه أنتج 23 ألبوماً طُبعت لأكثر من مرة بين 1994 و2007، له فيها 125 أغنية خاصة و74 أغنية سميت بـ"المسموعة" أي من غيره. وطبع ألبوم "يا زول يا طيب" نصف مليون نسخة، وصار اسم ألبومه "لهيب الشوق" اسماً لسيارة فُتن بها الناس.
    لعل أفضل زاوية للنظر لانفصال الحواتة في حيز ثقافتهم الثانوية من الحكومة والمعارضة معاً هو ما جاء به عبد الخالق محجوب -الزعيم الشيوعي- عن الشباب بعد مأثرتهم في ثورة أكتوبر 1964. فهم عنده خرجوا بالثورة كفئة عمرية، تعلق على الديمقراطية تفتح ملكاتها، لا مجرد بالغين تقليديين. ونبه إلى خطأ الأحزاب في توظيف طاقتهم السياسية التأجيجية، لا طاقتهم الثقافية.
    وما يزال الحال على حاله: فالحكومة الإسلامية -التي اضطرب مشروعها الحضاري- استنفدت طاقة شبابها في حروبها، فخرجت على أيامنا هذه جماعات منه لتصحيح الأوضاع باسم "السائحين".
    أما المعارضة فقد استنفدت طاقة طلابها في معارك طويلة للإطاحة بالإنقاذ، حتى سئم طلابها السياسة، وانصرفوا عنها بالكلية، حتى عن انتخابات اتحادات الطلاب. وكان الحواتة عن كل ذلك في شغل، يغالبون يأسهم من الوطن بالاعتصام بثقافة ثانوية، عقيدتها الغناء للأمل.
                  

05-03-2013, 08:41 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوت.. ما قبل الربيع السوداني..عبد الله علي إبراهيم (Re: Nasr)

    من أحسن ما كتب عبد الله مؤخرا
    ورغم إختلافي مع إستنتاجته
    إلا أنه أعجبني منهجه
    وصفاء ذهنه

    ويبدو لي
    أن عبد الله يحسن الكتابة جدا
    متي ما كتب عن هم ثقافي
    ثم نظر إلي تداخلات ذلك الهم
    وتشعباته (وشربكاته) مع السياسي والإحتماعي والإقتصادي

    ومتي ما كتب في هموم سياسية
    تثور في وجهه غابة متشابكة من المحاذير
    والمتداخلات
    (من نوع حاجة تانية حامياني)
    وضبابات الأيديولوجيا وغشاواتها
    فيرتبك ويعمد للأرباك
    (مستخدما حيل مختلفة بعضها مستلف من الكتاب العرب)

    سيزهو إذن عبدالله
    ويبدع
    متي جاء للثقافة و(السياسة) بأدوات الفكر
    ومناهجه
    ومتي نضي عن نفسه ثوب السياسي السوداني
    (وطموحاته)

    لاحظ إختلافه الراقي جدا مع حيدر
    فرغم أنني إحتفلت برأي حيدر في الحوت (الظاهرة)
    وعلاقة ذلك بالإنقاذ السلطة والإنقاذ المشروع الحضاري
    والإنقاذ البيئة الثقافية (والنفس إجتماعية) المنتجة للظاهرة
    إلا أنني أضطر هنا للإحتفال برأي عبدالله المخالف
    (لنفس الظاهرة)

    إنها إذن
    شذرات وأطراف من حوار راقي
    نتمني له أن ينمو ويثمر
                  

05-03-2013, 08:56 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوت.. ما قبل الربيع السوداني..عبد الله علي إبراهيم (Re: Nasr)

