|
الفقد
|
الفقد اليوم وبعد ان سنين عديدة منذ ان غادر قريته الي هذه الانحاء اكتشف انه يفتقد شي ، ما هو؟ لم يدري ، عبثاً ول ان يتذكر ، لكنه فشل . نظر في شكله الخارجي ، الجلابية هي هي ، الشبشب ، وكذلك الطواقي عشرة طواقي من مخرومة الي طوياة كقبب الاضرحة ،الي طاقية صينية الصنع يسلخ الراس سلخاً . ليس هذا كله من ما افتقده اليوم هو شي لا يدرك كنهه . سار الي ارفف الملابس البناطلين ، الاقمصة والملابس الداخلية ، منذ عهد الشارلستون والي اخر موضة هذه الايام كلها مرصوصة بعنايهوفي اماكنها كما كانت منذ سنين عديدة . ادخل يده في جيبه اخرج بعض العملات الورقيه جزء منها عملات قديمة بهتت ملامحها اتي بها من بلاده ما زال يحتفظ بها كالتميمة ، رغما عن انها حتي في بلاده اصبحت غيرة قابلة للتداول بعد ان تغيرت العمله عشرات المرات حتي اصبح الناس اي اسم يسمونه بها ، ادخلها في جيبه ليس هذا ما يفتقده اليوم او بتعبير ادق ما احس بفقده اليوم ،عندما بداء يخرج يده من جيبه لمست اصابعه كيس الصعوط الرطب ، صحيح انه ليس كصعوط بلده الطازج ولكنه مع سيجارة يفي بالغرض ، ولم يعد الراس ذاك الكييف بعد ان احتلت منه الهموم كل ناصية . اه نسيت ان اقول لكم ان هذا كله ليس ما احس بفقده اليوم . نظر في المراءة فراي شواربه المتدلية باهمال علي جانبي فمه كانهما اذني سخل ، وذقنه غير الحليقة منذ متي الله وحده اعلم ، هي هي في هذه البلاد البعيدة كما في بلدته الاصلية لا يتذكر متي زارتها الموسي اخر مرة ، ولكن سادتي الاعزاء لم يكن هذا هو الذي احس بقده صباح هذا اليوم . ماهذا الذي يفتقده؟ اصابه العجز عن ادراك هذا المفقود بحالة من الاحباط والقلق فراح يدور داخل الشقة بلا اتجاه ، يدخل الغرفة ، يجلس علي السرير ثم يقوم و يتحرك خطوات داخل الغرفة الصغيرة كالاسد في قفص السيرك ، يتحول الي كرسي ملتصق بطربيزة وباصابع قلقلة يقلب اوراقاً ، ويضغط ازراراً لالة سموها الحاسوب وما اعانته علي تذكر فقده في شى ولا ازالت توتره وشعوره بالاحباط . اخيرا قرر الخروج من الشقة الي الشارع عل ذلك يلهمه معرفة مفقوده ، نظر الي الاسفلت ، تامل السيارات المارة امامه قراء لوحاتها ، فصّل الوانها ، رفع بصره الي المباني المناطحة السماء في غرور وتحدي وما اعانه ذلك في شي . لعنة الله علي هذه الخواطر يومه _ همس في سره_ سوف اتناسي هذا الفقد اللعين ولن افكر فيه ابدا . سار بعيدا عن العمران دخل الي فضاء ارحب حيث لا مباني تحجب الشمس بكبريائها المتعالي نظر الي السماء وخفض بصره الارض ، وفجاءة - وكما في كل القصص فجاءة - وكاد يصيح بعبارة ارشميدس -وجدتها .... وجدتها - وذلك عندما اكتشف قانون الطفو ، اخيرا عرف ما يفتقد ادرك ذلك عندما رفع عينيه الي السماء ثم خفض بصره الي الارض ولم يري ظلله ، كم سنة مرت عليه منذ اخر مرة رأي ظله واضح المعالم محدد التقاسيم لا تخطئه عين ، الان اصبح ظله باهت المعالم لا تفريق بينه وبين ظلال البشر الاخري . الان عرف ما يفتقد ، ظله الواضح الملامح ، وعندها قرر ان ينشر اعلانا نصه الرجاء من يحصل علي ظلي الواضح الملامح ارساله الي العنوان التالي : بريطانيا اممم امريكا امممم مصر اممم تشاد ، عندما احتار قرر الاختصار وكتب العنوان كل انحاء المعمورة .
|
|
|
|
|
|