    هذا هو مقال حيدر
    Quote: محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانساني .... بقلم: د. حيدر ابراهيم علي
    يمكن اتخاذ الفنان محمود عبدالعزيز كرمز أو ايقونة للدلالة والاشارة لتجسيد وقائع الشمولية لنفسها في انسان. فمحمود عبدالعزيز الذي كان عند محبيه قبل زمن قليل "ريحانة شباب السودان" ظهر قبل ايام في برنامج السر قدور الرمضاني وكأنه "طينة البؤس" الذي ذكرها الشاعر ادريس جماع.لقد تجمع كل قهر ورعب وذل وقمع وتشويه وحيونة العقدين السابقين،في انسان واحد،لأن ممارسات النظام – بالصدفة؟ - وقعت عليه دفعة واحدة.فقد سمحت ظروف الخواء الروحي وغياب الفن الملتزم بالانسان لبروز فن التسلية والفرح قصير العمر وطرب الحواس الذي يهرش الغرائز.وشجعه نظام الوعي الزائف لأنه يبعد الناس،وبالذات الشباب ، عن الاحتجاج والمعارضة والسعي نحو الخيروالتغيير.لذلك غض النظام الطرف عن ان يكون المثل الاعلي للشباب خارقا لكل تابوهات الشريعة فهو خير عون – حسب المرحلة - في اعادة صياغة الشباب الضائع في كل الاحوال وليس في الحالين فقط،كما تقول الاغنية المعروفة.فقد كان ظهور محمود عبدالعزيز يؤدي وظيفتين للنظام في عمليتي التسطيح والتزييف،واحده بفنه والثانية بشخصه.وكان هدية من السماء للنظام الشمولي-الثيوقراطي.اذ يفترض في مثل هذا النظام صاحب الايديولوجية الجهادية والذكورية أن يبتعد عن امثال محمود عبدالعزيز شكلا وفنا،ولكنه يخدم عملية التشويش،اكرر في تلك المرحلة.فقد كان النظام يريد تقسيم الشباب الي مجاهدين وضائعين،ولا مكان في هذه المعادلة لثقافة جادة وعقلانية يتسلح بها الشباب وهم في مرحلة التكوين.
    من البداية لابد من التأكيد من أنه يصعب ان نتوقع أي صلة للشموليين بالثقافة والفن:
    سياسة تحسس المسدس المعلومة،فما بالك اذا اضافوا الي شموليتهم التزمت الديني؟يحاول بعض الاسلاموييين اعطاء انطباع وقوفهم مع الفن،ولكن شروط الفنون والابداع عموما هي الحرية والخيال غير المقيد والحوار والنقد.وهذه متطلبات تتناقض مع الاصولية مهما خفت درجتها وتلبست باداعاءات ليبرالية.قام مقدم برامج يدعي الانفتاح قبل فترة قصيرة بتغيير كلمات قصيدة شهيرة وجميلة لشاعر معروف متوفي لأنه ورد فيها ذكر للخمر والكأس والشفاه.وفجأة اختفي ادعاء الفن والثقافة،وغلبت روح الرقابة والكبت والقمع وعدم احترام الآخرين،وهذه صفات ثابتة فيهم تكاد تكون مثل بصمات ايديهم،مهما مثلوا وادعوا. ونتذكر جيدا محاكم التفتيش في مطلع تسعينيات القرن الماضي وبالذات عهد الطيب مصطفي.ولا يعود هذا السلوك الظلامي المتخلف الي السهو والنسيان،ولكن من صميم قناعاتهم. فالاسلامويون يعتقدون بأنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة المطلقة،لذلك يمكنهم الحكم علي حقائق الآخرين.وهذه وثوقيات لا تستطيع التعامل مع الفنون ذات النسبية المطلقة.ويربط الاسلامويون بين الفن واللذة الحسية ،وقد يكون بابا للغواية والاغراء.ومن هنا يتعرض للتحريم والابلسة أو الشيطنة.
    ولكن لان الايديولوجية الاسلاموية توظف كل شئ من أجل السلطة،وتعلم أن الشعب السوداني طروب ليس بمعني ابن خلدون السلبي فيما يخص الزنج وخفتهم،ولكن يحب النغم والغناء،لذلك تنازلت-نسبيا- عن مطاردة الفن وحاولت احتضانه ومن هنا ازمة المسكين محمود عبد العزيز.
    يأتي (حودة) ضمن ثقافة التدين الاستهلاكي المعولم ،ومن أهم مكوناته وعناصره: 1:- موضة المديح بالجيتار ،والفرق المادحة ذات الازياء اللامعة والمزركشة .ومن بدع الانقاذ انبعض الفرق الاسلامية تحرم المديح.فاضافت له الموسيقي ،وبعد تمرير ذلك تكونت فرق باليونيفورم ،ثم اصبحت الفرق مختلطة.
    2:-بعث ما يسمونها اغاني الحماسة لافتتاح الليالي السياسية والتي لم نعلم حتي الآن هل هي سنة أم مندوبة اذ لم يتبرع من يقوم بتأصيلها؟ ولكنها عودة الي جاهلية سودانية تمجد السيف الترع بالدم والقاطع للرقاب،والمقتولون –بالمناسبة- مسلمون ولكنهم من قبيلة اخرى.ولابد لنا ان نحمد لعلي عثمان محمد طه وغازي صلاح الدين وعوض الجاز ومصطفي عثمان اسماعيل،عدم مشاركتهم في الظاهرة الجديدة اعلاميا علي الأقل.هذه عملية يسميها بعض الاجتماعيين مثل الجابري واركون(التتريث)أي تحويل الواقع وبالتالي اضفاء معان وتفسيرات قديمة(تراثية)علي واقع جديد تماما.
    3:- التغني أو قل المديح للموبيليا وادوات الطبخ والفلل والسيارات وزيوت الطعام ووسائل التنظيف وكل مفردات الاستهلاك.اعلان الدولة الاسلامية هو اعلان الوله والعشق لكل منتوجات الحضارة الغربية المادية الكافرة مع رفض العقل والروح التي صنعتها وهنا مكمن جوهر التأزم.وقبل ايام كتب احد منظري الانقاذ عن التسليع والتشيؤ للوحدة،ولكن لا يجرؤ علي الكتابة عن تشيؤ الانسان السوداني الذي يغني للاثاث.
    4: كل هذا في ثقافة الانقاذ يهدف الي تعميق حالة التشويش والتي يقوم بها الاعلام والتعليم، ويقصد بها رؤية الواقع معكوسا أوبيع الوهم بحيث يظن الفرد أن افكاره هو عن الواقع هي عين وحقيقة الواقع.
    5:- يعادي وجدان الانقاذيون الجمال والحق ويصاحب الزيف والفساد.علي سبيل المثال، يتم انشاء وزارة ثقافة تصرف عليها الملايين وتخلو عاصمتها من تمثال واحد ولا قاليري واحدة للفنون ولا دار اوبرا وشكرا لمسرح طلعت فريد القومي.ومن ناحية اخري تم عرض مسرحية طريق الانقاذ الغربي واستمرت حتي تركت مستورة.ثم مسرحية"مواسير الفاشر" ولا أحد يدري هل انتهي العرض؟هذه هي روائع ثقافة الانقاذ.
    6:- يوازي الثقافة الرسمية ،ثقافة اخري "محجبة" تخفي نفسها ولكنها مكملة .وكان يمكن ان تطالها الدولة لو ارادت وهي التي يرصد أمنها دبيب النمل كم تقول.انتشار اغاني هابطة للبنات،بيوت الزار،علاج الشعوذة،فنانون ذكور باسماء بنات،التنزيل، الاجهاض واطفال المايقوما ،السحر الاسود وكل الالوان.وهنا لا اتحدث عن تطور الجريمة بل عن ظواهر ثقافية لم تعد شاذة.
    هذه بعض ملامح الثقافة السائدة التي انتجت "المصلوب"محمود عبدالعزيز والذي لعب عددا من الادوار فهو السيوبر ستار لفترة طويلة.ثم فجأة يتم تداول صورته من الفاشر مجلودا متكئا علي حائط مبكي ولم تكن أول مرة. وهكذا يترك في داخل النجم جرحا نرجسيا غائرا.ذلك الشاب النجم الذي يتلقي صيحات وقبلات المعجبين والمعجبات يعود ذليلا مهانا منكسرا وخاسئا من احتفالية الجلد العلني.ثم نراه نفسه في احتفالية اخري ،للدعاية لمرشح الرئاسة المشير البشير وللمؤتمر الوطني.وللمفارقة كان ايضا قد وقف الي جانب ياسر عرمان مساندا للحركة الشعبية.ولكم ان تتصوروا ان كل هذا يحدث لشاب غض عديم التجربة والحنكة والمهارة.فهو محاط بالكثيرين ،ولكنه في نفس لا يجد من يتعاطف معه.وهذه ظاهرة في المجتمع الشمولي،اذ تعمل الدولة علي خلق كتل جماهيرية أو حشود ولكنها تفتقد التعاطف والعمل المشترك المستمر والحميم.لأن هذه هي السياسة التي يخشاها ويمنعها النظام الشمولي.فهم يريد اعدادا كبيرة من البشر تلتقي في ميدان عام وتهتف بتشنج لفترة ثم ينصرفوا علي عدم اللقاء بصورة منتظمة.وهو قد ساهم كمفعول به في تثبيت ثقافة الشمولية هذه من خلال حفلات تضم الالآف ثم ينصرفون حتي حفل آخر. وتسمي (حنة ارندت) في كتابها:أسس التوتاليتارية،بيروت،1993،هذه الظاهرة: التقفّر وهي خلاف الوحدة.فالانسان المقفّر يجد نفسه محاطا باناس آخرين يستحيل ان يجري معهم أي اتصال،أو يكون عرضة لعدائيتهم.ففي هذه الحالة يكون الانسان مع كثير من الناس ولكن يظل – داخليا – بمفرده!اذ لا يوجد مشروع مشترك بين هذه الكتل البشرية التي تلتقي في دار الرياضة والمقابر ونادي الضباط وحمد النيل والسوق المركزي وجامع سيدة السنهوري وحتي في المواكب المصنوعة.وتكتب آرندت عن النظام الشمولي :-" لا يسعه أن يكون قائما،بالتأكيد،دون أن يدمّر الحياة العامة،أي دون أن يدمر طاقات الناس السياسية،عازلا اياهم علي هذا المنوال."(ص271)ولا تكتفي الشموليةبهذه العزلة،بل تسعي الي القضاء علي الحياة الخاصة ايضا.اذ تقوم الشمولية علي التقفّر"أي علي اختبار عدم الانتماء الاقصي الي العالم ،وهي أشد اختبارات الانسان يأسا وجذرية."
    اراحتني حالة"محمود عبدالعزيز" كثيرا من البحث عن نموذج واقعي وملموس للانسان المهدور.وهذا عنوان دراسة تحليلية نفسية اجتماعية،نشرت في كتاب للدكتور مصطفي حجازي(بيروت2005).وهو مشهور بيننا بكتابه:-؟التخلف الاجتماعي – سيكولوجية الانسان المقهور.في هذا الكتاب الاخير،يربط بين القهر والهدر ولكن يري الهدر هو الذي يقضي علي كل انسانية الانسان ويضرب مشروع وجوده كي يصبح كيانا ذا قيمة،يكتب:-" الهدر علي هذا المستوي هو نقيض بناء التمكين والاقتدار وصناعة المصير.ومن ذلك يتضح كيف ان الهدر يستوعب القهر،بحيث أنه لا يصبح ممكنا(أي القهر)الا بعد هدر قيمة الانسان واستباحة حرمته وكيانه في عملية الاخضاع والاتباع.كذلك فان القهر حين يحدث في علاقة الاستبداد أو أي علاقة تسلط بالارغام،فانه يترسخ ويعيد انتاج الهدر ذاته".(ص16). ويحصر (حجازي) آليات الهدر في الاستبداد والطغيان والسيطرة والتحكم والاعتقال والتعذيب بالاضافة لدور العصبيات باشكالها المختلفة.ثم يستعرض الكاتب اشكال وانواع الهدر وهي:هدر الفكر،الشباب المهدور،الهدر الوجودي في الحياة اليومية.
    يمثل الفصل السادس المعنون:الشباب المهدور:هدر الوعي والطاقات والانتماء، تحليلا مطابقا تماما مع واقع حال الشباب السوداني وكما يجسده (محمود عبدالعزيز) خاصة في ملكوته الحالي،باعتبار الاستبداد اعلي مراحل الهدر.ويركز الكاتب علي الشباب باعتبارهم الأكثر تعرضا للهدر في المجالات الثلاثة. باعتبار "أن محاولات أنظمة الاستبداد والعصبيات والاصوليات الحجر علي العقول،يرمي في الاساس الي وعي الشباب تحديدا،وصولا الي الغائه".(ص201).وبعد الوعي يأتي هدر الطاقات خصوصا الكفاءات العلمية.فالشباب يعاني من العطالة،ويستخدم الشباب المغاربي مصطلحا أكثر تعبيرا وهو: التعطيل باعتبار انهم ليسوا عاطلين بارادتهم.والهدر الثالث هو حرمان الشباب من المشاركة الفعالة في تقرير مصيرهم ومصير اوطانهم.وهذا مما يعني غياب الانتماء وتهميش الشباب.وهنا يكتب(حجازي) بدقة:"يحرم الشباب من أن تكون له قضية عامة تملأ حياته،وتكون فرصته للتضحية والبذل والعطاء(.....)يسلب من الشباب حقه في امتلاك الدور في قضايا الوطن سواء من خلال"التطفيل"(البقاء في مواقع الطفولة غير المسؤولة)،أو من خلال الالهاء بمختلف ألوان التسلية والاثارة،كي تكال له من ثم التهم بالميوعة وعدم الجدية،وقلة تحمل المسؤولية".(ص202)وهذا مكمن أزمة الشباب.
    يستعرض(حجازي) أبرز حالات هدر الطاقات والكفاءات بين الشباب،وهي:-
    1- تركز أنظمة الاستبداد والعصبيات علي الولاء والتبعية وليس علي الاداء والانتاجية.ومايهم السلطات في أنظمة الهدر هو الحفاظ علي تأزيل تسلطها والحفاظ علي امتيازاتها.وبالتالي لا تضع استراتيجيات منتجة وبناءة تحتاج للكفاءات المنتجة.
    2- الاعلاء من العصبية ،وفي السودان عصبية التنظيم الحزبي وجاءت-مع ظهور النفط- العصبية القبلية.
    3- يتوفر التعليم"الجيد" للطبقات الاجتماعية الغنية والقادرة.بينما يتسرب ابناء الفقراء من المراحل الاولية.
    قصدت فقط لفت الانتباه لهذا الكتاب الهام والذي يكاد في هذا الجزء يكون قد بني علي تحليل ظاهرة (محمود عبدالعزيز). ولن تغيب عن ذاكرتي صورته في تلك الحلقة من (برنامج اغاني واغاني)وقد رمي برأسه بعيدا خلفه وكأنه ليس ملكه.وهو يحاول الغناء وكأن الكلمات تخرج من اصابع قدمه وتشخص وتبهت أعينه ويرمي بها في مجهول مثل جحيم دانتي.وكأنه قد فدي الشباب بأن يقدم نفسه قربانا لمجتمع يخلط بين الاستهلاك والشعوذة والتدين البدوي،ولدولة تنازلت عن كل خدماتها واكتفت بامساك الحراسات والنيابات وكرباج النظام العام.أنه ضحية الخواء الروحي رغم صوت الدين العالي الذي ينافسه في التلفزيون و"العداد".ان (محمود عبد العزيز)لا يحتاج لعلاج أو مصحة،ولكن من يحتاج للمصحة هو مجتمعنا ودولتنا ،وفي هذه الحالة يشفي هو وغيره كثر في الظل.
    المــصدر


    وبعض لكنات لحوار في نفس الموضوع
    محمود عبد العزيز ونظرية الهدر الإنساني د. حيدر إبراهيم علي
    http://www.sudaneseonline.com/arabic/permalink/3905.html
    وصفحة في قوقل
    https://www.google.com/#q=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8...f08aandbiw=911andbih=396
                  

05-04-2013, 10:10 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوت.. ما قبل الربيع السوداني..عبد الله علي إبراهيم (Re: Nasr)

    up
                  

05-04-2013, 11:36 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوت.. ما قبل الربيع السوداني..عبد الله علي إبراهيم (Re: Nasr)

    يا عمدتنا ما قلنا ليكم البروف هذا علامة فى الفكر والسياسة فى السودان نضيفك معانا يا ودعباس مع مجموعة الحيران بتاعين البروف ولا كيف سكسكو لينا مع عمر إحساس وميكي
                  

05-04-2013, 10:54 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوت.. ما قبل الربيع السوداني..عبد الله علي إبراهيم (Re: Saifeldin Gibreel)

    يا سيف
    مفكر أضلته السياسة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de